كنا عائدين إلى العاصمة ، الأحصنة زادت من سرعتها كلما إقتربنا

لعلها شعرت بشوقي الكبير لحياتي هناك


تجاوزنا النهر و الغابة و أصبحنا أمام سور العاصمة الدائري و قبل

أن نرى الصور كنا نشتم رائحة نتنة كرائحة الدخان و اللحم العفن


ظننت أنني الوحيد الذي إشتم تلك الرائحة و لكنني كنت مخطئا


"زيغ" : سمو الأمير أتشتم ما أشتمه؟؟ كأن هنالك حفل شواء


"رين" : أنت فقط جائع لهذا يتهيء لك أنك تشتم رائحة لحم مشوي


مع وضعه للرداء على جزئه السفلي من و جهه لم تصل لرين

الرائحة بعد ، لكن الوضع كان مختلفا بالنسبة لي و لناكاطا


"وان لو" هناك رائحة نتنة بالفعل ، "زيغ" لم يخطئ


"ناكاطا" إسمح لي سموك بتفقد الأمر


إتجهت للأمام فوق حصانها و بقي بقي "زيغ" و "رين" في جانباي

بينما بقي الفرسان في الخلف


مرت دقيقة واحدة ، دقيقة واحدة فصلت بيننا و بين الحقيقة المرة ، كلمة مرة هي تعبير لطيف لما شعرنا به حينها


ما إن تجاوزنا الغطاء الغابوي حتى أصبحنا امام السور ، كان

المشهد صادما ، "ناكاطا" جالسة على قدميها و حصانها يترنح ، ربما شعرت بنفس ما شعرنا به


النيران شبت في السور بأكمله ، دخلنا بصعوبة لنجد العاصمة محترقة و الجثت في كل مكان


إنطلقنا إلى القصر فورا ، لم نجد طوال طريقنا شخص واحد على قيدالحياة ، حينها لم ألاحظ هذا فكل ما شغل بالي هو أبي ، خطيبتي و خدمي و حياتي التي تحترق أمام عيناي


وصلنا إلى القصر المرتفع عن سطح الأرض قليلا ، وجدنا الباب محطما و الحراس مقتولين بشكل وحشي


تركنا أحصنتنا و دخلنا القصر ، توجهنا فورا لقاعة الملك و ما إن دخلنا حتى كانت الصدمة الكبرى


على عرش أبي الضخم يجلس شخص يشبه الهيكل العظمي مع أجنحة تشبه أجنحة الخفافيش و له قرون أيضا


إلى جانبيه تقف فتاة لها أذناي قط و أسنان مصاص دماء و ذيل و شخص جسمه أحمر بالكامل و لديه ثلاتة عيون


سأعرف من بعد ذلك أن هؤلاء هم "الغيلان" الذي اعتقدنا لوقت طويل أنه قد تمت إبادتهم


أتعرفون ماذا و جدناهم يفعلون ؟ لقد كانوا يلتهمون جثة أبي و خطيبتي ، يأكلون ببطئ و كأنهم مستمتعين للغاية


إحتقرونا لدرجة أن دخولنا لم يشكل لهم فرقا و نحن كانت ردة فعلنا الوحيدة هي الذهول و الدهشة


هذه العبارة فلتها بدموع تحبسها أحاسيس الصدمة و الحزن...


"أبي ، حبيبتي ، لا...لا...، (صارخا) ، لاااااااااااا"


جلست على الأرض و تحولت نظراتي من الحزن إلى الغضب ، حتى الآن لم أستعمل "قوة الروح" أبدا و لكنني شعرت بتلك الهالة


هالة سوداء تبرز شيئا فشيئا ، لم يلفت إنتباههم صراخي لكنهم إستشعروا تلك القوة التي جهلت وجودها أنا بنفسي


كانت تلك نوعا مختلفا من "قوة الروح" و تسمى بروح "الشيطان".


يتبع.....


2017/10/16 · 314 مشاهدة · 432 كلمة
snipersniper
نادي الروايات - 2024