"سكوويك! سكووويك!"
إستيقظَ الفتى الصغير على صوتٍ خفيف داخل كوخه، وفوجئ بوجود فأر ضخمٍ بحجم جسده قد إلتهم كل الثمار التي جمعها بالأمس، وفي نفس اللحظة لاحظَ الفأر ان الفتى الصغير قد إستقيظ فقام بالهرب على الفور
فهرع الفتى الصغير ملاحقا له، هل كانت رغبة ؟ أم غريزة ؟ لم يعلم الفتى الصغير لما يلاحقه لكن هنالك شي بالتأكيد بداخله يخبره انه يجب اللاحق به، بفضل تدريبات الفتى الصغير على فنون التي حصل عليها من النقش الغامض قد تعززت بنيته الجسدية كثيراً
بذلك أصبح قادراً على مجارة سرعة الفأر، بقى الفأر يتهرب يميناً ويساراً على الأمل من الإفلات من الفتى الصغير، وبعد عدة مناوراة، تراجعت سرعة الفأر فقام الفتى الصغير على الفور بالقفز والامساك به
حاول الفأر المقاومة والتملص من يدي الفتى الصغير، لكن دون تردد قام الفتى الصغير بالإمساك برأس الفأر ساحقً إياه بيديه العاريتين وناثراً الدماء في كل مكان
كان سبب سحق الفتى الصغير لرأس الفأر، ناتجاً عن رؤيته لرسمً في كتاب التعليمات الرث يوضح أن نقطة ضعف جميع الحيوانات هي الرأس
لحسن حظ الفتى الصغير، أن الحيوان الذي رسم كان شبيهاً بالفأر لذا تذكر الأمر على الفور وذلك لعدم معرفة الفتى بالحيوانات فهو لم يرى سوى وحوش ضخمة تتقاتل
بعد ذلك سحب الفتى الصغير جثة الفأر الى منزله، فقام برميها عند باب ودخل لمعرفة ما يفعله بالجثة من كتاب التعليمات الرث وبعد تصفحه لاغلب الرسومات
كانت الرسومات التي رأها تشرح التعامل مع الجثث، مثل تقطيعها، استخراج المواد التي بداخلها مثل عظام وغيرها
بعد أن انتهى من تصفح الرسومات، قام بالتقاط الجثة وبدأ في تمزيقها بيديه العاريتين مبتداً بالجلد، اللحم ثم العظام...
بعد أن قام بتقسيم كل شي، بدأ بأول شي تعلمه وهو إستعامل الجلد كملبس فقام بغسل الجلد مغطياً به جسده بعد ذلك قام بحفظ اللحم داخل الاوراق التي إستخدمها لتخزين الثمار سابقً، ثم توجه نحو العظام، قام بجلب حجرٌ سميك وبدأ ينحت عظام الفأر على شكل سكاكين بعد أن رأى أحدها على كتاب التعليمات
لم يدرك الفتى الصغير، أن موهبته على التطور والتأقلم جنونيه بشكل لايصدق فمن المستحيل على طفل يبلغ ستة أعوامً أن يفعل ما فعله
بعد أن إنتهى من مسألة الفأر، قام بالتوجه نحو الصخرة الغامضة، كانَ متحمسً بشكل كبير، فقد قام بتعلم تلك الفنون التي حسنت بنيته بشكل ملحوظ لهذا ظن الفتى الصغير أن بمقدوره الان تحطيم الصخرة
فقام بالوقوف أمامها مستعداً، شاحناً جسده لِاقصى حدوده، منطلقاً بكامل قوته ليلكم الصخرة بأفضل ماعنده
"كاااك! كاااك!"
لم تتزح الصخرة من مكانها، وكذلك لم يتتزح الفتى من مكانه بعد لكمها، لكن كان ذلك الصمت للحظات حتى قام الفتى الصغير بالصراخ بأعلى صوته متدحرجاً بكل مكان، كان يتألم بشكل جنوني نتيجة لِلَكمه الصخرة فقد سمعَ صوتَ عظامه تتكسر لصلابة الصخرة التي كان يبدو من المستحيل تحطيمها
نتيجة لضرب وتلطخ الصخرة بدماء الفتى الصغير، قامت بالاهتزاز بشكل جنوني ليتوهج إحدى النقوش على الصخرة، منطلقاً نحو جبهة الفتى الصغير مصتدمتً به
هذه المرة لم يفقد الفتى الصغير وعيه على عكس المرة السابقة التي حصل فيها على النقش لاول مرة، وهذا أسوء شي قد حصل له
بدأ يحصل على معلومات داخل عقله، بينما كان جسده يتدمر ويعاد تشكيله، كانت عظامه تتكسر ويعاد بنائها وطاقة غريبة في جسده تحترق بشكل جنوني
كان الفتى الصغير بالكاد متمسكاً بوعيه، بعد عدة دقائق من المعانات المستمرة انتهى الألم المريع، لكن على عكس المرة السابقة لم يفقد وعيه بل كان متمسكاً به حتى آخر شعرة
ثم بقِ جالساً على الأرض لفترة من الوقت، يستكشف التغيرات التي حدثت في جسده والمعلومات التي حصل عليها من النقش الجديد
أثناء إستكشافه للتغيرات الجديدة، علمَ أن بنية جسده قد تغيرت بشكل كُلي، ولو قام بالمقارنه بين بنية جسده الجديدة والسابقة ستكون كما المقارنه بين طفل ورجل بالغ، فبنيته السابقة ما كانت إلا تمهيداً لبينته الجديدة
أيضا أصبحت له القدرة على الإحساس بالطاقة الغربية التي تسري في جميع أنحاء جسده، كانت مثل بركان ثائر قد ينفجر في أي لحظة مطلقا شلالات من اللهب تدمر كل شي ورياح عاتيه تجتاح كل شي في مرماها
بعد ذلك بدأ يستكشف المعلومات الموجودة في النقش الجديد، كانت عبارة عن عن جزء آخر للفن الذي حصل عليه سابقا
الفن السابق كان يركز على ضغط القوة مرة واحدة وإطلاقها بكل عنان، أما الفن الجديد الذي حصل يركز على الحافظ على القوة وعدم إستهلاكها بشكل كلي
على عكس الفن السابق، هذا فن يتطلب إتقان شديد لجسد المستخدم ويحتاج الى انسجام كلي بين الجسد والعقل، وهذا شي يستحيل على الفتى الصغير إتقانه بيوم واحد
بعد ذلك قَضِيَ ما بقى من اليوم يتدرب على الفن الجديد ويقوم بجمع الطعام وتخزينه والتعلم من كتاب التعليمات تم أنهى يومه غارقاً بالتعب
مع إشارقة الشمس، يوم جديد قد بدأ، لكن على عكس الأيام الهادئة هذه المرة إستيقظ على صوت إهتزاز الكوخ الخاص به وبدون سابق إنذار يتحطم باب كوخه وإذ بذئب قرمزي عملاق يقتحم كوخه
"غررررر!"
يقفز الذئب القرمزي على الفتى الصغير، لكن مع تطور الفتى قام بمراوغة هجوم الذئب القرمزي وهرب على الفور الى خارج كوخه
لكن يتفاجأ بوجود خمسة ذئاب آخرى تنتظره خارجاً، فتنقض جميع الذئاب عليه محاصرتاً إياه
على رغم من قوة الفتى الصغير، لكن خبرته في القتالات الفعليه شبه معدومة
فتبدأ الذئاب بالهجوم عليه بمخالبها، واحد تلو الآخر ولا حيلة للفتى الصغير سوى الدفاع
بعد ان إمتلئ جسد الفتى الصغير بالجروح، لم يكن للفتى الصغير سوى فرصة واحدة للنجاة من هذه المعركة
عند قفز أحد الذئاب نحوه بشكل مباشر، علم أن هذه فرصته فقام على الفور بإخراج سكينة العظام التي صنعها وقام فورً بطعن الذئب في رأسه ممزقاً إياه
في نفس لحظة شعرت جميع الذئاب القرمزية بالخوف وتراجعت للحظة، وكانت هذه فرصة عظيمة للفتى الصغير فقام على الفور بالإنقضاض على أحد الذئاب طاعناً إياه في عينه
إرتبكت جميع الذئاب القرمزية وفرت بعيداً مع ذئب مصاب بعينيه، سقط الفتى الصغير على الارض بالكاد قادراً على ان يلتقط أنفاسه مغطى بالجروح لكن لحسن حظه كانت جروح سطحية فقط
عندما كان يقرأ كتاب التعليمات الرث سابقا، قد رأى في الكتاب أن هنالك عشبً قادرة على علاج الجروح السطحية ولحسن حظه قد رأها سابقا عند إستكشف محيطه، لهذا قام بإستخدامها لعلاج جروحه
بعد ان إلتقط أنفاسه وبدأ يسترجع شتات نفسه، علم أن سبب قدوم الذئاب نحوه كانت رائحة الدماء التي تركها على الارض في المرة الماضية التي قتل فيها الفأر
على مرمى ذلك بعد ينظف كل الدماء على الأرض، وقام أيضا يأخذ جثة الذئب القرمزي ليقوم بإستخراج كل المواد كما فعل سابقاً مع جثة الفأر
وقد رأى شيئاً صادماً