هذا المساء .

جلست آستر على كرسيها و حدقت في صندوق المجوهرات الذي يحتوي على الماس .

نظرت إليه كما لو أنه كان يخوض معركة كرات ثلجية ، ثم لمست الماس بإصبع واحد .

"هذا رائع . هذا كله ماس ."

بالنظر إلى تلكَ الألوان الزاهية ، شعرت بالغرابة .. لقد شعرت أنه شيئ لا يجب أن تحصل عليه .

ومع ذلكَ ، لقد كان الأمر مثيراً ايضاً .

كان لديها مال يُمكنها إستخدامه كما تشاء . مثل المال الذي لا ينتهي ويخرج بإستمرار .

في المستقبل ، كلما زاد المال كلما كان ذلكَ أفضل إن أرادت التعامل مع راڤيان و المعبد .

يُعد إمتلاك منجماً من الماس مفيداً بطريقة ما ، حيثُ لا يتعين عليها طلب المساعدة من دي هين في كل مرة .

"هذا رائع ."

حاولت آستر إغلاق الغطاء و سحب أكبر الماسات الموجودة عن عمد .

"دوروثي ."

"نعم؟"

تفاجأت دوروثي التي كانت تنظف غرفة آستر بصوت النداء .

"لقد قُلتِ أن أختكِ ستتزوج قريباً ؟"

"نعم ، الشهر القادم ."

قبل بضعة أيام ، بدأت دوروثي تقول أنها تشعر بالأسف لعدم تمكنها من رعاية زفاف أختها الصغرى .

تذكرتها آستر و أعطتها الماسة التي أخذتها للتو .

"خذي هذا ."

"ماذا!!! هل هذا ما أحضرته من المنجم صحيح؟"

أصبحت دوروثي مذهولة .

لقد كانت ماسة كبيرة بها يُمكنها العيش لمدى عامين دون دفع راتبها .

"وااه ، هل تُعطيني هذا ؟ لا يُمكنني الحصول عليها ."

"لايجبُ عليكِ أن تُثقلي كاهلكِ ، أنا أعطيها لكِ لأنني شاكرة . إن أردتُ المزيد فقط سوف أذهب للمنجم ."

حملت آستر الماسة في يدها و طلبت من دوروثي أن تأخذها مهما كلف الأمر .

"آنستي ...."

كانت دوروثي تبكي وهي تنظر إلى الماسة التي في كفها .

"حسناً ... في الواقت لقد كنتُ قلقة من تكاليف حفل زفاف أختي ، لكن بما أن آنستي أعطتني هذه الماسة ..."

"إذا لم يكن لديكِ ما يكفي من المال سأعطيكِ هذا ايضاً ، لذا لا تبكي ، هاه؟"

شعرت آستر بالتوتر بعدما بكت دوروثي و قلبت صندوق المجوهرات بالكامل في عجلة من أمرها .

"لا! هذا يكفي . مع هذا ، سأتمكن من شراء الفستان الذي تريده أختي الصغرى ، لقد كنتُ أبكي لأنني سعيدة ."

قالت دوروثي بسرعة رافضة صندوق المجوهرات . وكما قالت ، لقد كانت تبكي لكن تعابيرها مشرقة للغاية .

"سأقوم بعمل أفضل في المستقبل ، أنا محظوظة لوجود آنستي هنا ."

"هيهي."

لقد كانت آستر فخورة و تضحك .

"لكن ... هل كنتِ تنوين حقاً إعطائي كل هذا لأنني بكيت ؟"

"نعم ، لماذا؟"

"لا ! هناكَ الكثير من الناس السيئة في العالم ، لا يجب أن تمنحيهم كل هذا!"

بدأت دوروثي التي مسحت دموعها بأكمامها بنفاذ صبر في التذمر فجأة .

فكرت آستر متظاهرة أنها كانت تستمع إلى دوروثي .

'هل يجب علىّ مشاركتهم الواحد تلو الآخر ؟'

في الأصل ، لقد كانت ستقوم بحفظها و إستخدامها لاحقاً ... لكن عندما رأت هذا المظهر الذي يعجبها غيرت رأيها .

بعد مجيئها إلى هنا ، إعتقدت أنه سيكون من المقبول إعطائها للأشخاص اللذين عملو بجد .

***

في ليلة ما بعد عدة أيام .

إنتهت الوجبة لكن لايزال الوقتُ مُبكراً في المساء للذهاب إلى النوم .

"اوه ، هل أنتِ نائمة بالفعل ؟"

دوروثي التي جاءت لتعتني بآستر سكتت على عجل . كان ذلكَ لأنها وجدت آستر نائمة .

إعتقدت دوروثي أن سيدتها الشابة كانت متعبة جداً ، لذا اطفأت الأضواء و غادرت الغرفة بهدوء .

'هل غادرت بالفعل ؟'

إنتظرت آستر لبعض الوقت ثم سارت مستترة نحو الباب . حتى لو إستمعت بهدوء ، لم تكن تسمع شيئ .

فتحت الباب بحذر وأخرجت وجهها لكن لم يكن هناكَ أحد في الخارج .

خرجت آستر من القصر .

صادفت حراساً في المنتصف ، لكنهم لم يتدخلو لأن آستر كانت تختبئ .

توجهت إلى حديقة هاربيل بشغف تحت ضوء القمر .

"أحبُ أن أكون هنا ."

اومأت آستر برأسها وهي تنظر حول الحديقة . لقد كان مكاناً مثالياً للتدريب لأنها كانت واسعة جداً و لم يكن يأتِ الكثير من الناس إلى هنا إلا بصعوبة .

كان الغرض من ترك دوروثي بعيداً هو ممارسة التدريب على إستخدام القوة المقدسة .

"لأنني لا أستطيع الهروب ."

لقد كان الملاذ الأخير بالنسبة لها لكنه كان صعباً لأن الطاقة كانت تنفجر فجأة .

كان يجبُ أن تكون قادرة على التحكم في القوة التي كانت تفيض في جسدها لكنها لم تستطع .

فكرت آستر في كيفية التدرب ، ثم وجدت نافورة كبيرة بالقرب .

"ماء؟"

عندما كانت تتدرب على إستخدام قوتها المقدسة في المعبد لقد كانت تستعمل الماء ، لذلكَ بدا أن نافورة بهذا الحجم مفيدة للغاية .

عندما إقتربت من النافورة و نظرت لها ، كانت الأوراق و البتلات تطفو .

حتى لو كان البستاني يعتني بالحديقة كل يوم ، لقد كان من الطبيعي أن يغير الماء مرة في السنة .

"يجبُ علىّ محاولة ذلك ."

بسطت آستر كفها و مدته إلى الأمام . بعد إغلاق عينها ركزت عقلها على أطراف أصابعها .

'كوني نظيفة !'

لم تفعل أى شيئ .

في اللحظة التي حسمت فيه قرارها ، إستجاب وعيها وخرجت قوتها المقدسة .

تدفقت القوة إلى النافورة أكثر بكثير مما كانت آستر تتوقع .

صعد كل الماء إلى الأعلى في نفس الوقت ، لقد كان مشهداً نادراً حيثُ كان كل الماء يتدفق إلى الأعلى .

قامت آستر بنفخ خديها وهي ترى ما يحدث رغماً عن إرادتها .

"لقد فشلت في السيطرة على قوتي مرة أخرى ."

ومع ذلكَ ، كما أرادت آستر كان الماء في النافورة نظيفاً جداً .. الماء لم يكن شفافاً فقط ، لقد كان مشرقاً .

"لقد أصبحت نظيفة جداً ... كالماء المقدس تقريباً ، لحظة .. هل الأمر كذلك ؟"

جفلت آستر و تشبثت في النافورة . على الرغم من أنها ظنت أن هذا لا يُمكن أن يكون هو الحال ، إلا أنها أخذت رشفة براحة يدها .

إبتلاع .

ثم إنتشرت الطاقة المقدسة في فمها ، وأصبح ذهنها واضحاً ... تلكَ هي اللحظة التي تحول فيها شكها إلى يقين .

"هل يُمكنني فعل ذلك ؟"

تمتمت آستر بصوت كئيب وشعرت بالقشعريرة .

تحولت كل مياه النافورة العادية إلى مياه مقدسة .

بالنسبة للماء المقدس ، لقد تم صناعة زجاجة بحجم كف اليد فقط بعد عدة أيام من صلاة كبار المسؤولين .

من الصعب صنع الماء المقدس ، لكن تم تحويل كل المياه في النافورة إلى مياه مقدسة الآن .

كان هذا مستحيلاً بالفطرة السليمة لآستر .

أصبحت آستر قلقة للغاية بسبب قوتها التي تفوق إدراكها .

'ماذا أفعل بهذا ؟'

جلست آستر عند النافورة ونظرت إلى الماء الذي تحول إلى ماء مقدس . ثم فجأة تذكرت ما تعلمته في آخر صف .

إذا كنتَ تستخدم الماء المقدس ، يُمكنكَ بسهولة رؤية المناطق المحيطة من خلال ربط الماء المقدس بالماء المقدس .

يُقال أنها قدرة نادرة لا يُمكن إستخدامها إلا بإمتلاك قوة مقدسة جيدة . على الرغم من أن القديسين المتعاقبين «قصدها القديسة الحالية واللي قبلها و اللي قبلها» هم فقط من نجحو ...

"يُمكن .."

فكرت آستر في تجربة الأمر وهدأت عقلها . شعرت أنها تستطع فعل أى شيئ بنفسها .

'إذا كنتِ هناكَ ، فكوني قريبة من راڤيان .'

عندما ركزت على راڤيان بدأت عيونها الوردية في التغير ، لقد أصبحت صفراء قاتمة . «او ذهبية»

كما لو كان يتفاعل معها ، بدأ سطح الماء في التأرجح . شعرت وكأنها كانت تهتز ثم بدأ نوع من الرؤية في الظهور .

'إنها تعمل حقاً ؟'

توقفت آستر عن التنفس بدهشة .

لحسن الحظ ، يبدو أن هناكَ مياه مقدسة بالقرب من راڤيان .

كانت راڤيان تُعطي دواءاً لإمرأة بملعقة . لقد كانت تبدو مسنة و كانت تفتقر إلى الطاقة .

لقد كانت تشعر بالفضول لمعرفة من تكون ، لذلكَ حاولت النظر عن كثب ، لكن المرأة إستدارت فجأة ونظرت نحو آستر .

"هيك."

إندهشت آستر وضربت سطح الماء بكفها . تناثرت المياه في كل مكان و إختفى هذا المشهد بدون أن يترك اثراً .

ارتبكت آستر و عقدت جبهتها ، لقد كان ما رأته للتو لم يكن منظماً في رأسها .

"لقد كانت القديسة سيسبيا ."

مظهرها القديم و الحنون لم يعد موجوداً . لقد تغيرت كثيراً لدرجة أنها لم تستطع التعرف عليها على الفور .

الآن إتضح لها أن من إتصلت بالعين معه في ملجأ نواه لقد كانت هي ، ولقد تأكدت من هذا تماماً عندما إلتقت عيناهما للتو .

في الواقع ، لقد كان الأمر صادماً أنها كانت قادرة على إستخدام الماء المقدس و رؤية راڤيان من خلاله ... لكن كان تغيير سيسبيا صادماً .

"لقد كنتُ أعتقد أنه لمن الغريب عدم ظهورها في المناسبات الرسمية ، لكن ..."

لقد كانت تتناول الدواء من يد راڤيان . شكت بما تفعله راڤيان لأن عيونها كانت ضبابية .

"إنها داخل المعبد ، لذا لا أستطيع أن أعرف . آشش."

حتى لو كانت راڤيان تقوم بأشياء سيئة جداً ... بالنظر إلى المعبد ، لقد كان من المستحيل أن تعرف .

ندمت على قطع الإتصال بالماء المقدس وحاولت مرة أخرى لكنها فشلت ، لقد كان يبدو أنها كانت محظوظة في المرة الأولى .

قررت آستر أن توقف أسفها و تعود إلى المنزل ، لقد كانت تشعر بالنعاس لإستخدامها الكثير من القوة المقدسة .

لم تكن تشعر بالرضا لسببٍ ما ، و أسرعت لمسح شعرها المبلل من العرق .

'هاه ؟ لا أستطيع الرؤية .'

لقد كان المكان غائماً جداً أمامها .

تمتمت آستر معتقدة أن الأمر كان غريباً ، لكنها سقطت في النهاية غير قادرة على المشي .

***

الوقت الذي خرجت فيه آستر سراً وتوجهت إلى الحديقة .

چو-دي الذي كان يلعب في الخارج وجد آستر من بعيد .

"هاه؟ إنها آستر ."

عندما حاول الركض لها بإبتسامة كبيرة ، لكنه لاحظ أنها كانت مختلفة عن المعتاد ... لذا مشى خلفها بهدوء .

'إلى أين تذهب بمفردها في ذلكَ الوقت ؟'

ربما ذلكَ لأن چو-دي قرر ان يُخفي خطواته ، لم تكن آستر تعرف أن چو-دي يتبعها .

كان چو-دي متحمساً لفكرة التسلل وراء آستر ومفاجأتها .

لكن بعد فترة وجيزة ، إنكشف أمامه كامل المشهد .

لقد كانت تسير أمام النافورة وفي إحدى المرات إنبثقت المياه .

"آستر ، من تكونين؟"

فتح چو-دي فمه وراقب كل شيئ ، لقد فاته التوقيت المناسب لذا لم يستطع الذهاب .

ثم بدأ يغفو خلف الشجرة ...

وبينما كان يفرك عينه ، وجدَ أن آستر قد سقطت وهرع لها في الحال .

"آستر ؟ مابكِ ! إنهضي !"

هز چو-دي آستر لتستيقظ لكنها لم تستيقظ . ضفطَ على جسدها في حيرة من أمره .

يتبع ...

2021/05/20 · 823 مشاهدة · 1667 كلمة
نادي الروايات - 2025