1246 - الحلقة 470 الجزء الثانى سلسلة هطول المطر الرمادي 2

خبروني إذا كان في شيء غير مفهوم.

قراءة ممتعة💞

.

.

.

نادي الروايات~ترجمة: White.Snake

.

.

.

الحلقة 470 الجزء الثانى سلسلة هطول المطر الرمادي 2

.

.

.

نبتت بذرة جديدة...

والأسوأ من ذلك، أنها ظهرت في مدينتين متجاورتين.

الوقت يضيق.

"أمرٌ مذهل بحق!"

ورغم الفوضى، كان على كايل أن يُنجز ما يجب إنجازه أولًا.

"أنا أيضًا مذهول!"

عندما رد هونغ مؤيدًا، أكمل راون حديثه بنبرة مليئة بالثقة.

"جميعهم جرحى، ومع ذلك، لا يكفّون عن تبادل تلك النظرات المفعمة بالشفقة!"

"!"

"......!"

"!!"

كايل.

تشوي جونغ سو.

سوي خان.

ارتجف الثلاثة عند كلمات راون.

لكن شخصًا واحدًا منهم بقي هادئًا تمامًا، دون أن يرف له جفن. وقد لاحظ راون ذلك.

"بالطبع، كلوف سيكا مختلف!"

لكن راون لم يشرح ما الذي يجعله مختلفًا.

فقط ابتعد قليلاً عن كلوف الذي كان يحدق بكايل بعينين تلمعان بحرارة، وهو ممسك بجهاز تسجيل الفيديو بكلتا يديه.

"......"

"......"

"......"

كايل، تشوي جونغ سو، سوي خان.

ساد الصمت بين هؤلاء الثلاثة للحظة.

كليك. (صوت فتح الباب)

في تلك اللحظة، فُتح الباب ودخل رون وهو يحمل صينية بها إبريق شاي وأكواب.

شروو— (صوت سكب الشاي)

صبَّ رون شاي الليمون في الكوب أمام كايل.

نظر كايل إليه بلا تفكير، ثم تجمّد في مكانه للحظة.

نظرات هذا العجوز المتوحّش... غريبة بعض الشيء.

وما إن أدرك كايل ذلك—

حتى قال رون، بابتسامة دافئة تعلو وجهه.

"سيدي الشاب."

"أعلم أن جراح أصدقاء سيدنا الشاب القدامى قد خلّفت حزنًا عميقًا... ولكن، لا وقتَ لدينا. علينا إنهاء الأمور سريعًا، والمضيّ قُدمًا نحو المدينة الأخرى، أليس كذلك؟"

"!"

ارتجف كتف كايل فجأة.

وتذبذبت حدقتا عينيه قليلًا.

"......"

لم يقل كايل شيئًا، وابتسم رون ابتسامة خفيفة قبل أن يغادر الغرفة.

"كايل."

قال سوي خان بتعبير غريب.

"ألم تخبرهم؟"

"......"

ظل كايل صامتًا، بينما فتح تشوي جونغ سو فمه قائلاً.

"يبدو أنهم اكتشفوا كل شيء؟"

تشوي جونغ سو، الذي كان جسده مغطى بآثار الجروح الطفيفة، ارتسمت على وجهه ابتسامة جانبية توحي بوضوح أنه كان يسخر من كايل.

'أصدقاء سيدنا القدامى.'

تجمّد كايل عند سماعه تلك الكلمات، ثم نظر إلى كلوف بسرعة.

"هوهو."

كان ذلك الوغد يضحك أيضًا، بل وكان يضحك مثل رون تمامًا.

"......"

شعر كايل فجأة بانزعاج شديد.

"...اللعنة."

لقد شعر بالضيق فحسب.

'كنت أنوي التعامل مع بعض الأمور أولاً، ثم أتحدث معهم بهدوء عن ذلك.'

لكن هناك الكثير من الأشخاص سريعو البديهة من حولي، حتى بدون التحدث، يبدو أن الجميع قد اكتشف الأمر.

'هل هذا مناسب؟'

طرأ هذا التساؤل على ذهن كايل، لكنه في النهاية أدرك أن اتباع نصيحة العجوز المتوحش كان القرار الصحيح الآن.

"تشوي جونغ سو، وقائد الفريق، ابقوا هنا لتستعيدوا عافيتكم."

"لكنني بخير!"

رغم أن الجروح الصغيرة على جسده كانت واضحة، إلا أن تشوي جونغ سو قال ذلك وهو يبتسم بابتسامة واسعة، لكن كايل تجاهل كلماته وكأنه أمر مفروغ منه.

"كايل-نيم، ماذا عني؟"

أجاب كايل ببساطة على سؤال كلوف، كما لو كان الأمر طبيعيًا.

"تعال معي."

"نعم."

رغم أن كلوف تعرض للعديد من الإصابات في جسده بسبب القتال ضد طائفة إله الفوضى، إلا أنه تعافى بشكل كبير إلى حد ما.

لكن، بالطبع، حالته ليست طبيعية تمامًا بعد.

"هوهو. أظن أنني سأكون مفيدًا."

حسناً، هذا صحيح.

ما شعرت به أثناء العمل مع كلوف هو أنه فعلاً مفيد في العديد من الأمور.

نقر كايل بلسانه بانزعاج وهو ينظر إلى الجرح الذي لم يلتئم بعد على ذراع كلوف، لكنه لم يأمره بالراحة.

بينما كان يراقب ذلك، ابتسم تشوي جونغ سو وقال.

"كلوف وأنا في نفس الحالة تقريبًا من حيث التعافي، فلماذا لا أستطيع الذهاب معك؟"

توقفت ابتسامته فجأة، وقال بوجه جاد.

"هل لأنني متجول؟"

"......"

لم يرد كايل.

"هل تخشى أن يتعرف عليَّ أتباع الإمبراطور الثالث لأنني متجول مثلهم؟"

قال تشوي جونغ سو بوجه جاد، لكن فجأة...

"هه."

أطلق كايل ضحكة قصيرة.

تجمّد تشوي جونغ سو عند سماع تلك الضحكة.

وبدلاً من كايل، كان سوي خان هو من تحدّث.

"جونغ سو."

نطق اسمه بهدوء، لكن صوته حمل قوة جذبت انتباه الجميع.

"انظر إلى المرآة."

ارتسمت علامات الاستفهام على وجه تشوي جونغ سو، فأجاب سوي خان بكل برود.

"عيناك... لا تزالان غائبتين."

"……!"

تعرّض تشوي جونغ سو لهجمات عقلية عنيفة من قِبل هيتليس، إحدى أتباع طائفة الفوضى، مستخدمة الأداة المقدّسة.

كان عليه أن يعيش لحظات موته... مرارًا وتكرارًا.

وكان ذلك أكثر إيلامًا من أي جرح جسدي.

"كايل، سأعتني بجونغ سو وأخذه معي."

"نعم، قائد الفريق."

بينما كان كايل وسوي خان يتبادلان الحديث بهدوء، مسح تشوي جونغ سو وجهه بيده.

في الواقع...

كان لا يزال يعاني من كوابيس الموت التي مر بها بسبب هيتليس كلما كان يغفو.

'كنت أظن أنني خبأت ذلك جيدًا...'

حتى تشوي هان، وحتى تشوي جونغ غون... لم يبدُ عليهما أنهما لاحظا شيئًا.

فلماذا إذًا... لماذا دومًا ينكشف أمري أمام قائد الفريق وكيم روك سو؟

"هه."

ضحك تشوي جونغ سو بشكل غريب، وأحس بشيء يلين في كتفيه المشدودين.

أسند ظهره قليلًا إلى الكرسي.

بدأ يدرك الآن السبب الحقيقي الذي جعل كايل هينيتوس ينظم هذا الاجتماع.

لم يكن بسبب أن سوي خان سيبدأ العلاج قريبًا.

"أوه."

زفر تشوي جونغ سو بهدوء، وقال بصوت منخفض.

"لا أستطيع إخفاء ذلك."

ارتسمت على وجه تشوي جونغ سو ابتسامة مريحة، ومع الدفء الذي غمره، أنزل يده التي كانت تغطي وجهه، وألقى نظرة مطوّلة على رفيقيه...

رفيقيه اللذين لطالما اعتبرهما عائلته.

"!"

ثم تجمّد فجأة.

كايل وسوي خان.

لم يكن أيٌّ منهما ينظر إليه.

لم يرمقه أحدهما حتى بنظرة عابرة.

كأن وجوده لم يكن محسوبًا أصلًا. [*في حال ما فهمتوا، تجاهلوه قصدا حتى ما يحس بالضعف أو الشفقة، واحترما له، لكن في نفس الوقت خبروه انهم عارفين حتى يطمن ومايحس بالوحدة ويتعب اكثر]

"قائد الفريق."

كانا الاثنان مشغولين في حديثهما الخاص.

"نعم."

"يبدو أنك قد تلقيتَ تحفيزًا؟"

قال كايل بنبرة تنمّ عن شيء من التعجرف، وهو يحدّق في قائد الفريق سوي خان.

ابتسامة جانبية—

ارتسمت على شفتي سوي خان ابتسامة خفيفة، لكنه لم يُنكر الأمر.

"كايل."

"نعم."

"اترك بيكروس."

ارتسمت ابتسامة غامضة على وجه كايل.

قائد الفريق، سوي خان.

لا، بل لي سو هيوك.

هذا الرجل... كان أول شخص قوي يصادفه كايل في حياته.

لم يطلق عليه لقب القوي فقط بسبب قوته الجسدية، بل لأنه كان قويًّا من نواحٍ متعددة.

"كايل."

"نعم، قائد الفريق."

لأول مرة منذ زمن بعيد، تعامل كايل مع سوي خان باعتباره الموظف كيم روك سو الذي كان يعمل تحت إمرته سابقًا.

"ما يُسمى بـ'التفرُّد'،"

في تلك اللحظة، لمعت عينا كلوف سيكا بنظرة غريبة وهو يصغي بصمت.

"أليست هذه تشبه قدراتنا إلى حدٍّ ما؟"

القدرات الخارقة التي ظهرت في الأرض التي ينتمي إليها كيم روك سو.

القوى التي امتلكوها هناك.

كيم روك سو كان يملك السجل واللحظة.

"من يدري."

لكن كايل لم يُظهر تأييدًا تامًا لما قاله.

"حسناً، فحتى السحر والهالة، إذا فكرت في الأمر، لا تختلفان كثيرًا عن القدرات."

قوى نادرة، لا يملكها سوى قلائل.

السحر، الهالة، القدرات، والقوى القديمة.

"هممم..."

رفع سوي خان بصره إلى السقف، ثم تكلّم بنبرة هادئة.

"يبدو أن التفرد هو القوة التي تعلو فوق كل تلك الأشياء."

عبّر عن رأيه بهدوء.

"ربما عليَّ أن أقول إنها تبدو كقوة يتجاوز بها الإنسان حدوده البشرية الطبيعية..."

لقد أدرك قائد الفريق، سوي خان، هذا أثناء مكوثه في عالم الشياطين برفقة كايل.

"عليّ أن أصبح أقوى."

هو ليس كالشيطان السماوي، ولا تشوي هان...

لكنه يمتلك قوته الخاصة، وقد توصّل إلى طريقة تجعلها أكثر قوة.

بسبب إصابته، لم يتمكّن من الالتحاق مباشرة بـ تيليا، فاضطر للبقاء متأخرًا لبعض الوقت.

وخلال تلك الفترة، غرق في التفكير...

ثم وصل إلى استنتاج.

"الفارس المقدس الأعلى... هل يمكنني التعامل معه كما أشاء؟"

ابتسم كايل ابتسامة واسعة.

'يبدو أن قائد الفريق قد عقد عزمه حقًا.'

إنه يملك قدرةً تمكّنه من قطع أي شيء.

أما ذلك الفارس المقدّس الأعلى، الذي ألحق الأذى بسوي خان...

فحتى الآن لم يرَ كايل وجهه، ولا يعرف مدى قوته على وجه الدقة.

لكنه يعلم أن ذلك الشخص يملك قدرة تمنع الجراح من الالتئام.

ولا يُعرف ما إذا كانت مرتبطة بقوة إله الفوضى، أم بشيء آخر.

ولكن...

'إنها متوافقة.'

توجد درجة عالية من التوافق بين قدرة سوي خان وتلك القوة.

ولو تمكّن سوي خان من امتلاك تلك القوة...

فلن يكون بالإمكان التنبؤ بمستوى نموّه حينها.

"أرجو ان تعتني ببيكروس جيداً."

"نعم."

فقد كان سوي خان يرغب في بقاء بيكروس إلى جانبه.

يبدو أن قائد الفريق يخطط لأن يورّث بيكروس قدراته الخاصة، أو بالأحرى، أن يطوّرها.

ربما يرى قائد الفريق في بيكروس البذرة التي ستخلف سيفه في المستقبل.

'صحيح...'

اعترف كايل بالواقع.

'على الجميع أن يصبحوا أقوى.'

الآن هو الوقت الذي يجب فيه على الجميع أن يتجاوزوا حدودهم ويقووا أنفسهم.

ولهذا السبب، راقت لكايل فكرة سوي خان كثيرًا، ولم يجد حاجة للإطالة في الحديث.

"أثق بك."

"نعم."

نظر تشوي جونغ سو إلى ذلك المشهد بوجه مرتاح.

بينما كان كلوف يراقب سوي خان وكايل عن كثب، بعينين جامدتين متصلبتين.

'إن استمرّ الحال على هذا النحو... قد أتخلّف عن الركب.'

كايل-نيم لا يتخلى عن رفاقه أبدًا.

ومع ذلك، إن عجزتُ عن المواكبة بسبب ضعف قدراتي... فلن أتمكن من البقاء بالقرب من كايل-نيم.

وكان ذلك أمرًا لا يمكن لكلوف أن يقبله.

فحين يضع كلوف سيكا هدفًا أمامه، لا يرى سواه.

ونظراته الآن... كانت تتقد بعزيمة مشتعلة، لا تنطفئ.

"......"

"......"

نظر سوي خان وكايل إلى كلوف بتعبيرات غير مرتاحة.

لكنهم لم يعرفوا.

أن يدي تشوي جونغ سو، أسفل الطاولة، كانتا مشدودتين بقوة.

فهو أيضًا لم يكن ينوي أن يتخلف عن الركب.

"همم."

راقب راون المشهد للحظة، وهو يفكّر.

"أيها البشري."

ثم نادى على كايل بحذر.

فأجاب كايل تلقائيًا، إذ قرأ بسهولة أفكار التنين الأسود الصغير.

"على الطفل ذي السبع سنوات أن يأكل وينام ويلعب بشكل جيد فقط."

"حقًا؟"

"نعم."

"هيهي!"

بينما كان راون يقهقه ببراءة، أومأ كايل لكلوف بعينيه إشارة للانطلاق.

"هيا بنا."

كليك. (صوت فتح الباب)

فُتح الباب، واقترب الجنرال مول بخطوات سريعة، وملامح وجهه توحي بعجلةٍ وقلق، بعد أن كان ينتظر في الممر.

"أرشدنا."

هكذا، انطلق كايل مع رفاقه نحو المدينتين التوأمتين، ميدي وميكا.

بكل سرية.

***

"اللعنة، ذلك الوغد... الإمبراطور الثالث حقًا مجنون!"

قرر كايل التوجّه إلى مدينة ميدي من بين المدينتين ميدي وميكا.

وخلال الرحلة، سأل الجنرال مول عن الكيفية التي آلت بها الأمور إلى هذا الحد.

عندها، ارتفعت نبرة مول قليلًا وهو يجيب. [*هههه تحمس]

"لستُ متأكدًا إن كنت تعلم، لكن ميدي وميكا مدينتان تحملان اسمًا عريقًا في التاريخ. إنهما موجودتان منذ العصور القديمة."

"أعرف. سمعتُ أن بينهما موقعًا أثريًا مخصصًا لعبادة إله الشياطين، أليس كذلك؟"

"صحيح. ذلك الموقع الأثري يقع تحديدًا بين المدينتين ميدي وميكا."

كانت ميدي وميكا مدينتين قديمتين ذات كثافة سكانية عالية، كما أنهما حافظتا على مكانة متقدمة في مجالات متعددة كالتجارة والثقافة وغيرها، وظلّتا دومًا ضمن المدن ذات التصنيف المتوسط إلى العالي.

صحيح أن كلاً من المدينتين على حدة لم تكن كبيرة جدًا، إلا أنهما نشأتا جنبًا إلى جنب، وكان التبادل بينهما نشطًا إلى درجة أنهما عُرفتا بـ المدينتين التوأمتين، وكان يُنظر إليهما كوحدة واحدة.

"لكنني لا أفهم... لماذا يريد ذلك المجنون، الإمبراطور الثالث، الذهاب إلى تلك الأطلال؟"

قال مول متنهدًا، فأجابه كايل.

"لكن يمكن فهم سبب زرع طائفة إله الفوضى للبذور في ذلك المكان."

"نعم. لأنها أطلال تحتوي على آثار مرتبطة بإله الشياطين."

أجاب مول مؤكدًا على كلام كايل.

عندما تسلّم الجنرال مول والمستشار إد خريطة مواقع البذور من كايل، أدركا على الفور ما يجري بمجرد أن رأيا اسمَي ميدي وميكا، فسارعا إلى إرسال القوات إلى هناك.

لكن جماعة الإمبراطور الثالث كانت قد سبقتهم بالفعل، وبدأت تقلب المكان رأسًا على عقب، بحثا عن كايل هينيتوس وطائفة إله الفوضى.

"هناك عشيرة تحرس أطلال إله الشياطين. وهي المسؤولة عن إدارة ذلك الموقع وحمايته."

"همم..."

أطلق كايل تنهيدةً صامتة حين سمع بوجود عشيرة تحرس أطلال إله الشياطين.

'لماذا أشعر وكأن صورةً ما بدأت ترتسم في ذهني؟'

لسببٍ ما، خيّم عليه شعور مألوف، كما لو أنه وسط كليشيهات مبتذلة يصعب تجاهلها. [*هيهي]

واصل الجنرال مول حديثه.

"يبدو أن الإمبراطور الثالث أراد دخول الأطلال، لكن العشيرة منعته من ذلك.

غير أن أحد الأطفال من تلك العشيرة... تبيّن أنه كان هو البذرة."

"...يا لهذا الوضع."

أطلق كايل تنهيدة عميقة.

"تلك العشيرة يوجد فيها من يتوارث منصب الكاهن الأكبر جيلاً بعد جيل."

سأل كايل فجأة، دون قصد.

"هل ذلك الطفل هو المرشح ليصبح الكاهن الأكبر القادم؟"

"!"

نظر مول إلى كايل بدهشة.

"كيف عرفتَ...؟" [*سر المهنة]

لم يُجب كايل، بل اكتفى بالتحديق إلى الجبال البعيدة.

لقد كان حدسه في محله.

لكن...

'هذا مزعج للغاية.'

شعر بغضب داخلي يتصاعد.

لماذا ذلك الطفل تحديدًا؟

ثم، ما بال ذلك الإمبراطور الثالث الأحمق ينبش بالمواقع التاريخية التابعة للآخرين؟

إنها أطلال عريقة تعود إلى أمة أخرى، فما شأنه بها؟!

"لا نعلم ما الذي فعله الإمبراطور الثالث بالطفل الذي كان يحمل البذرة.

لكن ما نعرفه يقينًا... أن البذرة قد نبتت بالفعل.

وبسببها، يُعتقد أن معظم أفراد تلك العشيرة...

بل وحتى عدد كبير من الشياطين الذين قدموا لزيارة الأطلال...

قد أصيبوا بالعدوى."

تجمدت ملامح الجنرال مول.

"ومن ثم، غرقت المدينتين في الفوضى."

حاول جانب ملك الشياطين، الذي تأخّر بفارق ضئيل، تدارك ما حدث حتى ولو بعد فوات الأوان.

لكن مدينتا ميدي وميكا كانتا قد غرقتا في فوضى عارمة.

"لأن..."

قال ذلك وهو يزفر تنهيدة ثقيلة.

"هناك أسطورة متوارثة، تقول إن لحظة انهيار الأطلال، هي ذاتها لحظة بداية نهاية عالم الشياطين."

ومع ذلك، فإن العشيرة التي حرست تلك الأطلال لأجيال طويلة... كانت على وشك الانهيار الآن.

لذلك، كان من الطبيعي أن تغرق المدينتان، اللتان اعتبرتا تلك الأطلال مصدر فخر وسكينة، في الفوضى.

"كما أن بعض الشياطين، الذين لم يتم احتجازهم في الوقت المناسب، عادوا إلى مدنهم."

أثناء محاولة تهدئة الإمبراطور الثالث، فشلوا في منع بعض الشياطين من مغادرة المكان والعودة إلى موطنهم.

ونتيجة لذلك...

"رأى الشياطين حقيقة المرض الرمادي بأعينهم."

بعض أولئك الشياطين الذين عادوا، ظهرت عليهم أعراض المرض الرمادي سريعًا، وسرعان ما فقدوا وعيهم.

لكن ما إن حلّ الليل، واستعادوا وعيهم... تجلّت وحشيتهم بالكامل.

"الآن، تسود الفوضى هناك، ويقولون إن 'لعنة الرمادي' التي ستؤدي إلى دمار عالم الشياطين قد ظهرت."

وبينما كان مول يروي ما حدث، دفع كرسي كايل المتحرّك نحو وسط الدائرة السحرية.

فشششت—! (صوت تفعيل الدائرة السحرية)

مع ضوء ساطع، انطلق كايل ورفاقه نحو مدينة ميدي.

***

ما إن تلاشى الضوء، حتى وجد كايل نفسه في ميدي، وهناك كان بانتظاره شخص ما.

"كايل هينيتوس."

قال ملك الشياطين بصوت هادئ.

"أنا ذاهب الآن لمقابلة الإمبراطور الثالث."

لأنه بحاجة لطرد ملك التنانين، أحد الأباطرة الثلاثة، من الأطلال.

"هل ستنضم إليّ؟"

طَفْ— (صوت حركة خفيفة)

وبلا أي مقدمات، ألقى ملك الشياطين رداءه، فهبط بلطف على ركبتي كايل الجالس على كرسيه المتحرّك.

"إنه رداء يخفي الطاقة."

.

.

.

نادي الروايات~ترجمة: White.Snake

2025/07/22 · 489 مشاهدة · 2267 كلمة
White.Snake
نادي الروايات - 2025