مع بزوغ الفجر، بدأ الضباب يزحف بين الأشجار كما لو أنه يهمس بتحذير غير مسموع. استيقظ يوشيرو أولاً، نهض بهدوء، ووقف يتأمل السماء من خلال أوراق الغابة المتشابكة، وكأنها تحاول إخفاء شيء ما خلفها.

اقترب منه العجوز هاكو، ووضع يده على كتفه وقال:

"اقتربت كثيرًا يا فتى… عندما يقترب المرء من ظلّه، يبدأ بفقدان صورته."

يوشيرو ابتسم بهدوء:

"أحيانًا لا بأس أن تفقد صورتك… إن كانت الأصل مجرد قناع."

**

استعد الجميع للانطلاق مجددًا. كانت وجهتهم القادمة "بحيرة الروح"، المكان الذي قيل إن الظل يظهر فيه لمن يستحق، في ساعة واحدة فقط من كل عشرة أعوام.

لكن الطريق لم يكن سهلًا، فالغابة بدأت تضغط عليهم بطرق غريبة.

في منتصف الطريق، بدأوا يسمعون أصواتًا مألوفة.

ريزا توقفت فجأة وقالت:

"هذا… هذا صوت أخي! مستحيل!"

لكن شينكو أمسك بيدها:

"إنها فخاخ الذاكرة… لا تصدقي ما تسمعين."

هاكو أشار بيده نحو اربع مسارات انفتحت أمامهم فجأة، لم تكن موجودة من قبل.

قال بصوت جاف:

"الاختبار قد بدأ… كل منا يجب أن يختار طريقه وحده. إن كنا حقًا نبحث عن الظل، فسنلتقي هناك… أو لن نلتقي أبدًا."

**

تبادل الأربعة النظرات… ثم بصمت، سلك كل منهم طريقًا مختلفًا.

**

يوشيرو دخل في الطريق الأوسط، المظلم والساكن. لم يكن فيه شيء واضح… لا ضوء، لا صوت، فقط خطواته وأنفاسه.

وفجأة، أمامه… ظهر رجل يرتدي عباءة سوداء، لا يظهر من وجهه شيء.

قال الرجل:

"أنت تبحث عني، لكنك لم تسأل نفسك… لماذا تريدني؟"

يوشيرو تردد للحظة، ثم قال:

"أريد القوة… لا لنفسي، بل لمن يستحقونها."

رد الظل:

"ومن قال إنهم سيبقون يستحقونها إن حصلوا عليها؟"

سكت يوشيرو. السؤال ضربه في أعمق نقطة بداخله. لكنه استجمع نفسه:

"سأكون من يراقبهم… إن انحرفوا، أكون الظل الذي يُعيدهم للطريق."

ضحك الظل بهدوء وقال:

"إجابتك لم تكن صحيحة… لكنها أدهشتني."

**

ثم اختفى الرجل في الهواء، وظهر باب حجري يحمل نقشًا:

"المكان الذي لا تصل إليه القدم… بل النية."

**

ومع عبوره ذلك الباب… تبدأ رحلة جديدة كليًا.

**

أما الصيادون الثلاثة، فقد واجه كل واحد منهم اختبارات تخصه، وأسئلة تُخرج ما في أعماقهم. لكن... ليس الجميع سيصل إلى النهاية.

2025/04/06 · 7 مشاهدة · 330 كلمة
PUNJAB
نادي الروايات - 2025