رواية ازهار الزعفران الذابلة

ميراي :(لما بحق قد يأخذنا إلى القصر فجأة هكذا،بعد إهمالنا طوال تلك المدة؟!)

ميكايلا :(من يعرف.ربما كان فاقدا للذاكرة و إستعادها للتو،تذكر أبنائه الذي تخلى عنهم،او ربما أراد أن يلعب دور الأب الصالح فجأة)

ميراي :(أنا أتحدث بجدية!)

ميكايلا :(حسنا،انا لا أعرف و لا أهتم)

ميراي :(كيف تقول هذا؟ ألا تريد معرفة لما قام بإحضارنا إلى هنا؟)

ميكايلا :(كلا،فمنذ أن جئنا لم يحاول أحد ايذائنا بل هم حتى وضعونا في غرفة نظيفة و أحضروا طبيبا لكي يفحصك،قال أنك فقدت الوعي بسبب الإجهاد على الأرجح.لم يظهر أي منهم نية سيئة...حسنا بعض الخدم و الطبيب الذي أتى كان معترضا على أن يقوم بخدمة أطفال غير شرعيين مثلنا،لكن لم يفعلوا شيئا سيئا وهذا يكفيني)

ميراي :(....حسنا،انت تقول إن هناك من كان معترضا على وجودنا....ألا يزيد هذا من غموض السبب الذي أحضرنا به إلى هنا؟)

ميكايلا :(كما قلت،لا اهتم للسبب مادام لا ينوي أحد أذيتنا أو إستغلالنا)

ميراي :(إ-إذا...ماذا عن الامبراطور؟ بما كان يفكر؟)

ميكايلا :(لا شيء....كان هادئا للغاية)

قاطع حديثنا صوت طرق على باب الغرفة تمسكت بأخي لأني شعرت ببعض الخوف.

ميكايلا :(م-من هناك؟)

سمعنا صوتا من وراء الباب يبدو كصوت إمرأة،كان صوتها رقيقا و ذا نبرة محترمة فأجابت علينا:(هل إستيقظ سموكم؟)

نظر كلانا الى الآخر

ميراي :"س-سموكم؟"

ميكايلا :"أظن أنها إحدى الخدم،حسنا دعينا نتعامل كأمراء معها هذا قد يضمن بقائنا في القصر لفترة أطول"

ميراي :"تسك...حسنا إذا"

لذا قال أخي بنبرة محترمة محاكية لنبرة الخادمة.

ميكايلا :(نعم،لقد استيقظنا للتو.تفضلي بالدخول)

لذا فتح باب غرفتنا بهدوء و عندها تمكنا من رؤية الخادمة التي كانت تتحدث معنا،كان شعرها أخضر غامق بقرنين صغيرين،كان ورائها خمسة خدم آخرين،إنحنت أمامنا و تبعها الخدم خلفها إرتبكنا قليلا لأنها أول مرة يفعل شخص ما هذا لنا.

بدأت الخادمة ذات الشعر الاخضر الغامق تتحدث مجددا:(صباح الخير سموكم،سنساعدكم على تبديل ملابسكم و أخذ حمام قبل الإفطار)

ميراي :"هل علينا الإستماع لما تقول؟"

ميكايلا :"بالطبع،لا نريد أن يقول أحدهم للامبراطور أننا نسبب المشاكل"

ميراي :(حسنا إذا.....شكرا لك)

لسبب ما جفل جسد الخادمة ذات الشعر الاخضر قليلا و نظرت بتعجب لنا للحظة هي و باقي الخدم.

ميراي :"ه-هل أخطأت؟ الم يكن علي شكرها؟"

ميكايلا :"لا أعلم....لكن فقط لنكمل التصرف بإحترام و تنفيذ ما يقولون"

ميراي :"حسنا..."

بعد أن أخذنا حماما و بدلنا ملابسنا قالت الخادمة ذات الشعر الاخضر أن نتبعها لترشدنا إلى غرفة الطعام.

ميراي :"لحظة....نحن لن نتناول الافطار في نفس الغرفة مع الامبراطور صح؟"

ميكايلا :"أتمنى ألا نفعل هذا،لا أطيق النظر إلى وجهه مجددا"

ميراي :(م-معذرة..يا...آنسة...؟)

نظرت إلي الخادمة ذات الشعر الاخضر و ابتسمت قليلا إتجاهي وقالت بنبرتها المحترمة :(نعم،سمو الاميرة؟ هل هناك خطب ما؟)

ميراي :(كنت أريد أن أعرف...هل سنتناول الافطار مع جلالة الامبراطور؟)

ردت علي وقالت:(كلا،تناول جلالته الافطار بالفعل.سموكم إستيقظتم متأخرين قليلا اليوم)

ميراي :(أه،هكذا إذا.شكرا)

ميراي :"تسك تسك،كيف يرضى تناول الإفطار بمفرده هكذا و أحد أطفاله كان مغمى عليه؟"

ميكايلا :"ألم أخبرك؟يبدو أنه لا يهتم لما قد نفعل"

ميراي :"أعرف،لكن إذا كان يريد لعب دور الأب الصالح فليلعبه بشكل صحيح على الأقل"

ميكايلا :"على اي حال،لما هذا الممر طويل للغاية بحق؟ قدماي تؤلمانني"

ميراي :"ليس طويلا بل نحن صغار لذا خطواتنا صغيرة لذا نشعر أنه طويل...لكن هذه الملابس ناعمة للغاية و جميلة~"

ميكايلا :"أجل،إنها ناعمة و مريحة....ولا أشعر بالبرد فيها"

ميراي :"نوعا ما....أشعر بشعور جيد بما أننا لن نضتر إلى تسلق الأشجار لتناول الطعام بعد الآن"

ميكايلا :"لا ترتاحي هكذا،ما زلنا لم نتأكد من نوايا الامبراطور"

بعد فترة من المشي وصلنا إلى باب طويل ذا مظهر فخم،عندما فتح الباب ذهلنا من شكل الغرفة فقد كانت شاسعة بالنسبة إلينا،كما كانت تعطي جوا فخما و أنيقا للغاية،كانت هناك طاولة كبيرة و طويلة في منتصف الغرفة،كانت الكراسي عالية للغاية بالنسبة إلينا.

ميكايلا :"توقفنا عن تسلق الأشجار لتناول الطعام،أصبحنا بدلا من ذلك نتسلق الكراسي..."

ميراي :"هل ستكون مشكلة إذا طلبنا مساعدة من الخدم؟"

ميكايلا :"لا أعرف....لكن أفكارهم جميعا تتفق على أنه من الغريب أن نكون بهذا الطول في سننا هذا...هل هناك خطب في طولنا؟"

ميراي :"أليس من الطبيعي أن يكون الاطفال قصارا..؟"

بعدها ذهب بعض الخدم و عادوا مع كراسي تناسب حجمنا،لذا شكرناهم و جلسنا عليها.

عندما قاموا بوضع الطعام أمامنا ذهل كلانا منه فلم نرى في حياتنا طاولة بها كل تلك الأصناف،كانت تبدوا جميعها شهية للغاية أيضا

جلسنا نحدق في الطاولة قليلا

ميراي :"......ميكا"

ميكايلا :"آه....نحن لا نعرف شيئا عن آداب المائدة"

ميراي :"م-ماذا سنفعل الآن؟ أراهن أنه إذا إرتكبنا خطأ ما سيقررون أننا لا نناسب القصر و سيتم طردنا!"

ميكايلا :"آآآه، حسنا سأبد أنا بالأكل و أنتي راقبي تعابير الخدم و أفكارهم إذا شعرت بأي شيء أخبريني لاغير طريقتي على الفور"

ميراي :"هذا متعب للغاية"

و على ما يبدوا أن الخادمة ذات الشعر الاخضر لاحظت توترنا ذاك لذا قالت لنا:(إن كان سموكم يشعر بعدم الراحة فسنغادر فورا)

ميراي :"منقذتي~!"

ميكايلا :"امسحي هذا التعبير عن وجهك،تبدين كالكلب الباكي"

ميراي :(إحم،إحم..آه أجل من فضلك هل يمكنك المغادرة؟)

ضحكت ضحكة خفيفة قبل أن تنحني مجددا وقالت:(إذن عن إذنكم،إذا إحتجتم أي شيء لا تترددوا في قرع ذاك الجرس على الطاولة،سنأتي فورا)

ميكايلا :(حسنا،شكرا لك)

و هكذا لم يبقى سواي أنا و أخي في الغرفة

ميراي :(نيه ميكا...هل تظن أنها حقا طيبة؟)

ميكايلا :(لا أعرف،لكنني لن أخفض حذري إتجاه أي شخص في هذا القصر)

ميراي :(أجل،أنت محق)

________________________

ميراي :(آآآآه،كان هذا لذيذا حقا~،لم يسبق لنا أن نحصل على وجبة لذيذة كهذة من قبل.صحيح ميكا؟)

ميكايلا :(اجل،حسنا لم يكن هناك شيء مسموم...)

ميراي :(لم تفكيرك كئيب هكذا دائما؟)

ميكايلا :(لم تفكيرك إيجابي هكذا دائما؟)

ميراي :(أنت-)

ميكايلا :(ايا يكن،لم يحمل أي من الخدم اللذين أتوا معنا نوايا او افكار سيئة إتجاهنا)

ميراي&ميكايلا :(وهذا أمر غريب)

ميراي :(أخبرتني أنهم كانوا معترضين علينا كوننا أبناء غير شرعيين....لكن الخدم الذين رايناهم للتو لم يفكروا هكذا)

ميكايلا :(حسنا هم لم يفكروا بشيء إيجابي بشأننا أيضا...)

ميراي :(حسنا نحن لم نمضي يوما كاملا هنا بعد، لذا علينا أن نصبر و نعطي الأمر وقتا لكي نستطيع تحديد بمن نثق هنا)

ميكايلا :(أنا أتفق معك)

ميراي :(بالمناسبة....أنا الأميرة الاولى وانت الأمير الثاني...إذا الأمير الاول هو..)

ميكايلا :(ولي عهد إمبراطورية دورننتال مالوس دي دورننتال،لما تسألين فجأة؟)

ميراي :(إنه شقيقنا الأكبر صح؟....اريد رؤيته نوعا ما)

ميكايلا :(أشك أنه سيرحب بنا،فبعد كل شيء نحن أبناء زوجة والده)

ميراي :(هذا يحضر سؤالا آخر في ذهني....من بكامل قواه العقلية يوافق على الزواج من مرأة كراشيل؟)

ميكايلا :(من يدري؟ ربما الامبراطور ليس بكامل قواه العقلية)

ميراي :(أوي! لا تقلها بصوت عال! قد يسمعك أحدهم)

الخادمة ذات الشعر الاخضر :(هل إنتهى سموكم من تناول الافطار؟)

ميراي :(أ-أجل!)

ميراي :"هي لم تسمع شيئا صح؟"

ميكايلا :"أفكارها تدل على أنها لم تسمع شيئا"

الخادمة ذات الشعر الاخضر :(إذا إسمحوا لنا بالدخول)

ميراي :(امم،تفضلي بالدخول؟)

ميراي :"لما انتظرت حتى نسمح لها بالدخول؟"

ميكايلا :"ربما هذه إحدى قوانين القصر هنا؟"

بعد الانتهاء من الافطار سألتنا الخادمة أن كان هناك ما نريد فعله كنت على وشك إخبارها أنني أريد جولة بالقصر لكن منعني أخي،لذا عدنا الى غرفتنا.

ميراي :(ميكا،لما منعتني من طلب جولة في القصر؟)

ميكايلا :(هل أنت غبية؟ نحن لا نعرف ما نوايا الامبراطور و انت تريدين التجول في قصره كما تريدين؟)

ميراي :(لكن ربما بإمكاننا إكتشاف شيء ما إذا تجولنا في القصر)

ميكايلا :(و ماذا اذا كان يختبرنا ليرى إن كنا نستحق البقاء في القصر؟ إن إلتزمنا بما يقال لنا سنأمن بقائنا هنا،قد لا اهتم بسبب إحضاره لنا لكن لن أفعل شيئا قد يضعنا تحت أي خطر)

ميراي :(إذا سنبقى في غرفتنا فقط؟)

ميكايلا :(أجل،علينا حصر تحركاتنا بين غرفتنا وقاعة الطعام،علينا جعله ينسى وجودنا في هذا القصر من الأساس)

ميراي :(إذا مع أننا في قصر شاسع الان إلا أن الحقيقة اننا ما نزال داخل قفص...)

ميكايلا :(أجل...وقد نكون تحت المراقبة أيضا...لكن على الأقل نحن معا)

ميراي :(هذا أفضل شيء~)

أرتميت في حضن أخي بعدها،حل الليل و تناوب كلا منا على حراسة الآخر لأننا خفنا من أن يفعلوا شيئا لنا أثناء نومنا،مرت اول ليلة بهدوء أكثر مما توقعنا.

______________________

في الصباح التالي أتى الخدم مجددا في الصباح الباكر

الخادمة ذات الشعر الاخضر :(صباح الخير سموكم،اليوم سنجهزكم بسرعة بما أن جلالته طلب رؤيتكم حالا)

اتسعت أعيننا على مصاريعها

ميراي :"لما قد يريد رؤيتنا؟ لم نفعل شيئا صح؟"

ميكايلا :"كلا،لقد بقينا البارحة في غرفتنا....على اي حال فقط إستمعي لما يقولون"

وهكذا قاموا بتبديل ملابسنا وتسريح شعرنا كانت الملابس أفخم من البارحة حتى، وهكذا مشينا وراء الخدم في الممر.

ميراي :"لاحظت أن اللون الاساسي في القصر هو الاسود،لما بظنك؟"

ميكايلا :"ربما لأن مواصفات العائلة الإمبراطورية هو شعر بسواد الليل وقرون أكثر سوادا من الفحم ؟"

ميراي :"نحن حرفيا النقيض لتلك المواصفات،فبدلا من شعر اسود كالليل شعرنا ابيض ذهبي وليدنا عيون حمراء كالزمرد وليست خضراء....هل تظن أن هذا يعني أن الامبراطور و ولي العهد نسخة من بعضهم البعض؟"

ميكايلا :"أظن ذالك..."

إندمجنا في حديثنا ذاك لدرجة لم نلحظ توقف الخدم و إنحنائهم لذا اصتدمت بالخادمة أمامي و وقعت على الارض.

ميراي :(أوتش!)

ميكايلا :(هل انت بخير؟!)

:"إذا هذان هما إخوتي.....لطيفان للغاية~"

إرتسم تعبير أبله على وجوهنا بعد قراءة أفكار ذاك الشخص فصوت أفكاره هو صوت طفل في الثالثة تلقى لتوه بعض الحلوى،نظرنا اتجاه هذا الشخص فوجدنا أنه طفل في العاشرة أو الحادية عشر من عمره،يرتدي قميصا رماديا أنيقا وبنطالا أسود ،بشرته بيضاء كالثلج ،وشعره أسود مثل سواد الليل،كانت نهايات خصل شعره بلون فيروزي جميل،لديه قرون سوداء و عيون خضراء كالزمرد.لذا تبعا لمظهرة و أفكاره إستنتجنا أن هذا هو ولي عهد إمبراطورية دورننتال مالوس دي دورننتال،شقيقنا الأكبر.