و بعد أن وصلنا أمام مكتبه طرق الخادم و سمح له والدنا بالدخول

فور دخوله انحنى بصمت و تركنا ندخل

دخل كلانا و وجدنا الجو داخل المكتب غريباً،لقد كان هناك طيف من القلق و التوتر حولنا كما وجدنا شقيقنا بتعبير غريب

بدى كأنه خائف و قلق من شيء ما و تعبير والدنا لم يكن أحسن

لذا تقدم كلانا بخطى مترددة

ميراي:(ص-صباح الخير~.....)

كان والدنا مشبكا يديه و ينظر نحو الفراغ لكنه انتبه علي و على أخي

تنهد كأنه يحاول نسيان شيء ما ثم ارتسمت ابتسامة خافتة على وجهه

مالفرد:(صباح الخير كلاكما.... أنتما بخير صح؟)

ميكايلا:"ماذا يجري معه بحق؟... "

ميكايلا:(أجل... أنت بخير؟ و أخي أيضاً...)

ميراي:(... أنتما...هل حدث شيء ما؟)

ميراي:"الوضع غريب..... "

ميكايلا:"أجل... بدأت اتوتر"

مالفرد:"...كما توقعت في النهاية لم أتمكن من إخفاء الأمر... حسناً...إنه أمر واقع الآن و لا جدوى من محاولة تغييره"

كان يتحدث بجدية و نبرة حازمة

ميكايلا:"م-ما الذي يتحدث عنه؟.. ."

ميراي:"....لحظة...الخدم يرتدون ملابس سوداء و...و الجو العام كئيب و متوتر....و أبي قال إنه لم يتمكن من إخفاء الأمر....ل-لا يمكن!"

ميراي:(هل أصاب سيدويل أو كلاوس مكروه؟!!)

ميكايلا:(لحظة حقاً؟! هل عثروا عليهم؟!)

هدأت الأجواء فجأة و حدق والدنا و شقيقنا نحونا بصمت

هذا زاد من التوتر و القلق فحسب لكن بعد لحظات من الصمت

مالوس:(ماذا؟...ك-كلا كلاهما بخير...)

ميراي:(حقاً؟... إذًا ما الأمر؟...)

سمعنا صوت ضحك والدنا فنظرنا نحوه بتساؤل و ارتباك

مالفرد:(أنتما تحبانهم حقاً صحيح؟~)

جفل جسدي و جسد أخي و شعرنا ببعض الخجل

ميراي:(ا-اعني....أعني أجل بالطبع!)

ميكايلا:(إ-إنهم عائلتنا لذا...ل-لذا نحن نخاف عليهم)

ميراي:(كما نخاف عليك و على أخي...و الباقي كلهم...)

عادت الابتسامة الدافئة اللطيفة التي اعتاد عليها كلانا إلى وجه والدنا أرسل لنا هذا شعوراً بالراحة

مالفرد:(حسناً،علي الإعتذار لهذا الجو الكئيب....)

ميكايلا:(لا نريد الإعتذار،فقط قل ما الذي يجري بحق؟)

ابتسم والدنا مجدداً و تقدم نحو كلانا و تبعه شقيقنا

مالفرد:(هيا لنذهب و مجلس معاً في الحديقة أولاً،و لا مانع من أكل بعض الحلوى و نحن هناك~)

ميكايلا:(... إذًا تركنا أريكة المشاكل و سنذهب لحديقة النقاش؟)

ميراي:(ما تلك الأسماء بحق الجحيم ميكا؟)

ميكايلا:(لم تلاحظي؟ لسبب ما كل مشكلة تظهر عندما نجلس على تلك الأريكة هناك و المشاكل نتناقش فيها في الحديقة عادة و مرة وحيدة على تلك الطاولة المستديرة هناك)

مالوس:(اه...ل-لحظة أنت محق في هذا)

أومأ أخي بتعبير فخور

ميكايلا:(بالطبع أنا محق)

ضحك اربعتنا و خفف هذا حده الأجواء بدرجة كبيرة

بعدها توجهنا إلى الحديقة

عندما وصلنا جلسنا و طلب والدنا لنا بعض الحلوى و العصائر و مجدداً كانت ملابس الجميع بالكامل الآن ذات لون أسود

بعد أن وصلت الحلوى نظر كلانا نحو والدنا

ميراي:(إذًا؟)

ميكايلا:(ستقول لما يتصرف الجميع كأنها جنازة أحدهم؟)

ضحك والدنا بخفة ثم نظر بعيداً لفترة و تمتم بصوت يكاد يسمع

مالفرد:(جنازة...)

تنهد و نظر نحونا

مالفرد:(حسناً،بمعرفتي بكلاكما فمن الأفضل أن أقول ما أريد دون أي مقدمات)

ميراي:(بالضبط!~)

ميكايلا:(أفضل لو فعلتها حقاً)

مالفرد:(حسناً...)

تنهد و بدى عليه التعب

مالفرد:(...أُرسل لي جواب اليوم مفاده أن...أن جدتكم قادمة عصر اليوم)

صمتنا للحظة قبل أن ينتفض كلانا

ميراي:(ماذا؟!!)

ميكايلا:(لما هذا؟!)

تنهد والدنا بضيق و أمسك رأسه بيده

مالفرد:(ليست لدي أي فكرة.... الأمر فاجئ الجميع...)

ميراي:(لكن....هكذا هل ستعتذر عن حضور عيد ميلاد أخي؟)

مالفرد:(...كلا)

مالفرد:"مع أنني تمنيت هذا"

مالفرد:(إنها تخطط للبقاء هنا حتى عيد ميلاده...)

ميكايلا:(ل-لما بحق؟....لم تفعل هذا من قبل صحيح؟)

مالفرد:(كلا....هذه أول مرة تقوم فيها بمثل ذاك التصرف)

مالوس:(ف-فكرت ربما...ربما تريد تمضية الوقت معكما؟...ت-تعرفان لكي تتعرف عليكما أكثر؟)

ميكايلا:(....لما يصيبني التفكير بهذه الفكرة شعوراً بالقشعريرة؟)

ميراي:(لست الوحيد....و لما الخدم كلهم يرتدون ملابس سوداء هكذا؟)

مالفرد:(اه هذا....)

نظر والدنا إتجاه القصر بضيق

مالفرد:(...هذه في الواقع الملابس الرسمية التي من المفروض عليهم ارتداؤها في العادي لكن....لكن وجدتها تشبه ملابس الجنازة لذا أنا من غيرها...)

ميراي:(...هكذا أفترض أن جدتنا شخص صارم و حازم لأقصى حد....أكثر مما تخيلنا حتى)

كان شقيقنا على وشك قول شيء ما لكنه تنهد و استسلم

مالوس:(... حسناً لا يمكنني أن أنفي هذا)

مالفرد:(هذا و...و أيضاً بلاط القصر الأبيض و بعض الزخارف ستعود كلها للون الأسود و الرمادي كما كانت في الأصل...)

أرجع والدنا ظهره بنظرة شخص تخلى عن كل شيء في الحياة

مالفرد:(سيكون يوماً رائعاً و بديع الجمال)

نظر ثلاثتنا نحو والدنا بنظرات مليئة بالقلق

مالوس:(.... أبي؟)

ميكايلا:(لا تتماشى تلك الكلمات مع تعبير وجهك أبي)

مالفرد:(أعرف)

أرجع والدنا رأسه للأمام

أمسك والدنا رأسه بيديه و اخفضها

مالفرد:(أنا أحاول غسل دماغ نفسي حالياً....)

مالفرد:"تباً...لما فجأة هكذا قررت المجئ؟... ."

ميراي:(لكن...هل تغيير لون الملابس هو سبب الوجوه المعتمة للخدم اليوم؟)

مالفرد:(أجل....لقد أحب الجميع منظر الملابس الجديدة التي اقترحتها كما كان الحال مع التغيرات في شكل القصر.....سيعود كل شيء كما كان قبل تغييره لكي لا يتم الإلقاء بي بعيداً على يد جلالتها....)

ميكايلا:(جلالتها؟...)

أقترب شقيقنا منا و قال بصوت منخفض

مالوس:(أبي لم ينادي جدتي ب'امي' و لو لمرة واحدة منذ هذا الصباح....)

ميراي:(اوه...)

ميكايلا:(...هذا لأنه لم يعتاد على هذا.... اللعنة بدأت أخاف)

مالوس:(...يمكننا...أ-ألا يمكننا أن نقوم باخفاء التوأم و نقدم عذراً مثل اممم خرج كلاهما مع ليليا مثلاً؟)

رفع والدنا رأسه و نظر نحونا

مالفرد:(ستخبرك بأن تقوم باستدعاء ليليا...هذا لو كانت تريد رؤيتهم في الأصل)

ميكايلا:(بذكر ليليا،أين هو؟)

ميراي:(صحيح...لم يظهر فجأة من العدم هذا اليوم)

مالوس:(اه هذا-)

مالفرد:(ذاك الوغد)

جفلت أجساد ثلاثتنا و نظرنا ببطء نحو والدنا الذي كان بادياً على وجهه الغضب و الضيق

مالفرد:(لقد هرب بعذر أنه يراقب سيدويل و كلاوس....فقط انتظر حين يعود)

مالفرد:"لن اسامحهه على تلك الخيانة"

ميكايلا:"ليليا سيموت فور عودته"

ميراي:"هذا أكيد من النظرة على وجه والدنا"

مالوس:"أبي...إنه قلق للغاية... "

اقترب شقيقنا من والدنا و وضع يده على يديه

انتبه له والدنا و ابتسم بلطف نحوه

مالوس:(لا-لا تقلق...نحن سنكون جانبك!~)

ميراي:(أجل أبي العزيز!~ سوف نكون بجانبك دوماً!~)

ميكايلا:(أجل في مثل هذه الأوقات الصعبة علينا أن نساند والدنا الحبيب)

ابتسم و اتسعت ابتسامته حتى ضحك

فتح ذراعيه إلينا

مالفرد:(تعالوا هنا كي اعانقكم~)

ابتسم ثلاثتنا و اسرعنا نحوه

عانقنا و ضمنا نحوه بلطف

مالفرد:(أنتم حقاً....أنا أحبكم للغاية~)

ميراي:(نحن أيضاً نحبك!~)

مالوس:(أ-أجل!)

ميكايلا:(نحبك جداً جداً~)

ابتسم نحونا و ظللنا في حضنه لفترة

ميراي:(...لحظة...هل قلت أنها سوف تأتي عصر اليوم؟)

مالفرد:(همم؟ أجل..هل هناك خطب ما؟)

ميكايلا:(لحظة! يعني هذا أنها ستأتي بعد ساعتين من الآن؟!)

مالفرد:(اه....أجل هذا صحيح)

مالوس:(...ليس عليكم التوتر... حقاً،لن نسمح لها بفعل أي شيء لكما)

مالفرد:(هذا أكيد،لن تمسكم بضر)

ميراي:(... أجل نحن واثقون من هذا)

ميكايلا:(...لكن هكذا علينا أن نستعد من الآن صحيح؟)

مالفرد:(على راحتكم،لن أخبركم بشيء...أنت كذلك مالوس)

انتفض جسد شقيقنا و نظر نحو والدنا بتفاجئ ثم احمر وجهه

مالوس:(ل-لم أكن سوف استعجل أو اتوتر من زيارتها...)

ميراي:(لكنك بدوت خائفاً لنا اخي)

ميكايلا:(أجل...انت تبدوا متوتراً)

مالوس:(حقاً؟... حسناً حسناً سوف اهدأ قليلاً)

مالفرد:(حسناً....علي الذهاب لكي اشرف على التغيرات تلك....)

تنهد بضيق ثم لوح لنا بإبتسامة

مالفرد:(أراكم لاحقاً)

ميراي:(...أجل نراك لاحقاً أبي)

ميكايلا:(وداعاً)

مالوس:(وداعاً...لا تقلق كثيراً أنت أيضاً اتفقنا؟)

ابتسم والدنا و قبل ثلاثتنا على الجبين

مالفرد:(ليس عليكم القلق بشأني~)

و هكذا قمنا بتوديعه و ذهب ثلاثتنا نحو غرفتنا

دخلنا الغرفة و جلس ثلاثتنا قي غرفة الألعاب

لم يتحدث أي منا بأي شيء كان هناك ذاك الجو الغريب من التوتر حولنا لذا قررت أن اكسره

ميراي:(إذًا~ ماذا سوف نرتدي لكي نقابل جدتنا اليوم؟~)

ميكايلا:(لا أعرف....أخي،افترض أن جدتنا لا تحب الألوان الزاهية حقاً أليس كذلك؟)

مالوس:(... أنت محق...لكن! إن أردتم ارتداء ألوان زاهية كما تحبان فلا مشكلة،لن نسمح لها بأن تقول أي شيء)

ميراي:"أجل..نحن بالتأكيد لن نفعل هذا....لن نتصرف كما نريد أمامها"

ميكايلا:"صحيح إذا لم نرد أي مشاكل معها فعلينا فقط أن نتصرف كما تريد هي"

ميراي:(حسناً لكن أنا حقاً أريد لثلاثتنا أن نرتدي ملابس متماثلة،لدي و أخي بعض الملابس باللون الأسود و الرمادي،ما رأيك يا أخي؟~)

مالوس:(اممم احببت فكرة أن نرتدي ملابس مماثلة...لكن حقاً لن يضايقكم الأمر؟)

ميكايلا:(ليس عليك القلق،نحن نحبك و سيكون الأمر ممتعاً فعل هذا)

ابتهج شقيقنا و تحسنت نبرة صوته الكئيبة تلك

مالوس:(إذا كان هذا ممتعاً لكم فسوف تقوم به دون تفكير!~)

ميراي:(هذا رائع!~ هيا بنا إذًا لنخرج تلك الملابس و نحاول أن تكون متماثلة قدر الإمكان!~)

مالوس:(و يمكننا أيضاً ارتداء تلك الدبابيس ذات اللون البنفسجي الغامق!~)

ميكايلا:(فكرة جيدة،هيا بنا قلت أنها ستاتي خلال ساعات قليلة صح؟)

ميراي:(أجل لذا هيا بنا لنسرع~)

نهض شقيقنا و بدى أن الحيوية ارتدت لجسده هذا جعلنا نهدأ و شعرت براحة أكبر

ميراي:"هذا جيد... أخيراً تخلصنا من تلك الأجواء المعتمة~"

ميكايلا:"كان الوضع بدأ يصبح مزعجاً بحق...من الجيد أنه يشعر بالحماسة الآن"

هكذا نهض كلانا و أخرجنا بعض الملابس ذات الألوان السوداء أو الرمادية و حاولنا أن نجد شيئاً يشبه ما لدى شقيقنا

و بعد كثير من المحاولات في جعلهم يبدون متماثلين طلبنا مساعدة من بعض الخدم في القصر

و هكذا نجحنا و أصبح ثلاثتنا يرتدي ملابس باللونين الأسود و الرمادي مع الدبوس البنفسجي الغامق

اصر شقيقنا على أن يقوم هو بتصفيف شعر كلانا و بعد أن انتهي كان قد مرت ساعتين دون أن نشعر حتى و وجدنا ليليا ظهر في غرفتنا بملابس رسمية بلون أسود على غير عادته

ليليا:(أوه انظروا إليكم!~ تبدون لطفاء للغاية بتلك الملابس المتماثلة!~)

ميراي:(شكر-)

و قبل أن انهي كان قد ضم ليليا ثلاثتنا نحوه

ليليا:(حقاً علينا أن نصنع لكم لوحة هكذا~)

مالوس:(أقدر هذا المدح لكن رجاء اتركنا ليليا)

ابتسم ليليا بسعادة و تركنا بعدها

ليليا:(حسناً!~ أتيت لكي أعلمكم بشيء ما....أظنكم تعرفون ما سأقول صح؟)

ميكايلا:(...جدتنا وصلت؟)

مالوس:(ب-بهذه السرعة؟!)

ليليا:(أجل،لقد وصلت و...و والدكم يريد منكم الحضور لكي تقابلوها)

ميراي:(لكن من المفاجئ أنك ظهرت،ظننتك ستظل هارباً حتى تغادر جدتنا)

مالوس:(صحيح ألم تقم بالهرب؟ لما عدت؟)

ليليا:(لما تلك الاتهامات؟~ لم أهرب حقاً~)

ميكايلا:(تظننا نصدقك؟)

ليليا:(أجل؟)

نظرنا نحوه بخيبة أمل

ميراي:(فقط قل لما عدت فجأة؟ و بملابس رسمية هكذا)

ليليا:(فقط... لأنه لدي شعور غريب)

ميكايلا:(منذ الصباح و الجو في هذا القصر غريب....)

هز ليليا رأسه يميناً و يساراً بتعبير حازم

ليليا:(كلا ليس هذا.تذكرون أن كورينا قالت بأنها سوف تعود قبل عيد ميلاد مالوس بثلاثة أيام؟)

مالوس:(اج-! لحظة! لم تعد بعد؟!)

ميراي:(لكن...لكن تبقى على عيد ميلاد شقيقنا ثلاثة أيام...هذا فقط يؤكد أنها هربت لمكان ما)

ميكايلا:(...هل تنتظر عودتها ليليا؟)

ليليا:(أجل...في الواقع،لدي شعر غريب و قوي بأنها لم تهرب)

مالوس:(و لما هذا؟)

ليليا:(لأنه لديها أخ أصغر...إنه في نفس عمر مالوس،و مما سمعت فهي كانت تحبه حباً جماً لذا...على الأقل كانت ستأخذه معها أو تضعه في مكان آمن لكنه مازال بمفرده في المنزل)

ميراي:(هذا....هذا غريب حقاً كما قلت)

ميكايلا:(..لكن ماذا لو أنها هربت و تخطط لترسل شخصاً ما لكي يأخذه إليها لاحقاً؟)

مالوس:(صحيح،لذا أليس عليك مراقبة المنزل و ذاك الفتى؟)

ليليا:(كلا،الفتى قال أن أخته ترسل إليه لتطمئن عليه و قرأت الرسائل...هناك شيء غريب بها لكني لا أعرف ما هو...)

ميكايلا:(ما قد يكون خطب الرسائل؟)

ليليا:(إنها عادية فقط تطمئن عليه أكدت أنها ستعود اليوم...)

نظر ليليا بتعبير غير واثق للاسفل

ليليا:(لكن...لكن فقط هناك شعور غريب لدي و هو يزعجني لذا عدت لكي أرى إن كانت ستعود حقاً أم لا)

مالوس:(...ماذا لو لم تعد؟)

تنهد و رفع نظره نحونا مجدداً

ليليا:(...لست متأكداً،سنرى بشأن هذا لاحقاً الآن هيا لأن جدتكم حقاً لا تحب الإنتظار)

ميكايلا:(... حسناً هيا بنا)

و هكذا خرجنا مع ليليا من الغرفة،لاحظ كلانا أن القصر أصبح به اللون الأسود و قليل من الرمادي الغامق هنا و هناك فقط

و استمر الأمر حتى وصلنا إلى قاعة القصر وجدنا والدنا بملابس رسمية و لم تشبه ما أعتاد على ارتدائه البتة واقفاً و نظر نحونا بإبتسامة

مالفرد:(تبدون في غاية الجمال و الأناقة اليوم~)

شعرنا بالخجل من تلك المجاملة

مالوس:(و-و أنت أيضاً يا أبي)

ميراي:(أجل تبدوا وسيما!~)

ميكايلا:(اتفق،تناسبك تلك الملابس)

نظر نحونا بسعادة قبل أن نسمع أحد الخدم

:(تتقدم جلالة الملكة مالي دي دورننتال)

و وقف بعض الحراس بالدروع السوداء أمام باب القاعة و أدوا التحية بينما فتح إثنين من الخدم الباب و عندها رأيناها

فستان أسود ذو مظهر رزين بلا أي زينة أو تفاصيل

لم يكن هناك أي لون آخر سوى دبوس مستدير بحجم كف يدي تقريباً بلون يكاد يطابق لون عيون والدنا و شقيقنا أكثر من الذي رأيناه في ذاك المحل حتى

و عندما رفعت نظري تقابلت بوجهها

وجهها الخالي من أي تعبير أو شعور

أصابني وجهها بالقشعريرة و شعرت بالبرودة تتسل إلى ظهري

شعرها كان مربوطاً دون أن تخرج خصلة واحدة عن مكانها و قرونها كانت أكبر قليلاً من قرون والدنا بنفس اللون الأسود أكثر من الفحم حتى

لكن ما جعل النظر إليها صعب حقاً هي عيناها

لقد كانت باردة حقاً

لوهلة شعرت أنها تنتمى إلى دمية ما

كان الأمر مخيفاً النظر إلى تلك العيون التي تشبه الأحجار الكريمة تماماً دون أي دليل على الحياة

شعرت بضربات قلب تضطرب و تتسارع و شعرت بيد أخي المرتجفة و هي تمسك بيدي بكل توتر و خوف

نظرت نحوه فقط لاجده يحدق في الأرض بعيون ترتجف

ميكايلا:"إ-إنها مخيفة بحق! أكثر مما تخيلنا حتى!"

ميراي:"أ-أعرف هذا...اللعنة! هل هي على قيد الحياة حتى؟!"

تقدمت ببطء و انحنى الحراس و الخدم و للمفاجأة انحنى والدنا أيضاً

مالفرد:(احي جلالتها،صاحبة القوة و الشرف)

و ردد جميع المتواجدين في القاعة هذا وراء والدنا بما فيهم ليليا

لكن بما أن شقيقنا انحنى فحسب و لم يقل شيئاً فكذلك فعل كلانا

لم نرفع رؤوسنا حتى رأينا ذاك الظل الأسود أمامنا و سمعنا صوتها

إن كانت النظرة في عينها معدومة المشاعر فإن صوتها أكثر جفافاً حتى

لم أسمع في حياتي شخص يتحدث دون أن تتغير نبرة صوته و لو قليلاً أثناء الحديث

هذا جعلني حقاً أشك في أنها مجرد دمية متحركة

مالي:(مالفرد،لا تضع الوقت و أريد منك شرح هذا الخطأ الذي أوقعت نفسك فيه)

قالت هذا ثم نظرت نحوي أنا و أخي فور فعلها لهذا انتفض جسد كلانا و شعرنا كأن سهاما جليدية أطلقت علينا

تراجعت خطوة للوراء أنا و أخي

مالفرد:"... تباً ها نحن ذا.. ."

مالفرد:(جلالتك،هل يمكن أن تسمحي لهم بتقديم أنفسهم أولاً؟)

مالي:"تفاجئت أنهما على قيد الحياة من الأساس،حسناً لو لم يكونا كذلك فما كنت لآتي من الأساس و هم يبدون بصحة جيدة أيضاً"

ميراي:"...هذا مذهل في الواقع،صوت أفكارها بنفس جفاف صوتها...لكن هل هي فضولية بشأننا؟"

ميكايلا:"..مما قالته أظنها أتت فقط لترى لما لم نمت بعد.. ."

مالي:(حسناً،ماذا ينتظران إذًا؟)

مالفرد:"أنتِ حقاً... "

بدأت حواجب والدنا تنعقد

لكنه تنهد و عاد تعبير وجهه إلى طبيعته

مالفرد:"حسناً حسناً فقط...فقط لننهي هذا حتى تعود من حيث أتت فحسب... "

ميراي:"لم أرى أبي بهذا التوتر و الضيق من قبل...لم يكن هكذا حتى مع سله المهملات المتحركة"

ميكايلا:"و من يلومه؟إنها مرعبة"

هكذا انحنى كلانا بأناقة أمامها

و قلت بنبرة رقيقة و هادئة

ميراي:(أنا ميراي دي دورننتال،تشرفت بمقابلة جلالتك)

ميكايلا:(ميكايلا دي دورننتال،تشرفت بلقاء جلالتك)

مالي:(ميراي و ميكايلا؟ مالفرد،بما كنت تفكر بمنحهم مثل تلك الأسماء المبتذلة؟)

مالوس:(ج-جدتي إن أسمائهم لطيفة في الواقع...)

نظرت نحو شقيقنا فتراجع كلانا بضع خطوات حتى أصبحنا نقف خلفه

مالي:('لطيفة'؟ و منذ متى و إلف التنانين 'لطفاء'؟)

مالوس:(ل-لكن!....)

صمت شقيقنا و أخفض نظره

تنهد والدنا و نظر نحو جدتنا

مالفرد:(جلالتك،رجاء ليس هنا....إن لم يكن لدى جلالتك مانع فلما لا نذهب إلى مكتبي للتحدث بأريحية أكبر؟)

مالي:(حسناً،هيا بنا)

و هكذا تقدمت و تقدم خلفها الحراس الذين أتوا رفقتها

و هكذا سرنا بصمت

اقترب شقيقنا منا و همس لنا

مالوس:(لم تشعروا بالضيق أو الحزن مما قالته صح؟...)

كان بادياً عليه القلق و التوتر حتى أثناء تحدثه مع جدتنا

شعرت بالشفقة عليه لذا ابتسمت نحوه برقة قدر المستطاع

ميراي:(لا تقلق أخي~ هذا هو رأي جدتنا فحسب،ليس حقيقياً بالضرورة)

ميكايلا:(أجل....كما أنني أحب اسمي لذا لا أبالي بما تقوله حقاً)

ابتسم شقيقنا براحة أكبر

مالوس:(هذا جيد!~احسنتم عليكم التمسك برأيكم هكذا~)

ميراي:(بالطبع!~)

ميكايلا:(و شكراً لأنك حاولت الدفاع عنا هناك)

احمر وجهه قليلاً

مالوس:(ك-كلا ليس عليك أن تشكرني.... أنا شقيقكم الأكبر،من الطبيعي أن أدافع عنكم~)

ميراي:(و لهذا نحن نحبك حقاً!~)

مالوس:(أنا أيضاً احبكم~)

مالفرد:"جيد،إنهم سعداء و يبتسمون معاً"

نظرنا فوجدنا والدنا ينظر نحونا بسعادة

و هكذا وصلنا إلى مكتب والدنا دخلنا و جلسنا جميعاً على تلك الطاولة في مكتبه

مالفرد:(حسناً الآن-)

مالي:(توقف لحظة،لما مازال ذاك هنا؟)

كانت توجه عينها الثاقبة نحو ليليا

ميراي:" ذاك؟...إنها لا تحدثه بصيغة العاقل حتى.. ."

نظر شقيقنا بحيرة و ارتباك نحو ليليا بعدها نظر نحو جدتنا

مالوس:(ليليا؟...إنه حارسي الروحي لذا...م-ما المشكلة في كونه هنا؟)

مالي:(أصدق بأن ما سوف نتحدث عنه هو أمر خصوصي بهذه العائلة لذا لما احضرته؟)

مالفرد:(جلالتك....)

مالي:(أيضاً هو ليس حارسك الروحي مالوس،إنه فقط ما أجبره والدك على أن يكون)

نظرت نحو والدنا و تكلمت بنبرة تحمل الكثير من الاستنكار و العتاب

مالي:(لا أصدق أنك لم تمنح مالوس بكل القوة التي كان يملكها فرصة أن يتحدد حارس له)

مالفرد:(جلالتك لقد كان هذا لحماية ابني،كان يجب أن يكون أحدهم معه على الدوام و يحميه تحت أي ظرف نظراً لقوته التي لم يتحكم بها،أيضاً أنا لم أُجبر ليليا على هذا لقد أخذت إذناً منه)

مالي:(إذناً منه؟ أنت حقاً...عليك أن تكون شاكراً لنظام توليه الحكم لدى عشيرة دورننتال)

بدأ ملامح والدنا تسوء و الغضب ظهر على وجهه

ليليا:"هذا سيء"

ليليا:(معذرة،سوف أغادر الآن بما أن هذه هي رغبات جلالتها)

و انحنى ليليا

قبل أن يهم بالرحيل أمسك شقيقنا بيده و نظر نحوه بقلق

ابتسم ليليا بلطف و ربت على رأسه

ثم غادر

مالفرد:"حقاً...متى سأتخلص منها؟ لقد عاشت بما فيه الكفاية بالفعل... ."

انتفض جسد كلانا و حدقنا بتعبير مصدوم نحو والدنا

ميراي:"إ-إنه يكرهها لهذا الحد؟.. ."

ميكايلا:"عليك أن تكون بشعاً بكل ما تحمله الكلمة من معنى و عمق حتى يتمنى شخص مثل والدنا موتك.... "

مالفرد:(الآن...بشأن التوأم،ألم تكوني على علم بوجودهم جلالتك؟)

أومأت برأسها برزانة و ثبات مثلما تتحرك الدمى

كانت كل حركة أو فعل تقوم به يثير تعجبي حقاً

لم أقابل شخصاً مثلها من قبل

مالي:(بالطبع كنت أعلم بوجودهم،لكن ظننت أنهم أموات،لذا لما هما أمامي الآن؟)

شد والدنا على قبضته بغضب

مالفرد:(رجاء لا تقولي مثل هذه الأشياء في وجه أطفال صغار...جلالتك)

مالي:(صغار؟ إنهم ليسوا أطفالاً مالفرد،بسبب عقليتك العقيمة تلك فإن مهارات مالوس مهدرة،كان سيكون محارباً عظيماً الآن بالفعل لولا أنك تدلله هكذا)

انتفض جسد شقيقنا و نظر بتفاجئ نحو جدتنا

مالفرد:(جلالتك إنهم أطفال،عليهم أخذ وقتهم الكافي للنمو و التقدم)

ضحكت ضحكة ساخرة ذكرتني لوهله براشيل

مالي:(تتحدث كأنهم أطفال بشر)

مالفرد:"أطفال بشر؟... إنها حقاً عديمة المشاعر.. ."

مالفرد:(عدم كونهم أطفال'بشر' لا يعني أنه علي رميهم في ساحة المعركة،أرجو من جلالتك التذكر بأن مالوس سيتم عامه السابع بعد أيام قليلة،لست بالجنون الكافي لتعذيب طفل مثله لكي يصبح 'أقوى')

كانت هناك نبرة ساخرة ضمن كلام والدنا

مالي:(سبعة؟ هه مازلت تستخدم تلك الطريقة المشينة؟)

هز والدنا رأسه يميناً و يساراً ببطء و هو ينظر مباشرة نحو جدتنا

مالفرد:(لا أرى أي شيء خاطئ في مناداة طفل بعمره)

مالي:(ها أنت ذا من جديد،إنه ليس طفلاً و هو ليس في السابعة بجدية لما تتمسح في هؤلاء البشر كثيراً هكذا؟)

مالفرد:(أنا لا 'اتمسح في هؤلاء البشر' أنا أعامل أبنائي بشيء يدعى بالعطف و المحبة،لكنكِ لن تدركي أهمية هذا إلا فوق فراش موتك في غرفة لا يوجد فيها سوى جدرانها الأربعة)

انتفض جسد ثلاثتنا و تمسكنا ببعضنا البعض

شعرت الخوف مما قد تفعل جدتنا رداً على هذا

كما و عرت أن والدنا سوف يستمر و لم أكن الوحيدة اقترب شقيقنا منه و أمسك بيده

توقف والدنا عن النظر و الشرر ينطلق من عينيه نحو جدتنا و حول نظره نحونا

أخذ أنفاسه و ربت برفق على رأس شقيقنا

مالفرد:"... حقاً من الصعب الحفاظ على الهدوء معها...لكن علي فعل هذا لمصلحتهم"

مالي:"حقاً لم يتغير،مازال عاطفياً للغاية"

تفاجئت و شعرت بالكثير من الحيرة

ميكايلا:"هي....هي لم تغضب؟"

كان أخي يشعر بالارتباك مثلي تماماً

ميراي:"لا أعرف....لا أستطيع قول أي شيء عنها...لا يوجد أي تغيير في تعابير وجهه أو صوتها حتى....إنها مخيفة... "

أومأ أخي خلسه و نظر كلانا بحذر نحو جدتنا

نظر والدنا نحونا ثم تنهد و عاود النظر نحو جدتنا

مالفرد:(جلالتك،الأمر تغير الآن لأنه أصبحت هناك تجارة بيننا و بين البشر لذا لتسهيل التعامل و فهم بعضنا البعض بشكل أفضل فمن السهل اتباع تلك الطريقة لحساب العمر)

مالي:(فهم بعضنا البعض؟بالطبع و الدليل هو هجوم مملكة البشر الحقيرة تلك على مناجم دورننتال)

مالفرد:(لقد تمكنت بالفعل من التوصل إلى اتفاق و من المقرر أن أقابل ملكهم بعد عيد ميلاد ابني)

ميراي:"حقاً هذا؟~هذا جيد،خفت من أن تقوم حرب بيننا~"

ميكايلا:"أبي من المدهش أنه توصل لاتفاق معهم...هذا سيسهل معرفة إن كانوا خطراً علينا"

مالي:(إتفاق معهم؟ لما تضيع كل هذا الوقت و الجهد و أنت بمفردك يمكنك محو تلك المملكة من على الخريطة؟)

مالفرد:(لأنه تصرف غير مبرر و إساءة استخدام للقوة،لا يمكنني أن ابيد مملكة بالكامل بسبب شيء يمكن حله بهدوء)

مالي:(حقاً لم تتغير مالفرد،مازلت عديم الجدوى و ابلهاً يتبع قلبه فحسب.أظنك ورثت والدك)

خاف ثلاثتنا من أن يرد والدنا عليها بغضب مجدداً لذا نظرنا نحوه بقلق

نظر نحونا خليه ثم أغمض عينيه للحظة بعدها نظر نحو جدتنا

مالفرد:(... أنا فخور و شاكر لأنني ورثت طيبة و رقة قلب أبي،من يعلم كيف كنت سأكون لو ورثت شيئاً آخر؟)

هدأ الجو بينهم و شعرت بشعور خانق في الغرفة

أردت أن أهرب من هنا حقاً

التوتر و الجو الحاد بين والدنا و جدتنا كان كثيراً علي لتحمله

و فجأة عاد ذاك الصداع القوي لكن و بطريقة ما كان أسوأ بمراحل لأنني صرخت ألماً و شعرت كأن رأسي تتحطم

امسكتها بقوة

مالوس:(أنتما بخير؟!)

مالفرد:"ه-هذا!...مستحيل لم أتوقع أن... "

مالي:"أوه؟ حسناً هذه معجزة تحدث"

لم أفهم أي شيء

لكن الألم كان يزداد و شعرت كأن قلبي سينفجر

فجأة أظلم كل شيء

لقد فقدت الوعي.

---------------------------------

لم يكن أمامي أي شيء سوى الظلام،شعرت بغضب عارم و نهضت و توجهت إلى ذاك العجوز

فور رؤيتي لتلك القضبان الغليظة الرمادية تحدثت بغضب و ضيق

ميراي:(ما الذي فعلته هذه المرة لكي تحضرني لهنا؟! أنا لم أتحدث عنك بسوء أو اقتربت من ذاك المكان الذي يضايقك! لذا ما خطبك بحق؟!)

لم يجب علي كما لم أتمكن من رؤية عينيه الحمراء الزمردية تلك

ميراي:(أنت حقاً....)

جلست أمام تلك القضبان و ظللت أحدق إلى ما يقع خلفها

ميراي:(...هل بسبب ما عرفته أن تلك البوابة هناك هي لعالم آخر؟...لكن لما قد تنتظر حتى الآن لكي تقوم بهذا؟....)

مازلت لا أستطيع رؤية عيونه تلك لكن تمكنت من سماع صوته

:(غبية،حقاً حقاً غبية)

ميراي:(لما هذا فجأة؟! ماذا فعلت حتى؟!)

سمعته ينفخ بضيق ثم عاود الحديث بنبرة ضجرة

:(أنا لم أفعل أي شيء لكِ،ما حدث لكِ هو أمر طبيعي)

ميراي:(طبيعي؟...طبيعي كيف بحق؟)

:(حقاً...لكن ليس علي التعجب من جهلك،حتى أنا لم أتوقع حدوث هذا)

ميراي:(هذا؟...عما تتحدث بالضبط؟)

:(بدلاً من كونكِ غاضبة هكذا عليكِ حقاً البكاء من شدة الإمتنان لما حدث لكِ)

ميراي:(لما هذا؟ فقط قل ما حدث! يا الهي...)

:(لقد تم إنقاذ جسدك في الوقت المناسب،هذه هي مرحلة النمو الأولى لإلف التنانين)

لم أتمكن من استيعاب ما قاله لوهلة

لكن سرعان ما حدقت بالفراغ أمامي بذهول

ميراي:(ما-ماذا؟!)

تنهد بضيق مجدداً

ميراي:(مرحلة النمو الأولى؟...ذاك الصداع القوي و فقدان الوعي هو أمر طبيعي بالنسبة لهذه المرحلة؟)

:(أجل،أيتها الجرذة)

ميراي:(...لكن ما قصدك بأنه تم إنقاذ جسدي بسببها؟)

:(جسدك الضعيف ذاك لم يكن ليتحمل وجودي داخله،لقد كان بدأ بالتدهور بالفعل و كانت مسألة وقت قبل أن تموتي)

ميراي:(ما-....)

شعرت بقشعريرة في جميع أنحاء جسدي

كما شعرت كأن تيار هواء بارد يمر علي

كان الأمر غريباً حقاً

أنا؟

أنا كدت أن أموت؟

لكن....

هذا غريب...

غريب للغاية

ميراي:(م-ماذا....ما الذي قد يغيره مروري بمرحلة النمو الأولى هكذا؟)

:(أصبح جسدك أكثر استقراراً هكذا،بدلاً من الصراع الذي كان بين دماء إلف التنانين و العنقاء داخلك)

ميراي:(صراع؟ماذا تقصد بهذا؟)

:(لا أصدق أنه علي شرح هذا.... عادة عندما يولد أي طفل بين نوعين مختلفين فمن المفترض أن تطغى دماء النوع الأقوى على الآخر كي يكون هناك توازن داخل الجسد)

ميراي:(اه أذكر أننا تحدثنا عن شيء كهذا،كيف أن أبناء عمي لا يواجهون مشكلة مع تعطش الدماء بسبب دماء إلف التنانين....لكن ما الذي حدث معي ليجعل القوى داخلي تتصارع لحد تحطيم جسدي؟)

:(دماء إلف التنانين و طبيعة سحرهم مختلفة تمام الاختلاف عن دماء إلف العنقاء و طبيعة سحرهم،لا يمكن حقاً تحديد من أقوى مِن مَن. في الوضع الطبيعي،دماء إلف التنانين كانت ستطغى على العنقاء لكن بسبب ختم روحي داخلك و قوتي فكان من الصعب أن يحدث التوازن بينهم)

ميراي:(...هذا لأنك أنت أيضاً مزيج منهما؟)

:(...ليس تماماً،في الواقع أنا أعتبر كقوة ثالثة جديدة لذا كانت دماء كلاهما تتصارع مع قوتي و كان هذا سيدمر جسدك في النهاية)

ميراي:(اه... أنت شيء مختلف؟...لكن كيف؟ ألست مزيجاً من التنانين و العنقاء؟)

:(لا يوجد سبب لي لكي أشرح هذا الأمر لكِ)

ميراي:(أوه بحقك الآن! نحن نتحدث عن جسدي هنا!)

:(و؟ لا يخصني)

ميراي:(كيف لا يخصك و أنت مختوم داخله؟)

:(لا أريد أن أتحدث عن هذا و لا توجد طريقة لجرذ مثلك لتجعلني اتحدث)

ميراي:(... أنت مزعج للغاية بعض الأوقات....لكن.. أنا فضولية بشأن شيء ما،ماذا سيحدث لك لو متُ أنا؟...هل ستتحرر؟)

:(....كلا،سأظل مع جثتك للأبد)

ميراي:(أوه...)

صدمت قليلاً مما قاله و شعرت ببعض الخوف من تخيل الأمر

ميراي:(...هل كنت تعرف أن جسدي سوف يتحطم؟)

:(أجل،استطعت الشعور به يبدأ بالتفكك،لكن مرورك بمرحلة النمو الأولى يعني أن الإستقرار حدث و طغت دماء إلف التنانين)

ميراي:(...و ماذا سيحدث لو طغت دماء إلف العنقاء؟)

:(سوف تموتين)

ميراي:(م-مهلاً لما هذا؟...)

:(لأن التنانين لديهم ميزة عند مرورهم بمرحلة النمو الأولى و هي أنه يتم إصلاح أي أضرار بالجسد)

ميراي:(إصلاح أي أضرار؟...تعني أن ذاك التفكك سيختفي؟)

:(مذهل هل اكتشفتِ هذا بمفردك؟)

ميراي:(أيها العجوز الوغد! لا تسخر مني! لم أعرف بهذا قبلاً)

:(لا أهتم....لكن ذاك الإستقرار لن يدوم مع ذلك)

ميراي:(لحظة ماذا الآن؟)

:(طالما أنا متواجد هنا فلن يستقر ميزان القوى بداخلك،سيطرت دماء إلف التنانين لكن بعد فترة لا أعلم متى بالضبط سوف تعود دماء إلف العنقاء للتصارع معها و معي حتى تستقر مجدداً)

ميراي:(...تقصد مرحلة النمو الثانية؟)

:(ربما...لكن ليس احتمالاً كبيراً بما أن حكاية إصلاح كل شيء تكون في المرحلة الأولى فقط)

ميراي:(اه.... ا-اذًا...لن أعيش طويلاً أليس كذلك؟)

:(احتمال كبير،أجل)

ميراي:(اوه...م-ماذا عن أخي؟...)

:(نفس الأمر معه)

ميراي:(...فهمت)

شعرت بشعور غريب من الراحة بسماع هذا

لكن في نفس الوقت كان هناك شعور كئيب و حزين للغاية أصابني فور تخيلي لحال والدنا و شقيقنا

شعرت بالقلق و التوتر لذا سألته بحذر

ميراي:(...أسمع،ألا توجد طريقة للحفاظ على التوازن؟)

:(....لما علي أن أخبرك بها إن وُجِدَت؟)

ميراي:(أنت! ألم تقل أنه لو مت أنا فسوف تبقى محبوساً داخلي للأبد؟)

:(....)

ميراي:(...هل تريد حقاً لهذا بأن يحدث؟)

:(....تسك حسناً حسناً! يالك من جرذة مزعجة!)

ضحكت بخفة و نظرت نحوه منتظره سماع ما سيقول

:(هناك طريقة....لكن لعلمك فقط أنا حقاً لا أعرف إن كانت ستنجح)

ميراي:(لا يهم علينا أن نحاول فحسب!~)

:(....في الوقت الذي كنت حياً فيه كان من العادي العثور على أكثر من شخص يعاني من عدم التوازن ذاك،نظراً لأنه لم يعتد الجميع على التعامل مع السحر حقاً لذا....لذا أنا و أخي قمنا باختراع تقنية لكي يعالج ذاك الأمر لكن...)

ميراي:(لكن؟...)

تنهد تنهيدة طويلة

:(يلزم لها نوع معين من الأحجار السحرية،لا أعرف إن كان لا يزال ذاك النوع موجوداً حتى الآن)

ميراي:(اه... إذًا علي فقط البحث عن ذاك النوع؟)

:(أجل،لكن عليك أن تكوني في حالة عدم الاتزان تلك مجدداً لكي ينجح الأمر)

ميراي:(...فهمت،حسناً أنت أعلمني فور بدأ تصارع القوى بداخلي لكي نبحث عنها!~)

:(وهل أنا كلبك أو شيء كهذا؟)

ميراي:(ألا تريد أن تبقى داخل جسد حي بدلاً من أن تسجن في مقبرة للأبد؟)

صمت لفترة طويلة بحق بعدها سمعت صوته بنبرة غير مبالية

:(أيا يكن أيتها الجرذة،فقط انتظري حتى اتحرر تماماً من جسدك القذر ذاك)

ميراي:(هيهيهي~ استمر بالتمني~)

:(تسك... اللعنة! لا أريد البقاء معها حتى تستفيق!)

ميراي:(...هل سيدوم الأمر طويلاً؟)

:(أجل لأن جسدك كان في حالة مزرية)

ميراي:(تباً لا أريد البقاء مع العجوز الغبي لهذه الفترة....)

:(و أنا بالمثل،فقط اخرسي حتى تستفيقي)

ميراي:(ماذا؟~لكن الأمر ممل للغاية الجلوس بصمت و التحديق في الظلام)

:(لا أهتم)

قالها بنبرة غير مبالية و بدأت عيناه الحمراء تُغلق حتى اختفت مجدداً

ميراي:(هل حقاً ستنام و تتركني هكذا؟)

لم أسمع أي رد منه

ميراي:(...هااااه!~ هذا مملل!~)

أسندت ظهري إلى تلك القضبان و ظللت أحدق بصمت لفترة

ميراي:(... إذًا هل اخطأنا عندما ظننا أنهم لم يريدوا لنا بلوغ مرحلة النمو الأولى؟... أم... أم هل تخيلوا أن أجسادنا سوف تتحمل بطريقة ما؟)

تنهدت تنهيدة طويلة

ميراي:(...هل...هل أستطيع أنا أيضاً النوم هنا؟...همم)

لذا ارحت ظهري ببطء و حذر على الأرض

ميراي:(الأرض باردة....تذكرني بأرضية المختبر....اتسائل لو ميكا يتحدث مع ذاك الرجل الآن....إنه أكثر لطفاً من ذاك العجوز معي هنا)

رفعت يدي و قمت بتشمير كم الفستان الذي كنت ارتديه

ظللت أحدق بالمنظر أمامي

منظر كل تلك الندوب على ذراعي

ميراي:(....هذه...هل ستختفي كل تلك الندوب أيضاً؟ أتمنى هذا.... أشعر بالخوف و الحرج كل مرة عندما نلعب أو نجري كثيراً خشية أن تظهر إحدى تلك الندوب....هههه~ إن اختفت فلن اضطر إلى ارتداء ملابس طويلة الأكمام في الصيف هكذا~)

انزلت يدي و حدقت لأعلى

لم أتمكن من رؤية أي سقف

فقط المزيد من الظلام

ميراي:(اتسائل كيف سوف أشعر عندما يختفي شعور الخوف من ظهور تلك الندوب؟... أراهن أنه سيكون شعوراً جميلاً للغاية~)

:(أيتها الجرذة أنتِ تتحدثين كثيراً)

أدرت رأسي ناحيته

ميراي:(و ماذا تريد مني أن أفعل؟ أنا أتحدث إلى نفسي)

:(تحدثي إلى نفسك داخل عقلك،لا أريد سماع صوتك المزعج ذاك لأكثر من هذا)

صمت لفترة قبل أن انهض و اجلس مقابلة لتلك القضبان

ميراي:(أنت....هل أنت حقاً تكرهني؟ أم... أم أنا فقط مزعجة بالنسبة إليك؟...)

لم أسمع رداً منه

ميراي:(....أعرف أنني قد أكون مزعجة حقاً معظم الوقت و..و أصدر كثيراً من الضجة لكن...لكن لو لم أفعل هذا...لو لم أحاول جعل الأجواء حيوية طوال الوقت...ا-الن يصبح من حولي مكتئبين؟)

:(عما تتحدثين بحق؟)

ميراي:(أعني... أعني أخي لا يتحمل ما اتحمله لذا...لذا أليس توفير جو من الحيوية و النشاط حوله يساعده على البقاء هادئاً؟... أم أنا فقط ازعجه؟...هل أنا ازعجك؟)

:(أجل،أنتِ مزعجة)

ميراي:(أوه....فهمت...)

:(...أيضاً أخوك يستطيع أن يساعد نفسه بنفسه)

ميراي:(ماذا؟ كلا أنا أعرف ميكا.... أيضاً حتى إن كان قادراً على هذا فمازال علي المساعدة،إنه أخي بعد كل شيء)

:(... أنت غريبة)

ميراي:(أليس لديك أنت أيضاً اختيار توأم؟ ألم تكن تهتم لامره؟)

:(...لا أستطيع أن أجيب أنا على هذا)

ميراي:(أوه...ماذا سيحدث لو حصلت على حارس روحي؟)

بدأت العيون الحمراء تظهر من جديد ببطء

:(ماذا؟)

ميراي:(أعني لو حصلت على حارس روحي ألن يحمي هذا جسدي من التحطم؟)

:(....ربما،لكن لا أعرف إن كنتِ سوف تحصلين على واحد)

ميراي:(و لما قد لا أحصل؟~ لقد مررت بمرحلة النمو الأولى)

:(هذا لا علاقة له بالحصول على واحد)

ميراي:(حقاً؟ هممم~ لكن أنا نوعاً ما سوف أشعر بالحزن على المسكين الذي سيتوجب عليه أن يحافظ على جسدي طوال الوقت)

:(ربما قد ينجح أو قد ينتهي الأمر بموت كلاكما)

ميراي:(ح-حقاً؟.... إذًا حقاً لا يوجد حل آخر عدى تلك التقنية التي قلت عليها...)

حل الصمت مجدداً لفترة

ميراي:(... أسمع...لم تجب على سؤالي حقاً...هل أنت تكرهني؟)

:(أجل)

ميراي:(ل-لما هذا؟....هل لأنك محبوس هنا؟... أعني بعد البقاء هنا لبعض الوقت شعرت بقليل من الحزن عليك...المكان هنا مخيف....ملئ بالظلام....)

:(هه إنه مخيف لجرذة مثلك،أنا لست خائفاً من شيء سخيف كهذا...رآت ما هو اسوأ)

لسبب ما كانت نبرة صوته في النهاية محملة بالندم و الحزن

لم أعرف ما قد أقول لشخص فخور مثله لذا تجاهلت الأمر

ميراي:(إذًا لا تكرهني لأنك محبوس هنا؟)

:(كلا،ليس أنتِ من وضعني هنا)

ميراي:(لما تكرهني إذًا؟... أيضاً هل تعرف من قام بختمك داخلي؟)

:(كرهي لك ليس علي تفسيره،و كلا أتمنى لو كنت أعرف هوية ذاك الوغد لكن.... أنا لا أعرفه)

ميراي:(اه.... تباً كان سيكون من الجيد لو كنت تعرف من يكون...)

:(لا أظن أنكم قد تستطيعون فعل أي شيء له حتى لو كنت أعرف من يكون)

ميراي:(و لما هذا؟ هل هو بهذه القوة؟)

:(بما أنني لم أتمكن من الشعور بقوته فلا أظن أن أي منكم قد يتمكن من لمسه حتى)

ميراي:(...هو....هذا ليس جيداً...لا تملك خطة لكي نهزمه؟)

:(لما قد أضع خطه لهزيمته؟)

ميراي:(ألا تريد الانتقام ممن حبسك هكذا؟)

صمت لفترة ثم فتح عينيه ببطء

:(لن أتمكن من فعل أي شيء ما دمت داخلك هكذا)

ميراي:(حقاً؟...لما هذا؟)

:(لأن جرذة مثلك لن يستطيع جسدها تحمل قوتي)

ميراي:(أوه هكذا إذًا....لا تعرف طريقة لكي تخرج من هنا؟)

:(كلا....حالياً)

ميراي:(تعني أنك سوف تكتشف طريقة في وقت ما؟)

:(من يدري)

و أغمض عينيه مجدداً

ميراي:(.... أتمنى أن تفعل هذا،عندها ستتحرر أنت و سوف نهزم ذاك الوغد الذي عذبني و أخي و حبسك و أخوك!~)

سمعت ضحكة ساخرة

:(و من قال إنه إن تحررت فسوف اساعدك؟)

ميراي:(...من يعلم ربما سوف تتغير~)

لم أسمع رداً منه

و هكذا ارتميت على الأرض مجدداً و ظللت أحدق في الظلام

مرت فترة طويلة بحق ظللت اتدحرج على الأرضية لتمضية الوقت

كان الوضع مملاً بحق

لكن و أخيراً بعض كل ذاك الظلام بدأت أشعر أنني أستعيد الوعي.

بدأت أستعيد حواسي ببطء و لامست يدي شيئاً ناعماً للغاية

لم أتمكن من التعرف عليه لذا حاولت فتح عيني

كان هناك صداع خفيف و لم تكن رؤيتي واضحة

مازلت أحاول التعرف على ذاك الشيء الناعم الغريب

بدأ نظري في التحسن شيئاً فشيئا حتى أصبحت رؤيتي واضحة تماماً

فنظرت على الفور لأرى ما ذاك الشيء الناعم فقط لاتفاجئ بجناح أسود غريب

انتفضت من مكاني و أخذت تنظر إلى ذاك الجناح

لقد كان متصلاً بظهري

جناح يشبه جناح طائر أو يشبه جناح غراب بلونه الأسود القاتم ذاك

بدأت أحاول النظر إليه بشكل واضح فرأيت ما يشبه ناب حاد على مفصل الجناح و الجناح الآخر كذلك

تعجبت حقاً من تلك الانياب البيضاء على جناحي

كان شعوراً غريباً للغاية بحق و أنا أحاول تحريك ذاك الجناح

للحظة كنت أشعر أنه منفصل عني و كانت محاولتي في تحريكه تشعرني بقليل من الدغدغة

كان الأمر غريباً بحق

لمحت بعيني منظراً غريباً آخر

أخي كان نائماً بجانبي لكن

ميراي:(اااه! ما هذا؟! ميكا!)

و انقضضت عليه و حاولت ايقاظه بدأ يفتح عينيه ببطء و تحدث بنبرة متضايقة كالعادة

ميكايلا:(ماذا؟ ما خطبك فجأة؟..)

ميراي:(رأسك! رأسك! أنظر إليها!!)

فتح عينيه و نظر نحوي بانزعاج

ميكايلا:(ما خطب رأس-وااه!)

انتفض و تراجع للوراء بنظره ذهول على وجهه

ميكايلا:(أ-أنتِ! أنتِ لديكِ قرون؟!)

ميراي:(لحظة أنا أيضاً؟!)

بدأت أتحسس رأسي

ميكايلا:(أنا أيضاً؟ ماذا تقصدي-)

بدأ اخي يتحسس رأسه هو أيضاً فتفاجئ و حدق كلانا نحو بعضنا البعض بذهول تام

ميراي:(ل-لحظة ليست القرون فحسب...ل-لون عينك!)

ميكايلا:(أ-أنتِ أيضاً! لون عينك إنه)

ميراي& ميكايلا:(يشبه لون عيون والدنا!!)

صمتنا مجدداً بعيون مرتعشة و متفاجئة

ميراي:(لحظة ميكا....هل...هل هذا جناح؟)

أشرت إلى ما بدى لي من زاوية نظري قوسين رفيعين بلون أبيض ناصع خلف كتفي أخي

ميكايلا:(صحيح... أنت لديك جناحين بلون أسود و أنا...اممم)

بدى أخي يحاول بصعوبة تحريك جناحه ذاك

و بعد لحظات رأيته يتحرك و أصبحت أجنحته منبسطة

كانت بلون أبيض ناصع حقاً بدى كأنهم يلمعون

ميراي:(واااه!~ جميلة للغاية!~)

بينما كنت أنا معجبة تماماً بشكل أجنحة أخي فكان يبدوا علية القلق و التوتر من شيء ما

ميكايلا:(ه-هذا...هذا غريب للغاية...ماذا حدث لنا بحق؟)

تعجبت من السؤال قليلاً

ميراي:(ماذا تقصد بماذا حدث؟ ألم يخبرك ذاك الرجل بشيء؟)

هز رأسه نافياً مما زاد من الحيرة لدي

ميراي:(ماذا؟...ظننتك سوف تتحدث معه أو حتى تراه....)

ميكايلا:(لم يحدث هذا،لم أرى شيئاً سوى الظلام طوال مدة غيابي عن الوعي....كم غبنا عن الوعي حتى؟)

ميراي:(لا أعرف....لكن على أي حال ذاك العجوز قال إننا مررنا بمرحلة النمو الأولى لنا...و...و أن هذا أيضاً انقذ حياتنا)

ميكايلا:(لحظة ماذا؟... أنقذ حياتنا كيف بالضبط؟)

ميراي:(لقد قال الكثييير من الأشياء~ لكن ميكا هكذا نحن نستطيع الطيران صح؟~)

ميكايلا:(ما الذي تسألين عنه الآن؟! قولي كيف بحق تم إنقاذ حياتنا بسبب المرحلة الأولى!)

ميراي:(لما أنت غاضب هكذا؟ سأخبرك على ايه حال،فقط اهدأ قليلاً)

ميكايلا:(كيف تريدين مني الهدوء و أنت قلت منذ ثواني أننا كنا سوف نموت؟!)

ميراي:(لكننا لم نمت-)

فتح باب الغرفة قبل أن أكمل الحديث

و دخل ليليا أولاً

ليليا:(رأيت؟ أخبرتك أنني سمعت صوت ميكايلا~)

مالفرد:(استيقظوا بالفعل؟....حسناً هذا جيد للغاية في الواقع)

ليليا:(أجل!~ كما توقعت أنت~)

حدق كلانا نحوهم بتساؤل

رأينا عدة أشخاص يسرعون نحونا

مالوس:(أنتما استيقظتم!~ هذا رائع!~)

أرنولد:(كيف يبدوان؟~ كيف يبدوان؟~ أريد أن أرى!~)

ميراي:(ا-ارنولد؟)

مالفرد:(حسناً حسناً فليهدأ الجميع الآن،واثق أنهم يشعرون بالكثير من الحيرة حالياً)

كلاوس:(بالطبع،لذا من دواعي سروري شرح ما حدث لهما~)

ديتر:(كلاوس عمي قال بأن نهدأ)

كلاوس:(أوه لن اثير أي ضجة، أنا كنت أتمنى حدوث هذه اللحظة!~)

مالفرد:(أيها الوغد المتفاخر،ارجع للخلف مع إخوتك كلاوس)

كلاوس:(أوه هيا الآن يا عم!~)

ميكايلا:(ما الذي تفعله هنا حتى؟)

ضحك ليليا و نظر نحو وجه أخي المنزعج

ليليا:(لقد بقى الجميع هنا بعد سماع ما حدث لكما~)

ميكايلا:(بقوا هنا؟...لحظة! هل انتهى عيد ميلادك أخي؟!)

ميراي:(مهلا حقاً؟!)

مالوس:(أوه أجل....منذ فترة طويلة في الواقع...)

نظر نحونا و سأل بقلق

مالوس:(هل أنتما حزينان؟....)

ميراي:(...ك-كلا....منذ فترة طويلة؟...كم بالضبط؟)

ليليا:(حسناً،لكن لا تشعروا بقلق أو بصدمة)

ميراي:(...هذا يثير قلقي ليليا)

تنهد والدنا بضيق و سحب ليليا إلى الخلف بينما تقدم هو نحونا بإبتسامة واسعة و جلس جانبنا

طبعاً اندفع أرنولد إلى الغرفة تبعه شقيقنا و كلاوس و ديتر

و الشخص الذي تفاجئنا من حضوره كان سيدويل الذي سحبه ليليا إلى الداخل مع نوي

جرى أرنولد و قفز على السرير نحونا

ارنولد:(واااه!~ تبدوان مختلفين للغاية!~)

مالوس:(ل-لكن ليس بطريقة سيئة!)

ديتر:(أجل،مازلتم لطفاء كالعادة)

كلاوس:(هذا أكيد!~)

نظر والدنا بغضب نحو أرنولد و كلاوس

مالفرد:(ألم أخبركم بعدم الاندفاع هكذا؟)

ضحك كلاهما بينما ربت ليليا على ظهر والدنا بابتسامة عريضة

ليليا:(هيا يا مالفرد لا تكن مملاً~ من الطبيعي أن يشعروا بالحماسة هكذا)

حول والدنا نظره نحو ليليا بنية القتل

مالفرد:(انت أيها البالغ الوحيد بينهم ألم تكن تستطيع أن تهدأ منهم قليلاً؟)

ليليا:(لما قد أفعل هذا؟ اتركهم على طبيعتهم~)

مالفرد:(أيها ال....ماذا توقعت منك؟)

زادت الابتسامة على وجه ليليا إشراقاً

ميكايلا:(حسناً حسناً نحن نعرف بالفعل أن هذه هي مرحلة النمو الأولى،كنت أشعر بالحيرة من شيء آخر)

مالفرد:(عرفتم بالفعل؟...كيف هذا؟)

ميراي:(اممم...فقط شعرت بأنها كذلك~)

ليليا:"هل الأمر له علاقة بتلك الأرواح؟"

أومأت برأسي خلسة

انحنى ليليا و همس بشيء في أذني والدنا

مالفرد:"اه هو من أخبرها.... غريب أنه قال لها ما حدث هكذا فقط"

أرنولد:(لكن هذا غريب حقاً)

كلاوس:(و ما الغريب ارنو؟)

ظل أرنولد يحدق نحونا و يتفحصنا

ميكايلا:(ما خطبك الآن ؟...)

ارنولد:(هممم~عمي لما اجنحتهم تبدوا هكذا؟)

ليليا:(اجنحتهم؟...)

حول الجميع نظره نحونا

مالفرد:(....جناح ناصع البياض....)

كان هناك تعبير فارغ على وجه والدنا و هو يحدق نحو أخي

مالوس:(لكن...لكن شكلها يشبه أجنحة الطيور أكثر من التنانين...هل هذا بسبب دماء إلف العنقاء؟)

سيدويل:(شكلها جميل للغاية~)

كلاوس:(أنت محق،ههه~ أنا احسدكم إنها أجنحة من المريح النظر إليها~)

ديتر:(أجل...جميلة بحق~)

نوي:(أ-أجل)

ارنولد:(هكذا أنا اتحرق شوقاً لرؤية هيئتكم الأخرى!~ هل ستكون مزيجاً بين طائر عملاق و تنين؟~سيكون هذا مذهلاً!~)

مالفرد:(حسناً لدى كلاكما قرون العائلة و الذيل ذيل تنين،أظن أنه كما قال أرنولد~)

مالوس:(أ-أيضاً لون عيونكم اختلف)

ارنولد:(أجل!~ أجل!~ لقد اختلف لون عيونهم كما حدث معي!~)

ليليا:(هذا قد يعني أن سحركم المميز قد تم تفعيله أيضاً)

ميراي:(ماذا؟ كيف هذا؟)

ليليا:(أجل,بافتراض أنكم مررتم بمرحلة النمو الأولى لدى إلف العنقاء أيضاً و التي تحصلان فيها على السحر المميز)

كلاوس:(هل هذا ممكن حقاً؟...أعني ربما بعد مزيد من التدريب قد يحدث هذا...)

سيدويل:(لكن الفترة التي قضاها كلاهما....لم يسبق لأي شخص بالبقاء كل هذه الفترة)

مالفرد:(توقعت أن يستغرق الأمر وقتاً طويلاً)

مالفرد:"إذا كانت أرواح المؤسسين داخلهم فمن الطبيعي فقط أن تصل قوتهم لذاك الحد"

ميراي:(...اممم ما علاقة الفترة بقوتنا؟...أو سحرنا المميز؟)

ليليا:(كما ترى الفترة التي يقضيها إلف التنانين غائبين عن الوعي في المرحلة الأولى يحدث فيها و يتحدد منها شيئين الأول هو تجديد الجسد من أي إصابات أو أي ضرر من أي نوع فيه،بمعنى آخر كأنكم تولدون من جديد)

جفل جسد أخي و حدق نحو يديه بنظره تسائل ابتسمت و ربت على كتفه برفق

ميكايلا:(هل....هل حقاً؟)

ميراي:(طريقة واحدة لكي نكتشف!~)

قمت بتشمير كم الفستان الخاص بي كان أخي يراقب بقلق

بعدها حدقت نحو يدي العارية الآن بذهول

لكن بعدها شعرت كأن هناك هواء دافئ غلف جسدي كله و ترك شعوراً من السعادة و الراحة لم أشعر به منذ مدة

ميكايلا:(ا-اختفت!)

ارنولد:(ما الذي اختفى؟)

ميراي:(أجل!~ واااه!~ أنظر إليها! إنها ناعمة و جميلة الآن!~)

عاود أخي النظر نحو يديه و قام برفع كم السترة بحذر بأيدي ترتجف

جفل جسده و ظل يحدق إلى يديه النظيفة من الندوب

ميكايلا:(ء-اه..هذا حقاً...)

مالوس:"اوه....ت-تلك...كل تلك الندوب و الجروح لقد... "

ارتمى شقيقنا على كلانا و عانقنا بقوة

شعرنا بجسده يرتجف بشكل طفيف

ميراي:(أ-أخي؟)

مالوس:(أ-أنا سعيد)

تفاجئ كلانا صوته لقد كان يبكي

ديتر:(مالوس؟ هل أنت تبكي؟)

ارنولد:(ماذا؟! لما قد تبكي الآن؟!)

نوي:(مالوس؟... أنت بخير؟)

كلاوس:"اه...لقد اختفى ما كان يذكركم بذاك الجحيم صح؟"

نظرنا نحو كلاوس و ابتسمنا له

سيدويل:"هذا...على الأغلب كان لدى كلاهما ندوب من ذاك المكان المقزز....المساكين... أتمنى أنهما بخير الآن بعد أن اختفت"

ليليا:(مالوس....هه ألست فتى رقيق القلب؟~)

لم نسمع أي شيء من والدنا لكننا وجدناه يعانق ثلاثتنا

مالفرد:"اه أنا... أنا أشعر بكثير من الراحة....أ-أنا"

ضمنا بقوة أكبر إليه

مالفرد:"أنا حقاً سعيد!"

ميراي:(أبي؟...)

ميكايلا:(ه-هل ستبكي أنت أيضاً؟)

مالفرد:(ء-اه كلا....ههه..ههههه!~)

انفجر والدنا ضاحكاً فجأة بصوت عالي و وجه محمر

بدى سعيداً و حيوياً للغاية بشكل لم نراه من قبل

لسبب ما سماعه يضحك بسعادة هكذا جعلنا نضحك نحن أيضاً

لم أفهم لما نضحك

لم أرى أي سبب للضحك

لكنني فقط استمررت بالضحك و شعرت كأن هناك شيئاً ثقيلاً للغاية اختفى فجأة من فوق كتفي

ارنولد:(ع-على ماذا يضحكون؟...)

ديتر:(ليست لدي أي فكرة لكن إنها فرصة ذهبية رؤية عمي يضحك هكذا)

كلاوس:(ألا يبدون سعداء للغاية؟~)

سيدويل:(كلاوس...)

كلاوس:(يا خال~)

سيدويل:(كلاوس رجاء...)

كلاوس:(ما رأيك في عناق جماعي؟~)

سيدويل:(و ها هو ذا....)

ليليا:(اوهو؟~ وهل هذا سؤال حتى؟~ هيا جميعاً فالننقض عليهم!~)

كلاوس&أرنولد:(مرحى!!~)

و هكذا انقض جميعهم علينا

مالفرد:(ليليا! تباً لك! أنت تخنقني هكذا!)

ليليا:(ماذا تقصد مالفرد؟~ إنه مجرد عناق~)

كلاوس:(عمي عينك امتلأت بالدموع من كثرة الضحك~)

ارنولد:(هذا يجعلك تبدوا لطيفاً للغاية في الواقع!~)

ضحك سيدويل ضحك لطيفة بحق

سيدويل:(إنها حقاً مناسبة مميزة أن يضحك خالي و يظهر مثل ذاك التعبير الرقيق و اللطيف~)

مالوس:(اه صحيح أبي وجهك محمر)

مالفرد:(ه-هذا طبيعي لأنني ضحكت لفترة...)

ضحك شقيقنا و ارتمى في حضن والدنا مجدداً

مالوس:(سعيد لرؤيتك بهذه السعادة!~)

ميراي:(أبي حقاً من المريح سماعك تضحك هكذا!~)

ارنولد:(أجل!~ لا أظنني رأيته يضحك هكذا من قبل!)

ميكايلا:(ااه! أرنولد أنت تسحق ذيلي!)

انتفض أرنولد و تراجع بوجه قلق

ارنولد:(آ-آسف! أنت بخير؟!)

ميكايلا:(أجل...لا أحب أن أمشي مع ذاك الذيل في الأرجاء هكذا)

كلاوس:(اه لا تقلق~ يمكنك أن تخفيه متى أردت~)

مالوس:(نفس الأمر مع الأجنحة)

ميراي:(لكنني أريد أن أطير بها!~)

مالفرد:(حسناً لكن عليكِ التعود عليها أولاً بعدها-)

ليليا:(سأعلمك الطيران!~)

:(كلا!)

رد جمعنا في نفس الوقت

حدق ليليا نحونا بصمت قبل أن يعاود الحديث بنبرة ملحة و راجية

ليليا:(لكن! لكن هل هذا بسبب آخر مرة؟! أعدكم أنني لن أرمي بهم-)

مالفرد:(قطعاً لا،مستحيل،لن يحدث ما دمت حياً!)

ضمنا شقيقنا نحوه بشدة كأنه يحاول الحفاظ علينا من إعصار ما

مالوس:(أنت بالذات لن تعلمهم الطيران!و أجل! هذا بسبب ما فعلته معي!)

ميراي:(أخي أنت بخير؟...)

ميكايلا:(اللعنة ليليا،لقد سببت له صدمة نفسية)

ديتر:(مع كامل الاحترام لكن...خالي حقاً لن يكون من الجيد أن تعلمهم أنت...)

ليليا:(ماذا؟! لكن-)

مالفرد:(دون لكن! أنت سيء في هذا ليليا،حتى نوي يمكنه أن يعلمهم الطيران افضل منك!)

انتفض جسد نوي و أشار نحو نفسه بوجه مصدوم

نوي:(أ-أنا؟)

ليليا:(نوي؟!لكنه لا يستطيع الطيران حتى!)

مالفرد:(بالضبط!مهاراتك في التعليم بهذا السوء لدرجة أنني سوف أثق في نوي أكثر منك!)

ارنولد:(أجل! حتى أنا لست بتهورك يا خال!)

ميكايلا:(جيد أنك تعترف أنك متهور إلى حد ما)

ارنولد:(بالطبع أنا كذلك~)

ميكايلا:(لما تبدوا فخوراً بهذا بحق؟)

تنهد ديتر و ربت برفق على ظهر أرنولد

ديتر:(من الجيد أنك مدرك أنك متهور....اتمنى ألا تتوقف عند هذا الحد و تحاول تقليل ذاك التهور)

ميراي:(لا أظنه سيفعل هذا...)

كلاوس:(على أي حال أنا و بلا فخر من سيتولى أمر تعليمهم الطيران~)

سيدويل:(و من أولى لك هذه المسؤولية؟ هذا فضلاً عن كونك لست أفضل من عمي...)

نظر سيدويل نحو ليليا

سيدويل:(لا أقصد شيئاً سيئاً عمي)

ليليا:(أنت..هكذا إذًا،لن اخذك معي لتناول الحلوى المفضلة لك مجدداً!)

انتفض جسد سيدويل و حاول التراجع عما قاله لكن كلاوس سبقه

كلاوس:(ماذا؟! أنا سوف أكون أكثر حرصاً،أعدكم أنني سأتكد من ألا يصطدموا بأي شيء حاد)

مالفرد:(معذرة؟)

مالوس:(أي شيء حاد؟! هل تنوي على تعليمهم خارج القصر؟!)

كلاوس:(همم؟ بالطابع أجل،كيف سأعلمهم الطيران إن لم يكن في الخارج في أي غابة؟~)

ليليا:(رأيتم؟! هو أيضاً يفكر مثلي،هذا يجعلنا إثنين و يعني أن رأي صائب)

مالفرد:(كلا،لا يعني هذا وأيضاً أمر تعليمهم الطيران هذا عايد إلي أنا،الأمر منتهي)

ارنولد:(عمييي!! لما هذا؟!)

كلاوس:(أوه هيا! بحقك يا عم!)

سيدويل:(...لا أمل من تغيير رأيك؟)

مالفرد:(كلا،لن اغييره.أنا من سيتولى تدريبهم على الطيران)

مالوس:(ل-لكن يا أبي!)

مالفرد:(مالوس،أنت ذات نفسك مازلت بحاجة لبعض التدريب)

مالوس:(لكن!...هاااه تباً)

ديتر:(حسناً...لقد اتخذت عمي قراره و هذا يعني أنه لا رجعة في هذا)

ميكايلا:(اممم أريد السؤال عن شيء ما....كم بالضبط بقينا في فترة النمو تلك؟ و أيضاً لم نعرف بعد ما الشيء الثاني الذي تفعله مرحلة النمو)

ميراي:(صحيح توقفنا عند حكاية إصلاحها للجسد)

مالفرد:(آه الشيء الآخر هو إجابة سؤالك ميكايلا)

ميكايلا:(حقاً؟)

كلاوس:(أجل~ حسناً الشيء الآخر هو مدى القوة التي يمتلكها كلاكما حقاً)

ميراي:(لحظة ألم يتحدد هذا بالفعل في أول مرة تعلمنا فيها السحر؟)

سيدويل:(أوه أجل،لكن ما يتحدد أثناء مرحلة النمو هو مقدار القوة التي قد يصل إليها كلاكما)

ميكايلا:(ح-حقاً؟!)

ميراي:(التي قد نصل إليها؟...تقصد أن الأمر ليس محدداً بشكل دقيق؟)

ليليا:(اه أجل،لا يمكن تحديد ذاك الأمر حقاً لأنه يتأثر بكثير من العوامل الأخرى)

مالفرد:(كلما طالت فترة السبات كلما دل على قوة و كبر الدوائر السحرية لديكم)

ميراي:(الدوائر السحرية؟)

ميكايلا:(آه تلك،قرأت عنها لتبسيط الأمر لك،مثلما يتواجد عروق و شرايين في جسدك للدماء تتواجد دوائر للسحر أيضاً)

ميراي:(حقاً هذا؟! لكن...هل هي توجد لدى الجميع؟)

مالفرد:(يفترض أنه لها أساس داخل جسد الجميع،لكن تطويرها و تحضيرها لكي تصبح قادراً على استخدامها و إستخدام السحر بها يتطلب التدريب الذي تقومان به)

ديتر:(صحيح،أيضاً يمكنها أن تكبر و تتوسع كلما زادت القوة السحرية لدى شخص ما)

ميراي:(هل هذا يعني أنه طوال فترة غيابنا عن الوعي كانت تلك الدوائر تقوى و تتوسع لنصبح قادرين على استخدام المزيد من السحر؟)

ليليا:(أصبت!~)

ميكايلا:(هكذا....ك-كم بقينا في تلك المرحلة الأولى إذًا؟)

مالفرد:(حسناً...بقيتم لشهر)

ميراي&ميكايلا:(شهر؟!!)

2024/09/14 · 13 مشاهدة · 6947 كلمة
Malak
نادي الروايات - 2025