تجمدت في مكاني للحظة و شعرت بدقات قلبي تتسارع،شددت على قبضة يدي و أكملت السير

حاولت جادة التظاهر بأنني لم أسمع شيئاً لكنه استمر

كلاوس:"أعرف أنني صدمتك،لكن...هناك شيء عليكِ معرفته...الأمر مهم حقاً"

شعرت بكثير من التردد و حاولت تجاهل ما قاله

كلاوس:"ميرا رجاء.... "

لقد بدى صوته يائساً بحق

لذا حاولت أخذ انفاسي و تهدأة نفسي

و وقفت و نظرت إليه مباشرة بعيون جادة و مترقبة

ميراي:(كيف؟)

ابتسم نحوي

كلاوس:(تبدين مخيفة هكذا)

ميراي:(أجب على السؤال،كيف عرفت؟و هل هناك أحد آخر يعرف هذا؟)

صمت و اختفت الابتسامة من فوق وجهه و نظر نحو الأرض بتعبير حزين

كلاوس:(....سحري المميز)

رفع نظره نحوي

كلاوس:(هه أنا أكرهه بنفس شدة كرهي لعنصري الروحي...)

شعرت ببعض الحيرة من إجابته تلك

ميراي:(هل أنت أيضاً قادر على قراءة الأفكار؟)

كلاوس:(كلا...لكن أتمنى لو كان الأمر هكذا... أنا قادر على رؤية ما يشبه الرؤية في حلمي...)

ميراي:(ر-رؤية؟... ماذا تقصد بالتحديد؟)

كلاوس:(أحداث من المستقبل لكن على شكل رموز.لا أستطيع رؤية الحدث نفسه بالكامل و أيضاً كلما كان وقت حدوث ذاك الأمر بعيداً كلما زاد تشويش شكل تلك الرموز و عدم وضوحها هذا و يكون لونها أحمر،العكس كلما كان الأمر قريباً تكون الرموز واضحة بلون أبيض)

حدقت نحوه بذهول للحظة

ميراي:(هذا....هذا مدهش!)

ارتسمت ابتسامة صغيرة على وجهه

كلاوس:(ليس حقاً....لم أرى شيئاً جيداً منذ حصلت على سحري المميز...)

لقد بدى لي حزيناً لسبب ما

ميراي:(اه....ح-حقاً؟)

أومأ برأسه ببطء بعدها ابتسم ابتسامته المبتهجه المعتادة

كلاوس:(أيضاً أنتِ أول شخص أخبره بأنني أملك سحراً مميزاً!~)

ميراي:(حقاً؟! ل-لما أنا بالذات؟....)

كلاوس:(ل-لأنك...)

صمت بعدها و أخذ ينظر في الأرجاء كأنه يبحث عن شيء ما شعرت بالارتباك من فعله لهذا لكن تعابير وجهه بدأت تسوء و بدى أنه متوتر للغاية من شيء حتى فجأة أمسك رأسه بيديه

كلاوس:(آآآه! لا أريد أن أخبرك بهذا! ما تزالين طفلة!)

انزل يديه و بدى لي كأنه بدأ يحاور نفسه لكن بصوت عالي و متوتر

كلاوس:(أعرف أنه ليس من الصائب تحميل طفلة صغيرة أشياء كهذة! لكن!لكن!...)

بدأ بؤبؤ عينيه يرتجف و عض على شفتيه و هو ناظر الى الأرض بقلق و حزن

لم أفهم ما خطبه لكن منظره هكذا لم يشعرني بالراحة

اقتربت منه و حاولت الإمساك بيده لاحظني و انحنى حتى أصبح في نفس مستواي قمت بإحتضانه و التربيت على رأسه برفق

ميراي:(لا بأس...لا عليك أحياناً لا يكون أمامنا أي خيار...)

ابتعدت عنه قليلاً و نظرت نحوه بإبتسامة

ميراي:(أيضاً أنا بالفعل رأيت الكثير من الأشياء التي لم يكن يجدر لأي طفل-كلا بل لأي شخص رؤيتها)

نظر نحوي بصمت بعدها ابتسم بلطف

كلاوس:(... أنتِ حقاً طفلة طيبة..)

ميراي:(ما خطبك أنت و ليليا؟ كلاكما متأكدان أنني و أخي أطفال طيبون؟! ما دليلكم على هذا بحق؟)

ضحك كلاوس مما جعلني اعبس نظر نحوي و ضمني نحوه بلطف

كلاوس:(يكفي حقيقة أنكم لا تحقدون على أي شخص بل كلاكما مدرك أن ما حدث لكما أيا كان لا يجب أن يمر به أي شخص آخر...هناك أناس يظنون أنهم إذا مروا بمحنة ما فعلى الجميع المرور بها...)

ميراي:(.... حسناً أظن....اذا ماذا رأيت؟)

صمت و اختفت ابتسامته نظر نحوي بصمت لفترة قبل أن يغمض عينيه و يتنهد بعدها نظر نحوي بتعبير أكثر جدية

كلاوس:(...لكي تُعدي نفسك فقط....إ-إنه شيء بشع...و هو قريب حدوثه...)

بدأت أشعر بقليل من القلق

ميراي:(...قل ما لديك)

كلاوس:(...هناك كارثة قادمة...أعني لعائلتنا و إنها شيء بشع للغاية...)

صمت مجدداً و نظر نحو الأرض

كلاوس:(...لقد...لقد رأيت الكثير من النيران و أشياء محطمة...كان الوضع بشعاً و مليئاً بالدماء...بقي الجميع في القصر إلا طائر أسود اللون مرسوم على ظهره نفس الرمز المرسوم على عينك...)

جسدي اقشعر و بدأت ضربات قلبي تزداد بعض الشيء

ميراي:(ه-هل هذا كل شيء؟... م-ماذا عن إخوتي و إخوتك؟...ماذا سيحدث لهم؟)

صمت مجدداً بدى أن الحديث كان ثقيلاً عليه حقاً لكنه تنهد مجدداً و تابع الحديث

كلاوس:(...تنين صغير بعيون خضراء كالزمرد كان يبكي بحرقة...و..و طائر أبيض بنفس علامة الوردة التي لدى شقيقك...لقد قام بحبس نفسه في قفص و بقي هناك...لقد بدى لي حزيناً... قطة صغيرة بلون وردي كانت تلعب في الارجاء لكن...لكن فجأة توقفت و ظلت في مكانها دون فعل أي شيء..أظن أن هذا أرنولد..أما ديتر فظهر بهيئة رجل مطارد يرتدي عبائة سوداء ليخفي نفسه...)

استمعت لكل هذا بصمت تام و أنا أشعر و كأن عقلي دخل حالة فوضى من كل تلك الأشياء و محاولة فهم ما قد تعنيه حاولت التركيز لسؤال سؤال واحد أخير

ميراي:(أبي؟..)

كلاوس:(هذا هو الأمر الغريب...كل من أبي و عمي لم يظهروا... أيضاً الشيء الذي أردت اخبارك به،الطائر الأسود أثناء تحليقة بعيداً ظهرت العديد من الأشواك الحادة و حاولت خنقه)

جفل جسدي و اتسعت عيناي

كلاوس:(أيضاً... الأمر غريب لكن كانت تلك الأشواك في كل مكان في الحلم...بدى كأنها تغلفه)

ميراي:(م-ماذا حدث للطائر الأسود؟..)

كلاوس:(أخبرتك أن الأمر ليس كاملاً...آخر شيء رأيته هو محاولة الطائر الأسود التخلص من تلك الأشواك التي أخذت تخنقه...لم تكن تحاول إعادته إلى القصر بل...بل أظنها كانت تحاول سحبه لاسفل فحسب...)

ميراي:(...لما...لما أخبرتني أنا فقط؟..)

صمت و نظر نحوي بحزن و ندم

كلاوس:(أنتِ....أنتِ الوحيدة التي خرجت من القصر...ديتر خرج لكنني رأيته...رأيته يجري و كان هناك العديد يطاردونه...أيضاً)

عندها فجأة و كأنه قد فقد الوعي،اظلمت عيناه و أصبحت باردة كما ارتسمت ابتسامة فارغة على وجهه رفع هذا من شعور القلق لدي و قبل أن أقول أي شيء

كلاوس:(أنا... أنا سألقى حتفي...)

صعقت و انتفض جسدي لقد تحدث للتو بنبرة باردة دون مشاعر و هو يحدق في الأرض

تمسكت به بقوة و أنا أنظر إليه بعيون ترتجف

ميراي:(م-ماذا تقصد بحق؟! أنت ستموت؟! ل-لماذا؟! م-من سيقتلك حتى؟!)

نظر نحوي بعدها ابتسم و ربت على رأسي برفق

كلاوس:(...لقد افزعتك أليس كذلك؟...اعتذ-)

ميراي:(لا تفكر في الاعتذار حتى! فقط من بحق قد يقتلك؟! ألم تتمكن من رؤية هذا؟!)

حينها حدق بالفراغ و ابتسم ابتسامة غريبة،ابتسامة أصابتني بالقشعريرة نوعاً ما

كلاوس:(....ديتر...)

ميراي:(ما-....)

هدأت تماماً شعرت بتيار هواء بارد غلف الأجواء حولنا

شعرت و كأن العالم كله صمت للحظة

ظللت أحدق في وجه كلاوس الذي قال لتوه أنه سيقتل على يد شقيقه بإبتسامة

كلاوس:(... لا-لا تقلقِ... أنا أخبرك بهذا لأنني أريد منك بما أنك ستكونين الناجية الوحيدة من تلك المأساة... رجاء...رجاء هل...هل يمكن أن تعثري على سبب تلك الكارثة؟...)

لم تصل أي من كلماته إلي

عقلي كان مشوشاً حقاً،مشوشاً بطريقة لم أشعر بها قبلاً...

لم أعرف بما أجيب حتى...لم أعرف ماذا أفعل..

شعرت كأنني ضعت وسط غابة بلا بداية أو نهاية

حاولت تنظيم الأفكار لكن لم تكن أفكاري فحسب من في حالة فوضى

مشاعري شعرت بها تتصادم كالامواج

ارتسمت نظرة حزن على وجه كلاوس و أخذني في حضنه و ظل يربت برفق على ظهري

كلاوس:(لكن تعرفين شيئاً؟....إنه مجرد ظن عندي لكن...لو كان الأمر كما فهمته فتلك الرؤية يمكن أن تتغير!)

فجأة شعرت بقليل من الهدوء شعرت بلهفة لسماع ما سيقول تاليغا

ميراي:(حقاً؟كيف نغيرها إذًا؟)

كلاوس:(ما رأيك أن يعمل كلانا لكي نجد ذاك السبب؟)

ميراي:(و هذا سيمنع كل تلك الأشياء الفظيعة من الحدوث؟)

كلاوس:(حسناً....في إحدى المرات حصلت على رؤية فيها أن أخي ديتر أثناء تدريبه سيحدث حادثه و ستقطع يده)

ميراي:(و كيف قمت بمنع ذلك؟)

كلاوس:(كان الذي سيقطع يده هو سقوط فأس نتيجة اصطدامه بها أثناء التدريب.لذا هرعت بسرعة و عندما وجدته يتدرب دخلت و قمت بتجميع كل الفؤوس التي كانت في القاعة)

ميراي:(و...و هكذا لم يصطدم بها و نجت يده؟)

كلاوس:(في الواقع....لقد وقع و اصطدم بمجموعة رماح بدلاً من ذالك،لكنه لم يصبه اذى~)

ميراي:(....لكن هذا يعني أن جزء الوقوع تحقق... إذًا جزء من حلمك سيتحقق و جزء آخر يمكن تغييره؟)

ابتسم بلطف نحوي

كلاوس:(أنتِ فتاة ذكية،أجل أنتِ محقة...هناك مشكلة واحدة مع ذلك و هي أنني لا أستطيع التعرف على أي جزء سيحدث و أي جزء لن يحدث...)

ميراي:(تباً... إذًا سنحاول البحث عن أي شيء قد يقود لتلك الكارثة صح؟...صحيح ماذا عن عمتي و زوجها و والدتك؟...سيدويل أيضاً)

كلاوس:(سيدويل سيذهب مع والده...و لن يعود بعدها أبداً إلى هنا... أمي حسناً...لا تستبقي الأحداث لكن أمي هي من ارشدت الطائر الأبيض إلى القفص و بعدها ظلت تحاول الحفاظ عليه...ل-لكنها كانت تعطيه الطعام و يبدوا أنها تهتم به!)

ميراي:(...لكنك قلت أنه بدى حزيناً...)

كلاوس:(ميراي،لم يكن هناك شخص واحد بدى سعيداً...عدى فيريد)

ميراي:(إذًا عمتي؟ أوه! هل رأيت ليليا؟)

كلاوس:(حسناً....عمتي...تعرضت لاصابه بالغه...لكنها حية! أما بالنسبة إلى ليليا فلقد كان هناك خفاش بعيون حمراء...كان يطوف طوال الحلم هنا و هناك مرة يذهب و يحوم حلو الطائر الأسود و مرة أخرى يعود و يحوم حول التنين الصغير و الطائر الأبيض)

ميراي:(يا إلهي ليليا سيظل ليليا حتى لو وسط حرب...)

ضحك كلاوس بعدها نظر إلي و ابتسم

كلاوس:(هذا كل شيء...هيا بنا لكي لا نتأخر عليهم)

هم كلاوس بالنهوض بعدها

ميراي:(ك-كلاوس...ماذا عنك؟...)

توقف فجأة و أصبح هناك ذاك التعبير الفارغ مجدداً على وجهه

كلاوس:(...جميعنا سنموت يوماً ما...)

لكنه ابتسم بسعادة بسرعة و وقف منتصباً

كلاوس:(على اي حال لا تشغلي بالك بي~ أيضاً من يعرف؟ لو تمكنا من العثور على سبب تلك الكارثة قد يتغير الحلم بأكمله!~)

ميراي:(... أنت محق...هل ستخبر أبي؟..)

كلاوس:(آسف لكن...لن أخبره بهذا هو لم أستطع رؤيته في الحلم..أو ربما رأيته و لم أتعرف عليه....)

لم أفهم ما قاله في النهاية حقاً لكن فور أن فهمته سألته بتعحب

ميراي:(لحظة تريد اخباري أنك عليك اكتشاف ما يعنيه كل رمز بمفردك؟!)

كلاوس:(أجل~ اخبرتك أليس كذلك؟ أنا حقاً أكره سحري المميز....إنه مزعج)

ميراي:(إذًا لما لم تخبر أحداً عنه سواي؟)

صمت و عاد وجهه للتعبير الجاد

كلاوس:(...ذاك الحلم يراودني منذ مدة و كل فترة يزداد وضوحاً....لكن الآن إنه أكثر وضوحاً من أي وقت مضى... أخاف لو أخبرت أحدا أن يكون هو الخائن و المتسبب في تلك الكارثة...)

ميراي:(أنت محق...من الأفضل إبقاء الأمر سراً،مع ذلك كيف بحق كنت تعرف أنني قادرة على قراءة الأفكار؟)

كلاوس:(هذا... حسناً الطائران بدوا لي كأنهما يتحدثان معاً دون أن يحركا أفواههم لذا فكرت ربما بإمكانكم قراءة أفكار الآخرين؟~)

ميراي:(تريد القول أنك بنيت أفعالك على مجرد ظن لك؟...)

احمر وجهه بشكل طفيف و حك رأسه و هو يبعد نظره عني

ميراي:(أنت حقاً....لا تخبر أي أحد بهذا اتفقنا؟)

كلاوس:(أعدك بهذا~ أيضاً،إيجاد الخائن المتسبب في هذا سيكون أسهل بكثير بما انكِ تستطيعين قراءة الأفكار~)

ميراي:(ليس تماماً... أنا و أخي نبحث عنه منذ أن اتينا إلى هنا و مع ذلك لم نمسك بأي شخص....ربما هو أيضاً يعرف أننا نستطيع قراءة الأفكار...)

كلاوس:(حسناً هذا ليس احتمالاً بعيداً....لكن كلاكما كان يبحث عنه منذ أن جئتم إلى القصر؟هل لديكم أي مشتبه به؟)

ميراي:(حسناً،فيريد على القائمة لكننا لم نتأكد منه بعد و... حسناً أنت كنت على القائمة أيضاً لكن ليس بعد الآن.... أيضاً كلانا يشعر أن هناك أمر غريب يجري في مملكة أسترون)

كلاوس:(مملكة استرون؟...لكن على حسب ما فهمت من الرؤية المتسبب كان شخصاً بيننا...)

ميراي:(هممم....لكن لا أظن أنه أبي،لا أقول هذا لأنه والدي بل لأنني معه أغلب الوقت و أستطيع قراءة أفكاره دائماً لذا هو ليس الخائن)

كلاوس:(هذا مطمئن...لأكون صادقاً كان سيكون الأمر مخيفاً لو كان عمي هو الخائن....تخيلي أن يكون عدوك يعرف كل شيء عنك بينما أنت لا تعرفين سوى القليل...)

ميراي:(هذا ما جعلني و أخي نتصرف بحذر شديد عندما أتينا إلى هنا....هذا يترك والدك...لم أبقى معه كثيراً و المرات التي بقيت معه فيها لم يكن يقول الكثير في رأسه لذا لا أعرف صراحة هل أشك به أم لا؟)

كلاوس:(لكن أبي يكره خالي فيريد لأقصى درجة...لو كان فيريد متورطاً فيما حدث في تلك الرؤية لا أظن أن أبي سيفكر في العمل معه حتى...)

ميراي:(مشاعر الناس يمكن أن تتغير في لحظة،أيضاً لو تحدثت عن نفسي فأنا على الإستعداد لفعل أي شيء لتحقيق هدف أريده حتى لو عنى ذلك التعاون مع الد اعدائي،طالما سيصب الأمر في صالح أهدافي في النهاية)

كلاوس:(ابنة عمي لديها إرادة حديدية أليس كذلك؟~)

ميراي:(...إذا كنت ترى ذلك)

صمت للحظة لكن خطر سؤال على بالي

ميراي:(كلاوس....لما أنت متأكد أن السبب في هذه الكارثة هو شخص بيننا؟)

كلاوس:(اه حسناً....لقد استنتجت الأمر بما أن تلك الأشواك كانت تغلف قصر دورننتال و لانروج فحسب و بدت كأنها تتدخل في كل حدث كما كانت تحاول خنقك فظننت أن هذا يعني أن الخائن من بيننا)

ميراي:(...لكن أليس من الممكن أن الأشواك تحيط بالأماكن التي سيقع فيها الحدث فحسب و لا تشير إلى الخائن؟)

كلاوس:(ممكن....تسك لا أعرف حقاً)

ميراي:(...فكرت هكذا لأن الأمر سيكون غريباً إن كانت تشير إلى الخائن...)

نظر نحوي بتساؤل

كلاوس:(لما هذا؟)

ميراي:(...أعني إن كانت تشير إلى الخائن ألن تكون ناتجة من مكان واحد و تتمدد إلى الباقي؟...لكنك قلت أنها فقط مبعثرة في أرجاء الحلم...)

كلاوس:(....قد تكونين محقة...فقط هيا لنعد الآن مالوس سوف يقتلني لو تأخرنا أكثر~)

ميراي:(حسناً....هيا بنا)

و هكذا و رغم شعور القلق الذي أصابني و الفوضى التي ملأت عقلي قررت أن انسى كل شيء و أعود

و هكذا وصلنا إلى الحديقة

ميراي:(مرحباً لم نتأخر أليس كذلك؟~)

مالوس:(كلا... حسناً ليس كثيراً)

ميكايلا:(إذًا~بما كنت تريد التحدث معنا كلاوس؟)

كلاوس:(أوه حسناً في الواقع...)

ذهب بعدها كلاوس وجلس على إحدى الكراسي في الحديقة

فذهبنا بدورنا و جلسنا جانبه ننظر له بترقب لما قد يقول

كلاوس:(...سأذهب في ماكن ما لفترة طويلة.... أريد أن أخبركم بشيء مهم قبل ذهابي)

مالوس:"نبرة صوته تلك.... "

مالوس:(كلاوس....لما...لما تتحدث كأنك لن تعود أبداً؟...)

صمت كلاوس بعدها ابتسم

كلاوس:(حسناً بالطبع لن اختفي من الوجود~سأذهب لفترة طويلة بعض الشيء...لذا أريد أن أخبركم بما أخبرت إخوتي..)

ميكايلا:(و ما قد يكون هذا؟...)

حدق كلاوس نحو ثلاثتنا و أخذ نفساً عميقاً و نظر نحونا

كلاوس:(مهما حدث من الآن فصاعداً لا تيأسوا و لا تستسلموا أبدا ً.... لأنه مهما بدى الأمر فظيعاً فعليكم التأكد أنه لكل شيء نهاية الحزن لا يدوم للأبد...)

مالوس:"هذا...لما يشبه ما قالته أمي؟..... "

تمسك مالوس بيد كلاوس بقوة و نظر إليه كانت عيونه الخضراء كالزمرد ترتعش بخفة

مالوس:(كلاوس ما الذي يجري معك بحق؟....لا تبدوا على طببعتك....)

كلاوس:"لا فائدة صح؟.. ."

قمت بهز رأسي للموافقة على ما قاله كلاوس بينما بدى أخي متحيراً

تنهد كلاوس و أرجع رأسه إلى الوراء

كلاوس:(أنا.... أنا أعرف ما حدث للتوأم..)

صعق كل من إخوتي ونظروا إلى كلاوس بتفاجئ شديد

ميكايلا:(ك-كيف؟!)

كلاوس:(....لا أستطيع أن أقول هذا الآن-)

مالوس:(عليك أن تقول هذا الآن! لأنه إن كنت أنت تعرف فهناك إحتمال أنه يوجد آخرون يعرفون أيضاً!)

كلاوس:(كلا،لا أحد سواي يعرف هذا...)

ميكايلا:(إذًا كيف عرفت أنت فقط؟!)

كلاوس:(....كما قلت أنا اتتبع فيريد و أثناء تتبعي لأعماله وجدت أنه يبيع بعص الأطفال الأيتام إلى مكان مريب...و عندما تحريت أكثر في الأمر وجدت شيئاً له علاقة بأطفال لديهم دماء مميزة...)

مالوس:(.... أين هذا المكان بالضبط؟)

كلاوس:(لم أتمكن من تحديده بالضبط،لكن إنه بعيد عن هنا تماماً...إنه في الناحية الأخرى من غابة الموت)

مالوس:(هذا...هذا بعيد حقاً...لا تعرف أين؟هل هو بقرب مملكة ما؟...)

كلاوس:(حسناً إنه بالقرب من مملكة للبشر....لم أتمكن من الدخول و البحث لأن الأمر كان خطيراً و حاولت ألا يكتشف أي شخص امري)

ميراي:"هذا يشبه ما قاله عني و ما اكتشفه والدنا و ليليا"

ميكايلا:"أجل....هكذا كلاوس لم يعد مشتبها به صح؟"

ميراي:"أجل....لم يعد كذلك"

ميكايلا:(إذًا...كان يتم نقلنا يومياً إلى الناحية الأخرى من القارة؟...)

ميراي:(هذا... حسناً يبدوا أن الأمور تزداد تعقيداً فحسب...)

كلاوس:(حسناً الأمر معقد من البداية....أيضا هناك شئ غريب يجري في مملكة أسترون...)

مالوس:(شيء غريب مثل ماذا؟..)

كلاوس:(لا أعرف تحديداً...حتى الآن..لكن كل ما أعرفه أنه يبدوا كشيء مشؤوم...)

ميراي:(بذكر هذا نحن صادقنا أمراء مملكة أسترون)

تفاجئ كلاوس و نظر إلي بعدم تصديق

كلاوس:(أ حقاً؟!)

مالوس:(أجل...لقد ذهبنا و لعبنا معهم لأكثر من مرة الآن...)

ميراي:(كما تمت دعوتنا لحفل تتويجهم كأمراء)

كلاوس:(قد يكون طلباً ثقيلاً لكن-)

ميكايلا:(نحن بالفعل ننوي أن نجمع معلومات عن أسترون من خلالهم)

مالوس:(أجل،بما أن أبي هو أيضاً كان يشعر أن هناك شيء خاطئ هناك)

كلاوس:(حسناً هذا رائع إذًا!~...سأحاول التواصل معكم،ليس لديكم مانع بإخباري عما تجدونه أليس كذلك؟)

ميراي:(بالطبع،سنحاول أن نعلمك بأي شيء نجده)

كلاوس:(شكراً لكم...عناق أخير للوداع؟)

عبس شقيقنا اتجاهه

مالوس:(لا أحب كيف تصفه بالاخير...)

كلاوس:(أوه لا تقلق مالوس~لن اتأذى بسهولة~)

مالوس:(...إذا كنت تقول ذلك..)

و هكذا قام كلاوس بعناق ثلاثتنا بقوة قبل أن يبتسم اتجاهنا بلطف

تحدثنا قليلاً ثم بعدها قام بتوديعنا

و هكذا انتهى يوم آخر بمشكلة جديدة ظهرت أمامنا... أمامي أنا فقط بالأخص فلقد قرر كلاوس ألا يخبر أيا من إخوتي عما رآه

و هكذا ذهبت و أنا أحمل شعوراً بأن هناك شيئاً مريعاً يلوح لي من الأفق.

2024/08/02 · 10 مشاهدة · 2455 كلمة
Malak
نادي الروايات - 2025