ربما لأنها كانت تتدرب منذ فترة قصيرة ، سرعان ما تحولت عيناها للون الذهبي و بدأ ظهر يدها في التألق .

"لماذا تبكي ؟ هذا لن يناسب حجمك ، عضلاتك سوف تكون حزينة . القطة لم تمت بعد ."

"أنا لا أبكي . هيك . وما علاقة عضلاتي بهذا ؟"

چو-دي الذي كان ضعيفًا بشكل خاص أمام الحيوانات ذرف الدموع بمجرد أن رأى آستر .

"شعرت بهذا في المرة الأخيرة ، ولكن عيون آستر جميلة للغاية ."

"كلمة جميلة لا تكفي حتى ."

راقبت الإثنان آستر و هي تعتني بالهرة و تحدثا بهمس حتى لا يزعجاها .

'أيتها القطة ، لا تمرضي .'

مع صلاة آستر الصادقة ، تغلغلت قوتها المقدسة في جروح القطة .

التئمت الجروح بسرعة حيث أمكنهم رؤية هذا بوضوح ، وقبل أن تدرك اختفت بدون أن تترك أثرًا .

"هل تم هذا ؟"

آستر التي تأكد أن بشرتها أصبحت نظيفة بالكامل ضربت راحة يدها بكل ثقة.

بعد المشاهدة للحظة ، فتحت القطة عينيها .

اختفى الألم فجأة لذا بدا عليها الارتباك .

وبدون أن تدرك ، بدأت تحدق في آستر.

"أوه ؟ فتحت القطعة عينيها ! إنها على قيد الحياة !"

بعدما رأى چو-دي ذلك صفق بسبب الإعجاب .

أخيرًا شعر دينيس بالارتياح و أخذ الكتاب الذي ألقى به على الأرض ونفض الغبار عنه .

"مرحبًا يا قطة ."

لم تستطع حتى آستر التفكير في الابتعاد و مدت يدها إلى القطة الصغيرة وهي اهز جسدها الصغير.

بعد التفكير للحظة ، رفعت القطة ذيلها ووضعت وجهها على يد آستر.

لم يكن يسعها إلا لمس الفرو الأملس الناعم للقطة .

فركت ذقن القطة و رقبتها برفق .

تحركت عيون القطة أفقيًا .

كان هناك صوت يخرج من القطة بسبب فرك آستر لذقنها .

"أنا أيضًا ... مرة واحدة فقط ..."

قال چو-دي الذي كان يراقب الوضع في صمت أنه لا يستطيع تحمل ذلك ومدّ يده برفق بالقرب من كتف آستر .

ومع ذلك صفع دينيس يد چو-دي وربت على رأس آستر بدلاً من القطة .

"عمل جيد . لقد قمتِ بإنقاذها ."

تبع چو-دي الغاضب دينيس السريع و ربت على رأس آستر كذلك وتمتم في نفسه .

"أتمنى أن أكون مثل آستر و ستتبعني جميع الحيوانات صحيح ؟ عندها سأكون قادرًا على لمسهم بحرية ."

ابتسمت آستر التي لم تكن معتادة على المدح عندما تستخدم قواها المقدسة بخجل .

شعرت بهذه الطريقة عندما شفت ساق هانز من قبل ، وكان هناك شعور بالبهجة و الفخر عندما تقوم بالعلاج .

نظرت آستر إلى راحة يدها بشعور أنها أنقذت حياة ، وقالت بحذر .

"ماذا عن إنقاذ الناس بهذه الطريقة ؟"

"المعبد موجود بالفعل ."

قال دينيس الذي كان يتمتع بشخصية عقلانية وسأل عما ما إن كان هذا ضروريًا .

"المعبد مفتوح فقط لذوي المال والمكانة العالية . ليس هؤلاء الناس المهمشين ."

لم يكن لديها إهتمام على الإطلاق بهؤلاء اللذين استرخجوا بدرجة كافية لطلب مساعدة المعبد .

من أرادت آستر أن تساعدهم هم أُناس مثلها ، من أبعدهم الحاكم عن المعبد وهجرهم .

لقد كانت فكرة خاطفة فكرت فيها من أن قابلت نواه و تسائلت عما إن كان الأمر ممكنًا .

"أليست آستر في حالة صعبة ؟"

سأل چو-دي وهو يعقد قدميه .

"منذ وفاة القديسة سيسبيا زادت قوتي المقدسة . لا يُمكنني تحمل شيء ."

ابتسمت آستر بقوة و بسطت كفيها.

الآن ، إن كانت تريك ذلك فإن قوتها المقدسة تدفق و تلف راحة يدها ، تمامًا مثل الآن .

چو-دي الذي نظر إلى كفيها قال أنه يكون غريبًا بغض النظر عن عدد المرات التي رأى فيها هذا ، ربت على يدها كما لو كان قد حصل على فكرة جيدة .

"إذًا ، لما لا نخرج إلى المدينة معًا الآن ؟"

"معًا ؟ الآن ؟"

مع ارتفاع صوت آستر بشكل مفاجئ ، رفعت القطة رأسها و نظرت إلى چو-دي .

"نعم ، بالطبع . يجب أن نذهب معًا . إنه أمر خطير أن تذهبي بمفردكِ ."

كانت آستر تحاول التحرك بشكل أكثر تعمدًا ، لكن لايبدوا أنه سيكون من السيء الارتجال قليلاً .

إذا بقى چو-دي معها بدون اعتراض ، فلن يكون هناك دعم أقوى من ذلك .

احتضنت آستر القطة بقوة و تأرجحت على العشب .

ثم بدون أن تنبس ببنت شفة نظرت إلى دينيس الذي كان لديه تعبير صارم على وجهه وانحنت نحو چو-دي .

"إذن ، يجب أن يكون دينيس أوبا قد حدد بالفعل الجدول الزمني الخاص به لليوم ، لذا چو-دي أوبا و أنا ...."

"سأذهب أيضًا."

قاطعها دينيس و بشكل غير متوقع لقد قال أنه سوف يذهب معهم .

"هل هذا مقبول ؟"

"يوم واحد أو نحو ذلك لا بأس ."

"كنت سأقضي أنا و آستر بعض الوقت معًا ، لكنكَ تدخلت ."

سخر چو-دي من دينيس و حذرته من المغادرة لكنه لم يرمش له جفن وتجاهله .

"ثم دعونا نغير ملابسنا ."

"وماذا عن القطة ؟"

"إنها صغيرة جدًا لتبقى هنا ، لذا سيكون من الأفضل الاحتفاظ بها بداخل المنزل ."

كانت القطة جالسة بهدوء بين ذراعىّ آستر كما لو أنها تعرفت عليها كأم لها .

قررت آستر تركها للخادم و دخلت للقصر ،

"لكن آستر ... ألا يُمكنني لمسها مرة واحدة فقط ؟"

كان ذلك لأنه أرادت لمسها ، ولكن عندما مد يده أصدرت صوتًا و كأنها سوف تقوم بعضه .

ابتسمت آستر لشكل چو-دي هكذا و أمسكت يد القطة و رفعتها ببطء ...

"فقط قليلاً حتى لا تتفاجئ ."

"نعم !"

ثم تحرك چو-دي و أمسك يد القطة بحذر و تسلل بجانبه دينيس الذي أظهر في البداية أنه غير مهتم على الإطلاق و ربت على يدها .

***

ارتدى الثلاثة ملابس مريحة للحركة و تجمعوا مرة أخرى .

كانوا ذاهبين إلى القرية لذا قاموا بإختيار ملابس عادية التي لم تكن فاخرة قدر الإمكان ، لكن كان التوأم يتألقان .

'كما هو متوقع من إخوتي .'

لم يتم إخفاء تشابههم الشديد مع دي هين .

"ڤيكتور ، هل لي أن أطلب مرافقتكَ لي قليلاً اليوم ؟"

"بالطبع ."

قبل ركوب العربة ، ابتسم ڤيكتور بناء على طلب آستر .

كان من الواضح أنه إذا كان هناك الكثير من الناس فسيكون التنقل بحرية صعبًا .

اليوم ، قرر أن يرافقها بأقل عدد من المرافقين و يتبعونهم سرًا مع الحفاظ على مسافة مناسبة .

ركبوا العربة و توجهوا إلى الضواحي الجنوبية و ليس إلى العاصمة هذه المرة .

كان اقتراح دينيس أن المكان الأكثر عزلة في تريزيا كان موجودًا هناك .

بعد الوصول إلى حاقة وسط من المدينة نزلوا من العربة و تحركوا بهدوء .

لم يكن هناك خط حدودي و لكن من الغريب أنه بمجرد عبور منطقة وسط المدينة تغير الجو بالكامل .

لم تكن هناك حياة في المباني المتداعية و الشوارع المهجورة .

كان المتسولون يستلقون في الشوارع .

"كان هناك مكان كهذا في تريزيا ."

"نعم ، إنها المرة الأولى التي أراه لكنه اسوأ مما كنت أتخيل ."

حتى التوأم اللذين ذهبوا فقط إلى الطريق الرئيسي و شارع المدينة أصابهم صدمة شديدة .

و بسبب هذا الطريق كان چو-دي و دينيس أكثر حذرًا لحماية آستر .

لفوا نفسهم حولها مثل المرافقين و نظروا حولهم .

ومع ذلك ، كانت آستر مشغولة برعاية الأشخاص اللذين قابلتهم .

لقد كانوا يتضورون جوعًا لدرجة أنه يُمكن رؤية عظامهم ، كما أن تغذيتهم وحالتهم الجسدية لم تكن طبيعية .

'إعطاءهم هذا سيكون بلا معنى .'

قبل أن تغادر المنزل ، حزمت الكثير من الألماس ، لكن بدى لها أن القتال سيندلع بينهم إن قامت بمشاركته .

تذكرت طفولتها بعد وقت طويل .

قبل بيعها للمعبد ، نزلت آستر إلى الشارع كل يوم للتسول .

ولكن كان عليها الدفع للرئيس بعض المال للحصول على الطعام .

"دينيس أوبا ، هل هناك طريقة لمساعدة هؤلاء الناس ؟"

"حسنًا . حتى لو حاولنا المساعدة يجب أن يكون لدى الناس الرغبة في العيش ، لكن الجميع مهجور بالفعل لذا لا أعرف ."

"لقد جمعت الكثير من الماس في المستودع ، لكن إن قمت بتوزيعها مرة واحدة ...."

"لماذا تفرقينها هنا ؟ لقد أعطاه لكِ والدي لتستخدميه ."

"إن كنت سأستخدمه على أى حال لماذا لا اشاركه مع الآخرين بدلاً من أن استخدمه بمفردي ؟"

"لا ؟ إن كنت أنا فلن أقوم بتخزينه و سأستخدمه كل يوم ، لدىّ الكثير من الأشياء لأشتريها ! إنه لأمر مؤسف حقًا ... إن أعطاني والدي المنجم ، فيمكنني استخدامه كل يوم ."

"لهذا لم يعطه لك ، بل لآستر ، لأنكَ غبي ."

كانت تبتسم لچو-دي وهو يتعرض للضرب من قِبل دينيس ، عندما فجأة جاء صبي صغير يرتدي ملابس قديمة بدا و كأنه في السابعة من عمره يركض .

"ساعدوني ، رجاء ."

حاول چو-دي دفع الفتى الذي كان يحاول الاقتراب من آستر لكن آستر أوقفته وقالت أن كل شيء بخير وأخذت الطفل بين ذراعيها و انحنت لتقابل مستوى عينه .

"ماذا تحتاج ؟ المال ؟ أم الطعام ؟"

"لا ... والدتي مريضة جدًا."

توقفت آستر التي كانت على وشك تسليم الأموال التي احضرتها إلى الطفل للحظة بعدما سمعت صوت الطفل الباكي .

"إذا كانت مريضة فلا يجب أن تجلس ساكنًا وخذها إلى المعبد أو إلى الطبيب ."

قال چو-دي الذي نشأ ليكون غنيًا ولا يعرف الكثير عن العالم بقصد المساعدة بصدق .

"المعبد ؟ ذهبت عدة مرات لهناك لكنهم طردوني من عند المدخل ."

كان هناك يأس في عيون الطفل .

"وليس لدىّ أى نقود . علىّ أن أدفع للحصول على العلاج ...."

انفجرت الدموع التي كان يكبها لذا نزلت الدموع بدون صوت .

بل كان من المثير للشفقة رؤية الطفل الصغير يعض شفتيه حتى لا يبكي .

آستر التي كانت تعرف حقيقة المعبد أكثر من أى شخص آخر ، أخذت يد الطفل الصغير بإبتسامة مريرة .

"أين منزلكَ ؟ دعنا نذهب سوف أساعدك ."

فتح الطفل الصغير فمه بسرعة كما لو كان لا يصدق ذلك عندما قالت أنها سوف تساعده .

"حقًا ؟ إنه هناك !"

مسح الولد الصغير دموعه بسرعة و ارشدهم إلى المنزل في حال غيروا رأيهم .

كان المكان الذي وصل إليه الطفل كوخًا محرجًا لا يمكن وصفه حتى بالمنزل .

كان رثًا و غير قوي بما يكفي لمنع الرياح القوية .

كانت والدة الطفل الصغير ملقاة على الأرض وكأنها ميتة و عليها لحاف رقيق للغاية لا يمنع البرد .

"إنها والدتي ... لم تقل شيئًا منذ أيام ...."

في غضون ذلك ، لقد كان هناك آثار لطفل كان يحاول انقاذ والدته بمفرده .

تنهدت وهي ترى بقايا الطعام مكدسة بجانبها .

"أنتم تعيشون هكذا ؟ ماذا تفعل المعابد بدون النظر إلى هذه الأماكن ؟"

نظر چو-دي حول المنزل البائس وقال أن هذا كلام فارغ و لقد كان غاضبًا .

"نعم . أعلم أن والدي يقدم كل عام أموال إغاثة إلى معبد تريزيا المركزي ."

حتى دينيس فقد رباطة جأشه .

"المعبد لا يفعل شيء للذين يحتاجون إليه حقًا ."

لم تتفاجأ آستر بذلك و ذهبت بهدوء إلى جانب المرأة .

يتبع ....

2021/09/25 · 606 مشاهدة · 1707 كلمة
نادي الروايات - 2025