بقصر العمالقة العاصمة إرم ، انطلق صوت الحرس

" استعدوا جميعا الأمير لورجي على وشك الدخول "

دلف الأمير إلى قاعة العرش، خطواته الثقيلة تسحق هدير القلوب المتوقعة. بعدما فتح له باب على مصرعيه من نحاس مصقول . امتدت أمامه سجادة حمراء كأنه نهر من الدم يصب في بحر من الذهب، تحيط به صفوف من الحرس العملاق ، شامخين كتماثيل حجرية قبل أن يظهروا احترامهم بإنحنائهم للأمير . كانت القاعة تتباهى بعظمتها المبالغ بزخرفتها وفخامتها بشكل غير طبيعي .

جلس الأمير لورجي على العرش ، وهو يتأمل جنوده بعيون متكبرة تتوهج بغرور ملكي . عندما كان يعظمه الجنود مرددين بإسمه

" فليحيا ولي العهد لورجي الثالت من إسمه "

" سمو الأمير هذا عرش-- "

تحدثت امرأة كانت واقفة على جانب الأمير ، طولها اثنا عشر قدم ، لكن سرعان ما قاطعها لورجي منزعجا بصوت خشن

" ماذا ؟ اتظنيني لست مؤهلا للجلوس على عرش والدي بعد ؟ "

" اسفة سمو الأمير لم يكن هذا مقصدي " حنت رأسها

حدث لورجي نفسه في انزعاج

" تسك لو لم تكن مساعدة والدي لأمرت بقطع رقبتها على الفور "

كان شعر الأمير أشقر فاتح قصير ، مرتديا أفخم الملابس بأكمام طويلة ذات لون أصفر ذهبي مما تناسقت مع لون شعره ، بطنه البارزة كانت تتحرك مع كل نفس يتنفسه . كانت وجنتاه ممتلئتان وعيناه خضروان ، بلغ طوله قرابة السبعة عشر قدم . ثم واصل هذا الأخير بصوت مسموع

" والأن لندخل صلب الموضوع ، فلتتقدم يا جاغانورث "

كان الملقب بالخودة السوداء جاغانورث من بين الحرس ، فتقدم لما سمع اسمه واهتز درعه الأسود الثقيل . قبل أن يقف أمام الأمير الذي يجلس على العرش بتعال .

" حسنا " تنهد لورجي ثم رفع صوته غاضبا

" اللعنة كيف اختفى كنزنا الوطني هكذا ؟ "

تحت توتر اغلبية الحرس على عكس جاغانورث ، بدى غير مبالي تماما رغم خودته السوداء التي غطت رأسه ، ولم ينطق بكلمة حتى .

" سحقا لماذا لا تجيب ؟ "

زاد التوتر في القاعة الى أن تقدم احد قادة الكتائب المكلفة بالدفاع في شجاعة

" حضرة الأمير دعني اشرح الوضع رجاءا "

فأعطاه صاحب السلطة الأمر لذلك

" لقد تمت سرقة إكسيرنا من طرف مجموعة من البشر "

" اولئك الوضيعون الضعفاء ! اي هما من المملكتين ؟"

" حسب الأوضاع الحالية فليس هناك احتمال غير مملكة سبارتا "

" والدي الأن بالحرب ضدهم ولديهم الجرأة لفعل هذا ! "

اشتعلت شرارات الغضب في عيني الأمير وهو يضرب بقبضته على ساعد العرش الخشبي المتقن ، يطحن في أسنانه .

" سحقا كان من المفترض أن يكون ذلك الإكسير ملكي أنا "

همس وهو يقبض على قبضته، أظافره تخدش الخشب. كان الإكسير الذي طالما حلم به قد سرق وهو الأن في يد آخرى .

ثم سمع صوت أنثوي حاد بالقاعة يقول

" لورجي مالذي تفعله عندك ؟ "

تفاجئ الأمير وكأنه شاهد شبحا

" أمي... "

دخلت الأم لقاعة العرش وركع لها مباشرة كل الحرس قبل أن يعلو صوتهم

" مرحبا بجلالة الملكة ليزانيث "

أمرتهم الملكة بالصمت ثم التفتت بنظرة ثاقبة نحو ابنها وعيناها المتوهجتان كأنهما نيران ملتهبة ، فشعر الجميع بقشعريرة تجري في أوردتهم ، كما لو أن سيفا حاد موضوعا على رقبتهم ينتظر من يخطئ . ثم بصوت أجش كالصخور قالت

" أنزل من ذلك العرش حالا "

" لكن يا أمي انا.. " تحدث متلعثما

" أنت ماذا ؟ لقد غبت لفترة قصيرة وأنظر الى ماذا تفعل تلعب لعبة الملك ؟ "

لم يكن للأمير سوى كبث انزعاجه واظهار خوفه الذي لم يسيطر عليه

" لا تدعني أكرر كلامي "

لم توقف الملكة نظراتها المرعبة ، فنزل الأمير مطئطئا رأسه في توتر من هذا الإحراج الذي سببته له ، قبل أن يبتلع ريقه خوفا .

" اذهب لغرفتك الأن يا لورجي "

" حاضر "

فجلست الملكة على العرش بفخامتها وهيبتها التي فرضتها على جميع من في القاعة فور دخولها ، شعرها طويل حريري بني محمر وعيناها خضروتان ، لم يكن لها ذلك الجمال الفائق لكنه فريد . كانت ترتدي ثوبًا من الحرير القرمزي له أكمام طويلة ، مطرزًا بخيوط الذهب، مصنوع من أجود المواد . يضفي عليها مظهرًا ملكيًا فخمًا ، بلغ طولها أربعة عشر قدم . وتحدثت بثقة

" دعوني أصلح الوضع هنا "

...

في معسكر التحالف لم يصدق الملك كارل ما رآه أمام عينيه ، إنها إبنته المخطوفة . لقد عادت سالمة . بعد أن خرج هالعا فرحا من خيمة الملكان ركضا لمدخل المعسكر لإستقبالها بسرور قبل أن يحتضنها بقوة وتتبلل خداه بدموعه ، فعلت الأميرة ليلي نفس الشيء وعبرت عن اشتياقها لوالدها ، كان بينهما مودة لا يمكن وصفها في تلك اللحظات المؤثرة . الى أن هدأ وتقدم كارل نحو ابنه واضعا يده على كتف دانيس وتحدت باسما

" لقد كنت واثقا منك يا بني "

" انها اختي بعد كل شيء "

اخبر دانيس والده بأن الفضل الأول يعود لجورا ورفيقيه مشيرا إليهم براحة يده . لقد كانوا خلفه . حقيقة أنهم من أنقذوها أولا قبل أن يلتقوا ولولاهم لما كان قد نجى هو وأخته من ذلك المكان .

حنى الملك كارل وشكر ثلاثتهم من أعماق قلبه وحرص على مكافأتهم كما قال بلسانه . تحت تفاجئ الجنود المحطين بهم خاصة جنود بيس من ذلك ، فبادرت ايما بالكلام وأخبرته أنهم لا يحتاجون لمكافئة واتفق معها كايتوا كذلك بحماس . لقد أرادوا إنقاذ حياتها فحسب . كان جورا صامتا غير مبالي بهذه الاشياء المحرجة كعادته .

توسعت عينا ريغا لم يكن بوسعها إلا أن تصدم فور رؤيتها حروق كايتوا ، فحتى بدون خلع ملابسه العلوية سقط نظرها على رقبته . كانت الندوب الحمراء التي غطت يده اليمنى ومعصمه قد انتشرت حتى لحلقه فسألت نفسها في صدمة

" مالذي حذث معه ؟ "

بدى أورليش قد لاحظ ذلك ايضا لكن تعمد عدم اظهار اي رد فعل .

بينما رفع جنود بيس أصواتهم مع سحب سيوفهم للسماء معبرين عن فرحتهم لعودة أميرتهم بسلام ، في حين ابتسم الملك يونز لما شاهد فرحة صديقه الملك كارل . فكلاهما أباء يدركان قيمة الابناء عندهما .

...

بعد مرور الوقت داخل خيمة الملكان كان الحاضرين جالسين في كراسي خشبية حول طاولة كذلك ، مستطيلة الشكل . يتناقشون حول أمر ما .

فقد تواجد كل من الملكان مقابلين بعضهم بعض مع مسافة الطاولة طولا . تواجد ايضا اورليش وريغا ، دانيس ورئيس الوزراء الذي وصل متأخرا للمعسكر ، بالإضافة الى جورا ورفيقيه والزعيم دوناهان .

" إذا قلت أنك زعيم عرق الكاغانيرا وتريد دعمنا بالحرب "

" بالظبط جلالتك "

رد الزعيم دوناهان ثم حذث نفسه

" إذا هذا هو ملك سبارتا الحالي "

" ولكني لم أرى أتباعك أهم خارج المعسكر ؟ "

" لا تقلق سيظهرون بالوقت المناسب اعدك بذلك "

وجه الملك يونز نظره لجورا وقال

" الصراحة ما قلته هنا يا جورا أمر صعب التصديق "

" أعلم ذلك فحتى أنا صدمت لكنها الحقيقة ، وبالمقابل يحتاجون فقط قطعة أرضية على السطح "

عم الصمت المكان فشعر كل من ايما وكايتوا بالإرتباك والتوتر من الجو المحيط فسأل كايتوا نفسه

" هل تواجدي هنا صائب حقا ؟ "

ثم كسر الملك يونز الصمت بتنهيدة وتحدث مبتسما

" حسنا ، بهذا لدينا دعم من عرق الكاغانيرا و أيضا مرتزقة الشمال من قرية وينترفل "

ردت ريغا

" صحيح بالإضافة الى أوراقنا الرابحة سيكون النصر حليفنا هذه المرة "

قبل كل هذا لقد اخبر جورا الملك يونز بما حذث معه اثناء إلتقائه بعرق الكاغانيرا تحت مسامع الحاضرين بخيمة الملكان ، لم يستطيعوا إلا أن ينصدموا مما سمعوه ، فتى النبوءة ، عرق لم يسمعوا عنه مطلقا ، مدينة مزدهرة تحت الأرض لم يكتشفها احد من قبل ،لم يكونوا ليصدقوا الأمر حقا لو لم يكشف الزعيم دوناهان عن نفسه بعدما دخل للخيمة بالوقت المناسب كما هو مخطط ، فتفاجئوا من شكله الجذاب ، عينيه الذهبيتين ولون شعره الناعم الشبه طويل كلون عينيه .

كان أمامهم سوى تصديق ما يخرج من فم جورا والزعيم دوناهان ، حتى دانيس ورفيقي جورا نطقوا مأكدين على ذلك بشهادتهم على كل شيء . لكن ابقوا حقيقة عرق الكاغانيرا الملوك الأصليين للقارة سرا بينهم لحين نهاية الحرب الحالية . لقد اكتفوا بحقيقة كراو دون فيغر على لسان دوناهان الذي اخبرهم بأن هذا سيكون له دور قوي جذا بصفهم بالحرب ضد قوم تاي .

كانت كل هذه الحقائق المفاجئة الصادمة قوية جذا كصعقة رعدية ضربت فوق رؤوسهم . خاصة ريغا كونها حكيمة المعرفة بسبارتا بل وحتى بالقارة ولم تكن تعلم اي من هذا .

رغم ذلك لم يستطع الملك يونز التوقف عن التسائل عما كان يفعله جورا ورفيقيه بقصر العدو ، فسألهم . أجابه جورا ببرودة دون تردد بالحقيقة حول سرقته لذلك الإكسير لأنه بوضع خطير على حياته إن لم يحصل عليه بأسرع وقت ، تنهد يونز وتعاطف مع وضع جورا بعدما عاتبه على ذلك ، ثم تذكرت العجوز ريغا أسئلة جورا عن هذا الإكسير في وقت سابق بالمكتبة بدى وكأنها لم تتوقع منه أبدا الذهاب والحصول عليه ، ظنت فقط أنه أراد التعلم كأي طالب بالأكادمية .

بينما أورليش الذي لازم الصمت حتى هذه اللحظة مكتفي بالسمع ففط لم ينفك عن النظر لجورا بنظرات لا تبشر بالخير وكأنه يوبخه بأعينه الحادتين تلك التي تظهر من قناعه الجمجمي رمادي اللون ، شعر كايتوا وايما اللذان يجلسان بجوار معلمهما بظغط رهيب منه وارتعشا خوفا

....

مرت بضع ساعات من ذلك الحديث الطويل وغاذر كل منهم خيمة الملكان .

تظهر الأميرة نوريانا تعانق ايما بشدة من الفرحة حتى كانت بعض الدموع على حافة عينيها .

" كنت قلقة عليكم حقا ، اين كنتم ؟ "

فسمعوا صوتا مألوفا

" هل كنتم في رحلة او ما شابه ؟ "

لقد كان غون بورج بينما كان يتقدم شيئا فشيئا ، فرد كايتوا

" هل ابدوا لك كذلك ؟ "

صعق غون بما رأه من ندوب حمراء وأدرك خطأه الجسيم الذي فعله الأن ، فحنى رأسه أسفا .

كانت نوريانا تنظر لندوب كايتوا من يده ومعصمه الى حلقه في صدمة فاطمأنت عليه بقلق ، لم يكن لكايتوا سوى الرد بكونه بخير .

فجأة ظهر المعلم اورليش من العدم خلف ايما وكايتوا ، كانت نظراته تلك التي لم تغرب عنه ، تحت ارتعادهما خوفا وابتلعا ريقهما الى أن تنهد اورليش قبل أن يتحدث

" أثبتا جذارتكما بالحرب ، هذا هو عقابكما "

شعر كليهما بالغرابة ، كانا ينتظران غضبا هائلا من معلمهما ، فعلت على أوجههما حماسة وتحدثا قبل أن يغاذر أورليش .

" نعدك بذلك "

سألت نوريانا عن مكان جورا الأن ، فقد رأته سابقا عندما دخلوا للمعسكر لكنها لم تستطع الإطمأنان عليه بسبب حشد الجنود وقتها . ثم تركت تنهيدة وقالت

" حسنا ، اذا مالذي حصل معكم ؟ "

ردت ايما

" لقد حصل الكثير "

فشارعت هي وكايتوا بسرد لها ولغون بماحذث معهما .

...

ظهر جورا واقفا لوحده وسط العشب بالمعسكر تحت اشعة الشمس ، كانت بمنتصف السماء . حتى سمع صوت مألوف من خلفه ، لقد كان المعلم أورليش .

" أنت هنا "

قال جورا

" أعلم ماتريد قوله "

رد أورليش

" ما فعلته كان تهور عظيم لكن بمأنك نجوت أرني ما يمكنك تقديمه بالحرب "

ابتسم جورا واثقا من نفسه

" بالطبع "

ثم استدار اورليش بظهره ، فرفع الهواء رداه الأسود كاشفا ملابسه من نفس اللون وغاذر ، بينما صعد جورا هضبة ليست مرتفعة كثيرا تطل على المعسكر . جلس مربعا رجليه بوضعية التأمل وأخرج الإكسير قبل أن يتحدث

" والأن ماذا أفعل ؟ يا دايمون "

رد المعني في راس جورا وقال

" لقد فعلتها يا فتى "

" قلت لي سابقا بأن اي بشري يشرب هذا الإكسير سيموت بعد يومين "

ثم واصل وسأل

" إذا كيف تنوي جعل الأمر ينجح ؟ "

" لا تقلق سأوجهك لكن الأمر برمته سيعتمد عليك والفشل ممنوع "

" سأراهن بحياتي إذا "

" بالظبط "

ثم واصل دايمون

" لذا عليك أولا الشعور بالطاقة الداخلية الحقيقية "

" الحقيقية ؟ "

" أجل ، الجيو او هكذا نطلق عليها نحن الأولينزيس ، إنها مصدر الهالة الخارجية التي تمر عبر قنوات الطاقة بالجسم من مصدرها وكلما كانت الروح اقوى زاد حجم الهالة ويمكن للأقوياء التحكم بها كيفما يشأون حرفيا ناهيك عن القدرات والمهارات الاخرى.. "

ثم أضاف

" الزينرو ، هذا ما تطلقون عليه أنتم البشر على تدفق الطاقة الداخلية وهذا ما تفعلونه حقيقة إنه فقط جزء صغير من الطاقة الداخلية الحقيقية ، اي لا تخرج كاملة فهي اعمق بكثير مما تظنون لدرجة أنها لا تصدق عند البعض . فعندما يغوص المرء في أعماق أعماقه الحقيقية عندها يمكن اخراج الجيو كاملا الى الهالة الخارجية ومع مرور الوقت والتدرب عليها يصل المرء لأعلى ذروته ومستوياته "

ابتلع جورا ريقه لهول ما سمعه عن هذه القوة

" انت تقصد بالأخير الحكام الأولينزيس اليس كذلك ؟ "

" صحيح "

فأردف دايمون

" هناك حتى بعض البشر الاقوياء وبشكل بدائي جذا يستعملون الجيو دون ادراكهم عنه ، ظانين أنه زينرو متقدم فحسب ."

تحدث جورا مذهولا

" فهمت إنها حقا قوة جبارة "

ثم استرجع بعض الذكريات السيئة محذثا نفسه في انزعاج

" لهذا كان ذلك الأوليزيس المدعو ناراكوزا قوي بشكل غير طبيعي "

لإتقان الجيو وجب اتقان الزينرو سلفا بطبيعة الحال لأنه لا يمكن الغوص في الأعماق دون المرور على هذا الأخير .

تكلم دايمون في رأس جورا

" هذا ليس بسيطا لكنه ليس مستحيلا ، تحتاج لعقلية هادئة جذا وقوة تركيز وثقة عاليتين ، وإن فشل الأمر بالمرة الأولى سيشعر المستخدم بالدوار والتعب ، ثم الفشل بالمحاولة الثانية يفقد وعيه مع أضرار داخلية خطيرة . وأخيرا اذا فشل بالثالتة تنفجر اعضائه الداخلية من كل جهة بسبب الظغط الهائل فيموت "

" إذا لدي فرصتين "

" اجل ولا انصحك بالفشل مرتين ، وبالطبع عكس الزينرو الذي لا يشكل اي تهديد على حياة المستخدم حتى لو فشل فيه عدة مرات . فأنتم تستعملونه على أنه أساس لدمج العناصر مع بعضها البعض فقط . "

ثم أكمل

" على اي حال ستفهم جيذا ما أقصده يوما ما بتطبيقه كليا لكن حاليا فقط أشعر بالجيو وسيكون كافيا ، واتبع تعليماتي حرفيا "

كان جورا يجلس بوضعية التأمل تلك فشرب الإكسير دون تردد كما أمره دايمون قبل أن يغلق عينيه ويغرق بالظلام كأنه يسقط بهاوية دون توقف . ارتفعت حرارته وأطلقت هالته الخارجية حول محيطه ، لقد تعرق كثيرا لدرجة أن ملابسه ابتلت كأنه خرج من البحر .

استمر الأمر لساعات طويلة لكن بالنسبة لجورا كانت فقط بضع دقائق من شدة التركيز والظغط الذي شعر به وأخيرا شعر بشيء ، ضوء خافت ابيض بالأفق وسط الظلام ، فسمع صوت دايمون برأسه

" اقترب من الضوء ببطئ "

" حسنا "

اقترب جورا شيء فشيئا شعر وكأن جلده يحترق كلما اقترب من الضوء الخافت ، ثم أمره دايمون بالتوقف فتلك المسافة كافية ليأمره بعد ذلك بإستخراج ذلك الجزء الصغير الذي شعر به الا وهو ذلك الضوء الخافت .لقد كان الجيو لكن بشكل طفيف ، استخرجه جورا بسلاسة ثم قام بتجميعها على شكل كرة صغيرة جذا مركزة في راحة يده عبر تخيله كما أخبره دايمون .

لقد تجاوز الجزء الصعب ففتح عينيه بعدما لم يعد يشعر بشيء ، عندما فتحهما كانت الشمس قد غربت بالفعل ، وحل الليل .

" هل انتهى الأمر ؟ "

" لقد أنجزت المطلوب منك "

ثم وأخيرا يضيف دايمون لمسته على الكرة الصغيرة . كانت بحجم حبة عنب لكن اذا ما انفجرت يمكنها تدمير مدينة كاملة . فأمر جورا بإبتلاعها مباشرة دون مضغها .فعل ما أمر به حتى يتلاعب دايمون بالكرة مخترقا قوانين الإكسير الحثمية ، شعر جورا وكأن جسده لم يعد كما كان سابقا . أصبح خفيفا أكثر وصلبا .

" أهذا تأثير الإكسير ؟ مذهل "

" أليس كذلك "

ثم وبشكل لا إرادي أطلق جورا عنصر الرياح بكثافة كبيرة ، لقد شكل عاصفة من حوله

." لا أصدق اتقنت عنصر الرياح فجأة ! ومستوى عالي حتى . "

تمالكه احساس غريب ، نبضه يضرب بسرعة كأنه يريد الإنقاض على فريسة ما ، لم يفهم ماهية هذا الشعور المتحمس فتحدت بعدما ترك ضحكة مكتومة

" هذا هو الجيو إذا "

ثم لمعت في رأسه فكرة ما ، قبل أن يبتسم قائلا

" لحظة بهذا سأكون قادرا على ذلك "

وهكذا بفضل تعليمات دايمون ولمسته ، وسرعة فهم جورا تمت عملية دمج الإكسير مع جسده دون تهديد على حياته . رغم هذا كان جورا يتسائل كيف فعل دايمون ذلك ؟ عندما سأله كان صوت دايمون قد اختفى كعادته عند نهاية اي شيء .

...

بعد تلك الليلة ، قبل بزوغ الفجر بلحظات ، بحدود عرين التنين السبارتية تواجد معسكر قوم تاي ، كان الجنود على أهبة الإستعداد للمعركة الأخيرة من الحرب مع ابتساماتهم العريضة التي تبشر بشر عظيم قادم ، بلغ متوسط طولهم حوالي الثلاثة عشر قدم . ارتفعت فؤوسهم الضخمة كأشجار مقتلعة من جذورها ، وبرزت رماحهم كأنياب وحوش جاهزة للانقضاض . وقفوا صفًا واحدًا كجدار من العضلات والحديد ، عيونهم تتوهج بشوق للقتال .

حتى تحدث ملكهم غورد تاي وهو يرتدي خودة حديدية فوق منصة عالية ليراه الجميع .

" أيها الجنود اليوم هو اليوم الموعود لنا ولا يوجد سوى نصرنا ، اليوم يوم سيطرتنا على القارة "

ثم واصل في هيبته مع صوته الخشن

" وسنعيد تشكيل التاريخ تحت اسم قوم تاي "

تحت هتاف الجنود العمالقة

" المجد لملكنا المجد لملكنا "

.

.

.

2024/09/08 · 180 مشاهدة · 2724 كلمة
Samiryuku
نادي الروايات - 2024