بسم الله الرحمن الرحيم


قبل بضعة سنين عثر بعض المغامرين على أثرٍ قديم في أنقاضٍ قديمة فجلبوه إلى مدينة برودينس القريبة منهم والواقعة على الساحل الشرقي للقارة لمعرفة أسراره ولكن لم يتمكن أحدٌ من كشفها حتى كبار السحرة, كان هذا الأثر القديم عبارة عن جوهرة ضخمة بحجم عربة ينبعث منها الضوء السحري وقد أسموه لاحقاً بـ( جوهرة الضوء )

بعد سقوط بضعة ممالك والعديد من أراضي القارة بأيادي الأموات الأحياء التي بدأؤوا يجتاحونها تفعلت جوهرة الضوء من تلقاء نفسها لتغطي المدينة وأراضيها الخارجية بحاجزٍ من الضوء السحري على شكل قبةٍ شفافةٍ بعض الشئ فأصبح هذا المكان أخر ملاذٍ أمن لسكان القارة من الأموات الأحياء وجميع مخلوقات الظلام ومستعمليه.

في جميع الممالك أن أردت أن تصبح فارساً فعليك تعلم السحر ولو قليلاً, ويطلق إسم الفرسان البيض على الفرسان الذين يستعملون طاقة الضوء السحري وهي طاقة ذات لونٍ أصفر ومصدرها الأساسي هو الشمس, يعتبر الضوء السحري مضاداً لقوى ومخلوقات الظلام كالأموات الأحياء والشياطين وأيضاً لمستعمليه من المشعوذين والفرسان السود.

الفيلق الأصفر هي منظمة محايدة للفرسان البيض ومهمتها الأساسية هي حماية الأبرياء من جميع قوى ومخلوقات الظلام, تتواجد فروع هذه المنظمة في جميع أنحاء مدن وممالك القارة ولكن بعد سقوط معظم الممالك لم يتبقى سوى فرعٍ واحد في مدينة برودينس...


- أخر فرع للفيلق الأصفر / مدينة برودينس

مبنى كبير ومصنوعٍ من الخشب ومظهره يوحي كما لو أنه مبنى نقابة مغامرين, هكذا بُني مبنى فرع منظمة الفيلق الأصفر في برودينس, من الداخل كان المكان واسعاً بعض الشئ مع طاولاتٍ في الأرجاء للحديث ودورٍ ثاني للصعود والنوم فيه للفرسان البيض القادمين من الخارج.

"لماذا حدث كل هذا؟!".

قالها نيرغان بعد أن ضرب الطاولة الخشبية بيده اليمنى وبغضب أمام رجاله وزملائه, شعره الأسود طويلٌ بعض الشئ ويتدلى إلى الأسفل وملامح وجهه تعبر عن خوضه للكثير من المعارك مع شعر دقنه وشاربه القصير, يرتدي نيرغان دروعاً بيضاء فاخرة تدل على قوته ومكانته كفارسٍ أبيض ويحمل على ظهره غمداً لسيفٍ مصنوعٍ جيداً.

حاول صديق نيرغان المقرب أوزمور تهدئته قائلاً : "فالتهدئ من فضلك يا نيرغان, الغضب لن يفيدنا في شئ لذلك دعنا نفكر جيداً فيما علينا فعله".

كان أوزمور فارساً أبيض قوياً مثل نيرغان ببشرةٍ سوداء وشعرٍ خفيف يغطي صلعته مع شاربٍ أسود كثيف وسمعةٍ معروفة لكونه أحد الأشخاص القليلين الذين قضوا على الكثير من الوحوش القوية لوحدهم أثناء التطهير العظيم, ردّ نيرغان على صديقه قائلاً ولا يزال الغضب يعتريه : "أهدئ على ماذا؟ معظم الممالك سقطت! الكثيرون ماتوا! وكل يوم قوى الضوء السحري خاصتنا تصبح أضعف بسبب الغيوم السوداء التي تحجب الشمس عنّا! وفي الجهة الأخرى إجتياح الأموات الأحياء للقارة لا يزال مستمراً وأعدادهم أصبحت أكبر بسبب مئات الألاف الذين ماتوا خلال هذه الكارثة! أن الأمر ليس سوى مجرد مسألة وقت قبل أن يأتوا إلى هنا ويطيحوا بالحاجز!".

"حتى عندما أنقطع ضوء الشمس عنّا لوقتٍ طويل ظهر الضوء السحري من خلال جوهرة الضوء ليحمينا! حتى في أسوء وأصعب أوقاتنا أتى الضوء السحري ليساعدنا, كلامك صحيح ولكن الغضب لن يفيدنا, حاجز الضوء السحري هو درعنا الحامي, وعلينا أن نكون سيوفه إذا أردنا النجاة من هذه الكارثة! أعدادنا أقل بكثير من السابق لذلك علينا أستعمال عقلنا أكثر من أي وقتٍ مضى لتقليل الخسائر بدلاً من عضلاتنا والتلويح بسيوفنا".

قالها أوزمور بصوتٍ عالٍ عن المعتاد ولكن في هدوء لكي يبعث الشجاعة في قلوب كل من يسمعه, بدأ نيرغان يهدأ بعض الشئ ملتزماً الصمت فقال أوزمور بعد لحظات : "الأن يا زملائي كما قلت, علينا التفكير في خطةٍ لكي نستعملها عندما يصل الأموات الأحياء إلى الحاجز, الخسائر غير مرغوبةٍ الأن أكثر من أي وقتٍ مضى فكل جندي نخسره يعود إلى الحياة ويقاتل مجدداً ولكن في صفوف العدو! هل توجد لديكم أي أفكار؟".

ألتزم الجميع الصمت لبضعة لحظات بينما هم غارقون في التفكير قبل أن يقول أحدهم بصوته الخشن والعالي قليلاً عن المعتاد وهو قزم جبال بلحيةٍ سوداء طويلة تصل نزولاً إلى بطنه : "أ لدي فكرة! لماذا لا نحضر أكبر عددٍ ممكن من رماة الأسهم ونجعلهم يهاجمون الأموات الأحياء من داخل الحاجز؟ لن يصاب أيٌ من رماة الأسهم بأذى بما أن الأموات الأحياء سيصبحون رمادا أن لمسوا الحاجز وهجماتهم ستختفي أيضاً!".

"ولنستخدم ألات الحرب كالمنجنيق ولكن من داخل الحاجز أيضاً".

قالها أحدهم مباشراً بصوته الناعم قليلاً بعد أن أنتهى قزم الجبال من كلامه ومظهره يوحي بأنه أقلهم خبرة فقال أوزمور بنوعٍ من السعادة : "فكرةٌ رائعة! هذا بالتأكيد سيقلل الخسائر كثيراً! أترى يا نيرغان ماذا يحدث عندما نستخدم عقلنا؟

ردّ نيرغان وهو متضايقُ فحسب : "لا تعاملني كطفلٍ صغير!".

حدثت بعض الضوضاء المسموعة في الخارج كصوت ركض الخيل وصهيله وتذمر بعض الأشخاص فأنتبه بعضٌ من بداخل المبنى إلى هذا بينما تجاهلها البعض الأخر فدخل أحد الجنود بعض بضعة ثوان وقال بأعلى ما لديه بينما هو يلهث : "أسمعوني جميعاً! أن الأموات الأحياء يقتربون من الحاجز! وهناك أخر الناجيين من الأراضي الخارجية قادمون إلى هنا في الوقت ذاته!".

قال فارسٌ أبيض بصوتٍ إعتيادي : "لقد وصلوا أسرع مما توقعنا!".

"لا وقت لدينا لنضيعه!".

قالها فارسٌ أبيض أخر فقال نيرغان لرجاله وزملائه : "علينا التحرك الأن وإنقاذ هؤلاء الناجيين!".

مباشراً ركض نيرغان بسرعةٍ للخارج وكذلك الكثير من الفرسان البيض فقال أوزمور لمن يعرفهم : "فالتخبروا جميع من يستطيع القتال عن بعد بأن يبقوا داخل الحاجز لكي لا يموتوا".

من داخل المدينة أنطلقت العشرات من خيول الفرسان البيض نحو حدود الحاجز وتبعهم العديد من المغامرين الذين قرروا الإنضمام للإنتقام وللإنقاذ بالإضافة إلى الألاف من الجنود مع ألات الحرب.


يتبع...

2018/08/29 · 406 مشاهدة · 846 كلمة
Kranel_san
نادي الروايات - 2024