خبروني إذا كان في شيء غير مفهوم.
قراءة ممتعة💞
.
.
.
الحلقة 412 الجزء الثانى سلسلة الليل و النور 8
.
.
.
كان كايل يتجه نحو اسفل بركة الماء، إلى القاع تمامًا.
'انها أعمق مما توقعت.'
بركة ماء صغيرة جدًا لدرجة لا تصلح لأن تُسمى بحيرة.
لكن عمقها كان أكبر بكثير مما كان يظن.
تشاااق~
تحرك كايل بسرعة وهو ينزل نحو الأسفل.
'لماذا ذلك الوغد سريع هكذا؟'
كان القديس الذي يتبعه سريعًا أيضًا.
هويييي~
كلاهما كان يتحرك بسرعة إلى الأسفل محمولَين بالرياح.
وبالطبع، مهما كان القديس سريعًا...
'فهو ليس أسرع مني!'
تمكن كايل من رؤية الزوبعة الرمادية التي تدور في القاع، في أعمق نقطة تمامًا.
'غريب.'
كانت ليلة المحاق، وفوق ذلك، هو تحت الماء...
لكن–
'لكني أراها بوضوح'
كانت دوامة الرياح الرمادية مرئية بوضوح شديد، وكأنها تقول له "تعال وابحث عني."
'حسنا، هذا جيد.'
كان الأمر جيدًا تمامًا لكايل.
- يمكنني دفع دوامة الرياح تلك.
ما إن همست صوت الرياح بذلك، حتى تحرك كايل على الفور.
"---!"
سُمع صوت قادما من الأعلى.
لا بد أنه صوت القديس المذعور.
لكن كايل لم يرمِ عليه حتى نظرة واحدة.
لم يكن هناك وقت لإضاعته.
تشااق~
تحركت يد كايل داخل مجرى الماء متجهة نحو دوامة الرياح.
كانت دوامة الرياح بحجم طول كايل تقريبًا.
وفي مركزها...
'سيف؟'
كان سيفًا صغيرًا.
في البداية كان يظنه شيئًا كحجر كروي أو ما شابه.
لكنه كان سيفًا بطول ساعد كايل تقريبًا.
هويييي—
اخترقت رياح كايل الدوامة.
وتحركت يده معها.
"!"
عندها توقف كايل فجأة.
- انتظر لحظة!
صاح الهالة المهيمنة بقلق.
كان كايل قد شعر بشيء منذ لحظة.
'هذا الشيء—'
هذا السيف.
'يشعرني بشيء مريب؟.'
لم يكن قد لاحظه في البداية بسبب اختبائه خلف دوامة الرياح، لكن هذا السيف لم يكن عاديًا أبدًا.
كان بإمكانه أن يشعر بأنه ليس مجرد شيء بسيط.
لمس كايل العديد من الآثار الإلهية من قبل.
لكن...
'إنه مشؤوم.'
كان ذلك السيف مختلفًا بوضوح عن جميع الآثار الإلهية التي لمسها من قبل.
هل السبب أنه أثر لإله قديم، يُعد الأقوياء بين جميع الآلهة؟
أم أن هذا الأثر بالذات مختلف بشكل استثنائي؟
'أوه، هذا يقودني إلى الجنون.'
شعر بقشعريرة تسري في مؤخرة رأسه.
كان حدسه يحذره بقوة أنه لا يجب عليه لمس ذلك الشيء.
'لكن، لا يمكنني تركه أيضًا، أليس كذلك؟'
وهنا كانت المعضلة.
'نتيجة الطقوس التي أُجريت حتى الآن... هو هذا السيف.'
طالما أن هذا السيف موجود، يمكن لطائفة إله الفوضى أن تحاول استدعاء إله الفوضى إلى هذا العالم في أي وقت.
تدمير المكان المقدس.
لا يهم حتى لو دُمّرت كل المباني الاخري، فلن يسقط المكان المقدس حقًا إلا عند اختفاء هذا السيف.
تشاا~
الاعلي—
رفع كايل نظره نحو الأعلى.
'تبًّا!'
كان القديس قد اقترب حتى بات على بُعد أنفاس منه.
وكانت زاوية شفتيه مرفوعة بابتسامة ساخرة.
وكأن وجهه يقول، لن تستطيع لمسه، أليس كذلك؟
كان يبدو واثقًا جدًا.
نعم، يبدو أن ذلك الوغد يعرف هو الآخر مدى خطورة هذا الأثر.
- كايل.
عندها، تحدث الهالة المهيمنة بنبرة جادة.
- لنستخدم القوة.
ماذا؟
الهالة المهيمنة والمياه آكلة السماء... كان كايل قد قرر ألّا يستخدم هاتين القوتين هنا.
ولهذا، كان كايل يتنفس تحت الماء باستخدام الهواء الذي زودته به صوت الرياح فقط.
- لفّ جسدك بالهالة بالكامل.
كان صوت الهالة المهيمنة، هذا الرجل المتفاخر، جادًا هذه المرة أكثر من أي وقت مضى.
- عندها، على الأقل... لن تموت.
لمعت شرارة غريبة في عيني كايل.
دوم. دوم. (صوت نبضات القلب)
لا يزال يشعر بنبض قلبه.
طالما أن حيوية القلب، وقوة التجدد لا تزالان لديه، فبوسعه الصمود أمام أي إصابة خطيرة.
- سأحاول الصمود أمام ذلك الضغط مهما كلف الأمر، لا يمكنني أن أُهزم أمام مجرد أثر إلهي!
شعر كايل بصدق تلك الكلمات.
ثم تكلّمت المياه آكلة السماء.
– أنا أيضًا هنا. وفوق ذلك، نحن الآن... داخل الماء.
الفوضى.
القوتان القديمتان اللتان ما زالتا تحتويان بعضًا من تلك القوة، واللتان تعودتا عليها، كانتا مستعدتين لخوض المحاولة.
في الواقع...
'لا خيار أمامي سوى أن أجرب.'
في وضعه الحالي، لم يكن أمام كايل سوى خيارين.
الهروب وترك الأثر الإلهي، أو الهروب وهو يحمله معه.
لكن، بطبيعته، فالخيار الأول لم يكن موجودًا أصلًا في قاموسه.
رفع كايل رأسه.
كان القديس قريبًا جدًا منه، على بُعد ذراع فقط لو مدّ يده.
ابتسامة خبيثة~
ابتسم كايل لذلك الشخص.
"!"
في اللحظة التي اتسعت فيها عينا القديس الذي كان يبدو مطمئنًا...
هويييي—
بدأت الرياح التي كانت تحيط بكايل تخفت تدريجيًا.
تشاا~
وفي المقابل، ظهرت تيارات مائية داخل الماء وأحاطت بكايل.
ثم...
"!"
توقف القديس عن الاقتراب.
بل، تجمّد جسده فجأة.
قال الهالة المهيمنة.
- هذه هي قوتي الكاملة.
أحاطت هالة غير مرئية بجسد كايل.
كانت الهالة المهيمنة.
هذه المرة، لم تكن الهالة موجهة إلى أحد.
لم يكن هدفها شخصًا ما.
بل كان... الأثر الإلهي.
كانت لحماية كايل من ذلك السيف.
وكانت هذه أول مرة يستخدم فيها الهالة المهيمنة كامل قوته لحماية كايل.
"---!"
لم يكن القديس قادرًا على الحراك.
لا تفكير.
لا فعل.
لم يستطع فعل أي شيء.
تلك الطاقة الطاغية التي ملأت البركة الصغيرة بأكملها...
رغم أنها كانت مركزة على كايل، إلا أن جوهرها كان يسعى إلى الهيمنة على كل شيء.
فلم يكن أمام القديس سوى أن يتجمد في مكانه في تلك اللحظة.
لم يكن بمقدوره فعل أي شيء آخر.
"آه!"
وعندما استطاع التحرك من جديد...
تشااا—
تم دفع الزوبعة الرمادية.
وفي تلك اللحظة، تحرّكت يد كايل عبر الفجوة.
وأخيرًا، قبض كايل على السيف.
"لا، لااا!"
تشوه وجه القديس بالكامل.
وفي نفس اللحظة...
"كغه...!"
أطلق كايل أنينًا.
'جنون!'
هذا جنون!
تبًّا!
لم يستطع التفكير في أي شيء.
ولا حتى إخراج كلمة واحدة.
انها تندفع نحوه...
عدد لا يُحصى من الوفيات، والآلام الرهيبة، والحزن العميق، والغضب، والظلم، واليأس—
كلها اندفعت نحو كايل دفعة واحدة.
- كايل، كايل!
نادا سوبر روك بقلق، لكن صوته لم يصل إلي كايل.
اندفعت الموجة مرة أخرى.
ضحكات أولئك الذين يستمتعون بقتل الآخرين،
فرحة أولئك الذين يهتفون طوال الليل،
خطوات أولئك الذين يرقصون فوق الأرض الملطخة بالدماء...
كلها اجتاحت كايل.
"هاااه—"
شهق واستنشق نفسًا.
رغم أن عينيه كانتا مفتوحتين، إلا أنه شعر وكأنه لا يرى شيئًا.
"-!"
وفجأة، شعر بشيء بارد للغاية.
كما لو أن الموت قد هاجمه من دون أي سابق إنذار.
تلك البرودة المفاجئة التي اجتاحته دفعة واحدة.
رفع كايل رأسه.
"!"
ثم رآها.
عينان تحدقان به من خلف الضباب الرمادي.
الحزن الغامر الذي يملأ رأسه،
الفرح الذي يهز جسده بالكامل،
أصوات البكاء، والهتاف المبهج المليء بالنشوة...
كلها امتزجت سويًا وخنقته من الداخل.
وتلك العينان...
تقترب.
كانت حدقتا العينين خلف الضباب الرمادي تقتربان شيئًا فشيئًا.
تزدادان وضوحًا.
وتقتربان أكثر.
بدأت أنفاسه تضيق.
لا، بل بدا وكأن جسده كله يتأرجح بين النشوة والحزن.
كأن وجوده يتلاشى، ليحلّ مكانه حزن شخص ما، أو نشوة شخص آخر.
'آه.'
اقتربت العينان أكثر.
ثم، سمع صوتًا.
'آه.'
أخيرًا، استطاع كايل أن يسمع هذا البكاء وهذا الهتاف بوضوح.
'كهه، قائد الفريق! لا يمكن أن ترحل هكذا يا قائد الفريق!'
'جونغ-سو، جونغ-سو!'
'كخهه، أبي، بسبب الوحش، بسبب الوحش! أبي وأمي أيضًا! آآه—'
'أ، أرجوكم، أنقذوني. لا، على الأقل أنقذوا طفلي، أرجوكم، أرجوكم—'
وصل إلى سمعه صدى البكاء الذي مرّ به كايل وكيم روك-سوو كذلك.
'هاها، القائد كيم. لماذا تتصرف بجمود هكذا؟ هل تريد أن ينتهي بك الحال مثل رئيس الفريق لي سو-هيوك؟'
'بهاهاها! أليس لأنهم ضعفاء ماتوا؟ فلم على نقابتنا أن ترسل الدعم؟'
'ها، هاها-. السيد روك-سو. هذا العالم الآن أصبح لأصحاب القوة. دعنا نستمتع بالحياة قليلًا.'
ثم دوّت أصوات ضحكات... لم يرغب في سماعها.
ذكريات، وسجلات لم يرغب في تذكرها قط، اندفعت كلها نحوه.
'آه.'
ثم، حدقتا العينين.
تلك العينان اقتربتا أكثر.
شعر وكأن صورته ستنعكس فيهما الآن.
'أجل.'
لم يعد يرى الضباب الرمادي.
كل ما يراه الآن هو هاتان العينان فقط.
العينان الرماديتان.
'داخل تلك العينين—'
ظهر كايل، صورته الخاصة.
‘هاه……؟’
أجل. هذا الشكل.
كايل...
- كايل!
رآه.
رأى صورته تنعكس في العينين الرماديتين.
حدقتاه.
الحدقتان البنيتان الداكنتان.
وفي اللحظة التي التقت عيناه مع تلك العينين...
- كايل!
سمع صوت الهالة المهيمنة. صوت ذاك الرجل المتغطرس الذي اعتاد أن يكون مملوءًا بالغرور، قد أصبح الآن مشبعًا برجاء يائس
صوت يرتجف بشدة لكنه لا يتوقف عن مناداة كايل.
- كايل!!
فقط في تلك اللحظة... استطاع كايل أن يرى صورته بوضوح.
حدقتاه البنيتان الداكنتان.
وما عدا هاتين الحدقتين، كان جسده بأكمله مغطى باللون الرمادي...
لا، بل يتلوّن به.
كما لو أنه جسد تشوي جونغ-غون الذي تلوث بفوضى التلوّث.
لكن الأمر كان مختلفًا.
لم يكن هذا تلوّثًا فحسب.
بل كان شيئًا أكثر جوهرية، شيء يهدم الإنسان من جذوره.
- كايل!
لكن الآن، بدأت الأصوات التي كانت تهاجمه تتلاشى واحدة تلو الأخرى.
وبدلاً من ذلك، أصبح صوت الهالة المهيمنة أكثر وضوحًا.
رفع كايل رأسه.
وحدق في العينين الرماديتين.
بل بدقة، حدق في انعكاس حدقتيه داخل تلك العينين.
- كايل!
عندما ناده الهالة المهيمنة مجددًا...
"أسمعك."
فتح كايل فمه وتكلم.
وفي اللحظة التي سمع فيها صوته...
----!
اختفت جميع الأصوات التي كانت في ذاكرته.
ثم...
"كههك!"
انفلت أنين من فمه رغمًا عنه.
"كخ!"
خفض كايل رأسه.
لم ينظر إلى العينين الرماديتين...
بل، لم يكن قادرًا على ذلك.
'تبًّا!'
يداه، اللتان تمسكان بالسيف، لم يُعلم متى أصبحتا هكذا.
اليدان الملتصقتان بمقبض السيف بدأت تتحول إلى اللون الرمادي.
ذراعاه، وكل الجلد الظاهر لعينيه، أخذ يتحول تدريجيًا إلى الرمادي.
تشاااااك—
فيووووو—
إلى جانب ذلك، رأى كايل الإعصار الرمادي الذي أحاط به.
لا، لم تكن تحيط به، بل كانت تهمّ بالانقضاض عليه.
رياح هائلة كانت تهاجمه.
- تبًّا!
حاولت المياه آكلة السماء بأي شكل أن تحمي كايل من تلك الرياح.
كانت المياه تحاول دفع الرياح بعيدًا عنها.
لكن في كل مرة، كانت الرياح الرمادية تجروح المياه كما لو كانت مخالب حادة.
- تبا!
في كل مرة، كانت المياه آكلة السماء تصدر أنينًا.
- كايل، أ، أنا... أتمسك... أتمسك بقدر ما أستطيع.
قال الهالة المهيمنة ذلك وهو يرتجف.
فعلاً، كان الهالة المهيمنة يصمد بكل قوته.
حدقتاه.
أدرك كايل أن كل جزء من جسده، ما عدا حدقتيه البنيتين الداكنتين، قد ابتلعته تلك الطاقة الرمادية المنبعثة من هذا السيف، من هذا الأثر الإلهي.
وُوووو—
كانت تلك الهالة اللامرئية تحاول بشتى الطرق أن تحمي عيني كايل فقط.
قطرة—
سيل من الدماء سال من طرف فمه.
لكن كايل لم يعره اهتمامًا.
عيناه، اللتان لم تغمرهما الفوضى، كانتا قادرتين على رؤية ما حوله بوضوح.
طالما أنه يستطيع أن يرى، فإنه يستطيع أن يسجّل.
وإذا استطاع أن يسجل، فإن كايل كان دائمًا يجد الإجابة.
"كهاهاها–!"
من خلف الإعصار، ظهرت صورة القديس وهو يضحك بخفة.
حتى داخل المياه، كان يتحدث بحرية ويضحك.
كانت بركة الماء قد تحولت بالكامل إلى رمادية، ملوّثة بالفوضى المنبعثة من السيف.
وفي وسطها، كان القديس يتحرك بحرية تامة.
"كما توقعت، سيتم التهامك! نعم، أنت حقًا الاضحية الاولي المثالية لليلة اليوم!"
كان يرى جسد كايل وهو يتحوّل تدريجيًا إلى الرمادي، قبل أن يبتلعه الإعصار الرمادي الذي أطلقه السيف.
ذلك الإنسان كان يقاوم بشدة بطريقة ما، لكنه في النهاية سيُلتهم.
'هذا أحد الآثار الإلهية الأولى.'
إنه ليس مجرد أثر إلهي عادي.
إنه شيء يمكن القول بأنه يحتوي على جوهر الفوضى نفسها.
ولهذا السبب بالتحديد، تم اختياره كوسيط لتحمّل نزول إله الفوضى.
"نهايتك باتت قريبة!"
كان قلقًا من أن يكون كايل إلهًا، وأن يهرب بالسيف.
لهذا، قفز بنفسه هو- القديس- داخل هذه البركة الرمادية.
'جيّد.'
بل يمكن القول إن الأمر سار بشكل جيد جدًا.
ليلة اللذة الرابعة والأربعون.
يبدو أن هذا الإنسان هو الأضحية المثالية لبداية هذا الطقس العظيم.
'أنا سعيد!'
لأن كل شيء في البركة صار رماديًا، لأنها باتت مليئة بالفوضى، لذا كان القديس قادرًا على الشعور بذلك تمامًا.
الآن، الأثر الإلهي، "سيف الفوضى"، كان يرحب بذلك الإنسان ترحيبًا شديدًا، حيث كان يحاول التهامه بأي شكل ممكن.
السبب؟
لا يعرفه بعد.
لأنه لم يتسنَّ له بعد التحقق مما يحتويه ذلك الإنسان في داخله.
لكنه يفترض بأنه شخص ربما يحمل داخله عددًا لا يُحصى من الفوضى بما يكفي لتثير إعجاب الفوضى نفسه.
'من المؤسف أني لن أستطيع معرفة هويته.'
كان من الجيد لو عرف هوية هذا الشخص.
لكن ذلك الإنسان سيُلتهم قريبًا.
وسينتهي كأضحية مُقدمة للإله، لذا لن يكون هناك وقت كافٍ لتحقق أكثر.
'لا بأس.'
هويته أو من يقف خلفه، يمكن اكتشافها لاحقا من خلال رفاقه الموجودين في الأعلى.
'لا مفر من الطقوس.'
بدأ السيف بالتحرك.
البركة المليئة بالفوضى.
'إذا تم التهام هذا الإنسان فقط—'
عندها، وبشكل طبيعي، ستغطى ليلة البداية بالفوضى، وستبدأ الطقوس التي تُقدّم كل شيء قربانًا لها.
"كهاهاها!"
انفجر القديس ضاحكًا.
وارتخت قليلاً اليد التي كانت تمسك بالسيفين اللذين جلبهما كحلٍّ أخير.
نظر بمرح إلى دوامة الرياح.
إلى لحظة موت ذلك الإنسان بداخلها.
ثم الموت الفوضوي الذي سيجتاح هذا المكان المقدس بعد ذلك.
كان ينتظر كل ذلك بفارغ الصبر.
كانت عيناه تتلألأ ببريق جنوني، بينما كان يلعق شفتيه بلسانه.
'هل ستنتهي كسفاح متسلسل؟'
تردّد صوت البابا في أذنه.
'أم ستكون شخصية عظيمة تُخلَّد في التاريخ؟ حياتك القادمة ستُحدد بناءً على اختيارك.'
الفتى، الذي لم يكن يجد أي اهتمام بشيء سوى القتل، قرر أن يصبح شخصية عظيمة.
لأنه شعر أن ذلك سيمكنه من إحداث المزيد من القتل.
"هاها!"
انطلقت ضحكة منعشة من فم القديس كالموسيقى.
فووووش––
وسط حركة الرياح الرمادية العنيفة، سمع كايل ضحكة القديس المنعشة.
'اللعنة!'
لماذا يضحك ذلك اللعين بهذه الطريقة المزعجة؟
لكن لم يكن لدي كايل الوقت للتفكير في ذلك.
تقطر.
ما زال وعيه سليمًا.
لكن الدم الذي يسيل من زاوية فمه كان يزداد شيئًا فشيئًا.
حتى دون أن يرى، كان يشعر به.
لأن الألم كان يزداد في جسده أكثر فأكثر.
كان ألمًا حقيقيًا.
لم يشعر بهذا النوع من الألم منذ فترة طويلة.
'ماذا أفعل؟'
لم يكن كايل قادرًا على إسقاط سيف الأثر الإلهي من يده.
'إنه لا ينفصل!'
لم يكن السيف ينفصل عن كايل.
من المرجح أن اليد التي اصطبغت باللون الرمادي لم تعد تتحرك بإرادة كايل.
- هـاه.. هـاه...
كانت مياه آكلة السماء تلهث بأنفاس متقطعة وعنيفة.
كانت بالكاد تصدّ الرياح الرمادية.
المياه التي أحاطت بكايل لم تكن رمادية، بل شفافة تمامًا.
أما ما عدا ذلك، فكان كله رماديًا.
كانت البركة مغطاة بالكامل باللون الرمادي.
رفع كايل رأسه.
العالم رمادي.
كل شيء، فوضى.
في هذه اللحظة، لم يعد كايل يستطيع تحديد مكانه.
هل هو في قاع البركة، أم في منتصفها، أم قريب من سطحها؟
مهما نظر، لم يكن يرى شيئًا.
لم يستطع تقدّير ذلك.
'أه!'
اجتاحت جسده موجة ألم عنيف.
ومع ذلك، فتح كايل عينيه بوضوح.
وأخذ يتفحص محيطه.
-…اصمد…!
وسط همهمة الهالة المهيمنة المختلطة بالعزم، وجد كايل ما كان يبحث عنه.
وجد الجواب.
"!"
ورآه.
فعندما رفع رأسه مرة أخرى، رأى شيئًا.
هناك في البعيد.
بشكل باهت.
وسط الرماد الذي لا يبدو له نهاية، ظهر شيء باهت، يختفي ويعود، مرة تلو الأخرى.
شيء يحاول اختراق هذا اللون الرمادي بأي وسيلة.
ذلك الشيء، كان... نورًا.
"ها، هاهها–"
انطلقت ضحكة من فم كايل دون أن يشعر.
انحدرت قطرات من الدم، لكنه لم يُعرها أي اهتمام.
كان جسده كله يتألم، وكأن كل جزء فيه على وشك التحطم، لكنه لم يهتم.
لأنه...
رأى النور.
كان ذلك النور مألوفًا.
كان نورًا قد مر به من قبل.
كانت الشمس.
وكان يعرف جيدًا لمن تنتمي تلك الشمس.
'سموه–!'
ألبيرو كروسمان، لا شك أنه هو من يرسل هذا النور أسفل الماء الملطخة بالفوضى.
أو بالأحرى، يحاول اختراق الفوضى.
'كما توقعت–'
كما هو متوقع، كان شخصًا يمكن الوثوق بأنه سيجد الجواب في غياب كايل.
من خلال رؤية ذلك النور، وجد كايل الجواب.
'إن كان هنا الفوضى–'
فما فوقه ليس فوضى.
لذا عليه أن يصعد إلى الأعلى.
هذا مختلف عن الوقت الذي لم يعرف فيه إلى أين يذهب.
ذلك النور.
ما عليه سوى اتباع ذلك النور.
كانت شمس ألبيرو كروسمان تصنع فجوة في هذا الفضاء الفوضوي.
وإن تمكن فقط من بلوغ تلك الفجوة الصغيرة، فسيتمكن من الخروج.
لم يكن ذلك مجرد حدسًا، بل كان يقينًا يتجاوز الحدس.
تقطر.
كان جسده كله يرتجف، وما زال مغطى بالرمادي.
وعيناه فقط هما ما بقي سليما.
حتى أن تحريك جسده لم يكن أمرًا سهلاً.
لكن، ومع ذلك...
- كايل
كان كايل يتذكر ما رآه.
تحدث سوبر روك بصوت خافت
- هذا المكان ليس سوى بركة صغيرة.
كان يعرف ذلك.
لأنه رأى شكل هذا المكان وتضاريسه.
عيناه، التي وجدت الجواب، أطلقتا بريقًا أكثر وضوحًا.
- وأنا الأرض.
عند تلك الكلمات، استجابت المياه آكلة السماء.
- عندما التقينا لأول مرة!
نعم، عندما التقى كايل بالمياه آكلة السماء، لم يكن يستخدم قوي الماء آنذاك.
ففي ذلك الوقت، لم يكن هناك قوي الماء.
إذًا، كيف قاتل داخل الماء؟
الجواب هو الأرض، الصخور.
السهل الواسع، الذي لا يغطيه سوى العشب الأخضر... ذلك المكان بأسره كان أرضًا.
حتى الآن، في هذه اللحظة، بينما كان كل شئ يتحطم وينهار... وحدها الأرض تظل كما هي.
- حتى لو امتلأت هذه البركة الصغيرة بالفوضى...
قال سوبر روك.
– فإن ما يحيط بهذه الفوضى و الأرض.
ثم اقترح على كايل.
- فلنصعد.
فأجابه كايل.
"أجل."
لم يكن هناك حاجة لسؤال، "إلى أين؟"
ذلك النور المنعكس على سطح الماء...
ذلك الضوء، تلك الشمس، التي تضيء الطريق بين الفوضى بأي وسيلة.
ما كان عليه سوى الذهاب نحوها.
كــوونغ–
في قاع البحيرة،
بدأت الأرض،
والصخور التي تحت الأرض،
تتزلزل.
.
.
.