كان الظلام يبتلع كل شيء... لا صوت، لا ضوء، لا إحساس بالزمن.

لكن في أعماق هذا الظلام، كان هناك نبض... ثم همس... ثم صدى خافت لقصيدة قديمة:

"من التراب نُولد، ومن النار نُطهّر، وفي صمت العدم... يُكتب المصير."

فتح يوشيرو عينيه فجأة، ولكن لم يكن في عالمه الذي عرفه. كان في مكان لا يمكن وصفه: سماء بلون أحمر داكن، وأرضٌ من حجر أسود ينبض تحت قدميه. أصوات تتردد في أذنه، بعضها يصرخ، بعضها يهمس، ولكن الأوضح كان صوتًا واحدًا... عميقًا، شيطانيًا، وكأنه يعرفه منذ زمن بعيد.

"أهلاً بك... يا وريث اللعنة."

استدار يوشيرو ببطء، ليجد أمامه كيانًا مظلمًا، عيناه تتوهجان كجمرتين في ليلٍ بلا قمر.

"من... أنت؟" سأل يوشيرو، صوته مزيج من الذعر والفضول.

"أنا من كنت بداخلك طوال حياتك، أرقب ضعفك، أراقب قهرك، أنتَ لم تُخلق لتكون خادمًا، بل سيدًا... وحاكمًا، وساحرًا لا يُقهر."

ابتلع يوشيرو ريقه وهو يشعر بشيء يتغير داخله... ذكريات تتسلل، قوة غريبة تتصاعد، وكأن الظلام يمنحه حياةً جديدة.

"ولكن... عائلتي؟ لقد قُتلوا!"

"قُتلوا، نعم... ولكن موتهم كان سبب ولادتك من جديد. خذ هذه القوة، لا لتنتقم فقط، بل لتُعيد التوازن لهذا العالم الفاسد."

وفجأة، انفجرت طاقة سوداء حول جسده، تحولت عيناه إلى لون فضي، وظهر ختم غريب على صدره. شعر أن كل خلية فيه تصرخ، ولكنه لم يكن يتألم... بل كان يتغيّر.

بعد ثلاث سنوات…

2025/04/05 · 1,095 مشاهدة · 210 كلمة
PUNJAB
نادي الروايات - 2025