خبروني إذا كان في شيء غير مفهوم.
قراءة ممتعة💞
.
.
.
نادي الروايات~ترجمة: White.Snake
.
.
.
الحلقة 464 الجزء الثانى سلسلة إذن، لنبدأ الصفقة 3
.
.
.
"لقد طلب ملك الشياطين لقاءً."
دخلت أورورا، زعيمة جماعة الوسطاء، الغرفة بسرعة وقالت تلك الكلمات على الفور. ثم توقفت فجأة عندما رأت كايل المستيقظ.
"لقد استيقظت! يبدو أن جيش ملك الشياطين اكتشف مقرنا السري—"
بدأت أورورا الحديث، لكنها توقفت عندما لاحظت حالة كايل بوضوح.
كان من المعروف أن كايل كان يعاني من حمى شديدة بعد فقدانه الوعي، لكن...
'عادةً ما يتحسن حاله عند استيقاظه، لذا سيكون بخير.'
على عكس ما قاله التنين القديم...
'... يبدو أن حالته قد ازدادت سوءًا؟'
كان وجه كايل محمرًا بشدة بسبب الحمى، وكان يلهث بشكل متسارع.
وجسده كله مغطى بالعرق البارد، وكان يبدو أنه يعاني من دوار شديد لدرجة أنه لم يستطع الحفاظ على توازنه.
بدت حالته في غاية الخطورة.
"هممم."
عندما رأت حالته، لم تستطع أورورا أن تقول شيئًا.
فقد كانت تعرف تمامًا سبب حالته هذه.
'نعم. هذه المرة ليست كالمعتاد.'
لقد أصيب كايل بتلوث بسبب فوضى البابا، بالإضافة إلى امتصاصه الأثر المقدس الذي كان يجب حفظه.
وعلاوة على ذلك، واجه بمفرده قوة البحر المدمرة لملك التنانين، الإمبراطور الثالث، مما منح الجميع وقتًا للهروب.
لذلك، عندما وصل كايل إلى هنا في حالة إغماء ويتقيأ الدم، لم يكن لديها الحق حتي في الاستفسار عن حالته.
وكل ما فعلته هو الدعاء أن يستفيق كايل في حالة أفضل.
"... ملك الشياطين...—"
تحدث كايل بصعوبة، بين أنفاسه المتقطعة.
"... كيف... هو...؟" [*ما احلي جملك المتقطعة]
رغم أنه لم يكن قادرًا على إتمام كلماته، إلا ان عيناه المتورمتان كانت تنظران إليها مباشرة.
'آه.'
كانت أورورا على وشك أن تخرج صوتا من دهشتها.
حتى في حالته هذه، كان يريد سماع الأخبار عن ملك الشياطين.
ماذا يجب عليها أن تفعل؟
أخذت نظرة حولها، وعندما رأت التنين أرحابين يومئ لها برأسه، فتحت فمها وأخذت زمام الحديث لتخفف من عبء الموقف.
"لدينا فرع سري في المدينة الكبيرة في عالم الشياطين. وتم إرسال رسالة من ملك الشياطين إلى هناك."
تجهم وجه أورورا للحظة.
لقد اكتشف ملك الشياطين فرعهم السري في المدينة الكبيرة.
لم يظهر وجه أورورا أي علامة على الراحة، وكان جامدًا تمامًا.
"تم اكتشاف الفرع بسبب حادث وقع في المدينة. كنا نخطط للتعامل مع هذه المعلومات على أنها 'معلومات من الدرجة الأولى'. لكن أثناء التحقق منها، تم اكتشاف أحد عملائنا، مما أدى إلى الوضع الذي نحن فيه الآن."
استمع كايل إلى كلامها في صمت وتركيز، لأنه يعلم أن هذا ليس شرحًا جانبيًا غير ضروري.
ففي الوقت الحالي، هناك قليل من الحوادث التي قد تهم جماعة الوسطاء لدرجة ان يتم تصنيفها كـ 'معلومات من الدرجة الأولى'.
"... تم العثور على شخص يحمل المرض الرمادي في تلك المدينة."
"!"
تجمد تشوي هان فجأة واتسعت عيناه.
المرض الرمادي؟
ألم يقم كايل-نيم بالفعل بمنع حدوث ذلك عندما امتص الأثر المقدس بنفسه؟
"المدينة حالياً في حالة حظر. وفقًا لتقرير أحد العملاء، المرض لا يبدو معديًا حتى الآن، لكننا لا يمكننا التأكد إذا ما كان سيتحول إلى عدوى في المستقبل."
ترددت أورورا للحظة قبل أن تواصل.
"لذلك، أعرب ملك الشياطين شخصيًا عن رغبته في دعوة السيد كايل هينيتوس إلى المدينة، وقد ذكر أنه سيأتي بنفسه أيضًا." [*رسالة مؤدبة، شكله ذكي وراقي]
كان من المدهش أن ملك الشياطين، الذي ينظر إلى كل شيء بتعالي وملل، يقول إنه يرغب في مقابلة السيد كايل شخصيًا.
أورورا، التي كانت تعرف تمامًا طبيعة ملك الشياطين القاسية وغير المهتمة، شعرت بالدهشة.
ومع ذلك، كان لديها شكوك أخرى في ذهنها.
رغم أنها لم تكن قادرة على فتح فمها أمام حالة كايل، لكن كان لابد لها من طرح السؤال، كونها واحدة من الشياطين.
"... ألم يتم إيقاف المرض الرمادي؟"
حينها تقدم تشوي هان، الذي كان واقفًا في الزاوية، وتحدث.
"لقد رأيت بنفسي كايل-نيم وهو يمتص الأثر المقدس."
نظرت أورورا إلى تشوي هان ثم توقفت فجأة. فقد رأت في عينيه بريقًا حادًا كالسيف.
كان واضحًا أنه لن يتسامح مع أي تلميح لوم تجاه كايل، مما جعل أورورا تتجمد في مكانها.
في تلك اللحظة—
"...كم مضى من الوقت؟"
فتح كايل فمه أخيرًا، وعلى الفور أجاب راون، الذي كان يجمع قطع فطيرة التفاح التي سقطت على السرير.
"مرَّ يومان، وثلاث ساعات، وخمس وأربعون دقيقة، وتسع ثوانٍ!"
قام رون بمساعدة كايل ليجلسه بشكل صحيح على خلفية السرير.
أومأ كايل برأسه تجاه إجابة راون، ثم قال بصوت متعب.
"هاا... لقد حلمت."
بدأ كايل في استرجاع ما قالته هيتيليس في الحلم.
'مع ذلك، وعلى الرغم من ان الاحتمال ضئيل، إلا ان بعض الأشخاص الذين زرعت فيهم تلك البذور قد يتوافقون جيدًا مع الفوضى ويبدؤون في نمو البذور بأنفسهم، مما يسبب انتشار الفوضى في محيطهم.'
في تلك اللحظة، فيما كانت أنفاسه المتسارعة تعلو، وصل صوته الخشن والمتقطع، إلى آذان الجميع.
"يقال إن هناك أشخاص يحملون بذور الفوضى، ويبدوا ان بعضهم يمكنهم أن يتوافقوا مع الفوضى، ونتيجة لذلك ستنبت البذرة من تلقاء نفسها. متسببة في تلوث محيطها بالفوضى."
"هممم."
كانت تلك الكلمات القليلة كفيلة بجعل جميع الحاضرين يفهمون المقصود فورًا.
وقف أرحابين بجانب كايل وقال.
"إن طائفة إله الفوضى حقًا خبيثة. كانوا ينوون نشر المرض الرمادي في عالم الشياطين دون أي نية للقضاء عليه تمامًا."
هذا صحيح.
كانت الطائفة تخطط لاستخدام المرض الرمادي لنشر الإيمان بإله الفوضى في عالم الشياطين، وتوسيع قوتهم.
حتى في غياب الأثر المقدس، كانوا يعتزمون الاستمرار في زعزعة عالم الشياطين بالفوضى.
"إذاً، البذور التي تم تنشيطها في المدينة الكبيرة الآن هي جزء من هذا."
"هممم."
أورورا التي كانت تفكر بعمق، تنهدت قليلاً ثم تابعت حديثها.
"إذا كانت البذور تنشر الفوضى، فهذا يعني أن المرض الرمادي قد يكون معديًا."
"على الأرجح."
أجاب كايل بصعوبة وهو يومئ برأسه.
- أنا شبعانة جدًا.
- يبدو أنه لا يزال يحتاج إلى وقتٍ للهضم.
بينما كان يسمع حديث الكاهنة الشرهة وسوبر روك واحد تلو الآخر، فكر كايل.
'يجب عليّ الذهاب إلى تلك المدينة.'
وليس لأجل لقاء ملك الشياطين، بل يجب أن أذهب بسرعة إلى المدينة الكبيرة لأوقف انتشار المرض الرمادي الذي نشأ هناك في وقت مبكر.
بما أن المدينة كبيرة، فإنه من الصعب التنبؤ بما قد يترتب على ذلك من كارثة إذا تُرك المرض لفترة.
'وفي الوضع الحالي، أنا الوحيد الذي يمكنه تطهيره.' [*ليتني شيطانة متلوثة بالفوضي]
بما أن كايل هو الوحيد الذي يمكنه تطهير الفوضى، كان هو من يجب أن يذهب ويطهر المرض الرمادي.
'وبطبيعة الحال، إذا كان الأمر يتطلب عقد صفقة مع ملك الشياطين، فلابد من لقائه.'
هناك الكثير من الأمور التي يجب أن أقولها لذلك المخلوق.
"... يجب علي الذهاب."
وبمجرد أن قال كايل تلك الكلمات، فتح أرحابين فمه على الفور وقال.
"تلك أولوية ثانوية الآن."
قال أرحابين ذلك لكايل بنبرة حازمة.
"عليك أن تطهر جسدك أولًا. وبعد أن تستعيد قوتك، يمكنك لقاء ملك الشياطين."
أومأ بقية الرفاق برؤوسهم بشكل غير لفظي، مؤيدين لكلامه.
تجمد تعبير أورورا للحظة، لكنها لم تتمكن من معارضة كلامه.
'لقد قام بالكثير من التضحيات، فكيف يمكننا أن نطلب منه المزيد؟'
ملك الشياطين.
حتى ذلك الكائن القاسي والبارد، رغم اكتشافه الفرع السري لجماعة الوسطاء، طلب اللقاء بدلاً من الهجوم عليهم.
ولم يكن ذلك احترامًا لجماعة الوسطاء، بل احترامًا للسيد كايل. [*بطلنا الفخم، رافع رؤوسنا دائما]
'نعم. هذا صحيح.'
حتى الشياطين لا يؤذون من يساعدهم.
ورغم الاستهزاء والضغوط التي يواجهونها من عالم الآلهة والسماويين، صمدت الشياطين كقوة واحدة. هم لا يغدرون بمن يساعدهم.
على الأقل، هذا ما كانت أورورا تؤمن به.
'لكن إذا لم يكن ملك الشياطين هكذا، فعندها...'
حينها لن تبقى مكتوفة الأيدي.
بينما كانت أورورا تعقد العزم كشيطانة...
"لا."
قال كايل بصوت ضعيف ومتعب ولكن حازم.
"سأذهب إلى المدينة."
"لكن—!"
فتح تشوي هان فمه وكأنه كان يعتزم الاعتراض فوراً.
لكن كلمات كايل التالية جاءت أسرع قليلاً.
"هذه الحالة ليست بسبب التلوث."
في الأجواء المتوترة، تحدث كايل بهدوء دون أن يتجنب النظرات القلقة الموجهة إليه.
"سأتحسن مع مرور الوقت."
فهو مجرد عسر هضم.
"فقط، مم..."
كيف يشرح ذلك؟
"إنها آثار جانبية لاستخدام الكثير من القوة."
نعم، لم يكن قادرًا على الكذب، خاصتا أمام رفاقه الذين كانوا قلقين عليه بصدق، وكأنهم يقلقون على أجسادهم هم.
- صحيح، هذا بسبب الإفراط في الأكل.
الأكل هو عمل الكاهنة الشرهة.
لذلك، من الطبيعي أن يكون قد استهلك الكثير من القوة.
- بمجرد أن تهضم الشرهة الشعور بالامتلاء، ستتحسن حالتك سريعًا مع مرور الوقت.
أجل، يحتاج فقط بعض الوقت.
بينما كان كايل يستمع إلى كلمات سوبر روك، ساد صمتٌ قصير في الغرفة...
"هذا مستحيل، لا يمكن أن يكون هذا صحيحًا. لقد تلوثت بالفوضى، كيف تقول أنك بخير—"
فتح تشوي هان فمه.
فتوقف كايل ونظر إليه—!
'لماذا عينيه هكذا؟'
فجأة تجمد كايل عندما نظر إلى عيون تشوي هان.
وتذكر اللحظة الأولى التي رآه فيها،
بعد أن مات أهالي قرية هاريس، وجاء تشوي هان إلى أرض هينيتوس.
ذلك الشخص الذي كان مملوءًا بالانتقام ويغلي حقدًا ويعبس بوجهه من شدة الغضب، كان الآن أمام عينيه مباشرة.
لماذا عاد هذا الفتى الوديع فجأة إلى ما كان عليه في ذلك الوقت؟ [*وديع؟؟؟ فتى؟؟؟؟]
حينها ودون أن يدرك قال كايل فجأة.
"هل أنت بخير؟"
في تلك اللحظة، تشوه وجه تشوي هان.
بدا وكأنه فقد القدرة على الكلام، كان قد فتح فمه ثم أغلقه وعض شفته السفلى.
'لماذا يفعل هذا؟'
راقب كايل حالة تشوي هان بينما أجاب على كلامه.
"صحيح. الأجزاء الملوثة ليست بخير."
"هووو..."
أخذ كايل نفسًا عميقًا.
الدوار قد خف قليلًا عن قبل، لكن حالته بالتأكيد لا تزال سيئة.
ولم يكن متأكدًا من المدة التي ستستغرقها حالته لكي تتحسن.
"إنه مؤلم."
بالطبع، المناطق الملوثة بالفوضى تؤلم كذلك.
كان الألم شديدًا في تلك المناطق.
"لذلك يجب أن أقوم بالتطهير. لكن معظم الأعراض التي تراها بعينيك الآن لا علاقة لها بالتلوث. مع مرور الوقت، سأتحسن."
لا يمكنني إعطاء حبوب هضم للكاهنة الشرهة، أليس كذلك؟ [*هههه بله ذي كيف فكرت فيها؟؟]
حسنا، مادام الأمر سيحل تلقائيًا، فلا خيار سوى الانتظار.
"أنا أُخطط لتطهير نفسي عندما أذهب إلى المدينة، جنبًا إلى جنب مع تطهير الشياطين المصابين بالمرض الرمادي."
حاول تشوي هان فتح فمه للاعتراض، لكنه توقف عندما سمع كلمات كايل الحازمة.
"في حالتي الحالية، ليس لدي سوى هذا الخيار."
حينها، فتح رون الذي كان يستمع بصمت فمه قائلاً.
"سيدي الشاب، هل تعتقد أن جسدك قد لا يتحمل عمليتين تطهير في وقت واحد، نظرًا لأن حالتك الصحية الحالية غير مستقرة؟"
"اجل."
فهم رون الأمر تماماً.
فهو لا يعرف متى سيُحل عسر الهضم هذا.
لكن، بالطبع، سيتحسن مع مرور الوقت، كما أن حدسه كان يخبره بأن هذا لن يستغرق طويلًا. [*يارب يطلع حدسه معطوب مثل حدسي]
'يجب أن أوقف المرض الرمادي بسرعة، وأطهر جسدي في نفس الوقت.'
كان من الأفضل بكثير القيام بالأمرين معاً.
بالطبع، الألم سيظل مستمرًا في جسدي خلال تلك الفترة.
'لكن ذلك لا يهم.' [*تبا لك ياقاسي، ارحم نفسك]
مقارنة بالألم الذي شعرت به عندما استخدمت 'اللحظة' أو عندما تحطم الوعاء، فإن هذا الألم ليس شيئًا يستحق الذكر.
أيضًا في حال قمت بتطهير جسدي ثم لم أتمكن من تطهير المرض الرمادي في الوقت المناسب بسبب نقص الطاقة، فمن المرجح أن يؤدي ذلك إلى نتائج أسوأ.
"يرجى التواصل مع ملك الشياطين من أجل ترتيب اللقاء."
قال كايل لأورورا، ولكن أورورا، التي تلقّت نظراته، لم تتمكن من الرد في البداية.
لكن عندما نظر كايل إليها بنظرة مستغربة، أجابت سريعًا بوجه صارم.
"نعم. سأتصل به."
ثم انحنت قليلاً ببطء.
"... شكرًا جزيلًا لك."
"هاه؟"
لماذا تفعل هذا فجأة؟
كان كايل في حيرة، لكن أورورا، التي قامت برفع جسدها، قالت بتعبير جاد.
"... بدءًا من الآن، سأكون مسؤولة عن تأمين سلامة تنقلاتكم ولقائكم مع ملك الشياطين، باسم جماعة الوسطاء، لا، بل باسمي شخصيًا."
"أوه، نعم، بالطبع. كما تشائين."
سيكون من الجيد أن تتولى جماعة الوسطاء هذه المسؤولية.
ثم قال كايل وهو ينظر إلى أورورا التي كانت تبدو شديدة الجدية.
"أخبري ملك الشياطين أنني سآتي في أسرع وقت ممكن، وأطلبي منه الاستعداد للتطهير. وأبلغيه أيضًا أنني لا أحتمل إضاعة الوقت في مناورات غير ضرورية."
نعم، أنا أعاني من الحرارة والدوار الآن، ولا أرغب في أي نوع من الألعاب الذهنية أو المماطلة.
سيكون من الجيد لو استطعت تطهير جسدي بسرعة لتخفيف هذه الآلام.
'وربما أتمكن من تحسين حالة الكاهنة الشرهة أيضًا.'
بما أنها أصبحت هكذا بعد تناول الفوضى، ربما إذا قمت بتطهير جسدي، قد تشعر الكاهنة الشرهة بتحسن أيضًا، أليس كذلك؟
لم يكن هذا الحكم بلا أساس.
لكن بالطبع، بما أنه ليس متأكد بنسبة 100٪، فإن كايل يخطط للقيام بالتطهير من المرض الرمادي مع الشياطين في المدينة الكبيرة بدلاً من أن يفعلها لنفسه أولًا.
'وأيضًا، ليس أمام ملك الشياطين خيار سوى الاستماع لكل ما أقوله الآن.'
طالما أن الأثر المقدس داخل جسدي، لن يجرؤ ملك الشياطين على اتخاذ أي خطوة ضدي، لذا سيفعل ما أطلبه.
الوضع الآن في صالح كايل.
'في وقت لاحق، عندما أُجري الصفقة، يجب أن أستغل تطهير المرض الرمادي هذا لأنتزع الكثير منه.'
كان كايل يخطط للحصول على تعويض كافٍ عن الأضرار التي تكبّدها والمعاناة التي مرّ بها طوال هذه الفترة.
"... نعم. سأبلّغهم حتمًا."
خرجت أورورا من الغرفة بوجه يملؤه الجديّة، وعندها فقط أعاد كايل نظره إلى رفاقه.
"أين البقية؟"
كان بعض الأشخاص غائبين عن المكان.
"يخضعون للعلاج من إصاباتهم."
لم يكن سوي خان، وتشوي جونغ سو، وكلوف سيكا، ظاهرين.
تجعد جبين كايل حين تذكّر إصاباتهم.
"آه... متى سيشفون يا ترى؟—"
همس كايل بكلمات مليئة بالبضيق، ثم رفع رأسه وحينها توقف.
"... لماذا تنظرون إلي هكذا؟"
تجمد كايل في مكانه عندما رأى الأطفال الذين يبلغ متوسط أعمارهم حوالي عشر سنوات — راون، وهونغ، وأون — يحدقون فيه.
"... أيها الإنسان، ألا تستطيع الأكل؟"
قدم له راون فطيرة التفاح.
عندما رَأى كايل زاويتي عيني راون المتدليتين، شعر برغبة شديدة في تناول فطيرة التفاح، لكن...
"....."
لم يكن أمامه خيار سوى أن يصرف نظره عن فطيرة التفاح.
"سيدي الشاب، هل أُحضِّر لك شاي الليمون؟"
"... نعم."
حسنا، ربما سيكون الشاي أفضل.
كان يشعر بثقل شديد في معدته، مما جعل من الصعب عليه تناول أي شئ.
ابتعد الأطفال الذي يبلغ متوسط أعمارهم حوالي العشر سنوات، عن كايل، وتوجهوا إلى زاوية الغرفة، متجمعين معًا.
بدت همساتهم وكأنهم يتشاورون في أمر ما، لكن كايل لم يتمكن من سماع ما يقولونه بوضوح، فقرر تجاهل الأمر.
كان فقط ممتنًا لأنهم لم يبكوا. [*تبا لك، انا اللي راح ابكي]
"إنه أمر خطير..."
"بل خطير للغاية..."
"علينا دراسة هذه الآثار الجانبية..."
كان الأطفال الذين يبلغ متوسط أعمارهم حوالي العشر سنوات، يشعرون بقلق عميق إلى درجة أن دموعهم اختفت، بسبب حالة كايل المختلفة عن المعتاد.
'سأتحسن مع مرور الوقت.'
تلك الكلمات... كانت تعني أنه لا يوجد دواء، ولا يوجد حل أيضًا!
لا يمكننا تركه يعاني مثل هذا مرة أخرى.
لم يكن الوقت مناسبًا للقلق فقط.
امتلأت عقول الاطفال الثلاثة بتصميم صامت.
كانوا دائمًا يتعلمون كيفية حل المشكلات من كايل.
ولذلك، شرعوا الآن في ابتكار حلول بطريقتهم الخاصة.
"كل هذا بسبب إله الفوضى!"
"صحيح، لكن المتجول هو أيضًا مشكلة!"
"... لا يمكن أن نتركهم هكذا."
"صحيح، يجب أن ندمر كل شيء، سواء كان إله الفوضى، أو دم الالوان الخمسة، أو حتى ملك الشياطين."
"وأنا سأرمي السم في كل مكان ايضا!"
"... لكن أولًا يجب أن نصبح أقوى. على الأقل يجب أن نكون قادرين على تدمير الاباطرة الثلاثة بأيدينا!"
بالطبع، لو سمع كايل هذا الحديث، لزاد صداعه سوءًا... لكنه لم يكن يعلم شيئًا عن ذلك.
"سيدي الشاب، من الأفضل أن تستريح الآن."
ابتسم رون ابتسامة دافئة، وهو يساعد كايل للعودة إلى سريره مجددًا.
"همم."
أصدر كايل صوتًا خافتًا، وعندها قال له رون مبتسمًا.
"لقد كنت دائمًا مثيرًا للمشاكل، سواء كنت صغيرًا أم كبيرًا، يا سيدي الشاب."
ضحك رون بصوت منخفض.
"بالطبع، سيدي الشاب الحالي يسبب مشاكل أكثر، مما يجعل قلب هذا الخادم المسن يخفق بقلق." [*وااتف؟؟؟]
"!"
اتسعت عينا كايل فجأة.
'سيدي الشاب الحالي.'
بمجرد أن نطق رون بتلك الكلمات، شعر كايل وكأن لسانه قد جمد، وضاقت أنفاسه، وتملّكه الذهول والدهشة. [*والله نفس حالتي]
'كما توقعت-'
هو يعرف، أليس كذلك؟
لا، بل إلى أي مدى خمن هذا العجوز المخيف الأمر؟
"هوهو."
أطلق رون ضحكة جد حنون — لا، بل ضحكة قاتل محترف.
تقلص جسد كايل داخل الأغطية دون أن يدرك ذلك.
لم يستطع رون إلا أن يبتسم وهو يرى بؤبؤي عيني كايل المرتجفين.
"أولاً، يجب أن تتعافى."
قال ذلك وهو يتوجه لتحضير شاي الليمون بنفسه، حيث أن بيكروس لم يعد بعد.
"سيدنا الشاب، حقًا يتطلب الكثير من العناية."
راقب كايل بحذر رون بينما كان منكمش دون سبب تحت الأغطية.
في النهاية، حالته لم تكن طبيعية ليبدأ بالحديث.
"تشوي هان."
في تلك اللحظة، قبل أن يغادر رون الغرفة، نادى على تشوي هان.
"……."
نظر تشوي هان إليه بصمت، فأشار رون إلى الباب.
"هل تساعدني قليلاً؟"
"……."
عبس تشوي هان للحظة، لكنه في النهاية تبع رون خارج الغرفة.
"سيدي الشاب، يرجى النوم والراحة حتى موعد الرحيل."
قال رون ذلك وهو يغلق الباب خلفه.
ثم نظر بخفة إلى كايل، الذي كان قد أغلق عينيه محاولًا النوم فورًا، فابتسم ابتسامة خفيفة.
طق. (صوت إغلاق الباب)
أغلق الباب، وسار رون نحو المطبخ، قائلاً لتشوي هان الذي كان يتبعه.
"يجب أن أصبح أقوى، أليس كذلك؟" [رون يقصد: لازمك تصير قوي يا هان، شو ذيك الحالة اللي فيها السيد الشاب؟! انت فارسه ولا مزهرية؟]
"……."
واصل رون حديثه مع تشوي هان، الذي كان عاجزًا عن الكلام.
"هل لم يصل الشيطان السماوي بعد؟"
"… لماذا؟"
رد تشوي هان وهو يري ابتسامة باردة تعلو وجه الرجل العجوز الطيب.
"أنا فقط فضولي بشأن خصائص التفرد." [رون يقصد: روح تعلم منه وصير أقوى، تراك نكبت السيد الشاب]
"……."
ثبّت تشوي هان نظره على رون بصمت،
يتذكّر تلك اللحظة التي حمل فيها رون كايل-نيم على ظهره وركض به.
ربما لم يرَ كايل-نيم ملامحه آنذاك،
لكنه كان قريبًا بما يكفي ليلحظها بوضوح، حتى وسط ذلك الظلام.
لقد رأى وجهًا غارقًا في اليأس والإلحاح.
"هل ستخبرني بذلك؟"
سأل رون، فأومأ تشوي هان برأسه، ثم أجاب.
"لا يمكننا الاستمرار في ترك كايل-نيم يتعرض للأذى هكذا إلى الأبد."
لم ينبس رون ببنت شفة لكنه أومأ موافقًا.
وبعد ذلك، وصلوا إلى المكان الذي كان فيه بيكروس.
***
"...أنت—"
الجنرال مول، قائد الفيلق الثالث، وأحد الخناجر الثمانية المخلصين لملك الشياطين،
الملقّب بـ اليد خلف الظهر وخبير الخيانات والغدر،
كان عاجزًا، في هذه اللحظة، عن إكمال حديثه.
كايل هينيتوس.
حين علم الجنرال مول بوصوله مع فريقه وأورورا، خرج للقائهم بنفسه.
كان لا يزال يتذكّر تلك العينين، اللتين لم تهتزا، ولم تنطفئا حتى أمام البحر الهائج لملك التنين، الإمبراطور الثالث.
تلك العينان الواضحتان المتقدتان، اللتان تعهّدتا ألا تستسلما في أي ظرف كان.
وكذلك، الدرع الصخري... ذاك الذي صنعه كايل هينيتوس بنفسه.
الدرع الذي نجح في حماية كل شيء، إلى أن حان لحظة تحطّمه وزواله.
ذلك المشهد...لم يستطع مول أن ينساه.
"...لماذا أنت—"
ومع ذلك، الآن، لماذا كايل هينيتوس...
"كيف انتهى بك الأمر إلى هذه الحالة؟كأنك على وشك الموت؟"
كان الجنرال مول عاجزًا عن الكلام وهو يراقب كايل، الذي كان يتنفس بصعوبة، جالسًا على كرسيه المتحرك.
أما كايل، الذي كان يعاني من عسر هضم، فتح فمه وقال بصوت خافت.
"ما هذا الكلام؟"
شعر بالضيق من طريقة الجنرال مول في الحديث، فعبس جبينه.
"هاه... هااه..."
بالطبع، كان كايل يتنفس بصعوبة، والعرق بارد يتساقط بغزارة على جبهته، بينما كان جسده الضعيف مترهلاً بالكامل على كرسيه المتحرك، ووجهه كان شاحبًا جدًا.
لكن على أي حال، لقد وصل أخيرًا إلى المدينة الكبيرة، تيليا، لملاقاة ملك الشياطين.
.
.
.
نادي الروايات~ترجمة: White.Snake