احمرّت السماء فوق غابات الجليد، تشتعل بالكرات النارية التي كانت تُطلقها طيور الجليد الثلاثة، يتقدّمهم الطائر الأساسي، ملك هذه الأرض، الذي بدا شامخًا في موقعه. الظلال التي استدعاها يوشيرو هجمت بتوحّش، تقاتل الكائنات الغريبة التي جاءت مع الطيور. ومع كل ذلك، وقف الطائر الجليدي الملكي بثقة لا تهتز، تتبعه نظرتان حادتان من حرّاسه الطائرَين خلفه، وكأنهم يقولون: "لن تستطيعوا لمسنا."
أطلق يوشيرو نفسه في السماء، يلوّح بيديه وهو يتلو تعويذة بلغة غريبة، وإذا بالمئتين وستين ظلًا يندمجون معًا، ليشكلوا ظلًا عملاقًا بحجمٍ يضاهي السماء نفسها. قدماه وحدهما سحقتا نصف الغابة تحتها، وسيفه كان كجرفٍ أسود يشق الأرض.
في الجهة الأخرى، كان ساجور يشتبك مع أحد حرّاس طائر الجليد، يقاتل بضراوة وهو يصرخ:
"ما الذي يفعله يوشيرو؟!"
وحين التفت، رأى الظل العملاق ينهض كجبل مظلم، يقف كالإعصار في وجه الكائنات، بينما صوته يطلق زئيرًا ملأ السماء، مصحوبًا بهالة شيطانية أرعبت حتى أكثر الكائنات صلابة. ومع ذلك، لم تتراجع الكائنات.
اندفع الظل العملاق نحو طائر الجليد الملكي، وسحق الأشجار في طريقه، لكن الطائر الملكي وحرّاسه راوغوه بسهولة، يطلقون نيرانهم عليه من كل جهة.
صرخ يوشيرو:
"الآن! سنقاتلهم أنا والظل معًا!"
توهّج جسده بهالة شيطانية كثيفة، وتحول إلى كيان أشبه بالشيطان، سرعته فاقت الضوء نفسه، وسحق عشرات الكائنات في رمشة عين. كان يلوّح بسيفه كأنما يجزّ الغابة بجناحيه.
أما ساجور، فقد أصبح يقاتل بسرعات لا تُرى بالعين المجرّدة، يلوّح بسيفه، فتتساقط الأشجار من حوله. طار حول خصمه بشكل عشوائي، حتى أصبح كوميض أبيض لا يُدرك، وخصمه الطائر لا يستطيع إصابته. وفجأة، هبط فوق ظهر الطائر، ووضع يده عليه قائلًا:
"تجمّد!"
لتتحول الطائر على الفور إلى كتلة من الجليد المتصدّع.
بقي فقط الطائر الجليدي الملكي، يراوغ ظل العملاق دون أن يبدو عليه أي تعب.
أما يوشيرو، فقد كان يقاتل الحارس الأخير، يُمسك رمحًا يتجدد باستمرار، ويدور حول الطائر في السماء، يطلق الرماح الواحدة تلو الأخرى، والطائر يتفاداها بصعوبة.
ابتسم يوشيرو بثقة، وقال:
"تفادَ هذه إن استطعت."
انطلق عاليًا في السماء، والطائر تبعه، حينها نظر يوشيرو للأسفل وهمس:
"سأريك ماذا يعني أن تلمس السماء."
رفع يده إلى الأعلى وهو يتمتم بتعويذة سحرية، ثم انطلق نحو الطائر بسرعة البرق، ويده تمسك سيفًا شيطانيًا، تتطاير منه شرارات كهربائية حمراء. وفي لحظة خاطفة، قطع رأس الطائر الحارس، ليسقط جثةً من السماء.
لم يتبقَ الآن… سوى طائر الجليد الملكي.