خبروني إذا كان في شيء غير مفهوم.
قراءة ممتعة 💞
.
.
.
نادي الروايات~ترجمة: White.Snake
.
.
.
الحلقة 471 الجزء الثانى سلسلة هطول المطر الرمادي 3
.
.
.
نظر كايل إلى الرداء الذي وضع على ركبتيه، ثم رفع بصره نحو ملك الشياطين.
"......!"
ومن خلف كتف ملك الشياطين، أبصر كايل المستشار إد وهو يأخذ نفسًا عميقًا.
"هل هذا شيء ثمين؟"
أجاب ملك الشياطين بنبرة غير مبالية على سؤال كايل.
"كلا."
لكن كايل تجاهله تمامًا، وثبّت نظره على المستشار إد مباشرة.
"... إنه أحد الكنوز الخمسة التي توارثها ملوك الشياطين عبر الأجيال، أنه رداء يجعل حتى الآلهة غير قادرة على تقدير قوة من يرتديه."
وما إن سمع كايل ذلك التفسير، حتى رمق وجهي المستشار إد والجنرال مول، اللذين بدت عليهما الدهشة، ثم التفت مجددًا إلى ملك الشياطين وقال.
"هل يمكنني استعارة هذا؟"
"!"
"!!"
وبغضّ النظر عن مدى دهشة المستشار والجنرال، ظلّ ملك الشياطين هادئًا.
"افعل ما تشاء."
"أوه."
ابتسم كايل ابتسامة خفيفة تنمّ عن إعجاب، غير أن ملك الشياطين تجاهله تمامًا ومرّ من أمامه دون اكتراث.
"أتبعي."
رداءٌ يجعل حتى الآلهة غير قادرة على تقدير قوة من يرتديه.
احتضن كايل ذلك الرداء بين يديه بإحكام وتبع ملك الشياطين من خلفه.
بالطبع، وهو على كرسيه المتحرّك.
***
الجنرال مول والمستشار إد...
تجمدت ملامح هذين الشيطانين بالكامل.
ورغم براعتهما في إخفاء المشاعر، فإن الدهشة هذه المرّة قد تسللت إلى وجهيهما بوضوح.
"همم..."
أما ملك الشياطين، فقد كان غارقًا في تفكير عميق، وعيناه مثبتتان على شيزو، قائدة الحرس الملكي للفيلق الأول، الراكعة أمامه.
"إذًا، يقول الإمبراطور الثالث إنه لا يستطيع المجيء؟"
"... أعتذر، يا مولاي ملك الشياطين."
انحنت شيزو إلى الأسفل أكثر فأكثر.
مدينة ميدي.
في القاعة الكبرى لقلعة لورد المدينة، نظر ملك الشياطين إلى قاعة الاجتماعات التي كانت خالية من رفقاء الإمبراطور الثالث، رغم دعوتهم، ثم فتح فمه وقال.
"ماذا قال؟"
أجابت قائدة الحرس الملكي للفيلق الاول، شيزو، بوجه صارم.
"قال إنه يرغب في دخول الأطلال."
عندها لم يتمالك الجنرال مول نفسه، وانفجر قائلاً بغضب.
"يا لهذا الأحمق عديم الأخلاق!"
لقد أغرق الأطلال، ومدينة ميدي، وميكا في فوضى عارمة، والآن يأتي بهذا التصرف الغريب!
كما كانت يدا المستشار إد ترتعشان على نحو ظاهر.
ففي نظره، هو الذي يحلم برؤية عالم الشياطين يسمو فوق عالمي الآلهة والسماويين، ويرى في ملك الشياطين المرشّح الوحيد القادر على أن يصبح إله الشياطين، بدت تصرّفات الإمبراطور الثالث تلك وقحةً إلى حدٍ لا يُحتمل، بل تجاوزت كل الحدود الوقاحة.
"مولاي الملك…"
خطا المستشار إد خطوة إلى الأمام، لكن عندما فتح ملك الشياطين فمه، توقف في مكانه.
"مثير للاهتمام."
لم تكن عينا ملك الشياطين تبتسمان، لكن زاوية فمه ارتفعت بخفة وهو يقول ذلك، ثم أدار رأسه بعيدًا.
كان هناك كرسيٌّ متحرك يقف أمام الجنرال مول.
نظر ملك الشياطين إلى الشخص الجالس عليه، والذي كان ملفوفًا بالرداء بإحكام لدرجة أن وجهه وجسده كانا غير مرئيين، وسأله.
"ما رأيك؟ ما الذي تعتقد أنه يجب فعله؟"
وما إن أُطلق السؤال، حتى تحركت شفتان خفيتان من تحت الرداء الكثيف.
"أليس الأمر بديهيًا؟"
قال كايل بفظاظة وهو يرمي كلماته بجفاف.
"ألن تنقذ الشياطين؟"
تغيّرت ملامح الجنرال مول، والمستشار إد، وشيزو، على نحو غريب.
"نعم."
ارتسمت على وجه ملك الشياطين ابتسامة أعمق، ثم بدأ في النهوض من مقعده ببطء.
على الرغم من أن كل حركة كانت تعكس شعورًا بالملل واللامبالاة، إلا أن خطواته كانت خفيفة على نحو غريب.
"هل الإمبراطور الثالث موجود الآن أمام الأطلال؟"
"أجل، يا جلالة الملك."
تحرّك ملك الشياطين.
وحين رأى المستشار إد ذلك، ارتسمت على وجهه ملامح الجديّة الصارمة. لأن هذا بالنسبة له كان بمثابة تنازل ضمني من ملك الشياطين تجاه الإمبراطور الثالث.
في تلك اللحظة...
"لا وقت لدينا."
قال كايل، مشيرًا إلى الجنرال مول ليسحب كرسيه.
"لِنُسرِع قليلًا في المشي، ودَعك من التفاخر الفارغ."
بوجهٍ شارِد، بدأ الجنرال مول في دفع الكرسي المتحرك، متجاوزًا ملك الشياطين.
ابتسم ملك الشياطين بخفة، ثم زاد من سرعته، وعيناه تلمعان باهتمامٍ نحو كايل.
"......"
في الخلف، كان المستشار إد يحاول جاهدًا أن يُخفي التعبير الغريب الذي علا وجهه، وهو يتبعهم في صمت.
***
وحين توقّفت خطوات ملك الشياطين...
كان قد بات وجهًا لوجه أمام الإمبراطور الثالث.
"....."
كان ملك التنانين، أحد الأباطرة الثلاثة، يعبث بلحيته البيضاء الطويلة بهدوء، وشفتيه مطبقتان بإحكام.
وفي الحقيقة... كان مرتبكًا.
'أتى بنفسه؟'
أتى ملك الشياطين بنفسه إلى هذا المكان؟
'لماذا؟'
رغم أن الإمبراطور الثالث قد التقى بملك الشياطين عدة مرات من قبل، إلا أن هذه كانت المرة الأولى التي يراه فيها يتحرّك بنفسه.
"......"
ظلّ الإمبراطور الثالث صامتًا، جالسًا على كرسيٍّ، دون أن يُلقي ولو تحيةً رمزية على ملك الشياطين.
مدخل الأطلال.
كان قريبًا من قرية العشيرة التي تحرس هذه الأطلال.
ومع ذلك، لم يكن هناك في تلك اللحظة أيّ شيطانٍ في المنطقة، باستثناء أتباع الإمبراطور الثالث ومجموعة ملك الشياطين.
كان المدخل هادئًا تمامًا.
ورغم هذا الهدوء، كان الإمبراطور الثالث جالسًا هناك، على كرسيّه الذي أحضره أحد أتباعه، دون ان يخطوا خطوة داخل الأطلال.
بل، في الواقع... لم يكن قادرًا على الدخول.
- كايل، يبدو أن تلك الشيطانة هي الكاهنة.
خشخش... خشخش... (صوت شرارات سحرية تتطاير)
كانت الأطلال عبارة عن كتلٍ حجرية متناثرة، تشبه بقايا مبانٍ قديمة.
ولأنها لم تكن محاطة بأي جدران أو أسوار، فقد كان بوسع كايل أن يرى ما بداخلها بوضوح.
لكن عند أطرافها الأربعة — الشمال، والجنوب، والشرق، والغرب — كانت هناك أبراج مراقبة خشبية.
ومن عند أحد تلك الأبراج، حيث تقف شيطانة تحمل عصًا، انبثقت طاقة غريبة، غلّفت الموقع الأثري بأسره، مانعة الإمبراطور الثالث من التقدُّم خطوة واحدة.
"......"
الكاهنة ذات العينين المغمضتين...
كانت تلك العجوز واقفة بثبات، ممسكة بعصاها، ولم تعر أحدًا انتباهًا.
حتى لم تُلقِ نظرةً لا على الإمبراطور الثالث، ولا على ملك الشياطين، ولا إلى أيٍّ من الحاضرين.
كانت فقط واقفة أمام المدخل، تحرس الاطلال.
'الإمبراطور الثالث لا يستطيع دخول الآثار.'
استعاد كايل في ذهنه ما سمعه سابقًا من الجنرال مول.
'رغم أن إله الشياطين لم يعد موجودًا الآن، إلا أنه بالتأكيد كان موجودًا ذات يوم.'
وكان الدليل على ذلك، تلك العصا الخشبية التي تمسك بها الكاهنة.
'طالما أن تلك العصا القديمة التي ورثت عبر الأجيال من العصور القديمة لا تزال موجودة، لا يمكن لملك الشياطين او اي شخص آخر دخول الأطلال بدون إذن.'
'بالطبع شخص بقوة الإمبراطور الثالث يمكنه تدمير الحاجز، لكن في تلك اللحظة، ستنفجر الأطلال.'
فالأبراج الأربعة والعصا معًا تشكل حاجزًا سحريًا معقّدًا...
حاجزًا دفاعيًا وانفجاريًا في آنٍ معًا.
'لذلك الطريقة الوحيدة لدخول الأطلال سليمة هي عبر إزالة الحاجز الدفاعي.'
بسبب ذلك، يُقال إن الإمبراطور الثالث حاول احتجاز أفراد العشيرة كرهائن أمام الكاهنة.
على الرغم من أن ذلك لم يُؤكَّد بعد، لكن يُقال إن الطفل الذي كان مرشحًا ليكون الكاهن التالي تعرض لصدمة عنيفة خلال تلك العملية. [*الشايب العايب عقد الطفل بتصرفاته الهمجية!!]
هل يمكن أن تكون تلك الصدمة هي ما أدت إلى إنبات بذرة الفوضى؟
تساءل كايل في نفسه، وهو يحدق بالكاهنة العجوزة، التي كانت آثار الدماء الجافة واضحة على شفتيها.
- كايل.
فجأة، نادته الكاهنة الشرهة.
'هم؟'
ارتبك كايل قليلاً.
في الآونة الأخيرة، كلما ظهرت الكاهنة الشرهة، كان ذلك يعني أن هناك شيئًا ما يحدث.
لذلك، لم يستطع كايل إلا أن يشعر بشيء من القلق.
- أشمّ رائحة خشب من تلك الكاهنة.
'هاه؟'
تجمد كايل لوهلة، ثم أعاد النظر إلى الكاهنة العجوزة الواقفة عند المدخل.
"!"
ماذا؟
أصيب كايل بالارتباك مرة أخرى.
"......"
فتحت الكاهنة العجوزة عينيها ببطء، ونظرت مباشرة إلى كايل.
في المقدمة، كان ملك الشياطين واقفًا.
خلفه كان المستشار إد وقائدة الحرس الملكي.
وراءهم كان كايل والجنرال مول.
لكن كان من الواضح للغاية أن نظرات الكاهنة كانت موجهة إلى كايل.
إلى كايل الذي كان وجهه وجسده مغطى بالكامل تحت الرداء.
'همم.'
شعر كايل بشيء غير مريح.
وبينما كانت ملامح وجهه تزداد صلابة...
"أيها الإمبراطور الثالث."
فتح ملك الشياطين فمه.
كان لا يزال واقفًا، وينظر من علٍ إلى الإمبراطور الثالث الجالس.
"......"
عند سماع مناداته، ارتعش إمبراطور الثالث للحظة، ثم ألقى نظرة خاطفة إلى ملك الشياطين.
ولكن في عينيه، كانت هناك مشاعر من الضيق والغضب، كما لو كان يواجه أمرًا مزعجًا.
'كيف يجرؤ...!'
شعر المستشار إيد بالغضب من تعبيرات الإمبراطور الثالث الوقحة.
لكنه شعر بغضب أكبر عندما نظر إلى نظرات اتباع الإمبراطور الثالث الذين كانوا يحدقون فيه.
وفي تلك اللحظة...
"ما الخطب؟"
قال الإمبراطور الثالث، وهو يرسم ابتسامة جانبية على شفتيه. [*ابتسامة ساخرة]
لكن رغم ذلك، فقد تحدّث إلى ملك الشياطين بلهجة تبدو ظاهريًا مهذبة.
'مجرد وغدٍ ليس حتى بإله...'
لكن في داخله، لم يكن يكنّ له سوى الاحتقار التام.
الإمبراطور الثالث،
كانت قوته قريبة من مستوى الآلهة أو مساوية لهم.
ولهذا، لم يكن راغبًا في معاملة ملك الشياطين — الذي لم يصل بعد إلى مرتبة الإلهة — باحترامٍ كامل.
"بما أنك ناديتني، فلتُفصح عن سبب ذلك."
ومع ذلك، ونظرًا لوصية الإمبراطور الأول، المتجول الاول، الذي أوصى بأن يُعامَل ملك الشياطين باحترام، فقد اضطر الإمبراطور الثالث إلى استخدام نبرة مؤدبة قدر استطاعته.
بالطبع، كانت وجوه أتباع ملك الشياطين مليئة بالغضب، لكن الإمبراطور الثالث لم يكترث لذلك.
لم يكن لديه أي رغبة في النظر إلى 'أشياء تافهة'.
ثم جاء ردّ ملك الشياطين على تصرّفه ذاك.
"لن أحاسبك على ما مضى."
"...ماذا؟"
في تلك اللحظة، ارتسمت علامات الاستفهام في عيني الإمبراطور الثالث.
لأنه لم يفهم تمامًا ما قصده ملك الشياطين بذلك.
"لكن-"
تابع ملك الشياطين حديثه دون أن يُعير ردة فعله أي اهتمام.
"هذه المرة، سأُحاسبك على ما فعلت."
"ها!"
كانت الدهشة واضحة على وجه الإمبراطور الثالث.
الأطلال...
في الحقيقة، لم يكن مجيئه إلى هذا المكان نابعًا من خطة محكمة أو هدف محدد...
بل كان أقرب إلى تتبع حدسٍ غامض، في وقت لم يكن فيه يعرف إلى أين عليه أن يتوجه للعثور على كايل هينيتوس أو تشوي جونغ غون.
وبالطبع، لأنه تذكّر في تلك اللحظة ما قاله الإمبراطور الأول ذات مرة.
'أطلال إله الشياطين... لطالما تساءلت عنها. إذا كان ذلك الإله قد وُجد حقًا يومًا، فلابد أنه كان أول إلهٍ يختفي من بين جميع الآلهة.'
وبسبب تلك الكلمات، وُلد الفضول في قلبه...
لذا، انتهى به الأمر بالمجيء إلى هنا.
لكن...
'لقد تجرأت على منعي.'
ما هي إلا شيطانة وضيعة، ومع ذلك وقفت في طريقي.
حتى ملك الشياطين لا يجرؤ على الاعتراض على تحركاتي… أما هؤلاء التافهون، فقد تجرؤوا وأوقفوني.
تأجج الغضب في قلب الإمبراطور الثالث بمجرد تذكُّره ذلك.
ولهذا السبب، كان مصممًا على دخول هذا الموقع الأثري وتدميره.
لكن، وسط كل ذلك… حدث أمرٌ غير ضروري على الإطلاق.
'كوااااااا... آآه... آآآه──!'
فجأة، انفجرت قوة الفوضى من طفلٍ ما، وبدأت تنتشر في محيط المكان.
أدرك الإمبراطور الثالث على الفور أن هذا هو نفس المخطط الذي كانت طائفة إله الفوضى تحاول تنفيذه في قلعة موراكا سابقًا داخل عالم الشياطين.
لذلك، كان في غاية الدهشة الآن.
"تحاسبني، تقول؟! لكنني... قدّمت لكم خدمة عظيمة!"
أجل، لقد قدّم خدمة كبيرة.
ألم يُكشف الستار عن ألاعيب إله الفوضى بفضله؟
"ها!"
انفجر الإمبراطور الثالث في ضحكة ساخرة مكتومة من شدة الدهشة.
"......!"
لكن سرعان ما اتّسعت عيناه فجأة.
وتجمّدت ملامحه التي كانت تضحك.
ربت. (واضح ربت على كتفه، ما اعرف ليش كتبتها اصلا)
دون أن يشعر، كان ملك الشياطين واقفًا أمامه مباشرة.
لم يدرك متى أو كيف اقترب منه.
حدث كل شيء في لمح البصر.
لم يستطع حتى استيعاب ما حدث.
فذلك الملك، الذي كان قبل لحظات يقف على بُعد عدّة خطوات، صار الآن على بُعد شبرٍ واحد منه.
ربت، ربت.
ثم بدأ ملك الشياطين يُربّت على كتفه ببطء.
'!'
حتى كايل، المخفي تحت الرداء، اتّسعت عيناه من الدهشة.
- كايل، هذه تشبه 'اللحظة'!
بينما كان نار الدمار، البخيل، يتحدث بدهشة، كان كايل يحدق في ملك الشياطين.
ملك الملل الشيطاني...
ما نوع القوّة التي يملكها هذا الكائن؟
أيّ نوعٍ من القوى هذه التي تمكنه من السيطرة على محيطه، بإرادته فقط؟
كان كايل فضولياً.
وبحسب ما تبيّن بعد التحري، يُقال إن ملك الشياطين الحالي كان يُلقب بـ إله المعركة خلال الحرب مع ملك الشياطين السابق.
شخصٌ مُكرّس للقتال.
شخص قادر على جعل أعداءه عاجزين.
قيل إن ذلك فقط ما يمكن أن يصفه.
'لا، هذه ليست "اللحظة".'
تلك القوة… لم تكن سرعة لحظية.
وما إن فكّر كايل بذلك، حتى جاءه صوت سوبر روك.
- إنها حركة خالصة تمامًا.
ملك الشياطين لم يُطلق أي طاقة.
لم يُفصح عن أي هالة.
كل ما فعله، أنه تحرّك بجسده فقط — لكن تلك الحركة وحدها شدّت انتباه الإمبراطور الثالث، وحتى كايل.
كان ذلك تجلّيا لقوة جسدية جبارة.
'هل هو حقًا إنسان؟' [*انت عبيط؟؟؟؟]
لا. إنه شيطان! [*شكلها الشرهة جننتك]
لا، اعني هل من الممكن لشيطان أن يفعل هذا أصلا؟ [*الصراحة وضعه مزري]
بينما كان كايل مندهش من قوة ملك الشياطين.
'لا يجب تستخف بملك الشياطين… يجب أن تكون حذرًا عند التعامل معه.'
ترددت في ذهن الإمبراطور الثالث كلمات الإمبراطور الأول. فمدّ يده ليدفع يد ملك الشياطين بعيدًا.
"......!"
لكن تلك اليد لم تتحرّك.
كانت قوة رهيبة.
"أيها الإمبراطور الثالث."
قال ملك الشياطين بصوتٍ منخفض، وهو ينظر إلى الإمبراطور الثالث من علٍ.
شعر الإمبراطور الثالث وكأن صوته قد هبط على رأسه بثقلٍ لا يُرد.
"أنت لستَ إلهًا."
"!"
اتسعت عينا الإمبراطور الثالث، إذ أدرك مغزى الكلمات التي نطق بها ملك الشياطين للتو.
'أنت لا تساوي شيئًا... ما لم تكن إلهًا.'
أراد الإمبراطور الثالث أن ينكر ذلك الكلام على الفور.
ولكن–
"ألم يُنبّهك الإمبراطور الأول إلى أن تكون حذرًا مني؟"
"......!"
"أنت لن تبلغ أبدًا مرتبة الإمبراطور الأول."
"......"
ربت.
ربّت ملك الشياطين بخفة على كتف الإمبراطور الثالث، ثم أنزل يده.
تراجع بخطوة هادئة إلى الخلف، ثم حوّل بصره إلى الكاهنة العجوزة.
وعندما رأى أن عينيها كانتا متجهتان نحو كايل، فتح فاه وتكلّم.
"توقّف عن عنادك، وتراجع. أفهم أن الإمبراطور الأول يشعر بالفضول حيال هذا المكان، لكن، حتى أنا، إن لم أحصل على الإذن، فلا يمكنني دخوله."
اتجهت عيون ملك الشياطين نحو الإمبراطور الثالث.
وفي تلك اللحظة، أصبح وجه الإمبراطور الثالث —الذي كان يعبس بأنزعاج— جامدًا بالكامل.
"غادر."
في عيني ملك الشياطين حين نطق بتلك الكلمة ذات المقاطع الاربع...
لم يكن فيهما شيء يُرى.
سوى هالة قاتلة، طاغية.
هالة لا تحمل أي مشاعر، ولا نية، سوى رغبة واحدة فقط.
رغبة واضحة، صريحة، لا لبس فيها— على قتل الإمبراطور الثالث.
بلع—
ابتلع الإمبراطور الثالث ريقه دون أن يشعر.
'هذا الوغد... أليس دون مستوى الإله؟'
بما أن الإمبراطور الثالث قد التقى بالكثير من الآلهة، فقد كان قادرًا على ملاحظة الأمر بسهولة.
ملك الشياطين.
هذا الوغد، أنه في مستوى الإله.
مع ذلك، فهو ليس إلهًا.
لكن لا شك أنه قد بلغ بالفعل مستوى يضاهي الآلهة.
'اذن لماذا لم يصبح إلهًا؟'
عالم الشياطين...
رغم أنّه لا يستطيع إطلاق قوّته الكاملة كما هو الحال في عالمي الآلهة والسماوي،
إلا أنّه – بخلاف الكثير من العوالم الأرضية الأخرى– ظلّ محافظًا على شكله كعالمٍ واحدٍ متماسكٍ، لآلاف السنين.
وفي قمّة ذلك العالم...
يقف ملك الشياطين.
وذلك الاسم... لم يكن يومًا خفيف الوزن أو بلا معنى.
كانت هناك أسباب واضحة وراء سبب عدم قدرة السماويين والآلهة على الاقتراب من عالم الشياطين بسهولة.
ووشششش! (صوت الرياح)
لكن الإمبراطور الثالث كان هو الآخر كائنًا يقترب كثيرًا من مرتبة الآلهة.
ارتسمت الجديّة على وجهه المتجهّم، وبدأت الطاقة تحوم حوله شيئًا فشيئًا.
بالنسبة له، لم يكن التراجع أمام ملك الشياطين خيارًا ممكنًا بهذه البساطة.
خيّم توتر غريب بين الاثنين،
أجواء مشحونة تختلف عمّا كانت عليه من قبل.
وفي تلك اللحظة—
فتح ملك الشياطين شفتيه قائلًا.
"أظنّ أنّ الحوار بات ممكنًا الآن."
ثم تراجع خطوة إلى الوراء، مما أزال التوتر الذي كان يخيّم على المكان.
أشار ملك الشياطين إلى مستشاره.
ففهم المستشار على الفور نية ملك الشياطين في إبعاد الإمبراطور الثالث والإسراع بعلاج الشياطين، فتقدّم خطوة إلى الأمام، وعلى وجهه ملامح الجدية، استعدادًا لتنفيذ الأمر.
"أمرُك، مولاي الملك."
"ليكن الدليل إلى مدينة ميكا."
فتقدّم أحد أتباع ملك التنين تنفيذًا للأمر.
"أنت تتولى الأمر."
أوكل ملك التنانين، أحد الأباطرة الثلاثة، المهمة للتابع الذي تقدم في تلك اللحظة.
الآن سيذهب الإمبراطور الثالث إلى مدينة ميكا، ومن بعدها، سيشرع في مناقشة ما سيفعله لاحقًا.
'كل هذا عبث.'
فجأة، فكرالجنرال مول بأن هذا الصراع على الهيمنة ليس إلا عبثًا لا طائل منه، ولا سيما في هذه اللحظة بالذات، حيث لا تزال أصوات البكاء تتردّد في أرجاء القرية.
'...مولاي، ملك الشياطين.'
بدأ الجنرال بدأ مول يدرك، ولو قليلًا، سبب ذلك الملل الكامن في عيني ملك الشياطين. [*حاسة في كثير ما فهم... احم مول يقصد ان الصراعات التافهة حول الهيمنة هي احد اسباب ملل ملك الشياطين.]
لكن ما حضر ذهنه بجلاء أكبر من ملل ملك الشياطين، كانت تلك العينان المفعمتان بالحياة... نظرة شخص آخر.
كايل هينيتوس — الذي كان يقول، لا تضيّع وقتك في أشياء لا فائدة منها.
وبدون أن يشعر، اتجهت نظرات مول إليه.
'هاه؟'
ثم توقف فجأة.
'ما الأمر؟'
كان كايل هينيتوس مطأطئ الرأس.
دون أن يُلقي حتى نظرة على ملك التنانين، أخذ يحدق فجأة إلى الأرض أسفل الكرسي المتحرك.
'ما الذي يحدث؟'
تساءل مول في نفسه عن سبب هذا التصرف.
لكنه لم يستطع رؤية ما كان أسفل الكرسي المتحرك بوضوح، فقد كان ظهر كايل يحجبه... أو لنكن أدق، لم يستطع رؤية ما كان قرب قدميه.
تمايلٌ خافت....تمايلٌ خافت...
الأرض الملاصقة لكرسي كايل المتحرك...
من هناك، ارتفع جذر غريب إلى الأعلى.
جذرٌ صغير جدًا.
لم يلحظه أحد.
ثم نبتت ورقة على ذلك الجذر، وأخذت ترفرف برقة… رغم أن النسيم لم يكن يهبّ.
ـ كايل.
نادته الكاهنة الشرهة.
حينها لم يعد بإمكان كايل أن يتظاهر بأنه لا يعرف شيئًا.
- تلك الكاهنة تناديك.
كما قالت الكاهنة الشرهة...
ـ حتى الأبراج الخشبية تناديك.
كانت الكاهنة العجوزة ترمق كايل بنظرات مشتعلة.
وفي يدها كانت تحمل عصا خشبية مغروسة في الأرض.
وكانت تلك العصا، التي كانت تظهر كأنها شجرة حية، تنبت منها أوراق، تمامًا مثل الأوراق التي نبتت عند قدمي كايل.
'ماذا؟'
لماذا تلك الكاهنة العجوزة تحدّق بي بتلك النظرات المرعبة؟
لم يستطع كايل إخفاء توتره من نظراتها... نظراتها التي كانت تلاحقه كما لو كانت تراقب تذكرة يانصيب رابحة.
تلك العينين، وكأنهما ظفرتا بغنيمة، ظلتا تحدّقان به بوميضٍ لامع... لا، بل كانتا تتوهّجان بشدّة.
تمايلٌ خافت....تمايلٌ خافت...
حتى دون وجود ريح، كانت الأوراق التي عند قدميه تتمايل بخفة.
- كايل.
قالت الكاهنة الشرهة فجأة.
- هل تريدني أن أترجم لك ما تقوله الأوراق؟
هاه؟
لا!
لا حاجة لذلك.
- لقد جاء المُخلّص!
إيـيا!
- هذا ما قالته الأوراق. والآن، سأذهب لأهضم بعض الطعام.
تحرك ملك الشياطين، وتحرك ملك التنانين معه.
غادر الجميع لإجراء محادثة في مكان آخر، ليبقى كايل والجنرال مول وحدهما في هذا المكان، دون أن يكترث لهما أحد.
"همم."
أطلق كايل همهمة خفيفة.
"ماذا نفعل الآن؟"
سأل الجنرال مول بصوتٍ حذر.
وفي تلك اللحظة—
شخصية ثالثة كانت قد بقيت في المكان.
الكاهنة.
قطعت صمتها، وتحدّثت أخيرًا.
" كنتُ بانتظارك."
وجّهت نظراتها نحو كايل.
وفي اللحظة التي ارتجف فيها مول خفية من رؤية هذا...
رفعت الكاهنة يدها عن عصاها المغروسة في الأرض،
ثم انحنت أمام كايل بانحناءة عميقة ومهيبة.
كانت انحناءتها مفعمة بالأدب، محمّلة بمشاعر صادقة، ومُنفذة بهدوء مهيب.
ثم قالت الكاهنة بصوتٍ عميق مفعمٍ بالرجاء، وهي تخاطب كايل.
"أيها المُخلّص، أرجوك أن تُنزل المطر الرمادي."
ارتجف كايل للحظة.
وكذلك فعل مول.
.
.
.
نادي الروايات~ترجمة: White.Snake