أومئ كارل بإيجاب وخرج مهرولاً..ليتنفس مايسون الصعداء بقلق، ثم ورده إتصال هو الآخر فأجاب" نعم.."

-" هل أنت مايسون؟"

- " أجل..من المتصل؟"

-" أتصل بك من مستشفى(****)، تعرضت زوجتك لحادث سير.."

نزل ذلك الخبر كالصاعقة على مايسون..ترك الأوراق مرمية على الأرض وهرول خارج الشركة دون تفكير...

***

-المستشفى-

مشت شارلوت في أروقة المشفى ذهاباً وإياباً ودموعها الحارة تأبى التوقف عن النزول، وبجانبها تقف جيسيكا حائرة فيما يجب أن تفعل...

حتى سمعتا صوت أقدام تركض بإتجاهيهما، إستدارت تنظر بتسرع..لتجد كارل واقفاً أمامها يلهث بوجه شاحب، فسألها في عجل:

-" أين هي؟؟"

شهقت شارلوت مختلطة أنفاسها بالبكاء..وأشارت بإصبعها نحو غرفة العمليات على يسارها...

دفع كارل الباب بعنف ودخل، لتحاول الممرضات إخراجه من الغرفة لكنه ظل ينظر لتلك المرأة التي أصبحت أقرب للجثة من كونها إمرأة...

تشوهت تماماً..جسدها ووجهها..ذهبت تلك الحسناء الشجاعة بعيداً وإستبدلت بجثة مشوهة مليئة بالكدمات من رأسها لأخمد ساقيها..والأهم من ذلك...

-" أين هو الطبيب!؟ لما لا أرى أي معدات بجانبها؟؟هل وظيفتكم هي الرقص أم إنقاذ الناس!!"

أخذ كارل يصرخ ويعاتب بغضب ليدخل حراس الأمن ويسرعوا بإخراجه من الغرفة...

-" عليكم اللعنة لما لا تفعلون شيئاً لإنقاذها!!"

أردفت الممرضة محاولة التوضيح" الطبيب مشغول سيديـ-

صرخ بهستيرية" إفعلوا شيئاً!!!"

إزدادت شهقات شارلوت مع صرخته وجلست تبكي بحرارة مغطية عينيها بيديها...

***

-على الجانب الآخر من المشفى-

ركض مايسون داخل المشفى يبحث عن زوجته الحامل..وهو يتمنى أن تنجو هي حتى وإن مات إبنه العزيز بداخلها...

(أرجوكِ كارولين لاتتركيني!)

مر بجانب غرفة كانت مفتوحة..بها رجلين وإمرأة مرتدين ثياباً بيضاء..يتناولون غدائهم مستمتعين مع بعضهم البعض يلقون النكات في جو مرح...

تجاهلهم ومشى نحو الغرفة المطلوبة..غرفة عمليات أخرى...

جلس على كرسي حديدي أمامها يمسك رأسه بيديه، لتمر ممرضة بذات الرواق..فوقف من مكانه بإندفاع يسألها" كيف حالها..كيف حال زوجتي؟؟ وماذا عن الطفل؟"

أجابته الممرضة ببرودة أعصاب" إهدئ سيدي، الطفل مات بداخلها فور وصوله إلى هنا..لقد إصطدمت بطنها بشيء صلب ومات الجنين بداخلها"

إحمرت عيناه وشعر بغصة منعته من الكلام، فأتبعت الممرضة حديثها" بخصوص المرأة فنحن نشخص حالتها الآن" ثم غادرت مسرعة، لينهار مايسون على الكرسي بحسرة..وبكى بصمت...

***

-على الجانب الآخر في المشفى-

كان كارل جالساً على الكرسي في صمت ينتظر..والطبيب لم يأتِ بعد...

فوقف بإنفعال ومشى بخطى عريضة متسارعة، لتقف شارلوت هي الأخرى وتلحق به..بينما غادرت جيسيكا بعد أن تلقت إتصالاً من والدتها تعاتبها فيه على تأخرها...

مشى كارل في الممرات يبحث عن ذلك الطبيب المشغول عازماً على تهشيم فكة بلكمة من قبضته التي يعتصرها منذ دخوله المشفى، مشى في رواق على يساره..ليجد مايسون جالساً على إحدى الكراسي بوجه شاحب...

-" مايسون!؟"

رفع مايسون رأسه بهدوء ينظر إليه..ثم إبتسم..وبدأت دموعه بالهطول وزالت إبتسامت، فأسرع بدفن وجهه بين يديه...

ركض كارل نحوه يسأل" هل أنت أيضاً..."

هز مايسون رأسه بإيجاب وأردف بصوت خافت" تعرضت لحادث سير.."

وضعت شارلوت يدها على فمها مشفقة على حاله..ليردف كارل بعصبية" لاتجلس هكذا وتنتظر..فالطبيب ليس بداخل الغرفة!"

نظر إليه متسع العينين وقال بعدم إستيعاب" ماذا...؟"

صرخ كارل في وجهه بإنفعال" زوجتـــــي تحتضر منذ ساااعة والطبيب لم يأتي إليها بعد!"

سمع كل من كان في المشفى صراخه..وإستداروا ينظرون إلى مايسون وكارل كيف يركضان في أروقة المشفى وتعتلي وجوههما ملامح غضب شديد...

-" أين هو الطبيب!" صرخ كارل بوجه إحدى الممرضات..لتتصلب هي مكانها خوفاً وتشير بيدها نحو غرفة على يمينها...

ركل كارل الباب بقوة ودخل متعصباً..لتتسع عيناه ينظر إلى المنظر أمامه، الطبيب جالس يضع قدماً فوق الأخرى يضحك ويلقي نكاتاً، وفي يده نصف ساندويشة..ومعه باقي الفريق الطبي يجلسون بإرتياح...

برزت العروق من رقبة كارل وإنقض على الطبيب يلكمه كالثور الهائج..يلكم ويصرخ ويشتم، وشارلوت خلفه واقفة تبكي...

ثم وقف وأمسك الطبيب هو ومايسون وسحباه قسراً إلى خارج الغرفة..يدفعانه نحو غرفة العمليات الخاصة بزوجة كارل..ليلي...

فور دخوله الغرفة، وقف متصلباً مكانه..خائفاً من ردة فعل كارل به حين يعلم..أن زوجته قد فارقت الحياة...

-" إنها.."

_" فالتسعفها!!" صرخ كارل في وجهه، فتنفس الطبيب بإطمئنان وقد لمح رجال الأمن واقفين خلفه..فقال بإستصغار" المريضة قد ماتت!"

إصطك كارل على أسنانه وإحمر وجهه وترقرقت الدموع في عينيه..وقبل أن يهجم عليه يفرغ غضبه فيه، أمسكه رجال الأمن ورموه خارجاً هو ومايسون الذي تدخل وسط الشجار...

-" عليكم اللعنة لقد تركتم أختي تموت!" صرخت شارلوت بألم وأجهشت بالبكاء..لتأتي الممرضة من خلفها كملك الموت تكلمها ببرودة أعصاب" شارلوت غارسيا؟"

هزت شارلوت رأسها إيجاباً لتتبع الأخرى" تعازي الحارة..والدتك ماتت"

تجمدت شارلوت مكانها دون أن تنطق بحرف..لم تصدق كل هذه الأحداث التي جرت في يوم واحد ووقت واحد..وظلت تتسائل...

(هل هو حلم..أم حقيقة؟)

ماتت والدتها..وأختها الكبرى، أصبح إبن أختها موزيس من دون أم...

بقيت دموعها تنزل على وجنتيها بحرارة دون أن تحرك ساكناً، واقفة في مكانها كجثة هامدة تنتظر أن يصفعها أحدهم وتستيقظ من هذا الكابوس...

مشت نحو الخارج دون إحساس بما يدور حولها..ووقفت أمام باب المشفى وسط المطر..لتجد مايسون وكارل جالسين على أرضية الرصيف..واحد يبكي والآخر شارد، رفع مايسون رأسه ينظر إليها وقد فاق من شروده...

-" هل لكِ أن تطمئنيني عن حالة زوجتي..إنها حامل في الشهر التاسع..كارولين جونسون..أرجوكِ لن يسمح لي الأمن بالدخول" أردف مايسون بترجي ممسكاً طرف معطفها بيده، فهزت رأسها إيجاباً بعينين خاويتين..ثم دخلت المشفى من جديد...

تمشي في الرواق وهي لاتسمع قط مايجري حولها..تلك الضوضاء الصاخبة إختفت تماماً...

وقفت أمام موظفة الإستقبال وسألت" ماهو حال كارولين جونسون؟"

نظرت الموظفة في القائمة، ثم رفعت راسها بأسى وأردفت" تعازي الحارة..لقد ماتت"

هزت رأسها إيجاباً وسألت" ماذا عن طفلها؟"

هزت الموظفة رأسها نفياً" لم ينجو.."

مشت شارلوت من تلقاء نفسها نحو الخارج..لكن حين وصلت إلى الباب توقفت، كيف ستخبره بما حصل لزوجته..كيف ستتمكن من إيصال خبر مؤلم كهذا؟

عادت الدموع تجري على وجنتيها متذكرة ماحل بوالدتها وأختها...

أخذت تبكي بحرقة..ثم رمت خطاها بصعوبة نحو الخارج ووقفت بجانب مايسون...

رفع رأسه ينظر إليها..ثم وقف بإنفعال ممسكاً كتفيها بيديه" كيف حالها؟ هل عرفتِ شيئاً؟؟"

إستمرت شارلوت بالبكاء حتى تشوشت عنها الرؤية..ثم بدأت تشهق، إبتعد عنها متسع العينين..لتمسك هي وجهها بيديها وتجهش بالبكاء...

وكارل في الخلف مغطي وجهه بيديه يأسى على حاله وعلى حال صديقه..وعلى حال تلك المسكينة الواقفة تبكي..لاحول لها ولاقوة...

-" سأقدم شكوى.." أردف مايسون بصوت مهزوز...

فقال كارل بصوت خفيض" لن يفعلوا شيئاً، الطبيب ليس خائفاً من شيء..هذا يعني أنه يملك نفوذاً"

رمت شارلوت ظهرها على الحائط وجلست على الأرض تضم ركبتيها لصدرها...

-" ماتت أمي" تمتمت بينما تنظر أمامها في شرود...

لم يرد عليها أحد، كل منهم مشغول بهمه، مر الوقت..وهم جالسون فقط تحت المطر يتبللون، وكل من يمر بجانبهم ينظر إليهم في تساؤل وإستغراب...

نظر كارل لشارلوت بطرف عينه وسأل بصوت خافت" موزيس..أين هو؟"

إتسعت عينا شارلوت وقد تذكرت الموعد مع الجارة..لكنها سرعان ماعادت لتعابيرها اليائسة الحزينة تلك..أجابته وبصوتها بحة" إنه عند جارتنا.."

هز رأسه إيجاباً ووقف بينما يقول" عودي للمنزل..ستمرضين"

لم تجبه..فأردف من جديد" شارلوت.."

رفعت رأسها تنظر..ليتبع" عودي للمنزل، ستمرضين"

هزت رأسها إيجاباً ووقفت، ليتبع موجهاً حديثه لصديقه" عد لمنزلك مايسون..لن ينفعك الجلوس هكذا وسط الطريق.."

وقف مايسون وغادراً متجاهلاً لحديثه، وإستقلت شارلوت سيارة أجرة وصعدت فيها مع كارل...

مر اليوم كئيب جداً..حتى الجو كان حزيناً ويبعث للتعاسة...

دخلا العمارة..وهاهي شارلوت تفتح باب الشقة بينما يطرق كارل الباب على الجارة نانسي...

واقف ينظر بشرود متكئاً على طرف بابها البني، فتحت الباب مضيقة عينيها وأردفت بعتاب" أخبرتني زوجتك أنها سوف تعود بعد خمس ساعات..حل الظلام ولم يأتي أحد! هل تظنني مربية أطفال!؟"

صمت كارل ينظر إليها بشرود إلى أن أنهت حديثها، عقدت حاجبيها وسألت" أين هي؟"

_" نادي على موزيس.."

نظرت إليه بغيظ وإحتقار ثم دخلت تنادي...

-" موزيس..موزيس! أتى والدك لإصطحابك إستيقظ!"

دفع كارل الباب ودخل دون سابق إنذار..وقف أمام الصالة ينظر إلى إبنه النائم وسط الألعاب على الأرض..حمله ومشى خارجاً وسط نظرات الجارة المستغربة، فتمتمت مكلمة نفسها:

-" مابه واقف مثل الصنم؟ هل تطلقا ياترى؟؟..سأسأل شارلوت غداً.."

دخلت شارلوت شقتها ورمت حقيبتها، ودخل كارل معها بعد ثوانٍ حاملاً موزيس..والذي إستيقظ فور وضعه له على سرير جدته...

-" أبي.." تمتم موزيس بينما يحك عينيه بإرهاق، ليبتسم كارل ويمسد على شعره بحنان...

رفع موزيس رأسه وسأل" ألم تعد أمي بعد؟"

أغمض والده عينيه بألم وقد شعر بغصة منعته من الحديث..دخلت شارلوت كالجثة تغير ثيابها، رفع كارل رأسه وأردف بصوت هادئ" والدتك سافرت بعيداً..وقد لاتعود أبداً..فلديها أعمال مهمة.."

جلس موزيس على السرير ينظر لوالده بدهشة، ثم ترقرقت الدموع في عينيه وأخذ يبكي ويصرخ بصوت طفولي مزعج...

-" أريد أمي أريــد أمي~!"

أحكم كارل قبضته على يده وأردف" لديها أعمـ-

-" أريـــــد أمي!!!" قاطعه موزيس بصوت عالٍ ليقف كارل ويصرخ بغضب" ستذهب إلى النوم الآن مفهوم!!"

زاد موزيس في شهقاته وصراخه وقد فقد كارل أعصابه وأخذ يعاتبه ويصرخ عليه بطريقة لم يسبق له وأن عامله بها..لتخرج شارلوت من الغرفة مهرولة تنظر إليهما بصدمة...

أسرعت بالجلوس على ركبتيها وإحتضان الطفل بحنان تهدئه..لينهار في حضنها يبكي...

نظرت شارلوت لكارل بعتاب وسألت" ما الذي قلته له؟؟"

مسح على وجهه بعنف وأجاب" أخبرته أن ليلي سافرت وحسب.."

هزت رأسها إيجاباً وقالت" إذهب لترتاح..سأنام بجانب موزيس الليلة.."

هز كارل رأسه إيجاباً ودخل غرفتها...

أخذت شارلوت تربت على رأسه بحنو بينما تغني له بصوت خافت..لحظات تصمت وتبكي بصوت خافت..ثم تأخذ نفساً عميقاً وتعاود الغناء له، إلى أن غلبها النعاس...

كانت تلك الليلة..أسوء ليلة في حياتها كلها، أو هذا ماظنته على الأقل...

***

-2019/04/28-

-بعد 7 سنوات-

ركضت الطبيبة وسط رواق المشفى محركة سرير ذلك المريض وشعرها البني الحريري يتراوح يميناً وشمالاً مع كل خطوة سريعة تخطوها..بينما تضع الممرضة على فمه جهاز التنفس...

لبست الطبيبة قفازاتها وباشرت العملية...

مرت ساعتان..وهاهي الطبيبة تخرج وعلى وجهها إبتسامة مشرقة، وقفت عائلة المريض أمامها ينتظرون خبراً ووجوههم شاحبة...

-" إنه بخير..لقد نجحت العملية"

أجهش بعضهم بالبكاء وآخرون يحتضنونها بسعادة يشكرونها..لتومئ رأسها بإيجاب وتغادر...

-" مبارك لكِ! عملية أخرى ناجحة من عملياتك أيتها العبقرية!" أردفت ليندا بمرح بينما تمد لها كوب قهوة ساخن...

-" شكراً لكِ عزيزتي.." أجابت مبتسمة بإرهاق بينما تلتقط الكوب من يد زميلتها...

-" مبارك لكِ آنسة شارلوت" صدرت تلك الكلمات المشجعة من إحدى المرضى داخل المشفى..إستدارت شارلوت بإبتسامة تنظر إليه وقالت" شكراً لك..كيف حال ساقيك؟"

هز رأسه بإمتنان وأجاب" أفضل حالاً بكثير..والفضل كله يعود لكِ"

-" سعيدة لسماع ذلك" إستأذنت ومشت في أروقة المشفى رفقة زميلتها ليندا، بينما لم تكتفي زميلتها بمديح ذلك المريض قائلة بكل حماس" هل رأيتي نظرته إليك؟ إنه معجب بكِ قطعاً!"

تنفست شارلوت الصعداء وتجاهلتها لتتبع هي" وسيم ويمتلك سيارة فخمة وفيلا و-

قاطعتها شارلوت ببرود دون أن تنظر إليها حتى" هل يمكنكِ إنهاء الموضوع؟"

توقفت ليندا عن السير واضعة يديها على خاصرتها وبحزم قالت" كلا لن أنهيه! إلى متى ستبقين هكذا منغلقة على نفسك ولاتسمحين لأحد بدخول حياتك؟؟ سبق وأن تقدم لكِ ألف رجل وأنتِ لازلت ترفضين إلى متى شارلوت إلى متى!؟"

قلبت شارلوت عينيها بضجر وخرجت مسرعة عائدة إلى المنزل دون أن تدخل في نقاش معها...

فتحت باب شقتها لتفاجئ بجارتها خلفها تفتح الباب هي الأخرى تنظر إليها بعيون شك" لقد أتى زوج أختك.."

هزت شارلوت رأسها إيجاباً وأزالت المفتاح من الباب..وبدأت تدق آملة أن يفتح كارل عليها الباب، لتتبع الجارة بكل وقاحة" ألا تخجلين من نفسك..تسلمين مفتاح لزوج أختك يدخل ويخرج متى ماشاء وكأنكما تعيشان معاً!"

أغمضت شارلوت عينيها بقوة محاولة تمالك أعصابها، وأخذت تدق الباب بعنف حتى فتح كارل فجأة قائلاً" ما الأمر؟ لما تطرقينه هكذا؟؟"

تجاهلته ودخلت بخطوات سريعة..رمت حقيبها وسألت" ألم يأتِ موزيس؟"

قهقه كارل من خلفها وأجاب" لاتعلمين كم أصبح من الصعب التحكم فيه وهو بالـ11 من عمره.."

إبتسمت شارلوت وأردفت" لقد كبر.." ثم نظرت لكارل بجدية وأتبعت" هاي..كارل"

إستدار بجانب باب الثلاجة حاملاً الحليب ينظر إليها..لتتبع هي" هلا توقفت عن المجيء فجأة هكذا..كلام الناس يزعجني"

صمت قليلاً..ثم وضع علبة الحليب وأجاب بتفهم" بكل تأكيد..سأفعل"

هزت رأسها إيجاباً وحملت معطفها تعيده في خزانتها، ليسمعا طرقاً قوياً على الباب..أسرع كارل بفتحه ليدخل موزيس حاملاً حقيبة دراسته...

-" أبي؟" نظر إليه موزيس بتعجب ممزوج بنوع من الخوف، إبتسم كارل بمكر وقال" هممم تزورها دون أن تأخذ إذني هاه~؟"

بلع موزيس ريقه وأتبع متصنعاً الرجولة" أجل أبي لم أعد طفلاً بعد الآن..صحيح شارلوت؟" ناداها بينما ينظر إليها برجاء أن تساعده...

لتبتسم هي" أجل بالتأكيد لقد أصبحت رجلاً"

إمتعض كارل شفتيه بغيظ وأردف" أولاً نادها خالة شارلوت..ثانياً، هو مازال طفلاً!"

ضحكت شارلوت على تعابير وجهه وتجاهلتهما تمشي نحو غرفتها، دخلت وأغلقت الباب...

نظر كارل إلى ساعته وتمتم بقلق" أوف أوف ليس هناك وقت!"

دق باب غرفة شارلوت ونادى" سأستعير الحمام لعشر دقائق شيري! ليس لدي وقت للعودة للمنزل وأخذ حمام..لدي موعد مهم أيضاً!"

صرخت هي من الجانب الآخر للباب" خذ وقتك!"

أسرع بدخول الحمام يستحم..لتسمع شارلوت طرقاً على بابها..قلبت عينيها بإنزعاج وأردفت" ماذا تريد كااارل!"

فتح موزيس الباب بهدوء وقال" أبي يستحم.."

إبتسمت شارلوت وأشارت له أن يأتي إليها بينما تقول" تعال ياشقي..أعلم أنك تخفي سراً كبيراً وراء ها الوجه البريء"

جلس الفتى على سريرها مخفضاً رأسه، لتردف هي بمكر ممزوج بالمرح" هيا~ أخبرني ألست رجلاً؟ فلتكن صريحاً وتكلم..كلا كلا دعني أخمن، فتاة في صفك إعترفت لك؟"

هز موزيس رأسه نفياً وأردف بينما يكور قميصه بتوتر" الأمر لايتعلق بي..بل بأبي.."

عقدت حاجبيها وسألت بجدية وقلق" ماذا به؟ هل يؤذيك؟؟ أخبرته أن يتوقف عن الشرب في المنزل!"

أخذ نفساً عميقاً ورفع رأسه ينظر إليها بعيونه البراقة..ليردف ببراءة" ألن تتزوجا؟"

قفزت شارلوت من مكانها وأصيبت بالقشعريرة وتليها صدمة..لكنها حاولت إخفاء كل ذلك والتكلم بطبيعية" آاااا...أخبرني أنت، هل تريد ذلك؟"

أومئ برأسه وأجاب بصدق" أجل..وكثيراً"

هزت شارلوت رأسها إيجاباً وأتبعت مضيقة عينيها" هل لي أن أعرف السبب..؟"

-" أنا أحبك شارلوت..وأشعر أحياناً أنكِ أمي..وأريدك حقاً أن تتزوجي أبي، فلطالما رأيته يتكلم معكِ بحرية وطريقة طيبة عكس كل من تزوجهن بعد أمي وطلقهن..هن لم يحتملن مزاجه وشربه المستمر للكحول، لكن أنتِ..لطالما سمع كل كلمة قلتِها له كالإقلاع عن التدخين وكل شيء آخر.."

تنفست شارلوت الصعداء وعلمت أنها وقعت في ورطة من الصعب الخروج منها..فهي حقاً لاتستطيع إحباط ذلك الطفل بأي طريقة كانت...

يتبع...

رأيكم بالبارت؟ والأحداث؟ كيف رح تكون القصة برأيكم؟

شكراً على القراءة..أنرتم 💛 ✥ بقلم إيمان إيدا

2020/03/05 · 334 مشاهدة · 2145 كلمة
47ImaneEdda
نادي الروايات - 2025