36 - تطور غريب في الأحداث

حان الوقت لحقن الوحوش وإرسالها للقرية، وقد تجمع كل الأشرار حول الحجر وكان قاسم يقف بجانب قائدهم...

مد القائد يده وتحدث لقاسم :- خذا هذا الخنجر واستعمله إن كنت تريد الحفاظ على سلاحك"

تعجب قاسم من كلامه وذلك لأن سيفه كان ينجذب أكثر وأكثر :- هل تضر هذه الطاقة بالسلاح أصلا؟"

:- بالطبع... ولكن ربما هنلك استثناء لبعض الأسلحة التي تم ضخ الطاقة في المعدن بطريقة معقدة"

:- كم عدد الأسلحة بالتحديد؟ ومن صنعها وهل هي بحوزتكم؟"

:- ما رأيك أن أخبرك كل أسرارنا أيها الغريب؟ ولا تنسَ بأن اجتماعنا هنا اليوم بسبب اشتراك مصالحنا"

وضع قاسم يده على رأسه وأراد إخراج سيفه وتجربة تلك الطاقة فيه، فقد كان يملك يقينا أنها لن تؤثر فيه أبدا وما إن أمسك الغمد حتى تحدث قائد الأشرار.

:-ولكن لأشبع فضولك سوف أخبرك ببعض الأشياء... أولا تم صنع سيف واحد فقط ولم نستطع صنع غيره بسبب أن تلك الحمقاء لم توافق على مساعدتنا والآن ختمت نفسها ولم نستطع فعل شيء غير حبسها..."

لم يكمل كلامه حتى قاطعه قاسم بصوت حاد :- ما اسمها وأين هي الآن؟"

:-دعني أكمل كلامي وأنا من يحدد ماذا أخبرك فقط"

تمالك بطلنا أعصابه فلم يرد أن يفوت فرصة الحصول على بعض الأخبار ثم أشار إليه أن يكمل.

:- ثانيا، السلاح الوحيد كان يملكه النصل الأسود فقط ولكننا لم نستطع الحصول عليه، بالرغم من أننا أمسكنا زوجته التي ضخت الطاقة ولكنها ختمت نفسها وبعدها قررنا ملاحقته وأخذ سيفه وحبسه حتى نهددها به، غير أن السيف اختفى وهو قد سقط من الجرف وأما عن زوجته فقد بقيت مختومة حتى الآن ولم نستيطع الحصول على شيء أبدا"

كان قاسم يتمالك نفسه وكلما سمع أكثر كانت الطاقة ترتفع أكثر فأكثر وفي النهاية لم يستطع كبح غضبه ثم بشكل مباغت :-قك القيود... قطع الهواء"

للحظة خرجت أعين الجميع من جحورها ولم يستوعبوا ما حدث حينها، كانت الدماء هي التي أخبرتهم أن أجسادهم قد تم قطعها، تناثرت دمائهم في الهواء وكأن غيمة مرت وأمطرت مطرا من دم ثم رحلت...

وفي اللحظة التي لوح فيها بسيفه كانت طاقة الحجر قد عززت السيف عندما قطعه ولهذا ظهر لهب أسود في النصل...

حاولوا تحريك أجسادهم المقطوعة، ولكن لا فائدة ولم يتبقى أحد على قيد الحياة غير قائدهم، فقد كانت قوته في مستوى الشرنقة الزرقاء ولهذا استطاع صد الضربة ولكنها كلفته الكثير وما إن لامست سيفه حتى رمته محلقا ليرتطم بالأشجار...

تحدث والدماء تخرج من فمه :- النصل الأسود... كيف عدت إلى الحياة؟؟"

لم يتلقى ردا غير تلويحة من قاسم الهائج، ولكنه صدها ثم أطلق مهارة في السماء وكانت أشبه بعمود أحمر...

لحظات ثم خرج من العمود رجلين وفتاة وما إن لامست أقدامهم الأرض حتى هاجموا قاسم مباشرة،وكانت هجماتهم منظمة بشكل دقيق...

فقط أطلق الأول هجوما أرضي من الأمام والآخر كان قد أطلق عاصفة كبيرة من الجانب الأيمن وبالنسبة للفتاة فقد استخدمت مهارة لتحول الأرض التي يقف عليها قاسم إلى طين حتى تقلل من سرعته...

كان ينظر لهذا الترتيب الرهيب في هجومهم، ولكنه لم يتراجع بل تقدم إلى الأمام وصد الأنصال الحجرية وضاعف من سرعته ليقضي عليه ولكنها لحظات حتى ظهر حائط أمامه، أراد أن يحطمه ولكن ساحر الرياح قد هاجمه بقوة وارتمى جسد قاسم على الأرض، ثم غاص نصفه جسده فيها بسبب الفتاة التي استخدمت سحرها لتجعل الأرض هشة جدا...

استعاد القائد جزء من عافيته ثم قفز بتهور ليقضي على قاسم ولكن تم استقباله بطعنة في صدره، ولم تكن صادرة من السيف بل من يد قاسم اليسرى، فقد شكل طاقته وأطلقها في اللحظة المناسبة وهذه كانت إحدى المهارات التي وضعت في السيف وتعلمها سابقا...

أخرج قاسم جسده من الأرض وأمسك جثة قائدهم ورماها في وجه الفتاة ثم رمى سيفه باتجاه ساحر الرياح وانطلق بقدميه لساحر الأرض..

كان يجب عليهم إما المراوغة أو صد الضربة وتحملها وإلقاء تعويذة لمنع تقدمه...

تجنب ساحر الرياح السيف وبالنسبة للفتاة فقد فعلت درعا لتصد جسد القائد وتأخرت في القاء تعويذتها وأما الأخير فلم يستطع تجنب قبضة قاسم، لا بسحره ولا بجسده...

وصل إليه وأمسك رأس عدوه بيده ثم ضربه على الأرض بكامل قوته لدرجة أن رأسه تم غرسه فيها ولم يتحرك بعدها ولكن الدماء التي أحاطت بمكان رأسه، أخبرتهم بموته...

لم يتأخر لحظة أو يعطهم مجال لتنظيم صفوفهم فقط انطلق متوجها للفتاة وقضى عليها في لحظات، فلم تستطع فعل شيء أو مواكبة سرعته العالية ولم يتبقى غير ساحر الرياح...

أطلق كل ما عنده وظهرت زوبعات في كل مكان لتهاجم قاسم وكانت القوة التدميرية التي حملتها قوية جدا...

ثوان فقط واختفت الطاقة، فقد مد قاسم يده وتحرك السيف من خلف الرجل وقطع رأسه..

لحسن الحظ أن السحرة لم تكن قوتهم كبيرة وأن القائد لم يستطع تفادي الهجوم الأول فقد كان مباعت وإلا وقع قاسم في معاناة كبيرة للتخلص منهم، ثم بقي يحدق في العمود الأحمر الذي كان ينبغي عليه الاختفاء فور موت مستخدمه...

ثم لم يدرك إلا وكتفه بدأ ينزف وسلسلة خرجت من العمود وأصابته في كتفه وبعدها أحاطت به وقيدته، حاول التحرر منها بكل ما أوتي من قوة ولكن لا فائدة...

ظهرت عروقه على يديه ورقبته، ضعط على نفسه إلى أبعد الحدود، ثم ضخ طاقة أكبر في جسده ولكنه لم يقدر على ضخ المزيد فقد تم سحبه بداخل العمود الأحمر الذي لامس السماء...

كان يمسك السلسلة رجل كهل، وكانت ملامحه تدل على مدى غطرسته، وفي كل مرة يخطوا بها في اتجاه قاسم كان يلعق شفتيه من الحماس، وما إن وصل بقربه حتى مسكه من عنقه...

:- أستشعر فيك طاقتها... لا داع لسؤالك أنت ابنها حقا"

ثم بدأت ملامح المكان تظهر أكثر وأكثر، ولم يكن هنالك شيء غير الصخور وسجن به شيء كريستالي...

أحكم العدو قبضته ثم أشار بيده...

:-تلك هي أمك وسوف تلحقكما قريبا أنت ووالدك"

تلك الضحكات الشريرة وذلك الغرور والطاقة التي قمعت قوى قاسم، فقد استشعر حجم السماء الآن ومدى غباءه ، ثم خارت قواه ليركز عينيه في أمه التي يراها للمرة الأولى أمامه، وكانت في أبهى حلتها، أخذ يتأمل في وجهها ثم ارتفعت طاقته فجأة وضخ كل ما فيه بعدما استشعر الحزن العميق الذي في داخلها، فقد كانت أشبه بطفلة نائمة بعد بكاء دام ساعات طويلة...

2021/06/18 · 91 مشاهدة · 946 كلمة
Ibrahimus
نادي الروايات - 2024