1227 - الحلقة 451 الجزء الثانى سلسلة هل يمكنني أن آخذ كل شيء؟ 14

خبروني إذا كان في شيء غير مفهوم.

قراءة ممتعة💞

.

.

.

نادي الروايات~ترجمة: White.Snake

.

.

.

الحلقة 451 الجزء الثانى سلسلة هل يمكنني أن آخذ كل شيء؟ 14

.

.

.

كواااااااااا—! (صوت دويٌّ هائل)

اخترق الضوء الرمادي، الذي أطلقه قائد الفرسان المقدّسين الأعلى، سقف الغرفة من أعلاه.

وما ظهر من بين أنقاض السقف المنهار... كان درعًا فضيًا لامعًا.

الرمادي والفضي.

لونان متشابهان، لكنهما مختلفان بوضوح.

ومن بين هذين اللونين، كان الفضيّ يسطع بجناحين يبدوان مقدّسين للغاية.

بدا وكأنه درعٌ قد نشره فارسٌ من فرسان الآلهة.

"!"

"……!"

في تلك اللحظة، انشدّت أنظار الفرسان المقدّسين جميعًا نحو ذلك الدرع.

فقد شعروا بهالة غامضة من القداسة تنبعث منه.

ذلك الدرع، الذي طالما حمى أرواحًا لا تُحصى، راكم مع الزمن قوةً تماثل ثقل الأرواح التي احتضنها، حتى أصبح يشعّ بطاقة تسلب الأبصار.

وفي تلك اللحظة—

خرج رجل ذو شعرٍ أسود من جانبي ذلك الدرع اللامع.

"هوه."

ارتسمت ابتسامة على طرفي شفاه البابا.

ذاك الرجل، ذو الشعر الأسود، الذي كان يقترب نحوه.

رغم أن لون شعره يختلف عمّا كان يعرفه–

"كايل هينيتوس."

همس البابا باسمه بابتسامة دافئة، وهو ينظر إلى الذبيحة القادمة نحوه.

إلى الوعاء المُعَدّ لإله الفوضى.

كان البابا يبدو كرجلٍ مسن عادي، بملامح طيّبة يمكن أن تراها في أي مكان.

ابتسامتُه، التي تشبه ابتسامة جدٍّ من الريف طيّب القلب، لم تكن تنضح بفوضى، بل امتلأت فقط باللُطف والوداعة.

"لقد أتيت بنفسك... يا له من أمرٍ سار."

قالها وهو يبتسم لكايل، كما لو كان جدًا يستقبل حفيده.

الوعاء الذي سيستخدمه إله الفوضى عند نزوله إلى هذا العالم... قد جاء بنفسه.

رغم كونه سبب جميع المتغيّرات، إلا أن مجيئه المباشر جعل البابا يشعر بسعادة لا يمكن إنكارها.

"...حتى فوضى البداية، أشعر بها."

من داخل ذلك الوعاء، شعر بوجود أثر إله الفوضى – فوضى البداية.

كلاهما جاء معًا دفعةً واحدة.

ولذلك، لم يستطع البابا سوى أن يبتسم.

لم يُخفِ مشاعره.

"حقًا... أنا مسرور للغاية—"

ولكن...

"–!"

توقف فجأة.

بين شقوق السقف المتهاوي، وبينما كان الدرع الفضي يتلاشى، ظهر كايل هينيتوس وهو يتقدّم نحوه، محمولًا على تيارٍ من الرياح.

"هذا."

بدأت هالة تنبعث منه.

هالة لا شكل لها بدأت تتضخّم بسرعة هائلة.

وكأن صخرةً ضخمة، لا، بل كجبلٍ كامل، يهوي عليه مباشرة.

هالةٌ خانقة، ساحقة، هائلة.

قوة ضخمة اندفعت نحوه كما لو أنها كارثة طبيعية.

"كغك!"

"آخ!"

انحنى الفرسان المقدّسون لا إراديًا تحت وطأة تلك الهالة المنبعثة من السقف.

كما لو أنّ جبلًا شاهق.

كأنها كارثة طبيعية.

قوة تنبعث منها قشعريرة جارفة، جعلتهم يرتجفون عاجزين، كأن لا شيء في العالم قادر على صدّها.

وفي وسط أولئك الفرسان المقدّسون، كان البابا واقفًا محاطًا بالحماية,

"آه..."

أطلق تنهيدة دهشة.

كان البابا قد شاهد ما حدث في ليلة البداية داخل المكان المقدس عبر التسجيلات.

في ذلك الوقت، كايل هينيتوس...

"هكذا إذًا... استطاع مواجهة الاله!"

لهذا السبب، لم يستطع القدّيس هزيمته.

ولهذا يريد إله الفوضى أن يجعله وعاءً له!

قشعريرة زحفت على ذراعي البابا، من تلك الهالة التي بدت وكأنها لا تكتفي بسحقه، بل كانت تحاول إخضاعه كليًا.

خفض رأسه، ونظر إلى ذراعه.

على جلده المتغضّن، الذي علاه الزمن، هبطت مشاعر الذهول والخوف التي لم يشعر بها منذ زمن بعيد.

ارتجفت زاوية فمه.

وحين رفع رأسه من جديد—

"!"

اتّسعت حدقتا كايل.

رجلٌ مسن صغير البنية، يخفي جسده الضئيل تحت رداء كهنوتي واسع، ويداه مشبوكتان خلف ظهره—

وكان ذلك الرجل المسن يبتسم.

لكن تلك الابتسامة، لم تصل إلى عيني كايل.

- اوه...

أطلق سوبر روك تنهيدةً مشوبة بالذهول.

- ما هذا؟ كيف للبابا أن يُطلق هالة كهذه؟!

حتى الهالة المهيمنة بدا عليه الارتباك.

سسسس— (صوت تدفق طاقة)

الطاقة المنبعثة من البابا...

- إنها فوضى!

إنها فوضى.

لكن...

- لا... ما هذا!؟

إنها مختلفة.

مختلفة عن الفوضى التي تنبعث من إله الفوضى.

حتى الآن، كل من واجههم كايل من أتباع طائفة إله الفوضى— سواء كانوا كهنة أو فرسانًا مقدّسين، اوحتى القدّيس— جميعهم حملوا نفس الهالة الرمادية.

لكن البابا–

'متنوّع.'

فاتحٌ وغامق، قويٌّ وضعيف.

كما لو كانت ألوانُ الحبر تتسرّب على صفحة بيضاء.

كانت الفوضى المنبعثة من البابا تحمل درجات متعددة من الرمادي، تدرجات مذهلة بحق.

- ...هذا يبدو وكأن...

تمتم سوبر روك بصوتٍ خافت.

- ...وكأنها كائنٌ حي.

الفوضى التي كانت تتدفّق من البابا...

تلك الفوضى كانت تنبعث منها تدرّجات رمادية متنوعة، كما لو كانت كائنًا حيًّا نابضًا بالحياة.

- كايل!

حتى الهالة المُهيمنة أدرك طبيعة ماهيّة تلك الطاقة.

– هذه ليست فوضى إله الفوضى!

بالطبع، كان كايل قد أدرك هو الآخر ذلك.

- الجذر واحد، لكن تلك فوضى خاصة بذلك الوغد!

صحيح.

تلك كانت فوضى البابا.

لقد كان البابا من يحمل فوضاه الخاصة.

- سواء كان كذلك أم لا، لا يهمني.

لكن كايل لم يتردد في تنفيذ ما يجب عليه فعله.

قالت المياه آكلة السماء بصوتٍ صافٍ وحادّ في آنٍ واحد.

- إنه وغد وضيع يستحق الضرب.

وكان كايل متّفقًا تمامًا مع تلك الكلمات.

تشااررر— (صوت تدفق الماء)

انطلق الرمح المصنوع من الماء الذي كان في يد كايل مباشرة باتجاه البابا.

كوااااااااانغ—! (صوت دويٍّ عنيف)

انفجرت المياه محدثة دويًا هائلًا.

"كغغ!"

"آخ!"

تراجع الفرسان المقدّسون الذين كانوا يقفون إلى جانب البابا بسرعة.

الجنرال مول، خنجر ملك الشياطين وقائد الفيلق الثالث، توقّف في مكانه يراقب ذلك المشهد.

'ما الذي يحدث؟'

وووونغ— (صوت اهتزاز)

الأداة المقدسة التي في صدره بدأت بالتحرك.

حتى ملك الشياطين نفسه لم يكن يعلم ماهيّة هذه الأداة المقدّسة.

كانت شيئًا تتوارثه عائلة مول عبر الأجيال، وكان الجميع يظنه مجرّد سلاح خاص بمول.

لكن في الحقيقة... كان شيئًا مقدسًا.

وها هو الآن... يهتز.

اتجهت نظرات مول لا شعوريًا نحو كايل.

كايل، الذي لم يتراجع بعد رغم البخار والغبار المتصاعدين من أثر الانفجار،

اندفع مرة أخرى نحو البابا.

لكن مول لم يستطع متابعة النظر إليه طويلًا.

"تبا!"

رفع مول سيفه، وسُحب جسده إلى الوراء.

ومن خلف نصل سيفه المرفوع، ظهرت ملامح قائد الفرسان المقدّسين الأعلى، الجامدة.

وكان هناك تنين أسود وصبيٌّ يهاجمانه.

التنين الأسود — سيف تشوي هان — كان يتجه مباشرة نحو قائد الفرسان المقدّسين الأعلى.

لكن تركيز تشوي هان كان منصبًّا على كايل.

'… البابا!'

ذلك الإحساس الغريب المنبعث من هناك جعل تشوي هان يشعر بقشعريرة لم يشعر بها منذ زمن طويل.

رأى كايل أن من الأفضل أن يتكفّل هو بالبابا.

وفي تلك الأثناء، كان يرى أنه من الصواب أن يتولّى تشوي هان مواجهة قائد الفرسان المقدّسين الأعلى.

وكان تشوي هان يوافق على ذلك أيضًا، لكن…

'...انه مرتاح جدا...'

قائد الفرسان المقدّسين الأعلى الذي أمامه لم يكن قد استخدم كامل قوته بعد.

بل كان يتفادى هجماته بكل هدوء،

دون إظهار رغبة حقيقية في حماية البابا.

"……"

"……"

حين التقت أعين تشوي هان وقائد الفرسان المقدّسين الأعلى،

نطق الأخير بصوت هادئ.

"أنا من يحمي البابا، و–"

كانت له مهمتان.

"وانا من يقيّده أيضًا." [*احح، شكلها راح تولع]

وفي اللحظة التي شعر فيها تشوي هان بشؤم من الابتسامة التي علت شفتي قائد الفرسان المقدّسين الأعلى.

كان كايل قد تحرك بالفعل، وفقًا لتلك الهواجس.

في يده التي أصبحت فارغة بعد إطلاق رمح الماء—

بزززز! (صوت اشتعال صاعقة)

تجمّعت فيها صاعقة من لهب ذهبي مائل إلى الحمرة.

ومن بين البخار والغبار، انطلقت تلك الصاعقة مباشرة نحو المكان الذي كان البابا واقفًا فيه.

بزيززز! بزيزيزيق! (صوت صاعقة تتوهّج بقوّة)

كان اللهب الأحمر الذهبي يتوهّج بشراسة، كما لو أنه سيحرق كل شيء.

تراجع الفرسان المقدّسون الذين كانوا يحيطون بالبابا على الفور.

ووجد كايل ان ذلك الامر غريبًا.

هؤلاء الفرسان المقدّسون، الذين بدوا كأشدّ أتباع البابا إخلاصًا،

بدلًا من أن يلقوا بأجسادهم لحماية البابا،

تراجعوا أمام قوة كايل ولم يضحوا بأنفسهم.

'...الخوف.'

في اللحظة التي واجهوا فيها تلك الهالة الرمادية المتلوية كأنها كائن حي، شعروا بالخوف.

لقد خافوا من تلك الهالة أكثر من خوفهم من الهالة المُهيمنة التي اطلقها كايل.

وتمكّن كايل أخيرًا من الاقتراب من مصدر ذلك الخوف.

طَق. (صوت خطوات)

لامس قدم كايل الأرض، تمامًا في المكان الذي سقط فيه رمح الماء.

ومن خلال البخار... رأى البابا.

"……!"

رأى كايل مشهدًا غريبًا للغاية.

- لا يُعقل!

صرخت المياه آكلة السماء غير مصدقة ما تراه.

تنهد سوبر روك.

- يا له من أمر...

الفوضى الرمادية المتلوّية...

كانت مختلفة عن فوضى إله الفوضى.

لم تكن لها أعين.

بل كانت...

أفواه.

عدد لا يُحصى من الأفواه.

كان الرمادي المتلوّي يحيط بالبابا كالدرع، يشبه أفعى عملاقة تلتف حوله، وكان هذا الرمادي يعجّ بالأفواه.

وكانت تلك الأفواه تبتلع البخار والماء.

كلها كانت تتغذى على الرماح الماء التي أطلقتها المياه آكل السماء.

سويييك— (صوت حركة)

ما إن حرّك البابا يده حتى اختفى الدرع، وغطّى ذلك الرمادي جسده كما لو كان ثوبًا كهنوتيًّا.

فتح البابا فاه قائلًا.

"داخل الفوضى، يمكن لكل شيء أن يوجد."

الخير والشر.

الفرح، اليأس، الحزن، النشوة...

جميعها يمكن أن توجد، ولهذا تُسمّى فوضى.

"بمعنى آخر، الفوضى قادرة على التهام كل شيء."

ولأنها كذلك،

فإن الفوضى تستطيع أن تحتوي على كل شيء،

وأن تلتهم أي شيء.

"حين يكون إله الفوضى يراقب كل شيء..."

لم يكن هناك مكان لا تصل إليه نظراته،

إذ إن العالم كان يغرق أكثر فأكثر في الفوضى.

ولهذا السبب، أدرك البابا دوره.

"أنا من ينقل إرادة ذلك الإله... ومن يُقدّم له الفوضى."

ولتحقيق ذلك، كان بحاجة إلى أفواه.

لينقل الإرادة بالكلمات،

وليُقدّم الفوضى... عليه أن يلتهمها.

لذا، فإن النظرة التي منحه إياها إله الفوضى لم تكن كافية وحدها.

ولهذا، وبعد أن حصل على الإذن من الإله، خلق فوضاه الخاصة به.

وهكذا أصبح على ما هو عليه الآن—

الفوضى المتلوّية الحيّة...

هي البابا نفسه.

وما يسكن تلك الفوضى... هي أفواهًا خُصِّصت لإله الفوضى.

خطا البابا خطوة إلى الأمام.

فتحت تلك الأفواه الرمادية، التي التفّت حول جسده كأنها عباءة، أفواهها نحو صاعقة كايل ذات اللهب الأحمر الذهبي.

كانت تريد التهامها.

لأنها لم تتذوق مثلها من قبل.

فقد أحبّت أفواه الفوضى طعم الماء الذي التهمته سابقًا. [*ياخي الوضع مريب، ما اعرف ليش]

فهي أيضًا كانت أشياء لم يسبق لها أن ذاقتها.

"حقًا، يا له من وعاء مليء بالأشياء الشهية..."

رأى البابا ذلك.

"وعاء يصنع عالمًا كاملًا—"

عندها بدأ يدرك لماذا يرغب الإله في هذا الوعاء.

البابا، الذي أراد أن يكون فمًا للإله.

لم يكن يطمع في سلطة أو مجد.

كان يتحرّك فقط لأجل الإله.

ولهذا، كان سعيدًا.

طق. (صوت خطوات)

مرة أخرى، خطا خطوة إلى الأمام.

تحرّكت الأفواه الرمادية وفتحت أفواهها.

"هيا—"

لوّح الرجل المسن بيده وهو يبتسم بلُطف، ثم فتح ذراعيه.

"تعال، تعال إلى هنا."

اقترب البابا من كايل.

اما كايل...

- إنه مجنون تمامًا!

صرخ البخيل، نار الدمار، بصوت مملوء بالصدمة، بينما كان كايل يلوّح بذراعه.

بزززززز! (صوت اشتعال صاعقة)

أُطلقت صاعقة اللهب الأحمر الذهبي، القادرة على تنقية المانا الميتة، باتجاه البابا.

كواااااانغ–! (صوت دوي انفجار هائل)

دوّى صوت انفجار جديد.

طق. (صوت خطوات)

تراجع كايل خطوة إلى الوراء.

- هذا الرجل، إنه مجنون حقيقي!

لم يستطع البخيل إخفاء صدمته.

- تبًّا! اللعنة عليه!

لم تتمالك المياه آكل السماء نفسها من شدّة الغضب.

بقبقب. بقبقب. (صوت أفواه تبتلع)

مع دوي الانفجار، اندلعت الصاعقة.

والرمادي الذي انقلب بسبب تلك الصاعقة... ابتلع البرق والنار والدخان عبر أفواه لا تُعد.

كما لو أنها كانت وجبة لذيذة للغاية.

وبينما كان الدخان يتلاشى، بدأ البابا يقترب من جديد.

- تبًّا لك، أيها الحقير الوضيع! تلك الفوضى تختلف عن فوضى إله الفوضى! نحتاج إلى وقت لفهمها!

صرخت المياه آكل السماء بألفاظ حادة.

فـالمياه آكلة السماء، مع الهالة المهيمنة، واجهت الفوضى، وحصلت مع البخيل على القوة اللازمة لتطهيرها والتغلب عليها.

لكن تلك الفوضى لم تكن تخصّ إله الفوضى.

رغم أنها بدأت من نفس الأصل،

إلا أنها كانت ملكًا للبابا وحده.

ولهذا، كانت تلك الأفواه قادرة على التهام القوى التي أطلقتها قوى كايل القديمة.

طق. (صوت خطوات)

اقترب البابا من جديد.

أما كايل، فظل واقفًا في مكانه دون أن يتحرك.

"تعال، تعال إلى هنا."

لوّح البابا نحو كايل، نحو ذلك الوعاء. [*اححح، كايل يابختك بالمجانين]

فذاك الوعاء، الذي كان يشكّل عالمًا كاملًا، كان ثمينًا للغاية.

ثم…

طق. (صوت خطوات)

خطا كايل خطوة نحو البابا.

لم يتراجع.

- كايل.

أطلق سوبر روك كلماته بسرعة.

- لا بد أن لتلك الأفواه حدودًا أيضًا.

فرغم كثرتها،

إلا أن لكل تلك الأفواه قدرةً محدودة على التهام الأشياء.

والمعدة التي تجمع كل ذلك... هو البابا نفسه.

- كايل، لقد نمت قوتنا كثيرًا الآن.

قد لا يعلمون إن كان بوسعهم هزيمة إله، لكن على الأقل، كانت قواهم تماثل قوة كارثة طبيعية— طاغية، ساحقة.

- أليس من المحتمل أن تمتلئ تلك الأفواه في النهاية؟ أن تنفجر من الشبع؟

أطلق سوبر روك تخمينًا منطقيًا إلى حدٍّ ما.

فبما أن البابا كائن مختلف عن إله الفوضى، فلا بد أن هناك حدًا لما يمكنه احتواؤه أو التهامه.

تشاارررر— (صوت تدفق الماء)

في يد كايل اليمنى، ظهر الماء.

بزززز! (صوت اشتعال صاعقة)

وفي اليد الأخرى، توهّج التيار الكهربائي الأحمر الذهبي.

انبثقت قوتان مختلفتان من يديه الاثنتين في آنٍ واحد.

ارتسمت ابتسامة على شفتي البابا.

على عكس أفواهه التي لم تكن تفعل شيئًا سوى التهام كل شيء،

تحدث قائلًا.

"أتريد أن تختبر أيّنا يملك الحد الأوسع؟"

بدأ الدخان الرمادي يتسرب من بين شفتيه.

وبينما كان هذا الدخان الرمادي المتلوّي، الحي، ينتشر في الهواء،

تحدث البابا بصوت ودود.

"هل تظن أنك ستفوز في هذا الاختبار؟"

طائفة إله الفوضى...

الطائفة التي توجد في أبعاد لا تحصى، وعوالمَ لا تُعد، وتتسلل إلى كل مكان...

في تلك الطائفة، لا يوجد سوى بابا واحد فقط.

بابا واحد في كل تلك العوالم الكثيرة.

فهل يا ترى كايل هينيتوس الذي يقف أمامه الآن، يدرك معنى ذلك؟ [*شكلها جد راح تولع]

ذلك البابا كان وعاءً عظيماً هو الآخر...

لكن طريقه لم يكن كطريق كايل.

"حان الوقت… لأختبر حدودي بعد زمن طويل."

ابتسم البابا بودّ.

فكل شيء كان ممتعًا بالنسبة له.

فجميع المتغيرات في نهاية المطاف، قادته إلى الطريق المختصر.

تشااارررر— (صوت تدفق الماء)

بزززز! (صوت اشتعال صاعقة)

ماء ونار.

ومع تلك القوتين اللتين احتواهما كايل، بدأت الريح تدور عند قدميه.

وفي المقابل، ظهر الرمادي المتلوّي عند قدمي البابا.

وفي اللحظة التي خطا فيها كايل خطوته...

فيوووو— (صوت انطلاق الريح بسرعة)

اندفع كايل بجسده إلى الأمام.

في المقابل، فتح البابا ذراعيه واستقبله.

ليلتهم كل شيء.

"أيتها الفوضى... احتوي كل شيء!"

وحين ازدادت ابتسامته عمقًا...

"!"

اختفى الماء والنار فجأة من أمامه.

"أنا…"

وحلّ مكانهما وهج فضيّ بدأ يغمر الأرجاء.

كايل، الذي سرّع جسده بصوت الرياح، كان يمسك بخيط فضي يدور حول كلتا يديه.

وبدأ ذلك الخيط الفضي يتحول إلى ما يشبه المقبض...

وكانت نظرات كايل تتقد نارًا مشتعلة.

أنا...

"ولماذا بحق السماء، أعطيك شيئًا يؤكل؟"

حتى إطعام من يستحقون الطعام أمر شاق،

فلماذا أعطي شيئًا يؤكل لهذا الوغد اللعين، البابا؟

- ها!

عندما أطلق سوبر روك صوت إعجابٍ مكتوم.

'لا أريد.'

لم يرغب كايل في أن يمنح تلك الأفواه ما تشتهيه.

وكان هناك من تجاوب مع تلك الرغبة بكل قوة.

- لا أريد!

العجوز الباكي، ذاك الذي لا يستطيع كبح حزنه وغضبه كلما رأى رفاقه أو عائلته مصابين...

والكاهنة الشرهة، التي كانت قد احتضنته... بدأت هي كذلك تشتعل بهدوء.

- الأكل... ليس هكذا!

الكاهنة الشرهة.

بالنسبة لها، كان فعل الأكل بمثابة إيمان عاشت به حتى آخر لحظات موتها.

لقد التهمت الأرض الملوثة بالمانا الميتة، لم تتوانَ حتى عن مضغ التراب.

ولذلك، لم تستطع تقبّل تلك الأفواه الرمادية التي أمامها.

وكايل... لم يكن مختلفًا عنها.

"التهام؟ ليذهب إلى الجحيم!"

أي أكل هذا؟ عن أي نوع من الطعام تتحدث؟

كان كايل قد حسم أمره بوضوح.

إن آذى أحد شخصًا عزيزًا على شخص آخر، فعليه أن يكون مستعدًا لتلقي العقاب أضعافًا مضاعفة.

ووو— ووووو— (صوت تدفق الطاقة)

ظهر درع فضيّ في يد كايل.

بدا شبيهًا بذلك الدرع الذي استخدمه الفارس المقدّس الأعلى عند استحضار وهمٍ ما...

لكنه كان مختلفًا.

رفع كايل الدرع.

ثم—

كواااااااااااااااانغ! (صوت ارتطام عنيف)

وجّه ضربة ساحقة.

هوى ضربًا على تلك الأفواه الرمادية المتلوّية.

"ههه."

ضحك كايل.

"من الرائع أن هناك الكثير مما يمكنني ضربه!"

ربما، إن تلقت تلك الأفواه ما يكفي من الضربات، ستُغلق في النهاية.

قلّص كايل حجم الدرع، الذي كان دوما يبسطه بحجمٍ هائل، ليغطي فقط أمامه.

الدرع الذي لا ينكسر.

ولهذا... لم يسقط منه حتى شظية واحدة.

لم تستطع الأفواه المفتوحة التهام أي شيء.

بل على العكس، كان عليها أن تتلقى الضرب من ذلك الدرع الصلب.

ووووووووم— (صوت تدفُّق الطاقة)

ذلك البريق الفضي الساطع، لم يسمح حتى لأضعف شعاع أن يمر إلى تلك الأفواه الرمادية.

حيوية القلب، الذي كان يتحرك بقوة أكثر من أي وقت مضى بقوي التجديد،

والدرع الذي لا ينكسر، التي واجهت ما لا يُغتفر.

وكايل... الذي شعر أن روحه لن تهدأ ما لم يهوي بذلك الدرع على البابا نفسه.

ووووووووم— ووم— (صوت تدفُّق الطاقة)

كايل، ممسكًا بالدرع الذي لم يشعر بثقله بفضل جناحيه، بدأ يتحرك.

واستجابةً لإرادة صاحبها، بدأ الدرع يشع بضياء فضي أقوى ويزداد صلابة.

وحينها، صاح راون الذي كان يراقب من بعيد، بصوتٍ عالٍ.

"إنها طريقة أمي!"

سيدة التنانين السابقة، السيدة شيريت.

كانت تلك التنينة التي تستخدم الدرع، تفضل أن تهوي به ضربًا على خصومها.

فأفضل وسيلة للحماية والدفاع... هي الضربة الاستباقية.

كواااااااااااااااانغ! كوااااااانغ—! (أصوات ارتطام مدوّية)

بدأ كايل، الذي ربط الريح بقدميه، وأمسك بالدرع بيديه، يندفع بلا هوادة.

كان قلبه ينبض بشدة، ويضخّ له أقصى ما لديه من طاقة.

وكان ذلك المشهد...

شبيهًا بمظهر كيم روك سو حين لم يكن يملك خيارًا سوى أن يندفع بجنون، حاملاً مجرد صفيحة حديدية في وجه الخطر.

لكن، علي عكس ذلك الوقت—

ما يحمله كايل الآن، لم يكن مجرد صفيحة.

بل كان...

الدرع الذي لا ينكسر.

.

.

.

نادي الروايات~ترجمة: White.Snake

2025/06/12 · 312 مشاهدة · 2697 كلمة
White.Snake
نادي الروايات - 2025