بزاوية الغرفة ، كان ذلك الشيء يلمع باللون الأبيض وسط الظلام الذي لفت انتباه جورا لكن سرعان ما تجاهل ذلك فليس هناك وقت للتأمل ، لأن العملاق جاغانورث هو كل ما يقلق جورا ورفيقيه ، يخطوا نحوهم شيئا فشيئا تاركا صدى خطواته الثقيلة يقرع الأرض الى أن يدخل الغرفة التي يتواجدون بها من خلال الجدار المحطم .وقد ازداد قلقهم وتسارعت انفاسهم بينما يرمقهم جاغانورث بنظرات أعينه الحمراء المرعبة .
يتمالك جورا نفسه محاولا التفكير بحل ينقذهم من هذا الوضع ، ماذا يمكن أن يفعل الأن وسط هذه الغرفة الصغيرة.. فبضربة ساحقة واحدة من هذا العملاق كفيلة بهدم الغرفة على رؤوسهم . هكذا حذت جورا نفسه .
شعر بدوار شديد مرة أخرى. كان صدره ينزف دماً غزيراً، فلطخت دماؤه ملابسه القتالية البنفسجية الغامقة، تاركة خطوطاً سوداء داكنة عند المرفقين. بالكاد تمكن من الوقوف بثبات، فترنح خطوة إلى الوراء. ازداد قلق إيما وخوفها، بينما ساد الصمت المكان.
فجأة قفز كايتو نحو جاغانورث، صارخًا بصوت يقطع ذلك الصمت وعيناه تحدقان في العملاق، وتمسك بدرع هذا الأخير بقوة . جورا وإيما وقفا مذهولين من شجاعته المفاجئة في حين يردد كايتوا كلمات مسموعة مغمض العينين..
" لن أموت هنا.. لن أموت هنا.. "
اعطت كلماته تلك بعض الفطنة لرفيقيه ، فجورا لم يتوقع من كايتوا الذي يعتبر أقل شجاعة منهما أن يكون أول من يبادر بالمخاطرة هكذا . ابتسم جورا وسأل نفسه
" مالذي أفعله ؟ اترك كايتوا يدافع عني ؟ "
ثم وجه نظره نحو ايما فأومأ لها لتقوم هي الأخرى بذلك ايضا موافقة له . فقفزا كلاهما بنفس التوقيت نحو جاغانورث . جورا تمسك بذراع العملاق اليمنى وايما تمسكت بالذراع اليسرى .كايتوا كان مغلقا كلا عينيه متمسكا بالجزء العلوي من درع جاغانورث من الأمام ثم فتح احدى عيناه ولمح رفيقيه يساندانه على دحر هذا العملاق الذي يحاول ازاحة هذه العوائق الملتصقة عليه ، رفع كلا ذراعيه يمينا ويسارا ولوح بهما .
وجورا وايما لا يزالان متمسكين بذراعيه بقوة حتى ضرب بجسديهما جدران الغرفة بتلويح ذراعيه هنا وهناك ، فبصق كلاهما دما من فمهما . لدرجة أن إحدى جدران الغرفة تحطم جزء منها وشكلت فتحة بدت كمدخل صغير . وتلاثتهم يقاوم ذلك الإرتجاج الذي لا يتوقف الى أن يصعق جورا بكل ما عنده بعنصر برقه الذراع التي تمسك بها وكذلك ايما تحرق ذراعه الأخرى بعنصر النار من يداها ، واخيرا كايتوا الذي وجه ضربة ساحقة من يده المقدسة نحو خودة العملاق جاغانورث وإثر تعاونهم هذا قدف جاغانورث للخلف قليلا الى تلك القاعة وقد قفزوا عنه باللحظة المناسبة لكنه كان لازال واقفا لم يسقط . على الاقل هو خارج الغرفة وجورا ورفيقيه داخلها .
ثم يوجه جورا نظره نحو كايتوا ويقول له بصوت مرتفع
" الأن يا كايتوا "
" حسنا "
يقوم كايتوا بإعادة بناء ذلك جدار الغرفة المحطم بجدار اخر سميك لحماية أنفسهم ، فيساعده جورا كذلك . بفضل عنصريهما الأرض .بينما يقومان ببناء الجدار وقد اكتمل نصفه ، يتقدم جاغانورث بخطواته ولحسن الحظ خطواته كانت بطيئة لكنها مخيفة ومرعبة لو تشتت انتباه جورا وكايتوا لسقط ذلك الجدار الذي يبنيانه من شدة الخوف والقلق ، وأخيرا اكتمل الجدار السميك كاملا في حين جاغانورث خارج الغرفة بتلك القاعة وتلاثتهم داخل الغرفة بآمان او هكذا اعتقدوا لكن هذا العملاق العنيد يضرب الجدار بمطرقته الثقيلة تحت تسارع أنفاس جورا ورفيقيه .
" لن يدوم الأمر طويلا وسيحطمه..
ثم تنير ايما الغرفة بنارها فتلمح تلك الفتحة بالجدار التي بدت كمدخل صغير وتقول
" جورا.. هناك مدخل صغير يبدوا كافيا لنا . "
استجابة جورا لها وهرع تلاثتهم نحو المدخل ودخلوا له واحد تلو الاخر زاحفين حتى جاء دور جورا للدخول لكنه توقف . كان له فضول حول ذلك الشيء الذي كان يلمع بزاوية الغرفة بشكل متقطع .
" أيعقل أن يكون ذلك.. ؟ "
في حين جاغانورث لا زال يضرب الجدار مرارا وتكرارا بقوة وقد اقترب من تحطيمه كاملا . لقد ظهرت خودته السوداء وجزء من درعه . فتنطق ايما قائلة
" جورا اسرع ماذا تفعل عندك ؟ "
" انا قادم "
لكن جورا اتجه نحو تلك الزاوية بالغرفة وامسك بالشيء اللامع وتبين أنها كرة صغيرة متوهجة . لم يتسآل كثيرا ثم هرع الى المدخل الصغير مباشرة وقد تحطم الجدار الذي بنياه بالكامل ودخل جاغانورث للغرفة ويبدوا أن جورا قد تمكن من الدخول للمدخل بالوقت المناسب. او هكذا ظن ليشعر بيد حديدية ضخمة باردة تمسك بإحدى قدميه كانت يد العملاق المدرعة ، يحاول جورا ركل وارجحت قدمه ليفلت من يد جاغانورث في حين هذا الأخير يضغط كثيرا على قدم جورا حتى افلت منه بالنهاية . لقد ارتطمت يد العملاق بالجدار اثناء ذلك الركل..
فيحملق لهم جاغانورث بأعينه الحمراء من خودته السوداء من خلال ذلك المدخل الصغير المظلم حانيا . وكأنه يخبرهم سيمسكهم عاجلا أم آجلا .
فذلك المدخل صغير جذا لعملاق مثله .
في حين يزحف تلاثتهم على ركبهم بنفق صغير مظلم وضيق واحد تلو الاخر ، ثم يرى كايتوا الذي يتصدرهما ضوء أبيض بنهاية النفق . يبدوا أنه المخرج .لقد كان مخرجا صغير كالذي دخلوا منه .أخيرا خرجوا وألقوا بظهورهم على الأرض لاهثين يلتقطون أنفاسهم ، وقد اتسخ ثوب كايتوا أسود اللون من بنطلون وسترة قماشية خفيفة . يبدوا أنهم الأن بمنتصف مكان كبير منير بمصابيح نارية وله رواق طويل . فتتكلم ايما
" لا اصدق..هربنا من ذلك الكابوس "
يرد كايتو
" لعلمك لازلنا داخل أسفل قصر العدو "
قام جورا على قديمه وبدا أنه شعر بألم حاد كأنها صعقة برقية بتلك القدم التي امسكه منها جاغانورث لكنه قاوم ألمه ومد راحة يده كاشفا عن الكرة المتوهجة وقال
" ربما لهذه الكرة علاقة ما بالإكسير ، لقد كانت متواجدة بتلك الغرفة السابقة "
ترد ايما بتعجب
" اه..لماذا لست مندهشة "
يقاطعهما كايتوا قائلا
" بالمناسبة يبدوا أننا الأن بمكان ما "
" صحيح .
كان المكان كبير به عدد من الزنزانات يمينا ويسارا وبالوسط رواق طويل ليس بضيق كثيرا تنيره مصابيح نارية ، ومن خلفهم كان هناك ايضا زنزانات ومصابيحها النارية تنير الرواق ، لكن الزنزانات كانت فارغة وما بين كل زنزانتين مصباح ناري بأعلى الأبواب الحديدية في كلا الطرفين اليمين واليسار .
يسيرون بالرواق نحو الأمام على نفس الخط مندهشين بتلك الزنزانات الفارغة وبعضها يحتوي على جماجم عملاقة وحتى بشرية طبيعية.. حتى فوجئوا بفتاة شقراء جميلة بشحمها ولحمها مرمية متسخة الفستان بإحدى الزنزانات . حطموا باب الزنزانة الحديدي وحاولوا إيقاظها لكنها لا تستجيب ، أدركوا أنها لم تكن ميتة بالتأكيد لقد فقدت وعيها فقط . فقرروا مساعدتها ليحملها كايتوا على ظهره بينما تحملق ايما بملامح وجه الفتاة الشقراء وقالت في نفسها .
" تبدوا مألوفة لي "
أكملوا مسيرتهم وبدا أن رواق المكان طويل اكثر مما ظنوا حتى وصلوا لمنطقة حيث قلة المصابيح النارية على أبواب الزنزانات الى أن انعدمت تماما ، فتشعل ايما نارا لتنير المكان فيجدون أمامهم مباشرة بابا يبدوا ثقيلا . وقد ابدت ايما بدهشتها .
" يا له من باب كبير .
"قال جورا
" علينا المرور من خلاله "
ثم فجأة سمعوا صوت صرير ذلك الباب وهو ينفتح ، تحت تعجبهم وقلقهم واتخد كل من جورا وايما وضعية الاستعداد وكايتوا خلفهما حاملا الفتاة الشقراء فاقدة الوعي . أخيرا فتح الباب على مصرعيه ، فإذا بهم يقفون أمام شاب أشقر قوي البنية، شعره قصير وعيناه زرقاوان لامعتان. كان يرتدي درعًا خفيفًا يبرز عضلاته المتناسقة، وملابس زرقاء فاخرة تنسجم مع لون عينيه. وعلى خصره يتدلى سيف طويل براق . لقد كان ولي العهد لمملكة بيس ' دانيس ' لكنهم لم يتعرفوا عليه .
فنطق جورا متعجبا
" بشري..!
نظر لهم دانيس.. ثم فوجئ لما لمح الفتاة الشقراء التي يحملها كايتوا . لقد كانت اخته الصغيرة التي اختطفها العمالقة ' الأميرة ليلي ' .
ثم يستل دانيس سيفه من غمده موجها حافته الحادة للأمام وقال بنظرات غاضبة
" ضعوا الفتاة أرضا . "
رد جورا ببرودة أعصاب
" ومن انت لتهددنا هكذا ؟ ومالذي يفعله بشري بهذا المكان ؟ "
رد دانيس
" أسئلك نفس السؤال.. "
ثم صمت وقال بملامح حازمة
" لا تدعني اكرر كلامي ضعوا الفتاة بالأرض "
فقبل أن يشتد الموقف أكثر تدخل كايتوا واستجاب لكلام دانيس ووضع الفتاة بالأرض وتراجع ورفيقيه خطوة للخلف . فيخبره كايتوا أنهم وجودها فاقدة للوعي بإحدى الزنزانات قبل دقائق فقط .
نظر لهم دانيس نظرة شك لكن سرعان ما سقط شكه وأخفض سيفه وسأل
" أأنتم بصف العمالقة ؟
رد جورا نافيا ذلك .
...
بعد مرور بعض الوقت يعتذر دانيس لسوء الفهم وعن سلوكه ذاك كونه لم يتمالك نفسه عند رؤيته لأخته في تلك الحالة المزرية . لقد فوجئوا بمعرفتهم أن هذه الفتاة أميرة مملكة بيس واخت ولي العهد . فقبلوا اعتذاره .قالت ايما مع نفسها
" صحيح تذكرت الأن.. لهدا كانت تبدوا مألوفة لي لقد رأيتها بجنازة اشيا وقتها . "
ثم سألهم دانيس عن سبب تواجدهم هنا بعيدا عن مملكة سبارتا ، فأجابه جورا
" نحن نبحث عن كنز "
بدى دانيس وكأنه لم يصدق وقال مبتسما
" كنز اذا.."
ثم انحنى وشكرهم مجدذا لحسن نيتهم وإنقاذهم لأخته . فدلفوا الى الباب الكبير الذي فتحه دانيس سابقا ووجدوا أنفسهم بقاعة متوسطة الحجم بها إنارة كثيرة من مصابيح نارية على الأطراف وزخرفات جميلة وفخمة على السقف والجدران ، أخبرهم دانيس أنه سقط من الاعلى ووجد نفسه هنا ثم إلتقى بهم .
لاحظ جورا توهج الكرة اكثر من ذي قبل لدرجة قد تعمي العين من سطوعها . لقد تسآلوا عن سبب هذا التوهج و لم يفهموا منه شيء ، لكن جورا واثق من أنها لها علاقة ما بالإكسير فيتفق معه رفيقيه ، وكلما تقدم بها أكثر وأكثر زاد توهجها ، حتى اصتدموا بباب ثقيل ضخم كالسابق بهذه القاعة فيفتحونه على مصرعيه فإذا بهم بمكان واسع بزخرفات جميلة على السقف والجدران مجدذا لكنها كانت اكثر جمالا ووضوحا منيرة بالمصابيح النارية المعلقة بالجدران ، أرضها بيضاء ملساء فخمة وفي اخرها على مرأى أعينهم درج صغير يحمل عمودا حجري اعلاه ، بطول المتر ونصف وبقمته شيء بدى صغير لامع وفخم الشكل مرصع بالألماس عندها تيقن جورا ورفيقيه أنه الإكسير حثما .
جتث ايما على ركبتيها وقالت
" واخيرا... "
فتقدم جورا نحو العمود الذي يحمل الإكسير لكن يمنعه حاجز مرئي بعدما كان عكس ذلك حتى قبل أن يصل للدرج .
" إنه حاجز "
يقول كايتوا متسائلا
" لا يمكنه المرور ماذا نفعل الأن ؟ .
يجيب جورا
" هذا يبدوا وكأنه لغز ما.. "
ثم يصمت ويردف
" فهمت يجب علينا حله لإزالة الحاجز "
رأى جورا تمثال رجل ضخم ملتحي بجانب الدرج يمينا ، ثم رفع رأسه وحملق به . لقد كان الثمتال يحمل كتابا منحوت كذلك ، بكلا يداه مفتوح على مصرعيه موجها للأسفل بالأمام . لكن أكثر ما فوجئوا منه واستغربوا كان للتمثال أربعة أذرع إثنان منهما يحملان ذلك الكتاب والذراع اخرى واضعا يده على خصره الأيمن ، والأخرى ممددة للأمام كأنه يطلب شيء . مكتوب على الكتاب لغز بلغة يفهمونها . كان محتوى اللغز جملا بخمسة أسطر وكل سطر له جملة صعبة الفهم والتحليل .فإذا بجورا يبدأ بفهم وتفسير كل سطر حتى فوجئ بظهور أسطر اللغز على الحاجز كأنه شاشة ، وجه إصبعه نحو الحاجز الذي يعتبر شاشة الأن فيندهش هو ورفيقيه من ذلك وحتى دانيس . لقد كان يستطيع جورا تحريك الأسطر والتلاعب بها بملامسة إصبعه للشاشة .
تعبر ايما عن دهشتها
" مذهل هذا الشيء ! ماذا يمكن أن يكون ؟ لم ارى مثله قط ."
يوافقها كايتوا الرأي
" صحيح ، يبدوا وكأنه متطور جذا "
يقول دانيس
" هذا مبهر حقا ، هذه المملكة بها الكثير من العجائب "
...
مر الوقت ولا يزال يفكر تلاثتهم في حل لذلك اللغز وكذلك دانيس الذي انزل اخته الفاقدة للوعي من على ظهره ووضعها على الأرض الملساء مسندا ظهرها على الجدار .ساد الصمت المكان حتى كسره جورا قائلا
" فهمت.. ماذا لو كان علينا تفسير كل سطر بكلمة مناسبة مثلا . "
رد دانيس
" لنجرب ذلك "
اقترح جميعهم كلمات حسب فهمهم للغز ، قد تكون مناسبة لمعنى كل سطر ، لكن لم يجدي الأمر نفعا .وحذث جورا نفسه متسائلا
" هل كانت الكلمات خاطئة ؟ أم أن اعتقادي هو الخاطئ من الأساس ؟ "
فجرب كلمات اخرى وقد نجح في تفسير سطرين من أصل خمسة اسطر . لقد رأى علامة صح بجانب السطرين المفسرين وعلامات خطأ على باقي الأسطر التلات التي لم يتم تفسيرهم بعد . فظهرت تعابير سعادتهم بذلك .قال جورا في نفسه
" جيد تبقى تلات اسطر الأن . "
في حين يفكرون جميعا مجدذا بشدة في كلمات مناسبة للأسطر الباقية..أعطى كل منهم كلماته ورأيه حول اللغز حتى وأخيرا كانت العلامات كلها تشير الى علامة صح بجانب السطور المفسرة . لقد قاموا بحل اللغز .فقفزا كل من ايما وكايتوا فرحين.. لكن لم يحدت شيء الحاجز لم يختفي بل وظهرت خانة بتلك الشاشة مكتوب عليها < أدخل الكلمة > . فبدى عليهم الانزعاج .
سألت ايما بإنفعال وتقوس حاجباها
" ماذا ؟ اي كلمة الأن ؟ لقد قمنا بحل اللغز .يطلب جورا منها الهدوء قائلا "
" اهدئي يا ايما.. يبدوا أنها كلمة واحدة أخيرة "
فتطلق ايما زفيرا ، منزعجة بينما تفرك بشعرها بعنف ، وقال كايتوا بملامح حازمة قبل أن يخطوا بخطوات سريعة ذهابا وإيابا .
" كلمة واحدة... "
بعد تفكير طويل يقرر جورا تجربة شيء ما ألا وهو جمع الحروف الأولى من كل كلمة من السطور المفسرة السابقة والكلمات هي : إنارة ، ساعة ، تربة ، عقرب ، دوران . لتنتج هذه الكلمات بجمع حروفها الأولى كلمة : إستعد . فنطق جورا
" أمل أن تكون هذه هي الكلمة المناسبة الأن "
رد عليه رفيقيه
" نرجوا ذلك .
وجه جورا إصبعه للشاشة بالخانة الفارغة التي تطلب منه ادخال الكلمة فيكتب كلمة { إستعد } بلوحة مفاتيح ظهرت له بالشاشة . لقد تعجبوا منها كذلك ، فظهرت علامة صح بجانب الكلمة المدخلة لكن لم يحدت شيء ايضا زاد استغراب وانزعاج جورا ورفيقيه..
ثم تذكر الكرة المتوهجة التي كانت تتوهج دون توقف خاصة عند اقترابه نحو الإكسير ظل يفكر بدور الكرة أين يجب أن تكون لكن سرعان ما لمح راحة يد الثمتال التي بدت وكأنها تطلب شيئا.. فيضع عليه الكرة المتوهجة ثم يسقط الحاجز .
وأخيرا جورا الأن على بعد خطوة على الإكسير . لقد شعروا براحة كبيرة عند نجاحهم .
صعد جورا الدرج شيئا فشيئا ، كلما صعد درجة ازدادت دقات قلبه ، وعند وصوله للعمود الذي يحمل الإكسير تكلم مع نفسه
" ها أنت ذا.. أصبحت ملكي الأن . "
مد ذراعه وأمسك الإكسير بيده ورفعه كأنه لا يصدق الأمر هو ورفيقيه بعد كل ما مروا به من خوف وألم وعذاب نفسي وجسدي .
ثم فوجئوا بالسقف بدأ يتهدم بعدما رفع جورا الإكسير ،والجدران باليمين واليسار تضيق نحو بعضها البعض شيئا فشيئا ملتصقة بها اشواكا حديدية حادة قاتلة ليهرعوا نحو باب مخرج القاعة الذي دخلوا منه بسرعة والذي يبدوا أنه يغلق تلقائيا ببطئ وحتى باب المخرج الاخر القريب الذي فتحه دانيس كان يغلق تلقائيا أيضا لكنهم لم يتوقفوا فأسرعوا وخرجوا بشق الأنفس .
حمل دانيس اخته سلفا وخرج بالأخير مع البقية وقد أغلق الباب بالوقت المناسب .
ثم توقفوا للحظة و قالت ايما بلهث مقاومة الم جروحها السابقة
" كان ذلك وشيكا.."
لكن جورا لم يشعر بالراحة وقال لهم
" علينا الخروج من هنا فورا ."
ودون سابق انذار يتقدم ذلك الباب الكبير الذي أغلق وجذاره المحيط به من خلفهم محاولا سحقهم بأشواك حديدية حادة لكن هذه المرة اشواك حديدية ملتهبة حارقة وبعضها ينقذف نحوهم عن بعد ، يصد جورا البعض بالصد المثالي بخنجريه وايما تتفادى البعض ، أما دانيس يصد بترسه الثقيل الملتصق بيده اليمنى بينما يحمي اخته التي يحملها كذلك . لكن وعلى حين غرة تصيب احداها كتف كايتوا الايمن ، فإحترق كتفه تحت صراخ تألمه وسقط بالأرض وصعد اللهب الى رقبته ولم يتوقف عن الصراخ وعند اقتراب اللهب لوجهه أنقذه دانيس باللحظة المناسبة بإخماده بعنصره الماء فنزع الشوكة الحادة وألقاها بعيدا ، لم يكن هناك وقت للشكر .
ثم يركضون بسرعتهم القصوى مع مقاومة جورا لألم قدمه.. لكن تتعثر ايما بجانبه وتسقط وسط الرواق الذي يحتوي يمينه ويساره على الزنزانات فيمسك جورا بيدها ويرفعها ويكملون ركضهم السريع . حتى لمحوا بابا حديديا عند نهاية الرواق فحطمه جورا مع مساعدة كايتوا الذي قاوم ألم حروقه .
كان ذلك الصوت مسموعا الى اذان حراس قوم تاي بالجانب الاخر .
علا جورا صوته قائلا بينما يركضون
" لقد كشفنا الأن بلا شك لذا لا تتوقفوا عن الركض ابدا "
رد عليه رفيقيه بشق الأنفس
" حاضر .
يستمر تلاثتهم بالركض وكذلك دانيس حاملا اخته على ظهره بمؤخرة الفريق الى أن ظهر لهم جاغانورث أمام مرأى أعينهم ، لم يصدقوا الأمر إنه الكابوس مجدذا .أثناء ذلك لمح جورا مدخلا اخر واسعا بجانبه فدخل له وتبعه الباقين بسرعة قبل وصول جاغانورث لهم . فتبعهم هو الأخر للمدخل . كان المدخل مظلم وكذلك طريقه ، يركضون في حين جاغانورث يركض خلفهم وسط ذلك الظلام . فركضه لم يكن سريع بل بطيئ لكن مع كل قدم تضرب الأرض تزلزل السقف بأحجار تتساقط . كان الطريق ضيقا لكنه مرتفع على الاقل يكفي لعملاق كجاغانورث..
تسارعت انفاسهم وتذكروا خوفهم السابق عندما واجهوه ونجوا بأعجوبة منه ، زاد نزيف صدر جورا عن ذي قبل وارتفع ألم قدمه فإنخفضت سرعته قليلا لكن سرعان ما زادت بعدما فكر بعدم الاستسلام . لقد قاوم ذلك الألم .
ثم فجأة يرسل جاغانورث مطرقته نحوهم بسرعة خارقة . لقد قذفها بقوة كبيرة . لمحها دانيس الذي كان بمؤخرة الفريق ، كانت المطرقة تشع وسط الظلام بينما تسرع نحوهم . فإستدار دانيس ليحمي اخته التي على ظهره واخرج ترسه الثقيل ووضعه أمام وجهه فصد مطرقة العملاق الثقيلة لكن اثر ذلك الإصتدام قذف دانيس بترسه واخته للخلف كثيرا ، مما ارتطم بجورا ورفيقيه فقذفوا جميعا الى مخرج ذلك الطريق الذي كان يشع عند اقترابهم منه ، فوجدوا أنفسهم بالهواء . لقد كان يبدوا ذلك المخرج من الخارج كمدخل كهف وسط جبل شاهق . مع بزوغ الفجر .
ثم سقطوا جميعا بنهر واسع بدا عميق جذا بالأسفل تحت نظرات جاغانورث المخيفة الذي وقف على حافة ذلك المخرج يحملق بمكان سقوطهم بأعينه الحمراء المرعبة .
.
.
.