ميراي :(ياااه،حان وقت الرجوع الى القصر)

ميكايلا :(أه...مرت ثلاث سنوات منذ مجيئنا إلى هنا بالفعل..)

نظرت إلى اخي بنظرة ساخرة وقلت

ميراي :(أذكر أن أحدهم كان يقول انني لن استطيع النجاة هنا ولو لليلة واحدة ~)

ميكايلا :(أوه،إخرسي!)

ميراي :(هيهي،أمزح معك فحسب)

ذهبت و عانقت اخي بعدها قلت

ميراي :(لكنني سعيدة للغاية أننا تمكنا من البقاء على قيد الحياة....معا)

ميكايلا :(أجل...انا ايضا،الان إبتعدي عني)

قام بدفعي قليلا بعدها

ميراي :(تش،لما انت هكذا؟)

ميكايلا :(لم أسمح لك بمعانقتي)

ميراي :(هااه؟ وهل احتاج الى إذن لعناق اخي العزيز ~؟)

عندها فتح باب الغرفة و دخل الرجل ذو المعطف الابيض كالعادة ليعيدنا إلى القصر.

ونحن في طريقنا الى الدائرة السحرية

ميكايلا :"نيه ميري...تسائلت عن هذا كثيرا،لكن لما قد يتكبدون عناء إعادتنا إلى القصر حتى؟"

ميراي :"إيه؟.... لحظة انت محق لما يقومون بإعادتنا؟....لم افكر بهذا من قبل"

ميكايلا :"جديا؟! انت لم تتسائلي عن هذا من قبل؟"

ميراي :"لا،لكن ميكا.... ألا تلاحظ أنهم على عجلة من أمرهم اليوم؟"

ميكايلا :"أ-أنت محقة "

كانت أفكار جميع من حولنا تدل على أنهم تأخروا عن شيء ما،لكن ما أثار إنتباهنا كانت افكار أحد الرجال ذوي المعاطف البيضاء فسمعناه يقول:"اللعنة! إستغرقت عملية الختم اطول مما توقعنا!"

جفل كلانا لكن حاولنا ألا نغير تعابير وجوهنا لكي لا نلفت الأنظار، لكننا نظرنا إلى بعضنا البعض بعيون مرتعشة و متسائلة

ميراي :"خ-ختم؟!عن أي شيء يتحدثون؟!"

ميكايلا :"هل يتحدثون عنا حتى...؟ أنا لا أذكر أنه حدث شيء مميز في الفترة الأخيرة...إذا ماذا يقصدون بعملية الختم؟"

ميراي :"لحظة،ازدادت قوتنا الجسدية في الفترة الأخيرة...أليس كذلك؟"

ميكايلا :"أ-أجل....وألم نكن نشعر و كأن هناك قوة سحرية بداخلنا منذ فترة...."

بعد لحظة من الصمت بيننا توصل كلانا إلى نفس النتيجة

ميراي :"إنهم ..قد يكونون قاموا بختم شيء بداخلنا..."

ميكايلا :"فكرت بنفس الشيء.لكن السؤال هو كيف لا نتذكر اي شيء عن ذلك؟"

ميراي :"هذا...لا أعرف حقا"

وصلنا الى الدائرة السحرية.وعلى ما يبدو وصلنا الى القصر في أسواء وقت ممكن،فقد كانت راشيل تفرغ غضبها على خادمة مسكينة و هي تصرخ في وجهها قائلة:(أين هم بحق الجحيم؟! مر يوم ونصف بالفعل!!)

ميراي :"ي-يوم ونصف؟!"

ميكايلا :"لا أهتم،هيا أسرعي لنصعد الى غرفتنا قبل أن تلاحظنا راشيل"

و قبل أن نستطيع الحراك حتى قال الرجل ذو المعطف الابيض الذي احضرنا إلى هنا بصوت عال:( ها هما هنا!)

إختفى بعدها عن طريق الدائرة السحرية

ميكايلا :"تبا لك!!"

نظرت إلينا راشيل بعدها بنظرة غاضبة كالعادة و إتجهت نحونا حيث كنا قد وصلنا الى أعلى الدرج الذي يؤدي إلى قاعة القصر،صعدت الدرج بسرعة كبيرة ثم أخذت إحدى المزهريات من الدرج و رفعتها لكي تقذفنا بها كما أعتادت،لذا قفزت أمام أخي بسرعة لكي أمنع المزهرية من السقوط عليه.....لكن المزهرية لم تسقط علينا بل أخذت راشيل و سقط من فوق الدرج تحطمت المزهرية ودخلت قطع الزجاج المحطم إلى جسد راشيل أثناء تدحرجها على السلم حتى اصطدم رأسها في إحدى الأعمدة آخر الدرج تاركا ورائها شلال من الدماء يبدأ من السلم و يتجمع في آخره،كنت انا من رأى ذاك المنظر البشع لأنني قمت بتغطية عيني أخي...كان منظرا بشعا،بشعا للغاية بدأت الخادمات بالصراخ هذا كان رد فعل طبيعي منهم...لكن لم أعرف وقتها لما عندما نظرت إلى جثة راشيل و شلال الدماء ذاك شعرت شعرت بشيء من الراحة....أجل شعرت بالراحة و شعرت بتعطش للدماء لم أشعر به من قبل،لم أفهم لما قد أشعر بالراحة لرؤيتها غارقة في دمائها هكذا...

على كل حال بعد أن قاموا بحمل جثة راشيل ليدفنوها،صعدت أنا و أخي إلى غرفتنا بصمت.

ميكايلا :(لقد...ماتت)

ميراي :(أجل،لم أتخيل انها قد تموت بسهولة هكذا مع ذلك)

ميكايلا :(ليس بسهولة لكن لأنها كانت غبية،من بحق الجحيم يجري على الدرج بسرعة وهو يحمل مزهرية تساوي نصف حجمه؟)

ميراي :(أنت محق إختل توازنها،و بما انها كانت ترتدي حذاء بكعب عال لم تتمكن من إستعادة توازنها في الوقت المناسب)

ميكايلا :(بالحديث عن الغباء)

إقترب مني ميكايلا و ضربني على رأسي

ميراي :(أوتش!! لما هذا؟!)

ميكايلا :(أتساءل لماذا؟هل ربما لأنك كنت تنوين تلقي تلك المزهرية بدلا عني؟ أو لأنك لم تغمضي عينك ووقفتي كالبلهاء تحدقين في ذاك المنظر البشع؟)

ميراي :(حسنا....آسفة لكن لن أسمح لك برؤية منظر بشع كهذا أبدا)

ميكايلا :(لما؟هل انت وليه أمري؟....ميراي،نحن توأم هذا يعني أننا في نفس العمر، لذا رجاءا لا تلعبي دور البطل الفدائي هذا مجدداً)

ميراي :(حسنا،حسنا.... سأحاول.الآن ماذا سنفعل؟)

ميكايلا :(هل هذا سؤال حتى؟ سنهرب بالطبع،هيا بنا)

ميراي :(نفس ما فكرت به تماما~)

لذا خرجنا من خلال إحدى الأماكن السرية التي وجدناها في غرفتنا و التي كانت خلف لوحة كبيرة،خرجنا منها إلى الحديقة،أثناء الجري لاحظنا عددا كبيرا من الحراس يرتدون دروعا سوداء ويحمل أحدهم علما كان عليه شعار يشبه رأس تنين.

ميراي :"نيه ميكا،أليس هؤلاء..."

ميكايلا :"أجل،بلا شك إنهم حرس إمبراطورية دورننتال،لكن هذا لا يهم إستمري بالجري فحسب"

كنا نعرف كيف يبدو حراس الإمبراطورية من خلال إحدى الكتب،أيضا تعرفنا على مواصفات العائلة الإمبراطورية و التي هي شعر أسود كالليل و قرون أكثر سوادا من الفحم و عيون خضراء كالزمرد

ميراي :"لكن ماذا يفعلون هنا...؟"

ميكايلا :"ميراي،رجاءا تخلي عن فضولك ولو لمرة"

سمعنا أحد الحراس يصرخ في وجه أحد الخدم وهو يقول:(أين هما بحق الجحيم؟!)

رد عليه الخادم بصوت مرتعش:(ن-نحن نقسم لك لقد كانا في الغرفة منذ لحظات!)

ميراي :"لما يبحث عنا الجميع اليوم؟"

أستمر الحارس بغضب:(إلى أي مدى يمكن أن تكونوا عديمي النفع؟ طفلان في الخامسة ولا تستطيعون الحفاظ عليهم؟)

أوقفتني تلك الجملة الأخيرة لذا توقفت عن الجري و قبضت قبضتي بقوة

ميراي :"...'الحفاظ عليهم'..؟ هل حقا كانوا يظنون أننا يتم الاعتناء بنا طوال تلك المدة...؟ لم يكلفوا أنفسهم ببعث أحدهم ليرى إن كنا على قيد الحياة حتى..."

ميكايلا :"ميراي،ليس وقته فقط هيا بنا أسرعي فحسب"

ميراي :".....أنت محق...لا يهم على أي حال...عندما نهرب سنبحث عن عمل يناسب حجمنا"

ميكايلا :"أجل،سنتمكن من النجاة لفترة جيدة بعد أن أخذنا أموال راشيل و بعض مجوهراتها،لذا توقفي عن التحديق وهيا لنذهب!"

توقفت عن التفكير وبدأت بالجري مجددا...لكن لم أتمكن من التوقف عن الشعور بالغضب،بدأت نبضات قلبي تصبح مضتربة و فجأة أصبح بصري مشوشا،لذا حاولت التحدث لكن صوتي كان متقطعا وضعيفا

ميراي :(م-ميكا.....هل....يمكن أن...ن-نتوقف-)

لم أنهي ما أردت قوله،أصبح ما أراه هو الظلام آخر شيء أتذكره هو النظرة القلقة على وجه أخي....وظل رجل لم أتمكن من تحديد شيء سوى أنه لديه قرون سوداء،أغمضت عيني لم أشعر بشيء سوى قبضة أخي الممسكة بي بقوة شديدة.

________________________

بعد أن استيقظت وجدت نفسي في غرفة غريبة كانت كبيرة و ذات مظهر فخم،كانت الألوان كئيبة بعض الشئ حيث كانت الجدران بالاسود والأرضية رمادية وبيضاء اللون،اما السرير كان فوقه ستار بنفسجي فاتح و الغطاء الذي كان علينا كان لون مماثل للستار.

نظرت فوجدت أخي بجانبي يرمقني بنظرة إحتقار

ميراي :(م-ميكا...أين نحن؟)

ميكايلا :(.....تبا لك...)

ميراي :(هاااه؟ لقد إستفقت لتوي من غيبوبة وهذا اول شيء تقوله لي؟)

ميكايلا :(أجل،لأنك تستحيقنها)

ميراي :(ماذا فعلت الآن؟!)

ميكايلا :(لأنه أغمي على حضرتك لم يكن أمامي خيار سوى الإنصياع و القدوم إلى القصر الامبراطوري رفقة الامبراطور!)

ميراي :(تتحدث و كأنه أغمي علي برغبة مني!....لحظة هل قلت لتوك القصر الامبراطوري؟)

ميكايلا :(أجل،نحن بداخله الآن)

ميراي :(إ-إيييه؟!)

2023/06/21 · 63 مشاهدة · 1083 كلمة
Malak
نادي الروايات - 2025