قال ساجور بحزم: "حسنًا، لننطلق."
رفع يوشيرو يده، فأطلقت الأرض زئيرها، وخرجت مئات الظلال حتى غطّت الغابة بالكامل، وتحولت السماء إلى سواد دامس من كثافتها. تلفّظ يوشيرو بتعويذة سحرية غامضة، وبدأت الظلال تندمج وتتشكّل، حتى أصبحت أكثر من ثلاثين ظلًا عملاقًا، منهم من يحمل رماحًا، ومنهم من يشهر سيوفًا ضخمة، وآخرون يلوّحون بأقواس ودروع.
قال ساجور بصوت متوهّج: "هيا بنا!"
صرخ يوشيرو: "هجوم!"
انطلقت الظلال في اندفاع مهيب. ظلال السيوف اندفعت نحو الطائر من الأمام، وظلال الرماح هبطت عليه من السماء، وظلال الأقواس أمطرت السماء بسيلٍ من السهام المتوهّجة. لكن الطائر لم يتزحزح، وكأن درعًا سحريًا يحيط به ويحميه من كل أذى.
تلفّظ يوشيرو بتعويذة أخرى، فاشتعلت الظلال بلون أحمر قانٍ كدماء مغليّة، وصرخت جميعها بصوت جعل الأرض تهتز من تحتهم. في لحظات، كانت الهجمات تنطلق من كل الجهات، حتى تجمّدت الأرض من شدة الضغط والطاقة.
قال يوشيرو بسرعة: "لننهزم هذا الطائر، جيش الظلال سيشتت انتباهه، فلنغتنم الفرصة ونهرب!"
انطلق هو وساجور بسرعة الضوء، لكن ما إن ابتعدا قليلًا حتى صدح الطائر بصيحة مرعبة، فجأة ظهرت مخلوقات غريبة من كل الجهات، تهاجم يوشيرو وساجور بشراسة.
صرخ ساجور بذهول: "إنه طائر ذكي... إنه يخطط لقتلنا!"
تلفّظ يوشيرو بتعويذة جديدة، فخرجت مجموعة أخرى من الظلال، اندمجت سريعًا وشكلت ثلاث ظلال عملاقة، أصغر من سابقتها، لكن أكثر حدة. قال يوشيرو: "هذه الظلال ستقاتل، نحن نهرب!"، وانطلقا بسرعة الضوء من جديد.
قال يوشيرو بقلق: "متى سنخرج من هذا المكان؟"
رد ساجور: "ما زال الطريق طويلًا…"
وفجأة… ظهر الطائر من العدم، بجناحيه الضخمين، يملأ السماء، وكأنه شق الزمان ليعود إليهم. قال ساجور بقلق: "هل قضى على الظلال؟"
رد يوشيرو: "لا، ما زالوا يقاتلون."
قال ساجور: "لا خيار أمامنا… سنقاتل. لا يوجد مفر من طائر العين هذا!"
في لحظة، وصلت الظلال الثلاثون الحمراء القانية، تتقدم بخطى مدوّية، تحيط بيوشيرو وساجور. قال يوشيرو: "سنهاجم معًا!"
استلّ سيفًا مظلمًا يخرج منه هالة سحرية سوداء، بينما ساجور سحب سيفين يتطاير منهما شرار ذهبي لامع. صرخ يوشيرو: "الهجوم الآن!"
اندفعت الظلال المقاتلة، وتبعتها سهام مظلمة من السماء. قفز يوشيرو وساجور بين الظلال، كل ضربة من سيوفهم تُحدِث دويًا، لكن الطائر لم يُصب بأي جرح.
قال ساجور: "فلنزيد من قوة ضرباتنا!"
تصاعدت الهجمات، وأصبح كل سهم ينفث هالة مرعبة، وكل رمح ينطلق كوميض برق، وكل سيف يُحدث عاصفة في الهواء. الطائر بدأ يشعر بالألم، وصرخ صرخة غاضبة.
قال ساجور: "هيا! لقد بدأ يتألم!"
فجأة، فتح الطائر فمه، وأطلق وابلًا من الكرات النارية، لكن ظلال الدروع وقفت كجدار فولاذي، تصدّت لكل ضربة. شعر الطائر بالخطر، وأطلق صرخة عالية دوّت في السماء، ومن فورها، بدأت جميع الكائنات في الغابة تظهر، وكأنها تلقت نداءً من ملكها.
قال ساجور بدهشة: "لقد استدعى كل الكائنات! يريد سحقنا بالكامل!"
اشتعلت الأرض تحت أقدامهم، واندلع صراع رهيب بين الظلال والكائنات. في ساحة من الجليد والنار، وقف ي
وشيرو وساجور وسط الفوضى، عازمين على الصمود.