37 - سوف نعود إلى البيت يا أمي

أطلق العنان لطاقته القصوى لكي يتحرر من قبضة ذلك الرجل ولكن لم يستطع التحرر ولا فعل شيء أمامه، ثم أخذ يسترجع اللحظات التي ساقه فضوله واعتزازه بنفسه، تذكر عندما أصبح أقوى وظن أنه يستطيع صد كل من يواجهه بقوته، ولكنه الآن واجه حائطا أمامه وفوق كل هذا كانت أمه التي ختمت على نفسها ترقد على بضع خطوات منه... شعور العجز الذي أحس به، والإحساس بالقمع الذي كبح جماحه... ظلت الكلمات تخرج متقطعة من فمه وهو ينادي أمه غير أنه لا مجيب...

ثم اشتدت قبضت العدو وتدريجيا بدأ قاسم يختنق أكثر وأكثر، ثم رفع يديه وأمسك يد خصمه التي خنقته ثم ضغط عليها ليتحرر، وبعدها حدثت المعجزة التي انتظرها قاسم. ظهرت هالة سوداء من تحت قدميه ثم ارتفعت إلى الأعلى وأحاطت بقاسم وبعدها اتسعت وتشكلت لتصبح كالعمود تمام وقاسم واقف في وسطه. اندهش العدو بما يحدث وأراد إبعاد يده ولكنه تأخر بسبب أن قاسم أراد أن يحطمها وما إن وصلت الهالة السوداء ليده صرخ بقوة وتحدث :- كيف تحيط بك نيران الظلام، لا ينبغي أن تكون هذه المهارة موجودة إلا في الأساطير فقط"

ثم تبخر معصمه وكانت الهالة تأكل يده تدريجيا ثم قطعها حتى لا تنتشر في جسده.

بالنسبة لقاسم استغل هذه اللحظة ومد يده اليمنى ووضع قدرا كبيرا من طاقته في المهارة التي أطلقها :- قيد الظلام"

ظهرت قيوم من الأرض لتحيط بخصمه ثم ارتفعت وقيدته تدريجيا، ولكنها لم تستطع منعه إلا لثوان قليلة، غير أنها كانت أكثر من كافية لقاسم فقد ظهر سيفه خلف ظهر عدوه ثم طعنه...

انتقل السيف فجأة من المكان الذي تقاتل فيه سابقا إلى هنا، فقد كانت هذه من أعظم مميزات السيف السحري المطور. وما إن دخل السيف في ظهر عدوه، شعر قاسم بضغط قوي بسبب الهالة الصادرة من خصمه، فقط أطلق مهارته الأخيرة بعدما دخل السيف في ظهره. :- هذا خطأي لأني أهملت دفاعي وقللت من قيمتك كثيرا، ولهذا سوف أحرقك الآن فلا مهرب لك" ظهرت كرة نارية أذابت قضبان السجن من شدتها ثم توجهت لقاسم... كان قاسم يركز عينيه فيها ثم أخيرا ظهرت المهارة الأساسية التي كان الجميع يسعى لها بأي طريقة، المهارة التي سوف تتسبب في حرب مستقبلا إن علم أنها لا زالت موجودة عند أحدهم... توهج ذهبي خرج من عينيه :- تبدد الطاقة"

كانت هذه المهارة تبدد أي طاقة سحرية، مهما كانت قوتها، فقط بمجرد النظر إليها وفي المقابل تسبب ارتداد قويا في جسد مستخدمها ولهذا سعل الدماء بعد استخدامه لها. تلاشت الكرة النارية وكأنها كذبة، مما جعل الخصم يغرق في عرقه ويغوص في خوفه، ثم تبادرت في ذهنه فكرة الهروب حتى يستطيع إبلاغ بقية القادة، ثم أخرج السيف من صدره وما إن تحرك قليلا حتى استخدم قاسم المهارة الثانية المتعلقة بتبدد السحر...

:- عودة الطاقة"

كانت المهارة الثانية لتبدد السحر ولكنها تتعلق في طاقته الخاصة حيث يستطيع التحكم فيها، أي أنه يزيد من قوة المهارة التي أطلقها أو يضعفها ويقويها في آخر لحظة حتى يوهم الخصم بأنها مهارة ضعيفة، ولهذا عندما ظهر السيف وغرسه في ظهر عدوه، لم يستطع العدو استشعار وجوده أو أنه كان يحمل فيه تلك الطاقة.

ظهرت نيران سوداء في صدر الخصم ثم سقطت جثته، وكان أحد الأركان الأساسية للأعداء غير أنه سقط بسبب إهماله وذلك بسبب أنه لم يعلم بوجود السيف السحري لدى قاسم ولم يكن يملك أدنى فكرة بوجود كتاب الظلام الذي يحمي مالكه من أي هجوم مميت ثم يخمل لمدة من الزمن وبعدها يتفعل مرة أخرى، وأيضا لم يعلم أن قاسم قد امتلك المهارة المخيفة والتي تبدد الطاقة بدورها، ولهذا سقط ضحية لغروره.

لم يفرح قاسم بهذا الإنجاز فلم يفز بسبب قوته وحدها ولكن بسبب أشياء لم يحسب لها ثم تناسى واتجه لأمه ثم حملها بين يديها وبعدها ظهر أعداء كثر أمامهم. ظهرت ابتسامة خفيفة على وجهه، وكأنه فقد الأمل بالانتصار، فقط استغرق قتاله السابق وقتا طويلا وفي نفس الوقت استفذ الكثير من طاقته وجسده مصاب، ولكنه نظر في أمه التي بين يديه :- سوف نعود إلى البيت يا أمي" ** في نفس الوقت وفي مكان آخر كان حكيم قد استشعر بأن قاسم انتقل فجأة لمكان آخر ولكنه لم يستطع تحديده ثم توجه مباشرة لمنير حتى يساعده... وصل حكيم للقرية ثم حدد موقع منير وبعدها انتقل له. استشعر منير وجود حكيم ثم تحدث معه فور وصوله... :- أهلا حكيم، ما خطب التذبذب الذي في هالتك، هل حدث شيء؟"

:- ليس هنا، أحتاج للسيدة بشائر أيضا، فقاسم في خطر محدق" لم يتكلم منير كثيرا أو يستفسر عن ما يحدث ثم ذهبا لبشائر وبعدها بدأ حكيم بالتحدث... :- منذ مدة طويلة قابلت قاسم في الغابة ووضعت فيه كتاب الظلام وهذا قد ينقذه قليلا ولكنه لن يدوم لمدة طويلة، والشيء الآخر هو أنني أستطيع نقله إلى هنا ولكن المشكلة هي أنني لا أستطيع تحديد مكانه" تحدثت بشائر بعدما نظرت في عيني زوجها... :- ربما أستطيع تحديد مكانه ولكني قد أحتاج لطاقة أكبر" :- هل نذهب لمكان آخر يا حكيم؟ أظننا نحتاج لرسم مصفوفة التنقل!" :- بالطبع يا منير" انتقلوا لمكان آخر به حراسة مشددة حتى لا يدخله أحد ثم بدأ حكيم برسم المصفوفة التي وضع نسخة منها في قاسم وبعدما انتهى من رسمها تحدث إلى بشائر... :- حان دورك الآن، وسوف نمدك بالطاقة أنا ومنير" :- حسنا" جلسوا جميعهم حول المصفوفة التي رسمت في الأرض ثم بدأت بشائر تبحث عن طريق استشعار الطاقة المنتشرة ثم بدات بالبحث في القرية التي ذهب لها قاسم لأداء المهمة، ثم تتبعت تدفق طاقتها التي وضعتها في القفاز أيضا... استمرت عملية البحث مدة من الزمن حتى بدأت بشائر تتعب وبعض الدماء قد سالت من أنفها بسبب استهلاك الطاقة وأن أوردتها قد لا تتحمل الكمية الكبيرة التي كانت تأخذها من حكيم ومنير ولكنها استمرت ولم تتوقف.. ثم بدأ الشعور يزداد أكصر وأكثر وما إن عثرت عليه حتى صرخت بقوة فقد استشعرت طاقة الأعداء أيضا... :- بسرعة يا حكيم، سوف أنقل لك موقعه الآن... افعل كل ما تستطيع فهو محاصر"

استقبل حكيم واستشعر أخيرا موقع قاسم بفضل بشائر ثم بدأ في إطلاق المصفوفة.

2021/06/18 · 81 مشاهدة · 929 كلمة
Ibrahimus
نادي الروايات - 2024