صباحا ، استيقظ جورا على رعشة خفيفة هزت جسده . فتح عينيه ببطء ، يغمضهما سريعاً أمام وهج الشمس الذي اخترق سطح ماء النهر . أدار رأسه يمينا ويسارا ، يبحث عن أي شيء مألوف . سكون مطلق وزقزقة عصافير تلهو في أغصان الأشجار المحيطة بالنهر . نهض من الماء ، وارتعش جسده وهو يهز قطرات الماء عنه. نظر حوليه متسائلا عن مكان تواجده والأخرين.. فإذا به لمح دانيس ممدداً على الضفة المقابلة فهرع نحوه ، كان دانيس وجهه شاحب وعيناه مغمضتان. ملقى على الأرض شبه غائب عن الوعي ، يحاول جورا ايقاظه مرارا وتكرارا بمناداته بإسمه والضغط على صدره حتى وأخيرا قام دانيس هالعا لاهثا وسأل
" أين نحن ؟ "
أجابه جورا
" لا أعلم "
فإلتفت دانيس من حوله لم يرى أحد ألا جورا الذي أمامه فسأله مجدذا بهلع
" أختي..أين هي ؟.. ورفيقيك ؟"
" هون عليك أنا مثلك للتو أفقت لذا علينا الإسراع والبحث عنهم وسط هذا النهر . "
بحثا في النهر لمدة طويلة حتى وجدوهم وأنقذهم واحد تلو الأخر . كانوا فاقدين للوعي .
...
بعد مرور بعض الوقت يبدوا أنهم استعادوا وعيهم كل من ايما وكايتوا وحتى ليلي استيقظت التي كانت فاقدة للوعي مند لحظة انقاذها من الزنزانة بأسفل قصر العمالقة بالعاصمة إرم ، تحت فرحة أخيها الكبير دانيس . لقد احتظنها بشدة والدموع تسيل من عينيه فقالت ليلي مبتسمة
" أنا بخير يا أخي ."
سألها دانيس بعد أن هدأ
" أأنت حقا بخير يا ليلي ؟.. لم يفعلوا لك أولئك العمالقة شيء صحيح ؟.. "
ردت ليلي وهي مشتتة الذهن تمسك برأسها بيديها تحاول التذكر
" لا أذكر ماحذث لي بعد اختطافي "
قال دانيس
" فهمت..
ثم صمت وأردف
" لا تقلقي اخوك معك الأن ولن ادع اي شر يمسك "
ردت ليلي مبتسمة مطمئنة
" شكرا لك يا اخي "
تنظر لهما إيما منذهشة من علاقة الأخوية بينهما لكن بدى عليها شيء من الحزن فتقاطعهما بإبتسامة قائلة
" تسرني رؤيتك يا أيتها الأميرة ليلي أنا إيما "
ثم تشير الى جورا الذي يجلس بجانبها فتقول
" وهذا بارد العينين اسمه جورا .
وبعد ذلك تشير لكايتوا وتقدمه للأميرة كذلك .
تفاجئت ليلي وقالت بإبتسامة جميلة
" تسرني معرفتكم أيضا .
قال دانيس
" إنهم الذين وجدوك في زنزانة بمعقل العدو وأنقذوك "
حنت ليلي رأسها لهم شاكرة من كل قلبها .
...
كانت ايما تعالج إصابات جسدها والأخرين واحدا بعد الأخر بطاقة العلاج التي تعلمت بعضها من كاميا زوجة اورليش ، واستعملت ايضا الضماضات وغيرها من وسائل بسيطة.. فعندما نزع كايتوا سترته سوداء اللون التي نصفها محروق ومتفحم تفاجئت ايما من شدة اثار الحروق على جلده من ذراعه الايمن صعودا لكتفه ثم رقبته وكانت تظهر قليلا على ذقن وجهه . فقد حصل هذا إثر محاولة هروبهم سابقا حين انقذه دانيس بالوقت المناسب . فقالت له ايما بوجه حزين
" انها حروق كثيرة . "
رد كايتوا مقاوما ألمه
" لا بأس أنا بخير "
ثم صمت واضاف
" هذه الحروق يمكن نسيانها مع الوقت "
لتتنهدت ايما موافقة لرأيه لكنها شعرت بالأسف حقا بداخلها.
فتسآل كايتوا عن مكان تواجدهم فأجابه دانيس قائلا
" نحن بمملكة لاغون .
لقد تفاجئو من ذلك فسأل كايتوا
" كيف ذلك..؟ اذكر أننا سقطنا بنهر كان متصلا بقصر إرم و... "
ثم صمت وأردف
" لا اتذكر شيء بعد ذلك .
فتدخل جورا وقال " يبدوا أن ذلك النهر الذي سقطنا به مرتبط مع هذا النهر ردت ايما مندهشة
" هذا يعني أنه نهر طويل جذا . "
فقاطعهما دانيس قائلا بعدما كان يحملق جيذا بالنهر " وأيضا يبدوا أنه ساعدنا تيار قوي للوصول لنهر لاغون "
اتفق معه جورا
" هذا مايبدوا عليه الأمر .
عبرت ايما عن اعجابها بمملكة لاغون وبحيراتها وأنهارها الكثيرة التي تظهر على الأفق وقالت
" لا يطلق عليها بالمملكة المائية عن عبث .
فرفع دانيس رأسه للسماء الزرقاء مستنشقا هواء هذه المملكة المنعش وقال مبتسما
" اه.. كم اشتقت لرائحة هذه البحيرات .
سألته ايما
" هل زرتها من قبل ؟
رد دانيس
" نعم...
فصمت وقال بملامح حزينة
" لكن الأن هي تحت سيطرة العمالقة.. كم هذا محبط هم لا يستحقونها ابدا ."
" معك حق .
فقال دانيس
" كان لدي معلم من لاغون يعلمني عنصر الماء وبفضله اصبحت ما أنا عليه الأن .
قاطعه جورا قائلا
" صحيح رأيتك تستعمل عنصر الماء سابقا عندما أنقذت كايتوا
رد دانيس
" اجل.. عنصر الماء عنصر مظلوم جذا بالقارة تقريبا لكنه فعال في كثير من الاحيان خاصة بمكان يحتوي على الكثير من المياه كمملكة لاغون لهذا يعتبر عنصر اساسي هنا .
ثم اضاف جورا
" لكن بأماكن اخرى التي تحتوي على قلة مصادر المياه كالبحيرات والأنهار... فيتحثم على المستخدم استخراج ماء جسمه من أجل ذلك .
رد دانيس موافقا
" صحيح ولأنه يستغرق بعض الوقت لتفعيل عنصر الماء عن طريق ماء الجسم وقد يكون شاقا للبعض ايضا لكن يمكن التدرب على ذلك ، لهذا لا تجد مستخدمي هذا العنصر كثيرا بجميع انحاء المماليك معاد لاغون حيث ستجد الكثير ، لكن حاليا اغلبهم قتلوا والأخرين اصبحوا عبيدا لقوم تاي اللعين "
ثم صمت وأضاف بغضب شديد
" وايضا لقد قتلوا معلمي أثناء غزوهم للمملكة .
حذت جورا نفسه بعدما رأى كمية غضب دانيس وكأنه رأى نفسه كذلك فقال
" إنتقام اذا.. "
...
مر بعض الوقت أثناء سيرهم في جو رطب ويبدوا أن دانيس قد اخبرهم بالأوضاع الحالية من الحرب سبارتا ضد مملكة تايتنز من العمالقة .
وقد فوجئوا بما قاله ، لم يتوقعوا ابدا أن الحرب ستبدأ بهذه السرعة ، فقال كايتوا بإحباط
" لا اصدق أننا لسنا متواجدين هناك "
ردت ايما
" يمكنني تخيل حيرة المعلم اورليش عن اختفائنا المفاجئ "
ثم قالت بصوت مرتفع و متوتر بعدما وضعت كلتا يداها على رأسها
" يا إلاهي سيوبخنا اشد توبيخ "
وجه جورا نظره لدانيس وقال
" وهكذا تم إنشاء معسكر التحالف بالشرق الجنوبي لسبارتا "
" اجل ، لهذا علينا الاسراع قدر الإمكان لتقديم الدعم بالحرب ، فهذا كان هدفي من الاساس إنقاذ اختي مستغلا الاوضاع الحالية ثم التوجه لمعسكر التحالف . "
رد جورا
" حاليا نحن لازلنا قرب حدود تايتنز و لاغون ولم نرى اي احد من قوم تاي "
قال دانيس
" حسب معلوماتي اغلبهم يتمركز بعاصمة لاغون أكوادين وضواحيها وايضا البعض بحدود سبارتا ولاغون "
ثم صمت واردف بحزم
" فعند اقترابنا الى هناك علينا توخي الحذر اكثر . "
اثناء ذلك تشعر ليلي بالقلق وتتسآل عن حال والدها مع نفسها وترجوا أن يكون بخير وجميع المشاركين بالحرب . لقد ضمت يداها الى صدرها . فشعرت بعدها بتوعك في قدمها اثناء سيرهم وسقطت بالأرض وإتسخ فستانها أخضر اللون فإطمئن عليها دانيس ، يبدوا أنها لن تستطيع المشي بمفردها ، فأخرج جورا ذئبه كاغي من خاتمه . لقد كان هناك طيلة الوقت كالعادة . وقال
" يمكنك امتطاء ظهر كاغي سيكون اكثر راحة لك "
تحت تفاجئ دانيس من الذئب فسأل نفسه مستغربا
" لماذا معه ذئب شيطاني ؟ "
لاحظ جورا استغراب وقلق دانيس واخبره بأن لا يقلق فهو ليس عدائي دون أوامر صاحبه فإطمأن دانيس بالنهاية وعبرت ليلي عن جمال فراء هذا الذئب ونعومته .
" ما أجمل هذا الذئب ! إنه ظريف .
قالت إيما مع نفسها ساخرة
" لا تعلم أنه ذئب شيطاني .
...
اخيرا وصلوا لحدود سبارتا ولاغون وكما قال دانيس هناك البعض من قوم تاي العملاق ويبدوا أن هناك معسكر واحدا ليس بكبير .استطاعوا تجاوز معسكر العدو من احدى جوانبه دون لفت اي انتباه وهاهم الأن بمملكة سبارتا على الحدود فوق هضبة صغيرة .فتكلم جورا قائلا
"حسنا علينا الإبتعاد اكثر الأن فإحتمال كبير وجود معسكرات اخرى بالقرب من هنا . "
رد دانيس
" صحيح .
لم يهنأوا طويلاً بنجاحهم.. فقبل أن يرمشوا بعين، أطلق بوق حاد صرخة تحذيرية من أعلى احد معسكرات قوم تاي. لقد تم كشفهم . ارتجف الهواء بأصداء الإنذار، وسرعان ما غطت السماء سحابة من السهام التي هوت كالمطر على الأرض. ارتعدت أجسادهم وهم يرون الرماح الحادة تصطدم بالأرض على بعد أذرع منهم. دون تردد، انطلقوا نحو غابة قريبة كانت على مرأى أعينهم ، قلوبهم تدق والقلق على وجوههم . اختفوا وسط الأشجار الكثيفة، وسرعان ما عثروا على كوخ خشبي مهجور. دخلوا إليه مسرعين وأغلقوا الباب خلفهم. كان الظلام يخيم على المكان، لا يضيئه سوى شظايا ضوء الشمس المتسللة من الشقوق والنوافذ المكسورة.
فهمس كايتوا متسائلا
" هل نجونا الأن ؟
رد جورا
" ليس بعد..
ثم تظهر كتيبة من جنود قوم تاي كان عددهم حوالي الثلاتين فردا عملاقا ، كانوا يحمون حول ذلك الكوخ بفؤوسهم تحت ارتعاب ايما التي شعرت بخوف شديد وابتلعت ريقها واتسعت حدقتاها بعد أن رأت عددهم الكبير من خلال تقب في الجدار الخشبي فهمست الى رفاقها
" إنهم بالخارج ماذا نفعل ؟ لن يدوم وقت طويل حتى يجدونا "
أدركوا عدد العمالقة الكبير . لقد كان واضح بالنسبة لهم فالأرض كانت تهتز شيء ما ، ما يدل على الكثير من الأقدام الضخمة .
فسمعوا قائد الكتبية يأمر أتباعه بالبحث بذلك الكوخ بسرعة ، شعرت ليلي بخوف لم يسبق لها أن شعرت به فعانقها دانيس الذي ردد بكلمات ليطمأنها
" سأحميك يا ليلي..
ثم فجأة تعثر كايتوا بشيء ما وسط ذلك الظلام مما اصدر ضجة سمعها بعض جنود العمالقة الذين أمروا بدخول الكوخ بينما كانوا يقتربون من أمام الباب الخشبي .شعر كايتوا بالندم ولعن نفسه الغبية تحت توتر وقلق الجميع وابتلعوا ريقهم عندما سمعوا اقدام قوم تاي امام باب الكوخ.. لكن إثر تلك الضجة تفتح الأرضية الخشبية على مصرعيها فيسقطون جميعا بالأسفل ثم تغلق الأرضية مباشرة حتى واخيرا دخل قوم تاي محطمين الباب الخشبي متعجبين . لم يجدوا شيء بعدما كانوا متأكدين من سماع صوت ما .
...
سقطوا بسلام بمكان بدى كقبو مظلم يصله ضوء الشمس من بعض الشقوق الصغيرة بالأعلى هنا وهناك من الزاوايا .
سأل دانيس
" أين نحن ؟ أهذا قبو ما ! . "
رد جورا
" يبدوا كذلك .
استدار دانيس خلفه وإطمأن على اخته فأخبرته انها بخير .
قال كايتوا بعدما تنهد براحة
" يبدوا أننا نجونا منهم "
أطلقت ايما زفيرا قويا وقالت
" ما كان كل ذلك العدد . ."
بينما كانوا يتساءلون عن كيفية الخروج من هذا القبو المظلم، بدأت الأرضية الحجرية الباردة تهتز تحت أقدامهم. نظروا إلى الأسفل بدهشة، فإذا بهم يرون رمالًا ناعمة تتصاعد من الشقوق، وكأنها تخرج من باطن الأرض. في لحظات تحولت الرمال الرقيقة إلى بحر متلاطم يهدد بابتلاعهم .
" ماذا ؟ رمال !"
" إنها رمال متحركة سحقا.. "
حاولوا يائسين التشبث بأي شيء ثابت او المحافظة على توازنهم ، لكن الرمال اللزجة التصقت بأجسادهم، وسحبتهم إلى الأعماق. وعندما هدأت الأمور، اختفت الرمال كما لو أنها لم تكن موجودة من الأساس، ليجدوا أنفسهم يسقطون في منحدر رملي عميق، يمتد إلى ما لا نهاية. لقد شعروا بالذعر مما حصل .فصرخت ايما اثناء السقوط وقالت
" مالذي يحصل... ؟
رد كايتوا صارخا كذلك
" نحن نسقط...
فحذت جورا نفسه رغم ما حصل كان هادئا
" اذا استمر سقوطنا هكذا فلن ينتهي الأمر بسلام "
لقد أرسل جورا كرة نارية صغيرة سريعة للأمام فأنارت ما أمامه فرأى جدار بدى صلب بنهاية المنحذر واذا ما اصتدموا به مع سرعتهم تلك التي يسقطون بها فستتحطم عظامهم .فقام بتشكيل صخور من كلا يديه مشحونة بالبرق وقذفها نحو الجدار الصلب بقوة وسرعة شديدتين فتحطم الجدار قبل اصتدامهم به بالوقت المناسب فتوقف سقوطهم بهضبة رملية صغيرة ولم يتعرضوا للأذى .
قال دانيس لاهثا بعد أن نهض
" اه كان ذلك وشيكا حقا نحن بخير بفضلك يا جورا شكرا "
فتسألت ايما بتعجب
" ما كان ذلك السقوط ؟! "
رد كايتوا
" شعرت أني اسقط من السماء.. "
شكرت ايما جورا ومدحته على سرعة بديهته
فقال جورا والتفاجئ على وجهه قائلا
" اتركا الشكر لاحقا.. انظروا.. لهذا المكان !
فوجئوا بمساحة رملية شاسعة جذا وعلى مرأى أعينهم من بعيد تظهر مدينة تبدوا كبيرة وبالأعلى سماء زرقاء صافية مما اعطت منظر فريد .
سألت ايما متعجبة
" هذه كتبان رملية ! وتلك مدينة تظهر بالأفق ! أين نحن يا ترى ؟
رد كايتوا متوترا
" لازلنا بسبارتا صحيح يا ايما ؟ "
" اعتقد ذلك لقد دخلنا ذلك الكوخ ثم سقطنا بالقبو مما ادى بنا الى هنا ."
فقاطعها جورا وقال
" لكن الغريب هو أننا خرجنا الى الخارج.. "
فرد دانيس وسأل
" صحيح هذا غريب لقد كنا نسقط للأسفل فكيف خرجنا للأعلى ؟ "
حذت جورا نفسه متسائلا
" أيعقل أننا... "
لقد حيرهم هذا الأمر جذا ، لكن مضوا قدما فليس هناك حل اخر ، اتجهوا نحو تلك المدينة من أجل الحصول على بعض المعلومات من أهلها حول مكان تواجدهم رغم أن الأمر لم يكن مبشرا بالخير .بينما كانوا يسيرون تحت السماء الزرقاء في جو رطب ومتعجبين من هذا المناخ رغم أنهم بمكان رملي صحراوي وجب أن يكون الجو جذ مرتفع الحرارة وجاف ، حتى إقترابهم من بوابة المدينة ، لمحهم حراسها من أبراج المراقبة تحت تعجبهم فأطلقوا إنذار ببوق ضخم خمس مرات متتالية وقال احد الحراس محذرا صارخا ومرددا عدة مرات
" لقد أتوا الطاغيون...
وعلا صوت أجراس المدينة كصرخة مفزعة، وكأنها تنذر بقدوم مصير مجهول . هرب الناس مذعورين إلى بيوتهم، يصدحون بأبوابهم ونوافذهم وكأنهم يحتمون من وحش مفترس . البعض الآخر استعدوا لأي طارئ مسلحين بكل ما تيسر لهم ، في حين اختفى آخرون في زوايا مظلمة ، يبحثون عن ملاذ آمن .
في حين جورا والأخرين لقد كانوا واثقين من أنهم في مأزق كبير من خلال صوت البوق ذاك الذي سمعوه فشعروا بالقلق.. لم يكن هناك اي مهرب لهم وسط هذا المكان الشاسع الرملي والمكشوف تتواجد فقط هذه المدينة التي أمامهم . وأخيرا خرج حراس المدينة المدرعين كجدار من الحديد ، درعهم يلمع تحت ضوء النهار ، وبسرعة حاصروا جورا ورفاقه برؤوس رماحهم الطويلة والحادة تشير إليهم كسهام مشدودة على الوتر ،أي حركة خاطئة ستنتهي بفصل رؤوسهم عن أجسادهم، كقطف الزهور من ساقها . وقد ازداد قلقهم وتوترهم إلا جورا الذي بقى هادئا وعيناه تفحص الحراس ببرود .
.
.
.