ميراي:(أوه تباً...ها نحن ذا من جديد...)
قلت هذا و أنا أنظر إلى الظلام الحالك الذي فتحت عيني عليه
تنهدت و بدأت بالسير على الفور و أنا هذه المرة أعرف إلى أين أتوجه
ميراي:(تعرف أن حركاتك طفولية صح؟)
قلت و أنا أحدق بإنزعاج نحو الكرات الحمراء التي تشبه عيني
لم أحصل على إجابة منه
ميراي:(هل حقاً جعلتني أفقد الوعي و أشعر بالألم و آتي إلى هنا فقط لكي تحدق في وجهي بصمت؟)
مازلت لم أحصل على أي رد منه
ميراي:(... أنت حقاً مزعج...لا أصدق أن ما سمعته قد يكون قصة حياتك،التوأم من القصة يبدون كأشخاص لطفاء و طيبين على عكسك تماماً)
سئمت من عدم رده علي لذا أدرت ظهري له و جلست
ميراي:(أيا يكن،لا أريد التحدث إليك على ايه حال~)
ظل الوضع صامتاً هكذا لفترة قبل أن استدير مجدداً و أواجه تلك الكرات الطافية
ميراي:(... أعتذر عن شتمك...لكنني لا أعرف طريقة أخرى لكي اجبرك على التكلم معي بها)
حينها أخيراً سمعت ذاك الصوت البارد و القاسي من جديد
:(أوه حقاً؟)
تنهدت و اومأت برأسي
ميراي:(أجل... أنا أعتذر يا... أيا كان اسمك)
:(لم أرى شخصاً يعتذر بهذه الوقاحة من قبل)
أخرجت لساني نحوه
ميراي:(على ايه حال،لما احضرتني إلى هنا مجدداً؟ آخر مرة بقيت أسبوعاً و أنا لا يمكنني بقاء نفس المدة مجدداً،لدي أشياء كثيرة مهمة علي فعلها في الأيام القادمة القليلة...و أنت تعرف هذا بالفعل)
لم يجب علي لذا حاولت استفزازه لكي يجيب
ميراي:(معقول أنك اشتقت إلي؟~)
:(لا تتفوهي بالسخافات،لم احضرك إلى هنا لأنني أريد رؤية وجهك القبيح بالتأكيد)
ميراي:(إذًا لابد من أنك غاضب بشأن ما قلته)
:(استمعي الآن،أولاً أجل أنا غاضب عليك لأنه كيف تتجرأ جرذة عديمة الأهمية مثلك على اهانتي؟ ثانياً جلبتك إلى هنا لازعاجك فحسب~)
ميراي:(عندما أقول إن تصرفاتك طفولية فأنا لست مخطئة....اذًا؟ماذا الآن؟ إلى متى ستبقي علي هنا؟)
:(حتى امل من وجهك المتضايق ذاك~)
ميراي:(أنت حقاً.....هل فقط ستحدق نحوي دون فعل أي شيء حتى تمل؟)
:(أجل)
ميراي:(هل أنت جاد؟...)
:(أجل)
ميراي:(.... أنا أكرهك)
:(نفس الشيء هنا~)
ميراي:(...لكن لما تبدوا أكثر هدوءا من آخر مرة تحدثت فيها معك؟...)
:(ماذا تقصدين،أيتها الجرذة الصغيرة؟)
ميراي:(...هل هكذا حقاً سوف تناديني؟...)
:(إنه لقب مناسب لامثالك)
ميراي:(...كم عمرك لتتصرف هكذا بحق؟)
:(ليس من شأنِك)
ميراي:(حسناّ،كما كنت أقول أيها العجوز لما تبدوا أكثر هدوءا ؟)
:(قلت إنني لست عجوزاً،أيتها الجرذة)
ميراي:(سأناديك كما أشاء)
:(و لما هذا؟)
ميراي:(ليس من شأنك~)
:(أيتها ال-)
ميراي:(فقط أجب!)
:(لما قد أجيب على سؤال منك أنتِ؟)
ميراي:(حسناً،لا أهتم على ايه حال)
عاد الصمت بيننا مجدداً لفترة أطول
حتى قررت أن أقول شيئاً
ميراي:(هل كان رجلاً أم امرأة؟)
:(عما تتحدثين؟)
ميراي:(الكائن الغريب،هل كان رجلاً أم امرأة؟)
:(....امرأة)
ميراي:(إذًا كانت والدتك~)
:(لا أعتبرها كذلك)
ميراي:(أوه؟و لما هذا؟ هل لأنها أرادت تدمير الأرض؟)
:(...ليس تماماً)
ميراي:('ليس تماماً' ؟هل هناك سبب اسوأ من هذا؟)
:(أجل،أجل هناك....)
ميراي:(...لما قررت فجأة أن تدمر الأرض؟هل اغضبتها؟~)
:(كلا لم أفعل،أيضاً...السبب وراء رغبتها لا يعنيك في شيء)
ميراي:(كيف لا يعنيني و أنا أتحدث عن الأرض التي أعيش عليها الآن؟)
:(هل يمكن أن تخرسي؟)
ميراي:(للأسف كلا هذا ليس ممكناً)
:(تسك تسك جرذة مزعجة)
ميراي:(....ماذا...ماذا حدث لابنائك؟...)
:(و كيف سأعرف و أنا مت قبل أن أراهم حتى؟)
ميراي:(... ألم تحضر ولادتهم؟...)
:(ليس من شأنك،و لا أريد التحدث معك)
ميراي:(إذا كنت لا تريد التحدث معي فقط ارجعني)
:(لا أريد)
ميراي:(هل أنت مصاب بإنفصام في الشخصية؟)
:(كلا،هل أنتِ مصابه بتخلف عقلي؟)
ميراي:(...هل تجد متعة في السخرية من طفلة في الخامسة من عمرها؟)
:(أجل،اظنني أجد متعة في ازعاجك و السخرية منك~)
ميراي:(...هذا يعني أن التمثال في ذاك المكان الذي تكرهه هو تمثال لوالدتك صحيح؟~)
و مع أنني لم أتمكن من رؤية شيء سوى عينيه فلقد كنت قادرة على رؤية مدى التفاجئ و الصدمة التي اصبته بها
:(ك-كيف...)
ميراي:(الشكر لك~ اخبرتني أنك لا تحب ذاك المكان و تشعر بالتشاؤم منه،و منذ برهة قلت كلاما مشابهاً عن والدتك لذا~وضعت هذا مع ذاك و استنتجت أن قطع التمثال التي عثرنا عليها هناك هي تمثال لوالدتك~)
:(...لهذا لا أحب التكلم معك...)
ميراي:(هل أنت متضايق من ذكائي؟~)
:(حسناً،و ماذا ستفعلين بتلك المعلومة على ايه حال؟)
ميراي:(ليس من شأنك،سترى ما سأفعله على ايه حال)
:(.... أيا يكن)
ميراي:(بالمناسبة،أيهم أنت؟مؤسس دورننتال؟أم سيليستيا؟)
:(و ما الفارق الذي قد يشكله معرفة ذلك لكِ؟)
ميراي:(إلهي! ألا يمكنك أن تجيب على سؤال بسيط فحسب؟!)
:(كلا،لا أستطيع...إذا تحدثت معكِ بكلمة أخرى فستعرفين تاريخ حياتي لذا انصرفي من هنا)
ميراي:(انتظر لحظ-)
بعدها على الفور بدأت أستعيد وعي و فتحت عيني فقط لارى وجه أخي ميكايلا المنزعج ينظر إلي
ميراي:(....)
ميكايلا:(...لا أمل منكِ،أليس كذلك؟)
ميراي:(هاههه.....)
ضحكت بتوتر و أنا أحاول تجنب النظر إليه
سمعته يتنهد بضيق
ميكايلا:(أنا أكرهك....لكن هذه المرة فقدت الوعي لثلاثة ساعات و نصف)
ميراي:(أوه حقاً؟~)
نظرت إليه و تحدثت بنبرة تملؤها الحيوية
لكن هذا فقط زاد من نظرة الإزعاج على وجهه
ليليا:(هل استيقظت بالفعل؟)
التفت لارى ليليا يدخل من النافذة الخاصة بغرفتنا
كان لا يزال يرتدي ذاك الدرع الأسود
ميكايلا:(أجل،استيقظت للتو...)
ليليا:(هذا جيد اذًا~خشيت أن تبقي لأسبوع كالمرة السابقة أو حتى أطول ~)
ميراي:(اممم كلا....)
صمت قليلاً لأنني شعرت أن كلاهما كان متضايقاً من شيء ما
لم أعرف ما هو مع ذلك
ميراي:(ل-لم يبدوا أنه كان يريد الإبقاء علي لفترة طويلة...)
ليليا:(إنه يمتلك الكثير من الصبر إذًا،خصوصاً بعد أن قمتِ بإستفزازه و شتمه)
ميراي:(ا-ا...ميكا أخبرتهم بهذا؟...)
ميكايلا:(بالطبع فعلت،بدى أبي كأنه سيصاب بنوبة قلبية عندما رآك تسقطين فجأة)
جفل جسدي بعض الشيء
ميكايلا:(لذا كان علي أن أقول له ما حدث بالضبط لكي لا يفزع هكذا)
ميراي:(ا-اه...هكذا إذًا...)
صمت قليلاً و أخذت ألعب في الغطاء الذي تمت تغطيتي به قبل أن أقول بصوت متردد
ميراي:(ا-اين هو الآن؟...)
ليليا:(كما قال شقيقك لقد صدم بحق عندما سقتطي هكذا لذا اخبرناه أن يذهب و يهدأ من نفسه قليلاً،سأذهب النادي عليه و على مالوس أيضاً)
ميراي:(أخي استيقظ؟)
ميكايلا:(أجل،و أول خبر سمعه كان أنك قد اغمى عليكِ مجدداً)
ميراي:(ا-اه....آسفة حقاً...)
تنهد ليليا و حك رأسه قبل أن ينظر نحوي بنظرة غريبة
ليليا:(ليس عليكي الاعتذار،ليس لي على الأقل)
ميراي:(... محق،لكن ألا بأس في أن تنادي على أبي؟....)
نظر ليليا نحوي بتساؤل
ميكايلا:(أوه صحيح،ألم يكن غاضباً حقاً حقاً عليك منذ قليل؟...لا بأس لو ذهبت إليه؟...)
نظر ليليا نحونا كأننا نتحدث بلغة غريبة عنه للحظة
ليليا:"أوه هل يقصدون هذا؟~"
عادت تعابيره إلى الابتسام مجدداً
ليليا:"حسناً لقد نسيت أنها أول مرة يرون هذا الجانب منه~"
ليليا:(ليس عليكم القلق~إنها عادة سيئة من عاداته فحسب)
ميكايلا:(عادة..سيئة؟..)
ميراي:(لكنني لم أره يتصرف هكذا من قبل؟)
ليليا:(هههه~)
ضحك ليليا ثم جلس أمامنا على السرير
ليليا:(هذا لأنني ظننت أنه تغير بعد أن كبر،لأنه من صغره و هو يتصرف هكذا كل مرة يعكر مزاجه شيئ ما)
ميكايلا:(حقاً هذا؟ لم أعرف هذا من قبل)
ميراي:(امم ظننت أن أبي كانت لديه شخصية هادئة منذ صغره)
ليليا:(و أنتِ محقة،لقد كان طفلاً هادئاً للغاية لم يكن يتحدث سوى معي و أحياناً يحاول التحدث إلى شقيقه،مع هذا لم يمنع أنه كان لديه مزاج متقلب بعض الشيء~)
ميكايلا:(لكن...لكنه كان يتعامل معك ببرود...)
ليليا:(اه~ كنا نعرف إن كان هناك شيء يزعجه من نبرة صوته فحسب،أتذكر أنه مرة اضرب عن الطعام ليومين لأن شقيقته أتلفت كتاباً كان يحب قراءته~)
نظرنا نحوه بتفاجئ
ميراي:(ح-حقاً هذا؟!)
ميكايلا:(لكن لما قد يضرب عن الطعام من أجل شيء كهذا؟)
ليليا:(هذا كان شيئاً و أحياناً أخرى كان يتصرف كما رأيتماه اليوم،بنفاذ صبر و تضايق~)
ميراي:(أوه هكذا إذًا)
ميكايلا:(خفنا أنه يشك بك أو شيء كهذا)
ليليا:(يشك بي؟... أوه لا تلقوا بالاً لهذا~إنه فقط لديه مزاج متعكر كعادته~)
مالفرد:(حقاً؟)
انتفض جسد ليليا و التفت ليجد كل من والدنا و شقيقنا وراءه
لقد دخلوا منذ مدة لكننا تركنا ليليا يكمل كلامه
ليليا:(ا-اه! س-سموك)
قام ليليا بعدها و انحنى نحو والدنا
نظر إليه والدنا لفترة ثم تنهد و وضع يده على كتف ليليا
مالفرد:(لا بأس،ارفع رأسك الآن...)
ليليا:(همم؟هل تحسن مزاجك؟~)
نظر والدنا نحو ليليا بضيق ثم اشاح بنظره عنه و اتجه نحوي و أخي
تنهد ليليا و نظر نحو والدنا بإبتسامة
مالفرد:(كيف حال ابنتي المشاكسة؟)
شعرت بالحرج و خبأت وجهي بالغطاء،سمعت تنهد والدي و خطوات أخرى تقترب مني
مالوس:(...ميراي،علينا حقاً التحدث حول كثير من الأمور....)
شعرت بالقلق نوعاً ما لأن نبرة شقيقي لم تكن اللطيفة المعتادة بل كانت جدية
مالوس:(أنتِ...أنتِ عليكِ تقدير حياتك أكثر من هذا...)
ميكايلا:(أراهن أنه لم تدخل كلمة واحدة مما قلت إلى رأسها الأشبه بالصخرة ذاك...)
رفعت الغطاء عن وجهي و نظرت نحو أخي بغضب
ميراي:(م-مهلاً! لست عنيدة!)
ميكايلا:(... أنت حرفياً تقومين بعنادي الآن)
ميراي:(ل-لست كذلك!)
مالوس:(ميراي...)
نظرت نحو شقيقنا
تفاجئت،كان وجهه يبدو عليه التعب حقاً
و والدنا كذلك لذا لم أكمل الحديث مع أخي و نظرت بحزن إلى أسفل
شعرت أنني سببت لهم قلقاً لا ضرورة منه خصوصاً و أن والدنا كان قلقاً بما فيه الكفاية بالفعل
مالفرد:"لكن بشرتها تبدوا أفضل من آخر مرة...هل هذا لأنها لم يغمى عليها لوقت طويل؟أم...أم لأنها اكتشفت شيئاً كانت تريد معرفته؟"
ميراي:"أبي يعرفني حقاً"
ميكايلا:"و ماذا اكتشفتِ إذًا؟"
مالفرد:(ميراي...)
جلس والدنا على الفراش جانبي
مالفرد:(...هل عرفت شيئاً؟)
ابتسمت نحوه و أومأت برأسي
تنهد بخيبة أمل و نظر نحوي
مالفرد:(كما توقعت...إذًا ما هو؟)
ميراي:(التمثال الغريب في ذاك المكان،إنه والدة الروح بداخلي~)
انتفض جسد ليليا و والدنا
ليليا:(...لقد كنا على حق إذًا...)
مالفرد:(امم،لكن...أيهما داخلك؟و أيهم داخل ميكايلا؟...)
ميراي:(رفض إخباري و قال إنه لن يشكل فارقاً بالنسبة إلي)
مالوس:(رفض إخبارك بهذا لكنه أخبرك بأن التمثال كان لوالدته؟...)
ميراي:(أوه هو لم يخبرني،أنا من استنتجت هذا من كلامه~لهذا قام بطردي بسرعة لم يرد أن يتحدث معي أكثر مما فعل)
مالفرد:(أنا أرى...قمت بإستجوابه دون أن يدرك،لذا قام بجعلك تستعيدين الوعي بسرعة قبل أن تكتشفي شيئاً آخر)
ميكايلا:(حسناً،إنه حقاً يراكِ كشيء مزعج ميراي~)
ميراي:(تسك أياً يكن سأعرف هويته يوماً ما~)
مالوس:(رجاءً افعليها دون وضع حياتك في خطر)
ميراي:(س-سأحاول)
ميكايلا:(تحاولين؟! هذا ليس شيئاً يحتمل المحاولة ميراي!)
مالفرد:(إذًا...الكائن من الأسطورة كان امرأة حقاً...لكن،هكذا ما يكون ذاك المكان؟ الذي فيه تمثال لتلك المرأة التي يعتبر قامت بتأسيس عشيرة دورننتال و سيليستيا؟...)
ليليا:(همم~لقد ازداد غموضاً فحسب هكذا... أيضاً)
قاطع ليليا ذراعيه و استند على الحائط بنظرة جادة على وجهه
ليليا:(كيف تمكن أي شخص من العثور على أرواح المؤسسين؟)
مالفرد:(لقد كان مكانها مذكوراً لكن ليس بالضبط....هذا يعني أن هناك شخص ما كان يبحث عنها لوقت طويل....هذا يعني بدوره أنه هناك خطة كبيرة تتم حياكتها دون علم أي شخص...)
مالوس:(خطة؟...عما تتحدث،أبي؟)
مالفرد:(...فكر بالأمر،إنها حقيقة مؤكدة الآن أن تلك الأشياء هي أرواح و ليست أي أرواح بل أرواح مؤسسي عشيرتي دورننتال و سيليستيا،ظل أحدهم يبحث عنها حتى وجدها و لكي يتم تحرير تلك الأرواح لأي سبب كان يريده ذاك الشخص فكان عليه أن يوفر لهما وعاء مناسب و قوة مناسبة لكي يتم تحرير الختم)
ميكايلا:(ل-لحظة...اتعني...)
ميراي:(شخصٌ ما خطط لولادتنا؟...)
جفل جسد شقيقنا و اتسعت عيناه
مالوس:(ه-هذا!)
مالفرد:(أجل،خطط أحدهم بإحضار طفلين يحملان دماء إلف التنانين و العنقاء....هذا يعني أن ظهور راشيل لم يكن مجرد محاولة لامرأة هاربة للحصول على منصب إمبراطورة...شخص ما قام بإدخال تلك الفكرة في رأسها و قام بوعدها أنه إن لم تصبح إمبراطورة فستحصل على الكثير من الأموال عندما تنجب الطفلين و تبيعهما إليه كتجارب...)
ليليا:(....هذا...لكن...لأي هدف؟..لما قد يريد أي شخص صنع وعاء لهذين الروحين؟)
ميراي:(و-و أيضاً لما انتظرت راشيل و لم تبعنا إليهم منذ ولادتنا؟)
ميكايلا:(صحيح...لقد انتظرت حتى اتممنا العامين...لماذا؟)
مالفرد:(...أظن أنه لا يوجد أي سبب لإعادة هاتين الروحين إلا لصناعة سلاح...و لا أعرف حقاً...لكن ربما كان على اجسادكم أن تكون في مرحلة معينة حتى يتمكنوا من ختم هذه الأرواح بلا مشاكل)
ميكايلا:(و..و من أين قد يعرفوا هذا؟...)
ميراي:(ميكا...تذكر تلك الجثث؟...ربما قاموا بإختبار الأمر على أطفال من أعمار مختلفة ليعرفوا أي عمر مناسب بالضبط لكي يقوموا بختم تلك الأرواح....)
مالوس:(لحظة لحظة،جثث؟!)
مالفرد:(عن...عن أي جثث تتحدثان؟)
ميكايلا:(بذكرك لهذا...قال أحدهم هناك أنه لم يتحمل الكثير ذاك السائل...)
ميراي:(لقد...لقد كان هناك غرفة ذات رائحة كريهة بحق...لذا بدافع الفضول ذهبنا نحوها مرة فقط لنرى أنه كانت تحتوي على جثث لأطفال...)
اقشعر جسد شقيقنا و بدى تعبير من التقزز و الامتعاض على وجه والدنا و ليليا
مالوس:(بحق الجحيم؟! إذًا...إذًا أنتما لم تكونوا الوحيدين الذين ذهبوا إلى ذاك المختبر؟...)
مالفرد:(خمنت هذا مما قاله مالينارد آخر مرة و كلاوس أيضاً...لكن الأمر مقزز حقاً...)
مالوس:(ل-لما قد يحتفظون بجثثهم من الأساس؟!)
ميراي:(هذا كان سؤالنا نحن أيضاً...)
ميكايلا:(نوعاً ما لم أرد إجابة على ذاك السؤال....)
ليليا:(لدي فكرة عن السبب مع ذلك...قلتم إن ولي عهد أسترون أحضر كتاباً قديمة و أحدها كان يتحدث عن تقنية محرمة تستخدم الطاقة السوداء،أليس كذلك؟)
ميكايلا:(محق...لحظة ألا يعني هذا أنه!)
ميراي:(ملك أسترون يحاول استخدام تلك التقنية المحرمة!)
مالفرد:(هذا بلا شك،تلك الكتب مكتوبة بلغة قديمة لاسترون...من المنطقي أن يكون ملك أسترون قد قرأها...أيضاً ألم يأخذ ولي العهد ذاك تلك الكتب إلى القصر لمدة طويلة؟)
مالوس:(أجل،قال كارما أنه ابقاها هناك لثلاثة سنوات...)
مالفرد:(ثلاث سنوات؟...هذا فقط يؤكد ما رآه كلاكما في المختبر،لقد كانت تلك التجارب قائمة قبل أن تذهبوا أنتم إلى ذاك المختبر...)
ليليا:(إذًا...ملك أسترون مشترك في هذا الأمر...)
مالفرد:(هذا بلا شك...لكن هل يتذكر أيكم فيما كانت تستخدم تلك التقنية؟)
مالوس:(هممم على ما أذكر كانت لصناعة...غلم؟..لا ماذا كانت الكلمة؟)
ليليا:(معقول...أنت لا تقصد غولم أليس كذلك؟)
مالوس:(اوه أجل! هذه هي الكلمة!)
مالفرد:(...إنه ينوي شن حرب ما...)
انتفضت أجساد ثلاثتنا و حدقنا نحو والدنا بعيون متسعة على مصاريعها
ميكايلا:(ل-لحظة! لما قد تقفز بالاحتمالات هكذا؟!)
ليليا:(أنا أذكر تلك التقنية...سمعت عنها مرة واحدة من قبل،تلك الغولم كان هدفها في الأساس محاربة تلك الوحوش من تلك البوابة،لكن سبب منع صنع المزيد على الطريقة القديمة إضافة على أنها تستخدم الطاقة الناتجة من البشر فهي تم السيطرة عليها لشن حرب على مملكة صغيرة كانت مجاورة لاسترون...)
مالوس:(ه-هذا...لكن...لكن ماذا لو لم يكن ينوي أن يشن حرباً بها؟..)
مالفرد:(ماذا تقصد؟)
مالوس:(أعني...فقط-فقط لو كانت البوابة في أسترون على وشك... حسناً على وشك أن تنكسر...ماذا لو كان ينوي صنع المزيد منهم لكي يمنع خروج تلك الكائنات من هناك؟...)
ميراي:(هل تستطيع تلك الأشياء منع مثل تلك الكائنات القوية؟)
مالفرد:(تستطيع دون مشاكل،المملكة التي هاجمتها أسترون بتلك الأشياء المقززة تم محوها عن وجه البسيطة)
ليليا:(و هذا تم في غضون ثلاثة أيام)
حدقنا بصمت نحو والدنا و ليليا
مالوس:(ث-ثلاثة اغيام...؟)
ميراي:(مملكة كاملة...)
ميكايلا:(ك-كيف لتلك الأشياء أن تملك مثل هذه القوة؟! قال ديتر أنها مصنوعة من الصخور)
مالفرد:(المشكلة ليست مما صنعت منه بل الوقود الذي تعمل عليه)
ليليا:(الم يتساءل أحدكم لما جثث البشر بالذات؟)
قمنا بهز رؤوسنا يميناً و يساراً
ليليا:(....كلما زاد الأسى و المعاناة التي واجهها هؤلاء البشر قبل قتلهم،كلما زادت قوة تلك الطاقة....)
مالفرد:(لذا تم تحريمها،لأنها كانت تستهدف الأطفال و أصبحت تصنع باستخدام السحر النقي...تلك الغولم تعمل على غضب و يأس و معاناة هؤلاء الأطفال،بما أن الأطفال لن يتحملوا الكثير من المآسي كالكبار...)
حدقنا بصمت نحو والدنا شعرنا ببرودة تغلف أجسادنا
هدأ الوضع حولنا و أصبح الهواء ثقيلاً و بارداً فجأة
صمتنا لفترة قبل أن أدرك شيئاً زاد من نبضات قلبي حتى شعرته سينفجر
ميراي:(كارما و إخوته!)
نظر الجميع نحوي لفترة قبل أن تتسع أعين اخوي
مالوس:(ه-هذا صحيح!! إذًا...إذًا هو لم يكن سيرسلهم إلى المختبر بل...)
ارتعشت أعين شقيقنا الزمردية و شد قبضته
ميكايلا:(ل-لكنهم بخير صح؟...العقد لم يحدث له أي شيء صحيح؟...)
مالفرد:(.....بدأت أشعر أنه لا يجب علي السماح لكم بالذهاب إلى حفلة التتويج تلك....)
ليليا:(انا أيضاً أرى هذا...علينا الإبتعاد كل البعد عن أسترون....لم...لم أتوقع أنه قد يفكر في شيء كهذا...و لأطفاله من بين كل شيء...)
مالفرد:(....ولي العهد أحضر تلك الكتب إليكم...هذا يؤكد أن ملك أسترون كان يمتلك النية في استخدام أطفاله لأخذ الطاقة السوداء منهم....)
ميراي:(لكن إنهم في خطر كبير هكذا!! علينا الذهاب للاطمئنان عليهم!)
مالوس:(...ك-كلا!..)
نظرنا نحو شقيقنا بتساؤل
ميكايلا:(كلا؟...)
مالوس:(ما-ماذا ماذا لو أنه سمح لكارما بدعوتكم لكي يأخذكم و يستعملكم؟!)
جفل جسد كلينا و حدقنا نحو شقيقنا
مالفرد:(لكن...ما فائدة ختم تلك الأرواح إن كان كل ما يريده هو استعمالهم لإنشاء تلك الطاقة؟...)
ليليا:(....لحظة،مالفرد تعرف أن تلك الطاقة تزداد قوتها مع زيادة قوة و تطور الكائن الآتيه منه صحيح؟...)
جفل جسد والدنا و اتسعت عيناه
مالفرد:(هل لهذا لم يبدوا متضايقاً بعد أن وقع على العقد؟! خطط لترك كارما يقوم بدعوتهم لكي يأخذهم؟...و هم مختوم داخلهم أرواح مؤسسي عشيرتي دورننتال و سيليستيا هكذا...ستكون الطاقة الناتجة عنهم غير معقولة....)
شعرت و أخي بقشعريرة في ظهورنا
ميكايلا:"ما...ما قاله...إنه يبدوا منطقياً... ."
ميراي:"لكن...كلا! أنا حقاً حقاً أشعر بأن كارما و إخوته في خطر!"
مالفرد:(....لكن كيف يخطط لأخذهم؟...إنه ليس شخصاً غبياً،لن يخاطر بإلحاق الضرر بهم خصوصاً بعد ما فعلته له آخر مرة عندما قام بالتقليل من شأنهم فحسب)
مالوس:(ه-هذا...ربما لديه خطة ما؟...)
مالفرد:(...لا أعرف لا أستطيع التفكير في خطة قد تجعله يأخذهم دون أن يكون هو موضع الشك الأول و الأخير....)
ليليا:(لحظة! ماذا لو قام بجعل شخص آخر يفعلها بدلاً عنه؟)
مالفرد:(مثل من؟....!)
اتسعت أعين والدنا و نظر إلى الأرض للحظة
مالفرد:"...هوية ذاك الوغد التي اكتشفتها.... أنا أرى هكذا هو الأمر إذاً.... "
ميراي:"ع-عما يتحدث؟... "
ميكايلا:"لا...لا أعرف...لكنه حقاً اكتشف شخصية الرئيس...إذًا لما لم يخبرنا بشيء؟... "
ميراي:"أنا مازلت أريد معرفة كيف اكتشف هويته مما قلناه له؟.... "
مالفرد:(أظن....أظن أنه سيتوجب علي الذهاب رفقتهم إلى هذه الحفلة....)
مالوس:(أبي! أليس من الأفضل لو لم نذهب فحسب؟!)
مالفرد:(....لن يحدث أي شيء،سأكون معهم... أيضاً لأنه علي التأكد من شيء ما بنفسي....)
ليليا:(حسناً،اذًا هذا مطمئن لن يجرؤ على فعل أي شيء لهما و أنت هناك~)
ميراي:(م-متى تلك الحفلة مجدداً؟...)
مالوس:(بعد يومين....)
ميكايلا:(هذا..هذا قريب للغاية... أبي هل ستستطيع الحضور حقاّ؟...)
ميراي:(صحيح... ألم تبدأ مملكة البشر تلك في ازعاجنا مجدداً؟...)
مالفرد:(لا يهم الآن،سأتعامل مع الوضع لا تقلقوا بالكم)
ليليا:(..لكن هكذا...فيريد أيضاً له علاقة بالأمر.... حقيقة أنه كان يرسل العبيد إلى أسترون و ما قاله للتوأم...)
ميراي:(لحظة! تذكرت شيئاً!)
مالفرد:(ما هو؟)
ميراي:(عندما قابلنا عمي قال إن ولي عهد المملكة التي كان المختبر فيها كان يملك عيوناً مميزة اللون)
مالوس:(صحيح! حينها اخبرتكم أن نتحرى حوله لكنكم قلتم أنه علينا الإنتظار قليلاً...)
مالفرد:(أوه بخصوص هذا،كلاوس قال إنه تم اغتياله بالفعل منذ وقت طويل.اخبرني أن الحاكم الحالي لتلك المملكة يملك لون عين أسود،لا شيء يدعوا للشك به أيضاً)
ميكايلا:(لحظة...منذ وقت طويل؟... ألا يعني هذا أن عمي أعطانا معلومات خاطئة؟...)
ليليا:(كلا،كلاوس فقط يسهل عليه التحرك أكثر من مالينارد،لذا كان بإمكانه معرفة أنه تم اغتياله المعروف للجميع أنه أعتزل عن منصبه و اختفى عن الأنظار بعدها،هذا ما استطاع مالينارد معرفته)
مالوس:(هااه~هذا جيد إذًا خفت للحظة أن يكون عمي هو الخائن~)
مالفرد:(هل ستحزن إن كان هو؟)
مالوس:(م-ماذا؟....)
نظرنا نحو والدنا
مالفرد:(...أعني لو كان أحداً من العائلة...هل سيحزن أحدكم؟...)
صمت ثلاثتنا على سؤال والدنا المفاجئ ذاك
ميراي:(لا-....أنا لا أعرف....)
ميكايلا:(...كلا،لا أظنني ساحزن على الإطلاق)
مالوس:(.... ح-حسناً... قليلاً أظن؟...لا..لا أعرف...لما هذا السؤال فجأة أبي؟...)
مالفرد:(لا شيء،فقط خطر على بالي)
ليليا:(مالفرد....معقول أنك اكتشفت هوية الخائن؟)
حولنا نظرنا إلى والدنا بتشوق و تساؤل
مالفرد:(....أجل)
شهق ثلاثتنا بدهشة و نظرنا نحو والدنا
مالوس:(ا-اذًا من هو؟!)
ميراي:(ل-لما لم تخبرنا قبلاً؟!)
ليليا:"...هل هذا سبب تعكير مزاجه سابقاً؟....هذا سيء إذًا"
ميكايلا:"لما يقول إنه أمر سيء؟.. ."
صمت والدنا و حدق بالأرض لفترة و هو ينقر بإصبعه على السرير
تنهد تنهيدة طويلة و رفع رأسه
مالفرد:(....كان...كان لدي صديق من إلف العنقاء...)
مالوس:(إلف العنقاء؟...)
مالفرد:(أجل،عرفته منذ الصغر...على ما أذكر عندما كنت في الخامسة من عمري،لقد كان في نفس عمري....)
ميراي:(و كيف قابلته؟... ألم تكن العلاقة بين دورننتال و سيليستيا سيئة؟...)
مالفرد:(هذا... أتت فترة حاول فيها ملك سيليستيا السابق تعديل الأوضاع لذا أحضر ابنه إلى عندنا لكي يصادق أحدنا...بالطبع لم يتقبل الأمر من إخوتي عداي أنا،لذا وافقت على البقاء معه....)
ميكايلا:(لحظة،اذًا ملك سيليستيا كان صديق طفولتك؟)
مالفرد:(أجل...)
ليليا:(بقولك لهذا،أنا أذكر أول مرة جاء فيها إلى هنا،لقد كان فتى خجولاً بشعر يشبه لون شعركم بالضبط و عيونه الحمراء التي تشبه الزمرد)
مالفرد:(امتلك بالطبع القرون الذهبية التي تدل على أنه هو ولي العهد،الرمز في عينه على ما أذكر كان شكل الهلال)
جلس ثلاثتنا و استمعنا بإمعان للحكاية التي كانت على وشك أن تقص علينا
مالفرد:(كان يوما مشمساً و أتى هو بعد الغداء...)
---------------------------
:(سمو الأمير الثاني هذا هو ولي عهد سيليستيا سورين)
قال الحارسان الذان كانا معه
نظرت إليه فوجدته في نفس طولي كان يحك يديه ويتجنب النظر نحوي
لم أفهم لما يتصرف هكذا
مالفرد:(...تشرفت بمقابلتك،أنا مالفرد دي دورننتال الأمير الثاني لمملكة دورننتال)
جفل جسده و مد يده المرتعشة ليصافح يدي و قال بتردد
سورين:(و-و أنا سورين ولي عهد مملكة سيليستيا،ت-تشرفت بمعرفتك!)
كان وجهه محمراً بعض الشيء،لم أعرف كيف علي أن أجيب عليه بعد تلك التحية المحرجة
أمي التي كانت تراقب الوضع تحدثت بنبرتها الحادة المعتادة
:(جيد،الآن مالفرد)
نظرت إليها
مالفرد:(نعم،أمي)
:(يمكنك أخذه إلى المكتبة،تعرف أنك ليس مسموح لك اللعب الآن)
مالفرد:(أعرف،سأفعل هذا)
:(آمل ألا يمانع ولي العهد هذا)
كانت نبرة أمي الحادة و الباردة شيء اعتدت عليه
من ذكرني أنني الوحيد الذي اعتاد عليها و أنها ليست شيئاً طبيعياً هو كيف كان ينظر نحوها سورين بعيون مرتعشة
مالفرد:(...أ-أنت بخير؟)
أومأ برأسه بسرعة
ذهبت نحوه لأنه تجمد في مكانه من نظرات أمي له و قمت بأخذه من يده
مشينا حتى وصلنا إلى باب المكتبة فتحتها و فور فعلي لذلك سمعت اندهاشه منها
سورين:(واااه!~كبيرة حقاً!)
مالفرد:(أ-أجل؟...هل هذا شيء غريب؟)
هز رأسه يميناً و يساراً و ابتسم بإشراق نحوي
سورين:(أنا أحب الكتب!~)
مالفرد:"لقد توقف عن التحدث بتلعثم...هذا جيد لقد كان شعرني بالغرابة و هو متوتر هكذا"
مالفرد:(حسناً.... أنا نوعاً ما أيضاً أحبها)
:(هل...هل يمكنني أن اقرأ كتاباً من هنا؟)
مالفرد:(همم؟بالطبع أجل)
قلتها بنبرة غير مبالية و أنا أتجه إلى حيث كنت أجلس لكي أدرس
مرت فترة من الهدوء قبل أن أسمع صوت ارتطام عالي،نهضت فوراً و اتجهت نحو مصدر الصوت.