في صباح اليوم التالي ذهبنا لتناول الإفطار و كان والدنا جالساً

لكن لم نستطع رؤية شقيقنا،لذا جلسنا جانب والدنا

ميراي:(صباح الخير أبي!~)

ميكايلا:(صباح الخير)

مالفرد:(صباح الخير لكلاكما)

ميراي:(أين أخي مالوس؟ ألم يستيقظ بعد؟)

مالفرد:(اوه أجل كان متعباً منذ البارحة و لم يتمكن من الاستيقاظ مبكراً اليوم،لذا سأتركه يرتاح فترة أكثر قليلاً)

ميراي:(لكن هكذا هل سيتناول الطعام بمفرده؟)

ميكايلا:(ألم ينم البارحة بعد أن تركناه؟...)

هز والدنا رأسه يميناً و يساراً بإبتسامة لطيفة

مالفرد:(لقد قال إنه لا يمانع تناوله بمفرده،و البارحة بعد أن ذهب كلاكما للنوم أتى هو إلى مكتبي و قضى الليلة يحكي عن ما فعلتموه البارحة)

ميراي:(أوه حقاً؟ هل أستمتع بهذا القدر معنا؟)

ابتسم والدنا نحونا ابتسامة عريضة

مالفرد:(أجل،خصوصاً الجزء الذي اختفيتم فيه في القصر فجأة و ضللتم الطريق،و لم تخبروه حتى أنكم ذاهبون إلى أي مكان~)

قال والدنا ذلك بنبرة هادئة و لطيفة جعلتنا لا ندرك ما قال إلا بعدها بلحظات

جفل جسد كلينا و نظرنا نحو والدنا بقلق،قابلنا بابتسامة واسعة تحمل الكثير من الغضب

ميراي:(ء-اهههه~ ب-بخصوص هذا...)

ميكايلا:(ل-لكن نحن اعتذرنا له بالفعل....)

مالفرد:('اعتذرنا له' هاه؟ -تنهد- مدركان أن فيريد قد يكون له أتباع في القصر الذي أخذتم تتجولون فيه كأنه بيتكم صحيح؟)

أخفض كلانا رأسه شعرنا بالخجل من والدنا

كانت أول مرة يتكلم معنا بنبرة فيها شيء من الغضب هكذا

ميراي:(ل-لكن لقد وجدنا معلومة جديدة حول المختبر~)

مالفرد:(هل هذا هو السبب الذي دفعكم إلى التجول دون مرافق في مكان لا تعلمون عنه شيئاً؟! و ما يزيد الطين بلة أنه مكان قد يتواجد فيه أشخاص ينون الأذى لكم! كل هذا لمعلومات سخيفة قد أستطيع أنا أو ليليا الحصول عليها؟!)

تفاجئ كلانا حقاً،لقد كان والدنا غاضباً علينا لذا لم نقدر حتى على النظر إلى وجهه و استمر كلانا بالنظر إلى الأرض

لسبب ما شعرنا أننا خذلنا والدنا بطريقة ما و كان أخي على وشك البكاء

عندها سمعنا تنهد والدنا صمت الجو للحظة قبل أن يعاود والدنا الحديث بنبرة أكثر هدوءا

مالفرد:(أعرف أن قصدكم كان خير،و أنكم كنتم تريدون المساعدة،لكن ماذا سأفعل أنا بالمعلومات إن حدث لكم أذى؟...أنا واثق أنكم أذكياء كفاية لمعرفة مدى خطورة موقفكم)

ميراي:(...ن-نعتذر.....)

مالفرد:(....ميكايلا هل تبكي؟..)

ميكايلا:(ك-كلا...نحن-نحن آسفون...)

تنهد والدنا مجدداً و أرجع رأسه إلى الوراء قليلاً

مالفرد:"هل..هل صرخت عليهم بصوت عالي؟... لكن لقد شعرت بالخوف حقاً! إذا كان هناك شخص يراقبهم داخل القصر أثناء غياب فيريد ف...ف..لا أقدر،لن أقوى على الإبتعاد عنهم مجدداً و لو للحظة...-تنهد-.... "

أعاد والدنا النظر نحونا ثم اقترب منا و قام بإحتضان كلينا

مالفرد:(آسف لو تكلمت بقسوة معكما....لكن ما قمتم بفعله شيء في غاية الخطورة،أنتما لم تتعلما كيف تدافعان عن أنفسكم بعد،السير في الارجاء في مكان يحتمل أن يكون فيه أعداء لكم هو كأنكم تترجون شخصاً لياتي و يختطفكم....)

قمنا بإحتضانه بقوة،لم أدرك أن ما فعلناه كان خطيراً حتى

لم أفكر كثيراً في الأمر،فقط أردت فقط أن آخذ بعض المعلومات من سيدويل دون التفكير في شيء آخر

مالفرد:(ميكايلا،لا تبكي هكذا...)

ميكايلا:(أ-أنا آسف لم-لم أكن أعرف أنه أمر خطر)

ميراي:(أ-أنا أيضاً....في الواقع أنا.. أنا من جر ميكايلا معي...لقد-لقد أردت سؤال سيدويل عن شيء ما و لم أفكر كثيراً في خطورة الأمر... أنا حقاً آسفة أبي)

ظل صامتاً و هو ينظر نحونا بقليل من الحزن

مالفرد:(...فقط هل يمكنني الحصول على وعد منكم بأن تخبراني بما تنويان على فعله قبل أن تفعلوه؟)

ميكايلا:(ح-حسناً نحن نعدك)

ميراي:(أجل،لن نفعل شيئاً من تلقاء أنفسنا مجدداً)

ابتسم و بدى أنه شعر بالراحة مما قلناه

مالفرد:(هذا جيد،الآن ماذا عن إكمال هذه الوجبة و الحصول على بعض الحلوى؟~)

ابتسم كلانا و أعطى والدنا ميكايلا منديلاً ليجفف دموعه به

بعد أن تناولنا الطعام حملنا والدنا و ذهبنا إلى الحديقة معه

جلسنا رفقته و كانت الطاولة شبه مفروشة بالحلوى و العصير

ميراي:(ه-هذا...)

ميكايلا:(ا-اليس كثيراً بعض الشيء؟...)

ابتسم والدنا و هز رأسه نافياً

مالفرد:(على الإطلاق،أنتما لا تتناولان الحلوى كثيراً على ايه حال)

ضحك والدنا و نظر نحونا

مالفرد:(أرنولد يستطيع مسح هذه الطاولة بسهولة~)

ميكايلا:(لهذا هو نشيط بشكل زائد على الدوام...)

ميراي:(حسناً،نحن لا نحب الحلوى لتلك الدرجة....أقصى شيء هو قطعة كعكة و لن أقدر على تناول أي شيء حلو لاسبوع...)

مالفرد:(أنا أرى،في الواقع أرنولد مثلي أنا أعشق الحلويات~)

نظرنا نحوه بتفاجئ

ميراي:(أنت؟!)

ميكايلا:(لم أتوقع هذا....إذًا و أخي مالوس؟)

مالفرد:(الشيء الحلو الوحيد الذي يحب تناوله هو المثلجات،لا تفرق صيف أو شتاء إنه شبه مهووس بها...)

ميكايلا:(لا اطيقها أصلا،و كيف بحق يأكلها في الشتاء؟!)

ميراي:(إنها أفضل في الشتاء~)

ميكايلا:(أنتِ أيضاً؟ بجدية لا أفهم كيف تتحملون تناولها)

مالفرد:(انا أيضاً لا أحبها حقاً،اظنني و ميكايلا نشترك في هذا~)

ميراي:(إ-إذًا....بخصوص ما عرفناه)

تنهد والدنا مما جعلنا نشعر بقليل من التوتر

مالفرد:(ما هو الذي قام اطفالي المشاكسون بإكتشافه؟~)

ضحكت و أخي ضحكة خفيفة

ميراي:(لقد تأكدنا من أن فيريد له علاقة بالمختبر بل و أيضاً هناك إحتمال كبير أنه قد يكون الذراع اليمنى ل'الرئيس')

ميكايلا:(أيضاً تذكر ذاك الشخص المدعو ب'لويس'؟هناك إحتمال كبير أن يكون هو و فيريد نفس الشخص)

صمت والدنا و أصبحت معالم وجهه جادة

مالفرد:(...'لويس' ذاك هو من أتى و اخذكم من راشيل،صحيح؟)

ميراي:(أجل،و هو أيضاً كان يبدوا أنه كان على معرفة براشيل،لقد كان يتحدث معها بودية كان من الواضح أنها لم تكن أول مرة يتعامل فيها معها)

مالفرد:(... بالتفكير في الأمر،عندما مرضت زوجتي....فيريد كان مختفيا،لم أره كثيراً لم يظهر سوى في الجنازة....أو ربما بسبب أنني لم أكن في حالة سليمة وقتها..ربما لم انتبه على وجوده من عدمه...)

ميكايلا:(ا-اذًا من أين قد نتأكد من شيء كهذا؟....)

مالفرد:(ليليا...ليليا كان أكثر شخص هادئ وقتها،هو من يقدر على اخبارنا بما كان يحدث لأنني... أنا لم أكن مركزاً حقاً في ما يدور حولي وقتها...)

ميراي:(و؟~أين هو ليليا؟)

مالفرد:(لقد خرج في دورية لأنه و على ما يبدوا والدكم كان محقاً،هؤلاء البشر ينون على شيء ما من جديد)

ميكايلا:(حسناً،توقعاتك تصيب دائماً)

تنهد والدنا بضيق

مالفرد:(مع أني أحياناً أتمنى أن تكون خاطئة)

ميراي:(متى سيعود من هناك؟)

مالفرد:(يفترض أن يعود بعد نصف ساعة من الآن،انه يقوم بها منذ البارحة)

ميراي:(منذ البارحة؟...! اه! بخصوص البارحة،أبي ما خطب تلك الرسالة التي أعطيتها إلى عمي؟)

نظر والدنا نحوي بصمت

مالفرد:(هذه...هذه سر)

ميراي:(ليليا أخبرني بتلميح للأمر البارحة بالفعل،لكن أنا أريد أن أعرف فقط هل عمي في صفنا أو؟)

بدى التفاجئ و الغضب على وجه والدنا

مالفرد:"ذاك الوغد! عندما أراه اليوم فقط...ألم أنبه عليه بألا يقول أي شيء؟!"

ميكايلا:"لقد قمتِ بخيانة ليليا،ميراي"

ميراي:"هيهيهي~"

أمسك والدنا رأسه و بعدها نظر نحوي

مالفرد:(إنه على أرض محايدة...حتى الآن)

ميكايلا:(حتى الآن؟...تقصد أنه بعد بعض الوقت سيصبح معنا أو ضدنا؟)

مالفرد:(هذا سيتحدد قريباً،ليس عليكم القلق بشأنه مع ذلك~)

ميراي:(هممم؟ لماذا؟)

مالفرد:(أعني لو حدث و انقلب علينا،أستطيع إيقافه بسهولة~)

ميكايلا:(....هذه الثقة ما مصدرها؟)

مالفرد:(هل تشكون في قدراتي؟)

ميراي:(ك-كلا! الأمر فقط...ت-تعرف...)

ضحك والدنا ثم نظر نحونا

مالفرد:(لا داعي للقلق،أنا حقاً أقوى منه لذا لا تشغلوا بالكم بالتفكير فيه كثيراً)

ميكايلا:(إذا كنت تقول هذا...)

مالفرد:(هل يمكنني سؤالكم عن شيء قبل أن نكمل الكلام؟)

ميراي:(و ما هو؟)

اقترب والدنا منا و تكلم بصوت منخفض

مالفرد:(من أين عرفتم بأن فيريد له علاقة بالمختبر و أنه قد يكون الذراع الأيمن لذاك الرئيس؟)

تجمد جسد كلينا و نظرنا نحو والدنا بقليل من التوتر

ميكايلا:"ما-ماذا الآن؟...ماذا علينا أن نقول؟"

ميراي:"هذا... ح-حسناً أولا علينا ألا نتوتر هكذا و إلا سيشك في أمرنا...و-و بعدها... حسناً انتظر لدي فكرة"

ميراي:(كما ترى،لقد شعرنا بشيء غريب في سيدويل لذا قررنا أن نمشي ورائه ونسأله عما حدث له،عندها بدون قصد سمعناه يتحدث مع عمتنا)

نظرت إلى أخي ليكمل ما أقول و يتوقف عن إبداء تلك التعابير التي توحي بأننا ارتكبنا جريمة من نوع ما

ميكايلا:(أوه أجل اممم عمتنا كانت تصرخ بغضب على سيدويل و قالت إنه كان مصاباً و يحاول إخفاء إصابته)

مالفرد:(مصاب؟....و ماذا بعد؟)

ميكايلا:(ء-ء.. حسناً لقد...)

نظر أخي نحوي

ميراي:(رفض إخبار عمتنا بسبب إصابته و قال إنه إن عرفت السبب ستكون حياتها في خطر)

جفل جسد والدنا و أصبحت تعبيراته أكثر جدية حتى

ميراي:(لقد...لقد كان متوتراً حقاً و لم يتحدث بنبرة هادئة كعادته،و لذا عندما احتد الأمر بينهما شعرنا أنه علينا المغادرة و قبل أن نغادر سمعنا سيدويل يقول شيئاً بصوت منخفض)

ميكايلا:(أوه لقد قال إن فيريد هو سبب اصابته،لكن لم نعرف هل يقصد أن فيريد هو من أصابه أم تسبب في حصوله على تلك الإصابة؟)

مالفرد:"فيريد ذاك...على الأرجح هو من أصابه...لكن لماذا؟.. "

مالفرد:(و ماذا عن السبب الذي جعلكم تشكون في أنه قد يكون هو نفسه لويس؟)

ميراي:(حسناً،منذ أن قابلته لأول مرة و أنا أحسست كأن الهالة حولة هي نفسها التي كانت حول لويس..... أيضاً طريقة تعامله مع سيدويل تشبه طريقة معاملة لويس لنا...)

ميكايلا:(أيضاً هناك شيء مهم علينا اخبارك به...)

مالفرد:(شيء مهم؟....ما هو؟)

ميراي:(كما ترى....)

شعرت بالكثير من التوتر لكنني أرغمت نفسي على التحدث على أي حال

ميراي:(لقد-لقد أخبرنا سيدويل عما حدث لنا)

انتفض جسد والدنا و حدق نحونا بتعبير مصدوم على وجهه لم يتحدث لفترة

ميكايلا:"هل كان الأمر مفاجئاً لهذه الدرجة؟... "

ميراي:"أحياناً أشعر بأننا سنصيبه بجلطة... "

أغمض والدنا عينه و أرجع ظهره إلى الوراء و هو ممسك برأسه

بعد فترة عاود النظر إلينا بعد أن ظل ينظر نحونا و يتنهد

مالفرد:(و لماذا بحق الجحيم قد تخبرانه بشيء كهذا؟)

كانت نبرته الهادئة للغاية تحتوي على الكثير من الغضب مما جعلنا نشعر ببرودة تتسلل إلى أجسامنا

ميراي:(ح-حسناً ك-كما ترى اممم ن-نحن لم نخبره كل شيء ههه!~)

نظر نحوي و كأن صبره على وشك النفاذ

ميراي:(ا-ا...احم احم مي-ميكايلا سيكمل الباقي)

التفت نحوي ميكايلا

ميكايلا:(أنا؟! أنتِ صاحبة فكرة 'ضمه إلينا' في المقام الأول! لما علي أنا تفسير افعالك؟!)

ميراي:(لا تتحدث كأنك لم توافق على ما قلت و ساعدتني)

ميكايلا:(أيتها ال-)

مالفرد:(يكفي هذا،ميراي أكملي حديثك،لا تحاولي التهرب)

ميراي:(....ظ-ظننت بما أنه قريب من فيريد و يعرف ما لا نعرفه عنه ف~ فسيكون من الجيد لو جعلته يقول معلوماته لك)

مالفرد:(و بالطبع فعلتم نفس الشيء مع كلاوس ألست محقاً؟)

جفل جسد كلينا و نظرنا نحو والدنا بنظرة تقول 'كيف عرفت بحق؟!'

تنهد والدنا و هز رأسه يميناً و يساراً بخيبة أمل

مالفرد:(كلاوس لم يكن يتحدث معي عن أي شيء،و فجأة بعد أن ذهب و تحدث معكم أصبح يكتب إلي حول كل ما يراه كأنني أصبحت دفتر يومياته)

ميكايلا:(أوه...ه-هكذا إذًا...)

ميراي:(ل-لحظة يكتب لك؟ لكن...عن ماذا؟)

مالفرد:(ليس مهماً الآن،اكملي ماذا أخبرتم سيدويل بالضبط؟)

ميراي:(أوه حسناً قلنا فقط أننا كنا في ذاك المختبر و لا شيء آخر...لكن ردة فعله كانت غريبة،لقد بدى و كأنه يعرف أي مختبر نقصد و لم يطلب مني الشرح حتى،قال كيف هربتم بحق؟ لذا اخبرناه بما حدث لم يحاول أن يسأل عن كيف يبدوا لويس أو الرئيس أو حتى سؤالنا عما إذا كنا نعرف مكان المختبر أو لو كانت لدينا فكرة عن سبب تلك التجارب)

ميكايلا:(أجل،بدى كأنه يعرف كل هذا مسبقاً،و اخبرناه... حسناً اخبرناه أنك و ليليا تبحثان في الأمر و اقتربتم من اكتشاف هوية الرئيس)

ميراي:(ل-لذا طلبنا منه أن يخبرك لو اكتشف شيئاً جديداً،ا-اذًا استعد لتصبح دفتر يوميات لسيدويل أيضاً~)

كنت أقولها على سبيل المزاح لتخفيف التوتر قليلاً،لكن والدنا نظر نحوي بنظرة خيبة أمل

مالفرد:(-تنهد-....أظن ليليا كان محقاً عندما قال أنني على وشك المرور بما جعلت أمي تمر به أثناء تربيتي....)

ميكايلا:"م-مهلاً ما هذا الآن؟... ."

ميراي:"هل هذا شيء جيد؟... "

ميكايلا:"من طريقة قوله للأمر،كلا لا أظنه شيء جيد"

مالفرد:(عليكما حقاً حقاً أن تتعلما أن تخافا قليلاً،لا شيء يستدعي المخاطرة بحياتكم حقاً،أن تذهبوا إلى شخص على علاقة وثيقة بمن كاد أن يخنقكم حتى الموت و اخباره بكل شيء....)

مالفرد:"حسناً أنا لا أشك في سيدويل لكن... "

نظر والدنا نحو الأرض

مالفرد:"أنا أيضاً مخطئ،يبدوا أنني استسلمت لحقيقة أنهم اذكياء بالنسبة لعمرهم و تركتهم بمفردهم دون إرشاد.... "

بدأ ينقر بإصبعه ببطء و هو. ينظر بتعبير ملئ بالندم

مالفرد:"لقد اخطأت حقاً،مهما بلغ ذكائهم فهم في النهاية مجرد أطفال مازال أمامهم الكثير ليتعلموه و الكثير من الخبرات تنقصهم....كان غباءً و عدم مسؤولية مني أن اتركهم يتعاملون مع مسألة كهذه بمفردهم.... "

ميكايلا:"...أظن أن ابي ينوي أن يبعدنا عن هذا الموضوع.. ."

ميراي:"لا يمكن أن أسمح لهذا بالحدوث! لن أرتاح إلا عندما يتم إيقاف هؤلاء الأوغاد الذين قاموا بتعذيب كلينا! "

ميكايلا:"أنا أيضاً،لكن كيف قد نجعل أبي يعدل عن مثل ذاك القرار؟....لا يبدوا كشخص سهل الإقناع،أيضاً نحن نشبهه هذا يعني أن أي محاولة لجعله يعدل عن قراره ستكون واضحة وضوح الشمس بالنسبة له"

ميراي:"....هذا مزعج... أنت محق أنه يعرف ما نفكر فيه تماماً ليس من السهل التحايل على شخص يملك تفكيراً يشبه تفكيرك.... "

مالفرد:(هل وافق سيدويل على طلبكم دون أي اعتراض؟)

مالفرد:"بمعرفتي به،لن يوافق على توريط أطفال صغار في أي من هذا"

ميراي:(حسناً،قمنا بإقناعه بطريقتنا الخاصة)

مالفرد:(-تنهد-....و هل لديه أي معلومات أخرى؟)

ميكايلا:(أوه أجل،لقد افترضنا شيئاً...قد تكون هناك مملكة أخرى مشاركة في موضوع المختبر ذاك)

ميراي:(أيضاً يبدوا أنه لايزال المختبر يقوم بتلك التجارب على الأطفال....و أيضاً سيدويل لم يكن يملك أدنى فكرة عن أننا كنا في ذاك المختبر بغض النظر عن أنه يعرف بوجود المختبر و يعرف من المشتركون فيه)

مالفرد:(هذا...هذا غريب،هل يحاولن التستر على هروبكم؟...)

ميكايلا:(فكرنا في ذلك،لكن أيضاً... حسناً أيضاً...)

ميراي:(ر-ربما هم يعرفون أين نحن و ينتظرون فرصة لكي يعيدوننا...)

مالفرد:(....هذا...هذا ليس احتمالاً بعيداً،في الواقع نحن نعمل بإفتراض أنهم يعرفون مكانكم)

ميراي:(حقاً هذا؟)

ميكايلا:(ل-لم أعرف هذا...)

مالفرد:(أجل،لذا أنا أصر على ابقائكم بعيدين عن الأنظار قدر الإمكان و تحت مراقبتي)

نظر نحونا كأنه يقوم بتأنيبنا على ما فعلناه في قصر لانروج

نظرنا إلى الأسفل

ميراي& ميكايلا:(نحن آسفون)

مالفرد:(فقط...فقط رجاءً لا تخاطروا بأنفسكم هكذا...إذًا هل عرفتم شيئاً آخر؟)

ميراي:(آه كما كنا نقول،بشأن المملكة إنها على الأرجح مملكة أسترون بما أن فيريد يتعامل معها و أيضاً....أيضاً ملك أسترون لم يشعرني بالراحة منذ رأيته)

مالفرد:(فهمت....هل أنتما بخير؟)

ميراي:(....أجل..نحن بخير)

مالفرد:(...لا تبدوان بخير،هل هناك مشكلة بشأن كون ملك أسترون مشتركاً في الأمر؟)

ميكايلا:(ف-في الحقيقة...ماذا لو كان حقاً متورطاً في الأمر؟....ماذا عن كارما و إخوته؟....)

مالفرد:(أوه....هكذا إذًا هل هذا ما يقلقكم؟)

أومأ كلانا ببطء

مالفرد:(أتفهم الأمر،إذا كان مشاركا في هذا الأمر فأنا لن أتردد في قتله)

ميراي:(...ه-هذا....لكن عندها!)

مالفرد:(قلقون بشأن ما سيحدث له و إخوته أليس كذلك؟...-تنهد- لا داعي للقلق،أنا لن اورط أشخاصاً أبرياء بسبب غلطة وغد ما)

ميكايلا:(ل-لكن كيف؟....)

مالفرد:(اتركوا الأمر لي،لا داعي للقلق حول هذا الأمر)

ميراي:(.... حسناً،إذا كان أنت من يقول هذا...)

مالفرد:(الآن لنراجع ما قلناه حتى الآن:فيريد هو الذراع اليمنى ل'الرئيس' و قد يكون هو نفسه لويس،هناك مملكة مشتركة في أمر ذاك المختبر و الأرجح أنها مملكة أسترون،سيدويل سيقوم بإعلامي بأي جديد يكتشفه،و أخيراً هناك شيء ما قد يهدد حياة شقيقتي لو عرفت بأي مما يجري.هذا كل شيء صحيح؟)

ميراي:(بخصوص آخر نقطة،إنه لن يؤذي عمتنا فحسب بل هناك إحتمال أن يؤذي أي شخص يعرف حقيقته....و نحن لا نعرف بالضبط ما هو ذاك الشيء...)

ميكايلا:(أجل،سيدويل كان متردداً بشأن إخبارك بأي شيء خوفاً عليك....لقد قال إنه هناك إحتمال أن...أن نفقدك)

جفل جسد والدنا و نظر نحونا بعبوس

مالفرد:"شيء خطير على حياتي؟...و حياة شقيقتي أيضاً؟.....هذا.. "

بدى والدنا متضايقاً للغاية من شيء ما

مالفرد:"...إذًا لقد كانت توقعاتي صحيحة....هذا مؤسف... حقاً تمنيت لو أنني مخطئ... "

ميراي:"لحظة...ماذا؟... "

ميكايلا:"أنتِ أيضاً لم تفهمي شيئاً صح؟...خفت من أنني قد أصبحت غبياً فجأة"

ميراي:"ما الذي يقصده ب'هدية'؟...من الذي يتحدث عنه حتى؟"

ميكايلا:"...معقول؟... "

ميراي:"معقول ماذا؟"

ميكايلا:"تذكرين عندما قال سيدويل أن والدنا لم يكتشف هويه الرئيس بعد لهذا لم تحرك؟"

ميراي:"لحظة أنت تقصد أنه اكتشفه؟!"

ميكايلا:"أظن...ردة فعله غريبة بدى كأنه يخطط لشيء ما.... "

ميراي:(ا-ابي؟... أنت بخير؟...)

لقد بدى مهموماً و غارقاً في أفكاره

ظل الصمت لفترة قبل أن يعاود والدنا التحدث،لكن صوته بدى كأنه خارج من اغعماق قلبه

بدى الصوت حزيناً و بارداً لدرجة شعرت بأن هناك هواء بارد يقذف في أذني

مالفرد:(كل شيء سيكون على ما يرام....)

لسبب ما شعرنا أن تلك الكلمات لم تكن موجهه لنا

لا أعرف هل لأن اتجاه نظره لم يكن إلينا بل إلى يده؟

أم لأنه قالها بصوت منخفض بعض الشيء؟

لم يتحدث بأي شيء بعدها و ظل ينظر إلى يده التي أخذ اصبعها ينقر على الطاولة

لسبب ما شعرنا بأن الهواء من حولنا أصبح ثقيلاً أصبح الجو يصيب أجسادنا بالقشعريرة

ميراي:"....ما الذي اكتشفه بحق؟... "

ميكايلا:"لا أعرف...و لا يعجبني ردة فعله....لا تعجبني على الإطلاق..... "

مالفرد:"لكن....لكن هكذا....ما الذي حدث له؟... أين ذهب؟..... "

ميراي:"ع-عما يتحدث؟... "

مالفرد:"هل-هل يعقل....لكن هذا سيكون الشيء الوحيد المنطقي... "

توقف إصبع والدنا عن النقر و شد والدنا قبضته

لاحظنا أن أكتافه كانت ترتعش بشكل طفيف،هذا جعلنا نشعر بالفزع

آخر مرة رأينا أكتافه تهتز قام بالبكاء بعدها،و الآن أيا كان ما قد اكتشفه فهو شيء سيء؛سيء لدرجة تجعله على وشك البكاء

لم أقدر على تصور ما قد يكون هذا الشيء حتى

مالفرد:"اه...لم أكن لاتصور حدوث شيء كهذا....لم أكن أتوقعه على الإطلاق....أو..ر-ربما أنا فقط لم أرد التفكير في احتمالية حدوثه رغم أنه كان واضحاً أمامي طوال الوقت؟.....لا...لا أعرف....ذاك الوغد!....ماذا علي أن أفعل الآن؟...لقد ارتكبت خطأ....خطأ لا أعرف هل سأتمكن من إصلاحه أم لا؟....لكن...لو لم اقم بإصلاحه ف..... "

وضع والدنا يده على وجهه

مالفرد:"اه~...لا أعرف....لا أعرف ماذا أفعل...هذه أول مرة... أول مرة أشعر أنني ضائع تماماً.... "

ميكايلا:"...ما-ماذا؟.....ما-..ما خطبه بحق؟"

ميراي:"....بالتفكير في الأمر،سيدويل قال أيضاً أن كلاوس سيصعق عند معرفته بهوية 'الرئيس'...قال أيضاً أنه لم يتوقع أن تكون هذه هويته.... "

ميكايلا:"لكن...هكذا بما أنه شخص خارج التوقعات...إذًا إنه ليس مِن مَن قابلناهم؟.... "

ميراي:"أظن؟....لكن من أيضاً قد يعرف بشأن وجودنا؟السبب الذي جعلنا نحصر الأمر داخل حدود هذه العائلة هو أنهم هم فقط من علموا بما حدث بين والدنا و راشيل....من...من أيضاً قد يكون على معرفة بشيء كهذا؟.... "

مالفرد:"لن اسامحه! لن اسامحه أبدا ً!....لكن المشكلة الآن...كيف قد أقوم بكشفه؟...سيكون الأمر غريباً و صادماً....كيف...كيف يمكنني أن أقنع أي شخص بهذا؟.... "

ميكايلا:"ه-هل الأمر صعب لهذه الدرجة؟....ميراي لديك أي فكرة؟... "

ميراي:"ك-كلا....لا أعرف،ليست لدي أي فكرة عما يتحدث أبي... "

وسط تلك الأجواء الخانقة،سمعنا صوتاً مألوفاً لدينا

:(أنتم هنا إذًا!~)

كان يلوح لنا من بعيد ليليا

كان يرتدي ذاك الدرع الأسود تقدم نحونا و كان ورائه شخص ما يرتدي نفس الدرع لكنه كان مختلفاً قليلاً عن الخاص بليليا

كان الخاص بليليا عليه زخرفة أكثر من التي لدى ذاك الشخص

كان شعره ذو لون غريب لم نقدر على تحديده هل هو أحمر أم وردي؟ بدى لوناً بينهما

بشرته سمراء بعض الشيء عندما اقترب كلاهما رأينا لون عينه كان لونها لون بني لم نرى ذاك اللون من قبل لكن نظراً لشكل أذنه المدببة فإنه من الإلف

ليليا:(لقد ذهبت إلى مكتبك للبحث عنك و أنت هنا في الحديقة؟)

نظر والدنا نحو ليليا ثم أبعد نظره عنه دون قول أي شيء و دون تغير في ملامح وجهه حتى

ميراي:"اممم لما يتعامل أبي مع ليليا ببرود بعض الشيء؟... "

ميكايلا:"شعرت بهذا أيضاً... "

ليليا:(هممم؟~ ألا تريد النظر إلى وجهي حتى؟)

لم يجب والدنا عليه ظل ينظر إلى الطاولة حيناً و إلينا حيناً آخر

بعيداً عن الجو الغريب بين والدنا و ليليا،الشخص الذي كان يقف وراء ليليا كان ينظر نحونا بطريقة غريبة

كأنه يتفحص شيئاً ما بنا

ميكايلا:"ما-ما خطب ذاك الشخص؟. ."

ميراي:"لا أعرف...إنه ينظر إلينا بطريقة غريبة... ."

عندها سمعنا صوت أفكار لم ينتمي لوالدنا أو لليليا لذا بالتأكيد كان لذاك الشخص

:"إنهم لطفاء حقاً!~"

ميراي&ميكايلا:"اوه"

ميراي:"-تنهد-أهذا هو سبب تلك النظرة الغريبة؟ إلهي... "

ميكايلا:"و أنا من بدأ يشك فيه...إنه حقاً يقول أننا لطفاء في أسوء وقت ممكن... ."

ميراي:"لكن صوت أفكاره رقيق،نوعاً ما أشعر أنه لا يتناسب مع مظهره"

ميكايلا:"حسناً،كان نفس الشيء مع عمتنا و عمنا.أظن أنه أمر عادي أن يكون صوت الأفكار مختلفاً بعض الشيء عن الصوت الذي يتحدثون به"

:"لكنهم حقاً لا يشبهون مالفرد و لو قليلاً"

جفل جسد كلينا

ميراي&ميكايلا:"مالفرد؟!"

ميراي:"لما قد يناديه بإسمه هكذا دون أي القاب؟"

ميكايلا:"هذا...أظن لا بأس بما أنها أفكاره فحسب...صحيح؟... "

ميراي:"لا أعرف... "

ليليا:(أنت!~مالفرد!~هل تسمعني؟)

مالفرد:(قل ما لديك... ليليا)

لم تتغير نبرة والدنا الباردة

ليليا:"ما-ما هذا الآن؟....هل...هل يعقل بأنه اكتشف شيئاً؟.. ."

ميراي:"...والدنا حقاً يتعامل مع ليليا بشكل مختلف....هل تظن أن هذا لأنه يشعر بالحزن مما اكتشفه؟.. "

ميكايلا:"ا-اذًا لنحاول التكلم معه لنرى لو كان سيعاملنا بشكل مختلف"

ميراي:(ه-هاي أبي!~ هل تظن أن شقيقنا استيقظ؟~)

ميكايلا:(أريد منه أن ينضم إلينا في الحديقة~)

نظر والدنا نحونا ثم ابتسم بلطف،لم تكن ابتسامته المعتادة كان بها شيء من الحزن

مالفرد:(سنذهب و نرى،مع اغنني واثق أنه إن استيقظ فأول شيء سيفعله هو البحث عنكما~)

ميراي:(أ حقاً هذا؟~)

ميكايلا:(أخي يحبنا حقاً!~)

أطلق والدنا ضحكة خفيفة

مالفرد:(بالطبع هو يحبكم)

ابتسم كلانا بسعادة على كلامه ذاك

ميراي:"إذًا هو حقاً يتعامل مع ليليا بشكل مختلف...هل تظن السبب أنني أخبرته بأن ليليا أعطاني تلميحا عن الرسالة التي أعطاها إلى عمي؟. ."

ميكايلا:"لا-لكنه في العادة يبدي غضبه على ليليا بشكل مباشر عند حدوث شيء كذاك....هذه المرة مختلفة.. ."

ميراي:"ر-ربما لأن الأمر هذه المرة كان خطيراً؟... "

ميكايلا:"لقد تركنا بمفردنا في مكان مهجور و اختفى،حينها غضب والدنا عليه بشكل مباشر و لم يعامله ببرود هكذا....لا أعرف لا أظن هذا هو السبب"

ميراي:"ا-اذًا ما قد يكون؟... "

ليليا:(....لقد عدت و كما توقعت أنت مالفرد،لقد بدأ هؤلاء البشر في إعداد العدة لبدأ حرب أخرى...)

مالفرد:(حسناً،الآن أريد سؤالك عن شيء ما)

ليليا:(ما هو؟...)

مالفرد:(...اليوم الذي توفيت فيه ميليسا،أين كنت؟)

جفل جسد كلانا و انتفض جسد ليليا حدق ثلاثتنا نحو والدنا بعيون مصدومة

ميراي:"ا-الم يكن سيسأله عن مكان فيريد؟. ."

ميكايلا:"...ربما...ربما هو يسأل أين هو ليعرف إن كان قد رأى فيريد؟...هذا لا يبدوا منطقياً.... "

مالفرد:(أجب،ليليا)

ليليا:"ما-ما خطبه فجأة؟...-تنهد- حسناً سأقوم بمسايرته."

ليليا:(حينها لقد كنت واقفاً جانب ابنك مالف-)

مالفرد:(سموك)

ليليا:(م-ماذا؟)

مالفرد:(سموك،لا تناديني بإسمي هكذا)

ميراي:"ما-ماذا يجري معهما حقاً؟.. ."

ميكايلا:"و...و لماذا يبدوا ليليا غير متضايق نوعاً ما؟... "

تنهد ليليا و حك رأسه بعدها انحنى أمام والدنا

ليليا:(سموك،اعتذر عن مخاطبتك بدون ألقاب سابقاً)

مالفرد:(أكمل الحديث)

تنهد ليليا مجدداً و انتصب

ليليا:"ها نحن ذا مجدداً...اتسائل ما الذي اكتشفه هذه المرة ليغير مزاجه لهذه الدرجة؟~"

ميراي:"مجدداً؟...هل يعامل أبي ليليا هكذا أحياناً؟... "

ميكايلا:"لم يسبق لي و أن رأيته يعامله ببرود هكذا...أعني قد يغضب عليه قليلاً و قليلاً يسخر منه ممازحاً لكنه لم يعامله بقسوة أبداً.. ."

ليليا:(كما كنت أقول سابقاً،لقد كنت بجانب سمو الأمير الأول طوال اليوم)

مالفرد:(حقاً؟ و هل رأيت فيريد حاضراً؟)

ليليا:(فيريد؟...كلا،لا أتذكر رؤيته...في الواقع أذكر أنه لم يكن هنا لقد ذهب في رحلة قبل وفاتها بثلاثة أيام و لم يعد إلا بعد إنتهاء العزاء بيومين)

مالفرد:(ثلاثة أيام؟...)

مالفرد:"ألم تكن تلك الفترة التي أعطتها راشيل لنا و قالت إن ميليسا ستتعافى خلالها؟... "

ميراي:"حسناً هذا غريب"

ميكايلا:"لابد من وجود رابطة ما...لما قد تحدد ثلاثة أيام بالتحديد؟... "

مالفرد:(و هل تذكر إلى أين قال إنه سيذهب؟)

ليليا:(أعتذر سموك لكنني لا أذكر حقاً)

مالفرد:(أنت حقاً عديم النفع)

تصلبت أجسادنا و حدقنا نحو والدنا بتعجب

ميراي:"حقاً ما خطبه فجأة؟!"

ميكايلا:"و لما لم يتغير تعبير ليليا؟! هل هو حقاً يعامله هكذا بشكل متكرر؟...ل-لكن...لا أعرف هناك شيء خاطئ.... "

ليليا:(اعتذر،سموك)

مالفرد:(...متى قالت راشيل أنها حامل في توأم؟)

ليليا:(هذا....على ما أتذكر هي قالت إنها كانت حاملاً في توأم و دعت سموك لكي تراهم بنفسك...كان هذا بعد وفاة الامبراطورة بقليل...لا أذكر كم تحديداً لكن حوالي خمسة أيام)

ميكايلا:"واو أن تأتي بعد خمسة أيام من وفاة زوجة أحدهم لتقول أنه لديه أبناء منها....لقد كانت### بحق"

ميراي:"حسناً لقد نالت ما تستحق،الآن ما قاله ليليا أن فيريد عاد بعد يومين و راشيل أعلنت عن ولادتنا بعد خمسة أيام...هذا هناك فارق بين الإثنين بمقدار ثلاثة أيام...هناك شيء غريب،حتى لو لم تكن الدماء التي حصلت عليها من والدنا و منها كافية هل خمسة أيام ستكون كافية لكي تكمل الحمل بنا بشكل طبيعي بل و تلدنا أيضاً؟... "

ميكايلا:"هذا لا يبدوا منطقياً...هذا يعني أنه يمكن أن نكون قد اخطأنا في اعتقاد أنها حملت بنا من الأساس...ربما قالت هذا فقط لوالدنا لكي يصدقها أو شيء كهذا..... "

ميراي:"لكن إذًا لما قد تنتظر خمسة أيام؟...لما لم تعلن عن وجودنا بعد وفاة الإمبراطورة فحسب؟.. ."

ميكايلا:"لا...لا أعرف...و لا أظن أن راشيل كانت تراعي مشاعر والدنا لهذا انتظرت فترة حتى تخبره"

ميراي:"هذا إحتمال مستحيل،لم تكن من النوع الذي قد يهتم بأي شخص سوى نفسه.....إذًا ربما تلك التعويذة الخاصة بإلف العنقاء تستغرق وقتاً؟.. ."

ميكايلا:"أظن...لكن هذا لم يجب عن السؤال،الثلاثة أيام التي قالت عنها راشيل هي نفسها الثلاثة أيام التي غادر فيها فيريد...و لم يعد إلا بعد يومين...و هي أعلنت عنا بعد خمسة... "

ميراي:"هل...هل يمكن أنه ساعد راشيل بشكل ما؟... "

ميكايلا:"ربما؟...همم لا أعرف فالنكمل الإستماع فحسب.. ."

مالفرد:(خمسة أيام....هل اكتشفت أي شيء عن تلك التعويذة الخاصة بعشيرة سيليستيا؟ تلك التي يمكنها صنع مخلوقات من الدماء)

ميراي:"مخلوقات؟......هذا يعني أنه لا يقتصر على إنجاب أطفال من الدماء فحسب بل هناك أشياء أخرى أيضاً؟... "

ميكايلا:"حسناً،قال والدنا من قبل أنه لدى عشيرة سيليستيا بعض التعاويذ الغريبة التي تعتمد على الدماء لذا الأمر لن يكون مستبعداً،لكن هكذا والدنا يشك أيضاً أن فيريد ساعد راشيل بشكل ما في تلك التعويذة"

ليليا:(ما أذكره هو في حالة التوأم،فسيكون المطلوب دماء و سحر الشخصين الذين مراد صنع أطفال لهما....لكن بالنظر إلى كمية الدماء التي أخذتها من سموك و السحر أيضاً،لا أظن أنها كانت كافية خصوصاً و أنهم توأم...لذا ربما أخذت من دمائها و سحرها الخاص أو...هناك إحتمال آخر و هى أن تكون أخذت دماء شخص آخر و مزجتها رفقة دماءك و دمائها)

ميراي:"لحظة لحظة هل يلمح أن المساعدة التي قدمها فيريد هي بعض من دمائه؟... ."

ميكايلا:"هذا...هذا سيجعلني أشعر بالتقزز من نفسي"

مالفرد:(الام تلمح؟)

ليليا:(حسناً بالنظر إلى طبيعة سحرهم،فهم بالتأكيد لديهم سحر التنانين و عيونهم فحسب دليل دامغ على وجود دماء إلف العنقاء،لذا السحر بلا شك أخذ منك و من راشيل...لكن،بالنسبة إلى الدماء ف...لا يمكننا أن نحدد من أين أتت كلها)

ميراي:"كما توقعت،ليليا يلمح إلى أن دماء فيريد استخدمت في تلك التعويذة"

مالفرد:"...هذا...لكن لو كان هدف تلك التجارب كما توقعنا،فلا اظنهم سيخاطرون بمزج دماء مصاص دماء مع دمائي و دماء تلك المرأة"

ميكايلا:"همم؟ اتسائل لما؟... "

ميراي:"لا أعرف...ما ظننا أنه قد يكون السبب في القيام بتلك التجارب هو محاولة ختم تلك الأشياء داخلنا...أظن...أظن أنه لن يتم الأمر إن لم نكن نحمل دماء إلف التنانين و العنقاء بشكل نقي؟... "

ميكايلا:"هذا لم يجب على السؤال حقاً،لما قد يحتاجون إلى أن يحرصوا على كون دمائننا من إلف التنانين و العنقاء فقط؟...هل هذا يعني أن تلك الأشياء لها علاقة بهاتين العشيرتين حقاً؟"

ميراي:"ربما؟...لا تنسى أننا نشك أن الذي بداخلك هو مؤسس عشيرة دورننتال"

ميكايلا:"أجل....لكن لا أعرف...مازال الأمر ينقصه شيء ما.... "

ميراي:"حسناً نحن نعرف القليل عن هذه الاشياء،إذا تأكدنا مما تكون ربما ستتضح بعض الأمور"

ميكايلا:"هل وضعنا خطة لمحاولة التعرف عليهم من الاساس؟... "

ميراي:"اممم كلا،لم نضع أي خطة"

ميكايلا:"إذًا كيف بحق...-تنهد-علينا التفكير في شيء ما،لانني أشعر أنه إن اكتشفنا ما حقيقة تلك الأشياء ستتضح الكثير من الأمور"

ميراي:"حسناً،قد نحاول في وقت آخر"

مالفرد:(...ميراي)

انتبهت إلى والدي لأنه نادى فجأة بصوت حازم

ميراي:(ن-نعم أبي؟)

مالفرد:(....هل-)

قبل أن يقول كلمة أخرى نظر نحو الشخص ذو لون الشعر الغريب بنظرة غريبة مما جعل ليليا ينتبه و ينظر نحوه هو أيضاً

ليليا:(اوه لا داعي للقلق~ إنه معي على الدوام و أيضاً هو لا يستطيع الكلام)

نظرنا نحو ليليا جميعاً بنظرة متحيرة مما قال للتو

فوجدنا ذاك الشخص يبتسم ثم قام بفتح فمه

اقشعر بدني و انتفض جسد أخي لأنه فور فتحه لفمه رأينا أن لسانه كان مقطوعا و ليس جزءا صغيراً منه بل تقريباً نصف لسانه لم يكن موجوداً

مالفرد:(... حسناً إذًا،كما كنت أقول،ميراي عندما رأيتي ذاك الشيء...هل حقاً لم تتمكني من رؤية سوى عينيه؟)

ميراي:(امم! لم أرى أي شيء آخر سوى عينيه،كانت كبيرة بحق لذا افترضت أنه وحش من نوع ما،أيضاً بسبب أسنانه الحادة التي ظهرت...كانت عيناه تشبه عيني تماماً كأني أنظر إلى مرآة مكبرة)

ليليا:(هذا....كيف يمكن لشيء آخر أن يمتلك نفس شكل عينها؟...)

مالفرد:(هذا ما كنت أريد البحث عنه...هل يمكن أو هل حدث و أمتلك شخصين من عشيرة سيليستيا نفس نمط الأعين؟...)

ليليا:(لا...لا أظن أنني قد سمعت بهذا من قبل،سموك)

ميراي:"مازلت لم أعتد على ليليا و هو يتحدث بنبرة محترمة هكذا و خالية من المزاح... "

ميكايلا:"نوعاً ما لم أصدق أن المتحدث ليليا لوهلة...من الغريب رؤيته يتصرف بأدب هكذا"

مالفرد:(الشيء المعروف عنهم أن نمط العين ذاك شيء يتفرد به كل شخص،لم يسبق و أمتلك إثنين نفس النمط...إذًا...هل...هل يعقل أن ذاك الشيء قام بالتأثير على شكل عينها؟)

ميكايلا:(كلا،ميراي لطالما كانت عينها بذاك الشكل)

ميراي:(أجل،منذ أن ولدت و أنا أمتلك هذه الوردة في عيني،قبل أن يتم ختم أي شيء داخلي.... إلا)

انتبه الجميع إلي بعيون مترقبة لما قد أقول

ميراي:(لو تم مزج ذاك السائل الأسود أثناء قيام راشيل بالتعويذة التي ولدنا منها)

ليليا:(اه...هل أنا الوحيد الذي لا يعرف ما هو ذاك السائل الأسود؟...)

ميكايلا:(لحظة لكن لو فعلت هذا...إذًا...إذًا هل دخل ذاك السائل الأبيض الذهبي إلي أنا أيضاً؟...)

مالفرد:(عن أي سوائل تتحدثان؟...)

توقفنا عن الكلام و نظرنا نحو وجوه والدنا و ليليا المليئة بالتساؤل

ميراي:(ماذا؟....)

ميكايلا:(لحظة... ألم نخبركم عن هذه السوائل من قبل؟...)

ليليا&مالفرد:(كلا)

ميراي:(أوه....اههه نعتذر عن هذا لكن... حسناً ضمن أحد تلك التجارب تم حقني و أخي بسائلين مختلفين)

ميكايلا:(أجل،أنا تم حقني بسائل غريب ذو لون أبيض ذهبي... أفتح بعض الشيء من لون شعرنا...)

ميراي:(أما أنا فأولا تم حقني بنفس السائل و قال أحدهم أنني لم أظهر أي استجابة له،لذا تم حقني بالآخر ذو اللون الأسود.... أذكر أيضاً أن ذاك الرئيس كان متردداً و قلقاً بشأن ذاك السائل قال شيئاً ك'إنه ليس مستقراً' و ' أنه إن حدث خطأ قد نموت جميعاً' لكن لويس بدى متحمساً بعض الشيء لحقني به في النهاية وافق الرئيس على الأمر و حقنوني به)

مالفرد:(...لما لم تقولا هذا من البداية؟!)

بدى والدنا منزعجا لسبب ما بينما تنهد ليليا بخيبة أمل و أمسك رأسه و هو يهزها يميناً و شمالاً بينما رأينا ذاك الشخص وراء ليليا يحاول كتم ضحكته

ميراي:"هل...هل هو يعرف شيئاً؟"

ميكايلا:"عليه أن يكون كذلك و إلا فلم قد يضحك؟"

:"إنهما حقاً...إذًا كنت مخطئاً عندما ظننت أنهم يواجهون صعوبة في التحقيق،الأمر أن هذين الاثنين اعتبروا أهم معلومة شيئاً عادياّ و بدون أهمية~...-تنهد-حسناً من سيلومهم؟ إنهم أطفال بعد كل شيء"

ميكايلا:"...حسناً،من يكون هذا بحق الجحيم؟!"

ميراي:"لما يتحدث كأنه يعرف كل ما يجري معنا؟....ليليا قال إنه معه على الدوام،قد يكون حس المسؤولية ضعيفاً لدى ليليا لكن لا أظنه سيقوم بالثرثرة حول أمر حساس و خطير كهذا... "

ميكايلا:"لكن...لكن ماذا لو أستعمل ذاك الشخص نوعاً من السحر على ليليا ليجعله يخبره بما يريد؟.. ."

ميراي:"ألن يشعر ليليا بهذا؟...أعني لقد شعر عندما كنا تحت تأثير سحر فيريد... "

ميكايلا:"ر-ربما ذاك الشخص لديه سحر مختلف؟...لا أعرف... لكنني لا أحبه..على الإطلاق"

مالفرد:"و نحن نبحث و نحاول جاهدين معرفة ما تكون تلك الأشياء و في النهاية كانت لديهم الإجابة طوال هذا الوقت-تنهد-.. ."

ليليا:(لما...لما لم تقولا عن هذه الأشياء منذ البداية؟)

ميراي:(ح-حسناً نوعا ما...لم نظن أنها ستفيد بشيء؟...)

ميكايلا:(أ-أجل...)

ظل والدنا ينظر نحونا و يتنهد عدة مرات قبل أن يعاود التحدث

مالفرد:(هكذا لا داعي لإكمال البحث في أمرهم،اخبراني فقط قبل أن نقفز بالتوقعات لأنه و على ما يبدوا هناك الكثير من الأشياء التي تظنان أنها غير مفيدة)

ليليا:(حسناً ربما لن يريدوا اخبارنا لأنها كانت ذكريات صعبة لهم...هل أنا محق؟)

بعد كلمات ليليا تلك جفلت أجسادنا و تذكر كلانا عملية الحقن تلك بالتفصيل الممل فجأة

كل الألم و الخوف الذي شعرنا به

تفجرت الذكريات و اندفعت في عقلنا من جديد لذا ضم أخي كتفيه بيديه بينما بدأت احك كلتا يدي و أنا أنظر إلى الأرض

صمت الوضع لفترة

مالفرد:"... أوه...هل كان الأمر بهذا السوء؟...هؤلاء الاوغاد! أقسم أنني سأعثر عليهم و اجعلهم يتمنون الموت و لو كان آخر شيء سأفعله!"

ليليا:"يااه~ أظنني اثرت ذكريات سيئة بحق لديهم...علينا حقاً أن نعجل في إيجاد هؤلاء الأشخاص و اعطائهم الصاع صاعين... "

:"...إنهم مساكين حقاً... لكن لهذا خاطرت و جأت إلى هنا...اظهاري لنفسي هكذا خطر بحق لكن...لا أستطيع البقاء ساكناً أكثر من هذا...علي التحرك قبل أن يبدأ أي منهم في التحرك"

ميراي:"...لا أستطيع تميز في صف من هو...كلامه مضلل... "

ميكايلا:"لكن..أليس مشابهاً لما قاله سيدويل؟...أن ذاك الشخص لن يبقى ساكناً أكثر من هذا؟...و بدأ بالتحرك؟... "

ميراي:"محق...لكن هذا ليس كافياً لتحديد نوايا ذاك الشخص بعد... "

مالفرد:(أنتما...أنتما بخير؟...)

أومأ كلانا برأسه لأننا كنا بخير حقاً

لقد مرت تلك الذكريات للحظة كأنها تيار رياح

تيار رياح بارد و قوي لكن لم تدم طويلاً

ميراي:(إذًا..ماذا كان السؤال الذي أردت سؤاله أبي؟)

مالفرد:(اوه... حسناً هذا كان...هل تمكنتم من رؤية أين وضعوا تلك السوائل؟...إن كان ما أظنه صحيحاً فعلى الأرجح أنه برطمان زجاجي شفاف لا أعرف هل لاحظتم أم لا لكن من المفترض أنه كان عليه كتابة بلون ذهبي،ليست كتابة كأي لغة قمتم بقرائتها من قبل،ستكون كتابة بشكل غريب تشبه الزخارف)

ميكايلا:(حسناً... أذكر أنه كان برطمانا زجاجياً...لكن...لا أستطيع تذكر إن كتب عليه شيء أم لا...ل-لقد كنت متوتراً للغاية لذا لم اركز عليه حقاً...)

ميراي:(أظنني رأيته أيضاً في برطمان زجاجي...لكن المكان كان مظلماً للغاية لم أرى جيداً إن كتب عليه شيء...لكن... لحظة أجل.. أجل أعتقد أني لمحت شيئاً يشبه زخارف ذهبية على ذاك البرطمان)

ليليا:(متاكدة؟...قد تكونين تظني هذا لأننا ذكرنا الموضوع)

ميراي:(كلا،أنا متأكدة الآن لأنني نظرت إليه و ظننت أن شكلها كان جميلاً~)

ميكايلا:(كيف بحق كنت تفكرين في شيء كهذا في مثل ذاك الموقف؟...)

ميراي:(و ما الخاطئ في هذا؟لقد ظننت أن شكلها كان جميلاً حقاً!~)

ميكايلا:(انظروا إليها تتحدث كأنها تتذكر نزهة في حديقة و ليس ذكرى عن تعذيبها)

انتفضت أجساد الثلاثة بالغين أمامنا و حدقوا نحونا بتعبير فارغ

مالفرد:"ت-تعذيب؟...هل-هل سمعت هذا بشكل صحيح؟"

ميراي:"ميكا!"

قمت بوخزه بمرفقي

ميكايلا:(ماذا؟!)

ميراي:"أنظر ماذا فعلت! لما قد تقولها بتلك الطريقة؟!"

ميكايلا:"لأن هذا ما حدث معنا بالضبط!ليس الأمر و كأنني بالغت في شيء"

ميراي:"لكن أنظر إليهم! لقد ابيض وجه أبي كأنه رأى شبحاً! لم يكن عليك أن تفزعهم هكذا!"

أبعد أخي وجهه عني

ميكايلا:"أيا يكن"

ميراي:"أنت حقاً...-تنهد-"

ليليا:"هما...هل هما بخير حقاً؟! لم...لم أعرف أنه... "

ميراي:(أبي...ليليا،نحن بخير الآن حقاً~في الواقع أنا لا أظن أنه يمكننا أن نكون أفضل حالاً من الآن!~)

ميكايلا:(حسناً هذا صحيح،نحن حقاً أفضل بعشرات المرات الآن...لا داعي للقلق على شيء انتهى بالفعل و لن يعاود الحدوث)

ميكايلا:"هذا لو نجحنا في العثور على من أشترك في هذا المختبر قبل أن يعثروا علينا هم أولا ً"

ميراي:"أنت متشائم حقاً ميكا.. ."

ميراي:(أجل،لذا رجاءً هلا نكمل الحديث بدلاً من القلق بشأن ما حدث لنا؟)

مالفرد:"إنهم...إنهم أقوياء حقاً..لكنني لست فخوراً بكيفية اكتسابهم لهذه الصلابة و القوة...لست سعيداً بها على الإطلاق... "

وسط تعبيرات والدنا و ليليا التي كانت تحاول العودة إلى طبيعتها،انصب اهتمامنا على تعبيرات ذاك الشخص الغريب

و التي كانت تعبيرات وجهه بمثل غرابته،لقد كانت على وجهه ابتسامة غريبة سرعان ما أخفاها بيده

:"كما توقعت،ليس من السهل كسر هذين الطفلين....إنهما حقاً الوعاء المناسب لهذه الأرواح"

ميراي:"إنه بالتأكيد يعرف كل شيء بل و يعرف حقيقة تلك الأشياء لم ينادها بالقوة أو سحر بل حدد أنها أرواح.. ."

ميكايلا:"حسناً أنا أكرهه...لا أريد إكمال الحديث أمامه...حتى لو لم يكن بمقدوره التحدث بلسانه ذاك،من يدري أي طريقة قد يستعملها؟.. ."

ميراي:"لكن في نفس الوقت أريده أن يكون جانبنا،خصوصاً أثناء هذه المحادثة... أريد رؤية نواياه بشكل أوضح"

ميكايلا:"لكن هذا سيكون خطيراً...ماذا لو كان أحد أتباع ذاك الرئيس؟...أو...أو لو كان هو نفسه؟...تتذكرين أنه هناك سحر لتغير الأشكال؟ربما هو متنكر"

ميراي:"...لا أعرف.. نوعاً ما لا أشعر أنه هو نفسه الرئيس... "

ميكايلا:"هل لديك سبب منطقي لهذا الشعور؟"

ميراي:"كلا... "

ميكايلا:"إذًا من الحماقة الاعتماد عليه"

ميراي:"هاي!لكنني أستطيع تحديد الكثير من هذا الشعور"

ميكايلا:"مازال لا يوجد أي سبب يجعلك تعتمدين عليه في كل شيء،خصوصاّ و أن الموضوع له علاقة بحياة كلينا و جميع من حولنا"

ميراي:'لكن.... "

مالفرد:(...أنتما على حق...)

تنهد والدنا و بدى أنه يحاول تجميع شتات الأفكار التي كان يريد قولها قبل أن يقوم أخي العزيز بتفجير حبل أفكاره بما قاله

بعد لحظات عاد بالفعل والدنا إلى التحدث بجدية،اعجبت حقاً بأنه تمكن من استجماع نفسه بسرعة هكذا

مالفرد:(هذه الأشياء من المفترض أنها كانت أسطورة تم تداولها منذ الأزل)

ميراي:(أسطورة؟)

أمال كلانا رأسه بحيرة على كلام والدنا

مالفرد:(أجل....تعرفان قصة تلك الكائنات التي هاجمت هذه الأرض؟)

ميكايلا:(اوه بالطبع لقد كانت هناك الكثير من الكتب عنها لدرجة أنني حفظت القصة)

ميراي:(و كل كتاب يحاول منافسة الآخر في تعظيم و المبالغة في كيف كانت الوحوش قوية و تستطيع هدم و سحق كل و أي شيء)

ميكايلا:(و عن كيف كان الإتحاد بين العشائر قوياً و نبيلا و لولاه لهلك الجميع)

ميراي:(و كل كتاب كان يحاول إظهار عشيرة على الأخرى على أن هذه العشيرة كان لها الدور الأعظم)

ميكايلا:(و الخ الخ لقد سئمت من تلك القصة...بحق لم يبدوا أن أيا من هذه الكتب كان يصف الواقع حق وصفه بل كل واحد يحاول إظهار رأيه فيما حدث فحسب)

مالفرد:(حسناً،هذا لأنها تعتبر قصة من أهم قصص تاريخ هذه الأرض لذا من الوارد أن تجد كثيراً من المبالغة و التحريف في الكتب التي تحكي عنها)

ليليا:(لكن~نحن نعرف القصة دون مبالغة أو تحريف...في الواقع من السليم القول إننا نعرف القصة الحقيقة التي لم تذكر في الكتب)

لمعت أعين كلينا،لأننا حقاً نحب كتب التاريخ و نستمتع بقراءتها لكن لم نجد كتاباً واحداً يتحدث عن تلك القصة بالذات دون أن يطغى عليه رأي و مشاعر المؤلف الخاصة بل و كان بعضهم يغير الكثير من الأشياء فيها

فعند سماعنا أن ليليا و والدنا يعرفان القصة الحقيقة شعرنا بالتحمس و انتظرنا بترقب و تشوق إلى سماع القصة منهما

مالفرد:(أرى أنكم بالفعل قرأتم عدداً معقولاً من الكتب التي تتحدث عنها،و بالنسبة إلى أطفال أذكياء مثلكم أكيد لاحظتم شيئاً غريباً أليس كذلك؟~)

ميراي:(في الواقع...كان هناك الكثير من الأشياء الغريبة...)

ميكايلا:(أجل...هناك أشياء أيضاً شعرت و أنه ينقصها حدث ما لم يكتب)

ليليا:(هذا لأن القصة كان يتم نقلها فينسى منها قليل و يضاف إليها قليل)

ميراي:(...لكن من أين عرفتم القصة دون أي نقص أو زيادة؟..)

ليليا:(الشكر لعادات عشيرة دورننتال في التمسك بالتقاليد القديمة تم تناقل تلك القصة بحرص شديد دون أن يمس أحد بمحتواها)

مالفرد:(كانت شيئاً أساسياً في حياتنا... أتذكر عندما كانت أمي ترغم ثلاثتنا على الجلوس و الإستماع إليها مراراً وتكراراً حتى نحفظها عن ظهر قلب)

ميكايلا:(إذًا ما هي؟~)

مالفرد:(ألم تشعروا أنه من الغريب أن تبدأ القصة بهجوم كائنات غريبة على الأرض دون أي انذار؟)

ميراي:(حسناً أجل نوعاً ما...)

مالفرد:(هذا لأن بداية القصة التي في الكتب هي في الواقع نهايتها)

ميكايلا:(م-ماذا؟)

مالفرد:(القصة الحقيقة بدأت قبل أن تصبح هناك أربعة عشائر أصلاً،كانت عن كائن هبط إلى الأرض لم يسبق لأي شخص رؤيته في ذاك الوقت لم يكن على هذه الأرض إلا البشر و الإلف فقط)

ميراي:(ه-هذا...)

مالفرد:(عند ظهور ذاك الكائن أبدى الإلف و البشر حذراً و خوفاً منها)

ميكايلا:(هل...هل كانت فتاة؟)

ليليا:(لم يتم تحديد ذلك حقاً )

مالفرد:(لكن أنا أشعر بأنها كانت امرأة)

ميكايلا:(أوه فهمت،و ماذا فعلت بعدها.)

مالفرد:(لقد حاولت في البداية أن تكتسب ثقة البشر و الإلف و ظنت أنه ستكون طريقة جيدة أن تريهم قدراتها لكي تكتسب ثقتهم،قدراتها تلك كانت السحر الذي نعرفه اليوم)

ميكايلا:(لحظة إذًا...أهذا يعني أن السحر لم يكن موجوداً على الأرض من الأساس؟)

ليليا:(أجل،و لهذا لم يكن هناك أي فصائل أخرى غير البشر و الإلف فقط لا غير.نحن نعتبر كائنات جديدة على هذه الأرض~)

مالفرد:(ليس نحن فحسب،أنصاف الوحوش و الحوريات أيضاً لم يكن أي منها موجوداً حينها)

ميراي:(و ماذا فعلوا عندما رأوها تستخدم السحر؟~)

مالفرد:(ردة فعل بديهيه:اعتبروها وحشاً و قاموا بمحاربتها)

جفل جسد كلينا و حدقنا بتعبير مصدوم

ميراي:(لكن لماذا؟!)

ليليا:(كان شيئاً غريباً،غريباً و قوياً بالنسبة إليهم،رأوا أن هذا تهديد لهم لذا أرادوا من التهديد أن يختفي)

ميكايلا:(و-و ماذا بعد؟)

مالفرد:(حاولوا أن يقوموا بقتلها لكن لم يستطع أحدهم فعلها،لقد كانت أقوى منهم بمراحل فهم لم يملكوا سوى أسلحة بدائية أمام قوة جبارة مثل التي لديها لم تكن أسلحتهم تلك شيئاً)

ميراي:(إذًا...هي انتصرت؟)

ليليا:(بل شيء مخالف لأي تصور قد صادف و جاء في ذهنكم~)

ميكايلا:(ما-ماذا؟...)

مالفرد:(هااه~ لقد وقعت في حب فرد من الإلف)

نظرنا نحو والدنا بتعبيرات فارغة

ميكايلا:(بحق...ما هذا؟!)

ميراي:(لقد توقعت شيئاً أكثر حماساً....لما تحولت من قصة تاريخية إلى قصة رومانسية؟... أنا أكره القصص الرومانسيه)

ميكايلا:(و انا أيضاً)

ضحك كل من والدنا و ليليا و معهم ذاك الشخص الغريب

ليليا:(لا تقلقوا هناك الكثير من الأحداث الشيقة بعد هذا~)

ميراي:(أتمنى أن تكون محقاً....)

مالفرد:(على أيه حال،ولد توأم حصل كلاهما على جزء من قوة ذاك الكائن مر الوقت و بدأت الأوضاع تهدأ و بدأ الناس في تقبل وجودها.كبر التوأم و تزوجوا من الإلف أيضاً و بدأ كلاهما في تعليم السحر لمن حولهم،هكذا بدأ السحر ينتشر شيئاً فشيئاً على الأرض واجه البشر صعوبة في تعلمه بينما واجه الإلف صعوبة أقل لاقترابهم من الطبيعة)

ميراي:(و ماذا حدث؟ لا أرى أي أحداث حماسية إلى الآن)

قلتها و أنا أنظر بجانب عيني إلى ليليا

ليليا:(اوه؟~هل تظنيني سأكذب عليك؟~اذًا لو سمح سموك هل يمكنني أن أحكي أنا عليهما الجزء المشوق؟~)

مالفرد:(أيا يكن)

قال والدنا هذا و أبعد وجهه عن ليليا

ميكايلا:"مازال يعامله ببرود... "

ليليا:(بعد أن أنجب كل من هذين التوأم ابنائهم،لسبب غير معروف انقلب ذاك الكائن و حاول تدمير هذه الأرض مما أدى إلى وقوف ابنائها في وجهها)

ميكايلا:(أوه هذا مشوق في الواقع...إلى حد ما)

ليليا:(دخلوا في صراع عظيم و ملحمي استمر و انتهى بختم ذاك الكائن من قبل ابنائه)

ميراي:(ختمها؟لم يقوموا بقتلها؟...)

مالفرد:(لم يتمكنوا من ذلك...أو يمكن أنه هناك سبب آخر لا يمكننا تحديد ما كانت نيتهم وقتها)

ليليا:(على ايه حال،ختمها ذاك لم يكن بالمجان فقد كلف التوأم روحهما لفعلها)

ميكايلا:(ا...حقاّ؟...هذا يعني أنهم ماتوا بعد ذاك القتال؟...)

ميراي:(هذا...هذا حزين ماذا عن ابنائهم؟...)

مالفرد:(قبل هذا،هما لم يموتوا حقاً لقد قاموا بختم أرواحهم في مكان ما كان يقال إنه في مكان ما بين استرون و سيليستيا)

ميراي:(لحظة...هل مازالت أرواحهم موجودة إلى الآن؟)

ميكايلا:(هذا....م-ماذا حدث لابنائهم؟ لم تجب على السؤال)

ليليا:(هذا لأن التوأم الذين نحكي عن قصتهم هم مؤسسي عشيرة دورننتال و سيليستيا)

صدم كلانا و حدقنا نحو والدنا و ليليا

ميراي:(حقاً؟!)

ميكايلا:(ا-اذًا...حكاية أن المختوم داخلنا...)

ميراي:(ل-لكن كيف عرفتم هذا من خلال قولنا أنه تم حقننا بسائلين؟...)

مالفرد:(هذا لأنه عندما قاموا بختم أرواحهم تم ختمها مع السحر الخاص بهما على شكل سائل،ذكر أن ما تم ختم الروحين فيه كان برطمانا زجاجياً)

ميراي:(لم يجدوا شيئاً أكثر فخامة من برطمان؟برطمان زجاجي....)

ميكايلا:(أنا أيضاً توقعت أن تكون أرواحهم في لفافة ذهبية أو لا أعرف... شيئاً أكثر قيمة من برطمان زجاجي؟... ألا يسهل كسر ذاك الشيء؟)

مالفرد:(ليست العبرة بما يوضع فيه بل بقوة الختم الذي وضعوه على أيا كان نوع الشيء الذي كان متوفراً لهم لختم أرواحهم فيه)

ليليا:(أجل،من المفترض أن الختم على هذا البرطمان قوي للغاية)

ميراي:(لكن...لما..لما قام كلاهما بختم أرواحهم في المقام الأول؟)

مالفرد:(تحسباً لا سوء وضع،و هو أن يتحرر ذاك الكائن من الختم الذي وضعوه عليه،حينها من المفترض أن ينفك الختم من على أرواح التوأم لكي يقوموا بإيقاف ذاك الكائن من تدمير الأرض)

ميكايلا:(أوه...إنهما حقاً أشخاص طيبون إذًا)

ميراي:(إذا كانوا بهذه الطيبة فمن سابع المستحيلات أن يكون أحدهما مختوماً داخلي فمن قابلته كان عجوزاً خرفاً و مزعجاً)

بعد هذه الكلمات شعرت بوخزة قوية في قلبي،فأمسكته و أطلقت انين صغير

ميكايلا:(ما-ما الأمر؟!)

مالفرد:(ميراي! أنتِ بخير؟!)

ليليا:(يبدوا أنه لم يعجبه الطريقة التي قمتِ بوصفه بها~)

ميراي:(اوه؟~هكذا اذًا،أنت حقاً أحمق كبير لقد أثبت هويتك إلي~علي شكرك لأنك وفرت علينا أن نتخيل احتمالات و نضع الكثير من الظنون و الشكوك~)

مالفرد:(ميراي...لا تقومي بإستفزازه رجاءً....)

ميكايلا:(ل-لحظة ايعني هذا....)

مالفرد:(...أجل،بلا شك الآن من ردة الفعل هذه المختوم داخل ميراي هو أحد مؤسسي عشيرتي دورننتال و سيليستيا....لكن...بما أنه تفاعل هكذا..هذا يعني أنه لديه قدر معقول من السيطرة عليكِ ميراي)

ميراي:(...أظن..لقد أخبرني بالفعل أنه قادر على سماع كل ما أسمعه)

ليليا:(...هذا غريب... ميكايلا لم تشعر بأي شيء صحيح؟)

ميكايلا:(كلا،لم أشعر بأي شيء...لكن سؤالي في الواقع هو كيف تم كسر الختم من على ارواحهم؟... ألم تقل أنه يكسر في حالة عودة ذاك الكائن؟...)

مالفرد:(أجل...و لا أظن هذا ما حدث...ربما...ربما قوة مشابه لذاك الكائن قامت بكسر الختم عمداً؟...لكن الآن فهمنا لما قاموا بإختياركم بالذات)

ميراي:(لأننا مزيج من دماء إلف التنانين و العنقاء...هذا يعني أننا نشبه الى حد ما هذين التوأم)

ميكايلا:(لحظة... ألم يكن وجودنا سابقة لم تحدث من قبل؟...)

ميراي:(أوه أجل بالتفكير في الأمر...لقد كان امتزاج دماء إلف التنانين و العنقاء شيئاً لم يحدث قبل أن نولد...لأننا نشبه إلى حد ما هذين التوأم ...اللذان كانوا أبناء ذاك الكائن الغريب و حصل كل منهم على جزء من قوته...واحد. أسس إلف العنقاء و الآخر أسس إلف التنانين...)

مالفرد:(هذا قد يعني أن ذاك الكائن الغريب يمتلك قوى الإثنين مجتمعين...مجتمعين...)

ليليا:(إذًا عند جمع هاتين الفصيلتين مجدداً...)

ميراي:(قد ينتج شيء يشبه قوة ذاك الكائن...و..)

ميكايلا:(ينفك الختم..... إ-إذًا نحن عملياً من قام بكسر هذا الختم؟...)

مالفرد:(أجل...أجل هذا ما يبدوا أكثر منطقية... لكن...)

مالفرد:"إن كانت قوتهم مشابهه لذاك الكائن... ألا يفترض بهم أن يكونوا أقوياء حقاً؟...أعني إنهم يتعلمون السحر بسرعة لكن...لكن الطاقة داخلهم ليست بهذا الكبر..إذًا كيف؟.. ."

ميراي:"إنه محق...كيف يمكن أن ينفك الختم إن لم نكن نمتلك قدراً مشابهاً لقدر ذاك الكائن من السحر؟.. ."

ميكايلا:"... أيضاً هذا يعني أنه فور ولادتنا أنفك الختم...إذًا لما لم يتحرر التوأم و بقوا في ذاك البرطمان؟... "

ميراي:"دعني أجرب شيئاً.. ."

ميكايلا:"ما هو؟. ."

ميراي:"احم احم أيها العجوز الغبي النتن!!"

ميكايلا:"أنتِ!!! ألم نقل بألا تقومي بإستفزاز ذاك الشيء؟!"

ميراي:"أنت!!! رد علي أيها العجوز الوغد!!~ لما لم تخرج و تتحرر على الفور هاه؟!~"

ميكايلا:"توقفي ميراي!"

ميراي:"همم إنه لا ير-!"

فجأة شعرت بأن صاعقة ضربت رأسي و اخترقته أمسكت رأسي بقوة من الألم و بعدها على الفور شعرت بصاعقة أخرى تخترق قلبي لم أتحمل و أطلقت انيناً من الألم

ميكايلا:"غبية!! أخبرتك أن تتوقفي!!"

انتفض والدنا من مكانه و وقف جانبي محاولاً إسناد ظهري لأنني انحنيت من شدة الألم

بدأت أشعر أنني أغيب عن الوعي مجدداً و لم تمضي بضعة ثوان على ذاك الشعور إلا وفقدت وعي بالفعل.

2024/08/14 · 8 مشاهدة · 6921 كلمة
Malak
نادي الروايات - 2025