وقف يوشيرو وساجور في المقدمة، وخلفهم صفان من الظلال العملاقة التي بلغ عددها ثلاثين، أجسادهم ترتجف من الطاقة الداكنة، وعيونهم تتوهج باللون الأحمر القاني.
في الجهة المقابلة، وقف طائر الجليد شامخًا، تحيط به كائنات غريبة تتنفس الصقيع وتنبعث من أجسادها هالات باردة مرعبة.
رفع يوشيرو يده وقال بتعويذة سحرية عميقة النبرة. انطلقت موجة من الظلال السوداء واندمجت، لتتشكل ثلاثون ظلًا عملاقًا جديدًا، حتى أصبح خلفه ستون ظلًا عملاقًا، وكل واحد منهم يحمل سلاحًا مختلفًا: سيوف، رماح، أقواس، ودروع كأنها من أعماق الجحيم.
قال يوشيرو بهدوء قاتل:
– "هل أنت مستعد؟"
أجاب ساجور بتعويذته الخاصة، فاشتعلت سيفاه بشرارات حمراء ذهبية تتطاير في الهواء:
– "لنرهم من نحن... هيا بنا!"
صرخ يوشيرو:
– "هجوووم!!"
انطلقت الظلال كالعاصفة، سيوفهم تمزق الرياح، وسهامهم تنفجر في السماء كنجومٍ تسقط على رؤوس الكائنات. تحركت الكائنات بتوحش، لتشتبك مع جيش الظلال في صراع شرس على الأرض وتحت السماء.
بينما في الأعلى، اشتبك يوشيرو وساجور مباشرة مع طائر الجليد. كل تلويحة من سيف يوشيرو كانت تُخرج شرارة نارية تصطدم بجسد الطائر كأنه من الحديد الصلب. أما ساجور، فقد كانت سيوفه تدور بسرعة الضوء، تُحدث دوامات هوائية حادة تمزق الصمت.
ثبت الطائر في مكانه للحظة... ثم انطلق فجأة نحو السماء. تبعه يوشيرو وساجور من دون تردد. أطلق الطائر كرات نارية من فمه، لكنها لم تصب أحدًا، فقد كانا يتحركان بخفة البرق.
ثم توقف الطائر فجأة، وأطلق صرخة جليدية مزقت الهواء، تلاها هجوم شرس نحوهما.
رفع يوشيرو سيفه، وانطلقت منه هالة سوداء اخترقت الهواء، واصطدمت بالطائر بقوة، مما جعله يهتز. انقض ساجور من الأعلى، وهبط بقوة مزلزلة، وسيفاه تصدران رياحًا ذهبية عنيفة.
هرب الطائر إلى الأعالي، لكن جسده بدأ يُطلق موجات من الجليد الأزرق. صاح يوشيرو:
– "احذر يا ساجور!"
لم يتمكن ساجور من تفادي الهجوم، فتجمد داخل كتلة من الجليد. انطلق الطائر نحوها وأطلق كرات نارية متفجرة من ريش جناحيه الأحمر.
في هذه اللحظة، تدخلت الظلال لحماية ساجور، وشكلت دائرة سوداء ضخمة احتوته وسطها، ليخرج ساجور سالماً.
قال يوشيرو وهو يراقب السماء:
– "سونا... راقبيني الآن، سأريكِ شيئًا لا يُنسى."
صرخ يوشيرو:
– "ساجور، ابتعد! سأقاتله وحدي!"
رد ساجور:
– "سيقتلك ذلك الطائر!"
قال يوشيرو بثقة قاتلة:
– "دع الأمر لي!"
ارتفع ساجور في السماء، يراقب من فوق بينما تتوسع فتحة غريبة في السماء، تُراقب من خلالها "العين" كل ما يجري.
في العلو، أصبح يوشيرو وحده مع الطائر. رفع سيفيه، وكل منهما يتطاير منه شرار شيطاني قاتم. دار حول الطائر بسرعة الضوء، حتى أصبح كوميض لا يُرى، كل ضربة كانت تصدر دويًّا كأنها قصف من السماء.
أطلقت عينا يوشيرو وهجًا أحمر دامٍ، وخرجت منه هالة شيطانية أرعبت السماء والأرض، حتى أن الطائر بدأ يفقد توازنه.
صرخ يوشيرو:
– "الآن سترى قوتي الحقيقية!"
قفز يوشيرو عاليًا، ثم هبط على ظهر الطائر بسرعة خاطفة، وفي لحظة حاسمة، أخرج نارًا من سيفه وغرسه في ظهر الطائر، ثم جلس متربعًا فوقه، وقال تعويذته الأخيرة.
وفي لحظة عنيفة، انفجر الطائر بانفجار جبار، وخرج منه يتلوى بالألم، ينزف من ظهره، يدوي بصوت يملأ السماء. ثم هرب واختفى في لمح البصر، مدركًا أنه لن يستطيع الفوز.
رأت الكائنات هروب قائدها، فارتعبت وبدأت تهرب دون تردد. تحولت الأرض البيضاء إلى ساحة حمراء مغطاة بالدماء.
قال ساجور، وهو ينظر بدهشة:
– "هذا الفتى... كم تبلغ قوته؟"
وفي مكان بعيد، كانت العين تراقب المشهد من السماء، وتهمس بحدة:
– "هذا الفتى... أجبر طائر الجليد على الهرب!"
تنهد ساجور وقال:
– "الفجر يقترب... لنسترح قليلًا قبل أن نكمل الطريق."