رواية ازهار الزعفران الذابلة

دخلنا إلى المكتب و بدأ شقيقنا بالتحدث

مالوس:(م-مرحباً أبي،كيف حالك؟)

ترك والدنا الأوراق التي كان ممسكاً بها و نظر إتجاه شقيقنا بإبتسامة

مالفرد:(أنا من يجب أن يسأل ذاك السؤال خصوصاً و أنا قد انشغلت عنكم لفترة طويلة،أنا آسف حقاً على ذلك)

ميراي:(لا،لا عليك نحن نتفهم وضعك)

ميكايلا:(أجل لا بأس حقاً،لكن تباً الإمبراطور لديه الكثير من الأشياء لفعلها أليس كذلك؟)

ضحك والدنا بخفة

مالفرد:(حسناً ما باليد حيلة،إذًا ماذا كنتم تريدون مني؟)

مالوس:(ح-حسناً...الأمر هو...كما ترى....)

ميراي:"صح نحن لم نتفق كيف سنقدمهم له...ماذا الآن؟"

ميكايلا:"دعي الأمر لي هذه المرة"

ميراي:"رجاء فكر قبل أن تقول أي شيء هذه المرة ميكا... ."

ميكايلا:(إذًا هل تذكر الأطفال الذين اخبرانك بأننا لعبنا معهم،أبي؟)

مالفرد:(أجل...أمراء آسترون أليس كذلك؟)

ميكايلا:(بالضبط... حسناً حدثت الكثير من الأشياء و هذا أدى إلى ذاك و.... الآن هم هنا في القصر لذا،نريد أن نتناقش معك حول شيء مهم يخصهم)

مالفرد:(لحظة هم هنا؟ هنا تقصد في هذا القصر؟!)

بدى والدنا متفاجئا للغاية

ميكايلا:(أ-أجل)

تنهد والدنا و أرجع ظهرة إلى الخلف و هو ممسك برأسه بيده

مالفرد:(....بحق...ما الذي حدث بالضبط؟)

ميراي:(حسناً...هذا..)

لم أعرف ما أقول،لذا بعد لحظات من التوتر حولت نظري إلى شقيقنا و أشرت إليه

ميراي:(أخي مالوس هو الذي يعرف ما حدث بالضبط)

التفت نحوي بتفاجئ

مالوس:(ل-لحظة!....حسناً اممم ك-كنا نلعب معاً فجأة هجم علينا مجموعة ملثمة فأسرعت بالهروب منهم رفقة إخوتي و أبناء عمي و... ثلاثة من أمراء آسترون)

مالفرد:(مجموعة هجمت عليكم؟...)

جلس والدنا منتصباً مجدداً و نظر إلينا بتعبير جاد

مالفرد:(حسناً أمر احضارهم إلى القصر يبدوا منطقياً...ليس أفضل قرار،لكنه منطقي)

قام بعدها من كرسيه و اتجه نحونا و قام بعناق ثلاثتنا

مالفرد:(لا بد أنكم كنتم متوترين حقاً،من الرائع تمكنكم من التفكير في حل في مثل ذاك الموقف البشع~)

بعدها نظر اتجاهي و أخي

مالفرد:(هل...هل خفتم كثيراً ؟)

ميراي:(...ك-كلا..)

ميكايلا:(حسناً...شقيقنا كان معنا و قام بحمايتنا نحن أيضاً...)

بعدها وضع والدنا يده على كتف شقيقنا و نظر إليه بإبتسامة لطيفة على وجهه

مالفرد:(مالوس،أنا فخور بك،أحسنت عملاً)

احمر وجه شقيقنا و نظر إلى الأرض

مالوس:(ش-شكراً أبي!)

مالفرد:(حسناً،أين هم الآن؟)

ميكايلا:(ينتظرون خارج المكتب)

ميراي:(لكن لو أمكن ألا تخيفهم...فهم متوترون بحق)

مالوس:(أجل،لقد شعروا بتردد بالغ قبل أن نقنعهم بالمجيء و التحدث إليك)

صمت والدنا لبرهة ثم تنهد مجدداً

مالفرد:(سأحاول....الآن دعوهم يدخلون)

و هكذا فتح شقيقنا الباب فتقدم كارما بخطى مرتعشة كان كلا من كلارا و لوكاس مختبئين خلف ظهرة،مشى حتى وقف أمام المكتب تماما انحنى بعدها و قال بتلعثم

كارما:(ت-تشرفت ب-بمقابلة ج-جلالة الإمبراطور...أ-أنا كارما و هؤلاء إخوتي كلارا و لوكاس...)

حدق ثلاثتنا بكارما بتعبيرات فارغة بينما كان لدى والدنا تعبير جاد على وجهه

ميراي:"من الغريب رؤيته هكذا حقاً... ."

ميكايلا:"أنا أعلم...هل والدنا مخيف لتلك الدرجة؟"

ميراي:"حسناً،نحن أيضاً كنا نرتجف كلما رأيناه لذا لا الومه صراحة.... "

مالوس:"تباً... أبي يخيف الأطفال...مع أنه يحبهم لكن أظن أن هالته قوية للغاية بالنسبة لهم ليتحملوها.... "

ميراي:"أتفق معه،تذكر تلك المرة التي ظننا أنه سيقتلنا فيها بهالته الخضراء الساحقة تلك؟"

ميكايلا:"توقفي جسدي يرتعش كلما تذكرت مقدار القوة التي أطلقها حينها... ."

مالفرد:(ارفع رأسك)

انتفض جسد كارما و رفع رأسه لكن لم يجرؤ على رفع نظره من الأرض

مالوس:"... أخبرناه بألا يخيفهم.. ."

ميكايلا:"يبدوا أنها طبيعته فحسب.. ."

ميراي:"تقول إن طبيعته مخيفة؟.. ."

ميكايلا:"كلا، بل تشكل نوعاً من الضغط عند رؤيته وجهاً لوجه"

ميراي:"أجل هذا ما شعرت به...أيضاً....تظن لأنه إمبراطور فلديه هالة خاصة حوله؟"

ميكايلا:"إذًا لو أصبح شقيقنا الإمبراطور سيكون مخيفاً كوالدنا؟"

ميراي:"ممكن.... "

مالفرد:"إذًا هناك حقاً أمراء آخرون... "

مالفرد:(أنت هو أكبر إخوتك؟)

كارما:(ا-ا كلا...الأكبر بيننا هو كالينيكي)

مالفرد:(و أين هو الآن؟)

كارما:(حسناً،لقد كان يحاول إيقاف هؤلاء الأشخاص من القدوم خلفنا و أظنه نجح في ذلك بما أنهم لم يلحقوا بنا)

مالفرد:"إنه يتكلم عن الأمر كأنه طبيعي.... إذًا هذا يحدث كثيراً لهم"

مالفرد:(هل تعرف حقيقة هؤلاء الأشخاص إذًا؟ مثلاً من أرسلهم؟و ما غرضهم؟)

كارما:(حسناً،أنا متأكد أن من يرسلهم خلفنا هو والدنا أما عن السبب وراء ذلك...لا أعرف حقاً... أنا أظن أنه فقط يستمتع بإخافتنا فحسب)

مالفرد:"اخافتهم فحسب؟....هذا لا يبدوا منطقياً،لكن أن يقول بأنهم يهدفون لاخافتهم فقط...ألا يعني هذا"

مالفرد:(تقول هذا... إذًا هم لم يقوموا بأذيتكم من قبل؟)

كارما:(كلا... حسناً مرة كدت أن أصاب بهجوم سحري لكنني لا أظن أنه كان موجهاً نحوي بما أن المسافة بيني و بين الذي أطلق ذاك الهجوم كانت قصيرة مع ذلك اخطأني)

مالفرد:(....و لم يحاول أحدهم أذية شقيقك الأكبر رغم أنه دائماً ما يعرقل مهمتهم؟)

كارما:(كلا،لم يجرؤ أحدهم على اذيته من قبل)

مالفرد:(أتذكر أنك إتخذت موقفاً عنيفاً أول مرة قابلت فيها ابنتي،هل يعقل أنه كان هناك أطفال حاولوا اذيتكم تحت أمر من...والدكم؟)

كارما:(اه..هذا... حسناً لم يكن طفلاً حقاً بل...بل استخدم سحراً لتغيير شكله فظهر لنا على هيئة طفل...)

ميراي:"حسناً،هذه معلومة جديدة... "

ميكايلا:"ملك أسترون ذاك....إنه يحاول بإستماتة فعل شيء ما لهم...لكن ما هو بحق؟"

مالفرد:"لا أظن إذًا أنه يريد قتلهم... إرسال شخص متنكر في هيئة طفل.... هذا... "

مالفرد:(و ماكان الغرض من إرسال ذاك الطفل؟ أعني هل حاول استدراجكم لمكان ما؟ أم حاول اعادتكم إلى مكان يتواجد فيه والدكم؟)

كارما:(أوه...ح-حينها كان يحاول أن يأخذنا إلى العاصمة و ليس إلى القصر...)

مالفرد:(العاصمة؟... إذًا أين تعيشون؟)

كارما:(في كوخ صغير على حدود المملكة...)

مالفرد:"كوخ صغير؟...كما أنه لم يعلن عن تواجد أمراء آخرين سوى الأمير الأول بشكل رسمي...مع أنه لم يظهر للعلن قبلاً... إذًا هل يعقل أنه يحاول استعادتهم؟ لكن لأي غرض سيكون ذلك؟"

مالفرد:(فهمت....)

مالفرد:"هذا فظيع حتى لو كانت نواياه في إعادتهم إلى القصر فلما لم يبعث مرسلاً ليخبرهم بهذا بدل تعيين أشخاص ليجروا ورائهم هكذا؟...مستحيل أن تكون نواياه صالحة... حسناً إنهم أطفال صغار لذا أظن أنه من الأفضل إكمال الحديث دونهما"

ميراي:"كلام أبي منطقي.... أيضاً،هو يتحدث عن التوأم صح؟"

ميكايلا:"أجل لم التفت لما قاله أبي،أيضاً من الجيد أنه يهتم بالأطفال....حقاً سيكون من الأفضل لو ذهب كل من لوكاس و كلارا لكي يرتاحوا قليلاً"

استدعى والدنا حارساً و أشار إليه ليصتحب التوأم خارجاً

كارما:(ل-لحظة!)

نظر والدنا و ابتسم بلطف إتجاه كارما و تحدث بنبرة أقل جدية

مالفرد:(لا تقلق،لابد أنهم متعبون حقاً،سيكون من الأفضل لو ارتاحوا بعيداً عن هذه المحادثات المرهقة،ألا تتفق؟)

صمت كارما قليلاً قبل أن يعانق شقيقيه و يتركهم يذهبون رفقة الحارس

مالفرد:(حسناً،الآن فاليجلس اربعتكم لأنها ستكون محادثة طويلة بحق)

و على كلام والدنا جلسنا حول احدى الطاولات الكبيرة في مكتبه و جلس والدنا معنا

مالفرد:"هممم....أظنها ستكون فكرة جيدة لو حاولت تخفيف الأجواء قليلاً يبدون متوترين بحق"

ميراي:"كيف ينوي تخفيفها؟... "

ميكايلا:"رجاء أخبريني أنه لن يحاول قول نكتة أو شيء كهذا.... "

ميراي:"لكن سيكون الوضع مضحكاً حقاً إذا فعلها~"

ميكايلا:"بل محرجاً حقاً.. ."

ميراي:"لا تقلق لا تقلق~ ليست شخصية أبي أن يفعل شيئاً كهذا في الأصل"

مالفرد:(كارما كان اسمك أليس كذلك؟)

كارما:(أ-أجل جلالتك)

مالفرد:(إذًا أخبرني بصدق و لا تكذب)

كان تعبير والدنا جدياً حقاً مما جعل كارما يبتلع ريقه بإنتظار سماع السؤال الذي سيطرح عليه

و نحن كذلك كنا ننظر بترقب إلى ما سوف يقوله والدنا

مالفرد:(أي نوع من الحلويات تحب؟)

لم يتغير تعبير كارما المتوتر بقي هكذا لبضع ثوان قبل أن يضع تعبيراً أبله على وجهه

كارما:(م-معذرة؟...)

كنت أحاول ألا أضحك بصوت عالٍ لكن كتفي كان يهتز رغم ذلك بينما خبئ أخي وجهه بين يديه و كان شقيقنا يضحك بصوت منخفض مما جعل والدنا ينظر اتجاهنا بتحير

مالفرد:(ما الأمر؟ هل قلت شيئاً غريباً؟...)

مالوس:(ك-كلا لكن-لكن فقط تعبير وجهك أثناء طرح سؤال كذاك)

كان شقيقنا يحاول جاهداً التحدث دون أن ينفجر ضاحكاً

مالفرد:(تعبير وجهي؟ ما خطبه؟)

ميكايلا:(تبدوا و كأنك سوف تقتل أحدهم بذاك التعبير أبي....)

تفاجئ والدنا و نظر نحوي و مالوس فقمنا بهز رؤوسنا للموافقة على ما قاله ميكايلا

مالفرد:(أوه.... حقاً هذا؟.... آسف إذًا لم أقصد أن اسبب لكم أي نوع من التوتر...)

مالفرد:"و أنا ظننت أنهم متوترين هكذا بسبب ما حدث...في نهاية الأمر كانوا متوترين من تعبيرات وجهي...هاااه~حقاً علي أن اتحكم في مشاعري أكثر"

ميراي:"لحظة لحظة هو لم يكن مدركاً أنه لديه تعبير جاد للغاية على وجهه من الأساس؟!"

ميكايلا:"....بصراحة هو آخر شخص كنت سأظن أنه لن يكون قادراً على التحكم بتعبيرات وجهه.. ."

تنهد والدنا ثم نظر نحو كارما بابتسامة لطيفة الآن

مالفرد:(إذًا...لم تجب على السؤال)

كان لايزال كارما محدثاً بتعبير فارغ،بدى أنه لم يستوعب ما حدث لكن فور أن سأله والدنا مجدداً يبدوا أنه استفاق

كارما:(اه...حلوى مفضلة....أ-أظن أي شيء فيه شوكولاته سيكون جيداً...)

بعدها حول نظره إلينا

مالفرد:(حسناً،ماذا عنكم ماذا تفضلون؟)

كارما:"ألم تكن نتحدث عن شيء مهم منذ برهة؟ لما تحول الأمر إلى حفلة شاي فجأة؟... "

ميكايلا:"إنه محق،أريد حقاً أن نكمل ما أتينا لأجله... "

ميراي:"اووه~ لا تكن حاداً هكذا من الجيد أخذ استراحة من وقت لآخر~"

ميكايلا:"سأفضل لو أخذنا الإستراحة بعد الانتهاء مما كنا نتحدث عنه.... "

كارما:"لكن...سأشعر بالسوء لو تناولت أي شيء دون إخوتي.... "

ميراي:"إنه حقاً يهتم بهم كثيراً،أليس هذا لطيفاً؟~"

ميكايلا:"لطيف كيف بحق؟ إنه يحب إخوته الصغار فحسب"

ميراي:"....ليس لديك ذرة إحساس في بعض الأوقات ميكا"

ميراي:(إذًا أبي ماذا عن التوأم؟)

مالفرد:(اوغه لا تقلقي سيهتم بهم الخدم فهم ضيوفي بعد كل شيء~)

كارما:"أوه هذا يجعلني أشعر براحة أكبر...طالما هم في أمان"

مالوس:(أنا أحب المثلجات~)

ميراي:(حقاً هذا؟ لم أعرف هذا من قبل)

مالوس:(حسناً،في الواقع أحب أي حلوى باردة لكن المثلجات هي المفضلة عندي!~)

ميكايلا:(حسناً،لا يمكنني تخيل شيء أكثر برودة من المثلجات)

مالفرد:(حسناً،ميراي ميكايلا،ماذا قد تريدان؟)

ميراي:(همم~كعكة الشوكولاه التي اكلتها البارحة تلك كانت لذيذة بحق~ كارما أتريد تجربتها؟ بما أنك أنت أيضاً تحب الشوكولاته)

كارما:(ا-ا.. حسناً....لا مانع لدي)

ميكايلا:(أنا أريد تلك التي كان عليها فراولة)

مالفرد:(فهمت،هل تريدون شيئاً لشربه جانب الحلوى؟)

مالوس:(امم~كلا)

ميراي:(أحب عصير التفاح،و أنت كارما؟)

كارما:"لما تسألني كثيراً فجأة هكذا؟... "

ميراي:"ماذا؟ هل ضايقته بسؤالي؟... "

ميكايلا:"كلا،اظنه فقط ليس معتاداً على هذه المعاملة...تتذكرين كيف شعرنا أول مرة جئنا إلى هذا القصر؟ هو على الأغلب يشعر مثلنا بالضبط"

ميراي:"حقاً ذلك؟ حسناً إذًا ليس علي القلق"

كارما:(أي شيء....حقا....)

ميكايلا:(أنا مثل ميراي)

بعدها أشار والدنا مجدداً إلى أحد الحراس و أملى عليه ما طلبناه جلسنا بهدوء بعدها حتى دخل أحد الخدم يجر طاولة حديدية ذات طابقين وقام بوضع أطباق الحلوى برفق و أناقة أمامنا

منظر الحلويات في هذا القصر لم يفشل في اذهالي و لو لمرة واحدة لكن تركت النظر إلى الحلوى و حدقت بتعبير فارغ إتجاه كارما الذي اتسعت عيناه و أحمر وجهه بعض الشيء فور أن رأى الحلوى التي وضعت أمامه بدى كأن وجهه أضاء

ابتسمت و تمنيت لو بإستطاعتي رؤية تعبير لوكاس و كلارا عندما تقدم لهم بعض الحلوى واثقة بأنه كان سيكون لطيفاً للغاية

ميكايلا:"بحق الآن...إنه يشبه جرواً صغيراً~"

ميراي:"أعلم أليس كذلك؟ خصوصاً بعد أن كان يحاول عدم طلب أي شيء و التصرف بجدية،إلا أنه لا يستطيع تغيير حقيقة كونه طفل صغير في السادسة~"

كارما:"ج-جميلة! إنها تبدوا لامعة للغاية و لذيذه....ع-علي شكرهم حقاً على هذا"

ميكايلا:"لما نحن؟ألا يجب أن يشكر أبي فقط؟. ."

ميراي:"لا أعلم....لكني حقاً سعيدة أنه أعجب بمنظر تلك الحلوى إنتظر حتى يتذوق طعمها~"

مالفرد:(حسناً،ما الذي تنتظرونه؟ سنكمل النقاش و نحن نأكل)

جفل جسد كارما قليلاً بعدها أخفض رأسه للحظة

مالوس:(همم؟ هل هناك خطب ما؟ ألم تعجبك الحلوى؟ يمكننا أن نطلب تغي-)

كارما:(لا!لا! حقاً...إ-إنها تبدوا جميلة للغاية....الأمر فقط...أ-ألا مانع حقاً في أكلها؟...)

نظر اربعتنا نحوه بتحير شديد

مالفرد:('لا مانع في أكلها'؟... إذًا لما طلبت منهم إحضارها في المقام الأول؟لن تجلس و تحدق بهم فقط أليس كذلك؟)

كارما:(اوه ل-لم أقصد شيئاً لكن.... ا-اعني ألا أثقل عليكم بهذا؟....أعني...لقد أخذت من وقت جلالتك لحل مشكلة خاصة بي...و فوق هذا...)

مالفرد:"أوه فهمت... "

مالفرد:(فقط لاخبرك بشيء ما،أنا لا أضيع وقتي في شيء أراه تافها)

نظر كارما إلى والدنا بتفاجئ كان ما قاله والدنا يعني أنه يأخذ موقف كارما على محمل الجد و لا يراه شيئاً تافهاً

كارما:(ا-... شكراً جزيلاً لك جلالتك..)

مالفرد:(هيا الآن،من الأفضل تناول الكعكة و هي طازجة~)

بعدها ابتسم نحوه بلطف

كارما:(أ-أجل... شكراً مجدداً)

ميكايلا:(إذًا أخي،مالذي حدث بالتفصيل؟)

أومأ شقيقنا

مالوس:(حسناً،كنا نلعب الغميضة لفترة بعدها لعبنا لعبة المطاردة فقط لنجد بعدها بعدة دقائق كالينيكي يجري اتجاهنا و هو يقول بصوت عالى لنا بأن نهرب بسرعة,لذا بالطبع شعرنا بالتوتر من منظره ذاك لكن كارما أخذ زمام المبادرة و ذهب إلى حيث كنتم)

كارما:(بما أنني معتاد على ذاك الوضع قمت بشرح ما يجري لكل من مالوس و أرنولد أثناء الجري نحوكم)

مالفرد:(إذًا هذا يعني أن أول شخص قابل هؤلاء الاشخاص هو الأمير الأول،أليس كذلك؟)

مالوس:(أجل،بعدها رأينا بعض الأشخاص الملثمين يظهرون فجأة من الغابة و قاموا بمطاردتنا لذا بدأت أجري بسرعة حتى أصل إلى إخوتي)

مالفرد:(هل تتذكر كيف بدت ملابسهم؟ أعني هل كان هناك أي رموز تشبه النجوم عليها؟)

مالوس:(هذا...اممم لا أستطيع التذكر جيداً... أول شيء خطر على بالي كان الوصول إلى ذاك المنزل الغريب بأسرع وقت... لم أركز حقاً على أي شيء آخر)

مالفرد:"ذاك المكان الغريب.... "

مالفرد:(هل ذهبتم مجدداً إلى ذاك المكان؟)

ميراي:(أجل،كنا ننوي استكشافه لكن حدث ما حدث)

مالفرد:"أمر أنهم ذهبوا و هاجموا عدة أطفال على الحدود.... "

مالفرد:(....كارما،هل سبق و تمت مهاجمتكم في ذاك المكان؟)

كارما:(تقصد ذاك المنزل الذي اكتشفناه؟....كلا،لم تحدث من قبل)

مالفرد:(إذًا أين تتم مهاجمتكم عادة؟)

كارما:(اممم غالباً حول محيط الكوخ الذي نعيش فيه،لذا بنت أمي بإستخدام السحر ما يشابه مخبأ سرياً تحته)

ميكايلا:(لحظة،ذاك المكان تم بنائه من قبل والدتك؟!)

كارما:(أ-أجل)

مالوس:(هذا...هذا مذهل حقاً في الواقع!~)

مالفرد:(هل زرتم ذاك المكان؟)

ميراي:(أجل،تذكر عندما أخبرناك بأنه حدث سوء الفهم بيننا استدعتنا والدة كارما لنجلس معاّ هناك؟)

مالفرد:(أجل أجل تذكرت....لكن قال مالوس بأنكم لم تبتعدوا كثيراً عن ذاك المبنى الغريب،إذًا هل يعقل أنهم يعرفون بوجوده لكن لا يذهبون هناك؟)

كارما:(ربما هم فقط قاموا بتتبعنا لهناك)

ميكايلا:(هذا غير منطقي،لما قد يتتبعوننا بصمت طوال تلك المدة دون فعل أي شيء لقد استغرقنا وقتاً طويلاً في الداخل أيضاً)

كارما:(ر-ربما خافوا من مهاجمتي و هناك أطفال آخرون موجودون؟)

مالوس:(إذًا لما هاجمونا بعدها؟ حتى لو افترضنا بأنهم وجدوا كالينيكي و قاموا بتتبعه لأنهم يعرفون بأنك ستكون قريباً منه،فلما لم يحاولوا التراجع عندما وجدوك معي و مع أرنولد؟)

كارما:(.....لا أعرف)

ميراي:(هل يعقل أنهم لا يستطيعون دخول ذاك المكان؟)

مالفرد:(لا يستطيعون دخوله؟....اتقصدين أنهم إن الحقوا بذلك المكان أي أذى أثناء عملية المطاردة تلك سيقعون في مشكلة ما؟)

ميراي:(أجل،هذا التفسير المنطقي الذي استطعت أن أخرج به....لكن لما قد يقعون في مشاكل أن أضروا بذاك المكان؟...)

ميكايلا:(ربما فيه كنز أو أداة سحرية قيمة أو شيء كذاك؟...)

كارما:(لكن بحق من بكامل قواه العقلية قد يترك شيئاً ثميناً و خطيراً كذاك في منتصف الغابة؟ و دون أي نوع من الحواجز,أو الأختام السحرية,أو حتى اي شخص ليراقب المكان؟)

مالفرد:(كارما محق.... إلا إذا كانوا متأكدين أنه مهما يكن من سيعثر على ذلك المكان فهو لن يتمكن من أخذ ما فيه....)

ميكايلا:(هذه احتمالية أخرى....تباً علينا حقاً أن نكتشف حقيقة ذاك المكان،ألا يوجد سحر مميز لرؤية ذاكرة الأشياء أو شيء كهذا؟)

ميراي:(سيكون مفيداً حقاً لو امتلك أحدهم سحراً كذاك....)

مالفرد:(....في الواقع-)

مالوس:(عمي يستطيع ذلك!)

ميراي:(ماذا؟! حقاً ذلك؟)

مالوس:(أجل~ إن سحره المميز يمكنه من رؤية ذكريات أي شيء يلمسه سواء كان جماداً أو كائناً حياً)

ميكايلا:(أخيراً سحر مميز نستطيع الإستفادة منه~)

مالفرد:(هاااه~ لا ترفعوا آمالكم،لا أظنه سيوافق على استخدام سحره المميز لشئ كهذا)

ميراي:(لما ذلك؟)

مالوس:(أجل أبي،لما قد يرفض عمي؟)

مالفرد:(بما أن استكشاف الأماكن الغامضة ليس من هواياته....إنه حقاً شخص لا يقدم على فعل أي شيء لا يراه مثيراً للاهتمام)

مالوس:(ل-لكن لو اخبرناه بما حدث ربما يهتم بالأمر)

مالفرد:(لن يحدث صدقني،أيضاً ليس من الحكمة أن تنتشر تفاصيل ما حدث معكم أكثر من هذا....)

مالفرد:"حقاً...ماذا لو كان لهم علاقة بذاك المختبر؟.... "

مالفرد:(مالوس،أخبرني هل هناك احتمالية أن أحد هؤلاء الأشخاص رأى إخوتك؟)

مالوس:(ماذا؟....كلا..لا أعتقد لقد حاولت أخذهم بأسرع ما يمكن،أيضاً كنت أنا و ديتر نقف بجانبهم لذا بما أننا أطول منهم فلابد أن رؤيتهم كانت صعبة حقاً)

ميراي:(....لكن أنا استطعت سماع أحدهم يقترب منا قبل أي منكم.... ألا يعني هذا أنني كنت قريبة منهم أكثر منك و من ديتر؟)

مالوس:(.... حسناً هذا....)

ميكايلا:(لما سألت عن هذا فجأة أبي؟ أيعقل أنك تظن بأنهم قد يكونون على علاقة بذاك المختبر؟)

مالفرد:(....هل اخبرتم كارما عن هذا بالفعل؟)

ميراي:(أجل~)

جفل جسد شقيقنا و حدق بي بتفاجئ

مالوس:(لحظة! متى ذلك بحق؟!)

ميراي:(عندما جلست معه في الشرفة)

مالفرد:(جلستِ معه في الشرفة؟)

ميراي:(أ-أجل؟)

مالفرد:"ذاك الثعلب،سأتأكد من أن يبتعد عنها من الآن فصاعداً"

ميكايلا:"حظاً موفقاً في محاولة استخراج المزيد من المعلومات من كارما~"

ميراي:"لحظة! أنا لا أفهم؟! لما بحق يفكر هكذا؟"

ميكايلا:"الأب مثل ابنه،لذا لا تتعجبي هكذا"

ميراي:"تباً....علينا علاج كليهما إذًا"

ميكايلا:"سأحب رؤيتك تحاولين~"

ميراي:".... ألا يمكنك دعمي قليلاً هنا؟"

ميكايلا:"كلا،الأمر مزعج"

ميراي:"أنت.... "

مالفرد:(على أيه حال،أجل أنا أشك في إمكانية ذلك)

مالوس:(لكن لما قد يكونون وراء كارما و إخوته إذًا؟....! أيعقل!)

ميراي:(.... لحظة..)

كارما:(ه-هل يريدون أن يأخذوني و إخوتي لهناك؟!)

مالفرد:(حسناً،هذا مجرد افتراض)

ميكايلا:(لكن لو كان صحيحاً ألا يعني ذلك أن مملكة أسترون متورطة في هذا الأمر؟)

مالفرد:(.....أجل،هذا ما سوف يعنيه الأمر)

مالوس:(....لكنها لن تكون حركة منطقية،المملكة لا تزال قيد إعادة البناء...)

كارما:(في الواقع... حالياً تم بناء جزء كبير بالفعل في المملكة لكن الأمر هو...)

مالفرد:(هو ماذا؟)

كارما:(ل-لم تعد كما كانت)

مالوس:(أليس هذا طبيعياً؟ لقد كانت على وشك أن تمحى بسبب ما فعلته سيلستيا لذا من البديهي ألا تعود كما كانت بالضبط)

كارما:(ليس الأمر اختلافاً في مكان المباني أو حتى في شكلها،بل الاختلاف في حجمها و جودة مواد البناء...أصبح حجم المباني أصغر و جودة مواد البناء كذلك انخفضت جودتها...ما عدا إعادة بناء كل شيء يتعلق بالقصر الحاكم طبعاً)

مالفرد:(تريد اخباري أنهم خفضوا من جودة المواد و حجم الأبنية مع أنهم يأخذون تبرعات منا؟)

ميكايلا:(حسناً هذا مريب حقاً،ماذا يفعلون بالاموال إذًا؟)

كارما:(هذا...لا أعرف حقاً)

مالفرد:(و لهذا أنا أريد حقاً معرفة إن كان هناك رمز لما يشبه النجوم على ملابس هؤلاء الأشخاص)

مالوس:(آسف حقاً،لا أستطيع التذكر بوضوح)

ميراي:(لا عليك أخي،لا يمكن تذكر تفاصيل صغيرة كتلك بسهولة على أي حال)

ميكايلا:(هذا و أنت كنت أيضاً تحت ضغط كبير،لذا،لا عليك حقاً من الطبيعي ألا تتذكر)

مالفرد:(إذًا كارما،بما أنك تراهم كثيراً هل سبق و رأيت رمزاً يشبه النجمة على ملابسهم؟)

كارما:(كلا.... حسناً في مرة من المرات كان لديهم شيء صغير يشبه شكل نجمة على أكتافهم)

مالفرد:"مرة من المرات؟.. "

مالفرد:(هل يتغير الأشخاص الذي يسعون ورائكم من حين لآخر؟)

كارما:(أجل،لا يبدوا و كأنهم نفس المجموعة كل مرة...و كل مرة أيضاً تكون بزي مختلف)

مالوس:(هل يعقل أن يكونوا مرتزقة؟)

مالفرد:(ممكن.....هاااه~هذا حقاً....)

كارما:(آ-آسف على إزعاج جلالتك! ي-يكفي الآن، أنا حقاً ممتن لكم جميعاً على المساعدة لكن....سأعود أنا و إخوتي الآن،لا بد أن أمي قلقة للغاية)

مالوس:(ليست كذلك)

نظر كارما إليه بتساؤل

كارما:(ماذا؟...ماذا تقصد؟)

مالوس:(كالينيكي أخبرها بأنكم ذهبتم معنا،لقد لمحتها تقاتل بعضاً من هؤلاء الأشخاص و ذهب بعدها كالينيكي أخبرها شيئا ما فنظرت إلي و ابتسمت بعدها عادت للقتال)

مالفرد:(أيضاً ليس عليك الاعتذار،من الطبيعي كإمبراطور أن أكون مثقلاً بالأعمال و المشاكل لحلها،لكن ليس من الطبيعي لطفل في عمر أطفالي أن يتحمل هم أشياء معقدة كتلك بمفرده)

نظر كارما إلى والدنا و احمر وجهه قبل أن يخفضه بسرعه بعدها خرج صوت متقطع منه

كارما:(ش-شكراً لك....)

ابتسم والدنا بلطف

مالفرد:(لا شكر على واجب)

ميراي:"أبي رائع حقاً~"

ميكايلا:"أجل...نحن محظوظون أن هذا هو والدنا"

ميراي:"أوافق بشدة~"

مالوس:"أبي... أنت حقاً"

ابتسم شقيقنا اتجاهه والدنا بعدها

مالفرد:(حسناً،حتى الآن نحن لم نتأكد من حقيقة أي شيء....و هذا بالطبع لعدم توافر أدلة لكي نتأكد من النظريات التي خرجنا بها لذا أظن أنه لو أردنا اكتشاف ما يحدث حقاً فهناك شيء واحد لا غير سيوصلنا للحقيقة و هو،شقيقك الأكبر كالينيكي)

كارما:(حقاً؟! لحظة....لما هو؟)

مالفرد:(مما سمعته منكم هو الوحيد الذي يذهب لذاك القصر،بمعنى آخر إنه الوحيد الذي يسمع و يرى كل شيء يحدث هناك في الداخل،و بما أن مشتبهنا الأول هو ملك أسترون فهذا يجعل كالينيكي شاهدنا الوحيد)

مالوس:(لكن كالينيكي ليس هنا الآن)

مالفرد:(و هذه مشكلتنا)

ميراي:(أيضاً لا اقصد الإساءة لكن....لا أعتقد بأنه سينفتح لنا حتى لو كانت نيتنا المساعدة....إنه هادئ و لا يحب الحديث)

كارما:(حسناً أنا اوافقك على هذا،إنه خجول للغاية و لا يحب التحدث مع الغرباء)

مالفرد:(و هاهي مشكلة أخرى......)

تنهد والدنا و يدأ ينقر بإصبعه ببطء على الطاولة قبل أن يعاود النظر نحونا

مالفرد:"حسناً لا فائدة من ابقائهم هنا....لن نكتشف شيئاً آخر الآن... "

مالفرد:(فالننهي حديثنا هنا،كارما هل تريد أن تبقى مع إخوتك في نفس الغرفة أم تفضل أن يكون لكل منكم غرفته؟)

كارما:(ل-لحظة! هل ستتركنا نبقى في القصر؟!)

بدى كارما مصدوماً للغاية لسبب ما،بينما كنا نحن نشعر بالحيرة من ردة فعله

مالفرد:(......إلى أي مكان آخر ستذهبون إذًا؟ و في مثل هذا الوقت المتأخر؟)

كارما:(ح-حسناً....س-سنعود إلى أمي!)

مالوس:(بفردكم؟)

ميراي:(في منتصف الليل؟)

ميكايلا:(بعد أن كنتم مطاردين من أشخاص لا نعرف نواياهم؟)

صمت كارما لفترة و اخفض رأسه

كارما:"حسناً....إنهم محقون لكن... ألا بأس حقاً؟... لقد أثقلت عليهم كثيراً بالفعل و أنا....لما قد يريد الإمبراطور مساعدتي حتى؟.... "

ميكايلا:"لما هو متردد هكذا؟ "

ميراي:"حسناً،ضع نفسك في مكانه...في الواقع نحن كنا في نفس مكانه و أنت تصرفت مثله بالضبط عندما جئنا لهنا أول مرة"

ميكايلا:"أحقاً هذا؟....لا أذكر حقاً.... "

رفع كارما رأسه بعدها بنظرة انهزام على وجهه لم نفهم سببها

كارما:(حسناً....هل يمكن أن أبقى مع إخوتي في غرفة واحدة؟...)

مالفرد:(حسناً إذًا،سأطلب تحضير غرفة لك حالاً،الآن هيا فاليعد كل منكم إلى غرفته الوقت متأخر بحق)

مالوس:(حسناً،عمت مساءا أبي!~)

ميراي:(وداعاً أبي)

ميكايلا:(عمت مساءا)

و هكذا نهضنا و خرج شقيقنا ثم كارما من الباب و قبل أن نخرج نادى علينا والدنا

لذا عدنا إلى الداخل

ميكايلا:(ما الخطب أبي؟)

مالفرد:(فقط أريد اخباركم بشيء ،علينا أن نجلس معاً لنتناقش حول المعلومات التي جمعتماها)

ميراي:(أي معلومات؟)

نظر إلينا والدنا بنظرة غريبة ثم ابتسم

مالفرد:(حقاً؟ تحاولان خادعي؟ أنا؟~)

ضحك كلانا بعدها بخفة

ميكايلا:(أبي يعرفنا جيداً حقاً~)

ميراي:(أجل لا اظننا نستطيع خداعه~)

مالفرد:(بالطبع كلا،ففي النهاية أنتما تشبهانني حقاً،إذًا غداً مناسب لكي نتحدث بأريحية؟)

ميراي:(حسناً غداً سنبدأ التدريب على السحر لذا ربما بعد أن ننتهي...)

ميكايلا:(لكن.....هل ستكون أنت متفرغاً؟)

مالفرد:(لا تلقيا بالاً لهذا،أستطيع أن أوفر لكما وقتاً)

ميراي:(هذا جيد إذًا،الآن وداعاً أبي~)

ميكايلا:(أجل عمت مساءا)

مالفرد:(حسناً،لكن لا تحاولا إخفاء أي شيء عني مجدداً اتفقنا؟)

قمنا بهز رأسنا للموافقة وهكذا ودعناه و ذهبنا لكي ننام

في صباح اليوم التالي ذهبت رفقة أخي بعد أن ترجيته و توسلت إليه كثيراً لكي نذهب و نوقظ كارما و إخوته لذا ذهبنا إلى حيث كانت غرفتهم

ميراي:"لكن هذا مدهش حقاً،تمكن أبي من توفير غرفة لهم في ليلية واحدة"

ميكايلا:"حسناً،القصر ضخم للغاية لذا لن أتعجب إن كانت هناك العديد من الغرف لا ينقصها شيء سوى أن تنظف فحسب"

ميراي:"أنت محق،و ها قد وصلنا"

بعدها ذهبت لأطرق على باب الغرفة انتظرنا قليلاً قبل أن نسمع صوت كارما من الداخل يسأل من نحن أجبت عليه فسمح لنا بالدخول،فور دخولنا تفقدت الغرفة كانت كبيرة حقاً

حسناً ليست كخاصتنا لكن مازال حجمها كبيراً كان السرير واسعاً و بدى ناعماً شعرت بالراحة لأن أبي وفر لهم غرفة جميلة كتلك

ميراي:(صباح الخير~)

ميكايلا:(مرحباً،كيف حالكم الآن؟)

اجابتنا كلارا و هي تفرك عيناها

كلارا:(نحن بخير)

بعد أن قامت بفتح عينها ارتسمت ابتسامة واسعة على وجهها

كلارا:(لقد نمت جيداً حقاً البارحة!~ هذا السرير مريح و ناعم للغاية~)

و ارتمت على السرير و اخذت تتقلب عليه حتى توقفت و نظرت إلى لوكاس

كلارا:(أليس كذلك كارما،لوكاس؟)

لوكاس:(أ-أجل إنه ن-ناعم)

كارما:(.... شكراً لكم،نحن بخير حقاً)

بدى على كل من كلارا و لوكاس السعادة و الرضى لكن كارما لسبب بدى متضايقاً

كارما:"علينا حقاً أن نغادر الآن....لابد أن أمي قلقة للغاية"

ميراي:"أوه هكذا إذًا،إنه يشعر بالقلق على والدته.. ."

ميكايلا:"حسناً،لكن لا يمكنهم العودة هكذا ببساطة،ليس قبل أن نتأكد بأنه لا أحد يتربص بهم"

ميراي:"أنت محق في هذا لكن.... أنظر إليه إنه يبدوا قلقلاً حقاً.. ."

ميراي:(هذا جيد لسماعه،هيا بنا لا تريدون التأخر عن الفطور صح؟~)

ابتهج كل من كلارا و لوكاس بينما تفاجئ كارما

كارما:"مستحيل! علينا أن نعود الآن حقاً!"

ميكايلا:"....إنه يبالغ بقلقه بعض الشيء... "

كارما:(شكراً لكن أخشى أننا لن نفعل هذا)

كلارا:(ماذا؟! لحظة أخي لما هذا؟)

كارما:(ماذا تعنين ب'لما هذا' ؟ علينا العودة إلى المنزل،لقد بقينا هنا بما يكفي بالفعل)

لوكاس:(ل-لكن أريد ا-البقاء ق-قليلاً بعد..)

كارما:(آسف لكن هذا يكفي بالفعل الآن هيا جهزوا أنفسكم لأننا مغادرون)

كلارا:(لكن أخي قليلاً فقط!~نحن لا نراهم كل يوم!)

كارما:(كلارا،اذهبي و جهزي نفسك نحن سنغادر)

كان كارما يتكلم بنبرة حادة لم اسمعه يخاطب إخوته بمثل تلك الجدية من قبل

ميراي:(ل-لحظة ستذهبون هكذا في الصباح الباكر؟)

كارما:(أجل،لا أرى مشكلة بقيت البارحة لأن الوقت كان متأخراً،الآن معذرة لكن علينا العودة)

كلارا:(ما الذي سيحدث إذا ذهبنا لنأكل معهم و لو لمرة واحدة؟)

كارما:(كلارا أنتِ تضيعين الوقت،هيا الآن)

ميكايلا:(....ألا ترى أنك تدفعهم بقسوة هكذا؟...)

كارما:(هاه؟ ماذا تقصد بهذا؟)

ميراي:(حسناً...لا تفهمها بشكل خاطئ لكن إنهم أطفال في الرابعة و استيقظوا لتوهم.....على الأقل أسمح لهم بأكل شيء قبل أن تذهبوا....)

كارما:(لا أرى حاجة لهذا،إنهما بخير)

ميراي:(....لكن... ألم نتفق البارحة أننا سنكمل ما بدأناه؟....)

صمت للحظة قبل أن يعاود الحديث

كارما:(لا فائدة من إكمال أي شيء،لست أملك أي معلومات اخرى،لقد قلت كل ما لدي البارحة بالفعل)

ميكايلا:(و بعدها؟ لم نصل لأي حل بعد)

كارما:(و مالذي سيغيره تناول الفطور بشأن هذا؟)

ميراي:(تعلم،عندما يجتمع أكثر من شخص و يقول كل واحد ما لديه قد نخرج بشيء مفيد في النهاية)

كارما:(ليس لدي ما أقوله و....ليس بيدكم شيء لفعله...)

ميكايلا:(و من أين أتيت بمعلومة كتلك؟)

كارما:(الأمر لم يكن سينجح من البداية،نحن من بلدان مختلفة أي مشكلة قد تؤدي لحرب و أنا....و أنا لست مستعداً لخسارة موطني)

صمت كلانا لفترة

ميراي:(هل ترى أن أبي طاغية يريد بدأ الحروب؟ إنه يملك الذكاء الكافي لتفادي مثل تلك الأمور)

ميكايلا:(بالضبط،إنه ليس من النوع الذي يلجأ للعنف كحل أول،واثق بأنه سيستطيع اكتشاف حل ما مناسب دون الضر بأحد)

كارما:(تقولون هذا بثقة لأنه والدكم،أنا لا أثق به و هذا طبيعي لأنني ببساطة لا أعرفه و لا أعرف حقيقة نواياه)

صدم كلانا مما خرج من فم كارما بصوت بارد و حاد،لذا وقفنا نحدق به قبل أن اعاود الحديث

ميراي:(لما قد لا تثق به؟ لقد كان على أهبة الاستعداد لمساعدتكم)

كارما:(و ما ادراني ما نيته خلف تلك المساعدة؟هاااه~هذا نقاش لا فائدة منه،أنا راحل الآن عن اذنكم)

ميكايلا:(ماذا تعني ما ادراني ما نيته؟ ألا تستطيع معرفة الصالح من الطالح؟!)

كارما:(تسك بدأت تصبح مزعجاً حقاً،أنا لا يوجد لدي أي سبب لاثق في إمبراطور مملكة أخرى فقط لأنه أعطاني بعض الطعام و مكاناً لانام فيه!)

ميراي:(بحق الجحيم؟! هل تسمع حتى ما يخرج من فمك حتى؟!)

كارما:(يا إلهي! لما تحاولان منعي من العودة لأمي بحق؟!)

ميراي:(لا نحاول فعل هذا! نحن فقط نريد مساعدتك!)

كارما:(حسناً،خمني ماذا؟ أنا لا أريد مساعدة!)

ميراي:(أنت! لما بحق؟! ألم تقل بأننا اصبحنا اصدقاء البارحة!)

كارما:(حسناً و ماذا في ذلك؟ أنا لا أعلم بشأنك لكن الأصدقاء لا يمنعون بعضهم من العودة لأهلهم!)

ميراي:(أنظر اليك! نحن لا نحاول منعك من العودة لوالدتك! نحن فقط نريد أن نحظى بالفطور معاً،لأنكم لم تأكلوا أي شيء البارحة! أين الخطأ في هذا؟!)

كارما:(الخطأ أنني لا أريد و أنتم تستمرون في ارغامي!)

ميراي:(ارغامك؟!-)

ميكايلا:(ميراي،توقفي فقط دعيه يذهب إن كان ذلك ما يريد بشدة....لن أضيع وقتي على شخص يريد اهلاك نفسه بنفسه)

ميراي:(ل-لكن!)

ميراي:"أنت تعلم أنه لو كان ملك أسترون حقاً يحاول أخذهم لذاك المختبر ف...ف...سيتم رميهم في ذاك الجحيم الذي خرجنا منه مصادفة!"

ميكايلا:"أعلم هذا،لكن ماذا أفعل بشأن ذلك؟ إن كان يريد قتل نفسه فاليتفضل لن امنعه"

ميراي:"لكن-لكن!.....كلا هذا خطأ!"

ميكايلا:"ميراي،لا يمكنك مساعدة شخص إن كان هو ذات نفسه لا يريد المساعدة....عليك تقبل حقيقة الأمر و التمني أنهم لن يذهبوا لذاك المختبر"

ميراي:"لكن هذا.. ."

قاطع تلك الأجواء المتوترة صوت شقيقنا الأكبر

مالوس:(اممم معذرة لكن هل أنتم بخير؟ سمعت صوتاً عالياً من هنا....)

اشاح كارما بوجهه عن شقيقنا بينما حاولت أنا أن اهدأ من تعبيرات وجهي

ميراي:(لا شيء أخي مالوس....كنا نتناقش حول شيء ما)

مالوس:(أوه....إذا كنتِ تقولين هذا....على أيه حال ،أبي يسأل عنكم،هل لا تريدون تناول الفطور؟...)

ميكايلا:(ليس نحن بل هو)

مالوس:(هو؟...أ تقصد كارما؟ لكن لما؟)

ميراي:(أسأله بنفسك)

مالوس:"... إذًا هل كان ذاك الصراخ بسبب جدالهم مع كارما؟...هاااااه~ بحق لما هو عنيد هكذا؟!"

مالوس:(.... كارما)

كارما:(قبل أن تقول اي شيء،كلا لن أبقى هنا أكثر من هذا..... أريد أن اعود إلى أمي،هل هذا طلب صعب؟)

مالوس:(أنت...أنت تتحدث كأننا اختطفناك.....)

كارما:"لا أريد البقاء هنا.... أشعر...أشعر كأنني أصبحت ثقلاً عليهم.... "

ميكايلا:"من يدخل تلك الأفكار في رأسه؟! بأي طريقة جعلناه يشعر بأنه ثقل علينا؟!"

ميراي:"إذًا نواياه ليست سيئة،إنه لا يكرهنا لكن طرقة كلامه تلك....فهمت"

ميكايلا:"كنت أنتظر تلك اللحظة~"

ميراي:"ماذا؟ أي لحظة؟"

ميكايلا:"اللحظة التي ستخرجين بها شخصية كارما كاملة بعيوبها و مميزاتها~"

ميراي:"....على أي حال،شخصيته غريبة بعض الشيء....إنه يشعر بالذنب لأننا ساعدناه و قمنا جاهدين بمحاولة حل مشاكله فضلاً عن المعاملة الحسنة التي حصل عليها بينما هو لم يفعل شيئاً في المقابل،لذا يشعر بأنه أصبح ثقلاً علينا لهذا يريد الخروج من هنا لكن طريقه فعله لهذا إن تكلمت بصراحة...إنها طريقة غبيه بحق،إنه يحاول افتعال شجار لكي نغضب منه و يجعلنا نحن من نطلب منه المغادرة ظناً منه أنه هكذا لن يعيقنا أو يثقل علينا... ."

ميكايلا:"أحقاً هذا؟! كيف يظن أن قطع علاقته بشخص ما سيجعل ذاك الشخص يشعر بشعور أفضل؟!"

ميراي:"حسناً...أظن أنه لا يحب نفسه....من سيفعل هذا سيفعله بإعتقاد منه أنه لا يجيد مساعدة أو إسعاد من يحب لذا الأفضل أن يبتعد عنهم تماماً،لكنه غير مدرك أن الطرف الآخر قد يكون حقاً متعلقاً به و قطع العلاقة معه سيسبب له ألماً و حزناً كبيراً.. ."

ميكايلا:"هذا....تباً لما على شخصيته أن تكون معقدة هكذا بحق؟!.....ميراي....إنها تشبهك بعض الشيء لأقول الحق"

ميراي:"حقاً؟! أنا؟! كيف ذلك؟"

ميكايلا:"لا تدعي الغباء مستوى ثقتك بنفسك إذا وضع تقدير له فسيكون الرقم بالسالب.... "

ميراي:"ه-هاي! هذا ليس صحيحاً!"

ميكايلا:"متأكدة؟ أنتِ دائماً ما تشعرين بأنه لا بأس لو تأذيتي أنتِ،أليس هذا لأنكِ تنظرين إلى نفسك بدونية،ميراي؟"

ميراي:"....هذا ليس موضوعنا،حالياً نحن نريد العثور على طريقة لإبقاء كارما في القصر حتى تستقر الأمور"

ميكايلا:"هااااه....لن تعترفي أبدًا أليس كذلك؟"

ميراي:"..... ."

ميكايلا:"....حسنا،سأنسى الأمر حالياً لكن الآن علينا أن نتعامل مع نسختك الأكثر عناداً"

ميراي:"هل ستبدأ بمناداة كارما هكذا؟... "

ميكايلا:"أجل،إنه يناسبه حقاً~"

كان شقيقنا يحاول جاهداً الحفاظ على أعصابه أثناء الحديث مع كارما لمحاولة إقناعه بالبقاء،لكن كارما كان يهدف لإخراج شقيقنا عن شعوره لكي يلفظها بلسانه أراده بأن يخبره بالخروج من القصر

لكن قطعت تلك المحادثة صوت أحد الخدم يطلب حضورنا جميعاً

مع كارما و التوأم

كان والدي من استدعانا إلى قاعة الطعام في البداية ظننت أنه سأم من الإنتظار شعرت بالراحة لأنني عرفت أن أبي بالتأكيد سيتمكن من إقناع كارما

لكن و لمفاجئتنا جميعاً ،كان طلبه لأمر آخر تماماً لم يخطر على بال أحد.