أثناء عودة الأمير الاول إلى غرفته بعد لقائه بنا ظهر شخص من خلف ظهره فجأة،كان يبدو أنه بالثامنة عشر من العمر بشعر طويل باللونين الفضي والوردي الغامق بعض الشيء،كانت عيناه بلون أحمر كالدماء،بدأ يطفو حول الأمير الاول و عندما فتح فمه ليتحدث ظهرت انياب من داخل فمه و قال:(يبدو أن أول لقاء بينكم لم يكن أفضل شيء أليس كذلك،مالوس-كن~؟)

نظر إليه الأمير الاول بإنزعاج

مالوس :(ليليا،إن أتيت لتزعجني فحسب إذا رجاءا و بكل أدب فالتغرب عن وجهي)

ليليا :(يالك من فتى قاس~ألا يمكنني المزاح معك قليلا؟)

مالوس :(أنت تختار اسوأ الأوقات للمزاح دائما...أيضا توقف عن الطفو حولي كالباعوضة والا أخرجت مبيد الحشرات)

وضع عندها الأمير الاول يده على مقبض الخنجر الصغير الذي كان معلقا على خصره و سحبه قليلا من مكانه

ليليا :(ليس ذنبي ان حياتك بائسة حيث لا يوجد وقت مناسب للمزاح فيها،وأيضا ادخل ذاك الخنجر مكانه لا داعي للعنف~،فإن استمررت بفقدان اعصابك هكذا سيكرهونك)

توقف الأمير الاول عن السير فجأة و اخفض رأسه قليلا للأسفل و قال بنبرة مرتعشة

مالوس :(ه-هل تظن...أنهم يكرهونني...؟)

ليليا :(حسنا،لأكون صادقا فمن غير المنطقي أن يرتموا في حضنك فور رؤيتك خصوصا و نحن لا نعرف ما حدث لهم في داخل ذاك القصر الكئيب)

مالوس :(لحظة،ماذا تعني ب'لا نعرف ما حدث لهم'؟!،لقد كنت-)

رفع ليليا يده لإيقاف الأمير الاول عن الحديث

ليليا :(لقد كنت تذهب إلى القصر متخفيا بشكل شبه يومي،أجل انا أعرف ذلك جيدا فأنا حارسك الروحي بعد كل شيء~)

نظر إليه الأمير الاول بنظرة مرتبكة بعض الشيء

مالوس :(إ-إذا...ماذا تقصد؟)

ليليا :(هااااه...هل علي تذكيرك بسبب ذهابك إلى ذاك القصر مجددا؟)

زاد تعبير الارتباك على وجه الأمير الاول

مالوس :(ماذا تعني بالسبب؟ الم اذهب لهناك للتأكد أنهم بخير...؟)

ليليا :(لا،أخطأت....كنت تذهب للتأكد أنهم على قيد الحياة فقط،و ليس إن كانوا بخير،ان يكون المرء على قيد الحياة وأن يكون على قيد الحياة وبخير هما شيئان مختلفان تماما،مالوس)

اتسعت عيني الأمير الاول و بدأ بالإرتعاش

ليليا :(أيضا،بالنظر إلى أجسادهم الضعيفة و بشرتهم الشاحبة و حقيقة أن قواهم السحرية شبه معدومة فلا أظن أنهم كانوا بخير هناك..)

أخفض الأمير الاول رأسه مجددا و شد قبضته و ضربها على الحائط بجانبه مما ترك علامة على الحائط،و بدأ بالكلام بصوت يملؤه الغضب

مالوس :(تبا،تبا حقا...لو لم يكن الأمر لتلك المرأة ال## لكانوا يعيشون منذ ولادتهم في هذا القصر....)

ليليا :(هااه...حسنا الآن إهدأ قليلا،لم يكن أمام أي منا خيار في الواقع...لقد حدث كل شيء فجأة...)

مالوس :(...هل...هل تعتقد أنهم سيستمرون في كرهي..؟ الا يوجد وسيلة ل..لا لا اريد إغلاق الفجوة بيننا حتى يكفيني أن أستطيع النظر إليهم و رؤية وجوه مبتسمة بدلا من عيون خائفة و مرتعشة....)

بدأ كتفي الأمير الاول بالاهتزاز قليلا، وضع يده على وجهه و صمت للحظة

ليليا :(أ-اوي! مالوس....انت بخير..؟)

بدأ الأمير الاول يتحدث بصوت متقطع

مالوس :(أنت لم ترى النظرة على وجوههم...كانت..كما..كما أنهم رأوا وحشا...عيونهم المهتزة و أجسادهم الصغيرة المرتعشة....و نظرة الخوف الشديد على وجوههم...انا..انا لا اريد أذية أحد...لا أريد أن يخاف مني أحد...ليس مجددا..)

توقف ليليا عن الطفو ووقف بجانب الأمير الاول قام بإحتضانه و التربيت على ظهرة بلطف

ليليا :(حسنا الآن....قد يكونون خائفين منك بعض الشيء وهذا طبيعي...فهذه أول مرة يقابلوك فيها....و حسنا...لقد فقدت أعصابك أمامهم...لكن هاي! من يعرف في المستقبل قد يكونون هم من يحاولون التقرب منك و فتح قلبهم لك! انا واثق أنهم أطفال طيبين،لا تقلق مالوس)

استمر الأمير الاول بالحديث بصوت متقطع

مالوس :(أ-أنا فقط...لا أريد خسارة أحد آخر...لا اريد خسارة فرد من عائلتي...لا اريد البقاء وحيدا مجددا...هل هذه أنانية مني...؟)

ابتسم ليليا نحوه بلطف و رفع رأس الأمير الاول قليلا حتى أصبح في مواجهة وجهه و قال بنبرة رقيقة

ليليا :(بالطبع ليست أنانية منك،من قد يريد البقاء وحيدا؟...حسنا بعض الناس يفضلون ذلك لكنك لست منهم~)

قالها بنبرة ممازحة أثناء الإبتسام بلطف نحو الأمير الاول

مالوس :(انا تمنى حقا...أن أتمكن من التحدث معهم مجددا....بشكل طبيعي..)

ربت ليليا على رأس الأمير الاول و ابتسم اتجاهه

ليليا :(لا تقلق،انا واثق من حدوث هذا..قريبا، الآن هيا فالتعد إلى غرفتك لدينا تدريب بعد قليل)

وضع الأمير الاول إبتسامة صغيرة على وجهه

مالوس :(أ-أجل...هيا بنا)

ليليا :"أنت حقا فتى طيب مالوس....تشبهها كثيرا..."

__________________________

بعد البحث في المكتبة و جدنا بعض الكتب تتحدث عن العائلة الإمبراطورية

ميراي :(ميكا،ميكا، انظر! هذه صورة للعائلة الإمبراطورية)

ميكايلا :(أه،أجل...هذا الامبراطور الحالي و ذاك الطفل الصغير هو الأمير الاول و هذه...هل هذه هي الامبراطورة...؟)

كان في الصورة يقف الامبراطور بجانب مرأة تجلس على كرسي فخم أثناء حمل الأمير الاول كانت ذات بشرة بيضاء كالثلج و لديها شعر طويل للغاية بلون أسود بنهايات فيروزية جميلة للغاية بعيون بلون لبني هادئ و كانت تملك قرون بلون بنفسجي غامق.

ميراي :(تلك؟!...إنها..إنها جميلة للغاية...مع انها مجرد صورة إلا أنني أشعر بالرقة و الجمال من النظر إليها فقط)

ميكايلا :( أجل....وهذا يبقي السؤال عن سبب زواج الامبراطور من راشيل..)

ميراي :(هذا حقا يزداد غموضا شيئا فشيئا..الامبراطورة السابقة تبدو كالملاك..لحظة ماذا حدث لها؟)

ليليا :(توفيت عندما كان مالوس في الثانية)

ميراي :(حق-)

انتفض كلانا من مكانه و إتخذنا وضعية دفاعية و نحن ننظر إلى الشخص الذي ظهر فجأة من العدم بيننا بعيون مترقبة

ليليا :(يالها من نظرة شرسة تلك التي على وجوهكم~)

بدأ ذاك الشخص بالإبتسام نحونا،لم يكن مظهرة كبيرا في السن بدى في الثامنة عشر لكن ما أثار حذرنا منه حقا هو أنه لا يشبه اي شخص قابلناه في القصر كانت لديه عيون حمراء كالدماء و شعر باللونين الفضي و الوردي

ميراي :"ميكا...هل تعتقد أنه..دخيل؟"

ميكايلا :"لست متأكدا...لكن بالتأكيد مظهره يدل على أنه ليس من إلف التنانين..."

ليليا :(اوه؟ هل أخفتكم لدرجة نسيتم كيفية الحديث~؟)

ميكايلا :"إنه....حقا مزعج للغاية"

ليليا :(آه،اذا لن تقوموا بتقديم أنفسكم~؟)

ميراي :"من بحق الجحيم الذي عليه تقديم نفسه هنا؟!"

ليليا :(هاااه،اظن لا خيار امامي إذا..سأقدم نفسي اولا.انا ليليا لي لانروج،الامير الثالث لمملكة لانروج،سابقا)

أمال كلامه رأسه بتحير

ميراي :(سابقا؟)

ميكايلا :(ماذا تعني بذلك..؟ وايضا ما الذي يفعله أمير من مملكة أخرى هنا بحق؟! هل تنوي بدأ حرب ثانية؟!)

ضحك ليليا مما زاد من انزعاجنا منه لذا نظرنا إليه بغضب و نفاذ للصبر بانتظار أن يتوقف عن الضحك و يشرح لنا موقفه

ليليا :(يا الهي لديكما نظرات مخيفة بحق،و لا تقلقا لا أنوي افتعال حرب أو شيء كهذا،انا الحارس الروحي للأمير الاول مالوس.تخليت عن منصبي كأمير منذ زمن)

نظرنا إليه بحيرة مجددا وقال كلانا في نفس الوقت:(حارس روحي..؟)

ليليا :(ياااه،انتما حقا لا تعرفان شيئا أليس كذلك~)

ميكايلا :"هذا القصر ملئ بالمزعجين...علينا الهرب من هنا بأسرع وقت حقا..."

ميراي :(إذا كنت ستستمر بالسخرية منا هكذا فمن الأفضل أن تغرب عن وجوهنا ،لدينا اشياء أكثر أهمية لفعلها)

ليليا :(تسك،سرعة الغضب و القسوة وراثة في هذه العائلة حقا،على اي حال الحارس الروحي يتم تحديده عند بلوغ أفراد العشائر الأربعة الأساسية مستوى معين من القوة)

ميكايلا :(إذا ما الفارق بينه و بين اي حارس عادي؟)

ليليا :(الفارق أن الحارس وسيده يكونان مربوطان معا بالروح فيمكن لهما تبادل قوتهم و بالطبع يستطيع الحارس أن يشعر بسيده إن كان بخطر و يستطيع الانتقال الى مكانه في أي وقت)

ميكايلا :(هذا...هذا مدهش في الواقع)

ميراي :(لحظة،قلت أنهما مربوطان معا بالروح كيف هذا؟...اهو نوع من العقود أو شيء كهذا؟)

ليليا :(هذا..لا اعرف كيف اشرح هذا تماما لكن يتم ربطنا معا بشيء كعلامة سوار أو سلسه الخ...)

ميكايلا :(مهلا مهلا،سوار أو سلسلة؟! إذا ماذا يحدث لو انقطع أو انكسر اي منهما؟)

ليليا :(هذا مستحيل حدوثه الا في حالة واحدة وهي موت السيد)

ميراي :(إذا ما الذي يربط بينك و بين الأمير الاول؟)

ليليا :(علامة على الكتف الأيمن تشبة أجنحة الخفافيش بلون اسود)

ميراي :(هذا مثير للإهتمام..)

ميكايلا :(قلت إنه ممكن لأفراد العشائر الأربعة...نحن نعرف إلف التنانين و إلف العنقاء..و البقية..؟)

ليليا :(هناك عشيرة مصاصي الدماء التي انا منها،وعشيرة البشر التي تدعى أسترون)

ميراي :(إذا انت مصاص دماء؟)

ليليا :(اجل،لكن لا تقلقا لن أقوم بمص دمائكم~)

قالها بنبرة ممازحة لكننا نظرنا إليه بحدة

ميراي :(إن فكرت بلمس اي منا سأفقع عينك)

ميكايلا :(اتسائل كيف ستبدو بوتد خشبي مغروز في صدرك)

ليليا :(تبا! انا امزح امزح فقط! يا الهي!)

ميراي :(ايا يكن،اذا انتهيت فأنصرف من هنا)

ليليا :(إيييه؟ الا تريدان المزيد من المعلومات~)

ميكايلا :"لما بحق يتحدث بنبرة طفولية هكذا؟! حتى نحن لا نتحدث هكذا"

ميكايلا :(لا، شكرا لك)

بعدها ادرنا ظهرنا له و استمررنا بقراءة الكتب أمامنا

ليليا :(تسك،ستتجاهلانني اذا؟ يا للأسف ظننت انكم تريدون سماع المزيد عن الامبراطورة و بقية العائلة)

توقفنا للحظة عن قراءة الكتب و نظر كلانا إليه

ميراي :(اوي انت....ما نواياك بحق الجحيم؟)

ظهر تعبير من الارتباك و الحيرة على وجهه بعد سماع سؤالي

ليليا :(ما هي نيتي؟ ماذا تقصدين؟)

ميكايلا :(لقد ظهرت فجأة من العدم و بدأت تدر المعلومات و تجيب على أسئلتنا دون تردد،و الآن تريد إخبارنا عن معلومات عن العائلة الإمبراطورية التي يفترض انك تخدمها الان؟)

ليليا :(لما تتحدثان و كأنني أخبركم معلومات عن اعدائكم؟ ألستم فردا من هذه العائلة؟ يحق لكم معرفة كل شيء عنها)

ميراي :(هاه...عائلة؟)

ابتسمت ابتسامة ساخرة اتجاهه

ميراي :(لا اعرف مفهومك عن العائلة لكن بالنسبة لي العائلة هي حيث يخاف كل فرد على الاخر يهتمون ببعضهم و يوفرون لبعضهم الأمن و الحب،يدعمون و يحمون بعضهم البعض لا يؤذي اي منهم الآخر أو يخيفه او.....يعذبه.و الشخص الوحيد الذي طابق تلك المواصفات هو اخي،لذا عائلتي تتكون مني انا وأخي فقط لا غير)

ميكايلا :(نفس الكلام بالنسبة الي،عائلتي الوحيدة هي اختي فقط لا غير)

قام ليليا بالتصفيق بيده أثناء الإبتسام نحونا مما زاد من غضبنا إتجاهه

ليليا :(يالها من مبادئ جميلة و طريقة تفكير مثيرة للاهتمام،لكنكم نسيتم اهم شيء في تعريف العائلة)

نظر كلانا إليه بإرتباك فما هو الشيء المهم الذي نسيناه؟

انحنى حتى أصبح في مستوانا و قال بإبتسامة على وجهه

ليليا :(أفراد العائلة يثقون ببعضهم البعض)

ضحك اخي بإستهزازء و تكلم بنبرة ساخرة

ميكايلا :(نثق بمن ولماذا؟ نثق بأشخاص لم يسألوا عنا منذ ولادتنا؟ عن اشخاص قاموا برمينا في الجحيم منذ ولادتنا؟! عن اشخاص تذكرونا فجأة و احضرونا إلى هنا دون شرح اي شيء لنا؟ أو حتى سؤالنا عن رأينا؟اشخاص يغضبون كلما فعلنا شيئا و يطلقون قوتهم بحدها الأقصى دون وضع اعتبار لنا؟! ولا تخبرني أنه بدون قصد انظر إلينا فحسب،هل تظننا نتحمل الضغط أو القوة الساحقة الخاصة بهم؟!نثق بهم لاي سبب بحق الجحيم؟!)

تفاجأ كلا من ليليا و انا لانه ليست من عادة اخي قول كل ما في قلبه هكذا،لكن يبدو أن المدعو ليليا ذاك ازعجه حقا،مرت لحظة من الصمت ذهبت لاحتضان اخي فيها،كان ليليا ما يزال يحدق بنا بصمت

ليليا :".....هذا سيكون أصعب مما تصورت....راشيل ماذا فعلتي بهم بحق الجحيم؟!....كلا كل هذا لا يمكن أن يأتي من راشيل فقط...ما الذي حدث معهم في تلك السنوات بحق؟"

انتصب ليليا بعدها ووضع ابتسامة لطيفة على وجهه

ليليا :(حسنا أتفهم سبب غضبك ذاك....لكن أليس كل ما قلته هو مجرد توقعات وافكار بنيتها دون سؤال الطرف الاخر؟)

ميراي :(لما قد نسألهم؟ وما ادراك أنهم سيجيبون على اسئلتنا بسهولة هكذا دون مقابل؟)

ليليا :(عدنا إلى هذا مجددا....هاااه حسنا إذا ما رأيك أنني أستطيع جعل كلا من الإمبراطور و الأمير الاول أن يخبروكم بما تريدان معرفته؟)

ميراي :(هاه؟ ولما قد تفعل هذا؟)

ليليا :(واثق أنكما لن تصدقاني...لكن انا حقا لا اريد شيئا سوى رؤية هذه العائلة سعيدة و متماسكة وليس متفككة كوضعها الحالي،و أيضا قد يكون كل شيء بينكم مجرد سوء فهم كبير ،في بعض الأحيان قد يتسبب سوء الفهم في بدأ حروب...)

كما قال ليليا لم نصدق كلمة واحدة مما قال

ميراي :(حسنا اذا،اذا كنت صادقا فأنا اريد رؤيتك تحاول اصلاح هذه 'العائلة' المفككة)

ابتسم نحوي ووضع يده على صدره و إنحنى امامي بأناقة وقال:(بالطبع،اعد اني لن اخيب ظنك،آنستي الصغيرة)

وبعدها اختفى من المكتبة فورا،عاد الهدوء للمكتبة

ميكايلا :(اوي ميراي,لما قلتي هذا في النهاية؟! انا لا أنوي التعامل مع هذه العائلة!)

ميراي :(شعرت بالفضول،لانه بدى مصمما على أن ما يقوله حقيقي وأن الموضوع هو مجرد سوء فهم بيننا)

ميكايلا :(فضولك ذاك سيقتلنا يوما ما...)

ميراي :(لا تقلق،ان حدث هذا سأضحي من اجلك~)

ميكايلا :(الن يكون من الأسهل التوقف عن حشر أنفك في أمور لا تعنيك؟!)

ميراي :(صدقني احاول فعل هذا لكن لا استطيع)

و بعدها استمررنا بقراءة الكتب،كان هناك كتاب يتحدث عن الحرب بين مملكة سيلستيا و ابراطورية دورننتال،نصف الكتاب كان يتحدث عن انجازات والدنا في الحرب ظننا أن هذا هو السبب في إختياره ليصبح إمبراطور،اندمجنا في القراءة حتى فاجأنا صوت الطرق على باب المكتبة سمعنا صوت الخادم يقول:(سمو الأميرة الاولى و سمو الأمير الثاني،حان وقت الغداء)

جفل كلانا و نظرنا لبعضنا البعض بإرتباك

ميراي :(اللعنة! نسينا أن نقرر اين سنتناول الغداء!)

ميكايلا :(لنتناوله بمفردنا فحسب)

ميراي :(لكن ماذا لو غضب الامبراطور حينها؟ لا تنسى اننا علينا الإستماع لما يقولونه لنا حتى نضمن النجاة هنا)

ميكايلا :(تسك...حسنا إذا ايا يكن)

هكذا خرجنا من المكتبة قام الحارسان بحملنا حتى غرفة الطعام فور فتح الباب وجدنا الامبراطور في مقدمة الطاولة بإبتسامة واسعة على وجهه وكان يجلس بجانبه على الناحية اليمنى الأمير الاول جفل كلانا عند رؤيته وحاولنا عدم النظر إتجاهه لكن تلاقت أعيننا فأشاح الأمير الاول نظره عنا فورا مما زاد ارتباكنا،بعد أن جلسنا على الكراسي الخاصة بنا قام الأمير الاول من ماكنه فجأة وانتقل إلى جانبنا في الناحية اليسرى من الطاولة وجلس بجانب ميكايلا،عندها نظر إلي ميكايلا بإبتسامة مصتنعة على وجهه وقال:"اختي العزيزة هل يمكن-"

ميراي :"مستحيل،انسى أن ابدل مكاني معك يكفي اني بجانب الامبراطور....من الجيد اننا قرأنا كتاب عن آداب المائدة..."

ميكايلا :"هل هذه هي التضحية التي انت مستعدة لتقديمها لي؟!"

ميراي :"لا تقلق أن حاول قتلك سأخذك و اجري بسرعة"

مالفرد :"بعد الغداء سأخبرهم بما قاله لي ليليا...لكن هل لا بأس بإخبار الاطفال شيئا كهذا..؟"

ميراي :"مالذي أخبر ليليا الامبراطور بحق؟"

ميكايلا :"لا اعرف ما قد يقوله ذاك المزعج للامبراطور"

بدأنا بتناول الطعام في صمت حتى بدأ الأمير الاول الحديث

مالوس :(إ-إذا...هل تريدان بعض الحلوى بعد الغداء؟)

ميكايلا :"ما هذا فجأة؟!"

مالوس :"حقا لا أستطيع فتح حوار بطريقة مناسبة....لكن ليليا أخبرني أنهم قد يحبون الحلوى بما أن الأطفال يحبونها.....سأحاول بطريقة أخرى إذا"

مالوس :(احم،احم....ا-اقصد ما نوع الطعام الذي تفضلان ؟)

ميراي :".....هل نخبره أن الطعام الوحيد الذي كان بإمكاننا تناوله منذ ولادتنا هو التفاح و احيانا بعض بقايا الخبز؟"

ميكايلا :"أظن أنه إن قلتي التفاح فحسب لن يسبب هذا مشكلة،لا اريد أن يشعروا بالشفقة علينا،لا احب هذا..."

لذا سمعت كلام اخي و قلت بإبتسامة على وجهي:(نحب التفاح!)

مالوس :"لطيف للغاية~!"

ميراي :"من ينعت باللطيف بحق الجحيم؟!"

ميكايلا :"ما خطب صوت أفكاره ذاك؟هل توقف عمره العقلي عند الثانية؟!"

مالفرد :(من الجيد انكم تحبون الفاكهة،لكن ماذا عن باقي الأصناف؟مثلا ماذا تفضلون على الافطار؟)

ميراي :"ليس الأمر أننا نحب الفاكهة،بل التفاح هو كل ما كان بإمكاننا اكله...."

ميكايلا :"ميراي"

ميراي:"همم؟"

ميكايلا:"تبا لك"

ميراي:"هاه؟!ماذا فعلت الان؟!"

ميكايلا:"أليس انت من أصر على تناول الطعام معهما؟"

ميراي:"حسنا لم اعرف أنهما سيكونان بهذا الازعاج"

ميكايلا:"اجيبي انت على اسألتهم إذا،لن افعل شيئا سوى الاكل"

ميراي:"يالك من اخ مثالي،حقا ستترك شقيقتك تتعامل معهما بينما تأكل انت؟"

ميكايلا:"بالضبط"

و استمر باالاكل دون النظر نحوي حتى

ميراي:(ح-حسنا....نحن لا نمانع اي شيء حقا)

مالفرد:(انا...كنت اريد معرفة ما الذي سأجعل الطهاه يطبخونه فحسب)

ميراي:(.....اي شيء سيكون جيدا حقا)

ميراي:"كنت سأقول اسماء الأصناف التي اعجبتني في الافطار...لكن لا اعرف اسم شيئ منها!"

مالوس:"اي شئ....لحظة!"

ميراي:"ما خطب أفكاره هذه؟"

ميكايلا:"لا اعرف،ليست مشكلتي انا على اي حال~"

ميراي:"أنت-"

مالوس:(ماذا كنتما تتناولان في القصر الذي كنتما فيه؟)

جفلت عند سماع هذا السؤال،نظر اخي اتجاهي

ميكايلا:"حسنا،اخبريه ماذا اعتدنا أن نأكل"

ميراي:"سأرمي بك من الشرفة عندما نعود للغرفة"

ميكايلا:"هذا إن عدنا"

ميراي:(حسنا....في القصر نحن..)

صمتت قليلا ثم أخبرت اخي بالتخاطر:"لمعلوماتك فقط ايا كان ما سيحدث سيكون لانك تركتني لتولى الأمور"

جفل اخي ونظر بإرتباك قليلا،قمت برفع رأسي و قلت بصوت عال شابه الصراخ:(انا لا اريد اخباركم بأي شيء!)

تفاجأ اخي حتى كاد يبصق الطعام من فمه ونظر الي بعيون متسعة،بينما التزم الامبراطور و الأمير الاول الصمت أثناء التحديق بي

ميكايلا:"ما كان هذا؟!"

ميراي:"أخبرتني أن اتصرف،لذا تصرفت"

مالفرد:(ا-اه....حسنا هذا-)

قبل أن ينهي كلامه مد اخي يده ليحضر كأس ماء فإنزلق كم قميصه قليلا مما أظهر الندوب التي حصلنا عليها من تعنيف راشيل لنا و التجارب التي أجريت علينا،فأمسك الأمير الاول يد اخي بقوة سحبها بنظرة من الغضب على وجهه وقال بصوت بارد:(

من؟!)

ارتجف كلانا و حاولت تخليص يد اخي من الأمير الاول فلقد بدأ اخي يرتعش بقوة و تجمعت الدموع في عينه

مالفرد:(

ما هذا بحق الجحيم؟!)

قالها بنبرة مخيفة و نظرة غضب مستعر على وجهه مما أصابني بالتوتر لم أعد قادرة على تجميع الكلام في رأسي،لم اعد اعرف ما علي أن اقول تشوش عقلي لذا بدأت ارتعش و فمي يرتجف في محاولة يائسة لقول اي شيء لتهدئة غضبهم ذاك،وسط هذا الموقف قام شخص بسحبنا و ضمنا في حضنه،كان ليليا قام باحتضاننا بقوة وهو يملس على شعر اخي الذي كان يبكي بصمت برفق

ليليا:"طفل في عمره ذاك يبكي و يرتجف بصمت....هناك شيئا كبير حدث في خلال تلك السنوات.."

عندما قال هذا تذكرت عندما كنا في المختبر....كان قد اعتاد كلانا على البكاء من الالم دون إصدار أي صوت فلو فعلنا سيقومون بتعذيب أحدنا أمام الآخر....لهذا كنا نرغم أنفسنا على التزام الصمت...التزام الصمت و الانصياع هكذا نجونا..

هدأت الغرفة،بعدها نظر ليليا لكل من المبراطور و الأمير الاول نظرة غضب و تأنيب و قال بنبرة حادة على عكس نبرته الطفولية التي كان يتحدث بها معنا:(كلاكما حقا عليه التحكم في مشاعره بشكل أفضل من هذا)

اخفض الأمير الاول رأسه بحزن و بقي الامبراطور يحدق في أجسادنا المرتعشة بتعبير حزين على وجهه،لسبب ما عندما قام ليليا بإحتضاننا هدأنا بسرعة،قام بالتربيت على رأس كلا منا وابتسم بلطف وقال بنبرة رقيقة:(أنتما افضل الان؟)

هز كلانا رأسه برفق،قام بعدها ليليا بإنزالنا بهدوء،نظر إلى الامبراطور و قام بالتصفيق بيده و قال:(حسنا!)

بعدها أشار إلى الامبراطور بيده:(انت!)

وأشار إلينا:(وابنائك، جلسة صلح الآن!)

بعدها ذهب ناحية الأمير الاول وقال:(وانت ستجلس معهم في جلسة صلح لاحقا،الان وداعا)

لوح بيده اتجاهنا واختفى مع الامير الاول

مالفرد:(ل-لحظة! ليليا!)

............

تجنبت انا وأخي النظر إلى الامبراطور أما هو فتنهد و سحب كرسيه و جلس،ارجع ظهرة للخلف ووضع يده على وجهه وقال:(حسنا،يمكنكما قول اي شيء تريدانه حتى لو اردتما شتمي انا و العائلة الإمبراطورية كاملة...فقط قولا ما تشائان،لن أفعل أو اقول اي شيء لكما...)

صمت كلانا لفترة قبل أن أتكلم انا

ميراي:(ليس نحن من يفترض أن يقول كل شيء...)

جلس الامبراطور منتصبا مجددا وقال:(ماذا تقصدين...؟)

ميراي:('ماذا تقصدين؟'، ماذا تظن أنني اقصد بحق؟!)

نظر إلي بتفاجأ لانه منذ مجيئنا إلى هنا و نحن نتحدث بنبرة منخفضة

مالفرد:(انا....انا لا اعرف)

نظرت إليه بغضب:(بالضبط،انت لا تعرف شيئا..)

تحول تعبيره إلى الحزن قليلا وقال بصوت هادئ:(إذا ما رأيك أن تخبريني انت بكل شيء؟)

مع كل كلمة ينطقها كانت تزداد قبضة اخي المتمسكة بي شدة حتى قال بغضب:(ولما علينا نحن اخبارك بكل شيء وأنت لم تخبرنا بشيء إطلاقا؟!)

نظر إلينا الامبراطور بصمت لفترة قبل أن يفتح فمه و ينطق بكلمة واحدة

مالفرد:(عقد)

ارتبك كلانا مما قال

ميراي:(عقد...؟)

اغمض الامبراطور عينيه و ارجع ظهره إلى الخلف بدى وكأنه على وشك أن يقص علينا قصة

مالفرد:(ولادتكم...لم تكن بشكل طبيعي)

اتسعت أعيننا و ازداد عدد الاسئلة في رأسنا،لكن اخترنا الصمت و الاستماع الى ما سيقوله الامبراطور.

2023/06/23 · 47 مشاهدة · 2941 كلمة
Malak
نادي الروايات - 2025