13 - عائلة تزرع الضوء

مرّت أسابيع منذ أن أصبح يوشيرو خادمًا لعائلة أكينا وهارو. لكن ما فعله لم يكن مجرد تنظيف منزل أو ترتيب حديقة... كان يبني شيئًا أعمق: هوية جديدة.

**

في إحدى الليالي، جلس الثلاثة حول مائدة صغيرة فيها بعض الحساء الدافئ. أكينا قالت بخجل:

"أشعر وكأننا... لسنا مجرد ضعفاء بعد الآن."

ابتسم يوشيرو، وأجابها وهو ينظر إلى الشمعة التي تشتعل بهدوء:

"النار تبدأ بشعلة، ثم تصبح ضوءًا، ثم... شمسًا."

**

في اليوم التالي، خرج يوشيرو إلى الحديقة المهملة خلف البيت، وقال لهارو:

"سوف نزرع هنا شيئًا لم تره القرية من قبل."

**

بدأوا بزراعة أزهار مشبعة بالسحر الطبيعي – نوع خاص من النباتات يتغذى على المشاعر الإيجابية. دربهم يوشيرو على كيفية صب طاقتهم في التربة، كيف ينفثون في الزهرة ذكرى جميلة، وكيف يجعلون العطر يحمل شعور الأمان.

**

وبعد شهر من العمل المتواصل... تحولت الحديقة إلى مشهد ساحر.

كانت الأزهار تتفتح ليلاً، تضيء بألوان ناعمة، وتصدر موسيقى خفيفة تُريح كل من يمر بجانبها.

**

بدأ الناس يأتون من القرى المجاورة لرؤية "حديقة الضوء"، وبدأت الفتاة الضعيفة أكينا تبيع زهورًا تحمل طاقة مهدئة للقلق، بينما يعرض هارو زهورًا تُساعد على النوم العميق للأطفال المرضى.

**

قالت امرأة عجوز جاءت من قرية بعيدة:

"لم أرَ شيئًا كهذا منذ أن كنت فتاة. من أنتم؟"

أجابت أكينا بثقة لأول مرة في حياتها:

"نحن عائلة هيسامي."

**

ابتسم يوشيرو من بعيد، وقال في نفسه:

"هيسامي... اسم يعني النقاء بعد العاصفة."

**

في قصر الإمبراطور، كان كايتو يشاهد تقارير التجار عن "عائلة هيسامي ".

قال وهو يضغط على كأسه الزجاجي:

"زهور؟ تظنون أن بإمكانكم خداعي بها؟ لا أحد يزرع الضوء… إلا إن كان يخفي الظلال في قلبه."

**

أما يوشيرو، فكان يكتب في دفتره:

"هذه ليست حربًا بالسيوف...

بل صراع بين من يزرع...

ومن يسرق الثمار."

**

وهكذا، بدأت أول خطوة في صعود العائلة. لم يكن لديهم قوة سحرية مرعبة، ولا سيوف لامعة... بل زرعوا الضوء، وبدأوا

يجذبون انتباه العائلات الأخرى.

وفي الظل، كانت عيون كثيرة تراقب...

2025/04/06 · 9 مشاهدة · 310 كلمة
PUNJAB
نادي الروايات - 2025