8 - سبب آخر لكسب القوة!

-
-
-

بعدها اتكئ وبدأ بسرد القصة منذ اللقاء الأول بينهم قبل ستة عشر سنة تقريباً...

:-كنت حينها قد انضممت لإحدى الكتائب المخصصة للقضاء على الوحوش التي بمرتبة عالية جداً ولكنا قد استلمنا طلب غريب جداً لمهمة خاصة تضم فيها النخبة فقط وأنه علينا التزود بأقوى العتاد وكأننا ذاهبون لمواجهة الموت، وبطبيعة الحال قبلنا الطلب وذهبنا لنقطة التجمع وكنا ما يقارب خمسة وعشرون نفر، وقبيل التحرك أعلن القائد بأنه أصبح النائب الثاني وهنلك قائد جديد ونائبه وعلينا الإنصياع لهما، وحينها أصبنا بدهشة كبيرة فمن غير المعقول أن يتنحى القائد عن منصبه في فجأة وفي مهمة تضم النخبة وكلنا أدرى بقوته، وعلى كل حال أكملنا المسير حتى شعرنا جميعاً بهالة قوية ولا زلت أذكرها حتى اليوم، لدرجة أن الجميع قد أشهرو أسلحتهم، ظن منهم بأن وحشين يقتربا ولكن ما حدث هو أن القائد السابق بدأ يضحك ثم أنهى ضحكته بقوله
( هذا القائد الجديد ونائبه)

في الحقيقة جميعنا صدمنا، فإن كنا نحن النخبة في البلاد كلها، فهم فوقنا بمراحل... أرى بأن الحماس قد تغلب عليك أيها الفتى، سأكمل ولا تحاول مقاطعتي ونعم كانا والديك... المهم أننا لم نستطع أن ننظر لهم نظرة استصغار وفي نفس الوقت لم نتحدث معهم كثيراً، فكما تعلم يا صغير بعضهم حينما يمتلك قوة كبيرة يصبح مغرور جداً.. أكملنا طريقنا ووصلنا للمنطقة التي تجمعت فيها الوحوش القوية وأعطانا القائد أمراً واحد فقط
( اهتمو بالوحوش التي نفوتها فقط وحافظو على حياتكم!)
وبعد انطلاقهم شهدنا جميعاً شيء خارج عن المألوف، تخيل أن سحر أمك والمختص بالنور وسحر والدك الظلام، فقط كيف للنور والظلام أن يتحدا؟! كان مشهداً لا أستطيع وصفه بالكثير سوى أنه مذهل وغير متوقع أبداً، وبعد تلك المعركة التي لم نفعل فيها شيء سوى الاعتماد على والقائد ونائبته، وقفنا جميعاً نعرف عن أنفسنا ولم نتوقع تلك الإستجابة منهم، حيث انحنيا قليلاً ثم أثنو علينا وكأننا نحن من قام بالعمل كله، ببساطة كان تواضعهما كبير جداً، ولكن في تلك اللحظة بالتحديد حدثت فاجعة فقد ظهر فرسان لا نعرف شيء عنهم وبصحبتهم ما يقارب الألف وحش!، تخيل يا صغيري هول المنظر وشدة الموقف الحرج الذي كنا فيه، وقبل أن يهاجمو تحدث أحدهم والذي يبدوا بأنه القائد
(أبقو على تلك الفتاة؛ لأننا سنحتاج لطاقتها السحرية للتضحية واقضوا على البقية)
وبكلامه كان يقصد السيدة حوراء طبعاً، بدأ القتال وشهدنا معركة ما كنا نحلم بها حتى تيقنت بأني كنت أنظر للسماء من قعر البئر فقط!، فبعد أن اشتدت المعركة وكانت خسارتنا وشيكة، ابتسمت أمك ثم قالت لوالدك
(يبدوا بأننا سنفعلها أخيراً)
وأمرنا جميعاً بالتراجع ثم ظهرت هالة صفراء من حوراء وهالة سوداء من والدك، ثم اندمجتا مع بعضهما البعض والجميع وقف مندهشاً من روعة الإندماج والقوة الطاغية، كأن غيمة تشكلة في السماء لونها أسود وتحيط بها هالة صفراء، ثم ارتفعت تلك الغيمة وغطت السماء، وما هي إلا لحظات حتى قفز والدك ولوح بسيفه للسماء ثم خيم الصمت لوهلة فقط، ثم سقطت على العدو نيازك صفراء وأخرى سوداء وكل النيازك قد أحاطها برق أزرق، معطياً لتلك النيازك روعة أكثر وأكثر، وقضت على جميع الأعداء ولم يتبقى منهم سوى القائد ثم هرب ولكنه توعد والدتك بأنه سيختطفها، وما إن اختفى حتى تقيأت الدماء لأنها استنزفت طاقة كبيرة وكانت حبلى بك على ما أظن، تقدمنا جميعا وشكلنا دائرة حولهما ولكن والدك حملها واختفى كأنه سراب من سرعته الشديدة، وبعد مرور سنتين تقريباً التقيته وكان يحملك على ظهره، وجهه كان شاحب جداً وابتسامته أصبحت باهته وظننت حينها بأن حوراء ماتت، ولكنه قالها بنفسه
( اختطفوها بعد ولادة ابني بيوم واحد)

ولكنه لم يستطع معرفة من اختطفها... هذا كل ما أستطيع إخبارك به الآن وإن تذكرت شيء ذا أهمية في المستقبل لن أتردد في إخبارك"

قاسم في تلك اللحظ عض شفتيه وتغير لون وجهه من شدة الغضب، ذلك الفتى الهادئ أصبح ذئب متعطشاً للدماء، حتى أنه بدأ يعشر بالرجفة في جسده وأصبح معه سبب آخر ليصبح قوياً حتى يجد أمه التي اختفت ولم يستطع رؤيتها او يسمع شيء عنها
ثم وقف سعيد ونظر في وجه قاسم

:- لا داعي للحزن يا فتى وعليك أن تعلم بأنا جميعاً معك وإن احتجت لمساعدتنا لا تتردد ابداً وحتماً ستجد أمك، والآن اعذرني فأنا مضطر للرحيل فكما ترى الظلام قد حل سريعاً وعليّ أن أعود لأطفالي فقد طال انتظارهم لي وقلبي اشتاق لهم"

"لا عليك يا عمي، سيتردد اسمي في أنحاء القارة كلها وسأبحث في كل بقعة في القارات جميعها حتى أجد أمي، وأعتذر لأني جعلتك تطيل البقاء"

انحنى قاسم بلطف ثم ودع المحارب سعيد وفي الجانب الآخر سعيد لم يقل شيء بل ذهب هكذا لأنه لم يعلم كيف يواسيه وبالأصح لم يشأ إضافة كلمة أخرى وترك قاسم في حيرته ونسي إخباره شيء مهم عن الرسالة وكيف يستطيع قراءتها ولكنه قالها في نفسه بعدما ابتعد
"سيعلم كيفية قراءتها بنفسه، إنه فتى مثابر وذكي"

أفكار كثيرة كانت تراود قاسم وتداعب خلده، ولكنه في النهاية قرر النوم ليستعيد نشاطه ثم يبدأ بالتدريبات التي تعلمها من الحداد منير...

-
-
-
-
-
-

2021/01/17 · 186 مشاهدة · 772 كلمة
Ibrahimus
نادي الروايات - 2024