عاد يوشيرو مع أكينا إلى ساحة قرية هيسامي، حيث تجمّع الجميع بعد ملاحظتهم لعودته. كان الجو مشبعًا بالحماس والترقّب، فالكل يتساءل عمّا سيقرره "السيد يوشيرو" بعد إعلان المشاركة في المسابقات الكبرى القادمة.
وقف يوشيرو في وسط الساحة، ونظر إلى وجوه العائلة الجديدة التي بدأ يجمعها، ثم قال بصوت عالٍ وقوي:
"لقد قررنا أن نشارك في المسابقات الكبرى التي ستُقام بعد أربعة أشهر. لدينا وقت كافٍ، لكن يجب أن يُستثمر بكل قطرة من جهدنا!"
سأله شينكو بفضول:
"ما نوع التدريب الذي سنخضع له؟"
أجابه يوشيرو:
"ستقاتلون ضد ظلال... ولكن ليست أي ظلال. كل شخص منكم سيواجه ظلًا من مرتبة ضعيفة، ثم من مرتبة متوسطة، ثم القوية، حتى تصلوا لمستوى مواجهة القوة المطلقة. هذا هو طريقنا للصعود."
ثم تابع:
"أنا لن أدربكم بنفسي، لأنني من الآن فصاعدًا، سأكون الآمر والناهي... وسأعود بعد ثلاثة أشهر."
قاطعت سونا بغضب:
"إلى أين تذهب؟ أنت أيضًا تحتاج إلى تدريب!"
ابتسم يوشيرو بهدوء وقال:
"أنا... لا أحتاج إلى تدريب."
ثم استدار وغادر القرية، دون أن يلاحظ أحد أنه ترك خلفه مجموعة من الظلال الخفية لحماية عائلة هيسامي، فقد علم أن إمبراطور القرية نفسه كان من أرسل المقنعين في الهجوم السابق.
خلال رحلته، التقى يوشيرو برجل يقف وحيدًا على أطراف أحد الجبال، ملامحه هادئة، وعيناه تحملان ذكاءً حادًا. كان اسمه تشو فانغ، رجل قوي جدًا، طُرد من عشيرته بسبب استخدامه لطريق شيطاني.
وبعد حديث طويل دار بين وبعد حديث طويل دار بين يوشيرو و تشو فانغ
قال له يوشيرو:
"هل ترغب في الانضمام إلى عائلتي؟"
رد تشو فانغ ببرود:
"لا أعلم بعد... لكن سأعطيك قراري في النهاية."
بدأ الاثنان السير معًا في طريقٍ غير معروف.
سأله تشو فانغ:
"ما الذي تبحث عنه، يا يوشيرو؟"
رد بثقة:
"أبحث عن شياطين الربعة."
قال تشو فانغ باستغراب:
"لقد سمعت عنهم... لكن لمَ تبحث عنهم؟"
ابتسم يوشيرو وقال:
"أريد ضمّهم إلى عائلتي."
ضحك تشو فانغ ساخرًا:
"أنت ذكي... ولكنك مجنون أيضاً. لا أحد تجرأ على الاقتراب منهم، حتى العائلات القوية لم تجرؤ."
رد يوشيرو بابتسامة خفيفة:
"دع الأمر لي... الآن، دعنا نبحث عنهم."
قال تشو فانغ فجأة:
"لا حاجة للبحث، فأنا أعرف أين هم."
أضاءت عينا يوشيرو بحماسة:
"إذاً، فلنذهب!"
بينما كانا يسيران، راقب يوشيرو تشو فانغ بصمت، ثم قام بخفة بزرع أحد ظلاله في ظل تشو فانغ نفسه، تحسّبًا لأي خيانة.
وصل الاثنان إلى وادٍ محاط بأشجار سوداء كثيفة، بدا كأن الليل يحكمه حتى في وضح النهار. فجأة، ظهرت هالة سوداء غريبة تغلف المكان، حتى أن جيوش الظلال التي ترافق يوشيرو خرجت للحماية تلقائيًا، وقد شعرت بالخطر العظيم.
ومع تلاشي الهالة تدريجيًا، ظهر أربعة شياطين قصيري القامة، تحيطهم هالة غريبة وكأنهم ليسوا من هذا العالم.
قال يوشيرو:
"هل أنتم شياطين الربعة؟"
تقدّم أحدهم، وأجاب شعريًا:
"نحن من لا يُدعى، من الظلال تولدنا، ومن الخراب خلقنا، ما الذي جاء بك أيها الفاني؟"
أجاب يوشيرو بقصيدة:
"أتيتُ وحدي بلا سلاح، لا سيفٌ ولا رمحٌ ولا جراح، جئتكم بدعوة من القدر، أن نكون إخوة تحت المطر."
ضحك أحدهم ساخرًا وقال:
"لم يجرؤ أحد على دخول هذا المكان من قبل، وأنتم... مجرد بشر؟"
في تلك اللحظة، كان تشو فانغ قد بدأ يتحسّب لمعركة، وهو يتمتم في نفسه:
"هل هذا الرجل مجنون فعلاً؟ لا أحد ينجو من لقائهم..."
وفجأة، أغمض يوشيرو عينيه، وهمس:
"يا سيدي، آن وقت الظهور."
من داخل وعيه، سمع صوتًا عميقًا يرد:
"من يناديني؟"
ظهر أمامه شيطان ضخم، شكله مروّع، وعيناه تنزفان لهبًا.
"أنا كاسبر... ملك الشياطين الأعظم... هل أنت وريثي؟"
قال يوشيرو بثقة:
"نعم."
قال كاسبر:
"اطلب، ما الذي تريده؟"
قال يوشيرو:
"أريد شياطين الربعة كخدم لي."
ضحك كاسبر بصوت رجّ المكان:
"من الآن فصاعدًا... شياطين الربعة هم خدمك."
وفي العالم الحقيقي، بينما كان تشو فانغ يقاتل، اهتز المكان فجأة، وظهر صوت جهوري أرعب الأرض:
"أنا كاسبر... ملك الشياطين الأعظم!"
ركع شياطين الربعة على الفور، وصاحوا:
"نحن خدم للملك كاسبر!"
ثم أردف كاسبر:
"من الآن، أنتم خدم للسيد يوشيرو."
قالوا بصوت واحد:
"نحن خدم للسيد يوشيرو!"
اختفى صوت كاسبر، ونظر أحد الشياطين الأربعة إلى يوشيرو وسأله:
"أين سنعيش الآن؟"
ضحك تشو فانغ وقال :
شياطين الاربعه اصبحوا خدما لبشري
ابتسم يوشيرو وقال:
"ستكونون جزءًا من عائلتي... عائلة هيسامي."