76 - من أجلها... مزّق القيود

في الوقت ذاته، كان يوشيرو وساجور يقاتلان طائر الجليد في معركة شرسة على أطراف الغابة الجليدية.

السماء تمزقت بصراخ الرياح، والثلج المتساقط تحول إلى شظايا من الجليد المتطاير حولهم. كان "ظل العملاق" يقاتل بجانب ساجور، يضرب بمخالبه كل كائن يقف في طريقه، وفي كل خطوة له، تسقط المخلوقات الأخرى صريعة.

قال يوشيرو بحزم:

— "حسنًا... لنُنْهِ هذا بسرعة."

لكن...

فجأة، شقّ زئير جهنمي السماء، وتجمّد قلب الأرض من الرعب!

ظهر كائن يفوق طائر الجليد حجمًا وقوة، كائن يشبه الأسد، لكن جسده مشتعل بالنار، وله جناحان أحمران يشعّان بهالة شيطانية. زئيره الواحد كان كفيلًا بإسقاط كل ما في السماء.

قال ساجور مذهولًا:

— "ما هذا الوحش؟!"

رد يوشيرو وهو يحدّق بالكائن بنظرة حادة:

— "هل يُعقل أن يكون هذا ملك النصف الثاني من الغابة الجليدية؟"

أجاب ساجور بتوتر:

— "لا أعلم... لكننا في ورطة كبيرة."

بزئيرٍ واحد فقط، اختفى ظل العملاق... اختفى من شدة الخوف!

قال ساجور بفزع:

— "يجب أن نهرب فورًا! هذا الكائن ليس طبيعيًا... فقط بصوته جعل ظلًا عملاقًا يختفي!"

انطلق يوشيرو وساجور بسرعة البرق، لكن الكائن طلق كرة نارية عملاقة بحجم الجبال!

صرخ يوشيرو:

— "احذر!!"

انفجرت الكرة في الهواء، وانقسمت إلى كرتين، واحدة طاردت يوشيرو، والأخرى طاردت ساجور.

كان كل منهما يحاول الهروب، لكن النار كانت تتبعهم بجنون.

أطلق يوشيرو هالة شيطانية مظلمة، وسحب سيفه وانطلق نحو الكرة النارية بسرعة خاطفة.

اصطدم بها ولوّح بسيفه، فقطعها إلى نصفين، لكنها انقسمت مجددًا إلى كرات أصغر...

قال بين نفسه:

— "كلما قسّمتها، ازدادت خطورة بسبب حجمها المتناهي في الصغر!"

صعد يوشيرو إلى السماء، وجمّع طاقته، ثم أطلق كرة جليدية عملاقة طفت النيران كليًا!

ساجور أطلق كرة جليدية هو الآخر، لكنها لم تكن قوية كفاية.

فأعاد يوشيرو الكرّة، وأطلق كرة جليدية بحجم الوحش، فأنقذ ساجور أيضًا.

قال يوشيرو وهو يلتقط أنفاسه:

— "ساجور، أنت أَنهِ طائر الجليد... سأهتم أنا بهذا الوحش الناري."

رد ساجور بثقة:

— "حسنًا."

اندفع ساجور بسيفَين ينبعث منهما شررٌ ذهبي كأنهما تنينان. في ذات الوقت، كان يوشيرو يقاتل الوحش مستخدمًا رمحًا وسيفًا معًا.

لكن الوحش كان أسرع مما توقع، يرصد حركات يوشيرو بدقة لا تصدق، حتى في أعلى سرعاته.

في السماء، كان ساجور يتفادى كرات النار من الطائر، يقطع بعضها بسيفه ويتفادى الأخرى بحركات بارعة.

صعد نحو السماء بسرعة، ثم هبط مثل سهم الضوء نحو الطائر، لكن الطائر تفاداه.

أعاد المحاولة وهبط على ظهره، ثم قال بتعويذة خاصة:

— "تجمّد!"

وتجمّد الطائر وسقط أرضًا متحطمًا.

في هذه الأثناء، كان يوشيرو يواجه صعوبة بالغة، فالكائن الناري كان يقرأ حركاته قبل أن يفكر بها.

عندما انضم له ساجور مجددًا، طار الكائن إلى أعلى السماء، وأطلق من فمه شبكة سوداء عملاقة، يخرج منها هالة مرعبة...

أمسكت الشبكة بساجور ويوشيرو، وأحكما قبضتها عليهما.

قال يوشيرو وهو يحاول التحرر:

— "ما هذه الشبكة؟ كيف نخرج؟!"

أجاب ساجور بقلق:

— "لا أعلم... لكني أشعر أن سحرنا يُسحب منا!"

قال ساجور بنبرة يائسة:

— "هذه الشبكة تمتص السحر... وإن بقينا فيها، سيتعفن جسد كل منّا... حتى تلك الفتاة... حبيبتك!"

في تلك اللحظة... احمرّت عينا يوشيرو فجأة، وتحولت إلى أعين شيطانية تقطر غضبًا!

صرخ من أعماق روحه، حتى أن الغابة بأكملها اهتزت، وكأن زلزالًا أصاب الأرض!

تحطّمت الشبكة!

خرج يوشيرو منها، وانطلق بسرعة تفوق الضوء، كأنه شهاب شيطاني اخترق السماء،

وقال بصوت يملؤه الغضب:

— "تريد قتلها؟!!"

وبضربة واحدة من سيفه،

قطع رأس الكائن الناري!

ظلّ ساجور مذهولًا، لا يصدق ما رأته عيناه.

وفي مكان ما...

عينٌ خفية تراقب من ثقب في السماء، وتهمس بصوت غامض:

— "هذا الفتى... إن أصبح لنا، سترتفع قيمة الضعفاء، ونصعد فوق الجميع..."

هبط يوشيرو على الأرض وقال وهو يلهث:

— "هل حالتها مستقرة؟ هل جسدها تعفّن؟"

رد ساجور بابتسامة مرتجفة:

— "لا، إنها بخير... لكن... ما الذي حدث لك؟"

قال يوشيرو وهو ينظر للسماء:

— "لا أعلم... عندما قلت إن جسدها سيتعفن، رأيت سونا في خيالي... كانت

تبتسم، ثم دمعت عيناها... لم أتحمل ذلك الشعور."

ثم وقف وقال بهدوء:

— "هيا، لنكمل طريقنا..."

2025/05/09 · 9 مشاهدة · 616 كلمة
PUNJAB
نادي الروايات - 2025