في قرية "هيراشي"، التي تشتهر بهدوئها وحدائقها التي لا تموت حتى في الشتاء، وجد يوشيرو نفسه يمر على بيت صغير متآكل الزوايا، جدرانه مشققة وسقفه لا يرد المطر.
في ذلك البيت، كانت تعيش فتاة تُدعى أكينا، في السادسة عشرة من عمرها، وشقيقها الأصغر هارو، لم يتجاوز الثانية عشرة. كانا يتيمان، لا يملكان سوى كرامتهما… وبعض الخبز الجاف.
**
أكينا كانت تبيع الزهور في الطرقات، بينما يحاول هارو إصلاح أدوات قديمة ليبيعها في السوق. لم يكن لديهما أي قدرة سحرية تُذكر، وكان سكان القرية يسخرون منهما، بل حتى الأطفال كانوا ينادون عليهما بـ"الحمّالين بلا سحر".
**
راقبهم يوشيرو من بعيد، بعين لا تحمل شفقة فحسب، بل شيئًا أعمق… شيء يشبه الألم.
وفي إحدى الليالي، حين هطل المطر بشدة، وجدهم يحتمون تحت شجرة مكسورة، يتشاركون بطانية واحدة.
**
اقترب منهم، وأخرج معطفه الطويل وألقاه فوقهما.
قالت أكينا بدهشة:
"من أنت؟"
رد بابتسامة هادئة:
"خادم جديد… لعائلة لم تُخلق بعد."
**
وهكذا، بدأ يوشيرو يعيش معهم، لا كضيف، بل كخادم. نظف المنزل، أصلح الحديقة، أعاد بناء السقف بنفسه، وحوّل المنزل البائس إلى ملاذ دافئ.
لكن لم يكن ذلك ما جاء لأجله فقط… بل كان يرى فيهما بذرة يمكن أن تتحول إلى عائلة لا تُهزم.
**
قال لهارو يومًا:
"القوة ليست في السحر الذي تولد به… بل في السحر الذي تُحسن زراعته في قلبك."
**
وبدأ بتدريبهم، ليس على القتال، بل على السحر الداخلي:
كيف تتنفس لتشعر بطاقات الطبيعة.
كيف تُشحن زهرة بقطعة من ذكرياتك.
كيف تجعل صوتك سلاحًا بالقصيدة.
كيف تبني هالة حضورك دون أن ترفع يدك.
**
وبينما كان يُعلمهم، كان يوشيرو يُخفي في قلبه خطة أكبر… فهو لم ينسَ الحقيقة التي عرفها: أن إمبراطور هذه القرية هو من قتل عائلته، وهو ذاته من تسبب في معاناة أكينا وهارو.
**
الإمبراطور كان يُدعى كايتو، رجل يظهر الرحمة أمام العامة، ويخفي وجهاً مخيفًا خلف الأبواب المغلقة. كان يراقب صعود أكينا وهارو بقلق… ويشتبه في الخادم الغريب الذي قلب حالهم.
**
وفي إحدى المجالس الخاصة، قال كايتو لحراسه:
"هذا الشبح الذي ظهر فجأة… أعرف تلك العيون… كانت لفتى مات قبل سنوات. لا يمكن أن يكون هو... أو ربما؟"
**
الصراع بدأ يتشكل.
الإمبراطور المخادع، الذكي، يزرع فتنًا ويختبر أكينا سرًا.
يوشيرو في المقابل، يُخفي هويته، ويُجهزهم ليكونوا أعظم من مجرد ناجين.
ومع مرور الوقت، يبدأ الحديث عن "مسابقة العائلات"، التي تُقسّم العائلات إلى أربع فئات: ضعيفة، متوسطة، قوية، وقوة مطلقة.
**
وفي داخل قلب يوشيرو، كانت نيران الحب لأكينا قد بدأت تشتعل… لكنها نار لا يريد أن يعترف بها، لا أمامها، ولا أمام نفسه.
**
كتب في دفتره ذات مساء:
"أرغب بأن أقول لها…
أنها لم تعد فتاة بلا سحر،
بل سحري كله.
لكنني…
رجل يطارد ظله،
ولا وقت له للحب."