1279 - 〈الموسم الثانى «قانون الصيد» : الحلقة 503، سلسلة الأمير والأب 8〉

قراءة ممتعة 🤍

.

.

.

نادي الروايات - ترجمة وتدقيق: White.Snake.96

.

.

.

〈الموسم الثانى «قانون الصيد» : الحلقة 503، سلسلة الأمير والأب 8〉

.

.

.

'ضباب؟'

توقّف القرصان قرش للحظة وهو يحدّق في الضباب الذي ظهر فجأة،

ثم تذكّر معلومة كان قد سمعها باستخفافٍ في ذلك الصباح.

'…الكارثة؟'

سفينة الضباب…

السفينة التي يُطلق عليها لقب الكارثة.

سفينة تُبحر من دون أن ترفع أي راية.

"!"

رأى القرش السفينة التي كانت تحمل راية الجنرال بيري تُنزل رايتها.

وهكذا، اصبحت سفينة الضباب الأحمر التي كانت تتقدّم نحوهم، بلا أي راية.

'مستحيل!'

أيمكن أن يكونوا حلفاء استدعتهم الجنرال بيري من الخارج؟

"اللعنة!"

كان حدسه ينذره بأن أمرًا سيئًا للغاية على وشك الحدوث.

"تـ… توقـ—!"

فتح فمه ليأمرهم بالتوقّف.

لكن—

"!"

اضطرّ أن يتدحرج بسرعة إلى الجانب، بسبب الشُّعور المرعب الذي أحسَّ به خلف ظهره.

كررررراش! (صوت تحطّم خشب)

تطايرت شظايا الخشب إلى الأعلى حين انفجر سطح السفينة وتشقق بعنف.

"هَهَه."

ضحك آرتشي وقال بسخرية.

"يا للخسارة… كنت سأهشّم رأسك للتو. ههه."

"كيف تجرؤ أيّها المجنون!"

ظهر وغدٌ مجنون فجأة.

هل هذا المعتوه أيضًا من أتباع سفينة الضباب؟

فتح القرش فمه قائلاً.

"أمسكوا بهذا الوغد فورًا—!"

أمسكوا به حالًا!

لكنّه لم يستطع متابعة كلامه مجددًا.

"!"

فعلى طول الطريق الذي مر به آرتشي، كانت أجساد القراصنة ملقاة على الأرض—

بعضهم فاقدٌ للوعي،

والبعض الآخر يتلوّى ألمًا.

"……."

وقف القرش بسرعة، وقد تبدّل تعبير وجهه تمامًا.

اختفى الاستهزاء، وحلّت محلّه ملامح جديّة ثقيلة.

هذه هي سفينة القيادة للجزيرة رقم 19.

وكل بحّار هنا يمتلك من المهارات ما يكفي لمواجهة أتباع الجنرال بيري دون تراجع.

بل وبالصدق—

في القتال الفردي أو ضمن مجموعات صغيرة،

كان رجاله أقوى حتى من وحدات البحرية المتمرّسة على معارك الخطوط الأمامية.

"هذا الحقير…"

أدرك القرش الآن حقيقة واحدة لا مفرّ منها—

آرتشي قويّ فعلًا.

تشوااااار— (صوت انفلات السوط)

فكّ السوط الملفوف حول معصمه.

"ككك… لقد كنت بانتظار هذا."

قال آرتشي ذلك وهو يحرّك عنقه كمن كان يشعر بحكّة منذ زمن،

ثم—

اندفع مباشرة نحو القرصان قرش.

كونغ… كونغ… كونغ… (صوت خطوات ثقيلة)

كانت خطوات آرتشي قوية جدًا إلى درجة أنّ سطح السفينة اهتزّ بسببها.

ومع ذلك، ومن دون أن يأبه بشيء، اندفع آرتشي نحو القرصان قرش.

"لنبدأ بالضرب أولًا!"

وفي اللحظة التي كانت قبضته على وشك أن تهوي على رأس القرش—

تشَلارارارارا— (صوت تحرّك السوط)

انطلق السوط.

وبما أن سلاح سيدته ويتيرا الأساسي هو السوط،

كان آرتشي مستعدًا تمامًا للتعامل معه.

ولهذا اتّسعت ابتسامته أكثر.

لكن—

"!"

اتّسعت حدقتا آرتشي فجأة.

فالسوط لم يتّجه نحوه.

تشَلارارارارا— (صوت تحرّك السوط)

بل التفّ حول صارية السفينة.

وبسحبةٍ واحدة، اندفع جسد قرصان القرش نحو الصارية،

فيما اخترقت قبضة آرتشي الهواء.

"……."

وعلى الرغم من ضخامة جسده، الذي كاد يُضاهي جسد آرتشي،

كانت حركة القرش خفيفة وسريعة على نحوٍ غير متوقّع.

وفوق ذلك،

كان يُحسن استخدام السوط الملتفّ حول صاري السفينة،

مستعينًا بقوته ليدفع جسده بحركةٍ انسيابيّة مذهلة.

ومن مجرّد رؤيته لذلك، أدرك آرتشي.

'إنه ليس أضعف مني…'

أي، إنه قوي.

القرش الذي أمامه، مقاتل قوي.

وذلك المقاتل القوي تجنّب أرتشي وهرب.

وأثناء تشبّثه بالصاري بذراعه، معلّقًا في الهواء، صاح.

"احموا سفينة القيادة!"

صرخةٌ عالية اخترقت ضجيج البحر.

"بيري تلك مزيفة! ابحثوا عن الحقيقية!"

رأى آرتشي القراصنة على السفن المصطفّة على جانبي سفينة القيادة،

يلتقطون الأسهم فورًا.

وتلك السهام كانت موجّهةً مباشرة نحو آرتشي الواقف على سطح السفينة.

"لا تتراجعوا! إن تراجعتم، فسيكون البحر قبركم!"

ومع صرخة القرش، اندفعت سفن القراصنة بسرعة أكبر نحو أسطول البحرية الذي تقوده سفينة الضباب الأحمر.

حركة بلا أي تردّد.

ابتسامة ساخرة عريضة—

ورأى آرتشي القرش يبتسم نحوه.

"أنت لست رجل بحر، أليس كذلك؟"

قالها القرش، ثم أضاف.

"أنت لا تعرف قتال البحر. فعلى عكس البر، البحر ليس مكانًا تقاتل فيه وحدك!"

وووووونغ— (صوت اهتزازات المانا)

رفع القراصنة على السفن في الجانبين أسلحتهم وصوبوا سهامهم.

وسُمعت حولهم ذبذبات المانا؛ فبعض القراصنة كانوا يستخدمون السحر أيضًا.

السحر، وفنون السيف، وفنون القتال الداخلية، وتشكيلات الطاقة —

كان هناك شتى أنواع القوى التي يمكن القتال بها تتعايش داخل الاتحاد البحري.

وكانت الحال نفسها على متن سفن القراصنة أيضًا.

وحتى لو كان كل فرد ضعيفًا بمفرده، فإن تجمعهم على سفينة واحدة يُحوّلهم إلى قوة حقيقية.

"أمام الهجوم الجماعي، لا يوجد أحد قوي!"

مع تلك الكلمات، رأى أرتشي وابلًا من السهام يتجهه نحوه.

"السحرة جاهزون!"

بالإضافة إلى ذلك، كان هناك سحرة موجودون في الجوار.

بالطبع، لم يكن عددهم أكثر من واحد أو اثنين لكل سفينةٍ،

لكن عدد السفن نفسها كان هائلًا لا يُحصى.

وووووونغ— (صوت اهتزازات المانا)

وبذلك تشكّلت أنواع متعددة من السحر في آن واحد—

"هاجموا الضباب!"

اندفعت هجمات موحّدة صوب الضباب الأحمر المتصاعد من سفينة القيادة، والسفن الحربية المتشكلة كرأس السهم.

"ابدؤوا الهجوم من الجهة اليسرى!"

"والجهة اليمنى تبدأ الهجوم أيضًا!"

لم تكن سفن جزيرة القراصنة رقم 19 وحدها؛ بل انضمت إليها كل سفن القراصنة القريبة.

هم ينوون القضاء على الجزيرة رقم 16 — حراس البوابة — وتحويل مدخل البحر المركزي إلى بحرٍ مُهيمن عليه من قبل القراصنة.

فَصَبّوا هجماتهم بعيدة المدى نحو أسطول البحرية المتقدّم: سحر، سهام، مدافع — كل أنواع الهجمات اتجهت نحو السفن الحربية التابعة للبحرية.

"كيكي.."

ضحك القرش بخفّة وهو يراقب المشهد.

'بهذه الوتيرة، لن أحتاج حتى مساعدة قوات الجنرال الثالث.'

أما الضباب الأحمر...

تلك السفينة التي يحيطها الضباب الأحمر فهي مزعجة، لكن يكفي إغراق جميع سفن البحارة الحربية الاخرى.

'قيل أن ذلك الضباب يسبب الخوف والرعب بدلًا من الهجوم.'

صحيح أنّ ما وصله في التقرير كان عن ضباب أبيض،

لكن لا بد أن يكون الأمر مشابهًا.

لذا ما عليه سوى تفريق ذلك الضباب بالسحر أولًا، وسيحقق بعض الفاعلية.

'نعم… خطوة بخطوة.'

يمكن التعامل مع الأمور واحدًا تلو الآخر.

ثم الجنرال بيري… أين تختبئ تلك المجنونة، أو—

'هل ذهبت إلى الجزيرة؟'

لا بد من التأكّد ما إذا كانت قد توجّهت إلى الجزيرة رقم 19.

قرّر القرش أن يُصدر أمرًا فورًا بإرسال السفن الخلفية نحو الجزيرة رقم 19.

لكن، في تلك اللحظة—

كوااآااأاآااأنغ! (صوت انفجار هائل)

دوّى انفجار مرعب من الأسفل مباشرة، فالتفت القرش بحدة نحو مصدره.

"ها، كـ، كيف–"

وكان هناك… الوغد الذي كان من المفترض أن يُصاب على الأقل بجرح واحد من وابل السهام.

ولهذا السبب، كان قد أهمله بعض الشيء.

لكن آرتشي كان يقتلع ألواحًا من خشب السطح، ويصد بها جميع السهام المُتجهة نحوه.

"كوهاهاهاها! هذا ممتع!"

كان يضحك وهو يفعل ذلك.

لقد بدا مستمتعًا حقًا.

"تقول إني لا أعرف شيئًا عن قتالات البحر! ههاهاهاها!"

وبينما بدأ القرش يعتقد حقًا أنه مجنون—

"س… سيدي القبطان!"

كوااااأاأنغ—!

كواااأاأااأاأغ—!

كوااآااأااآااااأنغ—! (صوت انفجارات مدوية متتالية)

مع صوت التابع المرتجف، الذي تزامن مع دويّ يصمّ الآذان، حدّق القرش إلى الأمام.

"……!"

وللحظة، كادت قبضته المتمسكة بالصاري أن ترتخي.

"م… ما ذلك؟"

كانت السفن البحرية المصطفّة على شكل رأس سهم…

مغطّاة بالكامل بحاجز أسود نصف شفاف.

"درع…؟"

هل يوجد ساحر قادر على نشر درعٍ بهذا الحجم؟

لا…

كواااآاأنغ!

كواااأاأاأاأنغ! (صوت انفجارات متتالية)

"إذًا… إذًا ألا يصبح السحر بلا جدوى؟"

جميع التعويذات السحرية الصغيرة لم تستطع اختراق الدرع، بل انفجرت أو ارتدت.

وبالطبع، لم تصل السهام.

"الضباب لا يتبدّد!"

حتى مع قصفه بالسحر، استمر الضباب في الانتشار بلا توقّف.

"نحن على وشك الاصطدام بهم!"

كان القرش يُحدّق في السفينتين المتقدّمتين أمامه—

وعند سماعه الصرخة القادمة من السفينة المتقدمة في المقدّمة، أصبح عقله فارغًا للحظة .

'كيف يمكن التغلب على ساحر قادر على نشر درع بهذا الحجم ليغطي كل تلك السفن الحربية؟'

لا…

مثل هذه القوة نادرة حتى في البحر المركزي.

إذًا لا بد أنه على الأقل في مستوى أعلى من الجنرال السابع… أليس كذلك؟

شوااااااااااه— (صوتٌ قويّ لتلاطم الأمواج)

وفي خضم كل ذلك، واصلت سفينة الضباب التقدّم.

بل حتى إنها خرجت وحدها من خلف الدرع، واندفعت نحوهم بسرعة مذهلة.

وفي اللحظة التي لامس فيها الضباب الأحمر السفينتين في المقدّمة—

"آآه!"

"أغغ!"

"س… ساقي! ساقي!"

"أوخ!"

رأي قائد القراصنة أجساد البحارة تتساقط مشلولة الواحد تلو الآخر.

توقّفت السفينتان الأماميتان تدريجيًا، إذ لم يعد هناك من يجدف.

حتى أولئك الذين كانوا يمسكون بالأشرعة أو يديرون الدفّة — سقطوا جميعًا.

"ا— ابتعدوا!"

أدرك القرش خطر ذلك الضباب الأحمر.

"ابتعدوا عن الضباب!"

كان لا بدّ من التراجع.

لا بدّ من الابتعاد عن الضباب الأحمر.

لكن ذلك لم يكن سهلًا.

"اللعنة!"

كانت سفن القراصنة قد اندفعت نحو الأمام دون توقف.

لم يكن من السهل التراجع الآن.

وفي تلك اللحظة—

من الأمام… ومن اليسار… ومن اليمين.

بدأت حركة سفن القراصنة التي كانت تطوّقهم من ثلاث جهات تتباطأ.

وعندما أدرك كايل حالة الفوضى التي بدأت تسود صفوفهم، فتح فمه بهدوء.

"الشيطان السماوي، إلى اليسار."

كُونغ! (صوت ركلة قوية)

ركل الشيطان السماوي سطح السفينة بخفة، لكن القوة المختزنة فيها كانت ثقيلة للغاية حتى إن السفينة بأكملها اهتزت.

انطلق الشيطان السماوي نحو الجهة اليسرى من سفن القراصنة.

"السيدة ويتيرا، إلى اليمين."

تشُرورورر— (صوت تدفّق الماء)

في اللحظة التي تشكّلت فيها سياط الماء في كلتا يدي ويتيرا، كانت قد اندفعت عبر سطح البحر بالفعل.

"اتبعوني."

ويييييي— (صوت الرياح)

التفّت الرياح حول كاحلي كايل، فركل سطح السفينة بخفة وانطلق.

"عودوا بسلام."

قال ألبيرو بصوت هادئ وهو يلوّح لهم، بينما كان كايل يتّجه نحو سفن القراصنة الواقعة أمامه— وتحديدًا نحو التي في المقدّمة.

"رون، أنقذ إيفو."

"نعم، يا سيدي الشاب."

"تشوي هان، حطّم السفن مع آرتشي."

"نعم، سيدي كايل."

"راون، أون، هونغ. أنتم تأتون معي."

وقبل أن يتوجّه كلّ واحد منهم إلى موقعه، قال كايل جملة واحدة.

"ما علينا سوى خلق فوضى."

وكان ذلك من أفضل الأمور التي يتقنها فريق كايل.

طَقْ— (صوت هبوط على سطح خشبي)

هبط على واحدة من السفينتين المتقدّمتين في المقدّمة.

خطوة… خطوة…

سار كايل على مهل، بينما كان أون وهونغ إلى جانبه،

وراون خلفه، يرفرف بجناحيه وهو يتبعهم في وضع التخفي.

"أغغ—"

"أوغ…"

بينما كان القراصنة يئنّون،

مرّ كايل بينهم بهدوء، ثم رفع رأسه محدّقًا في السفينة القيادية المتوقفة في الخلف.

ذلك القرش المتعلّق بالصاري —

بملامحه التي يعرفها جيدًا...

كان الارتعاش المرتسم على وجهه واضحًا للغاية، حتى من هذه المسافة.

ابتسامة واسعة—

ارتفعت زاوية شفتي كايل.

وتمامًا كما فعلت الجنرال بيري، اندفع كايل هو الآخر أولًا نحو الأعداء.

فأن تحطمت سفينتنا فسيكون ذلك مزعجًا، أليس كذلك؟

كوااااااااانغ!

كوااأاأاأغ— (صوت انفجارات متتالية)

بتلويحة واحدة من يد الشيطان السماوي، سُمِعت أصوات السفن وهي تتحطّم.

تشو-ررررر، كواانغ!

ومع ضربات ويتيرا بسوطها، كان يُسمَع صوت تحطّم أشياء لا تُحصى.

تـك تك—تك! (صوت خطوات سريعة)

تجاوز تشوي هان كايل وصعد إلى سفينة القرش أوّلًا.

سِرِيـيك— (صوت سحب السيف من غمده)

ارتفعت هالة سوداء من السيف الذي سلّه.

كانت هالة السيف تتلألأ بوضوح،

وكأن البذرةَ التي توشك أن تتجسد كخاصية التفرّد ما زالت لم تكشف وجهها الحقيقي بعد.

تشبّق… تشبّق— (صوت خطوات بطيئة وثقيلة)

غير ان تلك الهالة كانت تُظهر بوضوح أن تشوي هان هو سيدُ سيف.

"س… سيّد سيف…!"

شحُب وجه القرش تمامًا.

وفي تلك اللحظة، لوّح تشوي هان بسيفه.

"!"

قفز القرش سريعًا من فوق الصاري هبوطًا.

سَرَخْ— (صوت قطع حاد)

ارتجف جسده عند سماع الصوت فوق رأسه.

لقد قُطع الصاري.

وبدقّةٍ مرعبة.

كِييييك! (صوت صرير خشب)

مالت الصارية المكسورة.

"يا رجل، ماذا تفعل! لماذا تسقطها بهذا الاتجاه!"

وبينما كان آرتشي لا يزال يضحك وسط وابل السهام، قفز عاليًا وأمسك بالصارية التي كانت تسقط باتجاهه، وألقى بها جانبًا.

"آآااه!"

"السفينة، السفينة—!"

كانت الفوضى تعمّ في كل الأرجاء، لكن القرش لم يستطع تحويل بصره.

'ما الذي يحدث…'

الجنرال بيري…

أيّ مجموعة من المجانين جلبتِهم تلك العاهرة المجنونة؟؟

بسبب تمركزه في أعمق نقطة في الوسط، كان بإمكانه رؤية كل ما يحدث بوضوح تام.

على اليسار— كان هناك رجلٌ يُحطّم السفن بخفة مذهلة وسهولة مخيفة.

كان يتفادى كل الهجمات بلا اكتراث، وكأن حتى قتل الأعداء أمرٌ يبعث على الملل بالنسبة إليه، فيكتفي بتحطيم السفن دون غيرها.

وعلى اليمين— كانت هناك امرأة تستخدم سوطًا مثله، لكن بخصائص مائية، وكانت هي الأخرى تُحطّم السفن بلا توقّف.

إلّا أنها —على عكس ذلك الرجل— كانت تعمل بكل جدّية، مُدمّرة كل سفينة واحدةً تلو الأخرى، من دون أي علامة على الضجر.

"…ما هذا بحق الجحيم—"

وفوق كل ذلك، ظهر الآن سيّد سيف.

واستمرّ الضباب الأحمر في الانتشار على نطاق أوسع،

بل كان يتجنّب بمهارة السفينة القيادة التي يقف عليها، منتشراً إلى جانبها بدلًا من ذلك.

"أوهغ!"

"كهك."

تعالت أصوات السقوط في كل مكان.

مع أنهم جهّزوا عددًا هائلًا من سفن القراصنة لمهاجمة الجزيرة رقم 16…

إلّا أن رؤية بضعة أقوياء من مستوى لا يظهر عادة إلا في البحر المركزي، هنا وفي هذا المكان — جعلت عقل القرش يصبح أبيض تمامًا.

"مَن… مَن أنتم بحقّ الجحيم...!"

في النهاية، لم يستطع إلا أن يصرخ غيظًا.

ففي نظره، كانت هذه معركة لا يمكن الانتصار فيها أبدًا.

وفي تلك اللحظة—

خطوة~

توقّف كايل الذي كان يتقدّم وخلفه تشوي هان، ونظر إلى القرش.

"يا."

وسأل القرش.

"أين هو؟"

"…ماذا؟"

"الذي يقف خلفك."

"!"

"أين؟"

القرصان قرش— بحسب المعلومات، لم يكن ضعيفًا.

فهو قائد الجزيرة رقم 19، ولا يمكن أن يكون من يشغل ذلك المنصب شخصًا ضعيفًا.

لكن من كان يقف أمامه الآن… لم يكونوا مجرد قراصنة؛ بل كانوا كايل هينيتوس ورفاقه، اولئك الذين واجهوا حتى الآلهة.

البحر المركزي—

الأقوياء الذين يقيمون هناك…

كان لا بد أن يكونوا على مستوى أعلى من الجنرال السابع ليكونوا قادرين على مواجهة واحد من أفراد فريق كايل.

"يا قرش. لا يمكن أنك افتعلت كل هذا وحدك."

ابتسم كايل وتحدّث إليه بنبرة لطيفة.

لو أن سفن القراصنة تلك التي لا تُحصى،

ومن عليها جميعًا، اندفعوا نحو كايل قتالًا حتى الموت—

لكان كايل ورفاقه قد واجهو بعض الصعوبة.

لكن لا سفن القراصنة، ولا القرش نفسه، كان لديهم ذلك النوع من العزم.

فأولئك الذين يمارسون القرصنة والاتجار بالبشر،

كل ما يريدونه هو المكاسب التي يمكنهم الحصول عليها دون أن يموتوا.

طَقْ— (صوت هبوط على سطح خشبي)

في تلك اللحظة، نظر كايل إلى ما وراء كتف القرش القرصان بسبب الصوت الذي سمعه.

وهناك—

كان رجلٌ قد عبر من السفينة التى خلفهم مباشرة، ليضع قدمه على سفينة القرش.

"هل أنت من يقف خلف هذا؟"

سأل كايل.

"!"

ومض بريق غريب في عينيّ قرش.

كان ذلك الرجل معروفًا بأنه أقرب المقرّبين إلى جنرال الجزيرة رقم 3.

ويُقال إنه ذراعه اليمنى.

مرّ الرجل، المُغطّى من رأسه حتى أخمص قدميه بقلنسوة ورداءٍ واسع، بجانب القرش وتقدّم إلى الأمام.

'قيل إنه بقوة الجنرال الثالث!'

إذًا… ألن يكون قادرًا على هزيمة هؤلاء الذين أمامه؟

قيل إن أولئك الذين تجاوزوا الجنرال السابع— وخاصة الجنرال الرابع— كانوا يُعتبرون قادة الشرق والغرب والجنوب والشمال.

وكان يُنظر إلى قوتهم على أنها من مستوى مختلف تمامًا.

ويــش– (صوت سحب غطاء الرأس)

أنزل الرجل غطاء رأسه بهدوء، ثم فتح فمه قائلًا.

"لم أتوقّع أن أجد فريسة غير متوقّعة هنا."

قال الرجل في منتصف العمر، بملامح مرهقة، ابتسم ابتسامة باهتة وهو يحدّق في كايل، ثم لعق شفتيه بخفة.

"كايل هينيتوس. هذا اسمك، أليس كذلك؟ أنت الذي يتجرأ على عرقلة أمورنا."

اتّسعت الابتسامة على شفتيه شيئًا فشيئًا، حتى أصبحت مشرقة إلى حدّ يبعث على الغرابة، ثم قال.

"قد لا تعرفني أنت، لكنني أعرفك جيدًا."

'كما توقّعت!'

لمع ضوء غريب في عيني القرش.

جنرال الجزيرة رقم 3 يعرف هؤلاء الأقوياء المجهولين!

إذًا… لا داعي للقلق—

"هممم؟"

في تلك اللحظة، أمال كايل رأسه قليلًا وقال.

"أنا أعرفك أيضًا."

"……؟"

"أنت تمتلك تفردًا من مستوى الشفاف، أليس كذلك؟"

"……!"

عندما اهتزّت عينا الرجل ذي الشعر الرمادي في منتصف العمر—

ابتسم كايل ابتسامة ملتوية.

'تشو ريون. إن كنتما ستعملان معي، فعليكما أن تسلّماني جميع معلومات عائلتكما بالكامل. وخاصة المتجوّلين من مستوى الشفاف وما فوق— أخبراني بمظهرهم وملامحهم جميعًا دون استثناء.'

وأشار كايل إليه بإصبعه.

"ألستَ الأخ المُحلَّف للإمبراطور الثالث؟"

قيل إن الإمبراطور الثالث لديه ثلاثة إخوة مُحلَّفين.

كانوا جميعًا أقوياء، ويملكون تفردًا من مستوى الشفاف.

"هه."

ارتفعت زاوية شفتي كايل.

"إذًا كان أولئك المتجوّلون الأوغاد يدبّرون مكائدهم هنا، هاه؟"

"……!"

اهتزت حدقتا المتجوّل ذي الشعر الرمادي أكثر.

هناك شيء ما… مريب.

لقد كان يعرف ملامح كايل هينيتوس جيدًا، لأنه سمع من الأخ الأكبر المُحلّف — الإمبراطور الثالث — عمّا فعله كايل هينيتوس في المكان المقدّس في ليلة نزول إله الفوضى.

كما أن عائلة دم الألوان الخمسة كانت تبحث عن كايل هينيتوس أيضًا.

'لكن كايل هينيتوس يقول إنه يعرفني؟'

إن الأمور… تنحرف في اتجاه غريب.

وحين بدأ شعور مشؤوم يثقل صدره—

"تشوي هان."

"نعم."

"لا يمكننا السماح لهذا الرجل بالهرب. ولا يمكننا أيضاً السماح له بإرسال أي رسالة إلى أي جهة."

"أجل."

أمام هذا المشهد، حيث يخطّط كايل هينيتوس لعمليته بكل جرأة على مرأى عينيه، بدأ وجه المتجوّل ذي الشعر الرمادي يلتوي من شدّة الغضب.

"كيف تجرؤ…!"

فهو مقاتل قوي بمستوى الشفاف،

قوي لا يمكن مقارنته حتى بأمثال الأخوين تشو وريون اللذين لا يستطيعان الصمود منفردَين!

ومع ذلك… ها هو هذا الوغد يتجرأ على—

"كان اسمك مُوجُون، أليس كذلك؟"

"!"

ما إن نطق كايل باسمه الحقيقي، حتى تجمّد مُوجُون الذي كان غارقًا في الغضب، في مكانه.

لكن كايل غير آبهٍ بذلك، اتّسعت ابتسامته أكثر.

'إيـيا…'

كان يتوقّع بالفعل أن أيدي الصيّادين قد امتدّت إلى الاتحاد البحري أيضاً، لكن—

من جهة الإمبراطور الثالث؟

'إذن، هذا ممتاز جدًا.'

قرّر كايل أولاً القبض على المتجوّل مُوجُون— صاحب التفرد من مستوى الشفاف— واستجوابه لاستخلاص مزيد من المعلومات.

في الواقع، كان هناك سبب وراء تعرّف كايل على مُوجُون على الفور.

'مُوجُون. من عالم الفنون القتالية؟'

'نعم. إنه متجوّل من أصل عالم الفنون القتالية. يُقال إنه طوّر تفرده بناءً على فنونه القتالية.'

'وما نوع فنون القتال التي يتقنها؟'

'فن المبارزة. ويُقال إن سيفه يحتوي على الماء.'

الفنون القتالية؛ فن المبارزة...

"راون، أحضري لي الشيطان السماوي."

يبدو أنه سيحصل على دليل تدريبي ممتاز لكلٍّ من الشيطان السماوي وتشوي هان.

متجوّل ذو تفرد من مستوى الشفاف— لم يعد خصمًا يصعب التعامل معه بالنسبة لكايل الآن.

- مفهوم، أيها الإنسان! سأُخبر الجميع أيضًا!

كان لديه الكثير من الرفاق المستعدين للمساعدة.

- مُبارز ذو خاصية مائية، تقول؟

أظهرت المياه آكلة السماء اهتمامًا.

تلك المياه التي هزمت ملك التنانين— الإمبراطور الثالث.

وكايل، الذي يمتلك تلك المياه، لم يكن هناك ما يخيفه من مُبارز ذو خاصية مائية.

ششوااااااه—! (صوت اضطراب البحر)

تمايل البحر فجأة.

تشبّق… تشبّق— (صوت خطوات بطيئة وثقيلة)

تقدّم كايل ببطء نحو المتجوّل الجديد… بل فريسته— مُوجُون.

ششوااااااااااه— (صوت قوي لاضطراب البحر)

بدأ البحر من حوله يستجيب لكايل.

'سأسقطه بضربة واحدة… وبقوة ساحقة.'

لم يُرد أن يُطيل الأمر.

ولم يُرِد منحه فرصة للهروب.

لذلك—

ششوااااااااااااااااه— (صوت عنيف لأضطراب البحر)

نادى كايل البحر.

هنا، في هذا المكان حيث تجمّعت سفن لا تُحصى، بدأ سطح البحر بالتموّج—

كما لو كان يستجيب لنداء أحدٍ ما.

.

.

.

نادي الروايات - ترجمة وتدقيق: White.Snake.96

2025/12/01 · 190 مشاهدة · 2871 كلمة
White.Snake.96
نادي الروايات - 2025