خبروني إذا كان في شيء غير مفهوم.
قراءة ممتعة💞
.
.
.
نادي الروايات~ترجمة: White.Snake
.
.
.
الحلقة 452 الجزء الثانى سلسلة هل يمكنني أن آخذ كل شيء؟ 15
.
.
.
رغم أن ما يربط بين يد كايل والدرع الفضي لم يكن سوى خيط فضي رقيق...
إلا أن الدرع كان يتحرك وفقًا لإرادة كايل.
فووووووش— (صوت اندفاع الريح)
اندفع كايل إلى الأمام مصحوبًا بالريح، ولوّح بالدرع نحو البابا، الذي كان قد فتح ذراعيه كما لو أنه يهمُّ باحتضانه.
كواااااااااااانغ! (صوت ارتطام هائل)
لم يكن الدرع ثقيلًا علي كايل.
ذلك الدرع، الذي تحرك وفقًا لإرادة كايل، لم يكن مصنوعًا من الحديد، ولا من أي مادة معروفة في هذا العالم.
- الأكل... ليس هكذا!
قالت الكاهنة الشرهة.
كان ذلك الدرع تجسيدًا لقوتها، وإرادتها التي تشكّلت واكتملت في تلك الهيئة.
سسسسس... (صوت حركة خافتة)
تحرّكت ذراعا البابا، اللتان كانتا ممدودتين كأنهما ستضمان كايل.
ومجددًا، تحرك الدرع الفضي.
كواااااااانغ! (صوت ارتطام مدوٍّ)
اصطدم الدرع الفضي بذراعي البابا المتقاطعتين، ودوّى صوتٌ صاخب في الأرجاء.
لكن، رغم هذا الاصطدام، لم يحدث أي انفجار، ولم يكن هناك أي شظايا، أو حتى تطاير لذرّة من الغبار.
بقبقب. بقبقب. (صوت أفواه تبتلع)
لا، بل إن شئنا الدقة، ففي كل مرة كان البابا وكايل يتصادمان فيها، كانت أرضية الرخام تتصدّع وتتحطم، ويتطاير الغبار في كل اتجاه.
بقبقب. بقبقب. (صوت أفواه تبتلع)
بسبب الضغط الهائل والرياح الناتجة عن المعركة، اضطر الفرسان المقدسون إلى التراجع.
ومع ذلك، لم ترتفع في الأجواء حتى ذرّة غبار واحدة تعيق رؤيتهم.
بقبقب. بقبقب. (صوت أفواه تبتلع)
ذلك لأن الأفواه الكثيرة التي تحيط بالبابا من كل جانب—من الأمام، الخلف، اليمين واليسار—كانت تلتهم كل تلك البقايا.
"مقزز."
أطلق الشيطان السماوي ذلك التعليق ببرود وهو يراقب المشهد.
"كغغغ—"
وفي يده، كان ممسك برقبة كبيرة الخدم، هيتيليس.
"كغه!"
كان الشيطان السماوي قد انقضّ على هيتيليس بسرعة كالضوء.
وعلى الرغم من أنها قاومت بعد الهجوم المباغت في البداية، إلا انها في النهاية وقعت بين يديه.
فهو لم يكن من أولئك الذين يفرّطون بما حصلوا عليه.
فالشيطان السماوي لم يكن ممّن يفرّطون في الفرص التي يحصلون عليها.
"……!"
كانت هيتيليس تتلوى محاوِلة التحرر من قبضته، لكنها لم تستطع.
ذراعاها كانتا قد انكسرتا، وكانت هالة داكنة حمراء تطبق عليها وتخنقها من كل جانب.
"……."
وفي تلك الأثناء، كان الشيطان السماوي يراقب البابا بانتباهٍ شديد.
بقبقب. بقبقب. (صوت أفواه تبتلع)
رغم أن تلك الأفواه العديدة كانت مقززة، إلا أن ألوان الدخان الرمادي الذي أحاط بالبابا من كل الجهات — كما لو انه عباءة كهنوتية أو رداءً ملوكيًا — كانت تتوسع شيئًا فشيئًا وتبتلع كل ما يحيط بها.
"……."
بينما كان يراقب ما يحدث بعينٍ ثاقبة، حرّك الشيطان السماوي بصره.
"لا يمكن قتله، إذًا."
"!!"
اتسعت عينا هيتيليس فور سماعها تلك الكلمات.
وما إن التقت نظراتها بنظراته، حتى بدأت ترتجف بشدة.
اقترب منها الشيطان السماوي وهمس قائلاً. [*يابنت اللذين يامحظوظة]
"لماذا لا تُظهرين كل ما لديكِ؟"
"!؟"
"أتساءل فقط... لماذا تستمرين في التمثيل؟"
"……."
وفي اللحظة التي خفَتَ فيها بريق نظرات هيتيلّيس...
"أيتها المحققة!"
صرخ القائد للفرسان المقدّسين الأعلى، الذي كان يقاتل سوي خان وتشوي هان، بأعلى صوته.
"قداسة البابا أذن لكِ بفتح عينكِ!"
وبمجرد أن وصل ذلك الصوت—
"!"
حتى اضطر الشيطان السماوي إلى إفلات عنق هيتيليس والتراجع إلى الوراء.
كانت هيتيليس وقفت في مكانها، وذراعاها المكسورتان تتدليان، بينما اغمضت عيناها.
"……."
لكن على جبينها...
انفتحت عين جديدة. [*طلعت المسيح الدجال]
عين رمادية، ظهرت فجأة.
لكن تلك... لم تكن عينها.
"أنا من مُنحتُ هذه النظرة من قِبل إله الفوضى."
تحدثت هيتيليس بهدوء، وعينها الثالثة وحدها مفتوحة.
"لا يوجد كائن حيّ يمكنه الفرار من هذه النظرة."
شعر الشيطان السماوي بإحساسٍ غريب.
العين الثالثة.
كل ما وقعت عليه تلك العين، وكل مشهد انعكس فيها، جعله يشعر وكأنه عالق داخل شبكة عنكبوت، وهو في مركزها تمامًا.
ثم بدأت تتلو كلماتٍ كما لو أنها تنطق بنبوءة.
"من هذه اللحظة، ما ستراه ليس ما تختاره لترى، بل فقط ما سمح لك إله الفوضى بأن تراه."
ارتفع حاجب الشيطان السماوي قليلًا—
ثم...
ابتسامة ساخرة—
ارتسمت ابتسامة ساخرة على طرف شفتيه.
"لا أعلم ما الذي سيحدث…لكن"
كان يظن أن الأمر سيكون مملًا.
لكن... لا بأس بهذا.
في الواقع، لم يكن لدى الشيطان السماوي أي مشاعر ودّية أو قلق خاص تجاه رفاق كايل.
كان فقط يسير إلى جانب كايل، ويكنّ له بعض التقدير لا أكثر.
الشئ الوحيد الذي شعر نحوه بالارتباط هو الطائفة الشيطانية.
ومع ذلك، لم يكن ينوي تضييع هذه اللحظة عبثًا.
بقبقب. بقبقب. (صوت أفواه تبتلع)
أفواه البابا العديدة تلك كانت مقززة، لكن...
ووو— وووو—
لطالما تأمل الشيطان السماوي في كيفية استخدام تلك الهالة القرمزية الداكنة التي يمتلكها.
تلك القدرة الفريدة التي بإمكانها التحوّل إلى غيوم،
وكيف يمكنه تطويرها.
وقد حصل الآن على تلميحٍ ما.
البابا.
نظر الشيطان السماوي إلى التدرجات الرمادية المتعددة التي غطت جسد البابا بالكامل.
لم يكن الآن يرتدي زي الطائفة الشيطانية الذي اعتاد عليه،
بل كان يرتدي زيا أسود رديء الصنع، كانت محاولة فاشلة لتقليد زي شيء يُدعى الظل.
ولم يكن يشعر بالحنين لتلك الملابس المهيبة التي اعتاد ارتداءها في الطائفة الشيطانية.
ولكن—
"يعجبني الأمر."
إن لم تكن هناك سماء لينشر فوقها غيومه القرمزية، فربما سيكون من الممتع أن يقاتل وهو يغلف جسده بتلك الغيوم بدلًا من ذلك؟
سأحلّ أنا محل السماء.
فأنا سماء الطائفة الشيطانية...
أنا الشيطان السماوي.
ووو— وووو— ووو— (صوت خافت لتدفق الطاقة)
بينما كانت غيوم الشيطان السماوي القرمزية تصدر أنينًا خافتًا وتبدأ في تغيير هيئتها...
لم يكن أحد قادرًا على سماع ذلك الصوت الطفيف.
كواااااااانغ! (صوت ارتطام مدوٍّ)
الدرع الفضي الذي كان كايل يلوّح به انقضّ بسرعة نحو البابا، مطلقًا صوتًا هائلًا.
تشااااك! (صوت ارتطام حاد)
وجسد البابا، الذي حاول صدّ الضربة بذراعيه المتقاطعتين، اندفع إلى الخلف.
"……."
نظر البابا إلى المسافة التي تراجعها.
"أنا تراجعت—؟"
لكن لم يُتح له أن يُكمل كلامه.
كواااااااانغ! (صوت ارتطام مدوٍّ)
إذ عاد الدرع ليطير نحوه مجددًا.
بقبقب—!
الفم الذي كان مفتوحًا...
كواااااانغ! (صوت ارتطام مدوٍّ)
اضطر إلى إغلاقه مؤقتًا بعد الاصطدام بالدرع.
- كايل...انت سريع جدا...
كما قال سوبر روك، كان كايل يتحرك بسرعة كبيرة الآن.
قدماه كانت تُحرّكهما الرياح،
وجسده بأكمله—
- بخير!
كان العجوز الباكي يبذل كل جهده أكثر من أي وقتٍ مضى.
- ما زال بخير!
مع هذه الكلمات، هدأ سوبر روك، ولوّح كايل بالدرع مجددًا نحو البابا دون أن ينبس ببنت شفة.
كوااااااااااااانغ—! (صوت ارتطام مدوٍّ)
استمر البابا بالتراجع أكثر فأكثر إلى الوراء.
كوااااااانغ! (صوت ارتطام مدوٍّ)
كايل والبابا.
لم يقترب منهما أحد.
بل لم يكن بمقدور أحد ذلك.
فالهالات المنبعثة من كليهما كانت تهيمن على كل ما يحيط بهما.
- لماذا!
كان الدرع الفضي يشعّ الآن بطاقة أكثر عدوانية من أي وقت مضى.
كانت الكاهنة الشرهة ما تزال غاضبة.
لا، بل كانت تزداد غضبًا أكثر فأكثر.
- لماذا!
كان شعورها مشابهًا لما يشعر به كايل.
كوااااااااااااااانغ! (صوت ارتطام مدوٍّ)
- لماذا! لماذا لا تُغلق تلك الأفواه؟!
كواااااانغ! (صوت ارتطام مدوٍّ)
فجأة، تحوّلت ذراعا البابا إلى حاجز رمادي يشبه الدخان، أشبه بدرع.
وذلك الرمادي، رغم اصطدامه بالدرع، لم يختفِ، بل خفت للحظة فقط.
أما تلك الأفواه العديدة، فلم تُغلق سوى للحظات، ثم عادت لتفتح مجددًا،
وبدأت تلتهم كل ما حولها.
الهواء المحيط.
الغبار المتناثر.
شظايا الرخام المتكسرة.
كل تلك الأشياء، حتى ولو قليلًا... كانت تُلتهم.
- الأكل ليس هكذا!
لم تستطع الكاهنة الشرهة إخفاء غضبها.
لكن صوتها بدأ يخفت شيئًا فشيئًا.
"……."
بدأت ملامح كايل تتصلّب تدريجيًّا.
وفي المقابل، ظل البابا محافظًا على هدوئه رغم تراجعه المستمر.
وذلك لأن الفوضى التي يمتلكها لم تُستهلك بعد، وتلك الأفواه العديدة... ما زالت جائعة.
"درع، يا له من سلاحٍ أحمق."
لا يُدمِّر.
ولا يَقطع.
فقط يرتطم بغباء.
"يبدو شهيًا."
قال البابا ذلك وهو يلعق شفتيه، بعد أن استشعر تلك القوة.
كانت تنبعث من الدرع رائحة لا تقتصر على الأشجار فحسب، بل تشمل الغابة بأكملها، بل الطبيعة ذاتها.
'أشعر بالحياة تنبعث منه.'
كان ينبض بالحياة، وكأنه قلب حيّ.
وكان ذلك مغريًا جدًا.
لو تمكّن من ابتلاعه، ووهبه لاحقًا لإله الفوضى… كم سيكون ذلك مُرضيًا له!
"آه..."
مجرد تخيله لذلك غمره في نشوةٍ جعلت الابتسامة ترتسم على وجهه. [*مريب]
بقبقب. (صوت أفواه تبتلع)
بدأت المزيد من الأفواه بالظهور.
رغم أن أشكالها كانت تزداد قبحًا واشمئزازًا، إلا أن البابا لم يتوقف عن التهام كل ما يحيط به.
- كايل.
تحدثت المياه آكل السماء بنبرة صوتٍ جادة.
- لا توجد حاليًا طريقة واضحة لفهم طبيعة هذه الفوضى.
تلك الطاقة التي يملكها البابا...
تابع البخيل قائلاً.
- هممم، يبدو أن علينا لمس الفوضى أولًا، حتى نتمكن من تطهيرها.
صحيح أن كايل يمتلك مهارة تطهير الفوضى، لكن قوتها تكمن فقط في تطهير ما لوّثته الفوضى بالفعل.
أما تطهير الفوضى ذاتها، فذلك غير ممكن.
وفوق هذا، فوضى البابا تختلف عن فوضى إله الفوضى.
إنها فوضاه الخاصة.
كواااااانغ! (صوت ارتطام مدوٍّ)
اصطدم الدرع مجددًا بفوضى البابا.
- ....
صمتت الكاهنة الشرهة.
وخفت بريق الدرع الفضيّ قليلًا.
"لقد ضعفت قوتك."
وصل إلى أذن كايل صوت البابا الهادئ الواثق.
"أعتقد أن أولئك السيّافين كانوا سيكونون خصومًا أنسب لهذه القوة."
وجّه البابا نظره للحظة إلى ما وراء كتف كايل.
لا شك أنه كان يعني تشوي هان، وسوي خان.
لكن كايل لم يلتفت.
ورفع درعه من جديد فقط.
- أيها الإنسان، هل أساعدك؟
ردّ كايل على سؤال راون بهزة رأس نافية دون أن ينبس ببنت شفة.
سواء كان تشوي هان، أو سوي خان، أو راون، أو الشيطان السماوي...
أيًّا يكن.
كل من يواجه البابا، سيتم التهام طاقته.
وقد أدرك كايل، بحدسٍ داخلي، أن هناك طريقة واحدة فقط لمجابهة البابا.
شيء لا يمكن لتلك الفوضى، ولا لتلك الأفواه، أن تلتهمه.
أن يقترب من البابا دون أن يتأثر بتلك الفوضى.
'تلك هي الطريقة الوحيدة.' [*توضيح صغير حتي ما تتلخبطوا مع الكلام فوق: هون كايل فكر بالطريقة اللي راح تعرفوها بعدين وقال ذي الجملة]
رفع كايل درعه مرة أخرى.
"ألم تمل بعد؟"
ردًا على سؤال البابا المبتسم بلطف، اكتفى كايل بتحريك درعه مجددًا.
كوااااااااانغ—! (صوت ارتطام مدوٍّ)
دوّى الصوت مجددًا، وبينما كان يتردد صداه، تأمّل كايل حال جسده من الداخل.
'قلبي بخير.'
ما زال جسده مفعم بالحيوية.
في النهاية، لم يستخدم أي قوة كبيرة، فقط لوّح بدرعه... فلا يُعقل أن يُغمى عليه بسبب ذلك.
- ……
اختفى صوت الكاهنة الشرهة تمامًا.
وتضاءل الضوء الفضي مجددًا.
"طاقتك ضعفت."
حين قال البابا تلك الكلمات، بدأت ابتسامته اللطيفة تتحوّل إلى ابتسامة خبيثة.
رفع كايل درعه مرة أخرى ولوّح به.
وواصل تلك الحركات، التي لو رآها أحد لقال إنه تصرفٌ متهورٌ يتجاوز حدود التسرع، بل بلا جدوى.
كواااااانغ! (صوت ارتطام مدوٍّ)
ثم...
"!"
توقف البابا فجأة.
وحين رأى كايل ذلك، فتح فاه متحدثًا.
"جائع؟"
حينها، نظر البابا إلى ذراعه المرتجفة.
ردّت الكاهنة الشرهة بصوت خافت.
- نعم. جائعة.
فصاح البخيل وسوبر روك.
- كما توقعت!
- صحيح! لقد التهمت حتي حيوية القلب!
بينما كانا يهتفان بحماس...
- تشوروب.
بصوت خافت، أصدرت الكاهنة الشرهة انطباعها وتقييمها للطعم.
- طعمه أسوأ من تراب المانا الميتة.
ابتسامة خبيثة–
ارتفعت زاوية فم كايل بابتسامة جانبية.
رغم أن تحركاته قد تبدو متهورة وعديمة الفائدة، إلا أن نتيجتها كانت... أنّ كايل توصّل إلى الجواب.
"……."
حدق البابا في ذراعيه.
تحديدًا، إلى أسفل معصمه.
هناك، كان اللون الرمادي قد خفّ.
لم يكن الأمر مجرد تراجع بسبب اصطدام الدرع، بل اختفاء حقيقي.
لا، بل تم التهامه.
"...كيف يمكن أن يحدث هذا—"
قال البابا مذهولًا.
"... كيف استطعت تقليد قوتي...؟"
قالها ليس فقط بصدمة، بل بعدم تصديق كامل.
شخر كايل ساخرًا من كلامه.
"عمّاذا تهذي؟"
كان البابا مذهولًا حقًا.
ولا عجب في ذلك.
"هي كانت تأكل منذ البداية."
رفع كايل زاوية فمه بابتسامة ملتوية ، وهو ينظر إلى القلب المنقوش على درعه.
هذا الدرع، حتي وإن كان مختلفًا قليلًا الآن، كان قد التهم حيوية القلب من قبل.
لا، بل احتواها.
وهي كانت دومًا تقول إنها جائعة.
لم يرغب كايل قط في أن يُسلب منه أي شيء من قبل البابا.
وكان ايضا يريد أن يفهم ماهية فوضى البابا.
كانت المياه آكل السماء قد قالت سابقا.
'تبًّا لك، أيها الحقير الوضيع! تلك الفوضى تختلف عن فوضى إله الفوضى! نحتاج إلى وقت لفهمها!'
نحتاج وقتًا لفهمها.
وكانت الكاهنة الشرهة تكرر دائمًا.
- الأكل ليس هكذا.
تمامًا كما قالت الآن.
الأكل ليس هكذا.
بالنسبة إلى الكاهنة الشرهة، لم يكن هدف الأكل هو الاستحواذ والسلب العشوائي كما يفعل البابا.
تلك المانا الميتة التي كانت على وشك التهام الغابة بأكملها…
المانا التي كادت أن تجعل العديد من الأراضي إلى أرضٍ ميّتة...
التهمتها الكاهنة الشرهة جميعا من خلال الأشجار.
فيوووه— (صوت رياح)
بدأت الرياح تدور مجددًا حول قدمَي كايل.
- لا يمكنني أن آكل كثيرًا.
- إن أكلته بشكل خاطئ، سأمرض.
- هذه تختلف عن المانا الميتة.
وبينما كان كايل يصغي إلى كلام الكاهنة الشرهة، دفع الأرض بقدميه.
- قد تتلوّث أنت أيضًا.
كانت الكاهنة الشرهة قد ماتت وهي تلتهم الأرض التي لوثتها المانا الميتة.
- سأتحمّل!
لكن على عكس ذلك الوقت، الآن هناك العجوز الباكي إلى جانبها.
- وبالإمكان تطهيرها! كايل لديه تطهير الفوضى!
كانت كلمات العجوز متوافقة تمامًا مع ما يفكر به كايل.
- بالطبع...كايل، ستتألم كثيرًا.
كان العجوز الباكي يدرك جيدًا ما يخفيه كايل في أعماقه.
- لكن... أنت تفضل أن تتألم أنت، بدلًا من أن ترى الآخرين يتألمون، أليس كذلك؟
لم يرد كايل على كلمات العجوز الباكي.
بل، وكما فعل دوماً حتى الآن...
كوااااااانغ! (صوت ارتطام مدوٍّ)
لوّح بالدرع.
كوااانغ! كواااانغ! (صوت ارتطامات متتالية)
لكن على عكس السابق، لم يتوقف.
كوااااااانغ! (صوت ارتطام مدوٍّ)
بلا انقطاع، هاجم.
كوااااااانغ! (صوت ارتطام مدوٍّ)
ثم...
"كغف!"
رأى البابا فوضاه الرمادية وهي تبدأ بالتلاشي.
ورأى الدرع يفقد بريقه الفضي.
لا... بل بدأ الرمادي يتسلل فوق الفضي.
ثم...
- كايل، إنه يتلوّث!
بدأ الرمادي يكسو يدي كايل الاثنتين شيئًا فشيئًا.
ومع ذلك...
ابتسامة عريضة~
ابتسم كايل.
- ما زلتُ أستطيع أن آكل المزيد!
بدأ صوت الكاهنة الشرهة يستعيد قوّته من جديد.
كوااانغ! (صوت ارتطام مدوٍّ)
كواااااانغ! (صوت ارتطام مدوٍّ)
رغم أن الدرع بدأ يُغطّى بالرمادي القاتم بدلًا من بريقه الفضي اللامع،
إلا أنه لم يتحطّم.
بل استمر في التقدّم إلى الأمام.
خطوة تلو الأخرى...
تحرّك كايل، دون أن يستعين بالرياح، بل بخطاه الخالصة.
"كغف!"
وأخيرًا...
فقد البابا اللون الرمادي الذي كان يلفّ ذراعيه.
ذلك الحاجز الذي تكوّن حول ذراعي البابا، مثل درع كايل، تم التهامه.
وحين بدأت تلك الأفواه الكثيرة التي كانت ضمن الحاجز تهرب نحو الرمادي الآخر، نحو الفوضى التي كانت تغلّف البابا...
تشكلت فجوة في لحظة خاطفة.
"!"
حتى في تلك اللحظة، لم يتوقف البابا عن التحديق في الدرع الذي كان يقترب نحوه بإصرار لا يتزعزع.
أسرع في تطويق ذراعه بالفوضى، لكن الدرع كان أسرع بقليل.
لأنه لم يتوقّف.
"آه..."
رأى البابا فوضاه، التي حاول لفّها على ذراعه بسرعة، تُلتهم من جديد.
خسر الدرع مزيدًا من لونه، لكن...
"!"
انقضّ الدرع مباشرة نحو الذراع التي لم تعد محمية بالفوضى.
كوااااااااااانغ! (صوت ارتطام مدوٍّ)
"كغف!"
لأوّل مرة، صدر أنين من فم البابا مع دويّ الاصطدام.
وفي اللحظة التي سُحقت فيها ذراعا البابا وانكسرتا بشكل غريب،
اضطرّ أن يركع على الأرض تحت وطأة الألم شديد، محدّقًا في عيني كايل الباردتين من خلف الدرع.
ثم فُتح فم كايل وقال.
"ضربة واحدة."
حتى الآن... تلقى البابا ضربة واحدة فقط.
.
.
.
نادي الروايات~ترجمة: White.Snake