1250 - الحلقة 474 الجزء الثانى سلسلة هطول المطر الرمادي 6

خبروني إذا كان في شيء غير مفهوم.

قراءة ممتعة💞

.

.

.

نادي الروايات~ترجمة: White.Snake

.

.

.

الحلقة 474 الجزء الثانى سلسلة هطول المطر الرمادي 6

.

.

.

ويينغ— (صوت اهتزاز البلورة السحرية)

انبثق ضوء رمادي من البلورة السحرية.

"تم العثور على مصاب في مدينة ميدي! حالته حرجة، وتم العثور عليه في النزل، وهو مسن!"

ويينغ— (صوت اهتزاز البلورة السحرية)

"مصاب آخر في مدينة ميدي! لا يزال في المراحل الأولى من العدوى، حالته مستقرة، وسيتم نقله إلى منطقة العزل فورًا!"

ويينغ— ويينغ— (أصوات متتالية لاهتزاز البلورة السحرية)

استمرت البلورة بإرسال ومضات الضوء، ناقلةً أخبار الإصابات من مختلف أنحاء المدينتين.

"......"

بينما تصلبت ملامح وجه المستشار إد أكثر فأكثر.

سَك، سَك. (صوت القلم على الورق)

ومع توارد كل معلومة جديدة، كانت وجوه المسؤولين في المدينتين وموظفي قصر ملك الشياطين، الذين يدوّنون المعلومات الواردة بملامح شاحبة، تشحب أكثر فأكثر.

<مقر التدابير الطارئة>

القاعة الواسعة في قلعة لورد ميدي التي أُطلق عليها هذا الاسم.

في العادة كانت القاعة خالية تمامًا، تبعث شعورًا بالفراغ والوحدة، لكنها الآن مشحونة بتوتر قاتم، أشبه بما يسبق اندلاع حرب، تخيّم عليها أجواء قاتمة ومُرهِبة.

ويينغ— ويينغ— (أصوات متتالية لاهتزاز البلورة السحرية)

واصلت البلورة السحرية اهتزازاتها دون انقطاع.

وفي أذهان جميع المسؤولين، ترددت نفس الكلمات.

'العدد... كبير جدًا.'

أكبر بكثير مما تخيلوا.

وفاة الطفل الحامل للبذرة في الأطلال أدّت إلى إصابة عدد هائل من الشياطين.

'كنت أظن أن عدد المصابين الموجودين حاليًا في قرية الشجرة الرمادية وحدهم يُعدّ كبيرًا!'

حتى مئتي شخص تقريبًا بدا عددًا مرعبًا في نظري.

لكن الأطلال—التي تُعد أبرز المعالم في عالم الشياطين—تستقطب زوارًا لا يُقارن عددهم حتى بأكثر محلات الفواكه رواجًا في مدينة تيليا.

وفوق هذا كله،

'لقد أخفوا الكثير.'

مدينة ميدي، ومدينة ميكا.

هاتان المدينتان لم تَثقَا بقصر ملك الشياطين... وأخفى سكانهما مرضهم بطريقة محكمة لدرجة فاقت توقعات المستشار إد. أو ربما كان أهاليهم هم من أخفوا الأمر عنهم.

'تزايد عدد المصابين.'

وهكذا، زاد عدد المصابين أكثر خلال تلك الفترة.

وبالطبع، كانت هذه معلومات جديدة.

فتح المستشار إد فمه وقال.

"وبهذا، ثبت أنه حتى دون أن يموت المصاب، يمكنه أن ينقل العدوى إلى الشياطين."

ثم تابع حديثه بنبرة هادئة.

"اللعاب، الدم، أو أي أثر يتركه المصاب—إن تسرب إلى جسد شيطان آخر، فإنه يُصاب بالعدوى على الفور."

عندما كانوا في مدينة تيليا، لم تظهر حالات إصابات جديدة.

ربما كان ذلك بفضل تطهير كايل هينيتوس في الوقت المناسب، مما منع تدهور حالة المشتبه بهم.

لكن هذه المرة، حتى أولئك الذين أخفوا المشتبه في إصابتهم أو المصابين أنفسهم— سواءٌ أولياؤهم أو معارفهم— قد أصيبوا أيضًا.

على الارجح أنه أثناء محاولاتهم السيطرة على المصابين خلال نوباتهم الليلية، تلامس لعابهم أو دمهم مع أجسادهم، فتسرب إليهم مما أدى إلى إصابتهم.

"...حقًا، لا عجب، إنها واحدة من الكوارث الثلاث."

إحدى الكوارث الثلاث العظمى التي تُعد نقمةً على عوالم، الآلهة، والسماويين، وحتى الشياطين.

إنها... تلوّث الفوضى.

ظلّ وجه المستشار إد متجمدًا، عاجزًا عن إظهار أي ملامح تُوحي بالراحة.

"صحيح أنهم يسمونه المرض الرمادي، لكن في حقيقته... إنه تلوّث الفوضى، ولهذا كانت هذه النتيجة."

حاول المستشار إد أن لا يغرق في الأفكار القاتمة التي كانت تتشكل في ذهنه، ثم فتح فاه وقال.

"يبدو أننا قد لا نتمكن من رصد جميع المصابين قبل غروب الشمس."

ثم التفت نحو النافذة.

في قاعة الاجتماعات، كانت نافذة بانورامية ضخمة تكشف مشهد مدينة ميدي بأكملها.

وكان كايل واقفًا أمامها، يتأمل المدينة من علٍ.

"......"

ظل كايل صامتًا.

لكن،

'تبا!'

في داخله، كان كل شيء صاخبًا.

'أليس هذا مثل الزومبي؟'

إنه حقًا يشبه الزومبي!

أولًا جيانغشي، والآن زومبي!؟

'اللعنة عليهم!'

هل من الممكن ألا يتمكنوا من العثور على جميع المصابين قبل غروب الشمس؟

وإن انفجر أحد المصابين، وكان هناك الكثير من الشياطين بالقرب منه...

- كايل. هذا مروع.

كما قال سوبر روك، سيكون الأمر مروع.

ولهذا السبب بالذات، نقلت الكاهنة نبوءتها إلى كايل، حتى أثناء فقدانها للوعي.

دق، دق، دق. (صوت طرق على الباب)

في تلك اللحظة، دخل أحد المسؤولين بشكل عاجل وقال.

"نحن نُعدّ الطعام، لكن الكميات لا تكفي!"

التحضير لوليمة أو احتفال.

لقد جهزوا كميات وفيرة من المكونات اللازمة لطقوس التطهير، إلا أن الوقت لم يكن كافيًا لطهوها جميعًا.

لم تكن المشكلة ان الكميات قليلة، بل كانت كافية لإعداد الطعام لمهرجان ضخم يتسع للمدينتين والموقع الاثري. مما يعني أن الكميات كانت ضخمة للغاية.

"أحضرنا طهاة الإقليم سرًا، لكن يبدو أننا بحاجة إلى عدد أكبر من الأشخاص. وإذا أردنا تجهيز الكمية المطلوبة قبل غروب الشمس، فلا بد من الاستعانة بعدد إضافي من سكان الإقليم—"

لكن المستشار إد قطع حديث المسؤول قائلاً.

"هذا مستحيل."

أن يُنقل عدد كبير من سكان الإقليم إلى قلعة اللورد؟

"سيُكشَف أمرنا."

فنحن بالفعل نحرك قوات الإقليم بحذر شديد، ونعمل في الخفاء لتحديد المصابين بأكبر قدر من السرية.

...الإمبراطور الثالث كل هذا بسببه.

بسبب تلك النبوءة التي تنبّأت بظهوره في هذا المكان.

بالطبع، لأن الأولوية ليست للنبوءة، بل لمنع ما قد يحدث ليلًا. فقد كنا نُجري عملية تعقب المصابين بسرية لكن بسرعة.

'لكن لا يجب أن يُكشف أمر طقوس التطهير.'

فمجرد علمهم بوجوده سيكون كفيلًا بإثارة المتاعب.

وإذا وقع أي خطأ، فسيُفضَح التعاون القائم بين ملك الشياطين وكايل هينيتوس.

"علينا أن نتحرّك بأقصى درجات السرية حتى نتمكن من رصد أتباع الإمبراطور الثالث."

"لكن، إن أردنا تنفيذ طقوس التطهير—"

كان المسؤول الذي يتحدث مع المستشار، واحدًا ممن شهدوا طقوس التطهير في مدينة تيليا.

ذلك المشهد الخلاب...

ذلك المنظر المقدس... ، لو تكرر هنا، فسيحل كل شيء.

هكذا أراد أن يؤمن.

"فلنقم بما هو ممكن."

وما إن تكلّم كايل، حتى توجهت أنظار الجميع نحوه.

- ايها البشري، جدي غولدي وتشوي هان يقولان إنهم لم يعثروا عليهم بعد!

توقف كايل، وأخذ يفكّر مليًا.

إذا أخذنا محتوى النبوءة والمعلومات التي حصل عليها حتى الآن بعين الاعتبار...

'فالليلة، سيدمّر جيش الزومبي المدينة.'

وسيظهر الإمبراطور الثالث ليُعرقل كل شيء.

"لكن المشكلة... أنني أجهل كيف ستتطور الأحداث.'

ما يزال عاجزًا عن فهم الأسباب الكامنة خلف كل ما يحدث.

خاصةً بعدما أصبح من الصعب الوثوق بقدرة مسؤولي قصر ملك الشياطين على السيطرة على هاتين المدينتين...

لم يكن أمامه خيار سوى اعتبار أن كل شيء يجب ان يبدأ من الصفر.

'من أين؟ كيف؟ ومتى—؟'

وأثناء انغماسه في التفكير، توقف كايل فجأة.

"اللورد كايل." [*سبحان الله مغير الاحوال، صار اللورد فجأة]

ناداه المستشار إد بهذا اللقب الرسمي وهو يوجه إليه الحديث.

"ألن يكون من الأفضل أن نصمد جيدًا الليلة، ثم نُقيم طقوس التطهير دفعة واحدة غدًا بدلًا من الاستعجال بها قبل غروب الشمس؟"

"وأظن أيضًا أن عمليات التفتيش يجب أن تتم بشكل أكثر سرية، وبحرصٍ أشد، حتى لا يُكشف أمرنا."

بصراحة، كلما فكر المستشار إد في الأمر، كلما بدا له أن هذه هي الطريقة الصحيحة.

'صحيح، قد ترتفع أعداد الضحايا خلال الليل، لكن...'

نظرة خاطفة—

تحقق المستشار إد من أن جميع الحاضرين في مقر التدابير الطارئة هم إمّا إداريون تابعون لإقليم اللورد أُوفِدوا من قصر ملك الشياطين، أو إداريون يتبعونها مباشرةً، ثم ثم تابع قائلاً.

"أعتقد أنه من الأفضل تأجيل طقوس التطهير حتى تستقر الأوضاع."

'ما دامت هذه الليلة تمضي دون أن تنكشف علاقتنا أمام الامبراطور الثالث...'

حتى لو ثار المصابون فجأة وحاولوا اجتياح المدينة،

فبصراحة، ما دُمنا نقتلهم قبل ذلك، فالأمر محسوم.

صحيح، لو حدث كل ذلك بشكل مفاجئ ومن دون علم مسبق، فسنجد أنفسنا غارقين في الفوضى.

'لكن مع قوات مدينة ميدي و مدينة ميكا، إضافة إلى التعزيزات القادمة من قصر ملك الشياطين… لدينا ما يكفي للتصدي لأي انفجار عدوى.'

علاوة على ذلك، إن غطّينا أجسادنا بالكامل، وأزلنا أي احتمال للعدوى، فقد تمرّ هذه الليلة بسلام أسهل مما نتصور.

وبالإضافة إلى ذلك، إن حالفهم الحظ، فلعلهم لا يضطرون لقتلهم بل يكفي تقييدهم حتى يتم إنقاذهم.

لم يستطع المستشار إد طرد هذه الفكرة من رأسه... أن هذا هو الخيار الأكثر فاعلية.

"..."

"..."

ساد الصمت في مقر التدابير الطارئة.

كان معظم الأشخاص هنا من ذوي العقول الحادة الذين يستطيعون التفكير بسرعة. وقد أدركوا بالفعل المعنى الحقيقي وراء كلام المستشار إد، رغم أنهم لم يتحدثوا.

"ذاك، أيها المستشار—"

"تحدث المسؤول المكلّف بتأمين الطعام مرة أخرى.

"……."

فحدق فيه المستشار إد على الفور بنظرة فارغة. [*يعني نظرة اتحداك تتكلم]

قبض المسؤول على كفّه بإحكام، ولم ينطق بكلمة، حتى انحنى برأسه أخيرًا تحت وطأة تلك النظرات الباردة من المستشار إد، وهمس بصوت خافت.

"...سأتوجّه إلى المطبخ، وأتابع ما تبقّى من عملي هناك."

"افعل ذلك."

على وقع ذلك الصوت البارد الجاف، استدار المسؤول دون كلمة، متجهًا نحو الباب.

كانت وجهه مشوها وهو يمشي برأسٍ منخفض.

'إنه لا يدرك شيئًا.'

المستشار إد.

لا يرى إلا ملك الشياطين… وعالم الشياطين.

بل، لو أردنا الدقة، فهو لا يرى سوى الملك الذي سيصير إله الشياطين، وعالم الشياطين الذي سيعلو على عالم السماويين وعلى عالم الإلهة أيضًا.

وهذا هو كل ما يراه المستشار إد.

رغم أنه يملك ذهنًا حادا للغاية، ويختزن كمًّا هائلًا من المعلومات... [*اللهم لا حسد تف تف]

'لكن هذه مدينتي—!'

مدينة ميدي

لم يكن المستشار إد يعلم أن هذه المدينة كانت مسقط رأس المسؤول...

رغم أنه قضى إلى جواره أكثر من خمس سنوات.

'تبًّا!'

أولئك الأوغاد في قصر ملك الشياطين!

فجأة تسللت إلى قلبه كلمات الكبار من قريته ميدي، تلك العبارات التي لطالما سمعها في طفولته.

لا تثقوا بقصر ملك الشياطين... هكذا كانوا يقولون دومًا.

'صحيح ان المستشار، بطريقته، يسعى لتقليل الخسائر إلى أدنى حد، وإنقاذ أكبر عدد ممكن من الأرواح… ويحاول أن يجد مخرجًا يعود بالنفع في النهاية.'

اقتراحه لم يكن سيئًا.

لم يتبقَ سوى ساعتين على غروب الشمس.

الوقت محدود، وعدد من يمكنهم المساعدة... محدود أيضًا.

وفوق كل ذلك، فالمكان نفسه… معادٍ وعدائي للغاية.

ربما، هذا هو أفضل ما يمكن فعله في مثل هذه الظروف.

'لكن مع ذلك—'

ومع ذلك، كان الغضب لا يزال يتصاعد في داخله.

كان يشعر بأنه خائن.

ما الذي ينبغي عليه فعله الآن؟

'لا، حتى ولو بكلمة فقط—'

لو أنه فقط قال، أنه سيبذل قصارى جهده!

حين أمسك المسؤول بمقبض الباب وهمّ بالخروج، لم يكن الغضب وحده من يكسو وجهه، بل… برودة هادئة، تقشعر لها الأبدان.

وفي تلك اللحظة—

"سيدي المستشار. هناك أخطاء كثيرة في ما قلته للتو."

وصل صوت كايل الهادئ ذو النبرة اللامبالية، إلى مسامعه.

"…عفوا؟"

عندما أعاد المستشار سؤاله بوجهٍ جامد، أجاب كايل وعيناه معلقتان بالمنظر خارج أسوار القلعة.

"ما رآته الكاهنة كان في الليل."

وما شأن ذلك؟

قال كايل، وهو يلاحظ تساؤل الذي على وجه المستشار.

"لكن، هل يمكننا الجزم بأن العدوى الجماعية بدأت فعلًا في الليل؟"

"!"

ظل كايل واقفًا في مكانه، وهو يفكر.

هل ستظهر جحافل الزومبي فجأة بمجرد حلول الظلام؟

هل هذا منطقي؟

"من المرجح أنه قبل غروب الشمس، انفجر أحد المصابين في مكانٍ ما، مما تسبّب في انتشار العدوى بشكل واسع — ويبدو أن هذا هو السيناريو الأكثر احتمالًا."

نعم، فمن غير المعقول، ان مجرد قيام بعض المصابين المختبئين في المنازل أو الفنادق بالهروب يؤدي إلى حدوث مثل هذا الموقف.

"أين هو المكان الذي يتجمع فيه عدد كبير من الأشخاص الآن."

وما إن نطق كايل بهذه الكلمات، حتى عجز المستشار إد عن الكلام.

بدلاً من ذلك، أجاب كايل بنفسه.

"هنا في هذه القلعة، وأيضًا في قوات الجيش."

إذا ما انفجر مصاب في أي من هذين المكانين، فسيحدث تفشي عدوى كبير.

وهذا بالضبط ما سيخلق سيناريو مناسباً لسبب ظهور جحافل الزومبي لاحقًا.

"كما أننا اكتشفنا طريقة جديدة لانتقال العدوى."

لم يعد كافيًا أن نقتصر على البحث عن المصابين في أطلال إله الشياطين فقط.

"بما أن العدوى تنتقل عبر اللعاب والدم أيضًا، عليكم التحقق من الأفراد الغير مصابين في مراكز العلاج والحجر الصحي."

مدينة تيليا، كانت محظوظة فقط.

"أرجو منكم الإسراع. سأذهب أولًا إلى موقع الآثار لبدء طقوس التطهير، وسأبحث عن أتباع الإمبراطور الثالث في الوقت ذاته."

"……! لكن، إن فعلت ذلك فأتباع—"

هز كايل رأسه نافيًا لكلام المستشار.

"حتى الآن، لم يستطع رفاقي من العثور عليهم. لذا علينا أن نُلقي الطُعم لنتمكن من العثور على أحد أتباع الأمبراطور الثالث. من الأفضل فعل ذلك قبل غروب الشمس."

عندما يبدأ كايل عملية التطهير في الموقع الأثري، فإن أولئك المرتبطين بالامبراطور الثالث سيظهرون عند استشعارهم لتلك الطاقة.

وحينها الإمساك بهم سيكون أفضل حل في هذا الوضع.

- أيها الإنسان! لا تقلق! سأجد أتباع الامبراطور الثالث بلا شك!

صحيح.

بدلاً من الانتظار، فإن الشروع في اتخاذ الخطوة الأولى وضبط الوضع هو الأنسب لكايل.

خرج كايل من مقر التدابير الطارئة وكأن لا شيء يمكن أن يعوقه.

وووييي— (صوت نسمة رقيقة)

هبت نسمة خفيفة، دفعت بكرسي كايل المتحرك.

كان ذلك من سحر راون.

"سأتولى هذا الأمر بنفسي."

وبينما كان يمشي، التقط البلورة السحرية.

"وإذا حدث شيء عاجل، يُرجى الاتصال بي فورًا."

قال ذلك وهو يتجه نحو الباب.

حدّق أحد المسؤولين فيه طويلًا، لكن كايل لم يكن لديه وقت ليهتم بذلك.

"!"

كايل، الذي كان قد أمسك بمقبض الباب بدلًا عن المسؤول الذي ارتبك وتراجع جانبًا، رفع يده قليلًا، وتوقّف عن السير للحظة.

"آه."

ثم استدار، لينطق بالكلمات الأخيرة التي ينبغي أن يوجهها إلى المستشار إد.

هذا المستشار لا يروق لي كثيرًا.

نعم… ثمة شيء في هذا الرجل لا يبدو مناسبًا. أفهم منطقه، لكن لا أدري لماذا، لا أشعر حياله سوى بنفور غريب.

"سيدي المستشار، جميع العمليات الآن تجري وفق إرادتي."

ألم يكن ملك الشياطين، سيدك، هو من قال هذا بنفسه؟

"السلطة الكاملة بيدي."

حتى صباح الغد، عليك تنفيذ أوامري.

"لذا، أطع أوامري."

آه...

بينما كان يتكلم، أدرك كايل فجأة ما الذي كان يثير نفوره حقًا.

الإمبراطور الثالث.

ملك التنانين. ذلك الوغد قوي للغاية،

ولكن يبدو أن هذا المستشار الواقف أمامه لا يدرك أن—

"ثم، حتى وإن كان الأمر كذلك، لا ينبغي أن نسمح بموت الشياطين لمجرد أننا نتحسب نظرات الإمبراطور الثالث، أليس كذلك؟"

— ملك الشياطين هو الآخر قوي للغاية.

"…!"

"!"

"!!"

وسط نظرات الحاضرين المندهشة، تحدّث كايل بصراحة تامة بما يجول في صدره.

الإمبراطور الثالث؟ لا أظنني قادرًا على هزيمته.

'لكن… وماذا في ذلك؟'

فمن سيواجهه ليس أنا، بل ملك الشياطين.

أنا لن أقاتل الامبراطور الثالث.

ذلك من شأن ملك الشياطين.

حتى لو كُشف عن تعاوني مع ملك الشياطين، فماذا في ذلك؟

صحيح أنه سيخسر إحدى أوراقه، لكن بما أن ملك الشياطين وعائلة المتجولين سيتحطمون في النهاية، فلن يخسر شيئًا فعليًا.

نعم، الحذر مطلوب، لكن لا مجال للخوف.

"ما مدى قوة ملك الشياطين؟"

سواء كنت من أتباع ملك الشياطين أو لا،

كان هناك أمر واحد يمكن الشعور به بيقين تام.

ملك الشياطين هو الأكثر احتمالًا لأن يصبح إله الشياطين.

"من الجيد محاولة تجنّب الرؤية المستقبلية قدر الإمكان. لكن دعونا نثق بملك الشياطين أيضًا."

أليس ملك الشياطين هو ذلك الذي يتفاخر ويتظاهر بكل الطرق الممكنة.

إن فوّت فرصة الإمساك بالإمبراطور الثالث، فكم سيكون شكله مثيرًا للسخرية ومُحرجًا حينها.

"حتى في أسوأ السيناريوهات—"

حتى لو ظهرت جحافل الزومبي في هذا المكان…

ووصل الإمبراطور الثالث إلى هنا...

"سيتكفّل ملك الشياطين بمواجهة الامبراطور الثالث، وما إن يفعل ذلك، سأتولى أنا تطهير جميع المصابين حتى لو كان في منتصف الليل."

طقوس التطهير لا تُرهق جسدي.

بل على العكس، جسدي يتحسّن معها.

"سأمضي الليل بطوله في التطهير، دون توقف."

رغم أن السهر حتى الفجر سيكون مرهقًا، لكن...

ولكن، بعيدًا عن ذلك، أظن أن جسدي سيشعر بتحسن كبير.

حتى الكاهنة الشرهة، قد تتخلّص من معضم عسر هضمها بهذا الجهد.

نعم، من أجل نفسي أيضًا.

"لن يموت أي من الشياطين."

كيف لي أن أسمح بموت الشياطين، وهم من سيساعدني على استعادة قدرتي على الهضم؟

"لذا، اتبع ما أقوله فحسب."

وما إن انتهى من كلماته، خرج كايل من قاعة التدابير الطارئة، دون أن يظهر عليه أدنى تردد.

"……."

حدّق المسؤول في الباب المفتوح بشرود لبرهة.

ثم استدار بهدوء نحو الداخل.

وكان وجه المستشار إد يحمل نفس التعبير من الدهشة.

وبينما كان يراقبه، خرج المسؤول من قاعة مقر التدابير الطارئة وبدأ يتحرك.

كانت خطواته هذه المرة... مفعمة بالقوة والعزم.

"……."

ألقى بنظره نحو نافذة الممر، إلى السماء خلفها.

قبل ساعتين من غروب الشمس... كانت السماء لا تزال زرقاء صافية.

سماءٌ زرقاء، تشبه تمامًا تلك التي ظهرت فوق مدينة تيليا بعد انتهاء طقوس التطهير هناك. [*بالمختصر عم يحس بالأمل والتفائل]

وفي الرواق، رأي كايل هينيتوس وهو يتحرك على كرسيه المتحرك.

'نعم... سأبذل قصارى جهدي أنا أيضًا.'

رجلٌ ليس حتى من الشياطين، ومع ذلك قال إنه سيُجري طقوس التطهير طَوال الليل دون راحة.

بجسدٍ مريض وضعيف كهذا.

"…سيكون الأمر على ما يرام…!"

نعم، سيكون كذلك!

في اللحظة التي عقد فيها عزمه،

كررك— (صوت توقّف مفاجئ لعجلات الكرسي)

توقف كرسي كايل المتحرّك فجأة.

ومن نهاية الرواق، لمح المسؤول فارسًا يركض نحوه مسرعًا. [*هيهي]

'هاه؟'

شعر بشيءٍ ينذر بالسوء.

فقط قبل لحظات، كان الأمل يملأه... أما الآن، فقد بدأ القلق يعتريه فجأة.

فرررك! (صوت فتح الباب بقوة)

انفتح باب مقر التدابير الطارئة بعنف.

وصاح المستشار إد بوجه متوتر ومستعجل.

"في مدينة ميكا! تم اكتشاف مُصاب داخل ثكنات الجنود! سرعة العدوى مذهلة، ويُقال إنها تتطور بسرعة من المرحلة الأولى إلى مرحلة الخطر! إذا استمر الوضع بهذه الوتيرة، فقد يحدث الانفجار في أية لحظة!"

تبًا.

كان على كايل أن يُسرع إلى ثكنة ميكا.

'بالطبع، لا يمكن أن تسير الأمور بسهولة!' [*كسر خاطري]

تجهم وجهه بانزعاج.

"حسنًا، فلنُطهّر كل شيء!"

من الآن فصاعدًا، سأقوم بتطهير كل ما يعترض طريقي.

أجواء المهرجان؟ طالما الأشخاص مجتمعون، فبإمكاننا خلقها بأي وسيلة، أليس كذلك؟

نعم، إن نجا الشياطين، فسيفرحون إلى درجة أنهم سيقيمون مهرجانًا من تلقاء أنفسهم!

- أنا عطشانة.

لكن كايل، بسبب ضيق الوقت، لم يتمكن حتى من الإنصات إلى كلام الكاهنة الشرهة.

***

تشوا وريون، التوأمان المتجولان.

بما أنهما عاشا عمرًا طويلًا، فقد اكتسبا ذكاءً حادًا. وكانت ريون، على وجه الخصوص، تتميز بذكاء لامع للغاية.

وفي عينيها، كانت ترى بوضوح تزايد عدد الجنود، رغم محاولتهم إخفاء ذلك.

ولهذا السبب، أوقفت جنديًا كان قد غادر موقع الأطلال—آخر مكان شوهد فيه الإمبراطور الثالث—متجهًا نحو مدينة ميكا.

ذلك الجندي الذي كان المسؤول عن موقع الآثار.

عندما أمسك المتجول تشوا المتجول بقدمه، انخلع حذاؤه، فكشف عن قدمٍ رمادية اللون.

"…تلوّث الفوضى؟"

لمعت نظرة غريبة في عيني المتجولة ريون.

كان الجندي من بين الموفدين من قلعة اللورد لحراسة المنطقة المحيطة بالموقع الأثري، وبطبيعة الحال، لم يكن يعلم أنه قد أصيب.

لم يكن يعلم أن دم المصاب – الذي تلطخ به أثناء نقله للمُغمى عليه – قد تسلل عبر جرح صغير في طرف إصبعه.

"...الوضع غريب."

توجهت أنظار ريون من قلعة اللورد نحو موقع الأطلال، ثم بدأت تمشي في الاتجاه الذي كان الجندي ينوي الذهاب إليه.

"قال إنه سيذهب إلى الثكنة، أليس كذلك؟"

"أجل، ذكر شيئًا عن ضرورة إجراء فحص شامل هناك."

استدار التوأم المتجولان بخطًى واثقة، قاصدين ثكنة مدينة ميكا. [*ماشين لكايل برجولهم]

وفي ذات الوقت، في مكانٍ آخر—

"هوهو. لن تندم على قرارك بالمجيء إلى مركز العلاج."

"شكرًا لك، سيدي الكاهن."

"هوهو."

أدخل كلوف سيكا الشخص المشتبه بإصابته إلى مركز العلاج التابع لقرية عشيرة الشجرة الرمادية، الملاصقة لأطلال إله الشياطين، وعلى شفتيه ارتسمت ابتسامة خافتة.

وييينغ— (صوت اهتزاز البلورة السحرية)

في تلك اللحظة، وصلته رسالة.

<من استطاع منكم، فليتوجّه إلى ثكنات مدينة ميكا فورًا!>

بمجرد أن تلقى رسالة كايل عبر راون، حدّد كلوف سيكا على الفور ثكنات مدينة ميكا كوجهته التالية، وكأن ذلك أمرٌ بديهي للغاية.

وفي ذات اللحظة، كان التوأمان المتجولان، تشوا وريون، يشقان طريقهما إلى هناك أيضًا.

"أ-أنا سأتمكن من النجاة، أليس كذلك؟"

رغم انشغاله، أجاب كلوف على سؤال الشيطان بوجه مفعم بالسكينة ونبرة هادئة مقدّسة.

"أجل. سيدي سيطهّر كل شيء. فقط عليك أن تؤمن به."

ابتسامة رقيقة—

كان وجه كلوف سيكا يفيض بالفرح.

"ها هي أسطورة أخرى تُخلَق."

سأكون شاهدًا على أسطورة جديدة يخلقها كايل-نيم…

ولأجل ذلك، لن أتردد في فعل أي شيء.

في ردائه الكهنوتي الفضفاض، حدّق كلوف سيكا في الندوب التي خلّفتها جروحه القديمة بعد أن التئمت، وارتسمت على وجهه ابتسامة فخر.

"ما هذا؟"

شعر كايل فجأة بقشعريرة غريبة تسري في مؤخرة عنقه وهو في طريقه إلى ثكنات مدينة ميكا.

لا، بل كان يشعر بشيء مزعج.

.

.

.

نادي الروايات~ترجمة: White.Snake

2025/07/31 · 429 مشاهدة · 3066 كلمة
White.Snake
نادي الروايات - 2025