كان مالفرد ينظر نحوهم مع ابتسامة على وجهه

ظهر ليليا من ورائه

ليليا:(تحاول أن تعوضهم عما حدث آخر مرة؟~)

مالفرد:(اه أجل،لقد كانوا متحمسين لقضاء بعض الوقت معي لكن...-تنهد- حدث ما حدث)

ليليا:(همم~ أنا أرى،من الممتع رؤيتهم يلعبون بسعادة معاً هكذا~)

مالفرد:(هه أجل....يجعلني أشعر بالراحة رؤيتهم يبتسمون هكذا...)

صمت ليليا لفترة بعدها جلس جانب مالفرد و نظر نحوه

ليليا:(....لقد تغيرت حقاً مالفرد)

نظر مالفرد نحو ليليا بنظرة تساؤل

مالفرد:(ماذا تقصد؟)

ليليا:(أعني...لقد كنت جاداً للغاية عندما كنت صغيراً،لم تكن تتحدث مع الكثير من الأشخاص حتى...في الواقع ظننت أن اليوم الذي سأراك فيه تبتسم بدفء هكذا نحو أحدهم لن يأتي أبدا ً...)

مالفرد:(اه هكذا إذًا...حسناً،الجميع يتغير لسبب أو لآخر)

ليليا:(لكن أليس التغيير في حالتك يعتبر تغيراً جذرياً؟...أعني أنا الشخص الوحيد الذي كنت تتحدث معه كثيراً و...و ولي عهد سيليستيا أيضاً....نادراً ما كنت تتحدث مع أي شخص آخر... حسناً...أذكر بأنك كنت تحاول من وقت لآخر التحدث مع مالينارد لكن...)

مالفرد:(....لقد كنت أشعر بالاسى عليه،فبالنسبة لي لقد كان وحيداً على الدوام و أيضاً.. أمي لم تكن تعامله كما تعاملنا... أيضاً حكاية أن والده مات بعد أن ولد بفترة كانت شيئاً لم أقدر على تخيله عندما كنت طفلاً،و عندما توفي أبي تسائلت كيف تحمل أخي أن يفارق والده؟....)

ليليا:(هااه~ أنت الشيء الوحيد الذي بقي كما هو هو قلبك ذاك مالفرد...بل و قد ورثه ابناؤك لكن الأمر مثير للاهتمام حقاً،فكل واحد منهم يحاول التخفيف عن الآخرين و مساعدتهم بطريقة مختلفة تماماً عن الآخر)

مالفرد:(هذا طبيعي،سيكون الأمر غريباً لو كان لدى ثلاثتهم نفس طريقة التفكير)

ليليا:(...لكن لم تجبني بعد...لما تغيرت فجأة هكذا؟...هل...هل امتلاك أبناء قد يغير الشخص كثيراً هكذا؟...)

ابتسم مالفرد نحو ليليا بلطف

مالفرد:(أصبت،أنا...لأكون صريحاً معك كنت خائفاً للغاية عندما عرفت أنني سأصبح أباً لأول مرة...)

اتسعت عيني ليليا و حدق بوجه مالفرد لوهلة

ليليا:(خائف؟! لما قد تشعر بالخوف؟)

مالفرد:(....كنت قلقاً من كيف سأتعامل معه.... خصوصاً و أنني لم أرد أن أكون مثل أمي...أردت حقاً ألا أقوم بتربيته مثلما فعلت،لم تعاملنا بتساوي أبداً و أبي... حسناً لقد كان يبذل كل ما في وسعه لكنه...)

صمت مالفرد لفترة و حدق في الفراغ

ارجع ظهره إلى الوراء و قال و هو ينظر نحو السماء

مالفرد:(...لا أعرف حقاً...إلى هذا اليوم و أنا لا أعرف هل كان يحاول إصلاح ما كنت تفعله أمي؟ أم فضل عدم التدخل؟...)

عاود مالفرد الصمت و التحديق في الأرض

مالفرد:(هاااه~شعور الحيرة ذاك لم يفارقني لليوم...إنه مزعج...لا أعرف هل أحبه أو أكره؟...)

ليليا:(و....و لهذا كنت خائفاً؟...لم تكن تريد أن تصبح مثل والديك؟...)

مالفرد:(أظن....أنا فقط لم أرد لابني أن يشعر بالتحير من شيء مثل هذا لكن...في نفس الوقت فكرت بما أنهما والداي ألن يجعل هذا احتمالية إعادة ما فعلوه معنا عالية؟...و هذا ما جعلني أخاف حقاً...)

أسند ليليا خده على يده و نظر نحو مالفرد كأنه ينتظر سماع قصة منه

تنهد مالفرد بعدها نظر إلى الأسفل

مالفرد:(...لكن في الواقع...عندما ولد مالوس أردت حقاً أن احافظ عليه من اي شيء شيء و أن امنحه كل ما أستطيع منحه...لكن...لكن مع ذلك لم يزل شعور الخوف ذاك من عندي و أيضاً... لأقول الصدق لم أتمكن من إدارة الوقت بين العمل و اسرتي جيداً لذا...حدث ما كنت أخشاه و تركت مالوس...)

شد مالفرد على قبضته

مالفرد:(الإحساس بالذنب حينها جعل ظنا سخيفاً يتملكني...و هو أن مالوس بالتأكيد يكرهني لأنني تركته لبعض الوقت،ظل ذاك الظن في رأسي حتى...و من دون أن أدرك فصلت نفسي بعيداً عنه تماماً...)

ليليا:(أوه هكذا إذًا...وقتها ظننتك مشغولاً للغاية فحسب لذا ساعدت ميليسا في اللعب مع مالوس و تدريبه....)

مالفرد:(اه هذا...)

ابتسم مالفرد و ارتخت قبضة يده مجدداً و نظر نحو ليليا

مالفرد:(أنا شاكر لك بحق ليليا...لو لم تكن موجوداً معه...)

ليليا:(لا بأس~إنه ابن إثنين من أفضل أصدقائي بعد كل شيء~)

ابتسم مالفرد نحو ليليا ثم أكمل الحديث

مالفرد:(...بعد أن توفيت ميليسا،حاولت جاهداً الإقتراب من مالوس رغم أنف ذاك الشعور بالذنب الذي تملكني....لكن أيضاً بعدها انشغلت بالانتقام...)

أطلق مالفرد ضحكة قصيرة ساخرة

مالفرد:(تباً أنا حقاً والد سيء...)

جفل جسد ليليا و وضع يده على كتف مالفرد

ليليا:(لا تقل هذا الآن،لقد كنت في موقف لا تحسد عليه.... أيضاً ليس كأن مالوس يكرهك من أجل هذا...)

مالفرد:(إنه فتى طيب بالتأكيد لن يكرهني....لكن هذا لا يشفع لحقيقة أنني تركت عواطفي تتحكم بي و تركته حين كان يحتاج إلي أكثر من أي وقت مضى....)

ساءت تعابير وجه مالفرد و نظر نحو يده

مالفرد:(أنا أفكر بشكل يومي في طريقة لتعويضه عن ذاك الوقت لكن...في قرارة نفسي...أنا أعرف أنه لا شيء قد يعوضه عما فقده،هذا ببساطة لأنه لم يفقد شيئاً مادياً....)

ليليا:(....لكن إن فكرت هكذا سترهق نفسك،لا أظن أن أيا من أبنائك سيحب رؤيتك مرهقاً.....أيضاً،مالوس يحبك حقاً،أليس هذا كافياً؟)

مالفرد:(...مازلت....مازلت أشعر بالذنب،و ليس نحو مالوس و حسب....)

ارتسم تعبير من الألم على وجه مالفرد بعدها خبأ وجهه بين يديه،و تحدث بصوت منكسر

مالفرد:(التوأم...كل مرة أراهم فيها...ثم أتذكر ما كنت سأقدم على فعله لهما عندما كانا مجرد أطفال حديثي الولاده....)

جفل جسد ليليا ثم صمت للحظة

ليليا:(ل-لكن أنت تحبهم الآن!~ أيضاً كانت هذه لحظة غضب فقط.إن كنت في وضع عادي لم تكن لتجرؤ على التفكير حتى في فعل شيء كهذا~)

مالفرد:(لكن...حقيقة أنه في لحظة غضبي فكرت-كلا بل كنت سأفعل شيئاً شنيعاً كذاك...)

أطلق مالفرد ضحكة ساخرة

مالفرد:(آه~ أنا لست شخصاً جيداً بعد كل شيء....)

جفل جسد ليليا مجدداً و وضع يده على ظهر مالفرد المنحني

ليليا:(حسناً....ا-الجميع يملك جانباً سيئاً.أنت لست ملاكاً مالفرد...بالطبع قد تفكر في أشياء سيئة في أوقات الغضب و أفعال لم تكن لتتخيل أنك قد تقوم بها...ه-هذا أمر طبيعي رجاء لا تحمل على نفسك هكذا...)

مالفرد:(لكن-لكن بعدها أنا لم أعتني بهما حتى...لقد تركتهم و هذا تسبب في...في بيعهم و أصبحوا فئران تجارب،ففي الوقت الذي كان يفترض بكليهما اللعب و اللهو و ارتداء أفضل الملابس و أكل أشهى الطعام والشراب كان يتم تقطيع أجسادهم و من يعرف ماذا أيضاً....)

نظر ليليا إلى الأرض لفترة

استمر مالفرد بالحديث بدى كأنه على وشك الانهيار

مالفرد:(لم أستطع فعل أي شيء،لم أفعل أي شيء لإنقاذهم و تركتهم هكذا و اليوم الذي أخذتهم فيه كان بسبب الصدفة البحتة! إن-إن لم تتأخر عملية الختم...لن..لن يكونا هنا معنا الآن و من المحتمل أنني لم أكن لاراهم مجدداً....مهما أفعل لهم..مهما أحاول جاهداً فتلك الندوب لن تختفي و إن اختفت فإن أثرها على نفسيتهم باقي لن يزول....)

صمت ليليا بعدها و هو يشعر بالحيرة الآن

لم يعرف ما قد يقوله لذا ارتأى أن يترك مالفرد يفرغ ما في قلبه،لأنه و على ما يبدو كان يكتم الكثير بداخله

و على هذا استمر حديث مالفرد-الذي يشبه البكاء الآن-

مازالت يد ليليا موضوعه على ظهره

مالفرد:(بالنسبة إلى ثلاثتهم،أنا لم أفعل شيئاً لقد سمحت بأن يجربوا أشياء و مشاعر لا يجب لأي شخص تجربتها...لم أقدر على حمايتهم حتى! لم-لم اتمكن من حماية أبنائي...)

بدأت الدموع تتشكل في عيني مالفرد مما جعل ليليا يحدق نحوه في صدمه آخر مرة بكى فيها كانت عندما توفيت ميليسا

لم يره يذرف دمعه واحدة بعدها لكن ها هو الآن بدأت الدموع تتلألأ في عينيه مستعدة للنزول

في هذه الأثناء توقف ثلاثتنا عن اللعب و قررنا العودة إلى حيث كان والدنا لكن أوقفنا صوته المرتعش و المرتفع بعض الشيء الذي كان يتحدث به

لذا،من الفضول اختبأنا و استمعنا لما يقول والدنا

صدمنا من قل كلمة قالها،لقد كان يشعر بالذنب نحوي و أخي و يشعر أنه مقصر بحق اتجاه شقيقنا الأكبر

لذا نوعاً ما تجمد ثلاثتنا في اماكننا لم نعرف ماذا نقول أو نفعل في هذا الموقف فكما يبدوا أنه موقف جديد من نوعه حتى على شقيقنا

إنها أول مرة نسمع ذاك الصوت المنكسر و المتألم من والدنا شعر ثلاثتنا بالحزن حتى...سمعنا صوت ليليا المتفاجئ و هو يقول

ليليا:(مالفرد! بحقك لما قد تبكي هكذا؟)

انتفضت أجسادنا و حدقنا نحو بعضنا البعض لم نعرف ما نقول

مالوس:"ي-يبكي؟! أبي؟! هذا...أ-أنا لم أره يبكي قط منذ..منذ توفيت أمي...هل يبكي بسببي؟.... "

ميراي:"هذا...هذا صادم،نوعاً ما لا أستطيع تخيل والدنا باكياً... ."

ميكايلا:"هل...هل هو يشعر بالذنب لهذه الدرجة؟... ما-ماذا نفعل؟... "

ميراي:"...لا-لا أعرف...إنه حقاً يشعر بالسوء لأجلنا...ماذا قد نفعل لنريه أننا لسنا غاضبين بل ممتنين له؟... ."

ميكايلا:"ر-ربما نذهب و نحتضنه؟... "

ميراي:"ربما... ."

مالوس:"هل...هل كنت أتصرف بطريقة غريبة جعلته يظن أنني لا احبه؟... "

ميكايلا:"يبدو أن مالوس سيبكي هو أيضاً... "

لذا أمسكت يد أهي المرتجفة و ميراي فعلت المثل هدأ ونظر نحونا

تحدثنا بصوت منخفض لكي لا يسمعنا ليليا أو والدنا

ميراي:(لا بأس أخي~)

ميكايلا:(أجل،واثق بأن أبي فقط يشعر بالذنب أنت لم تفعل شيئاً سيئاً له)

صمت شقيقنا و نظر نحونا بعدها سأل بحذر

مالوس:(....ح-حقاً؟)

ميراي:(بالطبع أجل!~)

ميكايلا:(الآن نريد التفكير في طريقة لنجعله يشعر بشعور أفضل)

لم نكمل الكلام إلا و سمعنا صوت والدنا مجدداً

مالفرد:(لقد كنت أحاول جاهداً ألا أصبح مثل أمي عندما أربي ابنائي لكن-لكن لقد أصبحت اسوأ بمراحل! أسوأ شيء فعلته أمي هو عدم معاملتنا بالتساوي لكن أنا! أنا!.... أنا تركت ابني الأكبر في وقت حاجته لي و سمحت للطفلين الاخرين بالتعرض للضرب و أنهما حتى أصبحوا فئران تجارب! أنا أسوأ بكثير من أمي و أبي!)

كان صوت والدنا يتقطع و بدى متألماً للغاية

شعرت و كأن صوته اخترق قلبي بدلاً من أذني

لذا حاول ثلاثتنا الإقتراب لرؤية ما يجري و عندها رأينا مشهداً لم نكن لنتخيل رؤيته

والدنا كان منهاراً بكل ما تحمله الكلمة من معنى كان يبكي بحرقة و ليليا كان يبدوا متوتراً و هو يحاول فعل أي شيء ليهدأ من روعه

فور رؤيتي لدموع والدنا المنهمرة مثل الأمطار بدأت تنزل الدموع من عيني أنا أيضاً

لماذا أبكي أنا الآن؟

نظرت نحو اخوي فكانت عيني ميكايلا ترتعشان و هو يحدق نحوه والدنا و بعض الدموع أصبحت ظاهرة بينما كان شقيقنا يبكي هو أيضاً

لم أفهم لماذا

هل يعقل أن الدموع شيء معدي فبكى ثلاثتنا عندما رأينا والدنا يبكي؟

لكن شعور الألم هذا أيضاً....شعرت بالألم في صدري لم أرد سماع أو رؤية بكاء والدي...ربما ردة الفعل تلك هي لأن ثلاثتنا اتخذنا والدنا كجدار قوي متين يحمينا و يحنو علينا

و رؤية صدع في ذالك الجدار جعلنا نشعر بالهلع هكذا و نبكي على ذاك الصدع لا نعرف ماذا نفعل لكي نمنعه من أن يزيد في الحجم أو العمق

لذا أتخذ ثلاثتنا نفس القرار بلا تفكير مسبق أو خطة أو إتفاق

ذهبنا صوب والدنا و احتضناه جميعاً تصلب جسد والدنا لم أرى كيف بدى و جهه-و لا أظنني كنت سأتحمل رؤيته-لأنني وضعت وجهي في حضنه

كانت دقات قلبه مضطربة و هذا طبيعي بما أنه كان يبكي بحرقة

صمت الوضع مع استمرار شعوري بدموع والدنا و هي تنهمر حتى بعض فترة شعرت بيده الدافئة تحيط بي و بإخوتي

مالفرد:"اااه~انظر إلى هذا لقد جعلتهم يبكون أنا حقاً-"

ميراي:(أنا أحبك!!)

لم أرغب في سماعه يقول كلمة سيئة أخرى عن نفسه بعد الآن!

فهو في نظري بلا عيوب و شخص اتفاخر بكوني على ارتباط بالدم به،شخص كهذا لن أتحمل رؤيته يهين نفسه!

ميكايلا:(أ-أجل! أنا أحبك أيضاً كثيراً كثيراً!)

مالوس:(أبي أنت أهم و أغلى شخص لدي! مي-ميراي و ميكايلا أيضاً!)

ميراي:(بالضبط! نحن نحبك حباً جماً!)

عندما شعرت أن دموع والدنا بدأت تتباطء في نزولها حاولت أن أنظر إلى وجهه

لقد كان ينظر نحونا بتعبير مصدوم على وجهه كانت لا تزال بعض الدموع موجودة لكنه حدق نحونا بصمت ليليا كان قد تراجع بضع خطوات للوراء و بدأ يأخذ أنفاسه

ليليا:"هذا جيد،أظن أن ابنائه سيحسنون التعامل مع هذا الوضع أفضل مني...تأثيرهم عليه سيكون أقوى"

ميراي:(أبي...بابا أنا.. أنا و أخي نشعر حقاً حقاً بالامتنان تجاهك)

جفل جسد والدنا و نظر نحوي و أخي كأنه يريد أن يسأل عن سبب ذاك الامتنان

ميكايلا:(أجل...في الواقع نحن كنا خائفين من كيف كان سيكون والدنا...)

ميراي:(خفنا أن يكون كارهاً لنا...)

ميكايلا:(أو أن يكون شخصاً قاسياً و مخيفاً)

ميراي:(خفنا أن يكون والدنا هو من تركنا مع راشيل طواعية)

ميكايلا:(خفنا من أشياء كثيرة عندما كنا نفكر فيه.... لكن...لكن الآن)

ميراي:(الآن بعد أن عرفنا أن والدنا هو شخص طيب و لطيف)

ميكايلا:(و أنه شخص هادئ و ذو قلب رقيق)

ميراي:(و الأهم من هذا...)

ميراي&ميكايلا:(أنه يحبنا!)

اتسعت عيني والدنا و ظل ينظر اتجاهنا،لذا تابعنا الحديث

ميراي:(أنت لم تتركنا برغبة منك)

ميكايلا:(بل و أيضاً كنت تعطي الأموال لراشيل كي نعيش بشكل جيد)

ميراي:(و اخذتنا فوراً عندما اتيحت لك الفرصة لكي تأخذنا)

ميكايلا:(و كلفت نفسك عناء التحقيق و البحث في من قام بأذيتنا لذا بابا...)

ميراي&ميكايلا:(أنت لست مذنبا!)

ميراي:(ليس في نظرنا!و هذا يكفي!)

مازال والدنا محدقاً نحونا بشيء من عدم التصديق

مالوس:(أ-أجل... أنت لست مذنباً في نظر أي منا أبي...أبي في الواقع قد تظن أنك مقصر نحوي لكن،هذا رأيك أنت! بالنسبة إلي لقد كنت دوماً بجانبي!)

نظر شقيقنا إلى الأرض و تمسك بوالدنا

مالوس:(أنا أعرف أنني لم أكن طفلاً من السهل التعامل معه منذ لحظة ولادتي...لقد كنت أطلق السحر يميناً و يساراً بكميات هائلة بل و كنت على وشك قتل و أذية الكثير ممن في القصر لعدة مرات....رغم هذا أنت لم تستأ مني و ظللت بصبر تحاول مساعدتي على التحكم بقوتي و أعطيتني حارسك الروحي....حتى...حتى بعد رحيل أمي...)

صمت شقيقنا للحظة لكنه عاود الحديث و هو ينظر نحو والدنا بعيون ثابتة

مالوس:(أنت لم تتخلى عني كما تظن! لقد كنت تدعمني و يبدوا أنك لست مدركاً لهذا،أنا من أبعد نفسه عن الجميع.رغم أنني أقفلت بابي ظللت تأتي إلي كل يوم لتحاول التحدث معي و التخفيف عني حتى عندما كنت اختفي دون إعلام أي شخص لم تسأم من البحث عني و حاولة التخفيف من علي...أعطيتني الكمان و حاولت تخصيص جزء كبير كل يوم رغم انشغالك بقضية راشيل و باقي أمور الإمبراطورية لتعلمني كيف اعزف عليه! لم تسأم من نوبات غضبي و لم تمل من بكائي و لا من شكوتي إليك عن كل ما يحزنني،لم تغضب من عدم سيطرتي على قوتي.إن لم يكن يسمى هذا اهتماماً و حباً فأنا لا أملك أي فكرة عما قد يسمى!)

صمتت الأجواء لفترة طويلة كان ثلاثتنا مازلنا نبكي لكن بمقدار أقل بكثير الآن

والدنا توقف عن البكاء و نظر نحونا بعدها نظر نحو الأرض و قام بعناقنا

مالفرد:(اه... أنا... أنا لم أعرف....)

ميراي:(لم تعرف؟....)

مالفرد:(ظ-ظننت ....ظننت بأنني محظوظ حقاً لأن ثلاثتكم لديه قلب طيب فهذا يعني أنكم لن تكرهوني....لكن لم أستطع منع نفسي من الشعور بالذنب الشديد...شعرت بالذنب نحوكم... لذا...لذا رجاء...رجاء سأسأل سؤالاً لكم و اجيبوا عليه بصراحة....تعدونني؟)

مالوس:(بالطبع أبي!)

ميراي:(سل ما شئت بابا!~)

ميكايلا:(نعدك أن نجيب بصراحة)

مالفرد:(إ-إذًا....)

فتح والدنا فمه و اغلفه عدة مرات بدى كأنه لا يعرف ما سيسأل

مالفرد:(ه-هل....هل حقاً لا تكرهونني؟...لأي شيء فعلته؟...)

صمت ثلاثتنا و نظرنا نحو بعضنا البعض ابتسمنا ثم نظرنا نحو والدنا بإبتسامة واسعة و قلنا في نفس الوقت

:(قطعاً لا!~)

مالوس:(لا أستطيع تخيل كرهك حتى~)

ميراي:(هذا شيء مستحيل حدوثه!~كيف قد نكره أول شخص عاملنا بلطف و أعطانا شعوراً بالأمان و الحب لأول مرة؟~)

ميكايلا:(لا أظنني قادراً على كرهك حتى،نحن لم نأكل سوى التفاح و بعض فتات الخبز لولا أنك عثرت علينا و اخذتنا تحت جناحيك~)

ميراي:(ميكا...هل كل ما يهمك هو الطعام؟)

ميكايلا:(و هل يوجد شيء أهم منه؟~لقد تذوقت أشياء لم اتذوق مثلها يوماً!~)

مالفرد:(ح-حقاً؟...)

ميراي:(أجل هو محق في هذا،طعام القصر لذيذ بحق~)

ميكايلا:(لا أظنه يقصد الطعام ميراي....)

مالوس:(إنه يقصد اجابتنا على سؤاله)

ميراي:(لم تختلف كثيراً إذًا،مازالت بالطبع أجل!~)

ميكايلا:(كما قلت من قبل،بابا نحن نحبك بحق!)

مالوس:(و لا أظن أنه سيأتي يوم و نكرهك فيه!~)

حدق والدنا نحونا لفترة بدى غير مصدق لما قلناه للتو

ارتبكنا لأننا لم نعرف ماذا نفعل لكي نقنعه حقاً أننا نحبه حباً جماً لا نستطيع التعبير عنه بالكلمات

لذا قمنا بعناقه قام بضمنا إليه لكن تعبيره لم يتغير

مالفرد:"اه....هل...هل حقاً؟...هذا مريح...مريح حقاً... "

قام بضمنا إليه مجدداً بقوة أكبر و بدأت الدموع تنزل من عينيه مجدداً،هذا جعلنا نشعر بالحيرة و الارتباك مجدداً لكن خرج صوت والدنا يتقطع و يهتز

مالفرد:(أ-أنا... أوه مالذي فعلته لكي أحظى بأبناء مثلكم؟ أنتم حقاً... حقاً... أنا أحبكم لدرجة تعجز الكلمات عن وصفها... أحبكم كثيراً... كثيراً)

ميراي:(و-و نحن أيضاً نحبك كثيراً بابا!)

ميكايلا:(أ-أجل...نحبك للغاية)

مالوس:(لدرجة لا نعرف كيف نصف ما نشعر به بالضبط!)

استمر الوضع و نحن نعانق بعضنا البعض هكذا لفترة

بعدها أخيراً هدأ والدنا هذا جعلني أشعر كأن عبئا كبيراً انزاح من على قلبي كما أطلق أخي تنهيدة توحي بالراحة و ابتسم شقيقنا

يبدو أن ثلاثتنا كان متوتراً،نوعاً ما يبدو أننا خشينا من ألا يتوقف عن البكاء.

أخرج شقيقنا منديلاً كان بحوزته و أعطاه لوالدنا أخذه والدنا و بدأ يجفف دموعه أثناء فعله لهذا أطلق ضحكة خفيفة ثم أرجع رأسه للخلف و تنهد

مالفرد:(آسف...يبدو أنني أفسدت عليكم هذه النزهة أيضاً...)

مالوس:(ماذا؟! مستحيل! لا تقل هذا!)

ميكايلا:(أنت لم تفسد شيئاً علينا... حقاً لا تلم نفسك هكذا،أبي)

ميراي:(في الواقع أنا سعيدة بأنك لم تبقي كل شيء لنفسك و أخبرتنا بما يقلقك،رجاء...هل يمكنك أن تخبرنا بما تشعر به عندما تشعر به؟بدلاً من أن تحبس كل شيء داخلك لفترة طويلة لكي لا تنهار هكذا مجدداً....)

مالوس:(ب-بالضبط! أيضاً من السيء لصحتك أن تحبس كل ما تخاف منه هكذا!)

ميكايلا:(كلاهما محق،لذا هل يمكن أن نحصل على وعد منك،أبي؟)

اخفض والدنا رأسه مجدداً،كان لديه تعبير غريب على وجهه لم أفهم حقاً ماذا كان ذاك التعبير

مالفرد:(...لكن.. أنتم مازلتم صغاراً...أ-أ ليس من الخاطئ تحميلكم شيء كهذا؟...لا..لا أريد أن أثقل عليكم بأي شيء يخصني...)

ميراي:(ليس خاطئاً لأنك والدنا،من الأفضل أن تخبرنا بما تشعر به بدل أن نراك منهاراً هكذا مرة أخرى)

مالوس:(أجل،في الواقع الأمر سيكون أخف وقعاً علينا بكثير من أن نراك تبكي بحرقة هكذا...)

ميكايلا:(...رجاء فقط لا تحمل على نفسك...إذا كُنت تخاف علينا حقاً فلا تنتظر حتى تصل إلى مثل هذه الحالة مجدداً...)

صمت والدنا للحظة قبل أن يبتسم بدى كأنه استسلم لشيء ما

مالفرد:(فهمت،حسناً أظن علي أخذ نصيحة ابنائي~)

و ابتسم بلطف كعادته مجدداً عانقناه مجدداً و انضم إلينا ليليا الذي كان يراقب الوضع بصمت طوال الوقت كانت الابتسامة الواسعة المعتادة على وجهه هو الآخر

ليليا:(مرحى!~ عناق جماعي!~)

مالفرد:(أنت-هل كنت تنتظر فرصة عناقي أو شيء كهذا؟)

ليليا:(هيهيهي~)

تنهد والدنا و ضحك ثلاثتنا بخفة.

بعد ما حدث أصر والدنا على أن نطلب منه أي شيء قبل أن يعود إلى القصر كتعويض لما حدث

تردد ثلاثتنا قبل أن نتفق على طلب أن يلعب معنا قليلاً

عندما اخبرناه بما أردنا جفل جسده لكن بعدها ابتسم بلطف نحونا و وافق على ما طلبناه

ظللنا نجري هنا و هناك و كان أبي يطاردنا ليحاول الإمساك بنا،طبعاً لم يكن يطاردنا فعلياً و بدلاً من هذا كان يسير ببطء ليمنحنا مجالاً لكي نفلت منه

استمتعنا حقاً بهذا فهذه أول مرة نلعب رفقته و بالطبع انضم ليليا و استمر الوضع حتى أمسك والدنا بشقيقنا

و كانت هذه هي أول مرة نسمع صوت ضحك شقيقنا بهذه الطريقة كانت تبدوا كأنها ضحكة صادرة من قلبه حقاً

ذهبت و أخي من خلف والدنا و تمسكنا بقدميه،لم ندرك أننا سنجعل توازنه يختل و سقط على ظهره رفقة شقيقنا

ميكايلا:(أنتما بخير؟)

مالوس:(أجل،شيء كهذا مستحيل أن يؤذي أبي أو أنا~)

نظرت إلى السماء كانت تبدوا مشرقة و جميلة بشكل مميز اليوم لذا استلقيت جانب والدي

ميراي:(تشبه قطة...)

كان أبي على وشك نهوض لكنه توقف و نظر نحوي بتساؤل،اشرت نحو السماء تحديداً نحو سحابة في السماء

ميراي:(أنظر،إنها تشبه قطة!~)

عاد والدنا مجدداً و استلقى على الأرض و لحق بي ميكايلا

ميكايلا:(لا أظنها قطة،تشبه دباً امم~ أجل دب أبيض~)

مالوس:(ماذا؟~لكنني أوافق ميراي،إنها حقاً تشبه قطة)

ليليا:(لما تبدوا كسنجاب لي؟...)

ميراي:(بحقك من أين أتيت بالسنجاب؟!)

ليليا:(فقط انظري! يبدوا أنه لديها آذان صغيرة للغاية،القطط لا تملك اذان بهذا الصغر~)

ميكايلا:(لا أرى أي سناجب... أبي ما رأيك؟)

مالفرد:(هممم إنها قطة بالتأكيد)

ميراي:(هاه! رأيت؟~هذا يجعل ثلاثة على واحد إنها قطة بلا شك~)

ميكايلا:(تسك أياً يكن،حسناً لكن تلك هناك...لها شكل غريب بحق)

ميراي:(همم؟ أي واحدة؟)

أشار أخي نحو سحابة لها شكل غريب حقاً كما قال كان كلا طرفاها مدبب نوعاً ما

ميراي:(هذه...قد تشبه مجرفة؟..)

مالوس:(تشبه المثلجات!~)

ميكايلا:(هذا لأنك تحب المثلجات حقاً أخي)

ليليا:(هذه تبدو كنصل سيف~)

ميراي:(حسناً،بالتأكيد ستبدو كنصل سيف لك ليليا~)

ليليا:(سأعتبر أن هذا مديح،لذا شكراً لكِ~)

مالفرد:(...تبدو كنصل المقصلة...)

صمتنا جميعاً للحظة و حدقنا نحو والدنا بتعبير فارغ

مالوس:(أبي... أنت بخير؟)

مالفرد:(همم؟ أجل أنا بخير..لما السؤال؟)

ميراي:(أنت.. أنت حقاً حقاً بخير؟)

كان هناك تعبير متحير على وجه والدنا كأننا نتفوه ببعض الهراء

ميكايلا:(لا أظنك بخير...)

مالفرد:(ما خطب ثلاثتكم فجأة؟ أنا بخير حقاً)

ليليا:(مالفرد.... أتفق مع ميكايلا)

مالفرد:(جدياً ما خطبكم؟)

ليليا:(...تحتاج لبعض الراحة،مالفرد)

مالفرد:(هاه؟ على الإطلاق أنا في أفضل حالاتي)

ميراي:(.... حسناً إذاً...إذا كان هذا ما تقول)

امضينا بعض الوقت نراقب أشكال السحاب بعدها جلسنا و اكلنا بعض الحلوى رفقة والدنا

كانت الشمس قد بدأت تغرب بالفعل لذا عدنا إلى القصر

لكنه كان يوماً جميلاً حقاً بغض النظر عما حدث

في النهاية استمتعنا كثيراً مع والدنا و ليليا أيضاً

ذهبنا لتناول الطعام لكن للأسف والدنا ذهب مباشرة إلى مكتبه بعد أن ودعنا

أصر ثلاثتنا على أن يحرص ليليا أن والدنا سيتناول شيئاً أثناء عمله و هكذا بقينا في غرفتنا رفقة شقيقنا نقرأ بعض الكتب معاً و انتهى اليوم على هذا.

2024/07/29 · 11 مشاهدة · 3190 كلمة
Malak
نادي الروايات - 2025