صباح اليوم التالي ذهبنا إلى مكتب والدنا بعد الإفطار

دخلنا و سلمنا عليه و وجدنا ليليا رفقته في المكتب،ابتسم والدنا نحونا

مالفرد:(دعوني اخمن،تريدون الذهاب إلى أبناء عمكم اليوم،صح؟)

ابتسمت بسعادة نحوه

ميراي:(أبي يعرفنا جيداً~)

مالوس:(أجل!~ لذا...لا بأس في الذهاب صحيح؟)

ميكايلا:(فيريد مازال خارج القصر صحيح ليليا؟)

ليليا:(أجل~ إنه ليس في القصر حالياً)

مالفرد:(إذًا هكذا أظن لا بأس لو ذهبتم إلى قصر لانروج)

ليليا:(و هل ستذهبون هناك الآن؟)

ميكايلا:(أجل-)

التفت ليليا بإبتسامة مشرقة على وجهه نحو والدنا

ليليا:(إذًا مالفرد ماذا لو-)

مالفرد:(أنت لديك أشياء أخرى لفعلها ليليا)

ليليا:(لكن أنا أشعر بالملل!~أريد الذهاب معهم!~)

مالفرد:(ألم تكن هناك قبل أن تأتي لهنا منذ بضع ثوانٍ فحسب؟!)

ليليا:(حسناً أجل لكنني لم أدخل إلى القصر،لذا رجاء~)

مالفرد:(قلت كلا،لديك أشياء مهمة لفعلها)

ليليا:(أوه هيا الآن!~)

ذهب نحو ثلاثتنا بعدها و وقف خلفنا ضاماً لنا نحوه

ليليا:(من سيعتني بالقطط الثلاث اللطيفة إذا لم يكن أنا؟~)

مالوس:(إذا احتجنا إليك أستطيع استدعائك)

تجاهل ليليا ما قاله شقيقنا

و كان ينظر نحو والدنا بعيون تلمع راجياً من والدنا الموافقة على طلبه

ازاح والدنا نظره بعيداً عنه و بدأ يكتب شيئاً ما

مالفرد:(سوف أخبر مالينارد أولاً أنهم يريدون القدوم)

ليليا:(مالفرد هل تتجاهلني؟!)

ميراي:(أظن هذا)

ميكايلا:(أليس الأمر واضحاً؟)

ليليا:(هيا الآن!~مالفرد!~)

بعد أن انتهى والدنا من كتابه تلك الورقة رفعها بالسحر و بدى كأنها احترقت بضوء ذهبي

ميراي:(ماذا؟! أين ذهبت الورقة؟)

مالوس:(أوه هذا عندما يريد أبي بعث رسالة لاحدهم بسرعة،ببساطة تشبه تقنية النقل الآني~)

ميكايلا:"هذه تقنية مفيدة للغاية في رأي~"

ميراي:"بالطبع،بما أنك كسول للغاية ميكا~"

ميكايلا:"أنتِ!"

بعدها أخرج والدنا ظرفا آخر و سلمه إتجاه ليليا دون رفع نظره من الأوراق التي أمامه

مالفرد:(خذ هذه و أعطها لمالينارد و أنت هناك)

هرع ليليا نحو مكتب والدنا بإبتسامة واسعة على وجهه

ليليا:(شكراً مالفرد!~عرفت أنك طيب القل-)

مالفرد:(بعدها عد إلى هنا)

تجمد ليليا في مكانه للحظة قبل أن يصرخ

ليليا:(أنت قاسي للغاية مالفرد! أ تعلم هذا؟!~)

ابتسم والدنا على أنين ليليا ذاك

ضحك ثلاثتنا ضحكة خفيفة و هكذا ودعنا والدنا و خرجنا من المكتب رفقة ليليا الذي كان يسير محبطاً و رأسه منخفضه

وددت أن اخفف عليه لذا ذهبت و ربت على قدمه بما أنها الشيء الوحيد الذي أستطيع الوصول إليه

ميراي:(هيا الآن~ لا بأس عليك،واثقة أنك قد تأتي معنا المرة القادمة)

مالوس:(أيضاً ألم تكن تلعب معنا منذ يوم فقط؟ هيا ليليا أعتبر الأمر أنك تساعد أبي في عمله لتخفف عليه~)

ميكايلا:(لا تسر محبطاً هكذا،رؤيتك هكذا تزعجني)

رفع رأسه و نظر إلى ثلاثتنا بعيون تلمع قبل أن ينقض علينا

ليليا:(وااااه!~ أنتم حقاً ألطف أطفال رأيتهم!~لم أعرف أنكم تخافون على مشاعري هكذا~)

مالوس:(كم مرة علي إخبارك أنك ستحطم ضلوع إخوتي هكذا!!)

ميراي:(لي-ليليا! لا بأس لكن-لكن أنت تخنقنا بحق!)

ميكايلا:(ابتعد عني! من قال إني أهتم لامرك بحق؟!)

مالوس:(ليليا هيا الآن نريد الاستعداد لكي نذهب إلى أبناء عمنا!)

ليليا:(لا مشكلة في عناق صغير~)

ميراي:(هاااه~اظنك محقاً....)

ميكايلا:(كلا ليس محقاً! اتركني حالاً ليليا!)

ليليا:(إلهي،حسناً حسناً كما تريد ميكايلا)

و هكذا تركنا ليليا كان أخي يلهث بوجه شاحب يبدو أن ليليا كان يخنقه حقاً

ذهبنا و بدلنا ملابسنا بعد أن قال والدنا إن عمنا لا يمانع لو ذهبنا اليوم

و هكذا برفقة ليليا ذهبنا إلى قصر لانروج عندما دخلنا من بوابة القصر كان أرنولد واقفاً أمامها يلوح إلينا

ميراي:"هذا يذكرني بأول مرة جئنا إلى هنا"

ميكايلا:"حيث تم عناقنا حتى الموت من قبل أرنولد و والدته... "

ميراي:"هااااه~ذكريات جميلة...لكن،أنا حقاً أحب شكل هذا القصر و ألوانه،لا يهم كم مرة أراه فيها إنه حقاً يعجبني~"

ميكايلا:"أتفق معكِ،إنه جميل حقاً"

مالوس:(أتمنى ألا ينقض عليكم مرة أخرى....)

ميراي:(حسناً أظن أنها طبيعته فحسب)

ميكايلا:(لا تقلق هذه المرة سأهرب من أمامه)

ليليا:(أنتما تكرهان العناق حقاً أليس كذلك؟)

ميكايلا:(اتسائل ما السبب؟)

كان يحدق أخي نحو ليليا بغضب بينما رد عليه ليليا بإبتسامة لطيفة

بعد أن وقفت العربة نزلنا منها استقبلنا أرنولد بحفاوة و قبل أن يتمكن من الإقتراب منا حتى وقف شقيقنا أمامنا

مالوس:(اهدأ أولاً قبل أن تقوم بعصرهم)

ارنولد:(أوه هيا!~لقد افتقدتهم حقاً!~ مالوس ابتعد رجاءً!)

هز شقيقنا رأسه يميناً و يساراً

مالوس:(مستحيل،أنت أبتعد أولاً)

ارنولد:(تسك حسناً حسناً)

و هكذا أتخذ أرنولد عدة خطوات إلى الوراء

نظر نحو شقيقنا بتعبير ضجر

ارنولد:(سعيد الآن؟)

ابتسم شقيقنا

مالوس:(أجل~)

ارنولد:(يالك من....هاااه)

ميراي:(مرحباً أرنولد!~ لم نرك منذ مدة)

ارنولد:(ميراي!~ كيف حالك الآن؟)

ميراي:(أنا في أفضل حال!~)

ارنولد:(هذا مدهش!~ و ميكايلا،أنت بخير؟)

ميكايلا:(أوه أجل أنا بخير،كيف حالك أرنولد؟)

ارنولد:(بخير طالما أنتم بخير!~لحظة...خالي؟ ماذا تفعل هنا؟)

ليليا:(هناك رسالة أريد اعطائها لوالدك،لا تمانع ارشادنا أليس كذلك؟~)

أرنولد:(بالطبع لا!~ هيا جميعاً~)

و هكذا دخلنا رفقة أرنولد إلى القصر

سرنا لفترة كان يحاول أرنولد فيها انتهاز فرصة لكي يعانقنا لكن شقيقنا كان دائماً ما يحول بيننا و بينهم

و استمر الأمر حتى وصلنا إلى باب المكتب الخاص بعمنا

لم يكلف أرنولد نفسه عناء الطرق على الباب و قام بفتحه فوراً

ارنولد:(أبي!~ أنظر من جاء لرؤيتك!~)

كان عمنا جالساً على كرسي مكتبه ينظر نحو بعض الأوراق

لم يبدوا منزعجاً من اقتحام أرنولد لمكتبه يبدوا أنه معتاد على هذا بالفعل

مالينارد:"ذاك الطفل حقاً.... "

ميراي:"يبدو أن عمنا فقد الأمل فيه"

ميكايلا:"أظن هذا"

مالوس:(عمي!~كيف حالك؟ افتقدتك كثيراً حقاً~)

كان شقيقنا يتحدث بإبتسامة واسعة

ميكايلا:"شقيقنا حقاً يحبه أليس كذلك؟"

ميراي:"هذا لطيف في الواقع~انظر إلى تلك الابتسامة المشرقة على وجهه!~"

نظر عمنا نحونا و قام من على مكتبه و تقدم نحو شقيقنا و وضع يده على رأسه

مالينارد:(أنا بخير مالوس،لقد افتقدتكم أيضاً~)

نظر نحونا بعدها

مالينارد:"...ما حدث مع الفتاة...لم أظن أن جسدها قد يكون ضعيفاً هكذا،علينا حقاً أن نحاول الحفاظ عليها قدر الإمكان... "

ميراي:"هو...هو قلق بشأن ما حدث لي؟... "

ميكايلا:"هذا ما يبدو عليه الأمر."

ابتسم عمنا نحونا بعدها

مالينارد:(و أنتما؟ كيف حالكم؟)

شعر كلانا بالتوتر فجأة

ميراي:(امم نحن بخير..و أنت كيف حالك عمي؟)

ميكايلا:(نحن في أفضل حال،شكراً على السؤال...)

مالينارد:(أنا بخير،من الجيد أنكما بخير لكن....)

اقترب مني بعدها و نزل حتى صار في مستواي

مالينارد:(هل أنتِ بخير حقاً الآن ميراي؟...لقد أخبرني أرنولد ما حدث معكِ،آسف لم أتمكن من زيارتك لأنني كنت مشغولاً وقتها بحق...)

ميراي:(أوه... أنا في أفضل حال!~ بجدية أنا أفضل بكثير الآن...لا بأس عليك عمي أعرف كم يمكن للحكام أن يكونوا مشغولين~)

ابتسم نحوي

مالينارد:(هذا مطمئن،لكن ما سبب ما حدث؟.... ألا تأكلين بشكل جيد؟)

ميراي:(كلا كلا على الإطلاق! أنا آكل جيداً حقاً~...الأمر فقط...)

ميراي:"ماذا علي أن أقول؟"

ميكايلا:"لا أعرف...ربما أنكِ فقط شعرتِ بالتعب؟... "

مالوس:"أوه صح،أبي قال إن السبب عليه أن يبقى سراً...ماذا علينا أن نقول اذاً؟... "

ليليا:(لم تكن قد نالت قسطاً كافياً من الراحة يومهما،أيضاً لقد أصرت على الذهاب في نزهه مع والدها بما أنه من النادر أن يكون متفرغاً كما تعرف لذا أصابها التعب و تحاملت على نفسها و هذا ما أدى لفقدانها الوعي في النهاية)

مالينارد:(أوه هكذا إذًا....)

مالينارد:"همم جسدها ضعيف لهذه الدرجة؟....هذا سيء أليس كذلك؟... "

ارنولد:(هذه ليست أول مرة أيضاً! المرة التي خرجنا بها معاً كانت تشعر بشعور غريب و رغم هذا لم تخبر أحداً منا!)

مالينارد:(ماذا؟..ميراي تعرفين أن هذا خاطئ أليس كذلك؟)

ميراي:(...أجل...)

مالينارد:(حسناً،من الجيد أنكِ بخير هذه المرة لكن هل يمكنني الحصول على وعد أنه من الآن فصاعداً لن تخفي أي شيء لنفسك؟ خصوصاً إذا كان يتعلق الأمر بصحتك...)

مالينارد:"لا يمكننا تحمل خسارتها....إن فعلت هذا و حدث شيء سيء.. ."

ميراي:"...إنه...إنه حقاً قلق بشأني...هذا غريب"

ميكايلا:"لما؟ أليس طبيعياً؟ أنتِ ابنة شقيقه بعد كل شيء"

ميراي:"أقصد...نحن لم نتقابل كثيراً...لما كل هذا الاهتمام؟... "

ميكايلا؛"هااااه~ميراي عليكِ حقاً أن تخففي من الشك الذي لديك ذاك....إنه فقط يهتم بكِ لأنه يحب شقيقه،و إذا حدث لكِ ضر سيتأذى شقيقه لذا هو قلق عليكِ"

ميراي:"....ربما"

ميكايلا:"إلهي أنتِ و مبالغة التفكير تلك.... "

اخفضت رأسي للحظة قبل أن اعاود النظر نحو عمي بإبتسامة

ميراي:(لا تقلق!~ لن أخفي أي شيء بعد الآن،هذا وعد~)

مالينارد:(يا لكِ من فتاة مطيعة~)

ابتسم نحوي و ربت على رأسي برفق

للحظة شعرت بشعور غريب

كأن ضربات قلبي اضطربت لوهلة

و كأن روحي غادرت جسدي لحظة لمس يده لرأسي

اتسعت عيني لكن حاولت ألا أظهر أي شيء آخر

مالينارد:(همم؟ أنتِ بخير،ميراي؟)

ميراي:(أ-أجل)

ليليا:"هل شعرت بشيء غريب مجدداً؟"

ليليا:(أنتِ حقاً فتاة خجولة ميراي،لا تقلق مالينارد يبدو أنها تفاجئت بما أنها أول مرة تربت عليها بلطف هكذا~)

مالينارد:(أنا أرى...حسناً،عليكِ الاعتياد على هذا من الآن و صاعداً بما أننا عائلة الآن~)

ميراي:(أوه...أ-أجل،سأحاول عمي)

ميكايلا:"ماذا بكِ؟...هل شعرتِ بشئ غريب؟.. ."

ميراي:"نوعاً ما...لا أعرف...فقط فجأة شعرت بأن روحي نزعت من جسدي للحظة... "

ميكايلا:"....ما خطبك حقاً؟... ."

ميراي:"ربما ذاك العجوز فعل شيئا ما مجدداً لي~"

ميكايلا:"....لكن لما قد يفعل أي شيء الآن؟...نحن لسنا بقرب ذاك المكان الغريب...اذاً ما خطبه؟.. "

ميراي:"حسناً،هو شخص غريب...لا أعرف ربما يكرهني فحسب؟... "

ميكايلا:"اممم..... "

مالوس:(إذاً~ أين ديتر؟)

ارنولد:(لقد كان يتدرب على المبارزة بالسيف في قاعة التدريب،هيا هيا لنذهب و نفاجئه!~)

مالوس:(موافق،واثق بأنه لم يتوقع أن نزوره اليوم~)

ميراي:"شقيقنا يتفق مع أرنولد أحياناً~"

ميكايلا:"لكنه أقل نشاطاً منه...و أكثر هدوءً"

ميراي:"لحظة.. ."

ذهبت نحو ليليا الذي كان ينظر نحو اربعتنا بإبتسامة منذ فترة الآن

عندما اقتربت منه نزل على ركبتيه أمامي و ابتسم بلطف نحوي

ليليا:(ما الأمر؟~)

أشرت له بيدي

ميراي:(اقترب لحظة)

هكذا اقترب مني و همست في أذنه

ميراي:(لا مانع لو أخبرتني ما محتوى الرسالة التي أعطاها إياك أبي،صحيح؟)

نظر نحوي نظرة غريبة ثم ابتسم

ليليا:(...هكذا إذاً،اخشى أنه علي رفض طلبك هذا سمو الأميرة~)

ميراي:"سمو الاميرة؟....! هذا.... إذًا هذه الرسالة تخص القضية الخاصة بنا و ذاك المختبر....لكن لما قد يرسل شيئاً كهذا إلى عمي؟... ألم نتفق أننا سنحقق بمفردنا في الأمر بشكل سري؟... إلا إذا... "

ابتسم ليليا نحوي

ليليا:(هل تريدين شيئاً آخر،سموك؟~)

ميراي:(....هل لا بأس بأن تناديني ب'سموك' ؟في هذا القصر؟)

ليليا:(...لا تقلقِ،كل شيء تحت السيطرة~)

ميراي:(.... حسناً...لا بأس على ما اظن)

قبل أن التفت لكي أعود إلى جانب أخي ربت ليليا على رأسي برفق

نظرت نحوه بتساؤل

ميراي:(همم؟)

ليليا:"إنها حقاً تذكرني بمالفرد...هه"

ليليا:(لا شيء ميراي~هيا ألن تذهبوا إلى ديتر؟)

ميراي:(....أجل،أنت محق... وداعاً...انتبه على نفسك ليليا)

نظر إلي بنظرة غريبة ثم عاود الابتسام

ليليا:(لا تقلقِ علي ميراي~)

ميكايلا:"ما كان هذا منذ قليل؟لم أفهم شيئاً.. .. "

ميراي:"إنها قصة طويلة... سأخبرك في طريقنا إلى قاعة التدريب"

ميكايلا:"حسناً....لكن لا تخفي أي شيء اتفقنا؟"

ميراي:"لا تقلق~لا يوجد شيء لأخفيه"

ميكايلا:"أنا أتمنى... "

مالوس:(ميراي،هل هناك خطب ما؟ لما ذهبتِ نحو ليليا فجأة؟)

ميراي:(لا شيء~كنت اسأله إن كان لا بأس لو بقي معنا لفترة أطول)

مالوس:(و؟~)

ميراي:(للأسف لن يتمكن بما أن والدنا أعطاه أمراً صارماً بالعودة....)

مالوس:(... حسناً إذًا،هيا بنا)

ميراي:(امم!~ هيا بنا!~)

ميكايلا:"اللعنة أنتِ حقاً تجيدين التمثيل~"

ميراي:"و أنت بالمثل ميكا~"

و هكذا ودعنا ليليا و خرجنا من المكتب

-------------------------------------

بعد أن خرج اربعتهم من المكتب ذهب مالينارد نحو مكتبه و أسند ظهره عليه

مالينارد:(إذًا ماذا تريد ليليا؟)

ليليا:(هممم~ماذا قد أريد برأيك؟~)

مالينارد:(بما أنك لم تذهب خلف الأطفال إذًا افترض أن هناك أمراً مهماً تريد التحدث فيه)

ليليا:(في الواقع هناك رسالة أراد مالفرد أن أعطيها إليك)

مالينارد:(رسالة؟ لما لم يرسلها مثل الرسالة التي طلب مني فيها السماح لأطفاله بالمجيء؟)

ليليا:(لا علم لي بهذا،لكنه أصر على أن اسلهما أنا لك،لذا~تفضل)

و هكذا اعطيتها له بإبتسامة واسعة على وجهي

تردد قليلاً قبل أن يأخذها مني فتحها و بعد أن قرأ ما فيها حدق نحوي بصمت لفترة ثم ابتسم

مالينارد:(أوه؟~ أ هكذا إذًا؟)

ابتسمت بدوري نحوه

مالينارد:(هكذا....متى سيقام عيد ميلاد مالفرد؟)

ليليا:(أ ليس من المفترض أن تعرف هذا أفضل من أي شخص؟)

مالينارد:(أنا أقول هل ينوي تأجيله أم سيكون متفرغاً و يقيمه في ميعاده؟)

ليليا:(أوه لا تقلق حول هذا،هل تريد مني إخبار أي شيء لمالفرد؟~)

صمت و عاود التحديق في الرسالة بعدها ارتسمت ابتسامة صغيرة على وجهه و نظر نحوي

مالينارد:(أجل،في الواقع أخبره أن شقيقه العزيز ينوي تعويضه عن كل تلك السنين التي مرت...سوف أهتم بكل شيء،لذا لا داعي لكي يقلق)

ليليا:(....هذا فقط؟ حسناً من الجيد أنك أصبحت أخاً أفضل مالينارد~)

مالينارد:(توقف عن هذا،أنا لا أستحق المديح على مثل ذاك الشيء.... أنا أحاول حقاً التعويض عما فعلته لكن...)

ليليا:(ليس عليك القلق كثيراً،مالفرد لديه قلب طيب،واثق أنه سامحك بالفعل~)

ضحك ضحكة خفيفة

مالينارد:(أجل... أنت محق)

ليليا:(ليس لديك أي تعليق على محتوى الرسالة؟~)

مالينارد:(لما تتحدث كأنك تعرف محتواها،ليليا؟)

ليليا:(انا فقط فضولي حول رأيك حول تلك الرسالة التي أصر مالفرد على أن أوصلها اليك شخصياً~)

مالينارد:(الفضول ليس جيداً كما تعرف،لن ينتهي بك الأمر على خير إن اتبعت فضولك في كل شيء)

ليليا:(إذًا لا تنوي إخباري بأي شيء؟)

مالينارد:(.....هاااه~ فقط أخبره أنه ليس عليه القلق،كل شيء و كل فعل أقوم به مخطط له و أعرف عواقبه)

ليليا:(يالها من إجابة مثيرة للاهتمام،مالينارد)

مالينارد:(بما أن عملك انتهى هنا،لا مانع في أن تنقلع الآن صح؟)

ليليا:(أجل،كما تريد~)

و هكذا خرجت من مكتبه قررت الإطمئنان على الأطفال قبل ذهابي لذا تمشين إلى المكان الذي قالوا إنهم ذاهبون إليه

لقد التقوا بديتر بالفعل و ذهبوا إلى الملحق في القصر

لقد كانوا يتحدثون معا بسعادة

كان منظراً يغمر قلبي بالدفء حقاً لذا بعدها مباشرة عدت إلى مكتب مالفرد.

-------------------------

في طريقنا نحو قاعة التدريب التي من المفترض أن ديتر بها

ميكايلا:"إذًا ماذا كانت تلك المحادثة مع ليليا؟"

ميراي:"....إنه أمر يخص التحقيق في أمر المختبر"

ميكايلا:"كيف عرفتِ هذا؟"

ميراي:"ليليا دائماً ما يخاطبنا بلا رسميات،لكن عندما سألته عن مضمون الظرف خاطبني ب'سمو الاميرة' هذا يعني أن محتوى الظرف يخصنا كأمراء الإمبراطورية أي أنه أمر التحقيق في مكان و ماهية المختبر ذاك"

ميكايلا:"فهمت،لكن ما المعلومة التي قد يقولها والدنا لعمي دوننا؟"

ميراي:"لم يخبرني ليليا بهذا...لكنه أخبرني بشكل غير مباشر أن الأمر تحت سيطرة أبي في النهاية،لذا من الآمن الافتراض بأن أبي قد بدأ بالفعل خطوة فعالة في تحديد هوية الخائن"

ميكايلا:"هممم...هل سيعطي من يعرفه و من يعرف شقيقنا بشكل شخصي شيئاً كإختبار؟...لكن ما قد يكون؟"

ميراي:"...لا أعلم حقاً....لكن ليليا بدى واثقاً بأننا في أمان و بما أن أبي لم يستشرنا في شيء حتى الآن فأظن أنه لا شيء جديد تم اكتشافه....ميكا"

ميكايلا:"ما الأمر؟"

ميراي:"...في الفترة التي كنت فاقدة الوعي فيها....هل خرج أبي من القصر؟"

ميكايلا:"كلا،لما هذا السؤال فجأة؟"

ميراي:"...إذًا متى جاء أبناء عمنا؟"

ميكايلا:"ما خطب تلك الأسئلة فجأة؟... "

ميراي:"فقط أجب رجاءً"

ميكايلا:"....لقد بقوا في القصر ليومين،أنتِ استعدتِ وعيك في اليوم الثاني من مجيئهم"

ميراي:"كما ظننت،اذًا هل بقي والدنا مع ديتر؟أو حتى طلب منه أن يتحدث في أمر ما؟"

ميكايلا:"...بذكرك لهذا...أجل،لقد طلب منه الحضور إلى مكتبه بمفرده...لقد ظل هناك لفترة طويلة بحق،حوالي ثلاث ساعات؟"

ميراي:"ثلاث ساعات؟...لم تجرب أن تستمع لما يقولانه؟"

ميكايلا:"كلا،لقد كنت مشتتاً و خائفاً للغاية بشأنك...لما السؤال؟"

ميراي:"ألا تذكر؟ عندما تحدثنا عن الكتب و الطاقة السوداء؟ قال والدنا أنه سيتحدث مع ديتر حول الأمر الذي لم يكن يريد أن يقوله لنا و تعمد اعطائنا معلومات غير واضحة عن محتوى الكتاب"

ميكايلا:"أوه صحيح...أجل تذكرت...أنا حقاً فقدت التركيز في كل شيء في ذاك الأسبوع... ."

ميراي:"آسفة على هذا.... "

ميكايلا:"لا داعي،أنتِ دائماً هكذا"

ميراي:"هيهيهي~"

ميكايلا:"أفترض بأننا سنحاول معرفة الحوار الذي دار بين والدنا و ديتر صحيح؟"

ميراي:"و هل تحتاج للسؤال عن هذا حتى؟~"

ميكايلا:"هاااه~أردت قضاء اليوم دون فعل شيء،لكن الأمر يبدوا مثيراً للاهتمام لذا سأساعدك فيما تريدين"

ميراي:"شكراً لك،ميكا!~"

مالوس:(وصلنا إلى قاعة التدريب،أخيراً~)

ارنولد:(ديتر!~أنت بالداخل؟~)

مالوس:(إلهي،أخفض صوتك قليلاً أرنولد)

ميراي:(.....ديتر لا يرد)

ميكايلا:(محقة...ربما هو ليس بالداخل؟)

ارنولد:(معقول؟...لكنه لن ينهي التدريب بهذه السرعة...لقد بدأ قبل مجيئكم ببضعة دقائق...)

مالوس:(اممم ربما شعر بالتعب؟...)

ارنولد:(ماذا؟...كلا لا أظن لقد كان بخير منذ الصباح...)

ميراي:(لما لا تجرب سؤال أحد الحرس عن مكانه؟)

ارنولد:(فكرة جيدة!~)

هكذا جرى أرنولد نحو أحد الحراس داخل القاعة و سأله عن ديتر

:(سمو الأمير لوى كاحله أثناء التدريب و ذهب إلى البيت الزجاجي لكي يرتاح قليلا)

ارنولد:(ل-لوى قدمه؟!....)

مالوس:(هذا...إذًا هيا نذهب لنطمئن عليه!)

كان أرنولد هادئاً على غير العادة و نظر إلى الأرض بصمت مما أثار قلق ثلاثتنا

ارنولد:"أخي لم يتعرض للإصابة أثناء التدريب من قبل...هل هو بخير؟...كان يتصرف بغرابة منذ أن قام كلاوس بتوديع كلانا...اااه!~فقط بما يفكر ذاك الأحمق لكي يؤذي نفسه هكذا؟!"

ميراي:"يتصرف بغرابة؟... ."

ميكايلا:"من بعد مغادرة كلاوس بالذات؟....هل هو قلق على شقيقه؟"

ميراي:"هناك الكثير من الإحتمالات...هذا يزيد من أهمية التحدث معه"

ميكايلا:"أجل،علينا أن نذهب للقائه حقاً"

و هكذا ذهب ثلاثتنا مع أرنولد إلى ذاك البيت الزجاجي

عندما وصلنا تعجبت من شيء،لقد توقعت أن يكون البيت من الزجاج لكنه كان يبدو كمبنى متوسط الحجم بعض الشيء مطلي بلون أبيض ناصع

ميراي:(ماذا؟...)

ميكايلا:(ما خطبك؟)

مالوس:(ميراي؟ أنتِ بخير صح؟!)

ميراي:(أ-أجل أنا بخير...لما توترت هكذا أخي؟)

مالوس:(اه... حسناً لا أعرف...فقط..)

ارنولد:(لقد اخفتهم حقاً ميراي،سيفزعون الآن كل مرة تتحدثين بطريقة غريبة~)

ميراي:(أ حقاً هذا؟....هاااه حسناً كنت أريد السؤال،هذا المكان ليس زجاجي إذًا لما اسمه البيت الزجاجي؟)

ارنولد:(هذا لأنه يشع عندما يسقط عليه ضوء الشمس أو حتى ضوء القمر فيبدوا مصنوعاً من الزجاج~)

ميكايلا:(هذا يبدوا رائعاً)

مالوس:(إنه كذلك~لذا أنا أحب البقاء هنا!~)

ارنولد:(أنا أيضاً أحب البقاء هنا~)

ميراي:"ظننته سيكره البقاء داخل مكان مغلق.. ."

ارنولد:(إنه واسع و أستطيع الركض و اللعب هناك كما أريد!~)

ميكايلا:"و ها هو قد أزال شكوك~"

ارنولد:(ديتر!~أنت بالداخل؟~)

عند دخولنا بعد أرنولد سمعنا صوت ديتر يرد عليه

ديتر:(مرحباً أرنولد،هل تريد شيئاً؟)

ارنولد:(ها أنت ذا!)

ذهب بعدها نحوه أرنولد و قام بضربه على رأسه

نظرت و أخي نحوه بتفاجئ بينما تنهد شقيقنا بشيء من خيبة الأمل

ديتر:(ما-ما الأمر؟!)

ارنولد:(ماذا يحدث معك بحق؟!منذ أن غادر كلاوس و أنت مشتت الإنتباه معظم الوقت و تحدق كثيراً في الهواء! و الآن قد آذيت نفسك أثناء التدريب!)

مالوس:(ديتر أنت بخير صح؟...هل أنت قلق على كلاوس؟...)

صمت ديتر و وجه نظره إلى الأرض لم يجب علينا زاد غضب أرنولد عليه

ارنولد:(ديتر! لما لا تجيب؟!)

مالوس:(أرنولد اهدأ قليلاً)

ارنولد:(كلا أنت لا تعرف! إنه دائماً يتجاهلني عندما أسأله عن خطبه!)

ديتر:"...ماذا قد أقول لهم حتى؟...أجل أنا قلق على كلاوس و ليس هو فحسب....ما أخبره لي قبل أن يغادر... أنا قلق حول مصير هذه العائلة بأكمله!"

ميكايلا:"لحظة ماذا؟!...عما يتحدث؟! ما الذي قد يخبره به كلاوس ليجعله يقلق بشأن شيء كهذا؟!"

ميراي:"....هااااه"

ميكايلا:"ميراي....تعرفين شيئاً،أليس كذلك؟"

ميراي:"لما قد تقول هذا ميكا؟"

ميكايلا:"...لما تنهدتِ إذًا؟"

ميراي:"...فقط بدأت أدرك أن المبالغة في التفكير و القلق من أشياء لم تحدث حتى قد يكون وراثة في العائلة"

ميكايلا:"أنتِ لا تكذبين أليس كذلك؟... "

ميراي:"لما قد أكذب؟ أيضاً ما الذي سأكذب بشأنه؟"

ميكايلا:"....لسبب ما أنا لا أصدق ما تقولينه الآن.. ."

ميراي:"ماذا؟! لما قد تشك بي بحق؟! ميكا ليس لدي سبب لكي أكذب عليك....صدقني رجاءًا"

ميكايلا:"أنا......على ايه حال ما خطب ديتر؟"

ميراي:"لم تغير رأيك؟..... حسناً.... "

مالوس:(ديتر؟.... أنت بخير؟ لما لا تجيب علينا؟)

ديتر:"هذا.... أنا...أنا حقاً أريد أن أخبرهم لكن!...لكن...كلا،ليست فكرة جيدة.... من الأفضل أن يبقى الأمر سراً....لقد وعدت كلاوس... أجل..أجل صحيح لقد قطعنا وعداً! سيكون كل شيء بخير! لن يحدث شيء سيء لهم،ليس و أنا على قيد الحياة!"

ميكايلا:"لما يبدوا كأنه على وشك خوض حرب ما؟.... أنتِ لا يبدوا عليك القلق ميراي"

ميراي:"أنا أحاول أن أهدأ لكي أحاول معرفة ما خطبه....أفكاره غير منظمة،يبدوا متوتراً بشأن شيء ما"

ميكايلا:"إذًا~حان وقت سماع تحليلك للشخصية؟~"

ميراي:"امم لست متأكدة لكن على الأرجح كلاوس عرف شيئاً جديداً حول أمر المختبر...إنه شيء خطير على ما يبدوا أيضاً،و أخبر ديتر و يبدوا أن كلاهما بدأ في خطة من نوع ما"

ميكايلا:"..... ."

ميراي:"ماذا؟ ما الأمر؟"

ميكايلا:"...هناك خطب بكِ بلا شك......هذه ليست طريقتك المعتادة في سرد التحليلات.... "

ميراي:"ماذا تقصد بحق ميكا؟~ هل أنت حقاً مازلت تظن أنني أخفي شيئاً عنك؟... "

ميكايلا:"أجل.... أنا شبه متأكد ميراي....و لا يبدوا أنه شيء بسيط مثل كل مرة.. ."

ميراي:"ميكا أنت مدرك أنك قادر على قراءة أفكاري صح؟ كيف يمكنني إخفاء أي شيء عنك بحق؟"

ميكايلا:"لا...لا أعرف......لكنكِ بالتأكيد وجدتي طريقة"

ميراي:"إلهي! ميكا عليك أن تهدأ قليلاً~لم أعرف أن تعرضي للإغماء أثر عليك لهذه الدرجة"

ميكايلا:"الأمر ليس هكذا...... "

قام أرنولد بإمساك كتف ديتر بقوة و رفع رأسه عنوه

أرنولد:(مدرك أن ثلاثتهم جاؤوا لكي يطمئنوا عليك؟! على الأقل أنظر إلى وجههم اللعنة!!)

اشاح ديتر بنظره بعيداً عن وجه أرنولد الغاضب

كان يبدوا على وجهه تعبير من الحزن بعض الشيء

ديتر:"... أنا... أنا خائف...لا أقدر على النظر نحوهم حتى... ."

تنهدت و ذهبت نحو ديتر

اقتربت منه و همست في أذنه

ميراي:(لا عليك حقاً ديتر)

ديتر:(....أنتِ....ميراي أنتِ لا تفهمين.... أنا لا أقصد تجاهلكم أنا-)

ميراي:(أنا أعرف.... أنا أعرف ما قاله كلاوس لك قبل ذهابه...لقد أخبرني بنفس الشيء)

انتفض جسده و اتسعت عيناه نظر نحوي بعد تصديق ابتسمت نحوه بلطف

ديتر:(ان-انتِ....اه...)

اخفض رأسه

ديتر:"لكن كيف لها أن تكون هادئة هكذا؟!....هه.... إنها مذهلة حقاً....أتفهم لما قد يخبرها كلاوس بأي شيء.... حسناً! علي أنا أيضاً أن أحاول أن اهدأ مثلها!"

شد ديتر على قبضتيه و أخذ نفساً عميقاً قبل أن ينظر إلي و يبتسم

ديتر:(شكراً لكِ ميراي)

ميراي:(لا شكر على واجب~)

ربت بعدها على رأسي و وقف من مكانه

مالوس:"ما...ما كان هذا؟.. ."

ارنولد:(هممم؟ ديتر أ أنت بخير الآن؟)

حدق ديتر نحو الأرض لفترة بعدها أخذ أنفاسه و نظر نحونا

ديتر:(....أجل،آسف على تصرفي نحوكم و... أرنولد أنا آسف لأنني كنت أحاول تجنبك مؤخراً....)

ارنولد:(أنت....)

تحولت نبرة أرنولد إلى الغضب مجدداً

ارنولد:(إذًا أنت كنت حقاً تحاول تجنبي!!)

ديتر:(ههه اه~ أجل....آسف حقاً على هذا)

ارنولد:(أيها الوغد!....)

تنهد أرنولد بعدها بشيء من خيبة الأمل و هو يهز رأسه يميناً و يساراً

بعدها عاود النظر إلى ديتر

ارنولد:(إذًا؟ما خطبك؟)

ديتر:(اممم....)

ديتر:"...ماذا علي أن أقول؟... "

نظر نحوي كأنه ينتظر إجابة مني على سؤاله ذاك

ميراي:(لقد أخبرني أنه كان يعاني من كوابيس مؤخراً)

حدق ثلاثتهم نحو ديتر لفترة

مالوس:(بحقك!! ظننت أن شيئاً سيئاً للغاية قد حدث معك!)

ارنولد:(كل هذا بسبب كابوس سخيف؟! ديتر بحق! لما قد تحاول إخفاء مثل هذا الشيء عنا؟!)

ديتر:"أ هكذا تعاملت مع الموضوع؟...همم~ أنا مدين لكِ ميراي"

نظر نحوي و ابتسم

أخفض ديتر رأسه و تكلم بصوت محرج

ديتر:(ح-حسناً... أجل في الواقع...لم أرغب في إخبار أي منك لأن...لأن...)

زالت الابتسامة التي كان يحاول وضعها عن وجهه

أظلم وجهه بعدها هذا جعلنا نقلق عليه أكثر حتى

ارنولد:(...ديتر؟)

ديتر:"إذا...إذا أخبرت ما قاله على شكل كابوس؟....هل... "

أخذ أنفاسه عدة مرات و بدأت شفتاه ترتجفان

ديتر:"علي...علي المحاولة على الأقل!"

ديتر:(إ-إنه حلم سيء...حلم سيء بحق...و-و أنا... أنا كنت دائماً ما أراه في الآونة الأخيرة...)

اقترب شقيقنا منه بوجه قلق و وضع يده على كتفه

مالوس:"إنه...إنه يرتجف؟... ."

تنهد شقيقنا

مالوس:(ديتر،اجلس أولاً و ارتاح قليلاً... ألم تلوي كاحلك؟ من الخطر الوقوف عليه،لذا هيا أهدأ رجاءً...)

جفل جسد ديتر و نظر نحو شقيقنا بقليل من التفاجئ لكن سرعان ما عاد تعبيره إلى طبيعته

ديتر:"صحيح...علي استجماع شتات نفسي... إن كنت أريد تجنب ما سيحدث...علي أن أكون أقوى من هذا!"

أخذ ديتر نفساً قبل أن يهز رأسه للموافقة على كلام شقيقنا

ابتسم شقيقنا نحوه بلطف ذكرتني بإبتسامة والدنا

ميراي:"أخي أيضاً يجيد تهدئة الأشخاص مثل والدنا~"

ميكايلا:"...اه"

ميراي:"همم؟ ميكا أنت بخير؟"

ميكايلا:"و لما قد لا أكون بخير؟"

كانت نبرة صوته غريبة

كأنه سئم من كل شيء في الحياة

ميراي:"ميكا....ما خطبك؟"

ميكايلا:"لا شيء،انتِ من يتصرف بغرابة هنا"

ميراي:"....هل أنت-"

ميكايلا:"أنا بخير ميراي!"

جفل جسدي و نظرت نحو وجه أخي الذي كان يرمقني بنظرات غاضبة لأول مرة في حياتنا

كان يبدوا غاضباً و مستاءً مني للغاية

ميراي:"مي-ميكا؟.... "

لم يجبني و ذهب نحو شقيقنا و أبناء عمنا،قبل أن يذهب نظر إلي بغضب مجدداً

ميكايلا:"لم أكن أتوقع منكِ هذا....تعرفين أن الكذب نوع من الخيانة أ ليس كذلك؟"

ميراي:"..... ميكايلا؟"

ميكايلا:"مازلتِ مصممة على الادعاء؟"

تنهد أخي و أدار ظهره مجدداً و تابع السير نحو شقيقنا

ميكايلا:"لمعلوماتك فحسب،أكثر شيء أكرهه هو الخونة"

جفل جسدي مجدداً و نظرت إلى الأرض

شعرت كأن كلمات أخي اخترقت قلبي للتو

لم أصدق ما سمعت نوعاً ما وقفت بتعبير مذهول على وجهي

مالوس:(همم؟)

مالوس:"لما تقف ميراي بهكذا تعبير؟....هل خافت من أن تحظى هي أيضاً بكوابيس؟.. ."

مالوس:(ميراي!~)

انتبهت على صوت نداء شقيقنا لكنني كنت أشعر بشعور غريب لذا لم أنظر نحوه

مالوس:"ما خطب وجهها؟...هل تشعر بالمرض مجدداً؟!"

مالوس:(ميراي! هل تشعرين بالدوار مجدداً؟!)

ارنولد:(حقاً؟! ميراي لا تتحركي ما دمتِ تشعرين بدوار! نحن سنأتي إليك!)

أردت إيقافهم

أنا حقاً لم أشعر بالدوار فقط....

فقط شعور سيء...

لم أعرف كيف اصفه بالضبط لذا قررت تجاهله فحسب

نظرت نحوهم و ابتسمت بطبيعية

ميراي:(كلا أخي أنا بخير!~فقط كنت أفكر في شيء ما للحظة~لا داعي للقلق حقاً!~)

مالوس:(... نوعاً ما أصبح تصديق جملة أنا بخير منكِ أصعب ميراي...)

ميراي:(اه~لا تقلق حقاً هذه المرة أخي!~أنا فعلاً فعلاً بخير!~)

هكذا جريت نحوهم بإبتسامة و وقفت أمام شقيقنا و رفعت كلا يدي

ميراي:(رأيت!~أنا في أفضل حال!~)

مالوس:(حسناً،هذا مطمئن~)

عانقني شقيقنا بعدها

جفل جسدي للحظة قبل أن اعانقه أنا أيضاً

مالوس:(أ تريد عناقاً أنت أيضاً ميكايلا؟~)

ميكايلا:(....لا بأس)

و هكذا احتضنه شقيقنا

جلسنا حول ديتر جميعاً ننتظر ما سيقوله لنا

ارنولد:(اذًا~ما أمر ذاك الكابوس؟~)

ديتر:(.... ح-حسناً...لكن لا تخبروا أي شخص بما سأقول! رجاءً...)

أرنولد:(نعدك بهذا~لا تقلق و هيا أخبرنا~)

ديتر:(....حلمت بشيء مثل حفلة و جميعنا كنا هناك في قصر دورننتال...لا-لكن.. أبي و عمي لم يكونوا موجودين...ب-بعدها...بعدها...)

صمت ديتر و حدق بتعبير فارغ نحو الأرض

مالوس:(بعدها ماذا؟...)

رفع رأسه نحونا لكن نظره مازال موجهاً للأرض

ديتر:(ح-حصل شيء سيء...جعل الوضع فوضوياً...و-و... أنا..)

أخفض رأسه و احكم غلق عينيه

ديتر:(أ-أنا قتلت كلاوس!)

حدق ثلاثتهم نحو ديتر قبل أن يضحك أرنولد بصوت عالٍ و ضحك شقيقنا ضحكة خفيفة

ميكايلا:(أ هذا هو ما في الأمر؟..)

ارنولد:(ديتر أخبرني بأنك لم تصدق ما حدث حقاً رجاءً؛لأنك لا تقوى على قتل نملة كيف تقتل شقيقك بحق؟!)

حدق ديتر نحونا و كان بؤبؤ عينيه يرتجف

ديتر:(ا-ا....ل-لكن..)

مالوس:(ديتر أنت مدرك أنه مجرد حلم صح؟)

ديتر:(لكن...لكنه بدى واقعياً! أيضاً... أيضاً رأيت ميراي كأنها تهرب من القصر و ميكايلا جاء إلى هنا...و...و أنت مالوس...لقد كنت تبكي...)

ارنولد:(هممم~ و ماذا عني؟~)

ديتر:(...لقد أصبحت أكثر جدية...)

مالوس:(اه و أليست هذه امنيتنا جميعاً؟~)

ارنولد:(مهلاً انت! أستطيع أن أكون جاداً إذا أردت!!)

مالوس:(أشك في هذا~)

ارنولد:(أنت!)

ميراي:(أنا كنت أهرب؟)

ديتر:(أ-أجل...)

ميراي:(ربما لأنني أجري كثيراً رأيتني أرهب ديتر~)

مالوس:(و أنا كنت ابكي؟...حسناً،ربما أنا أبكي كثيراً في بعض الأحيان،رأيت؟ كلها أفكارك و ما يقلقك فحسب~ لا شيء سيء سيحدث لذا لا تقلق ديتر)

حدق ديتر نحونا بصمت بتعبير ملئ بعدم التصديق

بعد لحظات هدأ و نظر نحو الأرض

ديتر:"اه...لسبب ما...هذا يجعلني أشعر بالراحة أكثر بكثير من أي شيء...وجوههم المبتسمة نحوي بدفء و لطف هكذا... إنها تعطي شعوراً كأن لا شيء سيء سيحدث أبدا ً...كأن كل شيء سيكون بخير و على ما يرام....آه~ميراي... شكراً... شكراً لكِ حقاً... "

بدأت بعض الدموع تتلألأ في عينيه

ارنولد:(ا-أخي؟!)

ديتر:(اه...أ-أنا...)

لمس ديتر وجهه و تفاجئ عندما وجد خديه مبللان بالدموع

مالوس:(ا-انت...)

ارنولد:(لما تبكي الآن؟! هل هناك شيء آخر يزعجك؟..لو كان هناك أي شيء آخر ف-)

هز ديتر رأسه يميناً و يساراً بقوة

ديتر:(ك-كلا...أ-أنا فقط...)

أخذ كلاً من أرنولد و شقيقنا في حضنه

و لأنه سحب كليهما بقوة فأنا و اخي سحبنا بدورنا معهم

هكذا عانقه اربعتنا

ارنولد:(ا-...ديتر يحتضنني؟! هل أنت بخير حقاً؟! هل تشعر أنك ستموت قريباً أو شيء كهذا؟!)

نظر شقيقنا نحوه بتفاجئ

مالوس:(...ديتر...)

ابتسم شقيقنا بلطف نحوه و عانقه بدوره

مالوس:(من الجيد أنك أخبرتنا بما يقلقك~)

ظل الوضع فترة حتى كف ديتر عن البكاء أعطاه شقيقنا منديلاً ليجفف دموعه

ديتر:(آ-آسف لم أقصد أن أبكي هكذا...)

ارنولد:(لما قد تعتذر عن شيء كهذا بحق؟~ البكاء شيء طبيعي)

مالوس:(أجل،لا ضرر في أن تبكي لتخرج كل ما يهمك من وقت لآخر~)

ميراي:(في الواقع البكاء يدل على أنك شخص طبيعي،الأمر الذي قد نتعجب منه هو إذا لم تبكي،ديتر)

ميكايلا:(إنهم على حق،هل تشعر بشعور أفضل الآن؟)

نظر نحونا بصمت ثم ابتسم ابتسامه رقيقه بحق

ديتر:"...أنا... أنا أشعر بالتحسن...لكن كيف؟...لماذا؟...لم يحل أي شيء....لم يتغير أي شيء حول الرؤية التي أخبرني بها كلاوس.... إذًا لماذا أشعر بالراحة هكذا؟...لا أعرف لكن...لكنه شعور رائع...شعور رائع بحق"

اتسعت الابتسامة على وجهه

ديتر:(أجل... أنا أفضل بكثير الآن...)

ارنولد:(هذا مريح،اذًا هل قدمك بخير؟)

نظر ديتر نحو أرنولد بتساؤل

ديتر:(همم؟)

ميراي:(ألم تقم بلوي قدمك؟...)

ديتر:(كلا-! أوه لقد قلت هذا لأنني لم أرغب في التدرب اليوم~)

نظرنا نحوه بتعبيرات فارغة

ديتر:(...لحظة....م-معقول أنكم صدقتم؟)

ارنولد:(و لما قد لا نصدق هذا أيها الوغد الأبله!!)

ديتر:(اه....)

مالوس:(تباً ديتر....هل تعلم كم صدمة أعطيتنا اليوم؟)

احمر وجه ديتر بشكل طفيف

ديتر:(آه ههه.. آسف)

ميكايلا:(هاااه~ لا عليك،المهم أنك أفضل الآن)

ديتر:(أجل،شكراً لكم....لحظة...لما أتيت مع التوأم إلى هنا؟)

حدقنا نحوه لفترة بصمت

مالوس:(....متأكد أنك بخير؟)

ارنولد:(هذه ليست مزحة صحيح؟هل أدركت لتوك بأن التوأم هنا مع مالوس؟)

ميراي:(ديتر... أنت حرفياً كنت تتحدث إلي....)

حدق ديتر نحونا بدى كأنه يواجه صعوبة في تصديق ما نقول

ديتر:"بحق....أظنني حقاً متوتراً لدرجة لم أستطع استيعاب وجودهم بالكامل حتى اللحظة.. ."

ميكايلا:(أنت... أنت حقاً تحتاج إلى الراحة...و الكثير منها)

ديتر:(ا... ح-حسناً....)

احمر وجهه و نظر إلى الأرض بعدها نظر نحونا و تحدث بنبرة متوترة

ديتر:(ا-اذًا~ كيف اخباركم؟....)

مالوس:(بخير...نحن بخير ديتر...)

ديتر:(ه-هذا جيد...ميراي أنت أفضل الآن؟)

كان تعبير ديتر يوحي أنه مازال مشوشاً بعض الشيء

كأنه مازال يحاول استيعاب ما حدث للتو

كان الأمر مضحكاً بحكم أنه حظى بمحادثة كاملة معي و هو لم يستوعب أنني أمامه حتى

لذا ضحكت

ميراي:(أنا بخير ديتر~)

ارنولد:(إذًا كيف كنت تتحدث معهم و مع ميراي بحق؟)

اخفض ديتر رأسه و أحمر وجهه بالكامل

ضحكنا على مظهره اللطيف ذاك،كانت أول مرة نرى وجهه محمراً هكذا

ديتر:(لا-لا أعرف...فقط تحدثت معها)

مالوس:(بحقك،أنت حقاً تحتاج إلى الراحة أكثر من أي شيء ديتر)

ميكايلا:(بجدية،قد تبدأ بالهلوسة هكذا....)

ارنولد:(على ايه حال~ ما رأيكم أن نلعب الآن و قد أفرغ ديتر كل ما يهمه؟~)

مالوس:(هل اللعب هو اولويتك القصوى،ارنولد؟)

ارنولد:(نحن أطفال،إن لم يكن اللعب هو أولوية قصوى فماذا قد يكون بحق؟~)

ديتر:(لا مانع لدي...ماذا قد تريدون أن نلعب؟)

ارنولد:(هل أنادي على نوي أيضاً؟~)

مالوس:(من الأفضل أن ننادي على نوي في أي حال،إنه خجول للغاية لذا حتى لو كان يريد شيئاً لن يطلبه)

ديتر:(أجل،نادي على نوي أولاً)

ميراي:(أنتم حقاً تحبون نوي،هذا لطيف!~)

ميكايلا:(من جيد أنكم تهتمون به هكذا)

ارنولد:(اه هذا أقل شيء يمكننا فعله له...)

ميراي:(همم؟)

ميكايلا:(لما تبدوا حزيناً؟)

ديتر:(حسناً...نوي في الواقع...نحن لا نعلم أي شيء عنه أو من أين جاء حتى)

ميراي:(ماذا تقصد؟ أليس مصاص دماء،إذًا هو من هنا في لانروج،صحيح؟)

مالوس:(في الواقع...أرنولد لم يقابله هنا)

ميكايلا:(ماذا؟...)

تنهد أرنولد و بدى تعبيراً جاداً على وجهه

هذا جعلني و أخي نشعر ببعض التوتر

ارنولد:(لقد قابلته أول مرة عندما ذهبنا إلى نزهة بعيداً عن المملكة،كنت برفقة أخوي فقط،اثناء تجولي في الارجاء وجدت فتى بشعر ذهبي ملقى على الأرض لكن....شعره الذهبي كان مصبوغاً بلون أحمر و كذلك ملابسه،لم يكن مجرد لون..بل...بل كانت دماء...)

جفل جسد كلانا و اتسعت اعيننا

ميراي:(د-دماء؟!)

ميكايلا:(هل كان مصاباً؟)

تنهد أرنولد و هز رأسه نافياً

ارنولد:(كلا،لم تكن دمائه،و إلى الآن لا نعرف دماء من كانت....أخذته وقتها بسرعة إلى إخوتي لأنني ظننت أنها دماؤه حقاً،بعد أن اعتنى به كلاوس و قمنا بتنظيف شعره من تلك الدماء حصلت على هذه)

أزاح أرنولد بضعة خصلات من شعره الوردي ليظهر لنا قرطاً بلون أحمر و ذهبي

ميراي:(هل هذا...)

ارنولد:(أجل~ هكذا أصبح نوي حارسي الروحي~)

ميكايلا:(لكن... ألم تجربوا سؤاله عما حدث له؟)

ديتر:(عندما فعلنا ذلك بعد أن أفاق اكتشفنا حينها أنه لا يذكر أي شيء سوى اسمه،لا يذكر اسم عائلته حتى أو ماذا حدث له أو ما الذي جعله يصل إلى مكان بعيد وسط الغابة هكذا)

مالوس:(من حينها و نحن نحاول أن نتعامل معه بلطف قدر الإمكان لعله يتذكر أي شيء)

ميكايلا:(هذا...و لم يتذكر أي شيء منذ ذاك الحين؟)

ارنولد:(كلا،لكن....نحن توقفنا عن سؤاله بعد آخر مرة...)

ديتر:(اه...لقد شعر حينها أنه عليه أن يعطينا إجابة لذا حاول جاهداً أن يتذكر أي شيء لكن..لسبب ما فجأة ارتسم تعبير من الرعب على وجهه و بدأ يبكي بحرقة و هو يقول 'إنها غلتطي'...لذا كانت تلك آخر مرة حاولنا سؤاله عن أي شيء)

ميراي:(هذا....هذا محزن...لا أستطيع تخيل أن أفقد ذاكرتي...)

ميكايلا:(لكن... ألم تحاولوا أنتم العثور على أي شيء قد يدل على أصله؟ أعني ماذا لو كانت عائلته تبحث عنه من وقتها؟)

مالوس:(حسناً،لا يبدوا أنه يملك عائلة،أبي حاول البحث عن أي شخص قد يمت إليه بصلة بالدم لكنه لم يجد أي شخص...)

ديتر:(من الآمن الافتراض بأنه يتيم،لكن لا نعرف متى و كيف فقد والديه....)

ارنولد:(كل مرة أتذكر منظره و هو مغطى بالدماء هكذا أشعر بالغضب حقاً.... أريد أن اساعده لكنه لا يذكر شيئاً....)

ميراي:(ربما...ربما من الأفضل أن يبقى هكذا....أ-أعني ماذا لو كانت ذكريات بشعة؟ إنه يبدوا سعيداً للغاية معكم الآن،هناك أشياء من الأفضل أن تبقى منسيه إلى الأبد....)

ميكايلا:(أتفق معكِ.... خصوصاً و أنت تقول إنه انفجر باكياً و دخل ما يشبه حاله صرع عندما حاول أن يتذكر أي شيء)

ديتر:(فكرت هكذا أنا أيضاً،لذا توقفت عن سؤاله عن أي شيء)

مالوس:(ليليا قال إن ذاكرته قد تعود بشكل طبيعي إن لم يتعرض لأي موقف خطر أو يتعرض لضغط مجدداً،لذا توقفنا جميعاً عن سؤاله و حاولنا بدلاً من هذا أن نوفر له بيئة مريحة و مسالمة و معامله بلطف قدر الإمكان)

ميراي:(..هذا لطيف منكم،لكنه لا يذكر أي شيء حقا؟...حتى عمره؟)

ارنولد:(سألته لكنه لم يتمكن من التذكر،لذا افترضنا أنه قد يكون أكبر مني بقليل نظراً لطوله)

ميكايلا:(حسناً،إنه أقصر من شقيقنا ببضعة سنتيمترات فحسب لذا أظنه في السادسة؟)

ديتر:(أجل،أعتقد هذا)

ميراي:(حسناً،أرنولد قم بإحضاره رجاءً~)

ارنولد:(على الفور!~)

خرج أرنولد مسرعاً من باب الحجرة

ميراي:(لما لم يقم بإستدعائه كما تفعل أخي؟)

مالوس:(لأنه يصاب بالدوار من سحر الإنتقال،لذا من الأفضل أن نحضره بالطريقة العادية)

ميكايلا:"لكن أليس غريباً أنه لا يذكر أي شيء حتى عمره لكنه يذكر اسمه؟... "

ميراي:"أنت... أنت تتحدث معي؟... "

ميكايلا:"و من غيرك يقدر على التخاطر ميراي؟"

ميراي:"ظ-ظننتك غاضباً علي... ."

ميكايلا:"أنا كذلك،لكن الأمر ممل إذا ناقشت نفسي لذا اجيبي،ألا تجدين الأمر غريباً أن الشيء الوحيد الذي يذكره هو اسمه؟"

ميراي:"....أجل...ربما اسمه لديه مكانه مميزة لذا هو لم ينساه؟....أو ربما هو اسم شخص آخر عزيز عليه لذا يذكره على أنه اسمه؟"

ميكايلا:"هممم إنه مثير للاهتمام أكثر مما تخيلت حتى~"

ميراي:"أجل.... "

بعد بضعة دقائق عاد أرنولد ساحباً نوي في يده

ارنولد:(عدنا!~ هل اشتقتم إلينا؟~)

مالوس:(لم تغب سوى لخمسة دقائق أرنولد)

ارنولد:(تش أنت لا يمكن المزاح معك مالوس،ا تعلم هذا؟~)

أخرج شقيقنا لسانه نحو أرنولد مما جعل أرنولد يسير نحوه بغضب و هو مازال ممسكاً بيد نوي الذي جُر ورائه

ديتر:(أرنولد! أترك يد نوي على الأقل!)

توقف أرنولد على الفور و ترك يدي نوي

ارنولد:(أوه! آسف~)

نوي:(لا-لا عليك)

ميراي:(مرحباً نوي!~)

نوي:(ماذا؟...)

التفت عيناه بأعيننا و جفل جسده و ابتسم بسعادة نحونا

نوي:(م-مرحباً سمو الأميرة ميراي،و سمو الأمير ميكايلا)

قالها و هو ينحني نحونا

ميكايلا:(ليس عليك أن تنادينا برسمية هكذا)

نوي:(ل-لكن...)

مالوس:(لا بأس نوي،عاملهم بشكل طبيعي لا مشكلة حقاً~)

أخفض رأسه و أحمر وجهه قليلاً

نوي:(ف-فهمت...إذًا... مرحباً مي-ميراي و ميكايلا)

ميراي:(أنت لطيف للغاية بحق!~)

احمر وجهه بالكامل و أخفض رأسه

نوي:(ش-شكراً لكِ سمو-آه! أقصد ميراي!)

ضحكت بخفة

ميكايلا:(تذكرني بكارما لكنك أكثر لطفاً منه~)

ميراي:(كارما لم يكن ليقول شكراً كان سيخبرني بأن أتوقف~)

ارنولد:(بذكر كارما،كيف حاله و إخوته الآن؟~)

ديتر:(ألن يقام حفلة سيتم تقديمهم فيها بشكل رسمي بعد بضعة ايام؟)

مالوس:(أجل،قام كارما بدعوتنا)

ارنولد:(حقاً؟~ ليس عدلاً!~ أريد أنا أيضاً الذهاب!~)

ديتر:(لحظة...كارما من أرسل الدعوة؟ و ليس ملك استرون؟...)

ميراي:(أجل،ملك أسترون لا يحبنا على ايه حال~)

ميكايلا:(أنا أشعر بشعور أفضل لأنه كارما من قام بدعوتنا في الواقع)

أومأ شقيقنا

مالوس:(أجل،ذاك الوغد الخبيث لم يكن ليرسل دعوة بحسن نية)

ديتر:(لكن...إن كان يكرهكم هكذا إذًا كيف سمح لابنه بأن يعطيكم دعوة؟...أليس الأمر غريباً بعض الشيء؟)

ميراي:(هو لم يسمح له بسهولة هكذا،بمعرفتي بكارما فهو على الأغلب قد تشاجر معه~)

ارنولد:(هذا مدهش!~)

ديتر:(ت-تشاجر معه؟!)

نوي:"كارما؟...هل هو أحد أمراء الممالك الثلاث؟.. "

ميكايلا:"أوه صحيح،نوي لم يقابلهم قط"

ميكايلا:(كارما هو صديق لنا تعرفنا عليه منذ فترة الآن)

نوي:(أوه...هكذا إذًا~)

مالوس:(يمكننا اخذك لتقابله إن أردت نوي)

ارنولد:(إذا أنا أيض-)

مالوس:(قلت نوي)

ارنولد:(أنت! إن ذهب نوي فأنا أيضاً علي الذهاب معه!)

مالوس:(و هذا تحت أي مسمى؟)

ارنولد:(ل-لأنه حارسي الروحي! بالطبع علي أن أكون معه دائماً!)

مالوس:(كلا،ليس عليك ذلك)

ديتر:(اهدأ الآن أرنولد،لا يمكننا الذهاب إن لم تتم دعوتنا)

ارنولد:(أوه هيا بحقك!~ كارما ذاك الوغد هل قام بنسياني؟!)

ميراي:(واثقة أنه استطاع دعوتنا بشق الأنفس،لا أظن ملك أسترون كان سيوافق على أن يتم دعوة أطفال آخرين...)

ديتر:(لدي نفس الشعور،لا يبدوا أنه يحب الأطفال حقاً)

ميكايلا:(نحن نريد الذهاب فقط لكي نطمئن عليهم لا أكثر و لا أقل،و من يعرف؟ ربما يقوم ملك أسترون بدعوة بقية الممالك حولنا)

مالوس:(....إذًا أهذا يعني أنه إحتمال بأن يقوم بدعوة مملكة البشر القريبة منا تلك؟)

أرنولد:(عن أي مملكة تتحدث؟)

ديتر:(تقصد تلك التي كانت تزعج دورننتال منذ فترة؟)

ميراي:(من يعرف؟ إنهم بشر مثله لذا ربما يقوم بدعوتهم~)

ديتر:(لكن سمعت أن ملكهم توفي منذ أسبوع.... هل سيقبل ابنه حضور حفلة بعدها حقاً؟)

مالوس:(توفي؟! بهذه السرعة حقاً؟! لم يكمل تسعين عاما حتى....)

ارنولد:(حسناً،البشر حياتهم قصيرة بحق~)

ديتر:(مملكة أسترون تعتبر إستثناء مع ذلك)

ميراي:(لكن إذا كان الذهاب سيحسن العلاقة بين تلك المملكة و أسترون فلا أرى مانعاً من ذهابه إلى الحفل)

ميكايلا:(أجل،إذا كان الأمر سيفيد مملكته سيذهب،هذا إن كان حاكما ذكياً~)

مالوس:(لا أهتم بهم حقاً،إنهم مزعجون)

ميراي:(لما سألت عنهم فجأة أخي؟)

مالوس:(لقد كانوا هادئين لفترة طويلة،كنت أشعر بقليل من الفضول حول ما يجري عندهم،يبدوا أن هذا الهدوء كان لأن حاكمهم توفي~)

ميراي:(لكن... ألا يخلق هذا فرصة لمحاولة التفاهم معهم؟)

ديتر:(لا أعتقد،تقول الإشاعات هناك أن ولي العهد كان نسخة من والده في طريقة التفكير)

ميراي:(ت-تصل الإشاعات من هناك إلى هنا؟..)

مالوس:(أجل،في الواقع إنهم أقرب للانروج من دورننتال)

ميكايلا:(حقاً هذا؟)

ارنولد:(مكانهم لا يهم حقاً،لما تحاولين إيجاد فرصة للتفاهم حتى ميراي؟~ هم من بدأوا في ازعاجكم لذا هم من عليهم محاولة التوقف و الاعتذار و ليست إمبراطورية دورننتال)

ميراي:(إلهي أنت تفكر مثل ليليا بالضبط....)

ميكايلا:(حسناً،ليليا هو خاله بعد كل شيء)

ارنولد:(لما بدأنا نتحدث عن الممالك فجأة؟ ألم نقل أننا سنلعب معاً؟~)

ميراي:(أوه صحيح....حسناً،نوي ماذا تريد أن تلعب؟)

عندما نظرت نحوه وجدته جالساً تحت أحد النوافذ و يلعب ببعض النباتات المتدلية هناك

شعرت بقليل من الارتباك لأنني أكاد أقسم بأنه كان واقفاً جانبنا منذ لحظة

ميكايلا:(متى ذهب لهناك؟...)

ديتر:(إنه هادئ للغاية لدرجة أنه افزعني عدة مرات بظهوره فجأة أو تحدثه فجأة...)

مالوس:(أنا أرى....)

ارنولد:(نوي!~)

جفل جسده و نظر نحونا،ابتسم ابتسامة لطيفة

نوي:(نعم،أرنولد؟)

ارنولد:(تعالى! تعال! ميراي تريد أن تسألك شيئاً!~)

نوي:(ميراي؟...امم حسناً!)

قام بعدها و خبأ شيئاً خلف ظهره و تقدم نحوي و أخي بخطى مترددة موجهاً رأسه لاسفل

وقف أمامنا بعدها و بدى متردداً حيال شيء ما قبل أن يخرج ما كان يخبئه

نوي:(ه-هذه لكما!~)

كانت في يده باقة صغيرة من الورود الحمراء

تفاجئ كلانا و كان لدينا تعبير فارغ للحظة،كان وجه نوي محمراً

ميراي:(أوه ازهار،هذه لنا؟)

هز رأسه للموافقة

ميكايلا:(اه،ش-شكراً جزيلاً نوي)

ابتسم نحونا بإشراق

أخذنا الزهور الحمراء من يده

نوي:(إ-إنها تشبه لون عيونكم لذا...لذا ظننتها ستعجبكم)

ميراي:(هه إنها جميلة للغاية نوي!~ أليس كذلك ميكايلا؟~)

ميكايلا:(أجل،و رائحتها عطرة حقاً.شكراً لك)

احمر وجهه و انحنى أمامنا

نوى:(لا-لا داعي للشكر!~)

ميراي:"هذا كان مفاجئاً حقاً.. ."

أومأ أخي

ميكايلا:"لم أتوقع أن يعطينا زهوراً"

ديتر:(نوي،هذا لطيف للغاية منك~)

مالوس:"لكن أنا أذكر أن الزهور المفضلة لديهم هي البيضاء...هل قبلوها لكي لا يشعروا نوي بالحزن؟"

ميكايلا:"أمسك بنا"

ابتسم شقيقنا بفخر و ربت على رأس كلانا

ارنولد:(نوي~ماذا تريد أن تلعب؟)

نوي:(أ-أنا؟....)

ارنولد:(و من غيرك اسمه نوي هنا؟~)

نوي:(ا-..امممم ما-ماذا لو لعبنا الغميضة؟)

ديتر:(لا مانع لدي)

ارنولد:(و أنا أيضاً~)

مالوس:(أنا أيضاً لا مانع لدي،لكن بشرط ألا نبتعد عن هنا كثيراً)

ميراي:(حسناً أخي!~)

ميكايلا:(حسناً)

هكذا لعبنا سوية لفترة طويلة بحق

كان الأمر ممتعاً خصوصاً و أن نوي لا يجيد الاختباء جيداً فنحن دائماً ما نراه مختبئاً في أكثر الأماكن وضوحاً

مرة خلف مزهرية أصغر منه و مرة تحت إحدى الطاولات

لكننا اتفقنا فيما بيننا بأن نعطيه أكثر من فرصة و لا نقبض عليه كل مرة نراه فيها

لم نتوقف إلا حين فتح الباب فجأة و دخلت منه امرأة نعرفها جيداً

:(بحثت عنكم في كل مكان و ها أنتم ذا تلعبون هنا)

مالوس:(آه! عمتي!~)

ماليني:(مرحباً مالوس-اوه! التوأم هنا أيضاً؟~)

ابتسمت و اتجهت نحونا و قامت بإحتضاني و اخي

ماليني:(مرت مدة منذ آخر مرة~ افتقدت كليكما حقاً!~ كيف اخباركم؟~)

ميراي:(اه عمتي مرحباً بكِ،نحن بخير شكراً على السؤال)

ميكايلا:(كيف حالك عمتي؟)

ماليني:(أرى مازلتم خجولين كالعادة~مالوس كيف حالك؟)

مالوس:(أنا بخير عمتي...)

مالوس:"لما دائماً يتصرفان بهدوء حول عمتي؟...هل يمكن أنهم يشكون بها!"

ميراي:"ليس هكذا... "

ميكايلا:"نحن نحاول فقط الحفاظ على صورتنا لديها.... "

ديتر:(عمتي،لما كنتِ تبحثين عنا؟)

ماليني:(والديكم مشغولون اليوم لذا فكرت أن أتناول أنا الغداء معكم!~)

ارنولد:(تسك إنهما مشغولان للغاية مؤخراً...)

ماليني:(حسناً،من قد يلومهم؟ المهم الآن،لن ترفضوا تناول الغداء مع عمتكم الجميلة صحيح؟~)

مالوس:(بالطبع كلا!~ لا أستطيع تمضية الكثير من الوقت معكِ لذا ستكون هذه فرصة جيدة~)

ماليني:(أنت حقاً فتى لطيف مالوس~ أيضاً ستكون فرصة ذهبية لتمضية الوقت مع هذان الطفلان هنا~)

قامت بفرك رؤوسنا بقوة بعض الشيء

ارنولد:(لكن ألا يمكننا اللعب أكثر قليلاً بعد؟~)

ماليني:(بعد الغداء يمكنكم،هيا الآن~)

ارنولد:(لماذا؟~أريد أن نلعب أكثر معاً!~)

تنهدت عمتنا و هزت رأسها يميناً و يساراً ببطء

ماليني:(هيا إن استمعت إلي و تصرفت بهدوء سوف أعطيك أي حلوى قد تطلبها،اتفقنا؟)

ارنولد:(تسك حسناً حسناً!~ هيا بنا~)

تنهدت عمتنا

ماليني:"حسناً،إنهم أطفال في النهاية~"

نظرت نحونا و ابتسمت و هي تمد يديها لنا

ماليني:(لا مانع إن أمسكت ايديكم حتى نصل إلى قاعة الطعام،صحيح؟)

ميراي:(اه ب-بالطبع ليس لدينا مانع عمتي)

ميكايلا:(أ-أجل)

و هكذا مددنا أيدينا نحوها بخجل

ماليني:"من أين أتوا بهذه اللطافة بحق؟~"

أمسكت أيدينا و هكذا خرجنا معها و تبعنا شقيقنا و أبناء عمنا

أثناء السير اقترب شقيقنا من ديتر و أرنولد و همس لهما

مالوس:(هل التوأم يتصرفان بشكل غريب أم أنا اتخيل؟)

ضحك ديتر ضحكة خفيفة

ديتر:(ربما هما لم يعتادوا بعد على عمتهم~)

ارنولد:(إنهم يتصرفون بخجل على غير العادة....لحظة هل تظنون أنهما...)

نظر كلاهما نحوه بترقب

ارنولد:(يريدان أن يحصلوا على الحلوى منها؟)

مالوس:(....جدياً؟ إخوتي ليسوا مثلك أرنولد،لن يفعلوا شيئاً كهذا)

ارنولد:(و لما أنت متأكد هكذا؟~ أي نوع من الأطفال قد لا يحب الحلوى؟~)

تنهد ديتر

ديتر:(حسناً،أنا واثق أنه لا شيء خطير في تصرفهم بخجل حول عمتي،لذا لا تقلق كثيراً مالوس)

مالوس:(اممم أنت محق أعتقد....أجل،لا داعي للقلق~)

ديتر:"اه حسناً أنا أعتقد أنهما يحاولان اكتساب حب عمتي فحسب،فهي تفضل الأطفال الهادئين~"

ميراي:"أصبت!~"

ميكايلا:"ديتر حقاً جيد في التخمين،يشبه أبي نوعاً ما هكذا"

سرنا لفترة حتى وصلنا لباب أبيض مزخرف بلون ذهبي

فتح الخدم الباب و دخلنا،كانت الطاولة أقصر بعض الشيء من التي في قصرنا و كانت تتدلى من السقف ثريا فضية لامعة

أصرت عمتنا على أن نجلس بجانبها فجلست على يمينها و جلس أخي على يسارها

ميراي:"إذًا ميكايلا...هل مازلت غاضباً علي؟... "

ميكايلا:"....سنتحدث عندما نعود إلى البيت ميراي"

ميراي:".... حسناً... "

ماليني:(ميراي،كلي جيداً سمعت أنه اغمى عليكِ لا نريد لهذا أن يتكرر مرة أخرى)

ميراي:(م-ماذا؟...عمتي هل عرفتِ بهذا؟..)

ماليني:(بالطبع فعلت،ألست جزءًا من العائلة؟~)

ميراي:(اه...ههه آسفة لو سببت لكِ القلق...)

ماليني:(لا عليكِ~ المهم انكِ بخير الآن)

ابتسمت نحوها بخجل

ماليني:(همم؟ ألم يكن نوي معكم؟)

ارنولد:(نعم إنه- ماذا؟! أين ذهب؟!)

نوي:(هنا)

انتفضت أجسادنا و نظرنا نحو مصدر الصوت الذي خرج من اللا مكان

كان يبدوا نوي متحيراً من ردة فعلنا تلك

ماليني:(ا-اه ها أنت ذا~ههه)

ارنولد:(نوي،لما أنت واقف- متى وقفت ورائي حتى؟!)

هز نوي أكتافه كأن ارنولد يسأل سؤالاً غريباً

تنهد أرنولد و أشار إليه لكي يجلس معنا

نوي:(لا-لكن)

ماليني:(بدون لكن،هل تريد منا أن نأكل و أنت تقف و تشاهد فحسب؟ هيا تعال هنا~)

فتح نوي فمه و أغلقه عدة مرات ثم نظر إلى الأرض و جلس جانب ديتر

ماليني:(فتى مطيع~،هذا يعتبر وقتاً مميزاً و مهماً اتعرفون؟)

مالوس:(تتحدثين عن وقت الطعام؟)

أومأت عمتنا بسعادة

ماليني:(بالطبع،كان أبي دائماً ما يقول إنه مهما كان انشغالنا فهناك إجتماع علينا حضوره مهما كان الثمن و هو إجتماع العائلة حول هذه الطاولة...لقد كان يحاول جاهداً أن تكون العلاقة بيننا جيدة و أن نكون مقربين لأقصى درجة ممكنة من بعضنا البعض~)

مالوس:(أبي قال شيئاً كهذا لي مرة)

ميراي:"إذًا لهذا شعرت كأن أبي يهتم بشكل خاص بوقت تناول الطعام"

ميكايلا:"والدهم...يبدوا أنه كان حريصاً حقاً على أن يكون الثلاثة إخوة مقربين بغض النظر عن أن أكبرهم كان يملك أبا مختلفاً"

ميراي:"نوعاً ما أشعر بالفضول نحو كيف كان والد والدنا"

ماليني:"حسناً،مع أن أمي كانت لا تبالي بهذه القاعدة~"

ميكايلا:"جدتنا تبدوا كشخص مخيف... "

ميراي:"نحن لم نقابلها و لو لمرة واحدة،اتسائل هل هي لا تريد أن تقابلنا؟"

ميكايلا:"ربما،فبعد كل شيء نحن بقينا هنا لوقت طويل و مع ذلك لم نراها لمرة و لم تأتي لزيارة أبي حتى... "

ديتر:"حسنا،يبدوا أن أبي لا يهتم حقا لهذه القاعدة... "

ميراي:"ماذا؟ لكن ظننت أن عمنا يتصرف بلطف مع ابنائه مثل والدنا"

ميكايلا:"ربما هو فقط لا يبالي كثيراً بما قاله زوج والدته"

ميراي:"....تظن أنه كان يكرهه؟"

ميكايلا:"ربما،لكن لا أظننا قد نحصل على إجابة لهذا"

ميراي:"محق،سوف يكون موضعاً غريباً لكي نسأل والدنا عنه... ."

لقد كان من الممتع تناول الطعام رفقة عمتنا و أبناء عمنا

مع أن عمتنا كانت تقوم بحشو كلينا بالطعام لكن كان الأمر لطيفاً

كما و ظللنا نتحدث عن مواضيع مختلفة

حتى سمعنا صوت الخادم يقول بأنه هناك شخصاً أتى لزيارة عمتنا

عندما فتح الباب دخل منه فتى بشعر فضي طويل و قرون سوداء كان سيدويل

دخل بإبتسامة على وجهه

سيدويل:(خمنوا من عاد!~)

وقفت عمتنا بنظرة تفاجئ ثم ابتسمت و قبل أن تقول أي شيء كان أرنولد قد انقض عليه بالفعل

ارنولد:(سيدويل!~)

سيدويل:(مرحباً أرنولد،افتقدتك حقاً~)

ماليني:(سيدويل!...ل-لكن ظننت أنك ذهبت مع فيريد؟ هل حدث شيء ما؟...)

ذهب سيدويل نحو عمتنا و وضع يده على كتفها لأنها كنت تبدوا متوترة بعض الشيء

سيدويل:(لا داعي للقلق أمي،انهيت ما كان علي فعله و فكرت أنها فكرة جيدة لو قمت بزيارتك~)

ماليني:(أوه هكذا إذًا)

سيدويل:(الآن اجلسي و أكملي الطعام،لا داعي لكي تشعري بالتوتر~)

بعد أن جلست عمتنا قام سيدويل بتقبيل رأسها بعدها نظر نحوي و أخي

سيدويل:(لم أراكم هنا،مرت فترة طويلة منذ آخر مرة تقابلنا،كيف حالكم؟~)

ميراي:(أوه نحن بخير~)

ميكايلا:(كيف حالك سيدويل؟)

سيدويل:(بأفضل حال!~ مالوس افتقدتك كثيراً أنت و ديتر~)

مالوس:(سيدويل،لقد تفاجئت حقاً~ هل عدت لتوك؟)

سيدويل:(أجل،عدت للتو)

ديتر:(إ-إذًا كان عليك أن ترتاح قليلاً أولاً...)

هز سيدويل رأسه يميناً و يساراً بإبتسامة واسعة

سيدويل:(لم أقدر~ لقد افتقدتكم جميعاً حقاً!~ لذا رأيت أنه من الأفضل أن اسلم عليكم أولاً قبل أي شيء!~)

ماليني:"همم؟ لما يضع سيدويل السيف على جانبه الايمن؟.. ."

ميكايلا:"و ما المشكلة في هذا؟"

ميراي:"لانه يستخدم يده اليمنى،سيكون من المنطقي أن يضع السيف على جنبه الأيسر لكي يستطيع إخراجه بسرعة و استخدامه بسهولة"

ميكايلا:"لكن ربما هو يستخدم السيف بيده اليسرى"

ميراي:"ربما اليد اليمنى هي اليد المسيطرة عنده؟...لا أعرف....لكن أظن أن عمتنا ستسأله بعيداً عنا لاحقاً،لذا ربما نذهب و نستمع إلى ما قد يقول~"

ميكايلا:"اتفقنا إذًا"

ارنولد:(هيا!~ هيا!~ تعال و كل معنا،سيدويل!~)

كان أرنولد يشد أكمام سيدويل لكي يُجلسه على الطاولة معنا

سيدويل:(كنت سأحب هذا،لكن علي أولاً تغير هذه الملابس~)

ارنولد:(لما؟~ إنها تبدوا نظيفة تماماً لي!)

ديتر:(أرنولد،اتركه لكي يرتاح قليلاً،لقد عاد للتو)

ارنولد:(لكن! لكن أنا أريد قضاء بعض الوقت معه!~)

ماليني:(لا بأس،يمكنك أن تقضي معه قدر ما تشاء من الوقت لكن دعه يرتاح أولاّ)

ارنولد:(تسك... حسناً إذًا..تأكد من أن ترتاح جيداً،سيدويل!)

ترك أرنولد أكمام سيدويل،ابتسم نحوه سيدويل و ربت على رأسه برفق

سيدويل:(سأفعل لا تقلق،و أعدك أنني سأتدرب معك على المبارزة في وقت لاحق~)

لمعت أعين أرنولد و نظر نحو سيدويل بإبتهاج و التصق به مجدداً

ارنولد:(حقاً؟!~)

سيدويل:(أنا لا اخلف وعدي ابداً~)

احتضنه أرنولد بفرح كبير

ارنولد:(شكراً شكراً جزيلاً لك!~أنت الأفضل!~)

ابتسم سيدويل نحوه بلطف،ثم نظر نحونا جميعاً

سيدويل:(حسناً الآن،اراكم لاحقاً~)

ماليني:(سيدويل.... أريد التحدث معك حول أمر ما)

كانت تتحدث عمتنا بنبرة حادة

سيدويل:"هاااه~لقد اكتشفت الأمر أليس كذلك؟...حسناً،توقعت هذا...هه إنها أمي بعد كل شيء~"

ميكايلا:"إذًا هناك حقاً شيء غريب فيه"

ميراي:"و نحن سنقوم بإكتشافه~"

سيدويل:(حسناً،أمي)

بعدها قمنا بتوديعه و خرج من القاعة

انهينا الطعام و كما توقعنا أخبرت عمتنا ديتر بأن يعود بنا لأنه لديها شيء مهم لكي تفعله

سرنا مع ديتر حتى انشغل هو و شقيقنا و أرنولد عنا

قمنا بعدها بالرجوع بسرعة و سرنا حتى استطعنا سماع صوت عمتنا تتحدث مع سيدويل

ماليني:(كما توقعت! أنت مصاب!)

سيدويل:(ليست إصابة خطيرة مع هذا-)

ماليني:(مالذي تعنيه ب'ليست إصابة خطيرة' بحق؟! أنت حتى لم توقف النزيف بشكل جيد! لهذا كنت تخفيه بوضع السيف عليه!)

سيدويل:(اهدأي قليلاً أمي،أنا بخير حقاً....)

ماليني:(هاه! بخير؟! -تنهد-.... إذًا أخبرني على الأقل ما الذي تسبب لك بتلك الاصابة؟)

سيدويل:(....فقط قابلت بعض قطاع الطرق و تعاملت معهم،أُصبت أثناء ذلك)

سيدويل:"أعرف أنها كذبة واضحة لكن....لا أستطيع أن أخبرها بما حدث حقاً.... "

ميكايلا:"....كان...كان يخفي إصابة؟...لكن لما قد يكذب بشأن سبب اصابته؟"

ميراي:"هل كان ينزف أثناء حديثه معنا؟....كيف.... كيف كان يبتسم و يتحدث بطبيعية أثناء نزف جرحه؟.... "

ماليني:(هل تظنني غبية سيدويل؟ أنت لست بهذا الضعف لكي تخسر أمام بضعة قطاع طرق!)

سيدويل:(-تنهد-.....لا...لا يمكنني أن أخبرك...)

ماليني:(و لما هذا بحق؟! ما السبب الذي قد يمنعك من إخبار والدتك بشيء ما؟!)

سيدويل:(.....صدقيني...لن يكون الوضع جيداً لو عرفتِ أمي....)

ماليني:(سيدويل....مالذي تفعله حقاً؟... ألم تقل بأنك ستذهب مع والدك؟ماذا يحدث الآن بحق؟....)

لم نسمع رداً من سيدويل

ماليني:(... أنت تقلقني حقاً هكذا.... أعرف أنك فتى طيب،لن ترضى أن تقلق قلب والدتك هكذا....)

مازال الصوت الوحيد المسموع هو صوت عمتنا

ماليني:(سيدويل؟....هكذا إذًا... أنت حقاً لا تنوي أن تخبرني،حسناً إذًا سأعرف أنا بنفسي!)

سيدويل:(رجاءً لا تحاولي حتى!)

كان صوت سيدويل قلقلاً و يائساً للغاية

تفاجئت و أخي من سماع مثل تلك النبرة المختلفة عن نبرته اللطيفة و الهادئة

ماليني:(ليس لك أي حق في اخباري بهذا! أنت لا تريد أن تقول أي شيء لذا سأعرف أنا!)

سيدويل:(أمي،الأمر لا يحتمل أي مخاطرة! رجاءً... رجاءً..)

انكسر صوته و بدى كأنه سيبكي في أي لحظة

سيدويل:"لن أحتمل الأمر! يكفي بالفعل ما حدث له.... أمي لن تتحمل.... "

سيدويل:(هل يمكن أن تثقي بي؟....)

ميكايلا:"ب-بدأت أشعر أنه لا ينبغي أن نكمل التنصت هكذا.... "

ساد الصمت لفترة حتى سمعنا صوت عمتنا،صوتها الملئ بالحزن و القلق

ماليني:(...كيف...كيف تريدني أن أثق بك و أنت ترفض أن تخبرني بسبب إصابتك حتى؟....هل تريد مني أن أصبر و لا أفعل شيئاً حتى استلم ابني الوحيد في نعش؟!)

سيدويل:"ليس هكذا!...و ماذا سأفعل أنا إن استلمت أمي في نعش؟!"

ميكايلا:"ه-هذا....ميراي... "

ميراي:".... ما الشيء الذي قد يحاول سيدويل إخفائه بإستماتة؟.... إنه شيء قد يؤدي لفقد حياة والدته.....كما أنه أصابه بأذى... ."

ميكايلا:"لا اظننا سنأخذ أي شيء من الإستماع.... "

ميراي:"على الأقل...على الأقل نحصل على صورة واضحة كفاية لنخبر أبي"

ميكايلا:"سنخبر والدنا؟! لا-لكن ألم يقل سيدويل أنه لا يمكنه أن يعرف أي شخص لكي لا تكون حياة ذاك الشخص في خطر؟... إخبار والدنا.... "

ميراي:"أبي ذكي،و لن يتخذ قراراً متسرعاً،أيضاً من يعرف؟ ربما سيقدر على مساعدة سيدويل أيا يكن نوع المشكلة التي أقحم فيها نفسه"

ميكايلا:"....لا أعرف،كنت سأوافق في العادة لكن....لكن شيء داخلي يشعر بالتشاؤم من هذه الفكرة.... "

ميراي:"شيء داخلك؟ تعني ذاك الرجل الغريب ذو الأجنحة؟ أم أنت تشعر كإحساس داخلي؟"

ميكايلا:"....أجل....أجل أظنه ذاك الشيء المختوم داخلي...لا أعرف..أشعر كأن هذا حدث من قبل... ."

ميراي:"تلك الأشياء تشعر بالتشاؤم من أغرب الأشياء حقاً....لكنني لا أشعر بشيء لذا ربما التبس عليك الامر~"

ميكايلا:".... ربما...آآه!~ لا أعرف افعلي ما تريدين فحسب"

ميراي:"حسناً؟... "

سيدويل:(أمي...اترجاكِ ألا تحاولي فعل أي شيء...من فضلك ثقي بي هذه المرة...كل شيء سيكون بخير)

ساد الصمت مجدداً لفترة

ماليني:(...هل والدك يعرف بشأن ما يحدث معك؟)

سيدويل:"والدي هو سبب ما يحدث معي!....لكن لو أخبرتها-تنهد-.. "

ميراي:"فيريد... مجدداً ذاك الإسم يبدوا بأنه مرتبط مع المصائب ارتباطاً وثيقاً.. ."

ميكايلا:"ما الذي قد يتسبب به مع ذلك؟... ألم يبحث ليليا و والدنا في أمره و لم يكتشفوا سوى أنه يتاجر بالعبيد؟... "

ميراي:"ربما يفعل أشياء أخرى لكن لم يتمكن والدنا من اكتشافها؟.. ."

ميكايلا:"شيء لم يتمكن والدنا أو ليليا من اكتشافه؟... نوعاً ما يبدوا الأمر مستحيلاً.. ."

ميراي:"هذا يعني....أن فيريد قد يكون هناك قوة تماثل قوة أبي أو أكبر تقوم بدعمه و التستر عليه.... "

ميكايلا:"...أظن هذا سيكون منطقياً أكثر...لكن،لا يوجد سوى مملكة لانروج و عمنا و كرول يحكمانها و أسترون و ذاك الملك المثير للريبة و بضع ممالك صغيرة منها مملكة للبشر،من بينهم من تظنين أنه قد يمتلك قوة تماثل أو أكبر من والدنا؟... "

ميراي:".... أنا أرجح استرون،أبي و ليليا بدو متفاجئين و نوعاً ما خائفين عندما ذكرنا تعاويذ عشيرة أسترون...لذا ربما ملك أسترون يقوم بتعلم تلك التعاويذ القديمة لغرض ما... "

ميكايلا:"أيضاً كانت هناك تعاملات بين فيريد و ملك أسترون لذا أنا أيضاً أرجح أنه هو مشترك في هذا الأمر بطريقة أو بأخرى.. ."

ميراي:"لكن....المختبر مكانه في النصف الآخر من القارة كما عرفنا...لذا هل يمكن أنه هناك ممالك هناك قد تكون متعاونة مع فيريد؟... "

ميكايلا:"نحن لا نعرف أي شيء عن النصف الآخر من القارة...علينا أن نبحث عن بعض الكتب حوله عندما نعود"

ميراي:"اتفقنا إذًا"

سيدويل:(كلا... أبي لا يعرف أي شيء عني...)

ماليني:(كيف و أنت كنت معه طوال هذه الفترة؟)

سيدويل:(لقد أخفيت الأمر عليه.... أيضاً تعرفين أنه لا يهتم حقاً لذا لن يلاحظ لو حدث لي شيء مثلك)

ماليني:(ء-ا....)

ماليني:"إذًا حقا كان قرار الزواج منه اسوأ قرار اتخذته... ."

ميراي:"....هذا... "

ميكايلا:"دائماً كنت اتسائل لما قد تتزوج من شخص مثله بحق... "

ماليني:(سيدويل.. أنا... أنا آسفة حقاً...)

سيدويل:(آسفة؟ لما تعتذرين أمي؟)

ماليني:(بسببي...-شهقة- بسببي كان عليك أن تحصل على أب مثل ذاك)

بدر صوتها كأنه يبكي

ميراي:"ل-ليس عليها أن تعتذر! لم تفعل شيئاً... "

ميكايلا:"....هل هي تبكي حقاً؟...لماذا؟ أن فيريد شخصية ملتوية و قد يخدع أي شخص بسهولة... ."

سيدويل:(م-مهلاً! لما تبكين الآن؟!)

ماليني:(أنا... أنا لم يكن علي أن اتركك معه منذ البداية! إنها... إنها غلطتي أنا!)

سيدويل:(لا تقولي هذا! أنت لم ترتكبي أي خطأ أمي.... أنتِ...لولا وجودك جانبي...لا أظن أنني قد أنجو طوال تلك المدة،لذا رجاءً لا تبكي هكذا و لا تقولي أنكِ السبب أنتِ لست السبب....صدقيني حقاً أنتِ لم تفعلي أي شيء سيء لي أبدا ً...)

سيدويل:"ذاك الوغد! اقسم بأنني سأقتله!!"

ميراي:"...تظن أنه قادر على فعلها حقاً؟... "

ميكايلا:"لست متأكداً....لكن أتمنى أن يقوم بفعلها"

ميراي:"هممم~ أظن أن الإستماع قليلاً بعد قد يمكننا من بضعة معلومات لنخبرها لابي"

ميكايلا:"أي معلومات تنتظرين سماعها؟....أظن أن هذا يكفي"

ميراي:"لكن...لم نعرف ما حدث بالضبط حتى الآن.....معقول...معقول أن فيريد هو من أصاب سيدويل هكذا؟"

ميكايلا:"لكن لما قد يفعل هذا؟"

ميراي:"ربما...ربما قام سيدويل بفعل شيء ما له؟....نحن نعرف أن سيدويل يكره فيريد الآن،و أيضاً قال إن فيريد من تسبب له بتلك الإصابة....لذا...لا أعرف ربما عصى اوامره؟... "

ميكايلا:"هذا...هذا يذكرني بذاك المختبر...كان في كل مرة نعصى أحدهم ي-يقومون ب... ."

ميراي:"مرة يقومون بصعقنا و مرة أخرى يهددون بقتل أحدنا أمام الآخر....بالتفكير في الأمر،فيريد لديه هالة تذكرني بهالة لويس... ."

ميكايلا:"هل...هل تلمحين إلى أن فيريد هو نفسه لويس؟.. ."

ميراي:"....فقط أقول أن الأجواء المحيطة به تذكرني بتلك المحيطة بلويس.... أيضاً كيف يتعامل معنا طريقة كلامه و تعامله.... ألا يذكرك به؟"

ميكايلا:"حسناً....من ناحية تصرفاته و طريقة كلامه اجل،إنه يذكرني به....لكن لا أعرف أشعر كأن الهاله حوله أكثر برودة من لويس....لويس كان يشعرني بالتقزز كل مرة أراه فيها أما هو....أنه يشعرني بالانزعاج..... حقاً أشعر بالانزعاج من تواجده و سماع صوته فقط"

ميراي:"هممم....لحظة...لقد هدأت الاواضع،ماذا حدث مع كليهما؟"

لذا حاولنا بحذر أن نقترب لكي نرى ماذا حدث بين سيدويل و عمتنا

لقد كان سيدويل يحتضنها و يحاول أن يهدأ من بكائها

ميكايلا:"لا أظن هناك أي شيء آخر قد نعرفه الآن.... "

سيدويل:"أوه...كم تمنيت لو استطعت فقط اخذك و أهرب من هنا...لكن...لكن...الجميع سيكون في خطر! ذاك الوغد لا يخطط لإبقاء الأمور هادئة و مخفية بعد الآن! إنه يمهد لكارثة كبيرة....كلاوس يحاول جاهداً منع ما سيحدث لكن...لن يقدر...ليس بمفرده... أكره هذا لكن..كلانا لا يملك القوة الكافية،هذه المرة الأمر أكبر من تحملنا...لكن من قد نخبر؟.. ."

نظرت نحو أخي و ابتسمت بفخر

ميراي:"لا يوجد شيء آخر لكي نسمعه هاه ميكا؟~"

ميكايلا:"اصمتِ! مازلت غاضباً عليكِ"

سيدويل:"كلاوس قال إن التوأم قد يساعدوننا...لكن هذا غباء! و أمر في غاية الخطورة! ليس عدلاً تحميل طفلين مثلهما مثل ذاك العبء...ماذا...ماذا لو انتهى بهما الأمر ضحية لفيريد؟...ماذا لو قام بارسالهم بعيداً؟... أيضاً و نحن قد اكتشفنا أنه يبعث بكثير من الأطفال الأيتام إلى ذاك المختبر ،ماذا لو ارسلهم لهناك؟! إنهم أطفال صغار لن يتحملوا الأمر!"

ميراي:"....إنه لا يملك أدنى فكرة... "

ميكايلا:"......هذا...أليس غريباً؟...إذا عرف بأمر المختبر بل و عرف مكانه و من كان يمده بهؤلاء الأطفال... إذًا..إذًا كيف لم يعرف بشأننا؟.. ."

ميراي:"...محق...إذًا...هل هذا يعني أن هروبنا يحاول أن يتستروا عليه؟....و هل هذا أيضاً يعني أن التجارب مازالت مستمرة و لم تتوقف حتى بعد أن هربنا؟"

ميكايلا:"... أعتقد حقاً أنه علينا التحدث مع أبي...هناك مشاكل جديده على وشك الظهور.. ."

ميراي:"رأيت؟~ لقد كنت محقة بشأن البقاء و الاستماع~"

ميكايلا:"-تنهد- أيا يكن أجل... أجل... أعتقد أنك كنت محقة هذه المرة... "

ميراي:مرحى!~ ميكا أعترف أخيراً بأنني ذكيه!~"

ميكايلا:"لم أقل أنك ذكية بل أنكِ أصبت هذه المرة و هذا أمر نادر الحدوث"

ميراي:"أيها ال-"

سيدويل:"علي حقاً مقابلة كلاوس...الوضع لا يبشر بالخير...مازالت هناك فرصة...ربما..ربما لو تحدثت مع عمي حول الأمر....لكن ماذا لو وضعه هذا في خطر؟...كلا،لا أريد وضع أي شخص في خطر علينا أن نحاول أن نزيد قوتنا و نحاول التعامل مع الأمر"

ميراي:"إنه حقاً حقاً يهتم بعائلته... "

ميكايلا:"..طريقة تفكيره خاطئة،إن حاول فعل كل شيء مع كلاوس بمفردهم قد ينتهي الأمر بشكل مأساوي لهم و للجميع... "

ميراي:"حسناً،قليلاً بعد بعدها نعود لشقيقنا،لابد أنه قلق للغاية الآن"

ميكايلا:"حسناً....موافق"

سيدويل:"إذا تعاونا و جمعنا بعض الحلفاء من الصيادين فقد نتمكن من فضح فيريد و ما يفعله و أيضاً قد...قد نتمكن من هزيمة العقل المدبر لهذا الأمر"

ميراي:"هذا....سيدويل يعرف من يدير المختبر؟!"

سيدويل:"لم أكن لاتصور هو من بين جميع الأشخاص أن يكون هكذا...كلاوس سيصدم حقاً...لم يعرف هذا بعد لكن ذاك الوغد هو-"

ارنولد:(ها هما ذا!~ إنهما مختبئان هناك!~)

ميكايلا:"تباً لك!!"

ميراي:"-تنهد- ضاعت....ضاعت الفرصة... تباً"

سمعنا صوت خطوات تقترب منا حتى وجدنا أنفسنا وجهاً لوجه أمام سيدويل

سيدويل:(ماذا تفعلان هنا؟~)

شعر كلانا بالتوتر من أن يكتشف أننا كنا نتصنت عليه

لكنه ابتسم بلطف نحونا و جاء أرنولد مع شقيقنا و ديتر بسرعة

مالوس:(أخيراً وجدناكم! لقد خفت بحق! لما اختفيتم فجأة؟)

سيدويل:(هل تريدان شيئاً مني؟~)

ميكايلا:(ارممم حسناً...)

ميراي:(كنا نريد أن نرى لو كنت بخير،لم تبدوا على مايرام من قبل،لذا ذهبنا لنبحث عنك و وجدناك تحتضن عمتنا لذا كنا على وشك العودة)

ديتر:(...لكنكم اختفيتم منذ مدة طويلة،هل وجدتم سيدويل الآن فقط؟)

ميراي:(حسناً،نحن لا نعرف أي شيء في هذا القصر لذا أضعنا الطريق عدة مرات،أليس كذلك ميكا؟)

ميكايلا:(أجل،لقد وصلنا إلى مكانه منذ قليل....آسفون لو اخفناكم...)

تنهد شقيقنا و اقترب منا و قام بإحتضان كلينا

مالوس:(ماذا لو ضعتم حقاً؟... رجاءً لا تختفوا هكذا من تلقاء أنفسكم مجدداً...إذا أردتم الإطمئنان على سيدويل كان بإمكانكم اخبارنا فحسب،كنا سنذهب معاً....)

سيدويل:(لكن أنا حقاً بخير كما ترون~ربما ظننتم أنني بي خطب ما لأنني كنت أشعر بالتعب.السفر متعب للغاية بحق!~)

ميراي:(أوه حقاً هذا؟~ هذا مطمئن حقاً أنك بخير و لست مريضاً أو شيء كهذا~)

ميكايلا:(أجل،سعيد أنك بخير سيدويل)

مالوس:"هما...إنهما يحبانه؟...حسناً،سيدويل لطيف للغاية أنا أيضاً أحبه كثيراً"

ميراي:"أتفق،إنه لطيف للغاية في تعامله معنا.... نوعاً ما يذكرني بليليا"

ميكايلا:"تقصدين النسخة الأكثر هدوءا و عقلانية من ليليا"

ميراي:ههه~ أجل أنت محق~"

ماليني:(هل كل شيء على ما يرام؟...)

مالوس:(ع-عمتي؟....)

مالوس:"لما تبدوا حزينة للغاية هكذا؟"

ديتر:(أوه مرحبا عمتي،لقد كنا نبحث عن التوأم و وجدناهم أخيراً)

ماليني:(هل ضعتم في القصر؟)

ميراي:(أجل لبعض الوقت)

سيدويل:(كانوا يبحثون عني أمي،لقد كانوا قلقين علي~)

ميكايلا:(أجل و وجدناه بعض أن ضللنا الطريق لبضع مرات)

ماليني:(هل كنتم قلقين على سيدويل؟)

قمنا بهز راسنا للموافقة ببطء و خجل

ابتسمت عمتنا و انحنت حتى أصبحت في مستوانا

ماليني:(هذا لطف منكما~ أنتما حقاً أطفال طيبون)

اشحنا بنظرنا بعيداً عن وجهها بخجل فقامت بالتربيت على رؤوسنا

أرنولد:(حسناً حسناً لكن هل يمكننا العودة الآن؟~ سيتأخر الوقت و عمي لن يوافق أن تبقوا هنا لأكثر من هذا...)

مالوس:(... حسناً هيا بنا،مع أننا سنراك مجدداً للاحتفال بعيد ميلادك)

ارنولد:(أعرف هذا،لكنني أريد اللعب معكم الآن~)

سيدويل:(حسناً،هيا جميعاً الآن اذهبوا و استمتعوا معاً~ لكن لا تفعلوا أي شيء خطير اتفقنا؟)

ارنولد:(علم و ينفذ!~)

ديتر:(لا تقلق سأعتني بهم)

سيدويل:(ديتر...مدرك أنك لازلت طفلاً صحيح؟ ليس عليك التصرف بهذه الجدية طوال الوقت خصوصاً مع عائلتك)

ديتر:(ا-اه.... حسناً...)

ماليني:(إنه فتى هادئ فحسب،من الجيد أنه يريد تحمل المسؤولية~)

سيدويل:(لكنه ينسى أن يلعب و يستمتع مع البقية هكذا، هل أنا مخطئ؟)

مالوس:(كلا،أنت محق أحياناً يقول أنه عليه أن يراقبنا و لا يلعب معنا)

ارنولد:(أخيراً قالها شخص ما!~ديتر عليك الاستمتاع قليلاً اتعرف؟)

ديتر:"لكن...لكن لو فعلت هذا...إذا حدث شيء ما فلن أكون مستعداً...علي أن ادرب نفسي على تحمل مسؤوليتهم لكي...لكي و إذا حدث أي شيء فأكون قادراً على حمايتهم....لن أسمح لهم بأن يصابوا بأذى! ."

ميراي:"إلهي إنه يحمل نفسه الكثير.. ."

ميكايلا:"ظننته يفضل القراءة فحسب لكنه حقاً يجبر نفسه على تحمل الكثير من المسؤوليات... "

ماليني:(حسناً،الكثير من التشدد هكذا قد يجعلك متوتراً طوال الوقت ديتر،و هذا ليس جيداً لصحتك،لذا رجاءً حاول أن تسترخي قليلاً،اتفقنا؟~)

ديتر:"لكن...لكن ماذا لو استرخيت في الوقت الخطأ؟!...ماذا لو لم أكن مستعداً إذا حدث شيء ما؟... "

ميكايلا:"عليه أن يهدأ...حقاً.. ."

ميراي:".... أحياناً أفكر هكذا... "

ميكايلا:"أعرف هذا،و أصاب بالصداع من كثرة التساؤلات و الأفكار التي تندفع من رأسك ميراي... أنتِ في الواقع اسوء من ديتر عندما تتوترين... "

ميراي:"حقاً هذا؟...لم أدرك أنني قد أكون اسوأ منه... ."

ميكايلا:"أنتِ اسوأ بمراحل،خصوصاً عندما تبدئين بتخيل أشياء لن تحدث و تصابي بالقلق حولها،لما تعذبين نفسك هكذا طوال الوقت؟"

ميراي:"...ل-لكن ماذا لو حدث شيء حقاً؟...أليس من الأفضل أن أكون مستعدة؟"

ميكايلا:"ها نحن ذا من جديد-تنهد- ميراي عليك القلق لو كنا في وضع خطير لكن أن تصنعي أحداثاً لن تحدث في الواقع و تقلقين بشأنها بل و تحاولين وضع خطة لكل وضع فيهم هذا غباء و فقط يضر بكِ و بصحتك"

ميراي:"....لكننا مازلنا في خطر! تذكر نحن لم نعرف أي شيء عن المختبر حقاً حتى الآن،قد يكونون يبحثون عنا أو..أو قد يكونوا قد عثروا علينا بالفعل و بإنتظار لحظة مناسبة لاخذنا مجدداً!"

ميكايلا:"أنا مدرك لهذا،لكنني لست متوتراً لأننا بالفعل جمعنا قدراً معقولاً من المعلومات و نحن الآن نملك حماية ليس كما كنا قبلاً،ميراي هل نسيتي بأننا لم نعد 'اثنين' ؟ نحن نملك عائلة الآن،عائلة على أهبة الاستعداد لتدافع عنا"

ميراي:"..... حسناً... نوعاً ما أريد أن أصدق ما قلته لكن...لكن لا أستطيع....لا أعرف لما... ."

ميكايلا:"...هل ذاك الشيء يمنحك شعوراً غريباً مجدداً؟"

ميراي:"لا...لا أعرف...لست متأكدة...ربما؟.. ."

ميكايلا:"...تعلمين شيئاً؟ لننسى الأمر الآن...سنتحدث مع أبي على ايه حال فور عودتنا"

ميراي:"امم... حسناً موافقة"

وسط حديثنا ذاك كان البقية أخذوا عهداً من ديتر على أنه سيهدأ من أعصابه قليلاً و يلعب معنا

لذا ذهبنا معهم لكي نلعب قليلاً،بعد أن مشينا لفترة قصيرة توقفت عن المشي

أردت سؤال سيدويل عن شيء ما لذا أخبرتهم أنني ساعود بسرعة لأسئلة عن شيء ما

عدت ادراجي و تمكنت من اللحاق به

ميراي:(سي-سيدويل!)

التفت إلي و ابتسم بلطف

سيدويل:(ما الأمر،ميراي؟)

ميراي:(أريد... أريد سؤالك عن شيء ما...)

سيدويل:(و ما قد يكون؟)

أشرت إليه لكي يقترب مني اقترب و همست في أذنه

ميراي:(هل تعرف متى سيعود كلاوس؟)

بدى مستغرباً من سؤالي ذاك،لكنه أجاب على الفور على ايه حال

سيدويل:(أخبرني أنه سيحاول أن يأتي في ميعاد عيد ميلاد أرنولد....)

ميراي:(و..و أنت؟ هل ستبقى هنا إلى حينها؟)

سيدويل:(أجل،أخطط لفعل هذا....لما هذا السؤال فجأة؟)

ميراي:(أوه فقط لأن أرنولد كان متحمساً و خفت ألا يتمكن شقيقه من الحضور،كان سيحزن حقاً لو حدث هذا،لكن بما أنه سيأتي إذًا لا داعي للقلق!~)

سيدويل:(.... أنا أرى،لديك أي سؤال آخر؟)

ميراي:(...في الواقع...أجل،لكن لا تخبر أحداً بما سأقول)

سيدويل:(أعدك لن أخبر مخلوقاً~)

ميراي:(أنت و كلاوس...تحاربان شيئاً ما أليس كذلك؟)

بعد كلماتي تلك تجمد سيدويل في مكانه

حدق نحوي بتعبير يقول 'كيف عرفتي هذا بحق الجحيم؟'

توقعت أنه سيكون جيداً في التحكم في تعابير وجهه لكنه كان سهل القراءة

لذا نظرت إلى وجهه المصدوم الذي يحاول استيعاب ما سمعه و ابتسمت

ميراي:(إذًا أنا محقة~)

حاول استجماع شتات نفسه و قال بصوت بدى مرتاباً مني لأبعد الحدود

سيدويل:(كيف؟....)

ابتسمت نحوه

ميراي:(أنا و أخي تم أخذنا إلى المختبر)

انتفض جسده و كان تعبيره مزيجاً من الغضب و

التفاجئ

سيدويل:(مختبر؟)

2024/08/07 · 12 مشاهدة · 9631 كلمة
Malak
نادي الروايات - 2025