107 - فوضى في القاعة العليا

لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.

===

(وجهة نظر الشخص الأول: داريان.)

أخذت نفسًا سريعًا عندما فتح الجنود الباب لي, وبدأت أمشي بوتيرة ثابته متعمقًا في القاعة.

أرتديت ملابسي الرمادية المعتادة, حاولت أن أظهر بأفضل صورة ممكنة بما أني لم أزور هذا المكان منذ عدة أشهر, أردت أعادة الأنطباع السابق عني.

رفعت رأسي عاليًا, وقابلت نظراتي جميع الجالسين على جانب الغرفة, من الواضح أن أحترامهم السابق لي قد خف كثيرًا, هل ذلك لاني لم أعد الملك؟ ام بسبب القصة المنتشرة عن أمي؟

أردت أن أتنهد, ولكني منعت نفسي, أستمررت في المشي حتى توقفت أمام الطاولة الخشبية التي أعتادت أمي على الجلوس عندها.

لا أزال أشعر بالقلق نحوها, لم يسبق لها أن رفضت التواصل معي, ولا يوجد شخص في العائلة بأكملها قادر على جعلها تختفي في غضون ليلة.

حتى المجلس وألكسندر لن يقدروا على قتلها…

أرسلت بعض الأشخاص للبحث عنها في القصور الجانبية, يجب أن يعودوا قريبًا وأتمنى أن لا يكون قد أصابها شيء.

نظرت إلى يميني, حيث كان كاسيان جالسُا وخلفه ثلاث أشخاص, لم أعثر على ذو الشعر الأبيض جين, من المرجح أنه يتوخى حذره بما أنه فضح العائلة قبل ساعات.

ذلك الشخص ذو الذراع الميكانيكية الذي بدا في الثلاثينيات من عمره - الذي حضر المحكمة منذ اليوم الأول, وتم أستخدامه كدليل أن لكاسيان علاقه بما حدث في مجتمع الدمى.

وكان هناك وجه جديد, شخص جلس على كرسي مُتحرك, بدا هشًا وضعيفًا للغاية, ولكني عرفت بسهولة أنه يخفي الكثير تحت ذلك الغطاء.

لم أستطع معرفة مستواه بشكل دقيق منذ أن المانا الخاصة به تتحرك بشكل مميز, ولكني أستطيع الجزم أنه فوق الرتبة A+ على الأقل.

وأخيرًا: أصطحب نفس الخادم الذي وقف في صفه دائمًا, أسمه ألفريد على ما اعتقد, أعتاد على خدمة والدي ونقل خدماته إلى كاسيان بعد الحادثة.

تذكرت ما حدث قبل 11 سنة فجأة, حادثة تورط فيها حتى القائد العام الذي كان موجودًا في الغرب بالصدفة, ووالدي وأعمامي الأثنين.

تعرض والدي لأصابات شديدة وتعرض أعمامي لجروح متوسطة بفضل تضحياته, ولولا تدخل القائد العام في النهاية لربما شملت الأضرار العائلة بأكملها او حتى الغرب.

وتلك الجروح - مثل الأفاعي الخبيثة لا تزال تتغذى على أبي حتى هذا اليوم, تستهلك روحه وجسده مع مرور كل ثانية, وتجعل أمله في العودة أقل وأقل.

والسبب الرئيسي وراء نشوب تلك الحادثة هو…

كاسيان… كاسيان مُسبب المشاكل.

لم أرى والدي بعد ذلك اليوم, فقدت صوته ونسيت وجهه, وأختفت مشاعري تجاهه منذ فترة طويلة.

مجرد سماع أسمه او أخبار عنه يجعلني أشعر بشعور غريب, كما لو أنه أصبح بعيدًا ولا يمكن الوصول اليه بعد الآن, حتى وإن كان لا يزال قريبًا.

الخسارة التي عانيت منها كبيرة, خسارة فقدان أبي منذ سن صغيرة وعدم تمكني من التعلم منه بشكل مناسب.

ولهذا, لن أسامح كاسيان أبدًا, الشخص الذي تسبب بكل هذا.

جلست على الكرسي, وأنتظرت أعلان ألكسندر لبدء المحكمة بفارغ الصبر, اليوم سيكون دوري للتكلم أولًا.

في النهاية, سبق أليوس وبدأ الكلام أولًا.

"مرحبًا بالجميع, وشكرًا لكم على الحضور والألتزام بواجبات عائلتنا الكريمة, سأدخل في صلب الموضوع مباشرة ولن أُطيل الكلام نظرًا إلى قصر الوقت.

أنا متأكد من أن الجميع قد سمعوا الأخبار التي أنتشرت بشكل واسع يوم أمس, تلك التي هزت المجال البشري بأكمله تقريبًا ودارت حول عضو مهم من عائلتنا بالتحديد." نظر أليوس الي في تلك اللحظة, كما لو أنه يطلب الأذن للتحدث.

في النهاية, أومأت برأسي. لا يمكن أن يقول أشياء سيئة عن أمي أمام الكثير, خاصة أنها لا تزال تملك الكثير من الجذور المغروسة في العائلة.

"أود القول أن تصريحًا رسميًا سوف يصدر قريبًا عن ذلك الموضوع, وسيتم فيه شرح وتبريء العائلة من تلك التهمة بالكامل." نظر إلى كاسيان بعدها ببعض الغضب, تفهمت ذلك.

حتى انا قد زاد كرهي له بعد ما فعل, لم يكتفي بأخذ أبي بل وحتى أمي ايضًا, جشعه فاق الحدود.

"أما اليوم, فقد أعتذرت السيدة لوانا عن الحضور, وقرر الممثل الرئيسي لهذه القضية - الأمير داريان - أن يأتي بنفسه.

سيتم أستئناف المحكمة بشكل عادي اليوم, وسيخرج قرار النتيجة في الأيام التالية." بمجرد أن أنتهى أليوس من الكلام, عاد إلى الجلوس ورتب بعضًا من الأوراق أمامه.

من الواضح أنه كان مشغولًا للغاية في الآونه الأخيرة, حيث أنه قد سرح كثيرًا أثناء الكلام.

وكذلك كان الأمر بالنسبة لبقية المجلس, ما عدا عمي ليونيل الذي بدا مبتهجًا بشكل غريب اليوم.

"الأمير داريان, أبدء بطرح الحجة, سوف ي-" قبل أن يُكمل ألكسندر الكلام, صوت ركله عالي صدى في القاعة.

تفاجئت, وكذلك الجميع, نظرت إلى كاسيان لعلها أحدى خططه مجددًا, ولكنه كان متفاجئًا بقدري.

'ماذا يحدث؟' نظرت إلى ليونيل, الذي ركل الطاولة التي جلس جميع أعضاء المجلس عندها, وتناثرت الأوراق والأغراض في الهواء.

تجمد جميع من في المجلس, نظروا إلى ليونيل بعيون خالية من المشاعر والأستجواب فيها واضح.

"لن تستمر محاكمة الحجج الغبية هذه لوقت أطول, إلا ترون أنه من المستحيل خروج النتيجة في مجرد أيام؟" أشار ليونيل نحوي ثم نحو كاسيان, وأكمل: "الأثنين متساويين من ناحية الحجج, وكذلك الأصوات مُقسمة عليهم بالتساوي, سوف تستمر هذه المحاكمة لأسابيع. لو أن لوانا لا تزال هنا لربما انتهت بيوم أو أثنين, ولكنها غادرت."

من الواضح أن ليونيل كان منزعجًا للغاية, ولكنه بدا غبيًا, ولا يزال أعضاء المجلس مصدومين للغاية لأن يردوا.

ولكن أعضاء العائلة الفرعيين لم يصمتوا, تناقشوا بصوت عالي وبعضهم متفق مع ليونيل, والأخرين معارضين.

وقفت فاليريا فجأة, السيافة الأنثى الوحيدة في المجلس, أمسكت بسيفها الفضي وهو لا يزال مُغمد.

"ما معنى هذا؟ أجب!" تحدثت بلهجة متسلطة, ولكنها لم تفقد هدوئها. وقف ماركوس بجسده الضخم وبدا أنه يستطيع سحق عمي بضربة واحدة.

"مثل هذه الحركات ممنوعه يا ليونيل, أعتذر أو أخرج." أمر ماركوس أيضًا.

نظرت نحو كاسيان بطرف عيني, أبتسمت عندما لاحظت مدى أنزعاجه.

'كلابي تحت السيطرة, على عكس الخاصين بك.'

حزبه في حالة سيئة جدًا, أليوس الأضعف في المجلس, وليونيل الذي قيل أنه أصبح مجنونًا مؤخرًا.

سمعت أن أصدقائه القدامى في العائلة قد زاروه منذ بضع أيام للحديث وتناول بعض الطعام, فخرجوا من منزله بعد دقائق بعظام مكسورة وأصابات متوسطة.

ركزت على أعضاء المجلس, بدا أن حرب طاحنه على وشك البدء بينهم.

لقد وقعوا في فوضى عارمه بعد مقتل عمي أوكتافيوس, بضع سنوات أضافية وسوف تتقسم العائلة إلى أفرع عدة.

كنت قد بدأت في خطة ترويضهم عندما اصبحت الملك, ولكن كاسيان قد قاطعها بعودته.

في النهاية, الشخص الذي جلس في المنتصف - ألكسندر - أوقف المعركة كالمعتاد, لولاه لتعرضت العائلة إلى اضرار لا يمكن أصلاحها.

الأمر السيء هو أنه في لحظة أرتقاء شخص آخر إلى الرتبة SS- وقد أقترب عضوين بالفعل منها, ستنقسم العائلة في صراع سلطة ولن تعود كما كانت.

"ماذا تقترح؟" أغمض ألكسندر عينيه وتنهد بهدوء, الأمر الغريب أنه تحدث بأدب.

'ماذا حدث عندما كُنت غائبًا بحق الخالق؟ لم يسبق لأكسندر أن يحدث شخصًا آخر بهذا الأحترام من قبل, كان كذلك فقط مع أبي وعمي أوكتافيوس.'

لاحظت وقتها الندبة الغريبة حول عينه, أشتعلت بنيران حمراء غريبة وبدا أنها أُحدثت بالطعن بقوة.

فكرت وقتها… 'هل يُعقل؟!'

"معركة على العرش." تحدث عمي ليونيل بلا تردد.

"أنت تعلم أن تغيير نظام المحاكمة لا يمكن إلا أن يتم بواسطة المشاركين, أليس كذلك؟!" بدا الغضب على وجه ألكسندر في تلك اللحظة.

"هل قمت بشيء متهور هكذا دون علم بالقوانين حتى؟ ما أنت؟ رئيس قرية؟ أحترم نفسك ومكانتك!" بدأ التوبيخ…

"سيدي, أود تقديم الطلب." تحدثت بصوت عالي.

"ماذا تقول؟!" سألني ألكسندر بغير تصديق, بينما أبتسم عمي ليونيل بشكل فضيع.

"أود تقديم طلب لتغيير نظام المحاكمة, اُريد محكمة قتال." أعدت طلبي.

نظرت بعدها إلى كاسيان, الذي بدا عليه الأضطراب.

====

بدأت تحركات التحالف ضد كاسيان وداريان.

لا تنسوا التعليق.

2024/03/29 · 231 مشاهدة · 1182 كلمة
DOS
نادي الروايات - 2024