عندما وصلت وجدته واقعاً على الأرض
بالنظر إلى الكتب التي سقطت على رأسه و الكرسي المقلوب جانبه فلقد كان يحول الوصل إلى كتاب ما و سقط
تنهدت و مددت يدي لكي اساعده على الوقوف
مالفرد:(أنت بخير؟)
أبعد وجهه عني و قال بتوتر
سورين:(أ-أجل... أعتذر لو اقلقتك....)
مالفرد:(كلا،لم تفعل... حسناً ليس حقاً)
سورين:(م-ماذا؟!.... آ-آسف حقاً إذًا..س-سوف أخرج من هنا حتى تنتهي مما يشغلك...)
مالفرد:(كلا،أنت لا تعرف شيئاً عن القصر هنا،لن أتحمل أن تضيع مني...سأعاقب لو حدث هذا)
مالفرد:"في الواقع،لا أضمن إن تجول ولي عهد سيليستيا في قصر دورننتال ألا يضايقه أحد...من الأفضل أن يظل جانبي... "
صمت و هو ينظر نحوي لفترة
سورين:(...حسناً،إن كنت مصراً...)
مالفرد:(هل كنت تحاول الوصول إلى كتاب ما؟...)
سورين:(أ-أجل)
مالفرد:(أيهم هو؟)
أشار إلي كتاب في الرف الخامس
كان بعيداً عن متناوله و لم يكن الكرسي سيشكل فارقاً
لذا احضرته إليه بسحر الطفو فحسب
و أنا أعطيه إياه لسبب ما كان على وجهه تعبير مندهش
شعرت بقليل من الحيرة
مالفرد:(ما-ما الأمر؟...)
سورين:(هذا رائع!~أنت تستطيع استخدام السحر؟~)
مالفرد:(أجل؟... ألا تستطيع أنت؟)
سورين:(ح-حسناً مازلت أتعلم....)
مالفرد:(...هل تواجه صعوبة في تعلمه؟)
أخفض رأسه و بدى متوتراً لسبب ما
سورين:(ك-كلا...الأمر فقط... حسناً...الأمر مختلف عن دورننتال...لقد تحدد مصيري منذ ولادتي بالفعل....لذا علي أن أكون جيداً في أي شيء أفعله...لأنني الملك المستقبلي للملكة...)
مالفرد:(أوه....)
مالفرد:"فهمت،إنه يتعرض للضغط...لكن،هل يشكل هذا مشكلة؟...أعني أمي ستقوم بتقليل ساعات الفراغ عندي كل مرة أفشل في تعلم شيء ما...و حتى لو نفذت كلها قد تحرمني من الحلوى...هل هذا يشكل صعوبة في التعلم؟"
مالفرد:(...هل...هل تمانع لو قمت بتعليمك القليل؟...)
انتفض جسده نظر إلي بعيون لامعة
سورين:(حقاً؟!)
مالفرد:(أ-أجل؟...)
كنت أنظر إليه بتعجب لم أفهم ردود فعله المتحمسة على أغرب الأشياء تلك
أثناء حديثنا ذاك ظهر صوت مزعج للأسف أعرفه جيداً
:(مالفرد!~)
كان ليليا انقض علي و عانقني
لكن ظهوره من العدم ذاك أفزع الفتى المسكين و صرخ متفاجئاً
مالفرد:(ليليا!لقد افزعته!)
ليليا:(همم؟~من هذا؟~)
و أخذ ليليا يحوم حول الفتى المفزوع و هو يتفحصه
ليليا:(اوه!~أنت من إلف العنقاء!~ما الذي تفعله هنا بحق؟ ألا يكره إلف التنانين-)
قمت بضربه على رأسه لكي يخرس و توجه نحو سورين الذي كان ممسكاً بصدره و هو يلهث
حاولت تهدئته لذا ربت برفق على كتفه
مالفرد:(لا بأس لا بأس... لا داعي للقلق إنه للأسف شخص أعرفه...ليس عليك الخوف منه،أنا أعتذر لو قام ذاك الأحمق بإخافتك)
سورين:(ا-اه.. أنا أرى)
صمت مما زاد من قلقي لكنه ابتسم بلطف بعدها
سورين:(هاهاه~ لقد اخافني صديقك حقاً)
مالفرد:(صديقي؟! ذاك الشيء ليس صديقي)
ليليا:(هاي!مالفرد توقف عن الكذب~)
مالفرد:(أنا لا أكذب،أيضاً ماذا تفعل هنا؟هل هربت من القصر مجدداً؟)
ليليا:(هيهيهي~أجل فعلت!~ هربت من درس الآداب الذي علي~)
سورين:(ه-هرب؟!)
مالفرد:(اه لا تقلق بشأن هذا؛إنه يفعلها دائماً....إذًا ليليا ماذا تريد؟)
ليليا:(لنلعب معاً!~)
مالفرد:(قطعاً لا.تعرف أنني لا أستطيع مخالفة أمي و الذهاب للعب،لدي أشياء لكي اذاكرها)
ليليا:(اووه!~ذاكرها لاحقاً!~ فالنلعب معاً الآن!~اه و يمكنك إحضار الفتى الأشقر معك!~)
سورين:(ا-الفتى الأشقر؟...)
مالفرد:(إنه ولي عهد مملكة سيليستيا،على الأقل خاطبه بأدب)
ليليا:(لما؟~وأليس طفلاً مثلنا؟~)
مالفرد:(أنت-)
ذهب ليليا و قام بسحبي و سحبه
و خرجنا من شرفة المكتبة مما أفزع الفتى المسكين بشكل أكبر حتى
قمت و ليليا بإستخدام سحر الطفو لكي نهبط في حديقة القصر
مالفرد:(...تعلم أن أمي ستغضب علي حقاً أليس كذلك؟...)
ليليا:(اوه!~هيا الآن! سأخبرها أنني من قام بسحبك إلى هنا رغماً عنك!~)
مالفرد:(...هكذا ستعاقب كلانا...)
ليليا:(أليس هذا أفضل من أن تعاقب بمفردك؟~)
مالفرد:(أنت محق على ما أظن....إذًا سورين هل تريد اللعب؟)
عندما نظرت نحوه كانت بشرته شاحبه بنظره ذهول تام على وجهه
من الواضح أنه مازال لم يتعافى تماماً من صدمة السقوط من النافذة لذا أجاب بتلعثم
سورين:(أ-أجل لا-لا مانع لدي)
ليليا:(نيه مالفرد،ما خطبه؟لما يتحدث هكذا؟)
مالفرد:(لا أعرف ربما لأنك سحبته و رميته من شرفة في الطابق الثالث من القصر؟)
ليليا:(و؟~هل اخافه ذلك؟~)
مالفرد:(و من بكامل قواه العقلية لن يشعر بالخوف من هذا ليليا؟!)
ليليا:(اممم~ليس أنا~)
مالفرد:(اعرف،لذا قلت بكامل قواه العقلية و التي من الواضح أنك لا تملكها اصلاً)
ليليا:(أنت!)
سمعنا صوت ضحكه لأول مرة لذا نظر كلانا نحوه
سورين:(آ-آسف لكن ههه~ أنتما حقاً صديقان مقربان!~)
ليليا:(رأيت؟~إنه لا يعرف شيئاً عنا و استنتج ذلك!~)
مالفرد:(.... أيا يكن،الآن لا مانع لديك في اللعب صحيح؟)
سورين:(اممم كلا!~لكن...لكن هذه ستكون أول مرة ألعب فيها مع أطفال....)
مالفرد:(ماذا؟)
ليليا:(ألا تمتلك إخوة أو أصدقاء؟)
مالفرد:(ليليا! لا يمكنك فقط أن تسأل أحدهم عن ذلك! عليك حقاً البدأ في حضور دروس الآداب تلك...)
سورين:(لا..لا مانع،إنه محق أنا... حسناً لا أتحدث كثيراً في العادة)
مالفرد:"حسناً هذا كان واضحاً وضوح الشمس"
سورين:(أمي كانت دائماً ما تحاول أن تحضر أطفال لكي ألعب معهم لكن...)
بدأ الحزن يظهر على وجهه مما جعلني أشعر بالقلق من أن يبكي
سورين:(إنهم فقط يعاملونني بلطف لأنني ولي العهد...لا أحد منهم يريد أن يكون صديق لي حقاً...)
صمت قليلاً لقد بدى حزيناً للغاية و هو يقول هذا
ليليا:(لكن نحن لا نهتم~ولي عهد أو لا أنت مجرد طفل في عمرنا،لذا هيا نلعب معاً!~)
نظر نحو ليليا بتفاجئ و احمر وجهه بعض الشيء
مالفرد:(ليليا محق في هذا،لا أهتم حقاً فقط لنستمتع بوقتنا ما دمنا نستطيع~)
سورين:(ح-حقاً؟...)
مالفرد&ليليا:(بالطبع!~)
اشرق وجهه و ذهب معنا
لعبنا معاً لوقت طويل بحق حتى حان وقت عودته إلى سيليستيا
و على عكس أول مرة هذه المرة لم يتردد في السلام علي بل و قام بإحتضاني قبل أن يغادر و المثل لليليا أيضاً
بعد أن غادر قامت أمي بعقابي لأنني تركت المذاكرة و ذهبت العب و ليليا أيضاً تم جره إلى لانروج
و يبدوا أن زيارة ولي عهد سيليستيا تركت انطباعاً أولاً مثالياً
لذا تكرر الأمر و بدأت أذهب إليه مرة و هو يأتي إلي مرة أخرى
قمت بتعليمه السحر كما وعدته و تفاجئت أنه حقاً يتعلم بسرعة بل و لديه طاقة سحرية لا بأس بها
مرت السنوات و تعلمنا المبارزة معاً كان الأمر جيداً...جيدا حقاً
إلى أن تبين أن نوايا والده لم تكن صافية اتجاهنا،فرغم أنني و ابنه على علاقة جيدة و لم يسبق أن تم إهانة ابنه أو إساءة معاملته فبدأ هو في إزعاج مملكتنا ببعث جنود له و بدأت مناوشات بين المملكتين لوقت طويل حتى بعد أن دخلت أنا في فترة تدريبي تلك
لكن كل تلك المناوشات لم تكن بالأمر الكبير حقاً،حتى قرر والده أخذ الأمور بشكل جدي و أكثر رسمية
لقد قرر أن يعلن الحرب على دورننتال
أذكر الليلة التي أعلنت فيها تلك الحرب،أتى إلي سورين متخفياً
في البداية كنت متردداً حوله بعض الشيء لأنني وقتها كنت في فترة التدريب هذا يعني أنني لم أكن في قصر دورننتال بل وجدت مكاناً لي لابقى فيه
عندما دخل إلى حيث كنت و كشف عن نفسه بدى وجهه متعباً و حزيناً للغاية
لذا تحدثت بعد قليل من التردد بحذر
مالفرد:(.... مرحباً)
لم يجب علي كما لم يرفع نظره من فوق الأرض
سورين:(مالفرد... أنا... أنا آسف حقاً...)
مالفرد:(همم؟لما تعتذر؟)
عندها أبعد نظره عني بحزن كانت عيناه ترتعشان
سورين:(حاولت...حاولت بجد..)
شد على قبضته و ارتفعت نبره صوته
سورين:(لكن!)
بدأت بعض الدموع تتلألأ في عينيه مما جعلني ارتبك فإقتربت منه
سورين:(إنه لا يستمع إلي! مهما حاولت أن أقنعه بأنه ليس من الصواب أن نبدأ حرباً معكم! إنه...إنه لا يستمع! لقد فقد عقله حقاً!)
مالفرد:(ه-هاي اهدأ قليلاً....الغضب هكذا لن يحل شيئاً)
سورين:(ل-لكن! ...)
نظر إلي ثم عاود النظر إلى الأرض و بدأت الدموع تتساقط من عينيه
سورين:(لقد...لقد جن جنون أبي حقاً...لا يستمع إلى أي شخص بعد الآن! إنه حتى رفض توليتي العرش! قال 'سأفعلها عندما نسحق دورننتال سحقاً تاماً' هل تصدق هذا؟!)
مالفرد:(ه-هذا....تعال.. اجلس أولاً و لنتحدث بهدوء في الأمر...)
بعد أن هدأ قليلاً ذهب معي و جلسنا
قمت بتقديم بعض الشاي و البسكويت
مالفرد:(الآن،هل يمكن أن تشرح بالضبط ما الأمر؟بشكل أكثر هدوءا؟)
بعد أن أخذ أنفاسه و أمسك بكوب الشاي الذي أخذ ينظر لفترة طويلة إليه كأنه يتأمله
سورين:(...هناك شيء غريب فيه....أعني لطالما كان عنيداً و لا يستمع لأحد لكن...هذه المرة مختلفة...مختلفة حقاً)
مالفرد:(هل تمانع أن تشرح كيف؟)
صمت لكن بعدها أضاء وجهه
سورين:(اوه!قبل هذا سمعت أنك ستتزوج قريباً،مبارك!~)
ارتبكت من تغييره للموضوع فجأة
مالفرد:(أ-أجل شكراً لك)
:(ههه!~ هل اربكتك بتغييري للموضوع فجأة؟)
مالفرد:(نوعاً ما أجل،لكن هذا ليس مهماً)
سورين:(في الواقع توقعت أنك ستتزوج ميليسا~)
مالفرد:(أ-أنت! هل-هل يمكن أن نكمل الحديث عن موضوعنا؟)
سورين:(أنت حقاً خجول للغاية مالفرد~حسناً،آسف على تغيير الموضوع لكن-)
مالفرد:(هذه طريقتك في تخفيف التوتر عن نفسك،تتحدث عن شيء سعيد أولاً.أنا أعرف هذا)
ابتسم نحوي
سورين:(أنت حقاً...هه لا شخص يعرفني أفضل منك،مالفرد~)
مالفرد:(هذا...شيء جيد؟)
سورين:(هههه~بالطبع هو كذلك!~.... أستطيع التصرف على طبيعتي و أنا معك لأنك تفهم السبب وراء كل ما أفعله....)
مالفرد:(اوه...هكذا إذًا)
ابتسمت نحوه
مالفرد:(هذا يسعدني اذًا~)
ارجع رأسه و تنهد
سورين:(حسناً،عودة إلى الحرب!~)
مالفرد:(لما تقولها بنبرة متفائلة هكذا؟)
سورين:(أوه اتركني أوهم نفسي بأن هناك شيء جيد في هه الحياة مالفرد)
مالفرد:(كما تريد اذًا،هيا أكمل حديثك)
سورين:(...كما كنت أقول... أبي رغم أنه كان دائماً عنيداً و لا يستمع لأي أحد إلا أنه كان يفعل الأفضل لمملكتنا فحسب،لم يصدر قراراً واحداً قد يضر بها...لكن الآن...)
مالفرد:(إعلان الحرب على دورننتال ليس أفضل قرار....هذا و لانروج أعلنت أنها على أتم الإستعداد للوقوف جانب دورننتال....)
سورين:(أجل،سيليستيا لن تقدر على خوض حرب ضد هاتين المملكتين....لا أعرف لما قرر إتخاذ مثل ذاك القرار فجأة حتى...)
مالفرد:(هممم أنت محق،من الغريب أن يأخذ قراراً مثل ذاك فجأة....و قال إنه لن يمنحك حق تولي العرش أيضاً؟)
تنهد بضيق و أومأ
سورين:(أجل... حسناً ليس و كأنني اتحرق شوقاً لتولي المنصب لكن... أنا أردت فعل هذا لكي أوقف هذا الجنون...إذا حدثت هذه الحرب فستجر سيليستيا إلى الجحيم،لن نقدر على الفوز....)
نظر إلى الأرض و أظلم وجهه بشكل لم أراه من قبل
مالفرد:(هل...هل يعقل أنه ينوي أخذ معونة من مملكة أخرى؟...)
هز رأسه نافياً ببطء
سورين:(تعرف أننا منغلقون على انفسنا،ليست لدينا العلاقة الكافية لطلب المعونة من مملكة ما،خصوصاً و أننا نتحدث عن حرب مع عشيرتين من إحدى العشائر الأساسية....)
مالفرد:(و أسترون؟لقد كانوا هادئين منذ فترة)
سورين:(ليس لدينا أي علاقة مع أسترون،أيضاً إنهم هادئون لأن الملك لديهم مصاب بمرض و حالته حرجة،لا أظنهم سيفكرون في خوض حرب و هم في حالة مثل تلك)
مالفرد:(همم أجل هذا منطقي...إذًا هو حقاً ينوي أن يخوض الحرب بمفرده معنا...)
سورين:(أجل،لذا...فكرت في شيء...إ-إنها فكرة جنونية أنا أعرف! لكن...لكن ليس أمامي سواها...)
مالفرد:(....قل ما لديك)
سورين:(ماذا...ماذا لو جعلنا دورننتال تهجم أولاً و يتم اختطاف أبي لكي أتمكن أنا من تولي العرش لكي أوقف هذه الفوضى؟)
حدقت نحوه بصمت
صدمت مما سمعت اذني للتو
إنها ليست فقط خطة جنونية،بل هي مخاطرة كبيرة و إذا حدث أي خطأ فيها فالعاواقب ستكون وخيمة بحق
لذا حدقت في وجهه لفترة بصمت أحاول تحليل ما قاله للتو
سورين:(ا-اعرف أن ما قلته له مخاطر أكبر من الفوائد....لكن..هل لدينا خيار آخر؟...)
معه حق،إن كان والده قد عقد العزم على بدأ هذه الحرب و رفض الإستماع إلى أي شيء فلا خيار أمامنا سوى أن نعطيه ما يريد لكي يخضع
مالفرد:(حسناً...لكن لا توجد أي طريقة يمكن بها إقناع أمي بمثل تلك الفكرة...)
سورين:(أوه...كان علي توقع هذا بعض الشيء...)
مالفرد:(أجل،نظراً لتمسك عائلتنا بالشرف و النبالة ففكرة أن يدخلوا حرباً فقط ليتمكن أمير مملكة أخرى من تولي العرش هي فكرة ستحط من مكانتهم و تجرح شرفهم)
سورين:(ا-اه.... حسناً...ليس لدي أي أفكار اخرى سوى التمني بأن يعود أبي إلى رشده....)
أبعد نظره عني و ارتسمت تعبير حزين و مستسلم على وجهه
مالفرد:(لكن،هذا بالنسبة إلى تقاليد عائلتي و ليس أنا)
نظر إلي و هو يتسائل عما اعنيه
مالفرد:(سأقوم أنا بهذا الهجوم،سأقوم بخطف والدك،سورين)
اتسعت عيناه و بدى مصدوماً لأقصى حد
سورين:(أنت؟! لكن-لكن ألست في فترة حرجة الآن؟! أعني... أنت بمفردك الآن و...و إذا فعلت شيئاً قد يسئ إلى العائلة المالكة ف...)
عاد النظر إلي بحزن
سورين:(ألن تخسر فرصتك في تولي العرش؟...)
تنهدت و وضعت يدي على كتفه
مالفرد:(لا تقلق حول هذا،أنا لن أرضى بأن يتورط أشخاص أبرياء فقط لأن حاكمهم أصيب بالجنون،أيضاً أنا لست بمفردي~)
سورين:(ماذا؟...)
مالفرد:(ليليا)
عندها ظهر ليليا،فزع سورين من مظهره
هذا لأنه كان يرتدي درعاً و قناعاً يخفي وجهه بالكامل،لكن هذا لم يكن ما افزعه بل حقيقة أنه كان مغطى بالكامل بالدماء
ليليا:(ما الأمر مالفرد؟)
مالفرد:(انزع هذه الأشياء عنك أولاً،من كنت تقاتل بحق؟!)
قال و هو ينزع القناع عن وجهه:(بعض الأوغاد الذي يحاولون التخريب علينا،اللعنة! لو أعرف من يستمر بإرسالهم فحسب!)
مالفرد:(سنحقق في هذا لاحقاً،الآن ألن تسلم على ضيفي؟~)
ليليا:(همم؟أي ضي-!)
عندها ابتسم ليليا بسعادة و هرع نحو سورين و خبط بيده على ظهره
ليليا:(سورين! مرت مدة منذ آخر مرة!~كيف حالك؟~)
سورين:(أ-أنا بخير... م-مرحباً ليليا)
ليليا:(هاهاهاه~مازلت متردداً كما عهدتك~)
مالفرد:(فقط اهدأ قليلاً...)
سورين:(لا أمانع حقاً،في الواقع سعيد أنك مازلت تحتفظ بشخصيتك اللطيفة تلك،ليليا)
ليليا:(أوه حقاً؟~هيهيهي~أنت تخجلني سورين)
مالفرد:('لطيفة'؟! أظنك قصدت مزعجة)
تنهد و ضحك ضحكة خفيفة
سورين:(أرى أن العلاقة بينكما هي كما هي،ههه...)
ليليا:(إذًا ما سبب هذه الزيارة المفاجأة؟~)
مالفرد:(بسبب ما يحدث في سيليستيا الآن)
ليليا:(أوه صحيح،سورين هل جن جنون والدك؟)
مالفرد:(مهلاً! لا يمكنك أن تقول هذا عن والد شخص ما!)
سورين:(لا ...إنه محق،لقد جن جنونه حقاً....لهذا أنا أحاول رؤية حل ما لإنقاذ سيليستيا من الوقوع في جحيم الحرب....)
ليليا:(أوه~هكذا اذًا،و؟ هل توصلتم إلى حل؟)
مالفرد:(أجل،أستعد و أخبر الجميع بأن يستعدوا،سنقوم بإختطاف ملك سيليستيا)
صدم سورين بينما ابتسم ليليا بخبث
ربما صدم سورين وقتها لأنني قلت أننا سنختطف ملك مملكة أخرى بنبرة لا مبالية و كأنه أمر نفعله كل يوم
سورين:(ما-مالفرد! أنت متأكد من هذا؟....)
مالفرد:(هل وجدت حال آخر؟)
سورين:(كلا....لكن!)
ليليا:(أوه لا تقلق هكذا~الأمور ستكون بخير!~)
مالفرد:(ماذا عن شقيقك؟هل حاولت نقاشه في الأمر؟)
سورين:(أخي الأصغر؟...إنه ليس في حالة جيدة الآن...إنه يعرف ما نوع المستقبل الذي ينتظرنا لو دخلنا تلك الحرب لذا)
ليليا:(لا يستطيع التفكير بشكل جيد تحت الضغط،صحيح؟)
أومأ سورين برأسه بحزن و انهزام
مالفرد:(إذًا هذا حقاً يتركنا بلا أي خيار سوى فكرتك المجنونة تلك)
ليليا:(تعجبني الأفكار المجنونه~)
مالفرد:(هذا لأنك مجنون مثلها ليليا)
ليليا:(حسناً،لن أعترض على هذا~)
ضحك سورين و نظر إلى الأرض بإبتسامة على وجهه
سورين:(شكراً لكما...أنتما...أنتما أعز أصدقاء حصلت عليهم... حقاً)
ابتسم كلانا نحوه و سحب ليليا كلانا و احتضننا
ليليا:(أنا أيضاً أحب كليكما كثيراً حقاً!~)
مالفرد:(هل يمكن أن تعبر عن هذا من بعيد؟)
ليليا:(كلا،لا أستطيع~)
سورين:(لا أمانع هذا حقاً)
إستمر الوضع قليلاً ثم جلس ثلاثتنا لنكمل الخطة
اتفقنا على تنفيذها بعد حفل زفافي بميليسيا الذي كان سيقام بعد أربعة أيام،لذا و كما اتفقنا بعد حفل الزفاف كنا سننفذ الخطة لولا إصرار كلاهما على تأجيل الأمر لأسبوعين آخرين
تحت الإلحاح الشديد لكليهما وافقت
و بعد أن مر أسبوعان بدأت في تنفيذ ما وضعناه،لكن حدث شيء لم يخطر على بال أي منا
في الميعاد الذي حدده ملك سيليستيا لبدأ الحرب فإن سيليستيا،لم تطلق الهجوم على دورننتال أو لانروج أولاً
نعم،لقد قامت بمهاجمة أسترون تحديداً البوابات في أسترون مما جعلنا في موقف لا نحسد عليه
نحن لم نخطط لهذا على الإطلاق أتذكر بوضوح كيف بدى وجه سورين
لقد كان في حالة هلع
سورين:(ه-هذا!! لحظة كلا،كيف؟! لماذا حتى هاجموا أسترون؟!)
مالفرد:(اهدأ قليلاً سورين....الآن علينا أن نذهب إلى أسترون على الفور،لأنه لو تمكنت تلك الوحوش من الخروج سنهلك جميعاً،علينا إيقافهم عند هذا الحد)
ليليا:(فهمت سأخبر الباقي بالتغيير في الخطة-)
مالفرد:(كلا،انتظر....)
ليليا:(ما الأمر؟)
مالفرد:(سنقسم قواتنا،نحن لا نعرف أسترون بشكل جيد سأذهب هناك و أحاول مساعدة الناس هناك و ضم من هناك إلى صفنا بحجة إنقاذ حياتهم،سورين خذ أنت باقي الجنود و اتبع الخطو التي اتفقنا عليها)
سورين:(ل-لكن-)
مالفرد:(بدون لكن،هذا ليس الوقت المناسب للجدال هيا الوقت ليس في صالحنا)
بدى سورين متردداً بعض الشيء لكنه سرعان ما استجمع شتات نفسه و نفذ ما قلته
انتقلت و ليليا و باقي الجنود بدائرة سحرية إلى استرون،و الوضع هناك كان فوضوياً بشكل مزعج
تم تدمير جزء من البوابة و تم قتل عدد معقول من الناس على أيدي تلك الوحوش بالفعل نظراً ل اللون الأحمر الذي صبغ الأرضية و جثث هنا و هناك
كان المنظر كفيلاً بجعل معدتي تتقلب
لم تكن كل الجثث ترتدي دروعاً حتى،هذا يعني أن هناك عدداً من المدنيين تم قتله و من بينهم الأطفال
شعرت بالغضب حقاً،إذا كنت مجنوناً فوجه جنونك هذا على نفسك و لا تزهق كل تلك الأرواح بلا هدف!
كان الجنود من أسترون في حالة تشتت نظراً لخروج تلك الوحوش و الهجوم المفاجئ
لذا توجهت و أول شيء فعلته هو أنني و ليليا ذهبنا عند أول وحش قابلناه و قمنا بمهاجمته بأقصى ما لدينا
قوته لم تكن مزحة إنها مرعبة،مهما كانت عدد الضربات فهو لم يتأثر بها
لذا حولت أن أجد نقطة ضعف لذاك الكائن المخيف و بعد عدة محاولات و بالفعل بعض الإصابات الخطيرة التي نحوت بأعجوبة منها تمكنت من فهم كيف يمكننا القضاء عليه
كان يمتلك جوهرة أسفل بطنه لاحظت من خلال الهجوم المتكرر عليه مع ليليا أنه يحمي تلك المنطقة بشكل خاص لذا استنتجت أنها نقطة مميتة له
تعاونت وليليا لكي نقضي عليه و بعد أن قام ليليا بتشتيته استجمعت تعويذة برق و وجهتها صوب تلك الجوهرة
دمرت تلك الجوهرة و كنت شاكراً لهذا مما جعل ذاك الوحش يطلق صرخه تصم الاذان قبل أن يموت
بعد هذا و عندما رأى الناس أننا قضينا على تلك الوحوش استغللت الفرصة ،عندما أوضحت لهم الموقف وافق عد كبير على المشاركة معنا
ليس لأنهم وثقوا بنا بل لأنهم كانوا بحاجة إلى قائد شخص يقول لهم ما يفعلوه في وسط ذاك الوضع المهيب
و البعض وافق فقط لأنهم أرادوا حماية ما لم يدمر من مملكتهم و إنقاذ من لم يقتل من شعبهم
و هكذا ذهبنا مع تلك الوحوش في قتال مرير،استمر الأمر أطول مما توقعت،بل أطول مما توقع أي شخص لقد بدأنا الخطة في تمام العاشرة صباحاً يوم الأحد و أستمر القتال مع تلك الوحوش التي بدت أنها لا تشعر بالتعب حتى الجمعة
كان الأمر مخيفاً،تلك الوحوش لم تكن كثيرة في العدد لكنها كانت بلا شك تمتلك قوة و طاقة تحمل مهولة
لم نحقق أي تقدم ملحوظ حتى بعد كل ذاك القتال
لقد بدأت أشعر أننا لن ننجح
و ما زاد الوضع سوءا هو أن تلك الوحوش أدركت ما فعلته لذاك الوحش الذي اكتشفت نقطة ضعفه
لم تكن وحوشاً بلا عقل لقد كانت تفكر و تحلل الوضع بل و تحاول تقليد ما نفعله و تقاتلنا به
كان جحيماً حقاً و نظراً لعدم تحقيق أي إنتصار حقيقي لكل تلك الفترة بدأ البعض بالاستسلام لمصيرهم فحسب
هذا التراجع و الاستسلام أضعف جانبنا أكثر مما كان عليه حتى
بدأ الأمر يصبح صعباً لكي أخبر أحدهم بكيف عليه أن يقاتل و يتعاون حتى
حاولت حجزهم داخل جدران سحرية مع مساعدة من الباقي معي لكنها حطمت تلك الجدران و الحواجز السحرية كأنها لا شيء
حاولنا صدها بكل ما نملك لكن كان هذا أيضاً بلا جدوى
لقد كنت أسمع فقط عن قوة تلك الوحوش في أسترون لكن مواجهتها جعلت كل ما كتب عن قوتها محض دعابة
أدركت تمام الإدراك أنه فور تخطي تلك الوحوش أرض أسترون فسوف تدمر باقي الممالك
تلك المسوخ لا تفكر في شيء سوى القتل و التخريب
ستتم إبادة أسترون هكذا بكل تأكيد و أي أرض سوف تطأها تلك الوحوش سوف تترك حطاماً
بدأت أشعر باليأس أنا أيضاً
لكن حدث حدث آخر غير متوقع،ملك أسترون الذي كان طريح الفراش
رأيته وسط تلك المعمعة
كان يقوم حارسين بإسناده حتى وقف على مكان عالي و استخدم سحراً لتكبير صوته و أعطى أمراً بأن نحاول تجميع تلك الوحوش بالقرب من البوابة التي تحطمت
و فجأة كأن الجميع استعاد روحه و عزيمته
هذا منطقي بما أن ذاك الأمر صادر من ملكهم العزيز الذي يصارع الموت
و بالفعل حاولنا فعل ذلك و في اللحظة التي اقتربت تلك الوحوش من البوابة رأى الجميع ضوءا بنفسجيا قوياً لدرجة ظننا أن السماء تنزل صواعقها على الأرض
كان الضوء شديداً لم أتمكن من النظر إليه أو إلى مصدره
لكن بعد أن خف الضوء قليلاً رأيت ما يحدث بشكل أفضل تم سحب تلك الوحوش إلى داخل البوابة بكل سهوله
و كانت البوابة كأنها أصيبت بجرح و هو يلتأم الآن
فظلت تغلق نفسها شيئاً فشيئا و رويداً رويداً حتى انغلقت و عادت كأن شيئاً لم يكن
لكن مع غلق البوابة اختفى الضوء البنفسجي و لمحت شيئاً يسقط،كان شخصاً لذا ذهبت بسرعة لكي امسكة
تفاجئت من المنظر الذي بين يدي،لقد كان ملك أسترون يلفظ أنفاسه الأخيرة
لكن المشكلة أن إحدى عينيه التي كان بها الشكل المميز لعشيرة أسترون كانت حمراء حتى لم يبقى فيها لون أبيض
و تنزف بشدة رفقة أنفه
بعد لحظات من لهاث الملك أغمض عينيه،مرة و إلى الأبد بين ذراعي
عندها رأيته شخصياً لأول مرة
أريس
لقد خرج من وراء تلك البوابة بتعبير غريب على وجهه،لم أعرف ما كان حقاً ولم أهتم كثيراً
سلمته جثمان والده فأخذه في حضنه هلل الجميع بإختفاء تلك الوحوش لكنهم سرعان ما حل عليهم الصمت فور رؤيتهم أن ملكهم قد توفي
شعر بعض جنود أسترون بالغضب من سيليستيا لذا أصروا على أن يذهبوا معي و نقاتلهم جنباً إلى جنب انتقاماً لوطنهم و احبائهم الذي فقدوهم و أخيراً ملكهم العزيز الذي مات مضحياً بنفسه لكي تنجو مملكته
وافقت على هذا العرض بالطبع و هكذا و قبل أن نتحرك معهم نادى أريس علي و عرض علي استخدام الغولم لكي نحارب
ترددت قليلاً لأنني شعرت بشيء غريب من عرضه ذاك و قبل أن أقول أي شيء تدخل ليليا و رفض رفضاً قاطعاً
لم أفهم لماذا حقاً تدخل هكذا وقتها
---------------
ليليا:(فقط لم أحب اريس~ لم أرد أخذ أي مساعدة منه)
ميراي:(حقاً هذا فقط؟)
مالفرد:(انا أيضاً شعرت بشعور سيء من الموافقة على طلبه ذاك)
مالوس:(حسناً نحن أيضاً لا نحبه)
ميكايلا:(ليس مهماً! أكمل رجاء أبي)
مالفرد:(حسناً)
-----------------
على كل حال،رفضت عرضه و اسرعنا بالعودة إلى سيليستيا فقط لنجد أنها كانت بنفس حالة الفوضى في أسترون
إن لم تكن أكثر
أول شيء فعلته هو محاولة البحث عن سورين لم أستطع رؤيته بالطبع وسط كل تلك الجلبة
كان سببي في وصف الوضع بأنه فوضوي أكثر في سيليستيا هو أنني لم أتمكن من تحديد من يقاتل من؟
كل ما شعرت به أن الجميع كانوا يقاتلون بعضهم البعض
كان هناك جنود من لانروج و الجنود التابعين لأخي أيضاً
و حينها رأيت أخي كان في وسط كل ذاك الهرج و المرج،حاولت الوصول إليه و تركت قيادة بقية الأمر إلى ليليا
ذهبت نحو أخي و أنا أحيط نفسي بدرع سحرية كي لا أصاب بشيء و صرخت باسمه بأعلى صوت لدي
مالفرد:(مالينارد!!)
التفت نحوي،لكن في نفس الوقت رأيت رمحاً من أحد جنود سيليستيا يطير نحوه لذا بسرعة قمت بتشكيل درع سحري حوله قبل أن يخترقه الرمح
مالينارد:(ما-مالفرد؟! ماذا تفعل هنا بحق؟! و أيضاً...ما حالتك هذه؟ أنت في حالة مزرية!!)
لم أنظر إلى كيف بدوت لكن كلامته تلك جعلتني ألقي نظرة على نفسي
كان الدرع أو الأصح بقايا الدرع لأنه لم يتبقى منه الكثير حقاً
هذا بعيداً عن الدماء التي غطت جسدي بالكامل و عندما وضعت يدي على وجهي شعرت أنه في حالة اسوأ حتى
شعرت ببعض الراحة لأنه لا توجد مرآة بالقرب من هنا لأنني شعرت بالخوف بعض الشيء من تخيل شكل وجهي
مالفرد:(لا يهم الآن! الأهم ما هو الوضع هنا بحق؟!)
مالينارد:(و ما ادراني أنا؟!)
مالفرد:(...هاه؟!ماذا تقصد بهذا؟!)
مالينارد:(أقصد ما سمعته بالضبط،لقد هاجموا أسترون أولاً بعدها انتقلوا إلينا،و لسبب ما هناك بعض من سيليستيا يقاتلون بعضهم البعض دوناً عن جنودنا أو جنود لانروج)
مالفرد:(ه-هذا....هل لديك أي فكرة عن مكان الملك اذًا؟)
مالينارد:(كلا،لكن مما رأيته فإن القصر الملكي هو أكثر مكان فوضوي الآن لا أحد يملك و لو أدنى فكرة عما يحدث هناك)
مالفرد:(ح-حقاً؟!...هل سمعت عن أي شيء مما يحدث هناك؟)
مالينارد:(سمعت أن ولي العهد يخوض قتالاً مع والده)
مالفرد:(هذا!!....حسناً،هذا جيد إذًا)
مالينارد:(ما الجيد في هذا بحق؟! ألم يكن صديق طفولتك أو ما شابه؟! قد يُقتل في أي لحظة الآن!!)
مالفرد:(ل-لما تقول هذا؟ملك سيليستيا ليس بهذه القوة-)
مالينارد:(سحقاً لك! أنت حقاً أبله كبير!!)
مالفرد:(ما-ماذا؟....)
مالينارد:(ملك سيليستيا جن جنونه و تحول إلى هيئته الحقيقة و هو الآن يطلق السحر يميناً و يساراً دون تفكير!!)
صعقت مما سمعت
إن لم تكونوا تعرفوا الهيئة الحقيقة لإلف العنقاء هو كما يوحي اسمهم كائن يشبه الطائر لكنه يمتلك أربعة رجول حجمه ضخم بحق قد يصل إلى أكثر من ثلاثين متراً
لذا كائن كهذا يطلق السحر بلا تفكير فلن تكون مبالغة لو قلنا إنه على قد مساواة مع تلك الوحوش في أسترون
مالفرد:(ه-هذا يعني...علي الذهاب إلى هناك حالاً!!)
مالينارد:(تسك انظر إليك!! أيها الوغد! مملكتك تحارب و أنت ذاهب إلى ولي عهد المملكة التي شنت تلك الحرب عليها؟!)
مالفرد:(أ-أنت لا تفهم مالينارد!! الملك هو من أصر على شن تلك الحرب)
مالينارد:(و هم لم يحاولوا ايقافه،اذًا هم يستحقون ما يحدث لهم!)
مالفرد:(بحق الجحيم؟!ما الذي تقوله؟! أنت لا تعرف شيئاً!! لقد حاولوا بالفعل جاهدين لجعله يعدل عن قراره!)
مالينارد:(و ماذا أنت بفاعل؟! تترك مملكتك في وسط حرب و تذهب إلى أمير مملكة العدو؟!مالفرد أقسم لو ذهبت إليه لاتهمك بالخيانة!)
صدمت و حدق في وجه مالينارد بصمت
مالفرد:(اوه؟....هكذا إذًا تنوي أن تعاملني،مالينارد؟)
مالينارد:(أجل،لأن أفعالك غير مبررة! هل أنت حقاً سوف تقنع أي شخص بأن ذهابك إلى العدو هو بنوايا صالحة؟!)
مالفرد:(إذًا افعلها،اذهب و أخبر الجميع بأنني خائن،أنا لا أهتم أنا ذاهب إلى صديقي)
اشتعل الغضب في عيني مالينارد ثم حدثت ردة فعل لم أتوقعها
-صفع-
دوى صوت صفعة وسط كل تلك الضجة
هدأ الجو للحظة
حاولت أن أدرك ما حدث لقد...لقد صفعني لتوه
مالينارد:(اذهب إذًا!! و أتعلم شيئاً؟! أفضل ألا تعود إلا في نعش! اغرب عن وجهي مالفرد!)
صدمت حقاً مما قال
و لم اتعافى من الصدمة الأولى حتى لذا أدرت وجهي ببطء نحوه و نظرت إليه
لست متأكداً من أي تعبير كان على وجهي حين نظرت إليه،لكنه كان كفيلاً بجعل الغضب يتبخر من عينيه و يحدق نحوي بشيء من التفاجئ
مالينارد:(ء-ا-انا-)
مالفرد:(كما تريد إذًا،أخي العزيز)
و غادرت بعدها على الفور نحو قصر سيليستيا
سمعت صوته و هو ينادي علي لكنني لم التفت إليه سرت حتى وصلت إلى القصر
.......
أو ما بقي منه
لقد كان مدمراً حقاً لم يبقى سوى ثلاثة أعمدة قائمة و لم يكونوا كاملين حتى و عندها رأيته
طائر ذهبي بريش أحمر ضخم للغاية لدرجة جعلتني اتجمد في مكاني للحظة من هول ذاك الكائن الثائر أمامي
لقد كان يطلق السحر هنا و هناك و عندها لمحت سورين
كان ينزف بشدة من عدة أماكن،لكنه كان يحاول أن يصد الهجمات الصادرة من والده رغم كل تلك الدماء
فهمت ما يفعله،لقد استسلم في محاولة هزيمته بالفعل الآن ما يفعله هو توظيف ما تبقى من طاقة لديه في حماية أكبر قدر ممكن من الناس حوله
كان الطائر الذهبي يطلق السحر دون توقف هجمة وراء الأخرى
فجأة توقف و نظر صوب سورين الذي كان يساعد البعض على الهروب أثناء وضع درع حولهم
و حينها رأيت عيني الطائر الحمراء اللامعة تنظر صوب سورين بغضب مهول أصابني ببرودة في جسدي
قام بتجميع كرة هائلة من السحر أمام منقاره بلون أبيض ناصع يعمي الأنظار و وقف ذاك الطائر وسط سماء الليل
كان يبدوا أنه يشع بألوان الزاهية تلك و هو يستعد ليسدد الضربة القاضية إلى ذاك الكيان الصغير الذي تجرأ و وقف في وجهه
أدركت هذا بينما لم يدركه سورين الذي كان منشغلاً تمام الإنشغال في محاولة مساعدة من حوله
لذا هرعت نحوه بالانتقال الاني و شكلت درعاً،طبقة وراء طبقة وراء طبقة صنعت الدرع من عشرين طبقة وضعت بها ما أوتيت من قوة
و حينها انطلقت الكرة البيضاء الناصعة تلتهم أي شيء في طريقها و هي تندفع نحونا
فور تصادم الكرة بالدرع خاصتي صدر نور جعل كل من بالقرب يغمضون أعينهم من حدته
و أنا خلال هذا أشعر بالدرع الذي وضعت كل قوتي في صنعه يتم التهامه من تلك الطاقة الطبقة بعد الطبقة كأنه كان مصنوعاً من الورق أمام كرة من النار
عندما شعرت أنه أوشك على أن يختفي كله حاولت التحرك بسرعة أخذت سورين و دفعته بعيداً معي في محاولة يائسة بأن نبتعد عن نطاق تلك الطاقة المخيفة
سمعت أصواتاً عالية بحق،جعلتني اغطي اذني أصوات التكسير تجعلك تشعر كأن الأرض تتحطم
حتى هدأ الوضع بعد بضعة ثواني بدأت أفتح عيني ببطئ و أزيل يدي من على أذني لارى....
لقد نجحت!
لقد قمت بتفادي تلك الكرة المشؤومة!
حينها نظرت إلى الجسد الذي قمت بدفعه معي
كان سورين يلهث بشده؛لم تكن هناك بقعة سليمة في جسده
شعرت بالتوتر حقاً
مالفرد:(هاي!سورين!سورين! أنت! أتستطيع سماعي؟!)
لم يكن يرد علي لكنني شعرت به يحاول جاهداً فعل هذا
لذا بدأت بتطبيق سحر الشفاء على جسده مع أنني لم أعرف من أين ابدأ
لكن بدأت بسرعة في إيقاف النزيف بعد فترة من الوقت و الجهد بدأ تنفسه يهدأ و حاول فتح عينه،قال شيئاً لكن صوته لم يكن مسموعاً لذا اقتربت منه
سورين:(ش-شكراً هاه هاه هاه... شكراً لك)
مالفرد:(أيها ال-...-تنهد- لا شكر على واجب لكنني كنت أريد أن أعرف إن كنت بخير...)
لم يرد علي بدلاً من هذا ابتسم نحوي بلطف
لكن لم أجدها لطيفة وقتها نظراً لوجهه المغطى بالدماء
مالفرد:(ماذا...ماذا حدث؟...و أين حارسك الروحي؟)
سورين:(....)
لم يرد علي بدلاً من هذا حاول النهوض،قمت بمساعدته
صر على أسنانه
سورين:(....ذاك الخائن....)
جفل جسدي،لقد فهمت ما قاله لكن
مالفرد:(لماذا؟...)
ضحك ضحكة ساخرة
سورين:(و كيف لي أن أعرف؟....ذاك الوغد! لقد...لقد حاول قتل ابنتي...)
انتفض جسدي و اتسعت عيني،ابنه سورين الوحيدة كانت في الثانية من العمر
مالفرد:(لما؟...لما قد يحاول قتل طفلة؟)
نفخ بضيق
سورين:(.....لا أعرف...)
حينها اخفض رأسه و استند علي
سورين:(مالفرد..... أنا... أنا لا أفهم شيئاً...كل شيء حدث فجأة...ذهبت كما اتفقنا و فور ما أمسكت بأبي و توجهت-كلا قبل أن أضع قدماً خارج القصر كان قد هاج و تحول إلى ما تراه الآن....لا أفهم حقاً...)
مالفرد:(أ-أين ابنتك؟....)
سورين:(مع ابنة أخيه....لقد جعلتهم يهربون أولاً....من يعرف كيف سينتهي الأمر هنا؟)
مالفرد:(لكن بمفردهم هكذا؟! وسط هذه الفوضى؟!)
سورين:(لم أتمكن من فعل أكثر من هذا....لقد ذاك الوغد و أبي يستهدفان كليهما....لذا قمت بإنشاء درع حولهم لامنحهم فرصة للهرب....)
مالفرد:(و...و ماذا عن شقيقك؟...)
صمت سورين تماماً لم يجب علي
كان تعبير وجهه قاتماً بدرجة لم أرها من قبل لذا وضعت استنتاجين إما هو أيضا خائن
أو.....
سورين:(لم يعد هنا.....لقد مات)
صعقت عندما سمعت هذا و حدق نحوه بصمت
مالفرد:(ا-ا...اوه...ا...ل-لم..لم أقصد...)
أطلق سورين تنهيدة تنهيدة طويلة و مليئة بالحزن و الإرهاق
سورين:(لا عليك....لا بأس....)
مالفرد:(....ا-اذًا...ماذا الآن؟...)
عندها نظر كلانا إلى أرض المعركة أمامنا
كان لا يزال الطائر الذهبي يرمي السحر بلا هوادة أو توقف
هذا مع صوت الصرخات و الضجة الناتجة من السيوف و الهجمات السحرية
شعرت بالصداع حقاً
تمنيت لو استطعت فقط أن أوقف تلك الأصوات جميعاً و لو للحظة
شعرت في هذه اللحظة بيد ضعيفة تربت على كتفي برفق
مالفرد:(سورين؟...)
سورين:(...نقطة ضعف إلف العنقاء هو ما يشبه النواة،اصبها و ستقضي عليهم.أي شيء آخر لا فائدة منه سيعودون حتى لو قطعتهم إلى أجزاء و لم تصب تلك النواة)
اتسعت عيني و حدقت نحوه،هذه المعلومة كانت أول مرة اسمعها
مالفرد:(أين... أين نواته؟)
سورين:(الكتف الأيمن...الذي هو يعادل موقع المفصل في قدمه الأمامية اليمنى الآن)
مالفرد:(ل-لحظة إذن أنت بخير صح؟...)
كنت قلقاً عليه حقاً لم تكن إصاباته شيئاً بسيطاً و كمية الدماء التي نزفها تلك
ابتسم نحوي و أشار إلى وسط معدته
مالفرد:(أوه... ألم يعرف حارسك الروحي أين هي؟)
سورين:(كلا،شعرت بأنه لن يكون من الجيد إخبار أي شخص بمكانها،و حدسي كان صائباً!~)
ابتسم بإشراق كأنه لم يكن على شفير الموت منذ لحظات
مالفرد:(حسناً إذًا حاول العثور على مكان لكي ترتاح فيه مع ذلك)
سورين:(امم~لا تقلق علي!~)
مالفرد:(... أنت هكذا تقلقني...)
ضحك ضحكة قصيرة بعدها ربت على كتفي و ابتسم نحوي
سورين:(لا تقلق حقاً،أنا لا أنوي الموت قبل أن اطمأن على ابنتي و ابنة أخيه)
مالفرد:(من الأفضل لك بأن تلتزم بهذا)
سورين:(سأفعل)
و هكذا رافقته حتى اسندته على إحدى الأشجار بعيداً عن ساحة المعركة
لم أشعر بالراحة مع ذلك لذا تركت درعاً سحرية عليه و ذهبت إلى المعركة مجدداً
ذهبت فوراً صوب ذاك الطائر الذهبي ذو الريش الأحمر اللامع و أطلقت سحري على شكل سهم دقيق الرأس إلى حيث قال سورين أن النواة موجودة
لاحظ ذاك الطائر إلى أين يتجه سهمي لذا منعه بجناحه رده كأنه كان مصنوعاً من الغبار
لكنني كنت قد بدأت فحسب!
استمر الأمر و أنا أحاول أن اراوغه و استمر في إطلاق الهجمات كلها إلى ذاك المكان و هو كان يتفادى بعضها و يصد الآخر
حتى قمت بإستدعاء ليليا لأنه لن يكون من السهل التعامل مع ذاك الشيء الساحق بمفردي و أنا في هيئتي البشرية هذه
لذا أردت من ليليا أن يبعد الجميع بقدر كافي حتى لا يتأذى أحدهم أثناء تحولي
و بالفعل حدث هذا و بدأت اتحول إلى هيأتي تنين ضخم أسود اللون بأجنحة رمادية و بيضاء
كنت تقريباً في نفس حجم ذاك الطائر الآن
لذا هجمت عليه بكل وحشية و أنا مطمئن أنه لا أحد سيتأذى لأن ليليا أفرغ مساحة كافية لي لكي اقاتله بحرية
هجمت عليه بأسناني و عضضت رقبته تآوه الطائر و حاول دفعي عنه
ظل يحاول الطيران و دفعي بمخالبه لكني تمسكت في رقبته كأن حياتي تعتمد على هذا
لذا قام بإطلاق طلقة سحرية لكن لم يتمكن من أن يطلقها إلى وجهي و أنا ممسك برقبته بين اسناني
أصابت الطلقة جناحي الأيسر الذي كان قريباً من فمه
لقد أحدثت فجوة داخله لقد شعرت أنها تحرق بشدة حقاً بشكل لم أشعر به من قبل
لذا لم أستطع منع نفسي من التألم في هذه اللحظة القصيرة التي أبتعد فمي عن رقبته قام بصفع وجهي بقوة كبيرة بمخالبه
حسناً لقد تم صفعي لمرتين اليوم هكذا
لكن تلك الصفعة ارسلتني طائراً إلى قرب أحد شواطئ سيليستيا قبل أن أتمكن من النهوض حتى انقض علي ذاك الطائر اللعين و أخذ يطعنني بمنقاره طعنات سريعة و متتاليه دون توقف
شعرت أنه سيخترق جسدي بمنقاره ذاك لذا عدلت وجهي و نفثت بأقصى ما أستطيع النيران في وجهه
أبعده هذا عني و أبتعد و هو يضع إحدى مخالبه على وجهه
لم أتوقف لانتظره حتى يقوم بالمزيد انقضت عليه مجدداً و أخذت بمخالبي أحاول الوصول إلى ذاك المكان
لكنه كان يحميه بإستماته لدرجه أنه ضحى باحدى أجنحته الذهبية
فقامت مخالبي بتمزيق جناحة الأيمن الذي حمى المنطقة التي أشار إليها سورين
لم أتوقف و هو أيضاً لم يتوقف
إستمر الصراع بيننا حتى وجدت نفسي أصبحت وسط البحر معه
لقد بدأ يجهز طلقة سحرية أخرى كالتي أطلقها علي و سورين
لكنني لن أسمح له بفعل ما يشاء هذه المرة
انقضضت عليه بأنيابي فكسرت منقاره الأصفر
لحظة رفعه لرأسه لكي يصرخ من الألم توجهت إلى مكان نواته لكن ما لم أدركه أن جناحه الذي قمت بتمزيقه سابقاً قد عاد بالفعل لذا قبل أن أصل إليه طار في الهواء من أمامي و إستمر في إطلاق طلقات سحرية نحوي بلا توقف حتى يمنعني من اللحاق به في السماء
و من الجيد بأنه لم يعرف أنني لا أقوى على الطيران إلى هذا الإرتفاع
لذا استمر يطلق الطلقات تلك و أنا اصدها بإنشاء دروع حولي
كان يحاول العودة إلى الشاطئ ليذهب مجدداً و يكمل قتل ما تبقى من الناس هناك
لم اتركه و تبعته،عندما اقترب من الشاطئ بدأ ارتفاعه يقل لذا قفزت نحوه و امسكته أنزلته رفقتي إلى الأرض
الآن هو بين مخالبي
حاول أن يفلت منها لكنني لن أسمح له بكل تأكيد!
و بعد محاولات عدة تمكنت أخيراً من تثبيته بالسحر و بمخالبي و كل ما أوتيت من قوة لكي اقيد ذاك الطائر المزعج
و في نفس اللحظة رفعت مخلبي و طعنت المكان في مفصل القدم اليمنى
أطلق صراخاً عالياً جعلني أشك أنني أصبت بالصمم للحظة
كانت اذني ترن لكن ما فاجئني حقاً هو أنه تحول بعدها إلى رماد بين مخالبي
و هكذا أخذت انفاسي أخيراً و عدت إلى شكلي البشري
عدت فوراً إلى مكان المعركة الآن و أنا أعرف ما علي أن أفعل للقضاء على إلف العنقاء
ذهبت وظللت اقاتلهم استمر الأمر لكنه أصبح أسهل بكثير بعد أن أخبرت الجميع بمعلومة النواة التي يملكها إلف العنقاء تلك
هدأت الأوضاع بعد شروق الشمس ببضعة ساعات
انتهي الأمر بأننا انتصرنا على سيليستيا
لكن قبل أن احتفل بأي شيء أو قبل أن اضمد أي جرح ذهبت و ليليا إلى حيث تركت سورين
لقد تفاجئت و اتسعت عيناي حينها و أنا أحدق إلى مكانه
بينما بدأ ليليا يضحك
لقد كان ذاك الوغد نائماً تحت الشجرة
ما اغاظني هو قدرته على النوم في وسط أرض المعركة تلك لكنني تركته و بعد أن هدأت الأوضاع و قمنا بتضميد الجروح استفاق سورين أخيراً وقف و نظر نحوي و نحو ليليا
سورين:(...انتهى الأمر؟)
مالفرد:(و هل سأكون أمامك هكذا إن لم ينتهي؟~)
ابتسم بإشراق و ذهب نحوي وليليا و قام بعناق كلينا بقوة
سورين:(هذا أفضل شيء حقاً!~)
ليليا:(أجل أنا أوافق!~)
مالفرد:(حسناً حسناً الآن اهدأ قليلاً،الآن بعد أن انتهى كل شيء كيف ستجد ابنتك؟..)
سورين:(اه هذا لقد ارسلتهم بعيداً عن هنا....)
ليليا:(... أنت... أنت لا تعني...)
مالفرد:(رجاءً أخبرني أنك لم تقم بتركهم دون معرفة أين قد يذهبوا....)
سورين:(أ-أظن؟....)
مالفرد:(أنت حقاً مجنون اتعلم؟! تسك...سنبحث عنهما...)
سورين:(آ-آسف لكنني لم أفكر جيداً حقا....)
ليليا:(اذًا~الآن و أنت الفرد الوحيد الباقي من الأسرة الحاكمة لهذه المملكة،ماذا ستفعل؟)
سورين:(.... أنا... أنا لست في حالة جيدة حقاً الآن...)
ليليا:(..بسبب ابنتك؟..)
تنهد و نظر إلى الأسفل بعدها صرخ و هو يفرك رأسه بكلتا يديه
بدأ بعدها يضرب رأسه في الشجرة و هو يكرر
سورين:(غبي!غبي!غبي!غبي!)
مالفرد:(هاي! توقف!! كانت رأسك مصابة أيها الأبله الكبير!)
قمت بسحبه بعيداً عن الشجرة المسكينة
مالفرد:(إذًا على الأقل استمع إلى ما حدث)
سورين:(ل-لكن...اااااه!~بما كنت أفكر بحق؟! إرسال طفلتين بفردهما هكذا!)
تنهدت و أمسك رأسي بيدي
مالفرد:(الصراخ لن يفيد...الآن وسط الحرب كانت الخسائر في جانبكم مهولة....)
سورين:(توقعت هذا،اذًا كم بقي؟)
ليليا:(ليس الكثير....)
سورين:(أنا أرى....)
مالفرد:(إذًا لديك أي فكرة عما ستفعله؟)
سورين:(كلا...على الإطلاق،لا أظنني سأكون قادراً على التفكير في أي شيء حتى أعثر على ابنتي و ابنة أخيه....)
ليليا:(لحظة إذًا ماذا عن هذا؟:'لقد تمت إنهاء الحرب بفوز دورننتال و تمت إبادة مملكة سيليستيا عن بكرة ابيها'؟)
مالفرد:(ه-هذا...لكنهم لم يموتوا جميعاً...)
سورين:(فهمت قصدك ليليا،مالفرد...أشعر أنني أثقل عليك حقاً لكن)
مالفرد:(فقط قل ما تريد)
سورين:(هل يمكن أن نقوم بتوزيع ما بقي من إلف العنقاء في مكان هادئ و آمن بعيداً عن كل شيء؟...)
مالفرد:(لما هذا؟...)
سورين:(ما حدث ليس شيئاً طبيعياً...هناك شخص ما يقوم بتحريك الخيوط من بعيد...)
حدق بصمت مع تعبير جاد و مركز على وجهه
سورين:(لا أعرف لأي غرض لكن أبي لم يكن على طبيعته و هناك التفجير في أسترون دون سابق إنذار...و هناك أيضاً من حرض بعض إلف العنقاء على بعضهم البعض....لا أعرف لكن أشعر أن الهدف كان القضاء على إلف العنقاء و أسترون...)
مالفرد:(شعرت بهذا أيضاً...إذًا لحمايتهم سنقول أنهم ابيدوا و نقوم بإخفائهم في مكان ما آمن و بعيد عن كل هذا حتى نكتشف حقيقية ما يحدث حقاً،صحيح؟)
سورين:(أجل)
مالفرد:(و...ماذا عنك؟...)
سورين:(حسناً...أظن علي أن أذهب في طريقي-)
ليليا:(لما لا تأتي معنا؟~)
نظر كلانا بتساؤل نحو ليليا
مالفرد:(ماذا تقصد ب 'تأتي معنا' ؟)
ليليا:(أعني فقط غير شكلك و يتم تعينك في الحرس في دورننتال؟)
سورين:(ه-هذا....)
مالفرد:(لن ينفع،إذا كان يريد العثور على الطفلتين فعليه أن يكون حراً...لذا هناك فكرة أفضل غير شكلك فحسب و أنا سأخفيك)
نظر نحونا بعيون مرتعشة غير مصدقة و ممتنة في آن واحد
مالفرد:(هيا سنجد ابنتك و ابنة أخيك معاً،يا صديقي)
جفل جسده و زادت عينيه ارتجافاً
ثم قام بإحتضان كلينا مجدداً لكن هذه المرة كان جسده يرتجف بالكامل
سورين:(ش-شكراً شكراً لكما حقاً!...لا أعرف ما قد يحل بي دونكم!)
مالفرد:(لا-لا عليك حقاً...تباً توقف عن البكاء سورين!)
ليليا:(أوه اتركه يفرغ ما في قلبه،مالفرد~)
مالفرد:(-تنهد-حسناً...ابكي كما تريد إذًا)
و ظل الوضع هكذا لفترة قبل أن يكف عن البكاء
و هكذا قام بالفعل بتغيير لون شعره و عينيه و اخفاء قرونه الذهبيه
و قمنا بنقل ما تبقى من إلف العنقاء سراً إلى
....
حسناً لم نملك ايه فكرة حينها عن أين قد نخفيهم
لذا بعد البحث وجدنا كهفاً شاسع المساحة بشكل لا يصدق
حرفياً كان مناسب لبناء مدينة تحت الأرض فيه
و على هذا قمنا بمساعدته في البناء داخل هذه الكهف باستخدام السحر و بعد أن تأكد ثلاثتنا أنه متوافر الطعام و الشراب و الهواء لهم عدنا إلى القصر
فقط لأسمع بخبر أنني تم اختياري لكي أصبح الملك لدورننتال
حسناً لقد أصبحت إمبراطورية دورننتال
و ظل سورين معنا متخفياً لم يعرف بوجوده سوى عائلتي التي تتضمن أخي و أختي و أبنائهم
حينها لم يكن أرنولد قد ولد بعد
و بعد أن هدأت الأمور تماماً بعد تلك الحرب الضارية بدأنا نتفرغ للبحث عن ابنة سورين لكن...
كان هناك شيء غريب...مهما حاولنا كان هناك شيء يحول بيننا و بين ايه معلومات عن مكانها
بدأ القلق يتسلل إلى قلب سورين فإقترح أن يذهب هو ليبحث عنها بنفسه
وافق ليليا لكنني لم أوافق لا أعرف لما لكن وقتها شعرت بأن هناك شيئاً خاطئاً
خصوصاً و نحن لا نعرف أي شيء حتى الآن عن سبب تغير والد سورين أو أي مما حدث لكن في النهاية استسلمت لالحاح كليهما و غادر سورين قبل أن يخرج مالوس من البيضة.
غاب لمدة طويلة كان يراسلني فيها بإنتظام
عندما أتم مالوس عيده الأول أرسل إلي رسالة تهنئة بعيد ميلاده
كان كل شيء جيد حتى تلك الليلة المشؤومة
فجأة انقطعت الرسائل بيني و بينه و لم أتمكن من الوصول إليه مهما حاولت،هذا و أنا كنت متوتراً بالفعل بسبب أن ميليسا بدأت تشتكي من صداع غريب
مضت الأيام و لا أنا و لا ليليا تمكنا من الوصول إليه،حتى في ليلة من الليالي ظهر أمامي في مكتبي...
لكن..لم يكن هو نفسه
وقف و هو مغطى برداء أسود مبلل من الأمطار التي كانت في الخارج عندما رأيته هكذا ذهبت نحوه لكي يخلع تلك الملابس المبللة لكي لا يصاب ببرد لكن قبل أن أتمكن من قول أي شيء أنزل الغطاء من على وجهه فظهرت لي...عيناه الحمراء التي تشبه الزمرد تنظر نحو بغضب شديد
و ليس غضباً فحسب بل كان بها نية للقتل،ثبت في مكاني محاولاً التفكير في أي شيء لقوله أو لفعله
مالفرد:(سورين؟...أ-أنت بخير؟...)
ضحك ضحكة ساخرة ثم التوت شفتاه و نظر نحوي بغضب و استحقار
سورين:(أيها الوغد!)
جفل جسدي لقد صدمت حقاً
لما يصرخ هكذا فجأة؟
مالفرد:((هل هناك خطب ما؟...)
سورين:(خطب ما؟! هاه! يا لهذه الجرأة التي تمتلكها لتسأل مثل ذاك السؤال!)
مالفرد:(ما-ما خطبك حقاً؟...)
سوؤيت:(لقد كنت تعرف!!)
مالفرد:(أعرف؟...ماذا أعر-!!)
صمت و نظرت نحو سورين
فجأة فهمت ما يجري
في الواقع قبل أن يأتي هو إلي بحوالي أسبوع اكتشف ليليا بالفعل مكان ابنته لكن المشكلة هي....
على ما يبدوا لم تتمكن ابنة أخيه من حمايتها بشكل صحيح...
ظللنا نسأل الكثير من الناس في الكثير من الأماكن عن رؤيتهم لطفلتين و وصفنا كيف كانت اشكالهم
إلى أن وصلنا إلى مكان بعيد بحق عن هنا و بعد أن تقصى ليليا أخبرته امرأة عجوزة أنهما وصلا إلى باب بيتها
لكن،للأسف لقد أغمي على كلاهما هناك و لم ينفع اسعافهم
على ما يبدوا استمر كلاهما بالجري دون توقف من الخوف...
قاموا بإجهاد أنفسهم و...و توفي كلاهما...
عندما اكتشفنا هذا و ذهبنا إلى حيث قالت المرأة أنهم قاموا بدفنهم كانت رؤوسنا فارغة تماماً
لم نملك أدنى فكرة عن كيف نخبر سورين بمثل ذاك الخبر و و لم نكن نقدر على التواصل معه حتى و لم نعرف أين قد يتواجد حتى
و..و أنا نوعاً ما انشغلت لفترة بمرض ميليسا
لذا توقفت عن التفكير في طريقة لاخباره بالأمر حتى ظهر أمامي
مالفرد:(أ-أنا... اسمع-)
سورين:(لا أريد كلمة واحدة منك!! كيف؟! كيف تسول لك نفسك أن تتركني أبحث عنها و هي!....و هي...)
قبضت قبضته بقوة و صر على أسنانه شعرت أنه سينهار أمامي لذا اقتربت منه
أبعد يدي بعيداً عنه بقوة و نظر إلى بغضب شديد شعرت أنه سيقوم بخنقي لو اقتربت مجدداً
مالفرد:(سورين أنا.... أنا.. حقاً كنت سأخبرك لكن-)
سورين:(إلى متى كنت ستتركني أهيم على وجهي و أنت تعرف بالفعل ما حدث لهما؟! أنت!...ستندم على هذا...ستندم حقاً مالفرد)
مالفرد:(لحظة انتظر! لنتحدث في الأم-)
قبل أن أكمل كان قد اختفى من أمامي...
وقفت احدق في المكان الذي اختفى منه لم أتمكن من التفكير بأي شيء لذا جلست على مكتبي مجدداً لا أعرف ماذا أفعل
عندما دخل ليليا بعدها بفترة أخبرته بما حدث و هكذا مهما حاولنا الوصول إليه لم نتمكن كانت تلك الليلة هي آخر مرة رأيته فيها،بعدها اختفى تماماً دون أي أثر حتى الآن.
------------------------------
بعد أن انتهى والدنا من قص هذه القصة التي لم نكن توقع سماع أي شيء مثلها،حدق ثلاثتنا بصمت نحو والدنا لفترة
الوحيد الذي تحدث كان ليليا تنهد و جلس جانبنا
ليليا:(لم....لم أتوقع هذا....لكن،ما الذي جعلك تفكر فيه فجأة،مالفرد؟)
صمت والدنا و أرجع ظهره إلى وراء
مالفرد:(...لم أخبر أي شخص بهذا لكن...في الواقع قبل أن تظهر راشيل بيوم واحد أتى إلي مجددا...)
ليليا:(حقاً؟! لم تخبرني بهذا...ماذا قال؟)
مالفرد:(....كرر ما قاله آخر مرة 'ستندم حقاً مالفرد' بعدها غادر من جديد.... أيضاً ما قاله التوأم أنه شخص قد يؤذيني،لا أستطيع التفكير في شخص آخر قادر على فعل هذا...)
ميراي:(ل-لكن من قال هذا كان سيدويل...من أين قد يعرفه سيدويل؟...)
ليليا:(من أين قد يعرفه؟...لقد كان يحبه هو و كلاوس حباً جماً...)
أطلق ليليا ضحكة قصيرة
ليليا:(تذكر عندما كان يلعب مع كليهما؟ و أنت كنت ترفض لأنك محرج من اللعب مع أطفال صغار~)
ابتسم والدنا ابتسامة فيها حنين
مالفرد:(اه...أجل،أذكر هذا...)
مالوس:(ك-كلاوس و سيدويل يعرفونه؟....)
مالفرد:(في الواقع....هو من أنقذ كلاوس ذاك اليوم الذي تمت مطاردته من قبل المغتالين....)
ميكايلا:(حقاً؟! لكن ليليا قال إن عمي هو من وجده...)
ليليا:(أجل،هذا بعد أن أحضر سورين كلاوس بعد أن وجده فاقداً للوعي....لم يكن سيعثر عليه أحد لولاه...)
ميراي:"لهذا قال سيدويل أن كلاوس سيصعق عندما يعرف!"
ميكايلا:"هذا...لقد كان شخصاً خارج كل حساباتنا حقاً.... "
مالوس:(لكن...لكن لما قد يفعل شيئاً كهذا؟...أنتما فقط لم تعرفا كيف تخبرانه بخبر وفاة ابنته و كنتم تحاولون إيجاد طريقة للتخفيف عنه...لما...لما قد يظل متمسكاً بالانتقام طوال هذه المدة؟...)
مالفرد:(...ليس سهلاً أن تفقد شخصاً عزيزاً عليك مالوس...لقد فقد شقيقه و ابنته الوحيدة مع ابنة شقيقه في فترة قصيرة...)
ليليا:(حقاً...الانتقام قد يعمي القلوب....لكن هذا يعني أنه يخطط لإستعمال التوأم كسلاح لكي يبدأ حرباً علينا،اليس كذلك؟...)
صمت والدنا بدى متألماً حقاً
مالفرد:(هذا...هذا هو السبب المنطقي الوحيد...ختم مثل تلك القوى لن يكون لسبب سلمي...)
ميكايلا:(ل-لكن...هكذا هو متعاون مع ملك استرون؟...)
ميراي:(و فيريد أيضاً؟....لكن من قمنا برؤيته في المختبر كان يملك عيونا ذهبية...)
ليليا:(حسناً،شيء آخر لقد كان سورين متميزاً في سحر تغير الأشكال.... متميزاً بشكل مخيف)
مالوس:(بشكل مخيف؟...)
مالفرد:(كان يمكنه تحويل نفسه إلى شكل طفل أو رجل عجوز أو حتى حيوان ما...هه سأخبركم بشيء لكن لا تخبروا جدتكم عن هذا)
مالوس:(ما هو؟)
مالفرد:(كان أحياناً عندما أشعر بالضيق من جدولها الحازم ذاك يتنكر في شكلها و يقلدها...كنا نضحك كثيراً معه~)
ليليا:(أجل أجل!~لقد كان لديه حتى نفس الصوت!~)
ميراي:(...واو هذا مدهش حقاً...)
ميكايلا:(امم....لكن،كيف قد نعثر عليه هكذا؟...)
مالفرد:(...ليست لدي أي فكرة....)
مالوس:(ه-هذا....ماذا لو تتبعنا فيريد أو ملك أسترون؟....إنهم معه صح؟ إذًا و لو لمرة واحدة عليهم الذهاب إليه،أليس كذلك؟)
ليليا:(...أجل... أنت محق في الواقع مالوس،هذه فكرة جيدة~)
مالفرد:(حسناً،اظننا سنحتاج إلى مساعدة سيدويل و كلاوس هكذا~)
قالها و نظر نحوي و كلاوس و ابتسم
شعر كلانا بالحرج،لقد كان يمدحنا والدنا لأننا ضممنا كلاهما إلينا
ميراي:(لكن ألن يكون كلاوس أفضل؟)
مالوس:(لما هذا؟)
ميكايلا:(إنه بالفعل يتجسس على فيريد منذ فترة طويلة و اكتشف خط سيره و الأماكن التي يبيع إليها العبيد،أيضاً حدد مكان المختبر)
مالفرد:(و آخر مرة حدثني فيها قال أنه اكتشف شيئاً غريباً في أسترون أيضاً)
ليليا:(ما هو؟... نوعاً ما أشعر بالتشاؤم كل مرة نبدأ الحديث عن تلك المملكة...)
ميكايلا:(لست الوحيد....)
مالوس:(بدأت أكره فكرة الذهاب هناك....)
مالفرد:(حسناً،قال أنه يوجد مكان مريب تحت الأرض الخاصة بالقصر الملكي)
ميراي:(كيف وصل إلى مكان مثل هذا بحق؟!)
مالفرد:(لديه شخصية ملتوية و طرق ملتوية مثلها،واثق من أنه وجد طريقة ما للوصول لكن....ما أخبرني به...إنه مكان مشدد الحراسة و ليس من حراس أسترون فحسب بل عليه أختام و حواجز سحرية)
ليليا:(هممم~ربما هناك وثائق سرية خاصة بأسترون هناك فحسب؟~)
مالفرد:(إن كانت كذلك فلا أرى السبب الذي يجعل ملك أسترون يقوم بخطف الأطفال متنكراً و يدخلهم لهناك دون أن يخرجوا)
انتفضت أجسادنا و حدقنا نحو والدنا بعيون مصدومة
ميكايلا:(ما-ماذا قلت؟!)
ميراي:(هذا...مستحيل هل هناك أكثر من موقع يقوم بالتجارب؟!)
مالوس:(حسناً! هذه هي! لن نذهب إلى أسترون!)
ليليا:(لحظة لحظة من يختطف ماذا الآن؟!...و كيف حتى يقوم بخطفهم؟!)
تنهد والدنا بصيق
مالفرد:(أخبرني بأنه بدأ يتتبع ملك أسترون لأنه يشك به...و أثناء هذا لاحظ أنه يختفي من القصر في بعض الأوقات بعد الكثير من التحري استطاع تحديد متى يختفي،لقد كان يختفي في ذاك المكان السري تحت الأرض بعدها يتنكر و يغير شكله و يخرج من نفق تحت أرضي متصل بذاك المكان)
ليليا:(و؟من أين يختطف الأطفال؟...)
مالفرد:(هذا...ملاجئ الأيتام هناك...لديهم عادة في القيام بحفلة كبيرة كل فترة،لذا يذهب هناك كأنه عضو من فرق ألعاب الخفة التي يحضرها الملجأ للأطفال و...قال كلاوس أنه رآه يستدرج طفلاً بعيداً عن الأنظار...لذا تتبع أين يذهب معه و وجده يدخله إلى ذاك النفق تحت الأرضي الذي يصل ذاك المكان،بالطبع لم يتمكن كلاوس من البقاء ساكناً و يشاهد الطفل يذهب بلا عودة إلى ذاك المكان لذا أطلق هجوماً سحرياً من بعيد بينما قامت ليلا بأخذ الطفل و هرب كلاهما فوراً)
ليليا:(هذا خطير للغاية!)
مالوس:(بالضبط!ماذا لو تعرف ملك أسترون عليه من خلال سحره؟!)
ميراي:(ل-لكن لحظة... الأطفال يختفون هكذا و لم يفكر أحدهم في السؤال عنهم؟)
ميكايلا:(بعيداً عن تهور كلاوس،ميراي محقة... ألم يفكر أحدهم في البحث عن هؤلاء الأطفال؟...)
مالفرد:(كلا،من بظنك المسؤول عن شيء كهذا؟)
ميراي:(من...المسؤول؟...)
ليليا:(المسؤول عن البحث عن الأطفال و إعطاء الأوامر لكي يبدأ البحث عنهم هو نفسه المسؤول عن اختفائهم في المقام الأول لذا~لا أظنه سيبحث عنهم حقاً)
مالفرد:(هذا بالضبط ما يحدث،و بما أنهم أيتام فلن يلح الكثير من الأشخاص لكي يتم العثور عليهم....)
مالوس:(هذا...هذا فظيع!!)
ميكايلا:(لحظة واحدة! ألا يعني هذا أنه وافق على القيام بحفل لكي يعلن عن كارما و إخوته كأمراء لأنه... لأنه...)
ميراي:(يخطط لتكرار ما يفعله في تلك الحفلة...)
مالفرد:(هذا...هذا إحتمال وارد الحدوث،اذًا هدفه ليس أنتم بل الأطفال الذين سيحضرون هذه الحفلة...)
ليليا:(... إذًا ألن يتوجب علينا الذهاب هكذا؟...)
نظر شقيقنا نحو ليليا بتعبير مصدوم
مالوس:(لما هذا؟! قد يكون هذا هدفه حقاً لكن ماذا لو كان هدفه هو أخذ التوأم؟!)
مالفرد:(...في الواقع،أنا أرى أن اختطاف الأطفال أسهل بمراحل عليه من اختطاف أمراء إمبراطورية أخرى....)
مالوس:(ل-لكن!....)
مالفرد:(أعرف أنك خائف عليهم،و أنا أيضا كذلك لهذا السبب و كما قلت سأذهب معكم)
ميكايلا:(... حسناً إن كان أبي سيذهب معنا فلا أرى سبباً للقلق)
ميراي:(بالضبط!~لذا لا تقلق أخي مالوس~)
كان شقيقنا متردداً بحق حول هذا الأمر لكن بعض فترة هدأ تعبيره قليلاً
مالوس:(أنتما...أنتما على حق أظن...حسناً موافق،لنذهب هناك)
مالفرد:(حسناً،سنذهب هناك فقط لكي أحاول رؤية ما سيفعله ذاك الوغد هناك~)
ليليا:(إذًا سأذهب هناك بشكل غير رسمي للتمكن من مراقبته و التأكد أنه لن يأخذ طفلاً آخر!~)
ميراي:(اتفقنا إذًا!~بعد يومين سنقوم جميعاً بإكتشاف ما يجري في أسترون!~)
ليليا&مالفرد:(جميعاً؟)
نظر ثلاثتنا نحو والدنا و ليليا بتساؤل
مالوس:(أجل؟...هل هناك مشكلة؟..)
مالفرد:(بالطبع هناك،أنت و إخوتك ستبقون و لن تفعلوا شيئاً سوى اللعب مع اصدقائكم)
ليليا:(نحن من سيحقق في الأمر)
مالوس&ميراي:(لماذا؟!)
ميكايلا:(لكن ظننت بأننا سنحاول اكتشاف ما يجري هناك...)
مالفرد:(مستحيل،ماذا لو قام بكشفكم؟لن أسمح لهذا بالحدوث)
ميراي:(لكن...لا فائدة من محاولة اقناعك،صحيح أبي؟)
ابتسم والدنا نحوي مؤكداً لما قلته
مالوس:(... حسناً إذًا... موافق)
ميراي:(لكن أبي،أشعر بالفضول حول شيء ما)
مالفرد:(و ما قد يكون؟)
ميراي:(امم كم كان عمرك عندما بدأت تلك الحرب؟)
ميكايلا:(أي نوع من الاسئلة هو هذا؟)
مالوس:(صحيح كم كان عمرك وقتها؟~)
ميكايلا:(أنت أيضاً؟..)
ابتسم والدنا بلطف نحونا
مالفرد:(اممم~ كنت أبلغ من العمر عشرين عاماً وقتها)
ليليا:(اه صحيح،ألم يكن هناك لقب لك بسبب هذا؟ شيء مثل أصغر قائد للجيش؟~)
مالفرد:(ااه توقف)
بدى والدنا منزعجاً للغاية من سماع ذاك اللقب
مالفرد:(لقد فعلت كل ما في استطاعتي لكي اتخلص منه....)
مالوس:(لما هذا؟ يبدوا لقباً رائعاً!~)
ميراي:(أجل! أن تقود عدة جيوش في مثل ذاك الوضع الفوضوي و تنتصر و انت صغير في السن هكذا،إنه أمر مذهل!~)
ميكايلا:(أجل،حقاً مثير للاعجاب)
مالفرد:(أنت أيضاً؟ هيا الآن،ليس و كأنني فعلت كل هذا بمفردي.....لم أكن سوف أدر على التغلب على الوحوش في أسترون بمفردي حتى...)
ليليا:(لكن بعيداً عن هذا فإن مهارتك في القيادة كانت مذهلة حقاً~)
ميراي:(أجل أبي أنت خجول حقاً)
مالفرد:(لست كذلك...المهم هكذا اتفقنا على ما ستفعله في تلك الحفلة صحيح؟)
أومأ ثلاثتنا
و هكذا اتفقنا على ما سنفعله الآن و نحن بالفعل اكتشفنا الكثير من الأشياء المهمة اليوم
لهذا بدأ أبي و ليليا بالتخطيط إلى ذاك اليوم
و هكذا مضى اليومين حتى حان الوقت لتلك الحفلة
...تلك الحفلة المشؤومة.