28 - لا تخسر حتى تقاتلني

:-من كان يظن أننا سوف نحسم نزالنا بهذه السرعة يا يزن"

:- أظننا لن نبخل في إظهار أوراقنا الرابحة هذه المرة يا ميار، فهناك من يتابعنا بحماس"

:- أظن هذا"

ما إن بدأ القتال حتى أطلق يزن مهارة تتبع الهدف ثم خرجت كرات نارية بعدما لوح بسيفه في الهواء وانطلق أمام الكرات النارية مستخدما مهارة تجاوز الزمن، ثم توقف وقفز إلى الخلف بعد سماعه تعويذة ميار السحرية

"درع العاصفة" ثم أضافت مهارة أخرى "مسامير الماء"

كانت هذه أول مرة يرونها تستخدم تعويذة من نوع الماء ولكن لم يكن هذا الغريب في الأمر بل كيفية دمجها بين درع العاصفة ومسامير الماء حيث كانت العاصفة تدور وتخرج من داخلها مسامير مائية حادة

أصابته بعضها وتجاوز الكثير منها ثم توقفت عاصفة المسامير بعدما ظهرت كرة نارية بجانب وجه ميار وانفجرت، احترق جزء من وجهها قليلا بسبب الانفجار ولم يعطها أي وقت للتعافي وظهر أمامها لطعنها ولكن ردة فعلها كانت سريعة جدا ولم يتشتت انتباهها بسبب الانفجار، بل خرج درع شفاف مكون من الماء، صد الطعنة ثم برزت منه أشواك طويلة أصابته في يديه ولحسن الحظ أنه استجاب لها وابتعد قبل أن تصيب رأسه وصدره...

:- ردة فعلك مخيفة يا ميار"

:- لست أفضل منك"

:- على الأقل هذا ما أبرع فيه"

:- نعم نعم"

ضجت الساحة بالهتافات، فقد كانوا متشوقين لمثل هذا النزال الذي أثار حماسهم منذ بدايته وأظهر قوتهم ومن ناحية أخرى كانت مديرة المدرسة تبتسم لمثل هذا العرض ثم رددت في داخلها ' هكذا ينبغي أن تكون قوة أعضاء مجلس الطلبة'

استخدمت ميار مهارة جديدة " ثعبان الماء" ظهر ثعبانان من الماء أمامها وكانت تتحكم بهما باستخدام يديها، ثم باشرت بالهجوم على يزن، تارة من الأعلى وتارة من الأسفل، وهكذ استمر هجومها الذي لم يعطيه فرصة للراحة أو التنفس بحرية، فقد كانت تضغط عليه بهجماتها، والمخيف في الأمر هي تلك الأشواك التي تظهر فجأة من ثعبان الماء، فكلما يتجنبها، كانت ميار تقبض كفها ثم تفتحه وتظهر أشواك من جسد الثعبان لتصيبه بخدوش أو طعنات...

مهارة التفادي التي أظهرها يزن كانت تدل على رشاقته وبراعته وأن جسده كان يستجيب لكل الهجمات بلا تأخير، كانت رشاقة محارب مضخرم أو هكذا كان يصفه بعض الجماهير ثم فجأة صرخ أحدهم بلقب جديد أطلقه له " السيف الرشيق"

ثم مرة أخرى زاد حماس الجماهير أكثر، منهم من كان يصرخ بالأميرة ومنهم من شجع السيف الرشيق...

ابتعد يزن عن هجومها ثم ظهرت كرة نارية صغيرة خلف ميار وقد كانت من المهارة التي أطلقها في بداية النزال ولكنه وضع فيها كمية قليلة من الطاقة وجلعها خاملة تقريبا بحيث لن تلاحظها، وما إن انطلق الثعبانان للهجوم، اختفى الهدف تماما ثم سمعت ميار صوت من خلفها

"التضحية"

كانت مهارة خاصة بعائلة يزن ولم تخرج من عائلته أبدا، فقد كان لأغلب العائلات النبيلة مهارات سحرية خاصة اشتهروا بها وهذه كانت احدى تلك المهارات.

اختفى جسده ثم ظهر في مكان الكرة النارية التي القاهاه سابقا، فقد كانت تسمح له هذه المهارة أن يضحي بأحد مهاراته التي أطلقها ثم يظهر هو مكانها، كانت أشبه بالتنقل الفضائي.

تجمدت ميار في مكانها للحظات، وكان هذا التردد هو سبب خسارتها، حيث وجه طعنة قوية لظهرها ثم انكسر الدرع المحيط بها وتم إعلان خسارتها...

لم تحبطها الخسارة أو تنقص من عزيمتها، فمن البداية هي كانت تتطلع لرؤية قتاله ضد قاسم.

وقف الجميع في أماكنهم احتراما للمتعة الذي حضو بها أثناء مشاهدتهم لهذا القتال الممتع، فلم تتسنى لهم رؤية قتال حاد كهذا منذ بداية البطولة حتى الآن ثم بدأ الجميع بالتصفيق للتعبير عن شكرهم وإبداء إعجابهم لهذه الروح القتالية والتحكم الدقيق في مهاراتهم.

وقفت ميار ثم ابتسمت:- لقد خسرت... مبارك لك"

:- شكرا"

لم تكن الخسارة خيارا متاحا بالنسبة له، فقد كانت شعلة الحماس التي أشعلها قاسم فور عودته كانت دفعة قوية لفوزه الآن، فقبل اليوم لم يكن يستطع استخدام مهارة التضحية ولكن بسبب تلك النظرات التي نظر بها قاسم إليه بعد فوزه الساحق في مباراته، زادت رغبة الفوز بداخله أكثر وأكثر.

توقف الجميع بعد رؤيتهم لمشهد غريب، قفز قاسم واتجه لميار حتى يطمئن عليها وكان يصرخ باسمها حتى تنتبه له، وبعد سماعها لصراخه التفتت لرؤيته ' لا يزال أحمق كعادته'

وصل بقربها :- أصبحت أجمل" لم يسأل عن حالها في البداية ولكنه انجذب لجمالها، تألقت ميار كثيرا خلال الفترة التي غاب فيها، فقد أصبحت الآن في السابعة عشر من عمرها ثم اقترب ببطء ومد يده ليلامس خدها الذي احترق قليلا

:- هل أنتِ بخير؟"

احتضنته بشدة ووضعت رأسها على صدره :- عدت أخيرا" ثم أردفت بصوت خافت.. "لا تقلق"

صمت الجميع في هذه اللحظة منهم من شعر بالغيرة وأغلبهم شعروا بالدهشة، فمن كان يتخيل أن ميار ستفعل هذا.

لم تكن تريد استقباله بهذه الطريقة ولكنها لم تخطط أيضا لرؤيته وهي بهذه الحالة، ولكن مشاعر اشتياقها كانت أكبر، ربت قاسم على رأسها ثم وجه نظراته ليزن

:- لا تخسر حتى تقاتلني يا صديقي"

:- قل هذا لنفسك يا صديقي"

ثم دفع ميار قليلا واستل سيفه بسرعة وصد الضربة القادمة من فوقه، تعجبا يزن وميار أيضا لأنهما لم يشعرا إلا وقاسم يرفع سيفه، فقد كانت استجابته أقل ما يقال عنها أنها طبيعية جداً، وهنا تحدث يزن في نفسه 'مدهش' للحظات نسي أن هنالك من هاجم قاسم...

:- يا قاسم، من أعطاك الحق لتدخل ساحة النزال هكذا، ألا تعلم بأنه يمنع دخول الطلاب للساحة دون استدعائهم؟"

:- أعتذر منك أيتها المديرة، أخذني الحماس فقط..."

:- عد لمكانك الآن قبل أن أستبعدك من المنافسة"

:- حسنا"

عاد بسرعة دون أن يقول شيء غير الموافقة على كلامها وبالرغم من نبرتها الحادة إلا أنها كانت تبتسم ' يالك من وحش يا قاسم، ما نوع التدريبات التي دربك اياها حكيم' أرادت أن تقولها ولكنها لم تظهر شيء سوى ابتسامة خفيفة على وجهها وفي الحقيقة كانت تريد إصابته بضربتها تلك لم تكن لتقتله ولكنها سوف تؤذيه قليلا بسبب سرعتها الكبيرة غير أنه انتبه لها وصدها، ولهذا اطمأنت فلم تكن مساعدته لدخول البطولة فعل خاطئ.

عادت لمكانها ثم أعلنت عن نهاية اليوم الأول من البطولة بخروج أكثر من نصف المشاركين، وكان الوقت مبكرا قليل بيد أنها لم تكن تريد أن تخمد الحماس الذي تسبب به ميار ويزن، فقد كان يستحق أن يكون خاتمة لهذا اليوم.

2021/06/18 · 87 مشاهدة · 959 كلمة
Ibrahimus
نادي الروايات - 2024