مرت لحظة صامتة في الممر انا وأخي كنا نحدق في الأمير الاول،وهو بدوره كان ينظر إلينا بنظرة إن كنت سأصفها فهي نظرة طفل صغير لهدية جديدة تلقاها للتو فهو كان يفحصنا بتعبير متحمس على وجهه،بقي الموقف صامتا هكذا حتى سمعنا صوت أفكاره مجددا

مالوس :"ما خطبهم؟...هل لا يستطيعان التحدث؟..أو ربما يشعران بالخجل مني؟"

ميكايلا :"سيكون من الأفضل لو ظن اننا لا نستطيع التحدث،لا اريد التعامل معه بصراحة"

ميراي :"ظننت أن الأمير الاول سيكون باردا ومخيفا لكنه يبدو كطفل صغير بالنسبة الي....ما رأيك أن نلتزم الصمت لنرى ما سيفعل؟"

ميكايلا :"لا اهتم حقا"

وهكذا بقي كلانا صامتا

مالوس :"إذا...أظن أنني سأبدأ بالحديث"

مالوس :(إحم،ربما لا تعرفان من اكون لذا اسمحا لي بتقديم نفسي،انا مالوس دي دورننتال الأمير الاول لامبراطورية دروننتال و ايضا...شقيقكم الاكبر،سررت بمقابلتكم إخوتي الأعزاء)

إنحنى بعدها نحونا قليلا بأناقة وبإبتسامة لطيفة على وجهه،شعرنا بقليل من الراحة لأنه على ما يبدو فهو لا ينوي أذيتنا..حتى الآن،لكن شعور الراحة ذاك انتهى بعد سماع أفكار الخدم

:"سمو ولي العهد ينحني بنفسه لهؤلاء الأبناء غير الشرعيين!","رغم أن سمو الأمير الاول محترم إتجاه هؤلاء الجرذان القذرة إلا أنهم يتجاهلونه","يالوقاحتهما حقا! يتجرئان على تجاهل سموه؟!"

ميراي :"حسنا،هذا يلغي الشكوك التي كانت لدينا حول الخدم"

ميكايلا :"اه،فهكذا أفكارهم مثل أفكار الخدم الذين قابلتهم..."

لذا و ضعت ميراي إبتسامة متكلفة على وجهها وانحنت أمام الأمير الاول

ميراي :(سررت بمقابلة سمو الأمير الاول،انا ميراي)

ميكايلا :(و انا ميكايلا،سررت بمقابلة سموك)

نظر إلينا الأمير الاول بسعادة غامرة

مالوس :"إذا هما يستطيعان التحدث! هذا جيد،اذا هل أسألهم مباشرة؟"

ميراي :"يسأل عن ماذا؟"

مالوس :(حسنا،اممم...هل تناولتم الإفطار؟)

ميكايلا :"جديا؟ هذا ما يريد السؤال عنه؟"

ميراي :"لنجب على سؤاله فحسب"

ميراي :(كلا،يا سمو الأمير.لقد جئنا إلى هنا أول شيء في الصباح لأن جلالة الامبراطور طلب رؤيتنا)

تغيرت تعابير وجه الأمير الاول ١٨٠ درجة فأصبح ينظر إلى الخدم نظرة غضب شديد شعرنا منها بنية للقتل،ارتعش كلانا من الخوف لأن ذاك الضغط و الغضب يذكرنا بذاك الرئيس في المختبر.

بدأت هالة بلون بنفسجي غامق من الطاقة بالارتفاع من جسده،عندها وقف أخي أمامي بسرعة و قال بصوت مرتعش

ميكايلا :(ن-نحن آسفان!لم نقصد اغضابك بأي شكل من الأشكال! إ-إذا رجاءا لا تؤذينا!)

بعد أن قال اخي هذا هدأ الجو من حولنا بسرعة ونظر الينا الأمير الاول بنظرة مرتبكة وخائفة

مالوس :(أ-أنا أعتذر! لم أقصد إخافتكم إطلاقا!...هل أنتما بخير؟)

إنحنى بعدها على ركبة واحدة و حاول أن يربت على رأس ميكايلا،لكن ميكايلا إبتعد عنه بسرعة و سحبني وراءه،تفاجئ الأمير الاول من ردة الفعل تلك

ميراي :(ن-نحن بخير....لا تقلق علينا)

مالوس :(أ-أه...هذا جيد إذا)

بعدها ابتسم بلطف نحونا مجددا و قام بإنشاء شيء كحاجز سحري يحيط بنا،لم نتمكن من سماع أي شيء بعد أن أحاط بنا ذاك الحاجز لكن بدى و كأن الأمير الاول يوبخ الخدم

____________

مالوس :(كيف لكم الا تعطوهم شيئا لياكلوه؟! ما يزالون أطفالا و أطفال الإلف بالذات يتأثر نموهم بشدة بالغذاء!)

ردت عليه الخادمة ذات الشعر الاخضر:(نعتذر سموك لكن جلالته طلب رؤيتهم على الفور،إتبعنا الأوامر فحسب)

مالوس :(إذا ابي هو من أمر بإحضارهم في الصباح الباكر هكذا؟)

ردت عليه الخادمة:(أجل،سموك)

طرقع بأصابعة مرة واحدة فأختفى الحاجز من حولنا فأصبحنا قادرين على سماع ما يجري من حولنا مجددا،شعرنا بالفضول لمعرفة ما الذي قاله الأمير الاول للخدم لكن اخترنا البقاء صامتين.

مالوس :"حسنا،هذه ستكون فرصة جيدة نوعا ما"

ميراي :"فرصة جيدة؟ ماذا يقصد؟"

ميكايلا :"لا أعرف....لنرى ما سيقول"

إنحنى على ركبته مجددا أمامنا و قال لنا بنبرة رقيقة

مالوس :(إخوتي الأعزاء،لم أتمكن من الترحيب بكم فور وصولكم البارحة لانشغالي ببعض الاشياء...لذا ما رأيكم تعويضا لهذا بأن نحظى بإفطار عائلي اليوم؟ انا و انتم و ابي؟)

فور سماعنا لتلك الكلمات قال كلانا بلا تفكير

:(لا،شكرا لك)

مالوس :(......)

ميراي :(.....)

ميكايلا :(....)

ميراي& ميكايلا :"ما الذي قلناه بحق الجحيم؟!"

إستمر الأمير الاول بالنظر نحونا بصمت

ميراي :"آآآه تبا! هل سيخبر الامبراطور بهذا لاحقا؟ لقد قمنا برفض طلب ولي العهد للتو"

ميكايلا :"أتمنى ألا يفعل....لما يبدو حزينا هكذا؟!"

كانت النظرة على وجه الأمير الاول تدل على الحزن و خيبة الأمل بشدة،حتى ظننا أنه على وشك البكاء،أستمر الصمت حتى قام بكسره الأمير الاول الذي وقف منتصبا مجددا و بدأ يتحدث بصوت مرتعش

مالوس :(ح-حسنا إذا....فهمت إذا لن أعطلكم عن رؤية أبي أكثر من هذا...و-وداعا)

ميراي :"حسنا....هل نقول وداعا نحن أيضا و نكمل السير؟"

ميكايلا :"لا استطيع التفكير بشيء آخر لقوله.."

ميكايلا :(حسنا،وداعا إذن سمو الأمير)

و إنحنى بعدها أمام الأمير الاول و تبعته انا أيضا،تعابير الأمير الاول لم تتغير بل ازدادت سوءاً فبدى أنه حزين لسبب ما وسمعنا أفكاره مجددا

مالوس :"سمو الامير،هاه....عرفت هذا....إنهما خائفان مني...اللعنة! علي حقا التحكم في قوتي بسرعة..."

ميراي :"الم يعجبه اننا ناديناه بسمو الامير؟ بماذا كان يفترض بنا مناداته إذا؟"

ميكايلا :"ربما كان علي أن أضيف ولي عهد إمبراطورية دورننتال العظيمة أو شيء كهذا؟"

ميراي :"حقا؟! العائلة الإمبراطورية فخورة بشكل زائد عن اللزوم"

ميكايلا :"اللعنة،ان كان والده مثله فأنا لا اعرف كيف سنتعامل معه.."

و بالطبع كانت أفكار الخدم تهيننا فقمنا بتجاهلها كالعادة وتابعنا السير إلى حيث يوجد الامبراطور.

طرقت الخادمة ذات الشعر الاخضر الباب و إنتظرن حتى أذن لها الامبراطور بالدخول،لم نظن أن هذا القصر قد يزداد فخامة لكن مكتب الامبراطور تفوق على هذا الظن بسهولة،كانت الغرفة واسعة للغايه و مكتب الامبراطور كان جميلا و فخما بكرسي أنيق يبعث على القوة....و رأيت وجهه لاول مرة،لاحظت أنه يشبه الأمير الاول عدا لون البشرة و لون الشعر.

اول ما فعلناه عند دخولنا هو الانحناء وتحيته،فقال كلانا في نفس الوقت:(تشرفنا بمقابلة جلالة الامبراطور،إمبراطور امبراطوريه دورننتال العظيمة)

ولم نرفع رؤوسنا انتظرنا حتى يسمح لنا الامبراطور بالوقوف منتصبين مجددا،لم يدم الأمر سوى بضع لحظات قبل أن نسمع صوته وهو يقول:(...آه،تعاليا إلى هنا)

وبعدها سمعنا أفكاره وهو يقول:"جلالة الامبراطور هاه....حسنا هذا متوقع"

ميراي :"جديا،ما خطب هذه العائلة؟!"

كلما اقتربنا من المكتب كلما قل وضوح رؤيتنا للإمبراطور فقد كان المكتب عاليا بالنسبة لنا،يبدو أن الامبراطور لاحظ ذلك فقام من مكتبه ووقف أمامنا مباشرة،لن أكذب لكن عندما وقف أمامنا شعرنا ببعض الخوف ففارق الطول بيننا كان شاسعا و أيضا تعابير وجهه لم تساعد في تخفيف هذا الخوف فقد كان لديه تعبير قاس و بارد على وجهه،لذا تراجعنا إلى الخلف قليلا و نظرنا إليه بعيون مرتعشة أثناء التمسك ببعضنا البعض على أهبة الاستعداد للجري بأقصى سرعة إذا قام بأي حركة غريبة

مالفرد :"إنهما يرتعشان....حقا أجسادهم ضعيفة قد يتحطمان إذا حاولت حملهم..."

كلماته تلك جعلتنا نشعر ببرودة في ظهرنا وزادت من تمسكنا ببعضنا البعض

ميراي :"نيه،ميكا....هل كان ينوي ايذائنا؟"

ميكايلا :"هذا ما يبدو عليه الأمر....إذا حقا كان يختبرنا...إستطاع أن يرى أن أجسادنا ضعيفة من نظرة واحدة"

مشى الامبراطور من جانبنا و ذهب إتجاه الباب قبل أن يفتحه نظر إلينا وقال:( اتبعاني)

ابتلعنا ريقنا و تمسكنا ببعضنا البعض و سرنا إليه بخطوات حذرة

ميراي :"إلى اين سيأخذنا يا ترى.."

ميكايلا :"المهم ألا نسمح له بتفريقنا عن بعضنا البعض "

ميراي :"انت محق.....تبا لما خطواته سريعة للغاية؟!"

ميكايلا :"الا تذكرين؟ خطواتنا صغيرة،لذا من الطبيعي أن نكون ابطء منه،قدمي بدأت تؤلمني"

ميراي :"أجل! هذه الأحذية ليست مريحة للمشي على الاطلاق!"

نظر إلينا الامبراطور نظرة خاطفة ثم توقف عن المشي،توقفنا نحن أيضا

ميراي :"...هل...هل توقف من أجلنا؟"

ميكايلا :"لا اعرف..."

مالفرد :(هل تشعران بألم في أقدامكم؟)

ميراي :"لما قد يسأل عن هذا فجأة؟"

ميكايلا :"ربما....ربما يريد معرفة مدى قوة تحملنا عن طريق المسافة التي استطعنا أن نسيرها،في هذه الحالة لن ندعه يحدد مدى قوة تحملنا،اخبريه اننا بخير"

ميراي :(كلا،جلالتك لا نشعر بأي ألم أو تعب)

مالفرد :(....متأكدة؟)

ميكايلا :(لا تقلق جلالتك،ان شعرنا بأي شيء سنخبر جلالتك فورا)

مالفرد :(حسنا إذا....لنكمل)

مالفرد :"التعب واضح عليهما...و خطواتهم تتباطئ،هذه الأحذية ليست مريحة للمشي لفترة طويلة و مع ذلك ينكران كل هذا و يدعيان القوة..."

ميراي :"إذا هو بالفعل يعرف أننا نتألم وان هذه الأحذية ليست مريحة للمشي،لما سألنا إذا؟!"

ميكايلا :"ألم أخبرك؟ أنه فقط يحاول تحديد مدى قوة تحملنا....هو بالفعل يعرف أننا ضعفاء،لذا علينا الحذر منه فهو يراقب كل ما نفعله و يقوم بتحليله"

ميراي :"حقا لا يمكننا البقاء في هذا القصر....علينا أن نحذر حتى نستطيع الهرب من هنا"

ميكايلا :"أجل،هذا بالضبط ما سنفعل"

استمررنا بالمشي حتى وصلنا الى باب طويل للغاية كان شكله جميلا حقا،فتح الامبراطور الباب و دخلنا وراءه،كانت تشبه غرفة نوم لكنها كانت أكبر بكثير من خاصتنا،كان سريرها كبيرا وكان يوجد طاولة صغيرة وكرسي بجانب أحد النوافذ و في جانب الغرفة طاولة أخرى كبيرة موضوعة بين اريكتين،ذهب الامبراطور وجلس على إحدى هاتين الاريكتين وبعدها قال لنا

مالفرد :(تعاليا،اجلسا هنا)

و قام بالتربيت على الأريكة بيده أثناء النظر إلينا بإبتسامة صغيرة على وجهه

ميراي :"....ميكا،انت الرجل اذهب و اجلس بجانبه"

ميكايلا :"ألم تسمعي بمقولة السيدات اولا؟ ستكون قلة ذوق مني أن ذهبت انا اولا"

ميراي :"لا تقلق، انا راضية بذهابك قبلي"

نظرنا إلى بعضنا البعض و قاطع تفكيرنا تنهد الامبراطور

مالفرد :(يمكنكم الجلوس على الأريكة الاخرى إذا اردتما)

ميراي :"....لما غير رأيه فجأة؟"

ميكايلا ؛"ربما راجع تفكيره ووجد أنه لا يريد لجرذان قذرة مثلنا أن تجلس بجانبه"

ميراي :"انت متشائم حقا..."

ذهب كلانا نحو الأريكة المقابلة للإمبراطور،كانت عالية علينا بعض الشيء،بعد أن جلسنا استمر الامبراطور بالتحديق بنا بصمت حتى بدأنا نتعرق من شدة التوتر فهو يحدق بنا دون قول اي شيء،و نحن نحاول أن نثبت مكاننا دون فعل أي شيء لأننا خفنا أن نفعل شيئا خاطئا أمامه،بعد فترة سمعنا أفكاره

مالفرد :"مهما نظرت إليهما فهم حقا نسخة منها....لا يمت مظهرهم إلى العائلة الإمبراطورية بأي صلة"

ميراي :"اوه....أهكذا هو الأمر...احضرنا إلى هنا في الصباح الباكر ليرى أن كنا نستحق البقاء في القصر"

ميكايلا :"تسك،أيضا ما الغريب في أن نشبه والدتنا؟! يتحدث كأننا نستطيع التحكم في مظهرنا!"

ميراي :"أجل،لا يستطيع أحد التحكم في كيف يكون مظهرة أو.... من يكون والديه"

ميكايلا :"لو كان بإمكاني الاختيار فسأختار أن يكون والداي يحبونني و يعتنيان بي حتى لو كانا متسولين....."

مالفرد :".....لكن على عكسها إنهما هادئين بشكل غريب،فرغم مرور كل ذلك الوقت لم ينطق أحدهما بحرف إنهما يجلسان فحسب تارة ينظران الي وتارة أخرى لبعضهما"

ميراي :"هل..هل هو يحب الاطفال الهادئين؟"

ميكايلا :"أظن...الأمير الاول اعطاني إنطباع هادئ.."

ميراي :"إذا لو استمررنا بالبقاء صامتين هكذا سيدعنا و شأننا؟"

ميكايلا :"أتمنى ذلك....."

مالفرد :(أنتما)

فاجأنا صوته ذاك بعد كل ذالك الصمت

مالفرد :(أنتما في...الخامسة من العمر،صحيح؟)

ميراي :"صحيح؟ هو ليس حتى متأكدا من عمر أبنائه؟!"

ميكايلا :"هذا طبيعي لم يسأل عنا منذ ولادتنا....لكن علينا أن نجيبه بأدب واحترام"

لذا اخفض ميكايلا رأسه قليلا وقال:(أجل،جلالتك نحن في الخامسة من عمرنا)

مالفرد :(إذا....هل...هل تناولتم الفطور؟)

ميراي :".....هل هذه طريقة هذه العائلة في السؤال عن أحوال الآخرين؟ يسألون إن تناولوا الافطار...؟"

ميكايلا :"إنهم غريبو الأطوار حقا...أيضا لما يبدو مرتبكا في حديثه هكذا؟"

كان الامبراطور يتردد في كلامه وعينه تنظر إلينا مرة ثم إلى الأرض مرة أخرى،حسنا لم نهتم حقا بما كان يشعر به،لذا أجاب اخي عليه

ميكايلا :(كلا،جلالتك لقد قدمنا إلى هنا أول شيء في الصباح)

مالفرد :"هل تخلوا عن تناول الإفطار لرؤيتي؟!"

ميراي :"و هل كان أمامنا خيار آخر؟!"

ميكايلا :"بدأ يثير اعصابي حقا..."

مالفرد :(إذا هل نتناوله معا؟)

ميراي :"قطعا لا اريد"

ميكايلا :"انا ايضا،لكن دعينا نبقيها لأنفسنا لا نريد تكرير ما حدث مع الامير الاول"

ميراي :"هاااااه.....حسنا إذا"

لذا أغمضتت ميراي عينها وقالت بنبرة رقيقة ومحترمة

ميراي :(إذا كان هذا ما يريده جلالتك فسنفعله على الفور)

مالفرد :"لما يتصرفان ويتحدثان كالآلة؟ راشيل كيف ربيتهم بحق؟!"

ميراي :"الإجابة بسيطة،هي لم تفعل اصلا"

ميكايلا :"إرضاء هذه العائلة صعب للغاية..."

أغمض الامبراطور عينه للحظة ثم فتحها مجددا وقد عاد التعبير البارد على وجهه،قام من مكانه و إتجه نحونا،عندنا إقترب من بذاك التعبير البارد تمسك كلا منا بالآخر وبدأت أعيننا ترتعش قليلا متسائلين عما قد يفعله بنا،

قام بمد يده نحونا و في اللحظة التي فعل بها ذالك تذكرت بشكل لا ارادي ماكانت تفعله راشيل بنا من تعنيف و التعذيب الذي حصل معنا في ذاك المختبر،فأغمضت عيني بسرعة وتمسكت بأخي ويبدو أن نفس الشيء حدث معه فهو أيضا تمسك بي بقوة،وبما أن اخي أضعف مني عندما يتعلق الأمر بالقوة العقلية فقد كان عندما يتوتر أو يشعر بضغط شديد يفقد وعيه وترتفع حرارته وكثيرا ما كان يصاب بالكوابيس و نوبات الهلع،لذا بدأ بالصراخ وهو يقول

ميكايلا :(

ن-نحن آسفان للغاية!! لم نقصد أن نتحدث هكذا مع جلالتك! رجاءا لا تؤذنا! رجاءا لن نفعلها مجددا انا اقسم!)

كانت أعيننا مغمضة لذا لم نرى نظرة التفاجئ و الارتباك التي اعتلت وجه الامبراطور،ما شعرنا به هو هالة ساحقة من الطاقة و سمعنا أفكاره

مالفرد :"تلك ال##كيف تجرؤ؟!"

ميراي :"ه-هل يقصدني أنا؟...انا آسفة دوما ما يحدث شيء سيء لنا بسببي،ان لم اتوتر واخبرتك بما سمعت حينها لما كنا في ذاك المختبر،لو لم أفقد أعصابي وحاولت الهرب من المختبر لما تم تعذيبنا..أنا آسفة ميكا حقا حقا آسفة"

تجمعت الدموع في عيني و حاولت أن افتحها لأرى مصدر تلك الطاقة الهائلة...رأيت وجه الامبراطور كان يستشيط غضبا،حوله هالة ضخمة من السحر خضراء بنفس لون عينيه،تحطم جزء من الأرض تحت قدمه من تأثير قوته،عندما رأيت هذا شعرت أن قلبي سيخرج من مكانه،لذا بدأت أقول بصوت عال

ميراي :(أنا آسفة! لذا رجاءا لا تؤذي اخي! رجاءا اترك اخي وشأنه وسأرضى بأي شيء تقوله!)

ميراي :"اللعنة! لا يوجد فرصة حتى لأخذ أخي و الخروج من هنا! تبا توقف فحسب ألهذا الحد تكرهنا؟! إذا لما لم تقتلنا منذ ولادتنا فحسب؟! تركتنا في الجحيم منذ ولادتنا،وأخذتنا فجأة بعدها،هل تستمتع بتعذيبنا؟!"

عندما سمع الامبراطور ما قلته هدأت الغرفة فجأة ونظر الينا بتعبير مرتبك على وجهه،فكان كلانا يبكي و يرتعش من الخوف

لذا قال بصوت متردد و متفاجئ

مالفرد :(آه!...أ-أنا...هل أنتما بخير؟!...ل-لم أغضب بسببكما...أنا آسف لم أقصد أن أفقد أعصابي هكذا....الأمر فقط...)

مالفرد :"تبا...ردة فعلهم تلك...راشيل تلك ال##كانت تعذبهم أليس كذلك...لو لم تكن ميتة لكنت تأكدت من تعذيبها بنفسي حتى تتمنى الموت!"

شعرنا بالإرتباك مما سمعناه لكن عقلنا كان مشوش لذا لم نركز كثيرا بما قال. عاود الامبراطور الحديث بنبرة بها بعض الحزن

مالفرد :(أنا آسف،لم أكن لأقوم بأذيتكم ابدا...أردت فقط حملكما إلى قاعة الطعام لانكم تعبتم من المشي...)

ميراي :(إيه؟)

ميكايلا :(إيه؟)

مالفرد :(إ-إيه...؟)

و هكذا نظر ثلاثتنا إلى بعضنا البعض بتعبير فارغ على وجوهنا

جمعت شتات نفسي و سألت الامبراطور

ميراي :(أ-ألم تكن....ستعاقبنا لأننا تحدثنا بطريقة لم تعجبك....؟)

نظر إلي الامبراطور كأني قلت شيئا مجنونا

مالفرد :(أعاقبك لانك تكلمتي بطريقة لم تعجبني؟! هل تريانني كطاغية من نوع ما؟)

جفل كلانا وقلنا في نفس الوقت:(لا،لا ابدا! جلالتك إمبراطور امبراطوريه دورننتال العظيمة لا يمكن أن تكون طاغية أبدا!)

نظر إلينا الامبراطور نظرة توحي بخيبة الأمل،مما جعلنا نشعر بالتوتر مجددا

مالفرد :(جلالتك،جلالتك.الا تعرفان شيئا سوى تلك الكلمة؟)

جفل كلانا ونظرنا لبعضنا بحيرة

ميكايلا :"هل هناك شئ آخر لنناديه به؟"

ميراي ؛"لا اعرف....هل نسأله..؟"

ميكايلا :"ل-لا أعرف...جربي انت.."

ميراي :(إ-إذا...بما قد يحب الامبراطور أن نناديه؟)

مالفرد :(بابا)

ميراي :(قطعاً لا!)

ميكايلا :(قطعاً لا!)

مالفرد :(.....)

ميراي :"....جديا,احيانا علينا التفكير قبل التحدث"

ميكايلا :"أجل....هل سيغضب مجدداً..؟"

مالفرد :(حسنا.....هيا بنا إذا لنذهب لتناول الإفطار..)

بعدها ذهب الامبراطور ناحية باب غرفته بدى لنا كأنه حزين بعض الشيء،قام بفتح باب غرفته ونادى على حارسين و أخبرهم أن يقوموا بحملنا حتى قاعة الطعام.

قام الحارسان بحملنا كما قال الامبراطور حتى قاعة الطعام و سار هو أمامنا بعد وصولنا إلى هناك كانت لا تزال الكراسي الخاصة بنا كما هي،لذا ذهبنا وجلسنا عليها جلس الامبراطور

و بعد قليل من الوقت بدأ يتحدث مجددا

مالفرد :(إذا...اممم..)

ميكايلا :"ما خطبه بحق الجحيم ؟"

مالفرد :"كيف يجب أن أقدمه لهم...هل أسألهم بشكل مباشر فحسب؟"

تحير كلانا مما سمعناه وانتظرنا أن يفتح الامبراطور فمه مجددا

مالفرد :(هل قابلتما شقيقكم الاكبر؟)

ميراي :"لما قد يتردد ليسأل سؤال كهذا؟!"

ميكايلا :"كلما مر الوقت علينا هنا،كلما أكتشفت مدى غرابة هذه العائلة...."

ميراي :(اجل قابلناه هذا الصباح في طريقنا الى...جلالتك)

ميكايلا :"اوي! قال إنه لا يريدنا أن نناديه لجلالتك!"

ميراي :"و بماذا كان علي أن اناديه اذا؟! مستحيل أن انادي ذاك الوغد ب'بابا' !"

مالفرد :(اوه...حقا،هذا جيد إذا.هل تحدثتم معا؟)

ميكايلا :"همم؟ هل يريد أن يعرف إن قمنا بتحية الأمير الاول بإحترام كما فعلنا معه؟"

ميراي :"أظن ذلك،هذا يعني أننا لن نخبره عما فعلناه"

ميكايلا :"لكن الن يقوم الأمير بإخبار الامبراطور اننا رفضنا طلبه بوقاحة..؟"

ميراي :"لا أظن هذا،لا يبدو كمفتعل مشاكل بالنسبة إلي..."

ميراي :(لم نتحدث كثيرا،قمنا بتحيته ثم تابعنا السير إلى حيث يوجد مكتب جلالتك)

مالفرد :(فهمت....)

مالفرد :"إذا لم يحظوا بمحادثة حقيقية.....أظن علي توفير بعض الوقت لهم لكي يتعرفوا على بعضهم بشكل أفضل...و ايضا اريد أن أعرفهم بقية العائلة،فهما يبدوان انطوائين للغاية"

أوقفنا تفكيره ذاك حتى كدنا نبصق الطعام و نظرنا إلى بعضنا بتوتر

ميراي :"اوه،لا لا مستحيل! لا اريد رؤية وجه الأمير الاول مجددا! خصوصا بعد ما فعلناه،سيكون الوضع محرجا للغاية!"

ميكايلا :"انا يعجبني كوني انطوائيا،شكرا لك! يكفينا ثنائي الاب وابنه صعب الارضاء هذا لا اريد المزيد!"

___________________

بعد أن انتهينا من تناول الإفطار سألنا الامبراطور بإبتسامة لطيفة على وجهه

مالفرد :(حسنا،ماذا تريدان أن تفعلا الان؟)

ميراي :"إذا~....ماذا نفعل؟"

ميكايلا :"أردت جمع معلومات عن العائلة الإمبراطورية...لا يعجبني الا نعرف عنهم شيئا،يشعرني وكأننا تحت رحمتهم.."

ميراي :"إذا ألن تكون المكتبة مكانا مناسبا لهذا؟"

ميكايلا :"اجل،اظن المكتبة ستكون جيدة،سنبحث عن كتب التاريخ هناك،ربما نجد شيئا نستطيع إستخدامه ضدهم"

ميراي :"ايضا اريد التعرف على كلا من الامبراطور والأمير الاول،لتحديد كيف سنتعامل مع كل منهما"

مالفرد :(....إذا كنتما لا تعرفان ما تريدان فعله..)

ميراي :(لا،لقد قررنا نريد الذهاب الى المكتبة،رجاءا)

جفل الامبراطور قليلا و نظر إلينا بتعجب بعض الشيء

مالفرد :(مكتبة؟ هذا ما تريدان فعله حقا؟)

ميكايلا :"ماذا الآن؟ هل طلب الذهاب الى المكتبة شيء غريب هنا؟"

ميكايلا :(م-معذرة...لكن هل هناك مشكلة في ذهابنا إلى هناك؟ لو كان هناك مشكلة فنحن-)

مالفرد :(لا،لا توجد اي مشكلة الأمر فقط...حسنا اتبعاني ساخذكم إلى المكتبة)

تحير كلانا من ردة فعله ذاك لكن قررنا تجاهلها و إتباع الامبراطور فحسب

مالفرد :"مكتبه؟....إنهما بالخامسة صح..عندما كان مالوس في الخامسة،حسنا ليس الأمر أنه لم يهتم بالدراسة فحسب بل كان يجعل القصر يقف على قدم وساق بشكل شبه يومي لانه كان يختفي فجأة من دون إعلام اي شخص...وهما يريدان الذهاب للمكتبة.."

ميراي :"ماذا؟! ذاك الفتى الهادئ كئيب المظهر كان مشاغبا؟!"

ميكايلا :"هذا...غير متوقع بعض الشيء،اذا تفاجأ من هدوئنا و طلبنا الذهاب الى المكتبة لأن إبنه لم يكن هكذا وهو بنفس عمرنا؟"

بعد أن قام الحارسان بحملنا مجددا د،وصلنا إلى المكتبة كان الباب طويل بلون بنفسجي غامق مزخرف بلون فضي جميل،فتح الامبراطور الباب وذهلنا مما كان في الداخل،رفوف لا بل كانت جبال من الكتب المكتبة التي كانت في القصر السابق لا تقارن بهذه حتى سألنا الامبراطور عن أي نوع من الكتب نريد فأخبرناه اننا نريد كتبا تتحدث عن التاريخ فسار و أرشدنا إلى مجموعة من الرفوف

مالفرد :(هذه كتب تحتوي ليس على تاريخ الإمبراطورية فحسب،بل يمكن إعتبارها شاملة لتاريخ القارة رأكملها)

كنا ننظر إلى الكتب بإعجاب بيننا نستمع إلى حديث الامبراطور

ميراي :(شكرا جزيلا جلالتك على تلبيه طلبنا!)

مالفرد :(لا داعي للشكر،لا تترددوا في طلب اي شيء مني)

ابتسم نحونا بعدها سار إتجاه باب المكتبة قبل أن يخرج التفت إلينا وقال:(ستتناولان الغداء معنا أليس كذلك ؟)

ميكايلا :"هل هذا تهديد؟"

ميراي :"لا أظنه يهددنا،بل يخيرنا بين أن نأكل معهم أو بمفردنا"

ميكايلا :"إذا ماذا علينا أن نقول؟ إذا قلنا اننا نريد أن نأكل معهم سيكون علينا مقابلة الأمير الاول مجددا..انا لا اريد هذا"

ميراي :"حسنا.....ما رأيك أن يقول كل منا إجابة غير الآخر لنرى ما سيقول الامبراطور؟"

مالفرد :"لما يستغرقان وقتا للإجابة على اي شيء اقول..؟"

ميكايلا :"حسنا اي شيء قبل أن يشك بنا أكثر!"

ميراي :(اريد تناول الغداء مع جلالته!)

ميكايلا :(اريد تناول الغداء مع اختي!)

مالفرد :(.....حسنا،اظن أنني سأترك لكم بعض الوقت لتقررو)

بعدها و دعناه و هكذا بقينا انا وأخي في المكتبة،جلسنا نبحث عن كتب لتاريخ الامبراطورية حتى بعد فترة من البحث و جدنا مجموعة من الكتب.

2023/06/22 · 42 مشاهدة · 3030 كلمة
Malak
نادي الروايات - 2025