73 - الملك عاد... ومعه اثنان من الجحيم

انطلق يوشيرو وساجور مبتعدين عن الأرض التي احترقت تحت وطأة القتال العنيف مع الكائنات. كان الدخان لا يزال يتصاعد من بين الأشجار المتجمدة، وحين هبطا تحت ظل شجرة عملاقة، جلسا ليلتقطا أنفاسهما.

قال يوشيرو وهو ينظر إلى الأفق الجليدي:

– "متى سنخرج من هذه الغابات المتجمدة؟"

أجابه ساجور بصوتٍ هادئ:

– "ما زال أمامنا طريق طويل."

تنهد يوشيرو، وحدّق في السماء الرمادية، ثم قال في نفسه:

"هل ستعود إلى الحياة...؟"

قطع صمته موجهاً سؤاله إلى ساجور:

– "هل يوجد كائن أقوى من طائر الجليد؟"

هز ساجور كتفيه وقال:

– "لا أعلم، لكن طائر الجليد يُلقب بملك هذه الأرض. كل من دخلها، ظهر له ذلك الطائر. أظن أنه الأقوى بين الكائنات هنا."

– "وهل هناك من يملك نفس قوته؟"

– "الغابة كبيرة، لا بد أن هناك من يضاهيه قوة. لكن هناك شائعة… البعض يقول إن الأرض مقسومة إلى نصفين، وكل نصف يحرسه كائن يفوق الوصف. مع ذلك، يعتقد البعض أنها مجرد خرافة."

سأل يوشيرو باهتمام:

– "هل زرت الغابات المتجمدة من قبل؟"

– "نعم. عندما كنت صغيراً، دخلت مع والدي، لكننا لم نتوغل كثيرًا. حين تخطينا أول حاجز جليدي، قال والدي: يجب أن نعود."

– "إذًا، لم تصل إلى هذه المسافة من قبل؟"

– "لا."

صمت للحظة، ثم تابع قائلاً:

– "لكن أتذكر جيدًا… قائدي السابق، فريدال، دخل هذه الغابة وحده، وعاد بعد يومين ومعه الكثير من الكائنات القوية التي أسرها. لا أعلم كيف فعل ذلك."

– "هل يمكن لهذا الرجل العجوز أن يساعد سونا؟"

– "سنحاول…"

في تلك اللحظة، أشرقت الشمس. وقف ساجور وقال بحزم:

– "هيا، نكمل الطريق."

لكن فجأة، دوى صوت طائر جليد في الأفق… كان الصوت أقوى من أي مرة مضت.

قال ساجور وهو يحدق في السماء:

– "علينا الهرب! هذا الطائر عاد لينهي ما بدأه!"

---

في الجهة الأخرى، كان أريكان قد استيقظ مع بقية أفراد عائلة هيسامي. الجميع كان في غرفته يستعد لرحلة اليوم. خرج أريكان من غرفته، وتبعته أكينا مرتديةً ثوبًا ساحرًا، وكأنها لوحة فنية مرسومة بإتقان. التفت أريكان ونظر إليها للحظة، ثم غادر المنزل بصمت.

بعده خرج هارو، ثم كين، وناد، لكن تشو فانغ لم يظهر بعد.

ناد، وهو يطرق باب تشو فانغ بعصبية، قال:

– "أيها الأحمق، هيا! سنـتأخر!"

ضحكت أكينا ضحكة خفيفة وهي تضع يدها على فمها.

لاحظ ناد ضحكتها وسألها مستغربًا:

– "على ماذا تضحكين؟"

أجابته بهدوء:

– "كنت أتذكّر مشاجرات سونا وتشو فانغ. كانت لا تنتهي."

كان تشو فانغ على وشك فتح الباب، لكن حين سمع اسم سونا، توقف، شعر بحزنٍ مفاجئ، ثم عاد إلى سريره، واضعًا يده على جبهته وهو يتذكر لحظات الجدال والضحك مع سونا. ثم ابتسم بمرارة.

هارو التفت إلى أكينا وسألها:

– "متى يعود يوشيرو وسونا؟"

في تلك اللحظة، خرج تشو فانغ أخيرًا من غرفته. قال ناد:

– "وأخيرًا! هيا بنا!"

لكن تشو فانغ، حين نظر إلى أكينا، صُدم من جمالها للحظة، وحدّث نفسه:

"أنا تشو فانغ… سالك الطريق الشيطاني… كيف أقع في الحب؟"

غادر الجميع المنزل متجهين نحو ا قرية هيراشي.

رفع أريكان يده وقال تعويذته السحرية، فانطلقت ناد وكين وهارو في الهواء، بينما كانت أكينا قد أتقنت تعويذة الطيران حديثًا.

ناد صاح بفرح:

– "واو! الطيران مذهل!"

أجابه كين بابتسامة:

– "أنت محق!"

قال أريكان:

– "يجب أن نزيد سرعتنا. الوقت ليس في صالحنا."

وانطلقوا أسرع نحو هدفهم.

---

في ذات الوقت، كان يوشيرو وساجور يستعدان لمواجهة قادمة.

قال يوشيرو بتعويذة سحرية، فخرج من جسده ستون ظلًا عملاقًا بلون أحمر قانٍ.

رفع ساجور سيفيه، بينما قبض يوشيرو على سيفه بإحكام.

قال ساجور:

– "هذه المرة، يجب أن نقتل الطائر."

أجابه يوشيرو بثقة:

– "نعم… لن يهرب مجددًا."

ظهر طائر الجليد في السماء، يطلق كرات من النار الثلجية باتجاههما، لكن فجأة… ظهر طائران آخران بجانبه، أصغر حجمًا، لكن لا يقلان رعبًا.

وقف الطائر الأساسي في المقدمة، غير مجروح كما لو أن المعركة السابقة لم تكن سوى تسلية.

خلفهم، احتشدت الكائنات السوداء التي تسكن هذه الغابة القاحلة.

قال ساجور بقلق:

– "لا يمكننا مواجهة هذا العدد!"

لكن يوشيرو صرخ بتعويذة أخرى، خرجت منها مئات الظلال التي اندمجت مع سابقتها، وتكوّنت جيش من مئتين وستين ظلًا عملاقًا، كلهم بلون دموي قاتم.

قال يوشيرو بصوت مرتفع:

– "استعدوا!"

ثم صرخ:

– "هجوم!!"

انطلقت الظلال العملاقة، تتقدم صفوفها بالسيوف والرماح، تتبعها وحدات الحماية والدروع، بينما في الخلف، كانت ظلال الأقواس تطلق سهامًا تنفجر عند الاصطدام.

ومن بعيد، كان الأفق يرتجف مع بدء الحرب الثانية… حرب الجليد والظل.

2025/05/06 · 12 مشاهدة · 689 كلمة
PUNJAB
نادي الروايات - 2025