أدارت جيسيكا رأسها تنظر لكارل، ووسط شهقاتها ودموعها تمتمت" ساعدني..كار-
أطلق الرجل على رأسها النار قبل أن تنهي جملتها لينتشر دمها في كل أرجاء الغرفة، إتسعت عينا كارل بهول مما رأى..ثم تلقى ضربة عنيفة على رأسه من الخلف أفقدته وعيه...
***
على الجانب الآخر، إنطلقت الشاحنة فور صعود شارلوت إليها فتشبثت بقضيب معدني خشية السقوط فأبوابها الخلفية لاتزال مفتوحة، حينها نظرت بإتجاه السائق لتفاجأ بمايسون يجلس في الخلف بجانبها يأمرها أن تغلق الباب..لكنها لم تسمعه من كثرة الجلبة ومن ذلك الطنين الذي يلازم رأسها...
حين أغلقت الباب..شعرت بأمان غير طبيعي وكأنها عادت للمنزل، لم تفهم ماكان ذلك..لكنها ولأول مرة شعرت بالسعادة كونها هربت مع مايسون، ولكونها رفقة هذا المجرم...
لحقهم رجال الشرطة بسياراتهم، لكن براعة السائق تمكنت من تضليلهم لوقت ليس بطويل..كما أن الحظ لم يكن في صالحهم، ففور أن خرجوا إلى الطريق السريع إنفجرت عجلة الشاحنة ولسرعتها إنعطفت فجأة وخرجت عن مسارِها لتقع أسفل التل الممتلئ بالأشجار...
تهشمت الجهة الأمامية منها، وأما شارلوت..فقد شعرت بدوار أقبح من سابقه، وطنين بأذنيها جعلها تشعر بأن رأسها سينفجر..ناهيك عن أنه ينزف دماً بسبب إرتطامها بسقف الشاحنة...
شعرت فجأة بيد تسحبها نحو الأعلى بهدوء..ثم علمت بأنه مايسون يحاول فتح الباب الخلفي والذي أصبح سقفاً أثر إنقلاب الشاحنة رأساً على عقب...
حين فتح الباب، همّ بالخروج فلحقته هي ببطئ بينما بدأت تستعيد نظرها وحريتها في التحكم بجسدها، قفزت من أعلى الشاحنة ووقعت على العشب..وحين رفعت رأسها لمحت مايسون يتفقد منطقة السائق الذي لم ينجو من تلك الضربة المميتة، فالأشجار قد إخترقت الزجاج إلى مابعد الكراسي الأمامية...
وقفت ببطئ لتشعر بقطرات ماء تقع على وجهها بخفة..ثم هطل مطر غزير فجأة بللها بالكامل، وبينما هي شاردة تنظر للمكان حولها وللشاحنة..كان مايسون قد مشى مسافة مبتعداً عنها بالفعل، لتركض هي مسرعة بإتجاهه بعد أن لاحظت أنه تركها خلفه، فنادت بصوتٍ عالٍ" إنـ..إنتظرني!"
وضعت يديها على رأسها متجنبة المطر وركضت بأقصى سرعتها نحوه، فتوقف هو وأدار جذعه ينظر إليها وقد تبلل شعره بالكامل...
حين وصلت إليه قالت" ماذا يجب أن أفعل الآن؟؟ إنهم يظنونني شريكتك.."
فقال بكل برود وعدم مبالاة بينما ينظر داخل عينيها" ليس من شأني"
ثم إستدار وأكمل طريقه تاركاً إياها مندهشة من برودته، عقدت حاجبيها ونفخت خديها بغضب لتلحقه وتصرخ في وجهه" كل شيء حدث بسببك أساساً! ألا تشعر بالسوء من إقحامي في كل هذا!؟"
أجابها بينما يمشي" لايمكنكِ لومي على كلمةٍ قُلتها لكِ، أنتِ من إندفعتِ وفعلتِ كل ذلك لوحدك"
زاد ذلك من غيضها فتابعت صراخها من خلفه" اللعنة عليك لقد دمرت حيااااتي!!"
لم يعرها إهتماماً أو يبدي ردة فعل، فتنفست هي الصعداء وعلمت أن الأمر لن يفلح هكذا..فما كان منها إلا أن تتبعه نحو وجهته التالية لعلها تعثر على حل ما...
بينما كان مايسون يفكر...
(لايمكنهم إتهامها دون دليل..يبدو أنهم جربوا حظهم معي وحسب، لربما كانت حقاً شريكتي وكنت سأتركها ويلقون القبض على كلينا بسهولة..)
حينها إستدار بخفة وقد سمع صوتاً، توقفت شارلوت تنظر إليه بتعجب وقالت" ماذا؟"
رفع إصبعه السبابة أمام وجهها مشيراً لها بالصمت، ثم سمعت هي الأخرى نفس الصوت فقالت" هل لحقونا بهذه السرعة!؟"
كانت الشرطة خلفهم مباشرة، معهم كلاب تتبع و أضوية كشافة..حين إستدارت شارلوت كان مايسون قد إبتعد عنها مجدداً ولمسافة كبيرة أيضاً...
ركضت خلفه مهرولة بأقصى سرعتها متجنبة التعثر بأغصان الشجر المتساقطة تحتها، فأخذت تقفز ومايسون يحاول المشي بأقصى سرعته...
ثم رأته يجلس القرفصاء ويدخل بصعوبة في فتحة بدت جحراً أكثر من كونها كهفاً..ومن الصعب رؤيتها بسبب الأغصان المتساقطة التي تغطيها...
أسرعت شارلوت بالإنبطاح والدخول ببطئ مثل مافعل، وفور أن دخل كامل جسدها تزحلقت وسقطت على الأرض الصلبة، حكت ظهرها بألم وحين رفعت رأسها كان الظلام حالكا من حولها..لكن المكان لم يكن ضيقاً على جسدها مثل فتحة الدخول..كان أشبه بكهف عريض من الداخل...
همست بخوف" أ..أين أنت!"
لم تتلق إجابة لثوانٍ، ثم سمعت صوته من بعيد" هنا.."
زحفت بهدوء تتلمس الأرضية وتلوح بيده أمامها كي لاتصطدم بشيء ما، وكلما مشت بدأت ترى بطريقة أكثر وضوحاً..ثم لمحت ظل مايسون جالساً يلوح بيده لها...
تابعت طريقها وحين وصلت إليه أشار لها بالصمت..ثم رفع يده يريها ثقباً في السقف، يدخل منه ماء المطر ويظهر منه أضواء الشرطة التي تدور فوقهم مباشرة بحثاً عنهما...
ظلا جالسين بصمت ينتظران مغادرة الشرطة من المنطقة التي كانوا فيها...
***
حين طلع الفجر، وتوقفت الجلبة التي كانت تحدثها الشرطة مع توقف المطر مباشرة..سمعت شارلوت مايسون يتحرك وكأنه يأن بصمت متألماً، فسألت" مابك؟ هل أُصِبت؟"
لم يجبها، فتمتمت بغيظ مكلمة نفسها بصوت خافت" أنا الحمقاء لأني سألتك!"
إبتسم مايسون بخفة ثم أجاب" أُصبت بركبتي"
-" مِن الشاحنة؟"
لم يجبها، فأطلقت تنهيدة طويلة ثم رفعت رأسها تنظر من ذلك الثقب وقالت" هل تعتقد أنهم ذهبوا؟"
-" أظن.."
زحفت ببطئ نحو المخرج وبالرغم من ظلام المكان إلى أنها قد تمكنت من معرفة الطريق عبر تحسس الأرضية، وقفت وسحبت نفسها بصعوبة نحو الخارج مستلقية...
رفعت رأسها تنظر إلى الشروق ثم نظرت حولها تتأكد من عدم وجود أحدٍ حولها، فنادت مايسون ليخرج لكنه لم يرد عليها..فتمتمت محدثة نفسها" إفعل ماشئت! رجل معقد.."
أخذت تمشي بهدوء تفكر في وضعها الذ لايحسد عليه، ثم جلست على طرف جذع شجرة وشعرت بغصة..وبدأت دموعها بالنزول تبكي وتشهق بصمت تضع يديها على عينيها...
(حياتي ضاعت..وضاع معها مستقبلي، خسرت عملي الذي هو أهم مايكون في حياتي..ماذا سأفعل الآن؟؟)
رفعت رأسها تمسح دموعها لتلمح أعشاب بجانب شجرة بدت مألوفة لها، إبتسمت بألم وتمتمت" سأفعل ما أجيده حتى النهاية"
إستنشقت بعض الهواء ثم وقت تجمع بضعة أوراق من أعشاب مختلفة ومتنوعة..محاولة تذكر شكل التي كانت تعالجها به أمها حين كانت صغيرة، فقد كانت والدتها طبيبة أعشاب خبيرة...
مشت بإتجاه الكهف الأرضي وجلست ممددة قدميها تاركة نفسها تنزلق نحو الداخل، فوقف مايسون فجأة ولم يعرف أنها هي..حتى قالت رافعة يديها بإستسلام ولايظهر منها سوى ظلها" هذه أنا..شارلوت"
ثم مشت بهدوء راكعة كي لاتصطدم بالسقف وقد ظهر بعض النور من الثقب بما أن الصباح قد حل بالفعل...
جلست بجانبه ولفت قميصها تفتحه..لتسقط منه الأعشاب التي وضعتها فيه كي يسهل حملها، قضب مايسون حاجبيه ينظر إليها بصمت ماذا تفعل..فمدت يدها وقالت بكل عفوية" إقترب..أعطني ركبتك" صمت مايسون قليلاً ثم إقترب ومد ركبته بصعوبة وقد تكمش وجهه من الألم...
أخذت تتلمسها محاولة معرفة مدى خطورتها، ثم رفعت رأسها تنظر إليه وقالت" ألن تخرج؟ النور في الخارج سيساعدني أكثر.."
صمت ينظر إليها يكلمها بعينيه، فتأففت مستسلمة وقالت" تخبرني أن لا أحاول معك هاه.."
ظهرت إبتسامة خفيفة على وجهه لكنها إختفت فور سحب شارلوت لساقه بقوة، فتأوه بألم ونظر إليها بحدة..بينما إدعت هي عدم رؤية شيء...
ثم أعادت الكرة وحركتها بقوة بإتجاه الثقب الذي يظهر الضوء، فلم يتحمل مايسون وصرخ في وجهها" هل أنا لعبة بيديك!؟"
رفعت هي حاجبيها وقالت مدعية البراءة" لم أقصد..أبيت الخروج للنور فما كان لي خيار سوى إستعمال هذا النور الضئيل هنا"
عوج مايسون فمه بضيق بينما هي تطهر الجرح وتضمده، ثم قالت" إنتهيت.."
سحب قدمه ببطئ وصمت دون أن يشكرها على الأقل، فتنفست هي الصعداء وأسندت ظهرها للحائط ترتاح، ثم سألت" هل كنت لتقلتني حقاً إن لم أفعل ماتطلبه مني؟"
أجاب بعد تفكير عميق" لا.."
-" لِما؟"
-" لأجل كارل"
قالت شارلوت بإنفعال" أهذا هو السبب الوحيد! لأجل كارل؟؟"
هز رأسه إيجاباً، فعوجت هي فمها بضيق وكتفت يديها أمام صدرها بإنزعاج، ليسألها مايسون بعد صمت دام طويلاً" عالجتني دون أن آمرك بذلك...لِما؟"
-" هاه؟ أوه..ذلك لأنني طبيبة، وهذه مهمتي"
-" مهمتكِ أن تسعفي المجرمين؟"
-" حين يتعلق الأمر بالموت..فلا يهم مجرم أم شخص عادي"
ثم صمتا، فعادت شارلوت تسأل" أخبرني..لِما إختطفت موزيس؟"
أجابها ببرود" حماية له ليس إلا.."
-" حماية ممن؟؟"
-" قصة طويلة.."
أطبقت شارلوت شفتيها ببعض تشعر بالغيظ مكلمة نفسها (يقول لي أن أصمت بطريقة غير مباشرة!)
فسألها هو" أتحبين كارل؟"
أجابت بعصبية" ماذا أنلعب لعبة الأسئلة الآن!؟ لا! لا أحبه وليتركني وشأني!"
رفع حاجبيه متعجباً من رؤيته لها تغضب لأول مرة..فأشاح بنظره عنها وإكتفى بالصمت...
لكنها لم تكتفي بذلك القدر من الأسألة لإشباع فضولها عنه وعن محيطه..فعادت تسأل بعد أن إنطفأت نيرانها" هل..ستقتل مجدداً؟"
أخرج تنهيدة طويلة ثم قال بصوت عميق" لم يتبق إلا عائلة واحدة.."
سألت شارلوت بإنفعال" عائلة!؟ قلت أنك تقتل السياسيين وحسب!"
-" بلى..، أعتقد أنه لاضير أن أخبرك بهدفي الأسمى..وليام غرينفيل"
-" لم أسألك عن إسمه!"
نظر لها ببرود وقال" أجل أقوم بقتل الهدف وعائلته بأكملها كذلك..هل إرتحتي الآن!؟"
إصفر وجه شارلوت وتيبست شفاهها بخوف وصدمة، ثم تمتمت" لِما.."
-" لِما؟"
عقدت حاجبيها وقالت بعتاب" لما تقتل الأبرياء؟ ماذنبهم إن كان أب العائلة سيئاً!؟ ماذنب العنب بما يفعله الخمر!!"
أخذ ينظر داخل عينيها يفكر في كلامها ولم يجب عليها، فعادت هي تقول ناصحة" إن ماتفعله ليس صواباً صدقني..ليس لهم ذنب، أنت الآن حقاً أخذت دور الشخص السيء هنا"
-" السيء هو من بدأ كل هذا"
-" أوتعلم؟ أنا أيضاً فقدت عائلتي مثلك..لكنني لم أمشي في الطريق الذي سلكته أنت، لقد تخليت عن حلمي وأصبحت طبيبة..كي لايعاني الناس مثلما عانيت بسبب إهمال الأطباء! أقسمت أنني لن تترك أحداً يعيش ماعِشته أنا.."
-" وما شأني؟"
إحمر وجهها غضباً وإحراجاً فأدارت وجهها وقالت بغيظ" إفعل ماشئت!"
قلب شفتيه بحركة تعني أنه لايبالي وصمتا...
لكن كالعادة، كلما مارت الدقائق ببطئ كلما تجولت الأسألة كثيراً في دماغ شارلوت..فتعاود السؤال فاتحة موضوع آخر" قلت أن هدفك الأسمى هو وليام ديزافيل؟"
-" غرينفيل"
-" آه، إذاً لما قتلت بقية السياسيين؟"
-" أنتِ تسألين كثيراً"
-" هل لك أن تجيب؟؟" قالت بطلب، فأطلق هو تنهيدة طويلة وفكر في نفسه أنه لابأس من إخبارها الحقيقة..فأجاب" السياسيين الأخرون الذين قتلتهم، قتلهم لأنهم تستروا على مدير المشفى والأطباء الذين أهملوا عملية زوجتي، وهم من منعوا بنفوذهم أن يصل الأمر للمحكمة وأوقفوه بضغطة زر واحد..، قلتِ سابقاً أن كارل قد أخبركِ عن نذالة الشرطة؟"
هزت شارلوت رأسها كطفلة وأجابت" أجل..أخبرني أن رئيس القسم أو ماشابه قد قام بتهديده بموزيس"
-" ذلك صحيح، وهم من أمروا مدير القسم ليوقف الأمر عند حده..فقام هو بإتخاذ هذه الخطوة محبطاً محاولتي لرفع شكوى ضدهم..الأمر لعبة سياسية ليست إلا"
-" فهمت.." قالت شارلوت بينما تنظر للأرض تخدشها بأظافرها، ثم قالت" أتعلم..حتى وإن لم تقتل أحداً، سيجبر على دفع الثمن عاجلاً أم آجلاً بأي طريقة كانت..تتخذ العدالة مجراها دوماً في النهاية، هذا ما أؤمن به.."
تنفس الصعداء وسأل" كم عمرك؟ هل أنتِ في الخامسة أم أنكِ تشاهدين أفلام مارفِل ودي سي؟؟" -يقصد الأبطال الخارقين-
قضبت شارلوت حاجبيها وقالت بغضب ناعِم" هاي! أحاول أن أقول شيئاً مفيداً هنا!"
أشاح بنظره عنها كي لاتلحظ إبتسامته التي إرتسمت دون وعي منه، فتنفست هي الصعداء وسألته" ماذا سنفعل الآن؟"
-" نفعل؟" قال رافعاً حاجبيه، فأتبعت هي" ليس وكأنه لدي مكان آخر أذهب إليه.."
حك جبهته بإصبعه الخنصر وأجاب" لا أعلم، يتوجب علي أن أختفي عن الأنظار نهائياً هاته الفترة.."
-" فهمت.." ثم غيرت وضعيتها وتسطحت على جانِبها الأيمن وقالت" أريد أن أغفو قليلاً..لم أنم ليلة البارحة"
فنظر هو إليها بصمت ينتظرها أن تكمل..وكأنه يكلمها بعيونه أنه (وما شأني أنا؟)
فأتبعت هي وقد بدأت جفونها ترتخي" لاتغادر لأي مكان وتتركني هنا.."
رفع حاجبيه وقال" لا أحد يأمرني أو يخبرني ماذا أفعل، فهل هذا أمر؟"
هزت رأسها بالنفي وأجابت بتعب" إنه طلب..رجاءً.."
هز رأسه بإيجاب مبتسماً لأول مرة، وسرعان مازالت إبتسامته الخفيفة تلك..فتبسمت شارلوت بسعادة حين رأتها..ثم غفت...
***
كان مايسون جالساً يحرس المكان دون أن يرف له جفن، حينها سمع صوتاً يصدر من مخرج الكهف..فلم يحرك ساكناً كي لايلفت نظر أحد إليه محاولاً معرفة من أو ماهذا الشيء الذي يحاول الدخول..حيوان؟ أم إنسان؟؟
ثم ظهر أمامه ظل إمرأة تقف بثوبٍ أبيض طويل..لم يكن ناصع البياض بل باهت اللون والظلام يحيط بوجهها غير قادر على رؤيته ومعرفة هويتها...
لكن بدى الأمر وكأنها تنظر إليه مباشرة، تقف بصمت..حينها سأل هو" من تكونين؟ وكيف أتيت هنا؟؟"
فإقتربت المرأة منه بصمت وقالت" هل تظنني سعيدة لِما قتلت من أرواح؟"
ثم إتسعت عيناه حين رأى وجه زوجته كارولين ذات الوجه البشوش تسأله بطريقة حنونة، ثم جلست على ركبتيها تضع يدها على كتفه وهو غير مصدق لما يرى غير قادر على الحراك..فتمتم بحزن" إشتقت لكِ"
فقالت هي" أعلم، أنا أيضاً إشتقت لك.."
ثم نظرت لشارلوت وقالت" ماذنب الفتاة المسكينة؟ لقد تغيرت حياتها بين يوم وليلة.."
ثم عادت تنظر إليه فإذا بها تجده يبكي، وكأن وجودها بجانبه أعادته طفلاً صغيراً مشتاقاً..فإحتضنته وهمست في أذنه" يجب أن تصحح الوضع..أريدك أن تفعل.."
ثم مشت عائدة تخرج من الكهف، ليزحف مايسون من خلفها وهو ينادي ويترجاها أن لاتذهب..لكنها قابلته بإبتسامة عذبة وإختفت في لمح البصر...
ليشهق مايسون بصوت عالٍ ويستيقظ من رؤيته تلك بينما يتصبب عرقاً، مسح دموعه العالقة بين مقلتيه وإستنشق الهواء متمنياً لو كان ذلك الحلم حقيقة...
ثم تمتم بينما ينظر لشارلوت ويفكر في كلامها سابقاً" سيدفع الثمن عاجلاً أم آجلاً إذاً.."
***
خرج بوب -مساعد ورفيق آدم- من القسم يقود سيارة الشرطة، متجهاً نحو منزل كارل ليدلي بشهادته كما أُمِر...
ترجل من السيارة حين وصل..فمرت عليه قطة تموء بجانب السيارة تنظر إليه بعيون بريئة تبرق، فنظر يميناً وشمالاً ثم تمتم مبتسماً" أعتقد أنه لابأس بالتأخر دقيقتين لشراء بعض الطعام لك أيتها الجميلة~"
ربت على ظهرها الحريري ثم أغلق الباب ومشى حاملاً المفاتيح متجهاً نحو البقالة، أطعمها ثم عاد يمشي نحو منزل كارل..طرق الباب عدة مرات ولا أحد يجيب، فنادى من خلف الباب أنه شرطي وقد أتى ليأخذه للقسم يدلي بشهادته ليس إلا..لكنه لم يتلق أي إجابة كذلك...
فمشى حول المنزل ينظر إلى أن وصل لنافذة كبيرة، فمسح زجاجها بكمه وألصق وجهه به واضعاً يديه حوله كي يتمكن من الرؤية، ضيق عينيه مدققاً في شيء كان واقعاً على الأرض، ثم إتسعت عيناه وركض بإتجاه الباب وأخذ يضربه بكتفه حتى خلعه من إطاره ووقع على الأرض...
لتقابله جثة فتاةٍ تعفنت رائحتها..سحب مسدسه فوراً وأخذ يجوب المنزل يتأكد من أنه خالٍ، فور تأكده عاد ينظر للجثة..جلس القرفصاء ولبس قفازاته ثم أمسك شعرها بهدوء وأدار رأسها..ليفز للخلف ينظر بهول إليها، وقف يفرك وجهه بيديه بقوة..ثم أعاد شعره للخلف وقال بعد أن أطلق تنهيدة طويلة" يا إلهي..جيسيكا المسكينة، كيف سيكون رد آدم على هذا.."
سحب اللاسلكي ليتصل برفاقه يبلغهم ماحدث، ثم تنفس الصعداء وتمتم من جديد بأسى" آدم المسكين..ألا يكفي إصابته من شارلوت والصدمة التي سببتها له!"
ثم كلمهم عبر اللاسلكي وأبلغ القسم ماجرى...
يتبع...
رأيكم؟ توقعاتكم؟؟ تعليقاتكم على الفقرات تسعدني💗😊
شكراً على القراءة..أنرتم 🌹❤️ ✥ بقلم إيمان إيدا ✥