5 - خيوط الدم والسر الممنوع

بعد مغادرته القرية المحرّمة، شقَّ يوشيرو طريقه في قلب الغابات الشمالية، أرضٌ مهجورة لا تسكنها إلا الوحوش وسحرة الظلال المنفيين.

كان الليل يزحف من خلف الأشجار، والبرد يعض الهواء بشراسة. جلس يوشيرو بجانب نار صغيرة صنعها دون سحر، فقط بالخشب والصوان، كما اعتاد حين كان خادمًا. ورغم القوة التي تجري في عروقه الآن، لم ينسَ أبدًا تلك الحياة البسيطة... ولم يثق في الراحة.

**

في صباح اليوم التالي، وبينما كان يتابع رحلته، سمع صوت قتال في الأفق. صوت حاد، متقطع، وسحر يتصادم بسحر.

اقترب بحذر، واختبأ خلف شجرة، ليجد أمامه معركة بين شابة ذات شعر أحمر وشاب طويل، يستخدم سحر الرياح بسلاسة مذهلة، ضد مخلوق ضخم من حجر.

راقب بصمت، لم يتدخل... حتى سقطت الفتاة أرضًا، وكاد المخلوق أن يسحقها.

هنا فقط، رفع يوشيرو إصبعه، وتمتم:

"من النار صمتٌ، ومن الصمت رماد... فلتحترق."

وانفجر المخلوق إلى غبار أسود.

استدار الاثنان نحوه بدهشة، وصمتٌ ثقيل خيّم على المكان.

قال الشاب:

"من أنت؟ ولماذا تساعدنا؟"

رد يوشيرو بهدوء وهو يبتسم ابتسامة خفيفة:

"لم أساعدكم، فقط ضاق صدري من صراخكم."

قهقهت الفتاة رغم تعبها، وقالت:

"جميل... ساحر متعجرف، لم نرَ هذا منذ زمن."

**

وبينما كانوا يجلسون لاحقًا لاستعادة أنفاسهم، ظل يوشيرو متحفظًا، لا يذكر اسمه، لا يشارك أي معلومات.

لكن مع الوقت، بدأ يرى شيئًا في عيني هذين الغريبين... شيء فقده منذ زمن: الثقة.

كان الشاب يُدعى رايكا، ساحر رياح طُرد من عشيرته لأنه رفض استخدام السحر لأغراض سياسية.

أما الفتاة، فهي ميساكي، صائدة كنوز تبحث عن "مرآة الأثر" ذاتها.

لكن يوشيرو لم يُخبرهم أنه يبحث عنها أيضًا.

كان يراقب، يُحلل، ويقول لنفسه:

"كل روح تُقابلني... قد تكون سيفًا في المعركة القادمة... أو خنجرًا في ظهري."

**

في الليلة التالية، وبينما هم نيام، جلس يوشيرو يكتب شعرًا على قطعة خشب:

"أصدقاءُ القدرِ... لا تُولد محبتهم من اللقاء،

بل من النار التي يعبرونها معك، دون أن يعلموا من تكون."

ثم نظر إليهما، وتمتم:

"ليس الآن... ولكن الوقت قادم."

2025/04/05 · 16 مشاهدة · 305 كلمة
PUNJAB
نادي الروايات - 2025