مرّت أسابيع منذ أن أصبح يوشيرو خادمًا لعائلة أكينا وهارو. لكن ما فعله لم يكن مجرد تنظيف منزل أو ترتيب حديقة... كان يبني شيئًا أعمق: هوية جديدة.
**
في إحدى الليالي، جلس الثلاثة حول مائدة صغيرة فيها بعض الحساء الدافئ. أكينا قالت بخجل:
"أشعر وكأننا... لسنا مجرد ضعفاء بعد الآن."
ابتسم يوشيرو، وأجابها وهو ينظر إلى الشمعة التي تشتعل بهدوء:
"النار تبدأ بشعلة، ثم تصبح ضوءًا، ثم... شمسًا."
**
في اليوم التالي، خرج يوشيرو إلى الحديقة المهملة خلف البيت، وقال لهارو:
"سوف نزرع هنا شيئًا لم تره القرية من قبل."
**
بدأوا بزراعة أزهار مشبعة بالسحر الطبيعي – نوع خاص من النباتات يتغذى على المشاعر الإيجابية. دربهم يوشيرو على كيفية صب طاقتهم في التربة، كيف ينفثون في الزهرة ذكرى جميلة، وكيف يجعلون العطر يحمل شعور الأمان.
**
وبعد شهر من العمل المتواصل... تحولت الحديقة إلى مشهد ساحر.
كانت الأزهار تتفتح ليلاً، تضيء بألوان ناعمة، وتصدر موسيقى خفيفة تُريح كل من يمر بجانبها.
**
بدأ الناس يأتون من القرى المجاورة لرؤية "حديقة الضوء"، وبدأت الفتاة الضعيفة أكينا تبيع زهورًا تحمل طاقة مهدئة للقلق، بينما يعرض هارو زهورًا تُساعد على النوم العميق للأطفال المرضى.
**
قالت امرأة عجوز جاءت من قرية بعيدة:
"لم أرَ شيئًا كهذا منذ أن كنت فتاة. من أنتم؟"
أجابت أكينا بثقة لأول مرة في حياتها:
"نحن عائلة هيسامي."
**
ابتسم يوشيرو من بعيد، وقال في نفسه:
"هيسامي... اسم يعني النقاء بعد العاصفة."
**
في قصر الإمبراطور، كان كايتو يشاهد تقارير التجار عن "عائلة هيسامي ".
قال وهو يضغط على كأسه الزجاجي:
"زهور؟ تظنون أن بإمكانكم خداعي بها؟ لا أحد يزرع الضوء… إلا إن كان يخفي الظلال في قلبه."
**
أما يوشيرو، فكان يكتب في دفتره:
"هذه ليست حربًا بالسيوف...
بل صراع بين من يزرع...
ومن يسرق الثمار."
**
وهكذا، بدأت أول خطوة في صعود العائلة. لم يكن لديهم قوة سحرية مرعبة، ولا سيوف لامعة... بل زرعوا الضوء، وبدأوا
يجذبون انتباه العائلات الأخرى.
وفي الظل، كانت عيون كثيرة تراقب...