في ليلة هادئة، بعدما نامت أكينا وهارو، وكان النسيم يمرّ بين أغصان حديقة الضوء بلطف، تمدد يوشيرو بجانب الشجرة الكبيرة التي غرسها بنفسه، وغفا دون أن يشعر.
**
لكنه لم يرَ الأحلام المعتادة... لا الحقول ولا الضوء، بل كان الحلم مظلمًا، باردًا، خالٍ من أي لون.
**
وفجأة، سمع صوتًا عميقًا، كأن الزمن نفسه يتحدث:
"يوشيرو..."
فتح عينيه داخل الحلم، ليجد نفسه واقفًا في سهل رمادي، لا سماء فوقه ولا أرض تحته، بل ظلٌ لا ينتهي.
ومن بين الظلال، خرج رجل مغطى بالسواد، لا تُرى ملامحه، لكن عينيه كانتا بلون الليل.
قال:
"إن أردت أن تجعل عائلة هيسامي لا تُهزم... فابحث عني."
**
ضحك يوشيرو بسخرية:
"وتريد مني أن أجدك في عالم لا أراه حتى؟ وإن وجدتك، من تظن نفسك لتساعدني؟"
أجاب الظل:
"سأمنحك جيشًا من الظلال… عشرات الآلاف من الجنود، لا يحتاجون طعامًا ولا مأوى… عندما تقول (قيام)، ينهضون… وعندما تقول (عودوا)، يختفون."
**
سكت لحظة، ثم أضاف:
"لكن... يجب أن تجدني أولًا. لن تجدني إن بحثت كغيرك، بل إن ضعت كما لم تَضِع من قبل."
**
استيقظ يوشيرو، ووجهه مغطى بالعرق، وقلبه ينبض بقوة.
نظر نحو السماء وقال بهدوء:
"أكينا… هارو… أنا مضطر للرحيل."
**
في الصباح، جهّز نفسه بصمت، وقبل أن يخرج، وضع بيده رسالة صغيرة في غرفة أكينا، كتب فيها:
"سأعود، لكني لن أعود كما أنا. سأجلب شيئًا لا يُرى… لكنه يصنع الفرق. حافظوا على الضوء، حتى أعيد معه الظل."
**
وهكذا، بدأت رحلة البحث عن الظل.