-

-
استوعبوا جميعهم الموقف بعدها نطق منير بشيء من الدعابة
:-يبدوا بأنكم مستعدون تماماً، ما رأيكم أن نذهب في مهمة اخرى؟"

لم يرد عليه أحد بل ألقو بأنفسهم على الأرض ليكملوا نومهم، عبس منير ثم ذهب لقاسم وشرح له منير ما حدث أثناء فتحهم اوردته وحتى تلك اللحظة... اتضح بأن قاسم ادرك كل شيء ولم ينسى لحظة مما مر به حينها، ثم تحدث وشيء من الحزنِ باد على وجهه
:-سمعت صوت أمي ورأيت أبي أيضاً!، ولا أدري كيف ولكني متاكد بأن ما سمعته هو صوتها"

لم يعقب الحداد على كلامه ولكنه ربت على رأسه
:-لا تبالغ بالتفكير في هذا يا بني، لعله بسبب شوقك الكبير رأيتهم في أحلامك، كن شاكراً لرؤيتك لهما فقط"

وبدا شيء من الحزن أيضاً على وجه منير فقد كان يعلم بأن والده قد ترك له رسالة في السيف وتلقاها أثناء تفعيله، ولهذا استطاع رؤيته والتحدث معه في حلمه، ولكنه كان متشككاً في وضع أمه، ووضع احتمالية أنها قد تكون على قيد الحياة، بيد أنه لم يقل شيء بل لزم الصمت مخافة أن يثير القلق في نفس الفتى.

ثم وقف القائد وقدم حساء اللحم لقاسم وتركه على حاله يأكل وما إن انتهى حتى بدأت أشعة الشمس تتسلل من خلال الأغصان، وبما أن نشاط قاسم قد عاد واعتاد على الجميع، وقف ثم صرخ بصوت
عالٍ"استيقظو"

قفز رجل اسمه جيمس، وركل قاسم على وجهه وأسقطه في الارض
:-هكذا نحيي من يوقظنا بهذه الطريقة"

تنهد قاسم:-حسناً، والآن سأخبرك كيف نرد التحية لمن يحيينا هكذا"

انحنى ثم انطلق بقوة ليسدد لكمة على بطن جيمس، ولكن ما إن وصل قاسم بالقرب منه حتى انطلقت ركلة متجهة لرأسه من جيمس، وحدث ما لم يتوقعه أحد، حيث انخفض قاسم بشدة واقترب جسده من الأرض بشكل كبير، وبعدما وصل أسفل قدم جيمس، أمسكها بيده ثم وضعها على كتفه وقفز، وأثناء ذلك أمسك القدم الأخرى مما أدى لسقوط جيمس بقوة على الأرض ثم قفز قاسم للخلف تارك مسافة بينهم
:-أتمنى بان الرد أعجبك يا سيد جيمس"

بعدها انفجر الجميع من الضحك وفي الحقيقة لم يتوقعوا من قاسم هذه الرشاقة وردة الفعل سوى القائد بما أنه كان يدربه طوال الخمسة أشهر بلا راحمة أبداً، وفي تلك اللحظة ارتسمت ابتسامة الحماس على وجه المسعف ثم همس بصوت خافت " سيكون لك مستقبلاً باهر"
ثم قام جيمس واضعاً يده خلف رأسه
:-فعلتها أيها الصغير ولم أستطع مجاراتك"

شعر الفتى بالخجل قليلاً ثم جثى على ركبته فجأة وشعر باختناق شديد جداً لدرجة تغير لون وجهه، وليس الوحيد الذي تأثر بتلك الطاقة الهائجة التي اكتسحتهم ثم صرخ سعيد
:-وزع طاقتك السحرية في جسدك بسرعة يا قاسم، واحذروا جميعاً يبدوا بأن خطراً كبير يقترب منا، كونو على استعداد تام"

بعدها وزع قاسم طاقته على جسده وشعر بالراحة قليلاً، بيد أن قوة الهالة المنبعثة من الوحش كبيرة جداً

وللحظات فقط اجتاحتهم تلك الطاقة الشريرة ثم هدأ المكان واختفت وكأن شيء لم يحدث، ثم أغمض القائد عينيه وبعدها استشعر المنطقة المحيطة بهم ولكنه لم يجد تلك الهالة التي داهمتهم، ثم تحدث
:-لنكمل طريقنا ولكن عليكم الحذر"

بعدها اكملو طريقهم وأثناء ركوب قاسم كانت عليه ملامح الخوف ورجفة خفيفة تحدث في جسده، اختبر شعور الموت بتلك الهالة المخيفة جداً، لدرجة انه شعر بأن جسده سينفجر فجأة..وبعدما ابتعدو قليلاً عن تلك المنطقة توقف منير وأمر الجميع بذلك، ثم نظر في وجه قاسم
:- ما خطبك يا قاسم هل ستوقفك هذه الهالة عن تتبع أحلامك؟"

:-لا، بل سأمضي لأغدو أقوى وأقوى وبعدها لن يداهمني هذا الشعور مرة أخرى"

:-اسمعني جيداً يا قاسم، أنت وبالرغم من رشاقتك وقوة سحرك، لازلت تفتقر لبعض الأساسيات وأهمها توزيع درع الطاقة السحرية والذي غالبا يكون ملازم لك حتى أثناء نومك، ليقيك من هذا الضغط بل ويزيد من إدراكك للأشياء من حولك، إن وظيفته الأساسية هي قمع الهالة حتى لا تخنقك وتطغي عليك"

:-سأصبح اقوى يا عمي وسأتعلم كل ما يخص السحر والمبارزة على حد سواء ولن أهمل شيء"

ابتسم القائد بخبث:-يا قاسم، ذلك الوحش لم يكن بالشيء الذي لا نستطيع التعامل معه، وهنلك وحوش أقوى من هذا بكثير، والآن لكي تنسى تلك الهالة"

بعده اطلق القائد هالة خطرة مصحوبة بنية قتل لدرجة أن الجميع شعور بتهديد كبير من القائد، أدركو فارق القوة بينهم ولم يستطع أحدهم فعل شيء سوى سعيد اتجه بالقرب من القائد ولكنه لم يفعل شيء لأن منير رفع يده ليأمره بالتوقف ثم أشار لقاسم، وفي تلك الأثناء كان شعر قاسم الكبير يتطاير مع الهالة المنبعة من القائد، وابتسامة كبيرة على وجهه، اجتاحه حماس شديد ثم نطق
:- إذن أنت أقوى منه يا عمي، وسأغدو اقوى منك في المستقبل، أعدك"

توقفت الهالة وعاد كل شيء كما كان، ونشاط قاسم أيضاً، لا بل ازداد نشاطه وحماسه فقد كان الوحش الحقيقي يقف بجانبه طوال الوقت، وتلك الوحوش في الغابة لم تكن بتلك القوة التي شهدها من الحداد منير...
ثم أكملوا مسيرهم حتى وصلوا للقرية ثم وزع عليهم منير أجرهم وعندما وصل للمسعف لم يأخذ شيء ثم وضح السبب بأنه كان يدرب نفسه وينمي قوته عن طريق شفاء قاسم طوال الرحلة، لأنه نادراً تتاح له الفرصة وربما كل أربعة ايام مرة وحالات بسيطة، وفي نفس الوقت شهد شيء كبير وعظيم، لذلك رفض أخذ المال منه.
ركض عزان باتجاه قاسم ثم حضنه بشدة
:-سوف أشتاق لك كثيراً يا صغيري"

الضحكات كانت تعتليهم جميعاً ثم اتجه للقائد والقى عليه التحية بوضع كفه على صدره
:-انتهت مهمة الأم الحنون وكان شرفاً كبيراً لي مرافقتكم في هذه المهمة الممتعة، والآن أستأذنكم بالرحيل"
ثم تلاشى فقد كان معروف بسرعته الكبيرة في التحرك، لدرجة انه يستطيع صنع نسخاً منه بسبب سرعته الكبيرة جداً، وهكذا تقدم الجميع وألقو التحية ثم ذهب كل واحد منهم في طريقه، إلا سعيد وضع يده على رأس قاسم
:-هل تسمح لي بمرافقتك إلى منزلك يا صغيري"

اشتعل قاسم من الحماس ثم تذكر بأنه لا يملك شيء سوى كوخ بسيط، بالكاد يقيه من شيء، ولكنه لم يرفض قد كان يريد استغلال الفرصة
:- حسناً، هذا شرف لي وفي نفس الوقت سوف أتعبك بالأسئلة عن والدي"

:-لا تقلق أيها الفتى"

وهنا تحدث العم منير:- إذن سوف أترك قاسم تحت رعايتك يا سعيد، وأنت يا قاسم لا تتعبه كثيراً" ثم استأذنهم بالرحيل.

-
-
-
-
-
-
-

2021/01/11 · 203 مشاهدة · 962 كلمة
Ibrahimus
نادي الروايات - 2024