35 - الانضمام إلى العدو

استيقظ قاسم قبل الجميع ثم غادر دون أن يخبرهم ولكنه لم يستطع التسلل عن عمر، نبهته حواسه ولكنه لم يستطع فعل شيء لإيقافه فقد أخبره قاسم عن السبب وأنه سوف يعود إليهم بعد عدة أيام، ولهذا تركه يغادر...

رحل عنهم ثم أخذ يسرد قصته بنفسه ومن منظوره الخاص...

كنت أريد القيام بالمهمة التي وكلها إليّ معلمي، فقد كان يريد مني أن أتحقق من سبب هيجان الوحوش وهل لتلك المنظمة الخبيثة يداً في هذا وإن كانت لهم يد في ما يحدث الآن، فسوف أحاول التسلل قدر المستطاع...

ثم تعمقت أكثر في غابة الموت ولم أهاجم أي مخلوق فيها فقد كنت أتجنب جميع الوحوش، فلو تقاتلنا في وسط الغابة سوف أكون الطرف الخاسر لا محالة، سوف تنتشر الطاقة وتتجمع وحوش أكثر...

وبينما كنت أتعمق أكثر، استطعت الشعور بمجموعة من الرجال ولكن الغريب في الأمر أن هنالك طاقة لم أشعر بها من قبل ولست أظنها تخص البشر ولهذا تسللت خلسة وبقيت أراقبهم...

:- إلى متى سوف نبقى هنا؟" تحدث أحد الرجال وكان يبدو عليه الاستياء

:- حتى نجمع أكبر قدر ممكن من هذه الطاقة المشؤومة ثم نحقن بها باقي الوحوش لتهاجم القرية"

:- هل كنت بحاجة لتشرح كل هذا لذلك الغبي؟"

تحدث الرجل الذي يحمل طاقة أعلى منهم جميعا ثم بدأ يلتفت حوله وأظنه لاحظني بالفعل... تمنيت لو أمتلك مهارات عمر في الاختباء ثم قررت إظهار نفسي قبل أن يهاجمني.

مشيت بطريقة غبية ثم أظهرت نفسي لهم :- مرحبا أيها الرجال الأقوياء"

تقدم رجل ووضع سيفه في عنقي، كنت أريد مقاومته ولكني علمت أنه سوف يتوقف ولذلك لم اقاومه ثم تحدث إلي بحدة :- ماذا تفعل هنا وهل سمعت شيء؟"

:- نعم سمعتكم تتحدثون عن وحوش ومهاجمة القرية وشيء من هذا وذاك!"

لم يتوقعوا سماعها مني ثم أحسست بأن السيف بدأ يضغط على عنقي تدريجيا ثم أردفت

:-ولهذا أريد أن أتعاون معكم وأقضي عليهم"

:-اعطنا سبب"

:- هل أنت القائد هنا؟"

:-نعم... لن أسألك مرة أخرى عن السبب!"

:-جميل" ابتسمت بسخرية ثم تهربت من العدو الذي وضع سيفه حول عنقي وبعدها طرحته على الأرض

:-لأنكم ببساطة أضعف مني، ألا يحكمكم قانون القوي؟"

ابتسم قائدهم وأعجبه ردي على سؤاله ثم أشار بسيفه في وجهي

:- حجتك مقنعة ولكن دعني أخبرك بهذا، عليك أن تنتبه لرأسك فقد يطير في أي لحظة"

:- بالتأكيد... وأنتم أيضا عليكم أن تحذروا"

كان هذا إعلان أنه لا توجد ثقة بيننا وسوف نحاول التخلص من بعضنا البعض بعدما تنتهي مصالحنا المشتركة وأيضا لم يسألوني عن اسمي او هويتي ولكن من يهتم...

انضممت لهم وكتمت فضولي ولم أوجه أسألة وفي النهاية لم أستطع التحمل أكثر فقد كان سيفي ينجذب لتلك الطاقة الغريبة الصادرة من الحجر...

:- أهذا الحجر هو سبب هيجان الوحوش؟"

:- سوف تعلم لاحقاً"

لم يعجبهم سؤالي ولكن ماذا عساي أن أفعل، لا أستطيع كبح فضولي بسبب سيفي فقد كان ينجذب لذلك الحجر الغريب :- كيف تفعلونها"

عض قائدهم شفتيه ثم جاوب وكأنه يتحدث لتلميذ له :- راقبنا وتعلم"

لم اهتم بطريقة كلامه فسوف أقضي عليه في النهاية، ولكني استمعت وأطعت...

:-حسنا"

وما إن اقترب من الحجر حتى ظهر رجال آخرون من الغابة ولكنهم لم يهاجموني بل اجتمعوا حول الحجر ثم أخرجوا خناجرهم وبعدها بدأت تتوهج بلون أسود قاتم فقط تشبعت من الطاقة الموجودة في الحجر، ثم تحدث قائدهم...

:- هكذا نقوم بها ثم نغرس الخنرج في الوحش وتنتقل إليه هذه الطاقة ويهيج بعدها"

أردت أن أطعم سيفي هذه الطاقة ولكني منعت نفسي ثم تحدثت لأجذب انتباههم قليلاً...

:-ربما لهذا كان يسمى ذلك الرجل القوي بالنصل الأسود"

ارتفع حذرهم بشكل كبير ورد عليّ القائد :- من تقصد بكلامك هذا؟"

:- ذلك الرجل القوي الذي اشتهر بأنه أقوى سياف في زمانه... أردت مقابلته ومقاتله، أحسد أؤلائك الشجعان الذي واجهوه"

كان قلبي ينبض بالحقد والغضب للتحدث بهذه الطريقة، ولكني أجبرت نفسي حتى أستطيع استخراج أكبر قدر من المعلومات...

:- ما صلتك به؟"

:- سمعت عن قوته وأردت التأكد منها بنفسي ولكني الآن مهتم باللذين انتصروا عليه، فالتاريخ لا ينظر إلى الخاسرين"

:- هل تريد مقاتلتهم أو الانضمام إليهم؟"

:- أريد اختبار قوتي ضدهم، ولكني إلى الآن مهتم بالطريقة التي رفعوا بها قوتهم وهل سوف أستفيد منهم إن انضممت إليهم"

:- هل نعتبرك عدونا الآن؟" كنت أستطيع القضاء عليهم الآن بالرغم من استعداداتهم ولكني سوف أعاني من جروح خطيرة وربما لن أجد فرصة أفضل من هذه ولهذا لم أثر غضبهم أكثر...

:- لا أريد أن أكون عدوهم حتى الآن، لماذا أعاديهم وأنا محتاج لمهاراتهم؟" :- رائع... حسنا لا يهم، بعد يومين من الآن سوف نبدأ بغرس هذه الطاقة في الوحوش ثم نوجهها إلى القرية وبعدها نبعتد من هنا، فلم يسمح لنا التدخل مباشرة " لا أدري لماذا قال رائع، هل من باب السخرية أو انه وجد فرصة ليضمني معهم... ولكن بما أن الهجوم سوف يبدأ بعد يومين، أستطييع التجول والقضاء على أخطر الوحوش فقط وأترك البقية للرفاق... :- حسنا... سوف أتعمق بداخل الغابة وأقاتل بعض الوحوش، فأنا لا أحب البقاء هكذا" :- حاول ألا تتحمس أكثر من اللازم فنحن نحتاج إلى أكبر عدد ممكن، وأيضا لا تتعمق أكثر حتى لا يقضى عليك" :- لا عليك، ولا بأس أن ترسل من يراقبني ولكن عليه ان يتأكد من مكاني فقط ثم يرحل، فإن بقي أكثر من خمس دقائق، سوف أقضي عليه...لست أحب شعور أن أكون مراقب" :- اتفقنا" غادرت بسرعة وبدأت أستشعر المنطقة من حولي وما إن تحركت حتى شعرت بملاحقة أحدهم لي وبالفعل مرت خمس دقائق على ملاحقته ثم توقف مكاني وبعدها زدت من سرعتي ولكن ليس للتقدم، بل للذهاب إليه... ظهرت بجانبه ثم أمسكت عنقه :- تحرك وسوف تموت"

لم يقاومني فقد أحس باليأس وذلك لأني وضعت قوة كبيرة في قبضتي، وبعدها أفقدته وعيه وعدت لمخيمهم وأنا أحمله في يدي وما إن وصلت حتى رميت جسده لقائدهم... :- أنا لا أمزح هنا، وبما أنه الأول فهو لم يمت، ولكني أعدك أن الثاني سوف يصلك كجثة فقط" لم أبقى لأستمع ردة فعله أو ما سوف يقوله فقد أخبرته بما معي ورحلت مباشرة ... ** وفي الجهة الأخرى كان منير يتحدث إلى أحدهم... :- سيدي، لماذا أعطيته تلك المهمة الآن؟" :- لا داع للرسميات يا منير، فلا يوجد أحد يعرفني، وتحدث معي مثلما تتحدث عادة... وبالنسبة للمهمة التي وكلتها لقاسم، هذا بسبب أمه فربما نستطيع أن نعلم موقعها وقد يستطيع تحريرها أيضا" :- لنفترض أنه استطاع الوصول إليها، كيف سوف يهرب من ذلك المكان؟" :- لا تقلق فقد رسمنا الخطة منذ زمن بعيد" :- هل يوجد ما يضمن سلامته؟ وإن حررها فهل سوف يتسبب بحرب أخرى؟ فالآن أصبحنا نتفوق على الوحوش تقريبا، ما عدا الوحوش القوية التي وصلت إلى مراتب عالية من القوة، ولكنها تحب البقاء بعيدة عن البشر" :- إن بدأت الحرب مرة أخرى فسوف نقضي عليهم وإلى الأبد، حتى وإن تكبدنا الكثير من الخسار، فعلى الأقل سوف تتم إبادتهم" :- لن نخذلك... ولكن لماذا لم تقابله قبل ذهابه لهذه المهمة، أقصد على الأقل سوف يعرف من أنت ولماذا كنت تساعده طوال هذه المدة" :- هل أخبره بالدين الذي عليّ وأن والداه أنقذاني أكثر من مرة وأن والده تسمم بسبب أحد الخدم الذين يعملون في قصري وهو الذي بدوره خدعك أنت، وهل أقول له أن السم خرج من مركز أبحاثنا نحن؟" بقي الهدوء سيد الموقف، وكان السم الذي تحدثوا عنه قد خصص للوحوش القوية التي وصلت لتحول الفراشة ولن يتم تمييزه أبدا، وكأنه ماء عادي لا رائحة ولا لون أو طعم له، ومقاومته تعد شبه مستحيلة... :- لهذا تريد أن تكون أمه حاضرة عندما تخبره؟" :- نعم وبعدها سوف أقدم رأسي له ولهم حرية الحكم" :- ولكن هذا أيها الملك ش..." لم يكمل منيركلامه وقاطعه الملك بقوله... :- لا عليك يا منير، كل شيء سوف يكون بخير وقتها، وهذا دين يجب عليّ تسديده ولا أريد النقاش في هذا" :- حسنا" ليس وكأنه يستطيع فعل شيء، فكلما سمع كلمة دين، تذكر ما حدث حينما تضاعفت قوتهم وأبادوا كمية كبيرة من الوحوش والأعداء وبعدها تم استدعائهم للوليمة في قصر الملك، ولم يكن يريد باسل أن يحضر إليها ولكن منير من أجبره على حضورها.

2021/06/18 · 87 مشاهدة · 1248 كلمة
Ibrahimus
نادي الروايات - 2024