1229 - الحلقة 453 الجزء الثانى سلسلة هل يمكنني أن آخذ كل شيء؟ 16

خبروني إذا كان في شيء غير مفهوم.

قراءة ممتعة💞

.

.

.

نادي الروايات~ترجمة: White.Snake

.

.

.

الحلقة 453 الجزء الثانى سلسلة هل يمكنني أن آخذ كل شيء؟ 16

.

.

.

ارتفعت زوايا شفتي كايل بابتسامة باردة.

"هـ، هل هذا—"

رفع البابا رأسه ونظر إلى كايل، وهو يتابع كلامه.

"هل يمكن أن يكون هذا—؟"

هل يمكن أن يكون هذا منطقيًّا؟

لكن كلماته لم تكتمل.

كوااااااانغ! (صوت ارتطام مدوٍّ)

لأن كايل لم ينتظره.

لم يكن مهتمًا بكلام يهذي به البابا.

"كغف!"

رفع البابا ذراعيه محاولًا صد الضربة، لكنه، ما إن رأى الدرع يلتهم فوضاه مجددًا، تدحرج بجسده إلى الجانب لا شعوريًّا.

كوااااااانغ! (صوت ارتطام مدوٍّ)

اصطدم الدرع بالأرض مُحدثًا دويًّا هائلًا.

- كايل، ألا يؤلمك؟

سأل سوبر روك بقلق.

- رغم أنه مختلف عن فوضى إله الفوضى، لكنه ما إن يدخل الجسد يبدأ تلوّث الفوضى. سأحاول تحليل فوضى البابا! سيستغرق الأمر بعض الوقت!

قالت المياه آكل السماء، وبدأت في الاستكشاف.

"أيها الإنسان!"

صرخ راون.

"يدك تحوّلت إلى الرمادي!" [*بعض الفان الآن: واخيراا!!]

كانت يدا كايل قد تحوّلتا إلى الرمادي، وبدأ اللون يمتد إلى ما بعد معصميه.

"أيها الإنسان، ستتلوّث!"

وسط صوت راون المليء بالقلق، فتح كايل فمه وقال.

"أنا بخير."

سواء سؤال سوبر روك عمّا إذا كان يتألم،

أو حديث المياه آكل السماء عن حاجتها للوقت،

أو قلق راون...

أجاب كايل بأنه بخير.

ثم هبط الدرع مرة أخرى.

كوااااااانغ! (صوت ارتطام مدوٍّ)

"كغف!"

رفع البابا ذراعه الوحيدة بصعوبة، ولوّح بفوضاه تجاه الدرع.

أما ذراعه الأخرى، فقد كانت مكسورة بالكامل ولم تعد قادرة على الحركة إطلاقًا.

كوااااااانغ! (صوت ارتطام مدوٍّ)

"كآااااه!"

لكن حتى تلك الذراع الوحيدة تم التهام فوضاها، وانقضّ عليها الدرع من جديد.

الآن، بات الدرع مغطى تمامًا بالرمادي، دون أن يظهر فيه أي أثر للّون الفضي اللامع.

ومع ذلك، كان كايل لا يزال صامدًا.

- لا بأس! ما زلت أستطيع الأكل!

قالت الكاهنة الشرهة إنها ما زالت قادرة على التهام المزيد، وإنها بدأت تتكيّف تدريجيًا.

- كايل، سأحاول أن أوقف التلوّث قدر ما أستطيع!

قال العجوز الباكي بعزم، وهو يواجه الرمادي الذي كان يحاول التمدد من يدي كايل إلى ذراعيه.

'إنه مختلف.'

كان كايل يشعر بوضوح أن التلوّث الذي يتفشى في جسده يختلف عن حالة تشوي جونغ غون.

'أنا أصمد.'

دوم. دوم. دوم. (صوت نبضات قوية ومتسارعة)

كان قلبه ينبض بعنف أكثر من أي وقت مضى، واستطاع أن يشعر بجسده يقاوم التلوّث.

حاول الرمادي بأي وسيلة السيطرة على جسد كايل، فانتفخت عروق يديه، لكن... [*بدي صورة ليده!!!!]

دوم. دوم. دوم. (صوت نبضات قوية ومتسارعة)

رغم كمية التلوّث التي امتصّها الدرع، لم يتجاوز الرمادي منتصف المسافة بين المعصم والمرفق، ثم توقف هناك.

"هاه… يصمد رغم أنه التهم الفوضى؟"

سمع كايل صوت شخص ما من خلفه وهو يعبّر عن صدمة شديدة، لكنه لم يُعره أي اهتمام.

يبدو أنه أحد الأعداء، لكن رفاقه سيتولّون أمره.

أما هو، فعليه أن يتكفّل بشخص واحد فقط.

الشخص الذي ينبغي أن يضربه.

البابا.

كوااااااانغ! (صوت ارتطام مدوٍّ)

لم يمنح الدرع أي فرصة للراحة.

فحاول البابا صنع حاجزًا رماديًا بأي وسيلة وهو يصرخ.

"هاجموا!"

أمر الفرسان المقدّسين.

لكن قبل أن يصل الفرسان المقدّسين إليه—

كوااااااانغ! (صوت ارتطام مدوٍّ)

ضرب كايل درعه من جديد، ملتهمًا فوضى البابا، وقد ازدادت ابتسامته عمقًا.

وووو— وووو— (صوت خافت لتدفق الطاقة)

لم يعد يظهر أي أثر للبريق الفضي على الدرع.

ومع ذلك، حين سمع كايل ما قاله العجوز الباكي، لم يستطع إلا أن يضحك بصوت عالٍ.

- كايل! أنت بالتأكيد قادر على الصمود!

دوم. دوم. دوم. (صوت نبضات سريعة وقوية)

حيوية القلب.

وقوة التجدد التي تنبعث من القلب.

ثم، الحياة.

- دمك الآن يحمل وعاءً.

كان وعاءه قد تحطم تمامًا إلى أن أصبح غبارًا، وبدأ يسري داخل جسده.

- كان وعاؤك في الأصل يمتلك قوة هائلة، تكفي لاحتوائنا جميعًا.

كان يظن فقط أنه لم يعد بحاجة للقلق بشأن تحطّم الوعاء بعد الآن.

- والدم الذي يحمل الوعاء، يمر عبر القلب.

ياللدهشة...

انبهر كايل.

حيوية القلب.

لقد أصبحت هذه القوة عظيمة إلى هذا الحد دون أن يلحظ ذلك.

بل في الحقيقة، ربما كانت هذه القوة عظيمة منذ البداية.

لو لم يكن لديه حيوية القلب، لما استطاع الصمود في وجه كل ما مرّ به حتي الآن.

الصمود.

تمامًا كما أن الدرع الغير قابل للكسر بارعة في صدّ الهجمات، فحيوية القلب بارع في الصمود.

- حتى أنا لم أكن أعلم ذلك إلا الآن، لأني أختبره للمرة الأولى.

قال العجوز الباكي وهو يضخّ في قلب كايل طاقة أقوى من أي وقت مضى، مستخدمًا كامل جسده.

- كي لا تُحتوى الفوضى في وعائك.

- أي، كي لا يتلوّث دمك.

- كي لا يتحطم الوعاء الذي هو أنت.

كان صوت العجوز الباكي أكثر قوة من أي وقت مضى.

لم يكن فيه أي نبرة بكاء.

ولا أي ندم.

- يمكنك الصمود.

لقد اعتاد كايل دومًا على استخدام قواه بكثرة لأقصي حد، فيتعرض للأذى ويتألم، ثم يعيد تجديد جسده فقط.

لكن العجوز الباكي أدرك الآن أن بمقدوره أيضًا صدّ القوى الخارجية التي تحاول التسلل إلى جسده.

وإدراك العجوز الباكي، كان أيضًا إدراكًا لكايل.

"هاها—"

نظر إليه البابا وكأنه مجنون، [*يااا ما اوقحك!! ناسي حالك في الفصول السابقة؟؟]

لكن كايل كان يضحك فعلًا، من كل أعماق قلبه.

"كما توقعت، عندما تصمد، يظهر الحل دومًا."

طالما بقي على قيد الحياة، فإن الطريق سيظهر، مهما كان.

- فقط تحمّل الألم قليلاً!

كما قال العجوز الباكي، فقد كان كايل يتألم حاليًّا.

في الحقيقة، كان الألم شديدًا.

لكن قلبه كان مطمئنًا للغاية، بل كان، في الواقع، يشعر بسعادة صادقة.

"احموا قداسة البابا!"

تشاااااانغ!

تشينغ، تشااااااانغ! (أصوات اصطدام الأسلحة بالسيوف والدروع)

الفرسان المقدّسون، الذين كانوا قد تراجعوا عن المعركة بين كايل والبابا، بدأوا الآن يقتربون من كايل دون ترك أي فجوة.

كانت ملامحهم مشبعة بالخوف، لكنهم كانوا يتقدمون وكأنهم مستعدون للتضحية بأرواحهم.

'حتي جهة الشيطان السماوي'

الشيطان السماوي المكلف بـ هيتيليس.

'وجهة قائد الفرسان المقدّسين الأعلى أيضًا'

وحتى بقية الرفاق الآخرون الذين من المفترض أنهم يواجهونه هناك الآن.

يبدو أن الظروف ليست مواتية لهم كي يساندوا كايل.

'إنهم أقوياء فعلًا.'

فكما يليق بمن يقفون في مركز طائفة الفوضى، كانوا أقوياء.

أقوى بكثير من القديس. [*بدينا نغلط]

كوااااانغ! بوووم! كوااااانغ! كوااااااا— (أصوات اصطدامات وانفجارات متتالية)

من حيث كانت الانفجارات تتوالى، في الجهة التي يقاتل فيها قائد الفرسان المقدسين الأعلى،

على الرغم من وجود تشوي هان، وسوي خان، بل وحتى الجنرال مول، إلا أنّه كان من الواضح أنهم لم يتمكنوا بعد من التغلب عليه.

فكّر كايل في التحقق من الوضع هناك، لكنه اختار التركيز على البابا أولًا.

- كايل، عليك أن تصدّ أيضًا هجمات الفرسان المقدّسين!

تبعًا على نصيحة سوبر روك، رفع كايل درعه مجددًا واندفع نحو البابا، مبقيا كل حواسه يقظة تجاه ما يحيط به.

كواااااااجيك! (صوت انطلاق وانفجار أرضي مفاجئ)

في اللحظة التي ضغط فيها كايل على الأرض لينقضّ نحو البابا—

"تعال!"

صرخ البابا.

"أيها الفوضى!"

صرخ عدد من الفرسان المقدّسين واندفعوا نحوه.

تابع كايل كل هذه الأحداث بتركيز.

- أيها الإنسان! سأساعدك بالسحر!

عند سمع كلمات راون، أومأ كايل هذه المرة برأسه.

كواااااااااانغ! (صوت ارتطام مدوٍّ)

ثم رأى كايل فارسَين من الفرسان المقدّسين يقفان في وجه درعه،

ومن خلفهم... رأى مشهدًا آخر.

"……!"

وللحظة، عجز كايل عن النطق.

"أيها الفوضى!"

"أيها الفوضى!"

كان الفارسان المقدّسان اللذان تقدّما إلى الأمام يهتفان للفوضى...

لكن هذين الشابين، لم يتجها نحو كايل.

بل اندفعا نحو البابا.

'تعال!'

تذكّر كايل أمر البابا.

"لا يمكن—"

وفي اللحظة التي ارتسمت فيها الصدمة على وجهه—

"هاها."

ابتسم البابا ابتسامة لطيفة ومدّ ذراعه بصعوبة ولوّح بها قليلاً.

ثم—

"أيها الفوضى!"

"أيها الفوضى!"

نحو الحاجز الرمادي المملوء بأفواه لا تُعدّ ولا تُحصى…

أوووضق. (صوت حركة شيء لزج)

قفز الفارسان المقدسان داخله.

ثم—

وووشق، وووشق. (أصوات سحق وتمزيق مفاجئة)

تم التهامهم.

بسرعة مذهلة.

'آه...'

عندها فقط، أدرك كايل أن النظرات التي ملأها التصميم والخوف في عيون الفرسان المقدّسين لم تكن بسببه،

بل لأنهم اصبحوا طعامًا للبابا.

بقبقب. بقبقب. (صوت أفواه تبتلع)

أصبح الحاجز الرمادي أكثر تنوعًا، وبدأت الأفواه الكثيرة تتحرّك كما لو أنها تشعر بالبهجة...

لكنها لا تزال جائعة.

"تعالوا!"

تحسّنت ملامح البابا.

رغم أن ذراعيه لا تزالان مكسورتين، وجسده مليء بالجروح،

إلا أنه لم يشعر بأي ألم الآن.

لأن كل ما كان يشعر به هو فقط الجوع.

بقبقب. بقبقب. (صوت أفواه تبتلع)

شعر البابا بالرضا تجاه الرمادي المتعدّد، الذي كان يتحرك وكأنه عاد إلى الحياة،

حتى لو تحطّم جسده، ما دام هذا الرمادي حي،

فبوسعه امتلاك ذلك الوعاء.

وفوق ذلك، كان لديه الكثير من الطعام. [*تذكرت الوريث]

"تعالوا!"

صرخ البابا مجددًا.

"أيها الفوضى!"

"أيها الفوضى!"

واندفع الفرسان المقدّسون مرة أخرى بأصوات تفيض بالعزيمة.

- كايل، لا يمكننا ترك الأمور هكذا!

كان صوت سوبر روك جادًا للغاية.

- اللعنة عليه، أرغب بشدة في ضرب هذا الوغد المسخ!

صرخت المياه آكل السماء بغضب.

- ...الأكل ليس هكذا.

وعندما بدأت الكاهنة الشرهة تشتعل مجددًا...

لوّح كايل بدرعه.

كواااااااااانغ! (صوت ارتطام مدوٍّ)

لكن من يعترضون طريقه أصبحوا أكثر عددًا.

"أيها الفوضى!"

الفرسان المقدّسون الذين اندفعوا نحو كايل، وليس البابا،

كانوا يقومون بدور تأخير الخصم حتى يتمكّن البابا من الاكل.

"أجل، هيا تعالوا إليّ!"

ورغم كل ذلك، واصل الفرسان المقدّسون الاندفاع نحو البابا.

- يا لهذا الموقف!

لم يستطع سوبر روك إخفاء انزعاجه وارتباكه،

وفي تلك اللحظة،

فتح كايل، الذي كانت نظراته باردة، فمه وقال.

"لقد تأخرت."

ومع تلك الكلمات—

تشاانغ-! (صوت سحب سيف من غمده)

ساغق، ساغق، ساغق. (أصوات قطع حادّ بالسيف متتابع)

"آاااااه!"

"كغغ!"

"آخ!"

سقط الفرسان المقدّسون الذين كانوا يندفعون نحو البابا.

ومن بين البابا وتلك المجموعة من الفرسان المقدسين—

ظهر شخص واحد يسير بكل هدوء.

ليس من جهة الشيطان السماوي الذي يقاتل في هيتيلس،

ولا من جهة الأطفال —الذي يبلغ متوسط اعمارهم حوالي العشر سنوات— الذين يحمون تشوي جونغ سو.

ولا من جهة تشوي هان، وسوي خان الذين كانا يواجهان قائد الفرسان المقدّسين الأعلى.

بل، كان ذلك الشخص الذي سعى فقط خلف النور.

شخصٌ كان ينتظر الفرصة ليؤدي واجبه.

"لقد تأخرتُ، كايل-نيم."

وحين رأى كايل كلوف سيكا يبتسم بابتسامة مشرقة، ابتسم بدوره، وقال.

"أنت، تولّ أمر الفرسان المقدّسين."

أمر كايل كلوف سيكا بأن يواجه عشرات الفرسان المقدّسين بمفرده.

وبالرغم من هذا، استقبل كلوف سيكا هذا الأمر بوجه يفيض بالفرح، وردّ عليه قائلًا.

"بكل سرور."

طالما أن الأمر صادر من كايل، فهو على استعداد لفعل أي شيء.

وفي اللحظة التي قرّر فيها طاعة هذا الأمر،

رأى كلوف كايل وهو يندفع إلى الأمام.

فووووه— (صوت رياح)

كانت الرياح تدور حول قدمي كايل.

"أوقفوه!"

"علينا الصمود!"

في تلك اللحظة، بينما كان الفرسان المقدّسون يبذلون أقصى جهدهم لصدّ الدرع—

"أحسنتُم."

ترك كايل تلك العبارة القصيرة،

ثم أرخى الخيط الفضي الذي كان يربط الدرع بيده.

ووو— ووو— (صوت خافت لتدفّق الطاقة)

وفي اللحظة التي اختفى فيها الدرع الذي كان مغمورًا باللون الرمادي—

"آه!"

"……!"

وبينما كان الفرسان المقدّسون مذهولين من هذا التغير المفاجئ—

فيووووه— (صوت رياح)

ركل كايل الأرض بقوّة، واندفع في الهواء فوق رؤوسهم، محمولًا على الرياح.

وانطلق بسرعة هائلة نحو الأمام—

نحو البابا.

"!"

دون درع، ودون أي شيء.

بجسده فقط، انطلق كايل.

وحين رأى البابا ذلك، ارتسمت على وجهه ملامح الذهول بوضوح.

- نعم. كايل، يمكنك الصمود!

كان العجوز الباكي قد فهم نية كايل.

حتى وإن غاص جسد كايل داخل تلك الفوضى، فبوسعه الصمود.

وبوسعه أن يواصل التقدّم من خلالها.

رغم أن تلك الفوضى مكتظّة بعدد لا يُحصى من الأفواه—

شششش— (صوت اشتعال لهب)

غطّت نيران بلون الذهب الأحمر جسد كايل بالكامل.

نار لا تنطفئ.

أكّد البخيل بثقة.

- يمكنك الصمود حتى تصل!

تشوّه وجه البابا وهو يرى كايل يقترب.

"كيف تجرؤ—!"

لكن، وقبل أن يتمكن من اكمال كلامه، كان كايل قد أصبح قريبًا بالفعل، محمولًا على الرياح.

بسرعة خاطفة.

ولم يكن هناك ما يعيقه.

"كغغ، آخ!"

أطلق البابا موجة من الفوضى باتجاه كايل.

تمامًا مثل تلك التي صنعها إله الفوضى—

اندفعت موجة عنيفة نحو كايل.

كانت تلك الفوضى مملوءة بالرمادي المتعدد، وبعدد لا يُحصى من الأفواه.

لكن كايل ألقى بنفسه في تلك الموجة من الفوضى.

سسس— سسسس— (أصوات اختراق)

وفي تلك اللحظة، شعر كايل وكأن العالم كلّه قد تحوّل إلى الرمادي.

ببق. ببق. (صوت انفتاح أفواه)

راحت أفواه لا تُعدّ تتفتح من كل الجهات، متّجهة نحو كايل وسط موجة الفوضى.

لكن—

فششششششش— (صوت لهب مشتعل)

كل ما كانت تلتهمه تلك الأفواه لم يكن كايل، بل النيران الذهبية الحمراء التي تلفّه.

"آه..."

ارتسمت البهجة على شفتي كلوف.

موجة رمادية ضخمة—

ومن داخلها، برز نور يتلألأ بلون الذهب الأحمر.

ثم، امتطى ذلك النور الذهبي المحمرّ الرياح، وشقّ طريقه عبر الأمواج متقدّمًا إلى الأمام.

- لا بأس! يمكننا تقليل التلوّث إلى أقصى حد! لا يزال بإمكانك الصمود!

كان جسد كايل يصمد أمام التلوث.

وكانت ذراعاه تشقّان الرمادي أمامه كما لو كانتا تمزّقان جدارًا كثيفًا،

صانعًا طريقًا إلى الأمام.

يدا كايل، التي تحوّلت بالكامل إلى اللون الرمادي،

تابعتا تمزيق الحاجز الرمادي وفتح الطريق.

وهكذا، تقدّم وتقدّم.

وأخيرًا—

"آه..."

ذلك الرمادي الذي تجاوز الرسغين وبدأ يتسلل نحو المرفقين...

بتلك اليدين الرماديتين،

مزّق موجة الفوضى مرة أخرى.

فششششششش— (صوت لهب مشتعل)

حتى في تلك اللحظة، استمر وهج النيران الذهبية الحمراء متّقدًا.

اشتهت تلك الأفواه الكثيرة النور الذهبي الاحمر الذي كان كايل يشق بها طريقه بسرعة،

لكن النيران صمدت.

فهي النيران التي طهرت كمّيات هائلة من المانا الميتة—

لا يمكن لمجرد موجة واحدة أن تُطفئها.

"أراه."

وسط عالمٍ رماديّ بالكامل،

أخيرًا، استطاع كايل أن يمزّق الموجة ويجد النور.

وتحت ذلك النور—

رأى البابا وهو يرتجف بكامل جسده.

كانت عيناه غارقتين في الخوف.

كفريسة وجدت نفسها وجهاً لوجه أمام وحش مفترس.

"كي... كيف—"

كيف يمكن لإنسان أن يصمد في وجه الفوضى؟

حتى ولو امتص القليل منها، فسيعاني من ألم يشبه الموت... فكيف له أن يتحمّل؟

كيف يمتلك قوّة تتيح له مقاومة كل تلك الأفواه التي لا تُعدّ؟

لكن تساؤلاته تلك لم تُستكمل.

"أمسكت بك."

وذلك لأن كايل كان قد قبض على مؤخرة عنق البابا.

وفي تلك اللحظة، صرخ البخيل.

- لِنُطهّر!

كواجّكك. (صوت احتراق)

اشتعلت صاعقة من النار الحمراء الذهبية في يد كايل الرمادية—

"أجل، فلنطهّره الآن."

كوااااااانغ! (صوت ارتطام مدوٍّ)

انقضت الصاعقة مباشرة على البابا.

"كهاااااااااااااااااااااااه---!"

لم ينسَ كايل بعد ألم تشوي جونغ غون، سوي خان، وتشوي جونغ سو.

لم يكن شخصًا واحدًا فحسب، بل ثلاثة أشخاص!

تشوي جونغ غون كاد أن يموت،

وسوي خان لا يزال يقاتل بينما الدم يسيل منه دون توقف، عاجزًا عن التعافي من تلك الإصابة،

أما تشوي جونغ سو فقد امتلأ جسده بعشرات الجراح.

"أغغ، أغغااااك—!"

انطلقت صرخة مدوية من فم البابا، ذلك الذي لم يعرف يومًا سوى كيف يلتهم، دون أن يتذوّق طعم الألم الحقيقي.

فمنذ أن خدم إله الفوضى، لم يكن قد تلقى محفّزًا أقوى من من الجوع.

البابا، الذي تجاوز حتى ألم الذراعين المكسورتين تحت دافع الجوع،

كان الآن يرزح تحت ألمٍ لم يسبق له أن تخيّله، فلم يقدر على تصديق ما يحدث الآن.

ومن أجل ذلك البابا—

- مرة أخرى!

استجابةً لطلب نار الدمار،

أنزل كايل عليه صاعقةً جديدة من النيران.

ممزّقًا بذلك الفوضى التي كانت تحاول حمايته.

"كهاااااااااااااااااااااااه---!" [*استمتعت وانا عم اكتبها]

دوّى صدى صرخة البابا المليئة بالعذاب في المكان بأكمله.

كان كايل ينفّذ بحذافيره قراره على ضرب البابا أضعافًا مضاعفة.

- أشعر وكأن عينيّ البشري قد دارتا 367 درجة!

بطبيعة الحال، تجاهل كايل تعليق راون.

- شمّ، شمّ...

وفي هذه الأثناء، كانت صوت الرياح، تبحث عن 'الفوضى المحمولة على الريح'، الأثر المقدّس المحفوظ في حضن البابا.

فكايل، كان من النوع الذي يُنجز ما عليه، مهما كان غاضبًا.

.

.

.

نادي الروايات~ترجمة: White.Snake

2025/06/15 · 296 مشاهدة · 2391 كلمة
White.Snake
نادي الروايات - 2025